ملفات خاصة

 
 
 

فيلم كوبولا “ميجالوبوليس” يسقط بقوة الطرد الذاتي

أمير العمري- كان

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أظن أن أقل ما يمكن أن يوصف به شعور كاتب هذه السطور، وأظنه يشمل أيضا شعور غالبية النقاد والصحفيين الذيم حضروا عرض فيلم المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا “ميجالوبوليس” Megalopolis في مهرجان كان، هو الشعور بالإحباط الشديد إن لم يكن الصدمة.

كوبولا الذي يعود إلى السينما بعد 14 عاما من الغياب، بمشروع ظل طيلة حياته العملية يحلم بتحقيقه، ثم يحققه أخيرا من ماله الخاص وبتكلفة بلغت 120 مليون دولار، يريد أن يحذر من سقوط أمريكا، أو الإمبراطورية الأمريكية، التي يرى أنها أصبحت غارقة في اللذات والمتع المادية والجشع والغرور والاستعلاء، تفضل النشوة العابرة وتهتم أماكن اللهو واللذة والنوادي الليلية والقمار، غير مدركة لما يحق بها من خطر الإفلاس والانفلات والسقوط. ونيويورك هنا هي معادل أمريكا، والفيلم يقول بوضوح وفي أولى مشاهده، أن سقوط أمريكا معناه سقوط العالم، تماما كما كان سقوط الإمبراطورية الرومانية.

وكوبولا يختار موضوع السقوط والانهيار، فيجعله محملا بدرجة ثقيلة للغاية، بالكثير من الرموز والرسائل الخطابية التي تصل إلى درجة مخاطبة المشاهدين مباشرة، على نحو تعليمي، يكرر التحذير تلو الآخر، من الانهيار، كما يكرر فكرة أخرى رومانسية تتصف بالسذاجة، هي أننا يمكن أن نمنع السقوط عن طريق الحب، أي أن نتعلم كيف نحب بعضنا البعض، وهي نظرة أخلاقية كاثوليكية ترتبط ربما بتكوين كوبولا الشخصي!

تدور الأحداث في نيويورك لكنه يطلق عليها “نيو روما”، وهناك جهد كبير واضح في تجسيد صورة تتميز بالغرابة المقصودة للمدينة بحيث تجمع بين طابع روما القديمة، ونيويورك الحديثة، ثم يبرز بطله، المهندس المعماري الطموح الحالم ببناء مدينة حديثة عملاقة تهتم بالفنون الرفيعة والثقافة والعمارة الراقية الإنسانية، أكثر من اهتمامها بمراكز التسوق والاستهلاك، هذا المعماري الحاص على جائزة نوبل، يطلق عليه “سيزار كاتالينا” (يقوم بدوره آدم درايفر). وهو يزعم أنه اكتشف مادة جديدة هي “ميجالون” ستساعده في تشيد المدينة الجديدة التي يحلم بها.

وفي مواجهة سيزار هناك عمدة المدينة “فرانكلين سيسيرو” (يقوم بدوره جيانفرانكو إبوسيتو)، وهو يتشبث برؤية مخالفة تماما لرؤية سيزار للمدينة الجديدة، فهو يريد تأسيسها على نفس الأسس القديمة التي تترك مساحة للفساد والاستغلال واللهو، لكنه في الوقت نفسه، يجعل الأولوية ليست للثقافة والفنون، بل لتدبير وظائف للعاطلين، ومساكن وعلاج ومدارس للناس. ويدخل الاثنان بالتالي في مواجهة حادة. ونعرف أيضا أن سيسيرو كان هو المدعي الذي تولى قبل سنوات، الدعوى القضائية ضد سيزار الذي كان متهما بقتل زوجته، فأهما عامدا، الكثير من الحقائق، وانحاز ضده، ورغم ذلك فشل في إثبات التهمة عليه. وهناك بالتالي، ثأر قديم بين الاثنين. لكن هذه القصة مثل كثير من القصص الفرعية في الفيلم، تظهر وسرعان ما تختفي، أي لا تحظى بمتابعة أو تعميق وإشباع لنظل غير موقنين عما إذا كان سيزار قد تخلص فعلا من زوجته أم لا حتى عندما يؤكد لجوليا أنه لم يقتلها، خصوصا أنه لم يتم العثور قط على جثتها.

أما “جوليا” (ناتالي إيمانويل) فهي ابنة سيسيرو الحالمة التي تنجذب إلى سيزار وتعجب برؤيته المثالية. وسيقع هو في حبها رغم أنه سيظل أيضا على علاقته بصحفية تدعى “واو” (أودري كريستينا)، شقراء لعوب جذابة تصفه في البداية بأنه شخصية anal أي شرجية، على العكس منها كشخصية oral أي فمية، باستخدام مصطلحات فرويد، فالشخصية الشرجية عند فرويد هي شخصية المثالي المتمسك بالأنا العليا، أما الشخصية الفمية فهي التي تميل للمتع الحسية المباشرة.

هناك أيضا شخصية ابن عم سيزار، “كلاوديو” (شيا لابوف) الجشع الذي يطمع في الاستيلاء على ممتلكات والده الملياردير الرأسمالي “هاملتون كراسوس” (جون فويت) الذي يعتقد أنه يستطيع شراء كل شيء بالمال والسيطرة على البشر (رمز واضح إلى دونالد ترامب)، وكلاوديو مثل ترامب، شعبوي يحرض فئة من الدهماء والغوغاء على الثورة ضد عمدة المدينة بغرض الاستيلاء على السلطة (أي الانقلاب على الديمقراطية) فيتزعمهم ويوهمهم أنه يتفهم مطالبهم ويمضي معهم، كما تغوبه “واو” اللعوب عن طريق الجنس، لتدفعه إلى الاستيلاء على حسابات والده في البنوك.

وهناك شخصيات أخرى كثيرة جدا تعبر سريعا فضاء الفيلم ثم تختفي مثل شخصية “ناش بيرمان” مدبر أمور سيزار، التي يقوم بها داستين هوفمان ويظهر في مشهد أو مشهدين ثم يختفي، أو الدور القصير الذي تلعبه تاليا شاير، شقيقة كوبولا التي ارتبطت بأفلامه.

وكلها شخصيات سطحية أحادية الجانب، لا يهتم السيناريو بإشباعها بما فيها الشخصيات الرئيسية التي تبدو كاريكاتورية ومنها شخصية “سيزار” نفسه الذي يغرم بالتساؤل عن مغزى الزمن وكيف يمكن التحكم فيه، ثم ينجح فعلا في إيقاف الزمن مرات عدة خلال الفيلم. وسيتعرض سيزار لمحاولة اغتيال مع إطلاق النار عليه بحيث يتشوه وجهه تماما، لكنه سيعود فيما بعد كما لو لم يحدث له شيء!

كثرة الشخصيات وضحالتها، وغياب الحبكة القوية التي تستند عليها، وهامشية قصة الحب بين قيصر وجوليا، والاستطرادات الكثيرة مع تكرار الفكرة، واستخدام التعليق الصوتي المباشر الذي يروي ويعلق ويحذر وينذر (بصوت الممثل لورانس فيشبيرن)- سائق سيزار وحارسه الشخصي، كلها عوامل تجعل البناء مضطربا، بحيث يكافح الممثلون لكي يمنحوا لأدوارهم معنى، دون جدوى.

ورغم أن الفيلم يتميز بعناصر الإبهار في الصورة: حركة الكاميرا، والتكوينات البصرية، والديكورات وتصميم الإنتاج الذي يجعل نيويورك أو نيو- روما، مدينة تمتلك من خصائص روما القديمة (الأعمدة والمباني الرومانية الطابع) مع استخدام اللقطات من زوايا مرتفعة لاقتناص المشاهد العامة التي تظهر غرابة المدينة وطابعها الصاخب الغارق في الملذات، مع تصميم الملابس التي تجمع بين التاريخ والمعاصرة، إلا أن كل هذه العناصر لا تنقذ الفيلم من السقوط، فمع غياب التماسك والوضوح والشخصيات المحددة الواضحة الأبعاد، يصبح الفيلم أقرب إلى استعراضات السيرك من خلال مشاهد أقرب إلى “الاسكتشات” مع الافتقار لروح المرح التي تميز عروض السيرك.

لا أود هنا أن أحرق باقي أحداث الفيلم أو أكشف عن نهايته، ولكن كوبولا، سيميل في النهاية إلى عقد مصالحة بين كل الأطراف، ثم ابتداع نهاية متفائلة توحي بالأمل في المستقبل. ولكن حتى هذه النهاية بدت مسرحية ومقصودة لدفع المشاهدين للشعور بالارتياح أكثر من كونها فكرة يقتنع بها كوبولا بالفعل، بعد أن أبدى طوال الفيلم تشككه في أن تنتبه الإمبراطورية الأمريكية إلى مأزقها الحاد الذي يوشك أن يطيح بها تماما كما كانت روما القديمة.

هذا ليس بالتأكيد أحد أفلامكوبولا الجيدة، الذي كان أول من حصل على “السعفة الذهبية” في مهرجان كان مرتين، فلا هو مثلا يشبه “المحادثة” بشجاعته ووضوحه وابتكاره وقوة تعبيره عن الفكرة، ولا “سفر الرؤية الآن” بجموحه وخياله الخصب ونقده القاسي لسقوط أمريكا في مستنقع فيتنام، ولا “الأب الروحي” بما يتميز به من سيناريو يفيض بالحياة والشخصيات التي لا يمكن نسيانها.

يمتلك “ميجالوبوليس” قوة في التجسيد البصري (صور ومشاهد كبيرة وديكورات هائلة، ومجموعة من الممثلين النجوم.. إلخ) لكن هذه القوة بدلا من أن تنقذ الفيلم فإنها تدفعه إلى السقوط، أساسا بسبب هزال السيناريو الذي يجعل لكل هذه العناصر قيمة وتأثير، فلا هو أصبح فيلما من أفلام الخيال العلمي (أو ما يدعى كذلك!)، ولا فيلما من أفلام النقد السياسي أو السخرية السياسية (satyre). والمرء لا يملك في النهاية سوى أن يتحسر عن المغامرة المالية الضخمة التي لم تجد حتى الآن موزعا يتحمس لشراء حقوق توزيع الفيلم في الولايات المتحدة. والسبب واضح. أليس كذلك؟!

 

موقع "عين على السينما" في

17.05.2024

 
 
 
 
 

إلى متى ننتظر يوسف شاهين يصبح عنواننا في (كان)؟

طارق الشناوي

مصر تشارك بفيلمين فى مهرجان (كان) هذه الدورة فى قسم (أسبوعى المخرجين) (شرق12) لهالة القوصى وفى أسبوع النقاد (رفعت عينى للسماء) لندى رياض وأيمن الأمير، أتمنى أن يتاح للفيلمين بعد المهرجان مباشرة مساحات من العروض الجماهيرية فى مصر، وألا نفاجأ بنشاط زائد وقراءة خاطئة من الرقابة مثلما حدث قبل ثلاثة أعوام مع فيلم (ريش) لعمر الزهيرى، الذى حصل على الجائزة الذهبية (أفضل فيلم) فى أسبوع النقاد.

ورغم ذلك بدلا من أن نحتضن المخرج الشاب، ونتباهى بجرأته الفنية وإنجازه، تعددت الطعنات التى وجهناها إليه، أشير إلى أن للحقيقة والتاريخ، استقبلت وزيرة الثقافة السابقة دكتورة إيناس عبدالدايم فريق عمل الفيلم، بمجرد عودتهم للقاهرة مكللين بالجائزة، إلا أن هناك من كان يتربص ليحيل بهجة الفرح إلى سرادق عزاء.

والسيناريو المكرر يبدأ بأن يعلو أحد الأصوات العشوائية الغاضبة، مرددا الاتهام التقليدى (إهانة سمعة مصر)، توقف التصريح بالفيلم، وننسى أن دورنا هو الحفاوة بكل موهبة مصرية تسعى للتواجد خارج الحدود، مشاركة جهات إنتاجية غير مصرية فى العمل الفنى، لا يعنى النظر بتوجس مسبق للشريط، تلك هى الآن طبيعة الإنتاج السينمائى عالميا، وهذا الجيل من المخرجى، استطاع أن يفك (الشفرة) الجديدة للإنتاج، ولهذا يتواجدون بقوة، على خريطة المهرجاتات العالمية، رغم كل الظروف غير المواتية.

أمس سألتنى الإعلامية السورية لا نا الجندى فى حوار عبر قناة (سكاى نيوز)، متى نرى يوسف شاهين مصرى آخر فى (كان)؟

أجبتها لدينا قطعا الكثير من المواهب، بدليل أن لمصر فيلمين هذا العام فى أقسام موازية، كنت شاهد عيان منذ مطلع التسعينيات هنا فى (كان)، على الحضور المؤثر ليوسف شاهين ليس فقط كمخرج كبير، ولكن تواجده أيضا فى الشارع، شركة طيران (إيرفرانس) فى مكتبها الإقليمى فى (كان) تضع صورة يوسف شاهين فى الصالة كواحد من كبار نجوم السينما العالمية.

لو أحصينا عدد المشاركات التى حققها يوسف شاهين فى المهرجان سنكتشف أنه لا يزال واحدا من أكثر المخرجين على مستوى العالم تواجدا، نحو تسع مرات منذ فيلمه (ابن النيل) عام 1951، عرض بالمسابقة الرسمية وعمره 25 عاما، وكان مرشحا لـ(كاميرا دور) الجائزة الذهبية للعمل الأول، فهو ثانى أفلامه الروائية بعد (بابا أمين) ولهذا يحق له التسابق على العمل الأول.

أنا بالمناسبة لا أصدق كثيرا مما رواه يوسف شاهين فى أحاديثه وعدد من أفلامه مثل (حدوتة مصرية) عن اقترابه من الجائزة، ثم كل تلك المؤامرات التى حيكت ضده وأبعدته فى اللحظات الأخيرة عن جائزة (كان)، وهو ما ردده أيضا بعدها عن فيلمه (باب الحديد) الذى شارك فى (برلين) 1958 واقترب من اقتناص جائزة أفضل ممثل عن دور (قناوى)، لولا أنهم اعتقدوا أنه فعلا أعرج ولا يمثل دور الأعرج فقرروا منحها لممثل آخر يؤدى شخصية درامية، وليست شخصيته الحقيقية، مبالغات غير منطقية وتخاصم حتى قواعد فن التشخيص، كررها البعض، بعد أن أطلقها يوسف شاهين.

من أهم أفلام يوسف شاهين (الأرض) 1970 الذى تسابق رسميا داخل (كان) ولم ينل الجائزة، وتردد أيضا وقتها أن هناك لعبة أخرى سياسية وراء الكواليس، أخر إطلالة ليوسف شاهين من كان (إسكندرية نيويورك) 2004 قبل رحيله بأربعة أعوام، ولكن آخر تواجد فى المسابقة الرسمية (المصير) 1997، وبمناسبة اليوبيل الذهبى للمهرجان- 50 عاما على انطلاقه- حصل على تكريم خاص سلمته شهادة التقدير النجمة الفرنسية ايزابيل أدجانى وكنت حاضرا ويومها قال يوسف شاهين (نعم هذه اللحظة تستحق بعد كل تلك السنين).

لنا فى رصيدنا العربى (سعفة ذهبية) واحدة يتيمة حتى الآن، من (كان) حصل عليها المخرج الجزائرى الكبير محمد الأخضر حامينا عام 1975 عن فيلمه (وقائع سنوات الجمر)، حامينا قبلها بسنوات قلائل انتزع أيضا (الكاميرا دور)، وتلك الجائزة الذهبية تمنح للمخرج فى أول أعماله، نالها عن (ريح الأوراس)، لدينا جوائز عربية أخرى هامة فى (كان) مثل المخرجة التونسية الراحلة مفيدة التلاتلى بفيلمها (صمت القصور) نالت أيضا (الكاميرا دور) 1999، كما أن المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكى سبق وأن حصدت جائزة لجنة التحكيم قبل خمس سنوات عن فيلمها (كفر ناحوم) وهى الآن عضو لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية.

يومها أطلقت نادين زغرودة لبنانية فى قاعة (لوميير)، تمنينا أن نسمع زغاريد عربية أخرى هذا العام ولدينا جوائز أخرى إيليا سليمان الفلسطينى (يد إلهية) لجنة التحكيم والمخرج اللبنانى الراحل مارون بغدادى (خارج الحياة)، وغيرها.

تذكرت المخرج الكبير الجزائرى حامينا فى الساعات القليلة الماضية، وأنا أحلم بـ(سعفة) أخرى، يقترب حامينا الآن من التسعين، وقدم آخر أعماله وهو فى الثمانين (غروب الظلال)، إلا أنه لايزال يحلم بالجديد.

التقيت بحامينا قبل نحو ربع قرن، بـ(معهد العالم العربى) فى باريس، أثناء عقد (بيناللى السينما العربية) الذى رأسته الناقد والباحثة د. ماجدة واصف، وقال أن على فرنسا أن تسعى للإنتاج المشترك مع السينما العربية، وهو ما سيمنح السينما الفرنسية أبعادا ورؤية اكثر رحابة والحقيقة أن العديد من الدول الأوروبية صارت تشارك فى الإنتاج حاليا.

بعد نحو نصف قرن على جائزة (حامينا)، أتمنى أن نتوج بها حلمنا السينمائى العربى المشروع بسعفة ثانية ولدينا هذا العام السينما الصومالية تمثلنا بفيلم (القرية جوار الجنة) للمخرج موهراوى!!

ونعود للسؤال، الأول هل نرى يوسف شاهين مصرى آخر فى كان وغيرها؟ نعم ولدينا واحد من أهم تلاميذه يسرى نصرالله له نحو خمس مشاركات بأفلامه فى العديد من التظاهرات مع تواجده أكثر من مرة فى لجان تحكيم (كان)، ولدى أمل قطعا فى الجيل الجديد من المخرجين الذى يقفزون فوق العديد من التحديات!!

قطعا لم ولن يوجد يوسف شاهين آخر فهو نسخة غير قابلة للتكرار ولكن هناك مواهب عديدة قادمة تعبر بصدق عن زمنها وجيلها وتحدياتها!!.

 

####

 

أجمل إطلالات أبطال فيلم Megalopolis بثالث أيام مهرجان كان السينمائى 2024

كتبت نورا طارق

ما زال الكثير من المشاهير يحرصون على حضور مهرجان كان السينمائى 2024 ولعل أبرزهم أبطال فيلم "Megalopolis"، الذين حرصوا على حضور العرض الأول لفيلمها وهو للمخرج فرانسيس فورد كوبولا، 85 عامًا، و ناتالي إيمانويل وأوبري بلازا وآدم درايفر، 40 عامًا، وشيا لابوف، 37 عامًا، وفقًا لما ذكره موقع صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.

وأطلت النجمة ناتالي إيمانويل، 35 عامًا، بفستان أبيض مزين بأحجار الراين الصغيرة، وأكملت إطلالتها بارتداء خواتم على شكل نجمة وقلادة على هيئة فيونكة.

وبدت أوبري، 39 عاماً، أنيقة حيث ارتدت فستان من الساتان عارى الظهر وبحزام ملتوي وتنورة مطوية.

وبدت النجمة جريتا جيرويج أنيقة بارتداء فستان أسود يصل للأرض مزين بآلاف من الترتر المتلألئ وأكملت المخرجة إطلالتها بقلادة فضية على هيئة نجمة، و لفتت الممثلة كيرا شابلن الانتباه إليها بارتداء فستان وردي شاحب بدون حمالات ومزين بخطوط سوداء.

وجريتا هي رئيسة لجنة التحكيم لهذا العام بعد النجاح الكبير الذي حققته بفيلم باربي في الصيف الماضي، وتعتبر أول مخرجة أمريكية تتولى منصب رئيس لجنة التحكيم.

وتدور أحداث فيلم Megalopolis حول مهندس معماري يحاول إعادة بناء مدينة نيويورك وتحويلها إلى مدينة فاضلة حديثة.

ويعد مهرجان كان أكبر مهرجان سينمائي في العالم، وأنطلق لأول مرة في عام 1939 كبديل لمهرجان البندقية السينمائي ويُقام هذا المهرجان سنويًا منذ عام 1946، وهو معروف ببرنامجه المختار بعناية من الأفلام التي حصدت جائزة الأوسكار أو أطلقت المسيرة المهنية لمخرجين مثل كوينتين تارانتينو.

 

####

 

إطلاق الإعلان الرسمي لفيلم رفعت عيني للسما تزامنًا مع عرضه في مهرجان كان

كتبت شيماء منصور

تزامنًا مع العرض الأول لفيلم "رفعت عيني للسما" بالمسابقة الرسمية لأسبوع النقاد بمهرجان كان في نسختها الـ 63 المقرر اقامتها في الفترة ما بين 14 مايو لـ 25 مايو 2024، تم طرح الإعلان الرسمي له ويظهر الإعلان 6 فتيات يمتلكن أحلامًا تفوق حد السماء ، حيث تحلم ماجدة بالسفر إلى القاهرة لدراسة المسرح والعمل كممثلة، وتحلم هايدي بأن تكون راقصة باليه، بينما تحلم مونيكا بأن تكون مغنية مشهورة، يتابع الإعلان هذه الأرواح المتفردة بينما يمر عليهن العمر وينتقلن من كونهن مراهقات الى نساء صغيرات.

ويعتبر فيلم (رفعت عيني للسما) أول فيلم تسجيلي مصري يشارك في هذه المسابقة منذ تأسيسها بالإضافة أنه العمل التسجيلي الوحيد المشارك في مسابقة أسبوع النقاد، ليكون واحدًا من ضمن سبعة أفلام فقط تنافس على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة التوزيع.

وتدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الفتيات اللاتي يقررن تأسيس فرقة مسرحية وعرض مسرحياتهن المستوحاة من الفلكلور الشعبي الصعيدي، بشوارع قريتهن الصغيرة لتسليط الضوء علي القضايا التي تؤرقهن كالزواج المبكر والعنف الأسري وتعليم الفتيات، بينما يمتلكن أحلاما تفوق حد السماء. وقد استضافت قرية البرشا في محافظة المنيا فريق عمل الفيلم على مدار العديد من الأعوام.

فيلم (رفعت عيني للسما) من بطولة فريق مسرح بانوراما برشا، ماجدة مسعود وهايدي سامح ومونيكا يوسف ومارينا سمير ومريم نصار وليديا هارون ويوستينا سمير مؤسسة الفريق، ومن اخراج ندي رياض وأيمن الأمير اللذين سبق لهم عرض فيلمهم الروائي القصير (فخ) بمهرجان كان في عام 2019، وحصل فيلمهم على تنويه خاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفس العام. كما عرض فيلمهم التسجيلي (نهايات سعيدة) عام 2016 بمهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية، أحد أكبر وأهم مهرجانات الأفلام التسجيلية على مستوي العالم.

فيلم رفعت عيني للسماء المنتج المنفذ محمد خالد، مساعدات الإخراج هاميس البلشي وضحي حمدي، مديرو التصوير دينا الزنيني وأحمد إسماعيل وأيمن الأمير، تسجيل الصوت مصطفي شعبان وسامح نبيل وأسامة جبيل وشدوي علي، موسيقى تصويرية أحمد الصاوي، مونتاج فيرونيك لاجوارد وأحمد مجدي مرسي وأيمن الأمير وندي رياض.

 

المصري اليوم في

17.05.2024

 
 
 
 
 

نظرة أولى | (طائر) للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد عالم سريالي بصورة سينمائية ساحرة

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

في أحدث أفلام أندريا أرنولد، (طائر، Bird) والذي عرض أمس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الـ 77، تستمر المخرجة البريطانية في استخدام العناوين المكونة من كلمة واحدة والتي تتمحور حول الحيوانات، بدأتها في عام 2001 بفيلمها القصير "Dog" ومؤخرًا بالفيلم الوثائقي "Cow".

في فيلمها الجديد تدخلنا أرنولد حياة "بيلي" البالغة من العمر 12 عامًا، لعبت دورها "نيكيا آدامز" في أول فيلم روائي لها، وهي تشارك لحظة سلمية مع "بيرد" عندما لا يكون هناك أحد آخر، وبينما تتسلل الابتسامة بلطف إلى وجهها، فإنها تختفي بنفس السرعة عندما تنقطع لحظة اليقظة الهادئة بسبب المشاكل التي تحدد حياتها.

تعيش بيلي الصغيرة مع أخيها هانتر ووالدها باغ، ولا يملك باغ الكثير من الوقت لهما وتبحث بيلي ـ التي تقترب من سن البلوغ ـ عن الاهتمام والمغامرة في مكان آخر، وتقضي ما تبقى من الفيلم في محاولة العثور على السلام وسط الاضطرابات اليومية، وتكوين رابطة مع شخص غريب يطفو في مجتمعها شمال كينت وهي بلدة شرق لندن، ويتطلع إلى إعادة الاتصال بماضيه.

تسكن بيلي في مركز استيطاني تُفصل فيه الغرف عن طريق ملاءات الأسرة، ويبدو أن طبقة من اللون الأصفر تغطي كل شيء، وبينما تتجول في الأراضي المحيطة بمركزها، تنسحب إلى مخيلتها هربًا من ملل الحياة والإحباطات الناجمة عن خطوبة والدها "باغ" المفاجئة من امرأة التقى بها قبل ثلاثة أشهر، وفي المستنقعات الممتدة تلتقي بيلي متشردًا لطيفًا يُدعى بيرد (فرانز روجوفسكي، عادةً ما يكون ممتازًا في أداء منخفض وحوار خفيف)، يرتدي التنانير والملابس الممزقة ويوفر لبيلي الصداقة التي تحتاجها.

وهكذا، عندما واجهت بيلي بيرد لأول مرة، نرى كيف أنه يمثل لها كل شيء بخلاف والدها. إنه شخص يستمع إليها ويأخذها على محمل الجد، وفي حين أن لقاءهم الأول غريبًا، فإن اللطف الذي يتحرك به عبر العالم يتناقض بشكل صارخ مع الألم في كل مكان آخر.

لا يقتصر الأمر على أن روجوفسكي يتناغم بدقة مع ما هو مطلوب لالتقاط هذا، ولكنه قادر على تجسيد الكآبة الموجودة بجانبه بدقة. إن السلوكيات الصغيرة والتفاصيل حول كيفية تغيره طوال الفيلم توضح كيف يحمل الكثير معه.

وعلى الرغم من أنه لا ينطقها عادةً، إلا أن أدائه يُبقي الألم حاضرًا إلى الأبد. قد تتلاشى شخصيته أحيانًا في الخلفية، لكن إحساسه الشعري بالاتزان هو الذي يظل عالقًا في ذهن المشاهد حتى عندما لا يكون موجودًا. في نظرته الثاقبة نرى روحًا ضائعة تحاول العثور على منزل.

والأهم من ذلك، أن آدامز تفعل بالضبط ما هو مطلوب منها حتى ينجح الفيلم بأكمله. وقبل كل شيء، فهي الاكتشاف البارز للمهرجان حتى الآن. الطريقة التي تأخذنا بها عبر الألم والغضب والخوف، وفي النهاية الفرح، وهي التي يرتقي بها الفيلم إلى أعلى مستوياته.

ومثلما تلتقط بيلي مقاطع فيديو لمعالجة العالم وفهمه، وعرضها على حائطها حتى تتمكن من تجربتها بنفسها مرة أخرى، تجد أرنولد الكثير من الصور المذهلة الخاصة بها. وعلى وجه الخصوص، فإن اللحظات المتكررة التي نرى فيها روجوفسكي يقف بمفرده على مبنى شاهق توفر مؤثرًا يكون ساحراً لهذه الصور. تمامًا كما ننظر مع بيلي إلى الشكل الذي يلوح في الأفق فوق كل شيء، هناك أيضًا مشهد مذهل حيث ننظر إلى العالم بالأسفل من نفس وجهة النظر تلك، والنقطة المهمة هي أن هذه العناصر الصغيرة هي التي تحدد الحياة نفسها.

وفي نظر أرنولد داخل فيلم "بيرد"، عندما تنطلق بيلي إلى السماء، تبقى قدماها على الأرض، فهناك جمال في كل هذا، تمامًا كما أن هناك وحشية يمكن أن تخترق أعين المشاهدين وآذانهم عندما لا يتوقعون ذلك.

 

####

 

أثار انقسامًا شديدًا بين النقاد ..«ميغالوبوليس» للمخرج فرانسيس فورد كوبولا ملحمة سحرية وصرخة لسقوط الديمقراطية الأمريكية

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

حظى فيلم «ميغالوبوليس» للمخرج فرانسيس فورد كوبولا الذي نال الكثير من المناقشات قبل عرضه مساء أمس ضمن المسابقة الرئيسية لمهرجان كان السينمائي الـ 77، بتصفيق حار لمدة 10 دقائق داخل صالة سينما جراند لوميير، ورغم ذلك، يمكن القول بأن الفيلم مليء بالخيارات الغريبة والمحيرة، وجاءت المراجعات الأولى له وهي تثير انقسامًا شديدًا بين النقاد.

يتتبع هذا المشروع العاطفي طويل الأمد للمخرج الأسطوري فرانسيس فورد كوبولا مهندسًا معماريًا مثاليًا يتمتع بالقدرة على إيقاف الزمن، بعد وقوع كارثة مدمرة تدمر مدينة متدهورة، يحاول إعادة بنائها كمدينة فاضلة، على الرغم من معارضته من قبل عمدة المدينة الفاسد الذي لا يزال قائمًا.

يقود آدم درايفر فريق عمل «ميغالوبوليس» إلى جانب جيانكارلو إسبوزيتو، وناتالي إيمانويل، وأوبري بلازا، وشيا لابوف، وجون فويت، وجيسون شوارتزمان، وتاليا شاير، وجريس فاندروال، ولورنس فيشبورن، وكاثرين هانتر، وداستن هوفمان.

يصف بيلج إيبيري من Vulture الفيلم بأنه "أكثر شيء جنونًا رأيته على الإطلاق"، ويقول عنه جيسون جوربر من AV Club بأنه "ملحمة سحرية ومتعرجة ومثيرة للجنون". ويعتقد البعض، مثل ديفيد إرليخ من IndieWire، أنه "يلهم أملًا جديدًا لمستقبل الأفلام"، في حين أن المراجعات الأخرى جاءت سلبية تمامًا، بما في ذلك واحدة من مات نجليا من Next Best Picture، الذي كتب:

صرخة مؤلمة لسقوط الديمقراطية الأمريكية، تنهار أوبرالية المدن الكبرى بالمثل تحت ثقلها.

أول فيلم للكاتب والمخرج فرانسيس فورد كوبولا منذ 13 عامًا هو صورة مبهرة لمدينة شبيهة بنيويورك حيث تهز رؤيتان متنافستان لمستقبل المدينة أسس المجتمع - كما أنها بمثابة خلفية لرومانسية متقاطعة بين النجوم.

يجلب آدم درايفر طاقة غامرة إلى دور المهندس المعماري العبقري المعذب الذي يسعى إلى صياغة مدينة فاضلة حديثة في مدينة مهددة بالمشهد الطائش والجشع المتفشي، لكن ميغالوبوليس تتعثر بسبب التآمر التعسفي والإفراط في التخدير. يمكن للمرء أن يشعر بغضب كوبولا وحزنه على انحدار أمريكا الحبيبة.

يعود المخرج الحائز على جائزة السعفة الذهبية مرتين إلى مهرجان كان، مع هذا العمل الفني الذي دام عقودًا من الزمن. هناك الكثير من الأشياء التي تعتمد على مدينة ميغالوبوليس - ليس فقط مبلغ 120 مليون دولار الذي استثمره كوبولا في هذا العمل الممول ذاتيًا، ولكن ظهوره في وقت تبدو خلاله استوديوهات هوليوود حساسة تجاه السينما المجازفة، ومن ثم فإن هذا التأرجح الفني الكبير يبدو وكأنه ارتداد مرحب به إلى عصر سابق عندما قدم المنشقون مثل كوبولا أعمالاً جريئة، ومع ذلك فإن الآفاق التجارية للفيلم لا تبدو واعدة.

تقع أحداث الفيلم في مدينة روما الجديدة في المستقبل القريب، ويلعب دور البطولة درايفر في دور سيزار، الذي يقترح إعادة بناء هذه المدينة وتحويلها إلى مجتمع اليوتوبيا.

الخصم الرئيسي لسيزار هو العمدة فرانكلين شيشرون (جيانكارلو إسبوزيتو) الذي يريد بناء كازينو. قام فرانك أيضًا بمقاضاة سيزار ذات مرة بتهمة وفاة زوجته، لكن تمت تبرئته من جريمة القتل. يمكن أن يمثل كل من سيزار وفرانك بديلاً لكوبولا نفسه، إذ يتصارعان بين العظمة والتطبيق العملي، والابتكار والعمر. يصبح الأمر واضحًا جدًا عندما يُذكر في وقت ما أن فرانك يمكنه أيضًا استخدام "فرانسيس".

عبقرية سيزار ومثاليته ومشاعره الحزينة تثير فضول ابنة العمدة جوليا (ناتالي إيمانويل) على الرغم من عداوة والدها. قصة حبهما، التي تفتقر إلى أي كيمياء ملحوظة، هي أحد خيوط الفيلم. وفي الوقت نفسه، هناك أيضًا أوبري بلازا في دور واو بلاتينيوم، وهي مراسلة تلفزيونية ماكرة وعشيقة سيزار السابقة. (جميع الأسماء رائعة جدًا، لا يمكن إنكار ذلك.) تزوجت من المصرفي المسن هاملتون كراسوس الثالث (فويت) في سعيها للحصول على المال. كلوديو حفيد كراسوس (شيا لابوف، الذي كان وجوده مؤسفًا ومشتتًا للانتباه) هو أحمق يريد القضاء على ابن عمه سيزار بسبب غيرته على جوليا. (من الواضح أيضًا أن كلوديو لديه علاقة سفاح القربى مع أخواته، التي تلعب إحداهن دور كلوي فينمان.)، ويخطط لقيادة تمرد من الطبقة الدنيا للسيطرة على روما الجديدة.

قام كوبولا بتطوير هذه المادة منذ أواخر السبعينيات، مستوحى من الإطاحة الفاشلة بالجمهورية الرومانية في عام 63 قبل الميلاد. لا يترك التعليق الصوتي المزدهر للورانس فيشبورن أي مجال للشك في أن كوبولا ينظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها إمبراطورية رومانية حديثة تنتظر أن يتم تسويتها بسبب مذهب المتعة وانعدام الروح فيها.

ابتكر المصور السينمائي ميهاي ماليمار جونيور ومصممي الإنتاج برادلي روبين وبيث ميكل مدينة نيويورك المبهرجة الباهتة التي تجمع بين اللهجات الرومانية مع مستقبل الخيال العلمي قليلاً.

لسوء الحظ، في محاولة لتهويل هذا المجتمع غير الأخلاقي، أخطأ كوبولا في تقدير لهجته بشكل كبير، مما أدى إلى سلسلة من العروض الكارتونية. يبرئ درايفر نفسه في الغالب باعتباره حالمًا يحمل أسرارًا مظلمة ويجد نفسه مفتونًا بجوليا، على الرغم من مدى كراهيته لوالدها. لكن تم تشجيع عدد كبير جدًا من النجوم المشاركين على تضخيم شخصياتهم ذات النغمة الواحدة، الأمر الذي يجعل الأداء أعلى، وليس أحياناً أكثر جاذبية.

في الواقع، يملأ كوبولا روما الجديدة بالرموز، وليس بالأشخاص، مما يجبر الممثلين على تجسيد مفاهيم مبسطة عن الحرية، والمادية، والفوضى، والمثالية، والفن، وسيستحضر محبو المخرج الطموح في مدينة ميغالوبوليس الجنة المدمرة في روما الجديدة، ذكريات (نهاية العالم الآن).

 

موقع "سينماتوغراف" في

17.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004