ملفات خاصة

 
 
 

كوبولا يطلق ثورة في مهرجان كان مع "ميغالوبوليس"

تجربة بصرية مذهلة ورحلة تتجاوز المتوقع ترصد نهوض اميركا وانحطاطها

هوفيك حبشيان 

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

فاجأ المخرج الاميركي الكبير فرنسيس فورد كوبولا  الذي يبلغ الخامسة والثمانين، جمهور مهرجان "كان" بفيلمه الجديد "ميغالوبوليس" الذي يفيض بجماليات بصرية ومشهدية، ويقدم رؤية فريدة الى العام الراهن والى اميركا بين حركتي نهوض وانحطاط.

يصعب الحديث عن "ميغالوبوليس"، فيلم المخرج الأميركي فرنسيس فورد كوبولا المنتظر الذي شاهدناه أمس في مهرجان "كان" السابع والسبعين (14 - 25 مايو /أيار)، فيكاد يستحيل إيجاد نقطة محددة ننطلق منها للاحاطة بكل جوانب فيلم متشعّب أُنجِز "خارج السيستم" ويوفّر تجربة بصرية مذهلة نتعامل معها بكل حواسنا، خصوصاً اذا كان لكاتب المقال هاجس ان ينقل إلى قارئ المقال ما شعر به خلال المشاهدة، وهو يعيش تفاصيل هذا الفتح السينمائي طوال أكثر من ساعتين من رحلة تتجاوز المتوقّع. فالسينما أولاً وأخيراً، أحاسيس متداخلة ومتشابكة، ولا يمر التأمّل والتفكير الا عبرها.  

ينافس “ميغالوبوليس” على "السعفة الذهبية" ويعيد صاحب "العراب" و"القيامة الآن" إلى “الكراوزيت” بعد نحو نصف قرن على فوزه بجائزة المهرجان الأكبر، وهذا وحده حدث في ذاته يستحق الاحتفاء به. لكن التعمّق في الفيلم يجعلنا نصرف النظر عن هذه الجزئية، وبعد السكرة لا بد ان تأتي الفكرة. في الواقع، كوبولا ذو الخمسة والثمانين عاماً، قدّم وهو في مثل هذا العمر فيلماً يصعب على الذين في العشرين إنجازه فكيف بالأحرى تخيله. انه من هذا النوع من الأفلام التي يحتاج الفنان إلى ان يعيش حياة كاملة تفضي به في نهاية الأمر إلى الحكمة والبصيرة اللتين تخولانه ان يترك خلفه مثل هذه الوصية السينمائية التي تؤكد، مرة جديدة ان المخرج الكبير لا يزال أكثر شباباً وبراءةً وشفافيةً من كثر، والأهم انه استطاع الاحتفاظ بهذا الشباب وهذه النضارة رغم العقود الثمانية التي عبرها بحلوها ومرها.

كوبولا لا يزال طالباً في مدرسة السينما، يختبر بثقة عالية وحماسة شديدة وشغف أكيد كل احتمالات اللغة السينمائية. في الفيلم كم هائل من اللحظات التي تتراءى خلفها بهجة الشخص الذي "يؤفلم" الحياة والبشر. أما الطموح الذي لا حدود له عند كوبولا، وقد احتاجه لتحقيق هذا المشروع، فينعكس في كلّ لقطة من الفيلم.  

فاجأنا كوبولا بعمل آخر لا يُصنَّف، ينظر إلى الوجود بكليته (على طريقة ترنس ماليك وغودار)، من خلال نص حر على قدر كبير من الجنون والعبث والجرأة والانفتاح على العالم. عمل يملك أبجديته، جمالياته، خطابه، يخلط الأوراق بين التجريب والنمط الهوليوودي الذي يخاطب الملايين. عمل لا يحكمه قانون، يقع خارج أي موضة أو تيار، يتبلور في نطاق من الاستقلالية الفكرية والفنية التي لطالما سعى اليها كوبولا، مؤكداً على الدوام ان "العراب" كان محض مصادفة وقد أساء اليه، بمعنى انه لم يطمح يوماً الا ان يكون مخرجاً مستقلاً على غرار معلّمه روجر كورمان الذي غادرنا قبل أيام. 

”ميغالوبوليس” مفصّل على قياس صاحبه، بل هو بورتريه له، لأفكاره وتطلعاته، عمل يمعن في شخصانية تتجسّد على الشاشة من خلال الممثّل آدم درايفر، النابغة الذي يملك رؤية محددة للمدينة الفاضلة التي على الناس ان يعيشوا فيها، بقعة جغرافية تبث الحلم في نفوس قاطنيها. بطلنا هو أيضاً مخترع لمادة ثورية لا يمكن تلفها، لكنه يملك قدرة إيقاف دوران الزمن. رؤيته هذه تشعل احتراباً بينه وبين عمدة المدينة التي بحسبه، يجب ان تكون أشبه بملهى ليلي. الفكرة التي تُعتبر عادةً تفصيلاً في أفلام كثيرة، تخطف الفيلم بأكمله، لترينا مدى الاصطفافات والانقسام الذي نعيشه في كل المجالات الحيوية، ومن سخرية القدر ان هذا الانقسام ينسحب أيضاً على الفيلم.

ما يصوّره كوبولا هو نظرتان إلى العالم، يختار معسكره في واحدة منهما. يفتح النار على كل شيء يغذّي حرائق عالمنا الحالي، ولكن في محاولته لاخماد النيران رغبة في الاصلاح، وإيمان عميق بالإنسان. المستقبل الأفضل في نظره  يضمنه الفنّ والحبّ والعدالة.  

هذا كله في فيلم يحمل أصداء زمن ماض وهواجسه وأحلامه وفراديسه الإصطناعية وأوهامه، لعلها الفترة التي شهدت بزوغ الفكرة في مخيلة المخرج. هل يصح قولها اليوم؟ بكل تأكيد. فالمستقبل ملك الحالمين، وليس الذين ماتت فيهم الرغبة في التغيير. وكوبولا يعلم ذلك جيداً ويحاول ان يقولها بصراحة وبصوت عال. قد لا يعجب البعض هذا الكرنفال الـ”باروك”، وقد يخرج آخرون بطاقة الخيبة من جيوبهم، ولا نعرف ما كانت توقعاتهم. لكن هذا نصيب يلقاه أي عمل فني كبير يعبر فوق أسوار الزمن الذي هو فيه، يكون رأسه في المستقبل وجسده في الحاضر. هذا ليس جديداً عند كوبولا، فهو لطالما كان رؤيوياً، ثمة عدد من أفلامه لم يُفهم الا بعد سنوات. ونعم، قد نخرج من الفيلم حائرين ومربكين، لأننا لن نستوعب كل شيء، وربما حتى كوبولا لم يستوعبه. لكن ما هو الفن سوى هامش من الغموض الذي يترك العديد من الأسئلة الشائكة معلقة. كما ان البعض سيشعر انه في سباق محموم مع تطورات فيلم ذي إيقاع جهنمي، يموضعنا في فوضى خلاقة، كحال العالم الذي نعيش فيه حيث يطرح كوبولا نفسه، معلّماً تنويرياً وفيلسوفاً، قلبه على الناس والشرط الإنساني ككل.

يحاول ان يأتي بأشياء كثيرة متداخلة، من دون ان يبدو بيداغوجياً، إنما من خلال الفن الذي عشقه وتحدّث لغته وفهم أسراره، معيداً ايانا إلى روما وقافزاً من هناك إلى أميركا الحالية، ليطرح سؤالا حاسما: هل يمكن بعضة أشخاص ان يتسببوا بانهيار حضارة ما؟ نعم، مهما حاول اللف والدوران حول اطروحاته، فهذا فيلم عن أميركا، عن صعودها وانحطاطها، بحسب كوبولا. 

 

الـ The Independent  في

17.05.2024

 
 
 
 
 

جورج ميلر "سيد الأكشن" يحبس أنفاس مهرجان كانّ جريمة هزت الدانمارك في فيلم ينصف غير المرغوبين فيهم

هوفيك حبشيان

لنقلها بسرعة: في السينما المعاصرة، لا أحد يتفوّق على المخرج الأوسترالي #جورج ميلر في صناعة الحركة، فهو إلهها الحارس، سيد مطلق في جعلنا نتسمّر إلى كراسينا طوال ساعتين ونصف الساعة أمام مطاردات مسلّحة دموية عنيفة بالسيارات والطائرات والشاحنات، واحتكاك هذا كله بعضه ببعض لتوليد شرارة متواصلة لا مثيل لها. لا يوجد الكثير من السينمائيين حول العالم يمدّوننا بهذا الانطباع بأننا نشاهد الأشياء للمرة الأولى، رغم انها مستهلكة ومكرورة. هذا كله يتناسل عند ميلر من خيال لا ينضب، يأخذ من الأرض القاحلة والبيئة الجافة والطبيعة العدوانية، مسرحاً له، وذلك في عالم ما بعد القيامة، مختزلاً تجربة الإنسان في الصراعات والحروب التي لطالما غذت جنون العظمة وقسمت الناس لتعيدهم في الأخير إلى ما قبل التاريخ. الأرض حيث تدور المعارك من أجل البقاء، أساسية عند ميلر، وهي شخصية في ذاتها. وهذا كله يتطور في ظلّ الماضي وفي ضوء المستقبل الخافت.

جديده، "فوريوسا" (خارج المسابقة)، الجزء الخامس من سلسلة "ماد ماكس" التي أطلقها ميلر في العام 1979، حبس أنفاسنا خلال العرض الصحافي أمس في صالة "لوميير"، وكانت مشاهدته مناسبة لنعي مدى دقّة التجهيزات الصوتية في هذه القاعة، ففيلم ميلر يحلّق عالياً في مجال الصوتيات (لا فقط الصورة هي لغة هذا الحكواتي الكبير)، ناقلاً إلى آذان المشاهدين كلّ ذلك الصخب الناتج من الاحتكاك بين المواد المختلفة، من حديد وخردة، وما أكثرها في الفيلم الذي يسعى إلى اعطاء جسد للقسوة بجميع تجلياتها المعنوية والمادية والنفسية والبيئية. بعد تسع سنين على الجزء الأخير، "ماد ماكس: طريق الغضب"، يعود ميلر، ذو الثمانين عاماً (قريباً)، إلى مهرجان كانّ السابع والسبعين (14 - 25 الجاري) بفيلم متفجّر، صاخب، يضجّ بالحياة، إيقاعي التأليف، مسكون بالغضب، وسيرضي على الأغلب توقّعات محبّي السلسلة ومقدّسيها، فهو وفيّ لها ويتجاوزها بحنكته في الحين نفسه.

تقع الأحداث قبل سنوات من أحداث الجزء الأخير، وهي متشعّبة، على رغم بساطة المواجهة بين شخصية فوريوسا، الفتاة التي أطلّت في الجزء السابق ولعبت دورها تشارليز ثيرون (تضطلع بها هنا آنيا تايلور جوي)، والعصابة التي خطفتها وهي صغيرة والتي يرأسها "جو الأزلي"، الطاغية الذي يحكم شعباً مهمّشاً يفتقر الى أدنى مقوّمات الحياة السليمة. تتحدّر فوريوسا من قبيلة كانت تقيم سابقاً على أرض خصبة تسيطر عليها النساء. هذا كله سيجعل من فوريوسا رمزاً نسائياً، قائدة تتحدّى المحيط الذكوري من حولها، تحرر المرأة من قيودها ومن قبضات لوردات الحرب، وهذا لا ينتقص شيئاً من أنوثتها، ولو ان الفيلم لا يركّز عليها البتّة. الا ان المُشاهد من العينين قد يفهم ويشعر ويتواطأ. عينان تخفيان قلقاً وغضباً ورحمة ورغبة في الحياة. فوريوسا هذه شخصية أكبر من حجمها المتعارف عليه، هالتها دينية الطابع، ستحمل صليبها على ظهرها، عنها وعن غيرها. يلعب ميلر بالاستعارات كلها، بسهولة بالغة، لا نشعر معها بأي افتعال أو تكلّف.

خلافاً للعديد من الأعمال السينمائية التي تفسدها الموازنة الضخمة والرضوخ لمنطق الأكثرية التي ترتاد الصالات، فإن ميلر لديه قدرة على انقاذ نفسه من هذا الفخ. فيلمه ذكي، لمّاح، لا يسقط في السطحية، وإن بدا عكس ذلك. هناك خطاب حقيقي عن الطبيعة البشرية، عن الخير والشر، عن الثأر… هذه مواضيع عُولجت تكراراً منذ وجود الإنسان، لكن الفيلم يجد زوايا نظر مستحدثة عبر المراهنة على خيال لا حدود له. بمعالجة أفقية وتصوير باهر، وتيمات تمزج بين الكلاسيكية والتقدّمية مستلّة من عمق صراع الحضارات والميثولوجيات وفانتازمات السينما في ما يخص المستقبل، يقدّم ميلر استعراضاً مشهدياً خالصاً لا يُضاهى، يذكّرنا بواحدة من أساسيات السينما: الترفيه لا يلغي التفكير.

*****

المهرجانات السينمائية باتت أبرز مطرح لمغازلة النساء، ليس الغزل التقليدي الذي نعرفه والذي أصبح من الماضي، بل العصري الذي يحرص على اعطائهن مساحة ليروين فيها قصصهن وتجاربهن، ولو جاء ذلك بنصوص وضعها رجال وكاميرات يقف خلفها أصحاب اللحى، وهذا ما يتوفّر في "الفتاة ذات الإبرة" للمخرج السويدي ماغنوس فون هورن (41 عاماً) المشارك في المسابقة. فون هورن من مواليد غوتنبرغ، ثاني أكبر المدن السويدية، ومقيم في بولندا منذ عقدين. فيلمه ناطق باللغة الدانماركية، مع التذكير بأن الأول كان بالسويدية والثاني بالبولندية. هل هذه الكوزموبوليتية معكوسة في الفيلم؟ يمكن القول، باختصار، ان ثمة شيئا منها في الفيلم. هذا ثالث فيلم يعرضه فون هورن في كانّ، ومع انه ينطوي على لحظات ملهمة وصورة أخّاذة بالأسود والأبيض، وممثّلات في قمّة الروعة، فالفيلم ضحية التطويل والنمط الأكاديمي. وبسبب المادة السقيمة التي يناقشها، فمعاينته ليلاً، في الساعة العاشرة والنصف، لم يكن الخيار الأنسب.

في الفيلم، نتعقّب كارولين (فيك كارمن سون)، عاملة مصنع شابة وكفاحها من أجل البقاء في كوبنهاغن مطلع القرن الماضي. بعد فقدانها لوظيفتها وهي حامل، تلتقي داغمار (ترين ديرهولم)، سيدة تدير جمعية غير شرعية للتبنّي تساعد الأمّهات في العثور على بيوت حاضنة لأطفالهن غير المرغوب فيهم. ومع انعدام الخيارات أمامها، تتولّى كارولين، رغماً عنها، دور الممرضة، فتتشكّل علاقة متينة بين السيدتين، لكن تتمّة الحكاية لن تكون وردية، مع تفشّي سرّ صادم سيضع خطاً فاصلاً بين ما قبله وما بعده.

الفيلم مُستوحى من قصّة حقيقية خضّت الدانمارك. جريمة أحدثت تروما جماعية. يروي فون هورن في الملف الصحافي: "الفيلم عن أكثر جريمة قتل مثيرة للجدال في تاريخ الدانمارك. صدمة وطنية تتردد أصداؤها عبر الزمن ولا تزال حتى اليوم تذكّرنا بما يعنيه صرف النظر عن الفظائع في المجتمع. في قصّة "الفتاة ذات الإبرة" نلتقي بامرأة فقيرة تعيش في علية، وأمير على حصان أبيض يتضح انه جبان، ووحش بلا وجه ولكن بقلب من ذهب، وساحرة في متجر حلوى. هذه قصّة خيالية للكبار. هذا هو الأسلوب الذي اخترناه لنروي قصّة حدثت قبل زمن بعيد جداً، لكنها تعالج أمراً آنياً: هؤلاء الناس غير المرغوب فيهم، وما يجب علينا ان نفعله من أجلهم. كارولين، الشخصية الرئيسية، تكافح لإيجاد حياة أفضل. ولكن ما هي الطريقة الصحيحة لفعل ذلك؟ عالم بارد يخلق أساليب باردة وبوصلة كارولين الأخلاقية تفقد اتجاهها بسرعة. الجيد يبدو سيئاً والعكس صحيح. نتابعها في رحلة تحاول فيها الهروب من الفقر، فتعي أنه من السهل مغازلة الشيطان ولكن الأمر يتطلّب جهداً كبيراً في الحبّ. ومع فقدان زوجها في الحرب، تعيش علاقة عاطفية مهينة تؤدي بها إلى حمل غير مرغوب فيه، فتصبح حياتها جحيماً لا تُطاق. وددتُ من خلال هذا الفيلم استكشاف ما إذا كان من الممكن ان تكون إنساناً صالحاً في… الجحيم!".

*****

فيلم ثالث لا بد من التوقّف عنده: "انكسار الضوء" للمخرج الإيسلندي رونار رونارسون الذي افتتح قسم "نظرة ما" مساء الأول من أمس. أونا (إيلين هال)، طالبة فنون جميلة، يموت صديقها في حادث سيارة، فتدخل في نفق الحزن. اذا لا بد من اختصار الفيلم في فكرة واحدة، فيصح القول انه عن الحزن الخالص، عندما لا يكون للمرء أي شيء يتمسّك فيه، لا أغنية ولا دين ولا أي عقيدة تحمل المفجوع إلى حالة أفضل. انه الموت الذي لا يستحضر الذكريات أو اللحظات التي لم تُعش. لا شيء سوى الوقت، الذي يثقل على كلّ جرح. عملية حداد بطيئة يصوّرها الفيلم من داخل بيئة شبابية لا مرجعية واضحة لها، في مجتمع يتعامل مع الموت كخسارة بلا شكّ، لكن الأحياء فيه يدركون ان الحياة يجب ان تستمر وان البقاء هو الأهم. من هنا، يمكن تخيل النقد الاجتماعي، المقحم بلطف، داخل طيات السيناريو.

الفيلم حسيّ، إستيتيكيّ، على قدر من المينيمالية، يتعامل مع المشاعر البسيطة المرهفة لبطلته المفجوعة. يجب الانتظار إلى حد الجنريك لنكتشف ان ثمة دافعا شخصيا خلف الحكاية. يروي رونارسون: "مات صديق لي عندما كنت صغيراً، فأردتُ ان أتعامل مع المشاعر التي أحسستُ بها يوم حدث ذلك، من خلال سرد قصّة عابرة للمكان. خسارة أخرى عشتها أخيراً أحيت في داخلي هذه الرغبة، فأصبحت الحبكة أكثر واقعيةً. كانت رغبتي ان أروي قصّة تشمل المشاعر المعقّدة التي مررتُ بها يوم فقدان كائن عزيز. يتغيّر الواقع ويتغيّر المستقبل في لحظة واحدة. يأخذ الفيلم تلك اللحظة ويطوّرها. تدور أحداثها في فترة زمنية قصيرة حيث المساحة بين المشاعر المتناقضة محدودة، وحيث يتحوّل الضحك دموعاً ويتعايش الجمال مع الحزن".

 

النهار اللبنانية في

17.05.2024

 
 
 
 
 

«درب الأشباح»… أن تشاهد البارانويا ولا تشعر بها

محمد طارق

افتتحت مسابقة أسبوع النقاد في مهرجان كان السينمائي الدولي أمس الأربعاء، بفيلم فرنسي-عربي هو «الأشباح» les fantomes بحسب اسمه بالفرنسية، أو “درب الأشباح” Ghost trail  حسب العنوان بالإنجليزية.

الفيلم هو الأول لمخرجه الفرنسي جوناثان ميليه، وتدور أحداثه في عدة مدن تتوزع بين أوروبا والعالم العربي، وتتنوع فيه اللغات بين العربية والفرنسية؛ لكنه – بشكل ما- فيلم عربي يحكي قصة لاجئ سوري يقوم بمطاردة من يظنه مُعذِّبَه السابق.

اختار ميليه، التونسي آدم بيسا بطلًا لفيلمه، ورغم أن بيسا قدم أداءً جيدًا من قبل في «حرقة» للطفي ناثان، إلا أن الوضع هنا أكثر تعقيدًا، فهو يقدم دور رجل سوري يعيش في ستراسبورج، ينتمي لخلية معارضة تحاول الإيقاع بمجرمي الحرب بطريقة سرية

مدخل القصة مشوق للغاية، بغض النظر عن سياسيتها، إذ أن الأدوار هنا تتبدل وتصبح الضحية هي الصياد. لكن أن تصيد شخصًا عذبك من قبل؛ هي عملية نفسية مرهقة، ناهيك عن تعقيدها اللوجيستي، فالصياد هنا يبحث عن شبح، إذ لم يسبق له رؤيته من قبل، ويجب عليه تجميع كل الخيوط للتأكد من هذا هو عينه معذبه وأن يكون لديه ما يكفي من الأدلة لتقديمه لعدالة دولية، ربما لا تكترث وتمنحه الفرصة لأن يفر من جديد

القصة تُذكر نوعًا ما بـ أربيرت هايم، الطبيب النازي النمساوي الذي فر إلى القاهرة وعاش فيها حتى وفاته في العام 1992، بعد أن اتخذ اسم “الدكتور محمد”، واندمج تمامًا في منطقة شعبية وسط القاهرة، وكانت له سمعة طيبة، ولم يستدل عليه إلا بعد وفاته من قبل فريق تحريات ألماني!

القصة هنا مشابهة بشكل ما، فالطريدة/ الجلاد، يعيش في ستراسبورج حياة مسالمة هادئة، بل وربما يندم على حياته في سوريا وعلى ما اقترفه من أفعال هناك تحت إغراءات مادية أو عملية، ويحاول الاندماج بهدوء في مجتمع فرنسي أكاديمي، أما الصياد هنا وهو شاب يدعى حميد، فهو ضحية سابقة جرى تعذيبه ورميه في الصحراء، ويحاول الآن لعب دور استخباراتي للتأكد من هوية معذبه وتوصيله إلى المعنيين

هنا، يحاول المخرج خلق نوع من دراما البارانويا، بل ويقدم نظرة جديدة لحكايات اللاجئين، الذين عادة ما يتم تصويرهم بشكل مسلوب الإرادة، كمسالمين يحاولون الفرار إلى أرض آمنة وبدء حياة جديدة. اللاجئ هنا هو شخصية فاعلة تحرك الأمور وتسعى للانتقام، وربما يأتي ذلك من كفره بإمكانية بدء حياة جديدة من دون تحقيق العدالة وأن يُخضِع لها من سرق حياته القديمة.

البارانويا إذًا تتشكل في رحلة حميد وتفاصيل ملاحقته للمُعذب المحتمل، يسأل عنه في كل مكان، وترد عليه فتاة في مخيم قائلة: “من حيث نأتي، لا نحب من يطرح أسئلة كثيرة”، فيرد عليها “وأنا أيضًا”. 

الملاحظة الأبرز تتعلق باختيار الممثلين، فبيسا يتقن الفرنسية والتمثيل، لكن اللهجة السورية البعيدة عن لهجته التونسية تقيده في الأداء بشكل كبير، إذ يتكلم ببطء شديد، وتأتي مخارج ألفاظه منخفضة بشكل يقلل من أدائه للشخصية، لكن المخرج الذي يوجه فيلمه لجمهور غربي بالأساس، يعرف بالتأكيد أن تلك التفاصيل لن تلفت انتباه المشاهد الأوروبي، وإلا ما كان فيلم طارق صالح «صبي من الجنة» A boy from heaven ليُمنح أية جائزة مع أخطائه الكثيرة فيما يتعلق بالخصوصيات الثقافية.

هنا نرى نوعًا من التجاهل لفرق الخصوصيات، وكأن المخرج ينظر إلى العالم العربي نظرة عامة يتساوى فيها التونسي مع السوري ولا فارق بين المغربي والعراقي، بينما يكون الفارق هنا، سواء على مستوى اللغة أو الثقافة، أكبر من الفارق بين مواطن إيطالي وألماني

هذا ليس اتهامًا بسوء النية، إذ يبدو أن المخرج يتعاطف بالفعل مع شخصياته؛ لكنه نوع من الاتهام بالتعميم والنظر من وجهة نظر غربية نحو صراع لا يفهمه، حتى وإن حبك القصة هندسيا بشكل جيد، ما يجعلها قصة مفبركة لا تقنع المشاهد العربي أو الجمهور الذي يأتي منه أبطال الحبكة. لكن من يهتم، إذا كان هذا الجمهور ليس إلا مجرد موضوع للنظر

العيب الثاني الذي يقلل من قوة الفيلم، هو أسلوب الإخراج الذي يختار أحجام لقطات واسعة نسبيًّا لا تنقل إحساس البارانويا التي يشعر بها ويعايشها البطل للمشاهد، إضافة إلى أن اللقطات المقربة للتفاصيل لا تستطيع الإمساك بإحساس التوتر الذي يود المخرج نقله. الفارق هنا أنك كمشاهد لا تشعر بالتوتر ولا تشارك البطل انفعالاته فيبدو لك مجرد شخص مصاب بالبارانويا

يمتلك الفيلم جميع عناصر القصة الناجحة، وجانب جديد في تناول قصص اللاجئين، لكن تجاهل مخرجه لخصوصيات قصته الثقافية، وأسلوبه الذي يميل إلى أسلوب الوثائقي، كلاهما يجعل “مفبركًا” بلا روح أو إحساس، ولا يبقى إلا الفضول سببًا لمشاهدة الفيلم حتى النهاية مع شعور بالضجر من انتظار لحظات سينمائية محتملة لا تأتي أبدًا

 

موقع "فاصلة" السعودي في

16.05.2024

 
 
 
 
 

في "كان 77"... عودة المخضرمين وألق الصاعدين وحضور سعودي مميز

سعي المملكة لأن تصبح وجهة سينمائية عالمية

فراس الماضي

كان – فرنساعندما نتحدث عن "مهرجان كان السينمائي" وجادة "الكروازيت" في شهر مايو/ أيار، فإننا نتحدث عن العرس السينمائي السنوي الأهم، الكرنفال الذي يدشن السينمائيون فيه أمجادهم، والذي انطلقت دورته السابعة والسبعون هذا العام يوم الإثنين 14 مايو، وتستمر حتى 25 من الشهر نفسه.

كعادته، يجمع المهرجان هذا العام نخبة مختارة من الأفلام، تتوزع على أقسامه المختلفة، ومن المتوقع أن تكون حديث السينمائيين في ما بقي من شهور العام، تُضاف إلى ذلك مشاركة عربية بارزة بقائمة أفلام وصلت إلى 9 أفلام، وعودة لافتة للعديد من المخرجين المخضرمين الذين تعطي عودتهم إلى "كان" هذه الدورة طابعا خاصا، مثل فرنسيس فورد كوبولا في فيلمه المرتقب، "ميغالوبوليس"، وبول شرادر في "أوه كندا"، في حين يجدد يورغوس لانثيموس مشاركته بفيلمه، "نوع من الطيبة"، بعد انقطاع عن المهرجان منذ فيلمه "أن تقتل غزالا مقدسا" في 2017.

الفصل الثاني

للافتتاح، اختار المهرجان فيلم "الفصل الثاني" Second Act للفرنسي كوينتِن دوبيو، الذي تؤدي الأدوار فيه مجموعة كبيرة من النجوم الفرنسيين، من ضمنهم فنسان ليندون وليا سيدو ولوي غريل.

يأتي الحضور السعودي متمثلا في هيئة الأفلام، بالشراكة مع مجموعة من صناديق الدعم والمؤسسات، في إطار سعي المملكة لأن تصبح وجهة عالمية لصناعة الأفلام

هذا الفيلم الذي صوره دوبيو خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين، هو أيضا فيلم عالق باسمه "الفصل الثاني"، أي الحدث الصاعد في السيناريو طوال مدة الفيلم، وعبر سينما تعي ذاتها وتنطلق لتقدم لنا فيلما يجسد الممثلون فيه أنفسهم بإيماءاتهم وتاريخهم ووجودهم الحقيقي في كوميديا لطيفة، من دون التخلِّي عن العمق الذي يتجسّد في تساؤلات مستقبل السينما بين اليوم - في موجة التصحيح السياسي- والغد، في الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي في مسيرة ذلك الفن، مما يجعل الفيلم وجبة خفيفة لا تخلو من العمق والقيمة، بشكل أتاح له أن يكون الفيلم الأنسب لافتتاح مهرجان كهذا

أما عن المنافسة الرئيسة على السعفة الذهبية، فقد افتتحها فيلم المخرجة الفرنسية أغاثا ريدنغرن، "ألماسة بريَّة"، وهو الفيلم الوحيد في المنافسة الرئيسة لمخرجة أو مخرج يقدم عمله الأول، مما يثير لدى كل قاصد للمهرجان فضولا عن أسباب اختيار تييري فريمو، المدير الفني للمهرجان، لهذا الفيلم بالذات.

يمكننا أن نعتبر هذا الفيلم "داردينيا" بامتياز - قياسا بسينما الأخوين داردين- يظهر ذلك في أسلوبه البصري وكاميراه المحمولة وشخصياته المتحركة. تدور أحداث الفيلم حول ليان، الفتاة ذات الـ19 ربيعا، الجريئة والغاضبة والمهووسة بالجمال، التي تسعى بإصرار إلى تحقيق ذاتها التي تتخيلها، ولا تتردد في اقتناص الفرص التي يمكن أن توصلها الى تحقيق ذلك الخيال، فتنضم إلى برنامج من برامج الواقع.

يجمع الفيلم العديد من الأساليب التي يمكن أن تستدعي إلى الأذهان روح سينما أندريا أرنولد وشون بيكر (وكلاهما يشارك في المنافسة هذا العام)، إلا أن الفيلم، وفي الوقت ذاته، باعتباره عملا نفسيا، يفتقر إلى أصالة أكبر، ولا يكفي غطاء "الواقعية الجديدة" الذي بات متكررا ليضفي عليه تلك الأصالة المفقودة، ولا تزال مخرجته بحاجة إلى طرق أكثر عمقا وأقل اعتمادا على الأساليب السهلة في الوصول إلى المستوى النفسي الذي سعت إليه في فيلمها للتعبير عن حالة الاحتراق المتصاعد في عوالم المؤثرين

حضور سعودي

أما بالنسبة إلى الحضور السعودي في هذه الدورة، فإنه ليس كأي عام سابق، حيث تمكن الفيلم السعودي "نوره" للمخرج توفيق الزايدي من المشاركة في قسم "نظرة ما"، ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يشارك رسميا في هذا المحفل العريق.

بهذا الفيلم، أصبحت المشاركة السعودية – وهي الخامسة- أنضج وأعمق، مما يعزز مكانتها ودورها الفاعل في هذا القطاع. يتجلى هذا من خلال حضور العديد من السينمائيين السعوديين في هذا المحفل، مسلطين الضوء على الثراء الثقافي والسينمائي في هذا المهرجان الذي يعتبر محطة سنوية رئيسة لتعزيز التواصل والتعاون بين صناع السينما من مختلف أنحاء العالم

يأتي الحضور السعودي متمثلا في هيئة الأفلام، بالشراكة مع مجموعة من صناديق الدعم والمؤسسات الداعمة لصناعة السينما في المملكة والعالم العربي والعالم ككل، في إطار سعي المملكة لأن تصبح وجهة عالمية لصناعة الأفلام، مثل نيوم وفيلم العلا ومهرجان البحر الأحمر وصندوق التنمية الثقافي. تتضمن هذه الشراكة العديد من المحفزات، أبرزها استعادة نقدية تصل إلى 40% واستديوهات مجهزة، ودعم لوجستي يؤكد بنية تحتية سينمائية حقيقية تنطلق منها هذه الأعمال.

وأخيرا، تنظم المملكة ممثلة بهيئة الأفلام، عددا من الندوات الحوارية على هامش المهرجان، تتناول فيها أحدث تطورات القطاع، وسيتم من خلالها تناول عدد من المواضيع، أبرزها: "تجربة صناعة الأفلام في الأسواق الناشئة" التي يشارك فيها كل من المخرج الصومالي مو هراوي، الذي يحضر بفيلمه "القرية بجانب الجنة" في قسم "نظرة ما" هذا العام، والمخرجة الزامبية رونغانو نيوني وهي الأخرى يشارك فيلمها "على أن تصبح أوزية من غينيا" في القسم نفسه، والمنتجة الفيليبينية بيانكا بالبوينا التي يشارك فيلمها "مصنع فلبين" في الفئة الموازية "أسبوعا المخرجين"، والمخرج السعودي حمزة جمجوم ويحاورهم المنتج السعودي أيمن خوجة

 

مجلة المجلة السعودية في

16.05.2024

 
 
 
 
 

يستقبل أفلاماً مهمه منها «المتدرب» لعلي عباسي ..

«سوق السينما» في مهرجان كان يضرب الرقم القياسي بـ 15 ألف مشترك من 140 دولة

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تبدو جميع العناصر مواتية لإنجاح سوق السينما في مهرجان كان السينمائي، وذلك بعد عدة سنوات باهتة بسبب جائحة كوفيد-19. ويستدعي مهرجان كان السينمائي مشاهد المشاهير على السجادة الحمراء وفي حفلات اليخوت، لكن عامل الجذب الرئيسي هو سوق السينما حيث يجتمع جميع لاعبي الصناعة، كباراً كانوا أم صغاراً، لإنجاز أعمال تجارية.

ومن المتوقع أن تستقبل تلك السوق، التي فتحت أبوابها أول من أمس الثلاثاء وتستمر حتى 22 مايو، عدداً قياسياً من المشاركين يزيد على 15 ألفاً من أكثر من 140 دولة.

وهناك أفلام من المحتمل ترشيحها لجوائز أوسكار، مثل فيلم المخرج علي عباسي "ذا أبرينتس" (المتدرب) الذي يصور دونالد ترامب شاباً.

وصرّح كينت ساندرسون، رئيس شركة بليكر ستريت لتوزيع الأفلام المستقلة، حول الأفلام المشاركة في مهرجان كان: "مجموعة الأفلام قوية للغاية". فهي تتضمن عدداً أكبر من الأفلام الناطقة بالإنجليزية وأفلاماً لمخرجين كبار مثل بول شريدر وفرنسيس فورد كوبولا.

ويرى سكوت روكسبورو، مدير المكتب الأوروبي لمجلة ذا هوليوود ريبورتر، أنّ "القائمة أفضل ومستواها أعلى، على ما أظن، مما رأيته من قبل".

يتطرق فيلم "المتدرب" للمخرج الدنماركي من أصول إيرانية علي عباسي الذي تم اختياره للمسابقة الرسمية في مهرجان كان إلى الحياة المبكرة لواحد من أكثر الشخصيات استقطاباً في عصرنا. ويستكشف الفيلم، المسيرة المهنية للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كقطب عقارات طموح في مدينة نيويورك في السبعينيات والثمانينيات، ويتعمّق في علاقته مع روي كوهن، المدعي العام في المدينة نفسها، والذي يعتقد أنه كان لديه دور كبير في نجاحه ووصوله للرئاسة.

التقى ترامب وكوهن لأول مرة في نادي Le Club، وهو ملهى ليلي للأعضاء فقط في شرق مانهاتن في الخمسينيات من القرن الماضي، وفقًا للرئيس السابق، وسرعان ما أصبحا صديقين وزميلين بعد أن سعى ترامب إلى الحصول على الخبرة القانونية للسيد كوهن لتمثيله في مختلف التعاملات التجارية والقضايا القانونية. ومع ذلك، أصبح كوهن أكثر من مجرد محامي ترامب؛ أصبح مرشدًا ومقربًا، حيث قدم دونالد ترامب للعديد من الشخصيات القوية في دوائر الأعمال التجارية والسياسية في مدينة نيويورك.

ووفقًا للمخرجة آيفي ميروبول، فإن كوهن "مهد الطريق أمام ترامب ووضعه مع الأشخاص المناسبين" قبل أن يترشح للرئاسة، بمن في ذلك بول مانافورت وروجر ستون، حسبما صرحت لمجلة فانيتي فير في عام 2020، مضيفة أنهم الأشخاص الذين "ساعدوه في الوصول إلى البيت الأبيض". من المتوقع أن يكشف الفيلم العلاقة بين الرجلين وسيتناول موضوعات تشمل السلطة والفساد والخداع، وفقًا لمبدعي الفيلم.

ويجسد الممثل سيباستيان ستان شخصية ترامب في فترة ما قبل "تويتر"، في حين يلعب جيريمي سترونغ دور الرجل الذي جعل من ترامب شخصاً مميزًا وهو روي كوهن. كما تؤدي الممثلة ماريا باكالوفا شخصية زوجة ترامب الأولى إيفانا، وإيميلي ميتشيل شخصية ابنته إيفانكا، أما الممثل المخضرم مارتن دونوفان فيؤدي دور ترامب الأب.

 

####

 

«مركز السينما العربية» يصدر في مهرجان كان قائمة الـ 101 الأكثر تأثيراً بصناعة السينما

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

أطلق مركز السينما العربية النسخة الجديدة من قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية والتي تحتفي بالأشخاص والمؤسسات ذوي الأثر في صناعة السينما العربية خلال العام الماضي، وذلك في إطار الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المركز في الدورة 77 من مهرجان كان السينمائي الدولي 2024.

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في صناعة السينما العربية، يطلقها سنوياً مركز السينما العربية، وتضم أسماءً يمثلون أنفسهم أو مؤسسات ينتمون إليها، وقد وقع الاختيار عليهم وفقاً لأنشطتهم ونجاحاتهم وحجم أعمالهم في صناعة السينما العربية خلال الـ12 شهراً الأخيرة

العدد الذي تضمنه قائمة مركز السينما العربية

وتضمنت القائمة: 13 مخرجاً، و16 منتجاً، و14 ممثلاً، و5 فنانين من فريق العمل خلف الكامير، و18 موزعاً من 12 مؤسسة، و12 مسؤولاً من 10 مؤسسات سينمائية حكومية، و11 مسؤولاً في 7 منصات عرض حسب الطلب، و11 مسؤولاً في 7 مهرجانات، و7 مسؤولين عن مؤسسات التمويل

** قوائم مركز السينما العربية

ـ يسرا ومنى زكي من مصر

تضم القائمة من مصر النجوم يسرا، ومنى زكي، وأحمد مالك، وصناع السينما هاني خليفة ومراد مصطفى وبيتر ميمي والمنتجين محمد حفظي وشاهيناز العقاد وسوسن يوسف، والموسيقار خالد الكمار، والمونتير أحمد حافظ، ومدير التصوير مصطفى الكاشف، بالإضافة إلى كل من أشرف سالمان المدير التنفيذي لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ونشوى جاد الحق المدير العام لمنصة WATCH IT

ـ أبرز صناع السينما السعودية

وتضم القائمة من السعودية المخرج عبد الإله القرشي، والممثلة سمر ششة، وزينب أبو السمح المدير العام لـMBC Studios، وعلاء يوسف فادن رئيس مجلس إدارة تلفاز 11، الشيخ وليد الإبراهيم مالك ورئيس مجلس إدارة مجموعة MBC، وهديل كامل المدير العام لشبكة راديو وتلفزيون العرب، والأمير الوليد بن طلال، والمنتج محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والمهندس عبد الله الراشد مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، والمستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، والمهندس عبد الله القحطاني الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام السعودية، والمنتج السعودي فيصل بالطيور الرئيس التنفيذي لشركة ستديوهات موفي muvi Studios، وسلطان الحكير مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة موفي سينما muvi Cinema.

الإمارات

ـ ومن الإمارات: معاذ الشيخ الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لمنصة ستارز بلاي، والكاتبة السينمائية بثينة كاظم مؤسسة ومديرة سينما عقيل، وماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام، ومدينة دبي للستديوهات، ومدينة دبي للإنتاج، ومحمد المبارك رئيس مجلس إدارة إيمج نيشن

ـ ريا أبي راشد من لبنان

ومن لبنان تضم القائمة الإعلامية ريا أبي راشد، وجورج شقير مؤسس والمدير التنفيذي لشركة أبوت برودكشن، وسوسن الأصفري مؤسس ومديرة COCOON FILMS، وجو كوكباني الرئيس التنفيذي لشركة OSN، وطوني صعب نائب رئيس ستارز بلاي للمحتوى والشراكات الاستراتيجية، وهانيا مروة مؤسسة ومديرة سينما متروبوليس، وجاد أبي خليل مدير ملتقى بيروت السينمائي، وأنطوان خليفة مدير البرامج العربية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وريما مسمار المديرة التنفيذية للصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، وماريو حداد المدير التنفيذي لشركة إمباير إنترناشيونال، وماريو جونيور حداد رئيس التوزيع في إمباير إنترناشيونال، وجيانلوكا شقرا مؤسس والمدير التنفيذي لشركة فرونت رو، وأجناس لحود الرئيس التنفيذي لشركة ماجد الفطيم للسينما والتسلية والترفيه، وطوني المسيح المدير العام لفوكس سينما، وحمد أتاسي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيتي سينما، وسليم راميا رئيس مجلس إدارة شركة سليم راميا.

يمكنكم قراءة المزيد.. مركز السينما العربية ينظم خمس فعاليات مميزة في مهرجان كان السينمائي

ـ ومن الأردن: المخرج أمجد الرشيد، والمؤلفة الموسيقية سعاد بشناق، والمنتجة رولا ناصر، وندى دوماني مديرة مهرجان عمان السينمائي الدولي، والأمير علي بن الحسين رئيس مجلس إدارة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، والأميرة ريم علي المفوض التنفيذي في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، ومهند البكري مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وطارق أبو لغد المدير التنفيذي لشبكة الإعلام العربية

هند صبري من تونس

ـ ومن تونس: النجوم هند صبري وآدم بيسا ومجد مستورة، والمخرجة كوثر بن هنية، والموسيقار أمين بوحافة والمنتجة درة بوشوشة والمنتج حبيب عطية. أما المغرب فكان حاضراً من خلال المخرجة أسماء المدير، والمخرج والمنتج خليل بن كيران، وعبد العزيز البوزدايني مدير المركز السينمائي المغربي

فلسطين

ـ ومن فلسطين: المخرجتان لينا سويلم وفرح نابلسي، والنجوم صالح بكري وهيام عباس وتارا عبود، وحنا عطالله مؤسس ومدير فيلم لاب فلسطين، وعلا سلامة المديرة التنفيذية بفيلم لاب فلسطين. ومن الكويت الشيخة دانة ناصر الصباح رئيس مجلس إدارة OSN، وهشام الغانم المديرالتنفيذي لشركة سينيسكيب، ومن قطر فاطمة الرميحي الرئيس التنيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومؤيد ديب المدير العام لشركة ميتافورا للإنتاج.

 

####

 

الكلب «ميسي» يقدم للمشاهدين حلقات يومية من منظوره لـ تجربة مهرجان «كان»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

نجح الكلب «ميسي» في خطف أنظار الحضور في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي بدورته السابعة والسبعين.

وسار الكلب بطل فيلم «Anatomy of a Fall» الذي لعب دور سنوب، على السجادة الحمراء مع مدربته الفرنسية لورا مارتن.

كما تجوّل «ميسي»، الذي فاز بجائزة Palm Dog التي أنشأها الصحفيون لأفضل كلب في المهرجان، على الدرج المؤدي إلى قصر المهرجانات.

وحظي الكلب باهتمام ملفت في المهرجان بعد توقفه لمدة 20 دقيقة أمام عدسات المصورين. وهتفت صفوف من المصورين: «ميسي.. ميسي»، بينما كان الكلب من سلالة «بوردر كولي» يتجول ويصعد الدرج المؤدي إلى قصر المهرجانات.

وهناك جلس ورفع مخالبه الأمامية في الهواء، كنجم سينمائي يلوح للجمهور، وتردد صدى نباحه في شارع «لاكروازيت»، الأمر الذي أثار تفاعلاً واسعاً بين الحضور.

وكانت شركة الإنتاج D18 Paris قد أعلنت اختيار الكلب «ميسي» لبطولة مسلسل تلفزيوني قصير جديد خاص به، يأخذ من خلاله المشاهدين لتجربة مهرجان كان السينمائي من منظوره ككلب.

وسيسمح المسلسل القصير، للمشاهدين بتجربة مهرجان «كان» السينمائي من الفجر، حتى وقت متأخر من الليل «من خلال عيون وصوت ميسي».

المسلسل الجديد، عبارة عن سلسلة من ثماني حلقات، مدة كل منها دقيقة واحدة، ويتم بثه يومياً في وقت واحد على القنوات التلفزيونية الوطنية الفرنسية، خلال فاعليات كان السينمائي الدولي، ليستمر طوال مدة المهرجان، حتى 25 من الشهر ذاته.

 

####

 

كوبولا يسعى من خلال فيلم «ميغالوبوليس»  إلى سعفة ذهبية ثالثة

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تترقّب الأنظار في الدورة 77 لمهرجان كان إلى فيلم «ميغالوبوليس» لفرانسيس فورد كوبولا، إذ يبدو هذا العمل الذي أنفق عليه كوبولا جزءاً من ثروته، بمنزلة «الوصية» السينمائية للمخرج الأمريكي الكبير، وهو يأمل في أن يتمكن بعد 45 عاماً من حصوله على السعفة الذهبية عن «أبوكاليبس ناو»، إلى الفوز بجائزة ثالثة.

ويرغب كوبولا منذ أكثر من 40 عاماً في إنجاز هذا الفيلم الذي بلغت موازنته 120 مليون دولار، ويتناول تدمير مدينة ضخمة تشبه نيويورك، لكنّ المخرج صرف النظر عن المشروع في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، قبل أن يعاود العمل عليه.

وفي الفيلم الذي وُصِفَ بأنه من نوع الخيال العلمي ويدوم عرضه على شاشة «آيماكس» ساعتين و18 دقيقة، يكون رُكنا إعادة إعمار المدينة المدمّرة مهندس معماري يجسّده الممثل آدم درايفر ورئيس البلدية الذي يؤدي دوره جانكارلو إسبوزيتو.

وقال كوبولا عام 2019 خلال مهرجان «لوميير» الذي كُرِّم فيه إنه فيلم عن «رجل لديه رؤية للمستقبل» ويتمحور على «الصراع» بين هذه الرؤية و«تقاليد الماضي». ووصفه بأنه فيلمه «الأكثر طموحاً، وهو أكثر طموحاً حتى من أبوكاليبس ناو».

وأثار كوبولا بتصريحاته قدراً كبيراً من التشوّق لدى محبّي السينما في مختلف أنحاء العالم من المعجبين بأفلامه ولقطاته الملحمية، كما في فيلم «أبوكاليبس ناو» («الرؤيا الآن») الذي كان من المقرر أن يُعرض لبضعة أسابيع فحسب، لكنّه في نهاية المطاف بقي على الشاشات 238 يوماً.

تضاف إلى ذلك نوبات جنون العظمة التي يعانيها كوبولا، وقد فَقَدَ نحو 40 كيلوغراماً من وزنه واضطر إلى رهن ممتلكاته لتمويل الفيلم. فموازنة «أبوكاليبس ناو» التي كانت أصلاً 13 مليون دولار، ارتفعت إلى 30 مليوناً، ما قاده إلى حافة الإفلاس.

وكان المخرج نال أول سعفة ذهبية له عن فيلمه «ذي كونفرسيشن» عام 1974. وألحقها بنيله سعفته الذهبية الثانية عام 1979 عن فيلم «أبوكاليبس ناو».

 

####

 

قبل عرضه في «كان السينمائي الـ 77» ..

محمد حفظي يحصل على حقوق توزيع الفيلم الفلسطيني «إلى عالم مجهول»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حصل المخرج والسيناريست محمد حفظي على حقوق توزيع الفيلم الفلسطيني "إلى عالم مجهول" للمخرج الفلسطيني الداماركي مهدي فليفل بمنطقة الشرق الأوسط، بينما تتولى Salaud Morisset التوزيع في جميع أنحاء العالم .

والمقرر عرضه لأول مرة عالمياً في مسابقة "نصف شهر المخرجين"، المخصصة للأفلام الروائية الطويلة في الدورة الـ 77 من مهرجان كان السينمائي,

يسلط الفيلم الضوء على الواقع المأساوي لحياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحديدًا في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان، ويروي"إلى عالم مجهول" قصة المحاولات اليائسة لاثنين من أبناء العم الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في أثينا لإيجاد وسيلة للوصول إلى ألمانيا. يدخر شاتيلا ورضا المال لدفع ثمن جوازات سفر مزورة للخروج من أثينا. عندما يخسر رضا أموالهما التي حصلا عليها بشق الأنفس بسبب إدمانه للمخدرات، يخطط شاتيلا لخطة متطرفة تتضمن التظاهر بأنهم مهربين وأخذ رهائن في محاولة لإخراجه هو وصديقه من بيئتهما اليائسة قبل فوات الأوان.

وقال محمد حفظي مؤسس فيلم كلينك وفيلم كلينك المستقلة للتوزيع : "لقد تأثرت بشكل لا يصدق بقصة الشابين الباحثين عن أي سبيل ممكن لحياة أفضل. ونظرًا لحالة العالم ومنطقتنا التي تعاني من الصراعات بالتحديد، مما يجعل توقيت الفيلم مثالي، ونحن فخورون جدًا بأن نكون جزءًا من رحلة مهدي في جلب هذه القصة إلى العالم."

يُذكر أن مهدي فليفل مخرج فلسطيني – دانماركي يُعد من أهم المخرجين الفلسطينيين، له العديد من الأفلام التي تمحورت حول حياة الفلسطيني ومعاناته، أهمها فيلمه الوثائقي الطويل والأول “عالم ليس لنا” (2012)، الذي عُرض لأول مرة في “مهرجان تورنتو السينمائي”، وفي برلينالة عام 2013. وشارك في Cinefondation كان عام 2013، وأخرج بعد ذلك عدة أفلام قصيرة: "عودة رجل"، الحائز على جائزة الدب الفضي في برلين عام 2016؛ مرشح مهرجان كان 2017 عن فيلم "رجل يغرق"؛ والفائز بجائزة IDFA 2018 "لقد وقعت على العريضة"، وفاز بأكثر من 30 جائزة مرموقة.

 

####

 

ينافس في مسابقة «كان السينمائي الـ 77» ..

تعرف على | آراء النقاد حول الفيلم الدنماركي السويدي «الفتاة ذات الإبرة»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

شهدت صالة جراند لوميير، أمس الأربعاء، العرض العالمي الأول للفيلم الدنماركي السويدي (الفتاة ذات الإبرة، The Girl with the Needle)، للمخرج ماجنوس فون هورن، ضمن عروض المسابقة الرسمية لـ مهرجان كان السينمائي في نسخته الـ77.

يروي الفيلم، من خلال توجيهه لتاركوفسكي، القصة القاتمة للجرائم الأكثر شهرة في الدنمارك. مع عناصر الرعب بالأبيض والأسود، فيلم جدير بالجوائز، وهو مستوحى من القصة الحقيقية لـ داجمار أوفرباي التي قتلت عددًا كبيرًا من الأطفال المولودين خارج إطار الزواج في كوبنهاجن، خلال الحرب العالمية الأولى بين عامي 1913 و1920.

عبر الناقد جو أوتيتشي، في مراجعته بموقع "ديدلاين، عن إعجابه بعمل فون هورن وشريكه في الكتابة لاين لانجيبك، وقال أنهما "نجحا في تحقيق التوازن بين حقيقة هذه القصة وخيالها الملهم، نظرًا لأن حقائق هذه القصة صارخة للغاية، كما أن التصوير السينمائي بالأبيض والأسود جعل الفيلم يبدو بطريقة ما وكأنه روائي وتسجيلي، وهذا التأرجح الدقيق بين النقيضين نراه بوضوح على طول مراحل الفيلم".

أما الناقدة ليزلي فيلبرين، فقالت في مراجعتها بموقع "هوليوود ريبورتر": "كان من الممكن أن يكون الأمر برمته واقعيًا للغاية بحيث لا يمكن التعامل معه لولا حقيقة أن الفيلم ينتهي بملاحظة مليئة بالأمل، حيث تتم معاقبة الشخصيات الأكثر شرًا على خطاياهم ومنح الطيبين فرصة ثانية. إنها بلا شك نهاية خيالية، لكنها من النوع الذي نحتاجه هذه الأيام".

ووصفت الناقدة صوفي كوفمان في مقالها بموقع "إندي واير" - الفيلم - بأنه أشبه بتتبع بطلة في شبه رحلة سقوط حر، لا يدعمها مجتمع ذو رؤية ضيقة لمكانة المرأة، وغالبًا ما تتم معاقبة النساء في هذا النوع من القصص بوحشية بسبب جرأتهن على إظهار استقلاليتهن.

وقالت فيونوالا هاليجان، في مراجعتها بموقع "سكرين دايلي": "كارمن سون التي لعبت دور البطلة (كارولين)، تقدم أداء دقيق لفتاة غير متعلمة ليس لديها خيارات ولا مستقبل يتجاوز ما يمكنها نحته بأظافرها. يُظهر وجهها مشاعر براءة ويأسًا، وذكاءً وغباءً، وكلها تتطاير مثل السحب المتكدسة فوق مداخن كوبنهاجن. وهذا ما يجعلها بالتأكيد المرشحة الأولى لأفضل ممثلة في مهرجان كان هذا العام".

 

موقع "سينماتوغراف" في

16.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004