ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان «كان» - 1

مهرجان «كان» ينطلق اليوم بكوميديا عاطفية.. يعلن أنه سيد المهرجانات الدّولية ولا منافس له

كانمحمد رُضا

كان السينمائي الدولي

السابع والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

المقدّمة الإعلانية لفيلم كونتِن دوبيّو «الفصل الثاني»، تُصوِّر 5 من ممثليه وهم يسيرون بعضهم وراء بعض فوق أرض ريفية، مشية من يبغي الوصول إلى مكان معين. يتحدّث كلٌ منهم للكاميرا عن الفيلم ما يخالف به حديث الآخرين. هذا في نحو دقيقة ونصف الدقيقة. كل ممثل لديه نحو 15 ثانية ليقول شيئاً مفيداً في هذا الصدد.

المشهد يشبه آخر، لعبت الممثلة ليا سيدو بطولته قبل أعوام قليلة هو «ذَ لوبستر»: أربع شخصيات تسير فوق طريق ريفية بعيدة وتتحدث.

لكن لا شيء عن الفيلم في هذه المقدّمة، ونقادُ فرنسا لم يشاهدوا الفيلم بعد، ولحين كتابة هذه الكلمات قبل يوم من عرضه في افتتاح الدورة الـ77 من 14 إلى 25 مايو (أيار)، وبالتالي هناك كتابات كثيرة عنه.

«الفصل الثاني» يفتتح المهرجان مستنداً إلى عاملين يدور الحديث عنهما وهما: إنه الفيلم الكوميدي الأول لمخرجه النشط دوبيّو، والثاني إن «كان» اختارته من بين عشرات الأفلام الفرنسية والأوروبية التي عُدّت مناسبة للحدث السينمائي الأكبر في العالم.

لا بدّ أن الفيلم يستحق مثل هذا الشرف، لكن لا يستطيع المرء الوثوق بذلك. المدير العام للمهرجان تييري فريمو نفسه قال: «لا نختار الأفلام لقيمتها الفنية، بل لما نراه صالحاً للمهرجان».

والصالح هنا هو اختيار الفيلم الذي يترك صدى كبيراً، إن لم نقل مدوّياً، لكن من بعد ساعات قبل مشاهدته لا يمكن معرفة ما إذا كان سيترك الصدى الموعود خصوصاً أنه فيلم كوميدي على عكس فيلم افتتاح دورة العام الماضي «جين دو باري»، الذي كان فرنسياً أيضاً، لكنه عرض بعض التاريخ وحفِل بتصاميم القصور وتفاصيل الحياة وشخصياتها في أواسط القرن الثامن عشر. ذلك الفيلم الفرنسي الذي أخرجته ولعبت بطولته مايوَن (تكتفي باسمها الأول) كان حافلاً، لكنه تلقّى تجاوباً نقدياً فاتراً.

فصول ممثلة

«الفصل الثاني» قد يكون جوهرة ستُكتشف، لكن ملخص حكايته لا يشي بذلك فهو عن امرأة اسمها فلورنس (ليا سيدو)، تحب ديفيد (ليوي غارل) بشدّة، وتعتزم تقديمه لوالديها والزواج منه. لكن ديفيد ليس مستعجلاً ولا حتى منجذباً إلى فلورنس كما تعتقد، ويريد التخلص منها بتعريفها إلى صديقه ويلي (رفايل كوينار).خلص. هذه هي الحبكة.

قد تكمن القيمة في التفاصيل وفي الكيفية التي سيدير بها المخرج هذا الفيلم الأول له ككوميديا. دوبيّو معروف في فرنسا بوصفه أحد المخرجين الأكثر نشاطاً هذه الأيام، وسلسلة أفلامه تشمل كثيراً من النجاحات داخل فرنسا. والمهرجان عرض له سابقاً «السجائر تسبب السّعال» خارج المسابقة سنة 2022. قبل ذلك بـ12 سنة عرض له المهرجان أحد أفلامه الأولى (وعنوانه «مطاط» Rubber) في قسم «أسبوع النقاد».

بطلة الفيلم، ليا سيدو، تشارك فنسنت ليندو، ولوي غارل، ورافييل جونار البطولة، وهي بدورها جديدة على الكوميديا إذ لم تظهر في فيلم من هذا النوع من قبل، رغم أدوارها الكثيرة خلال عقدين، (53 فيلماً منذ دورها الأول في «غيرلفرندز» سنة 2006).

حتى عام 2013 عندما ظهرت في فيلم عبد اللطيف كشيش «اللون الأزرق هو الأكثر دِفئاً»، كانت تُختار. الآن هي التي تختار، كما كتبت الصحافية الفرنسية إلسي كارلِن مؤخراً.

يمكن أن نضيف هنا أن فيلم كشيش، الذي وضعها في مشاهد إيروتيكية، اختارها بعدما شاهدها في فيلمين هما «أخوات» (Sisters)، و«غراند سنترال» (2012 و2013 على التوالي). ما صنعه هذا الفيلم (الذي عدّه هذا الناقد أحد أسوأ ما عرضه مهرجان «كان» في عام إنتاجه) هو إطلاق نجوميّتها على نحو واسع.

ما يُسجل لها أنها تسعى منذ ذلك الحين لاختيار المخرجين. المخرج هو باب الدّخول إلى أي فيلم تختاره. تريده معروفاً ومميّزاً وناجحاً والنماذج التي تجمع هذه الصفات عديدة. في الواقع، سألت سيدو المخرج أرنو دسبليشن عندما كانت تمثل تحت إدارته فيلمه «خداع» سنة 2020، عمّن يعتقده أفضل مخرجي الفترة الحالية من سينمائيي فرنسا. قال لها: «كثيرون». أصرّت قائلة: «أعطني أسماء بعضهم»، لكنه تحاشى الإجابة وكرر كلمته «كثيرون».

أن يكون شاغلها هو الاستمرار في العمل، وقد بلغت 37 سنة، تبعاً لاختياراتها من المخرجين وليس تبعاً لعروض مختلفة تطلبها للعمل، يعني أنها صادقة في رغبتها تمييز عمها ومنحه فرديّته.

لجانب كشيش مثلت تحت إدارة بنوا جاكو، وميا هانسن لڤ، وليوس كاراكس، وبرتران بونيللو.

هذه الأسماء ليست معروفة على نطاق ما حول العالم، لذلك بقدر ما كانت حريصة على العمل مع هؤلاء بقدر ما حرصوا على العمل معها دعماً لأفلامهم.

سيد المهرجانات

بوجود 23 فيلماً متسابقاً، وأضعاف ذلك في كل العروض والتظاهرات الموازية يبدو هذا المهرجان كما لو أنه أراد حشد كلّ ما يستطيع احتوائه من أعمال «تصلح له» حسب وصف مديره.

هناك كل شيء يمكن لمهرجان أن يحتويه. أفلام في مسابقة بينها أعمال لكبار المخرجين، وأخرى من نوع الاكتشافات. هناك مسابقة «مرة ما»، وتظاهرة «أسبوع النقاد»، وأُضيفت مسابقة ثالثة لأصحاب الأفلام غير القابلة للتصنيف ولتلك التجريبية. هذا عدا قسم «نصف شهر المخرجين» الذي هو جزء منفصل عن البرنامج الرسمي، لكنه من بين أفضل أقسامه.

هناك عروض على الشاطئ، وعروض في منتصف الليل، وعروض لأفلام كلاسيكية قديمة. ثم هناك السوق الكبرى التي يجني منها المهرجان إيراداً كبيراً كون المؤسسات والشركات تستأجر مساحاته لإقامة مراكزها التجارية والإعلامية.

«كان» يقول تبعاً لذلك: أنا سيد المهرجانات وليس هناك من منافس.

الحقيقة أن المسألة فيها نظر؛ «كان» هو الأكبر، لكن «فينيسيا» هو المتحرّر من الانصياع لشركات الإنتاج والتوزيع وصالات السينما، وبهذا تنفّذ عروضه من الوصايا والهوية الواحدة.

 

الشرق الأوسط في

13.05.2024

 
 
 
 
 

مهرجان كان: تاريخ عريق وحاضر مُتجدّد

كانّ ــ محمد هاشم عبد السلام 

ساعات قليلة وتبدأ في مدينة “كان” الساحلية فعاليات الدورة الـ77 لـمهرجان كان السينمائي الدولي (١٤ – ٢٥ أيار/ مايو). الموعد الذي يتجدد سنويًا، منذ عقود، في شهر أيار/ مايو تحديدًا، تنتظره الغالبية العظمى من المهتمين بالشأن السينمائي والفني والثقافي في أنحاء العالم. بسببه، تكتظ مدينة “كانّ” الصغيرة، من حيث المساحة والتعداد السكاني، بضعف حجم سكانها. وهو ما لا تشهده المدينة السياحية كثيرًا، رغم العديد من الفعاليات والتظاهرات والمُؤتمرات، التي تُقعد فيها على امتداد العام.

أماكن الفعاليات

يظن البعض أن جميع فعاليات المهرجان تُقام في “قصر المهرجانات” الضخم، الكائن في شارع “لا كروازيت”. هذا ليس صحيحًا. فعليًا، يحتضن القصر أهم الفعاليات، حفلي الافتتاح والختام، و”المُسابقة الرئيسية”، ومُسابقة “نظرة ما”، التالية في الأهمية لـ“المُسابقة الرئيسية”، والمُهتمة بالتجارب الأولى أو الثانية للمُخرجين والمُخرجات، وبرامج فرعية أخرى. وفي الطوابق السُفلية من القصر تُعقد أغلب فعاليات “سوق الفيلم”، وهو الأكبر من نوعه على مستوى العالم.

القصر القديم

كان المهرجان يُقام سابقًا، منذ عام 1949 في القصر القديم، أو ما يُعرف بـ“قصر الكروازيت”، الذي صممه المعماري السير “هوبير بينيت”. وموقعه جد قريب من مكان القصر الحالي، في شارع لا كروازيت، أيضًا. في نهاية عام 1982، كان فيلم “إي. تي.” لستيفن سبيلبرج هو العرض الأخير في “قصر الكروازيت” القديم، الذي هُدِمَ كليًا في عام 1988، وحلَّ محله الآن فندق “جي. دبليو. ماريوت”. حيث باتت تُعرض، في سينما موجودة أسفل المبنى، تظاهرة “نصف شهر المُخرجين” أو “أسبوعا المُخرجين”، التي بدأت عام 1969 تحت إشراف نقابة المُخرجين الفرنسيين. باستقلال تام، إداريًا وماليًا، عن مهرجان “كان”. وعُرفت بهذا الاسم لأنها دُشِنت وقت أن كان المهرجان يمتد لـ14 يومًا. وسوف تُعقد النسخة الـ٥٦ منها هذا العام.

ما التظاهرة الفرعية الأقدم، فهي أسبوع النُقاد. وتخضع بالكامل لإشراف وتنظيم نقابة نُقاد السينما الفرنسيين، وتأسست عام 1962. تعقد فعالياتها في قاعة فندق “قصر ميرامار”، على بعد أمتار قليلة من مكان انعقاد تظاهرة أسبوعا المخرجين. يُذكر أن هذه هي الدورة الـ٦٣ في عمر التظاهرة العريقة.

التظاهرتان تبعدان عن مكان “قصر المهرجان” قرابة واحد كيلو متر تقريبًا. وللتظاهرتين نظامان مُختلفان ماليًا وإداريًا، ولجان اختيار وإدارة وتحكيم وجداول عروض ومُلصقات ومطبوعات مُستقلة تمامًا. فعليًا، تُعتبران بمثابة مهرجانين مُنفصلين عن مهرجان “كانّ”. وللأسف الشديد، في أغلب الأحيان، تتقاطع عروضهما مع عروض المهرجان. ما يسبب الكثير من الحيرة والارتباك والضيق، لاستحالة المُلاحقة أو المُتابعة. سيما وأنهما، في العادة، تعرضان الكثير من الأفلام الرائعة، وتحرصان دائمًا على تقديم الوجوه الجديدة اللافتة للانتباه. وأحيانًا، تتفوق اختياراتهما على الأفلام المعروضة في “المسابقة الرئيسية” للمهرجان.

القصر الجديد

في عام 1979، ونظرًا لزيادة الأنشطة في المدينة وأعداد رواد المهرجان وغيرهم، بدأت أعمال البناء فيما يُعرف بـ“قصر المهرجانات وقاعة مُؤتمرات مدينة كانّ”. القصر الجديد من تصميم “فرانسوا درويه”. وانتهت أعمال البناء فيه، وتم افتتاحه، عام 1982. تبلغ مساحة القصر 30 ألف متر مربع تقريبًا، ومُقسم إلى 6 طوابق. ويضم 5 قاعات مُتفاوتة الحجم، من 150 إلى 2300 مقعد تقريبًا. ومساحة شاسعة بالطابق الأرضي، وحول القصر، حيث تقام فعاليات وعروض “سوق الفيلم”. وقد جرى تدشين المبنى في العام التالي، بعرض فيلم “ملك الكوميديا” (1983) لمارتن سكورسيزي، وذلك في أول دورة “كانية” تُقام في القصر الجديد. ومنذ ذلك الحين، وجميع الفعاليات الرئيسية الرسمية للمهرجان تُعقد فيه.

ورغم التوسعة التي أدخلت على القصر عام 1999، وإضافة 10 آلاف متر مربع إلى مساحته السابقة، لكنه خضع، عام 2010، لأعمال صيانة وتطوير وتوسعة ضخمة. وذلك على مدى 3 سنوات، من 2013 إلى 2015. كان القسم الأكبر منها من نصيب قاعته الكبرى، صالة “مسرح لوميير الكبير”. ما زاد من سعتها إلى 2309 مقاعد. وهي الأكبر بين صالات القصر. وشاشتها من بين أكبر الشاشات عالميًا. تستأثر القاعة بانتباه واهتمام وسائل الإعلام لأنها المكان الرئيسي لعروض الافتتاح والختام وتوزيع الجوائز. ويصعد على درجاتها الـ24 أهم وأشهر المُخرجين والنجوم، وتُلتقط على مسرحها أهم الصور التذكارية.

تلي صالة “مسرح لوميير الكبير” أهمية ومساحة، صالة “مسرح كلود ديبوسي”- 1068 مقعدًا، وصالة “لوي بونويل”- 452 مقعدًا، و”أندريه بازان”- 280 مقعدًا. وفي إحدى جنبات القصر، تنصب منذ عام 2007، خيمة “صالة الـ60”. تتسع الخيمة الضخمة، التي يتم تركيبها قبيل المهرجان والمُجهزة بأحدث التجهيزات، لقرابة 500 مقعد. وقد تم تغيير اسمها مُؤخرًا لتحمل اسم المُخرجة الفرنسية الراحلة “أنييس فاردا”، وتحتضن القاعة إعادات أغلب أفلام المهرجان.

مُجمّع سينيوم

حديثًا، ونظرًا للزحام الشديد والطوابير التي كانت تمتد بنا لساعات طويلة قبل عروض الأفلام، وأحيانًا عدم التمكن من الدخول أصلًا، أو الدخول والجلوس على السلالم لفرط التكدس، أقامت مدينة “كانّ” المُجمع السينمائي الضخم “سينيوم”، الذي افتتح قبل ٤ سنوات. وبه 12 قاعة مُجهزة بأحدث التجهيزات، وتتسع لأكثر من 2450 مقعدًا. ليتكامل المُجمع ومجموعة السينمات الكائنة بوسط المدينة، وسعتها 2133 مقعدًا، تقريبًا. يتميز المبنى بهندسته معمارية عصرية فريدة، بمساحة 9400 متر مربع. وتكسوه خرسانة بيضاء ذات أشكال مثلثية شبكية، شديدة الشبه بالنماذج الكعبية. المبنى من تصميم المعماري “رودي يكيوتي”، المعروف بتصميماته الثقافية الفريدة، مثل متحف “جان كوكتو”، في مدينة “مونتون”. وأيضًا، “مصنع أزياء شانيل”، في باريس.

في ظل بنية تحتية سينمائية كهذه، سواء أماكن العرض أو المُشاهدة أو الخدمات الصحافية وغيرها، يستطيع المهرجان خدمة أكثر من 4500 صحافي وناقد خلال فترة انعقاده. وهي أكبر تغطية إعلامية يحظى بها حدث على مستوى العالم، بعد الأوليمبياد، بحسب الإحصائيات. تستوعب هذه البنية عشرات الآلاف من النجوم، وصُناع السينما، ورواد سوق الفيلم، وغيرهم من الجمهور والهواة. رغم قلة عدد جمهور “كانّ”، مُقارنة بغيره من المهرجانات، “برلين” مثلًا. إذ يختص مهرجان “كانّ” بالأساس بأهل الصناعة. ولا يُعتبر مهرجانًا مفتوحًا للجمهور، والعروض الجماهيرية، ولا يستهدف بيع وشراء التذاكر وتحقيق الأرباح أو أرقام مُشاهدات قياسية… إلخ.

من هنا، باتت مدينة “كانّ”، والضواحي والأطراف المُحيطة بها، تحظى بالترتيب الثاني بين المدن الفرنسية، بعد باريس، في اجتذابها لأعداد هائلة من المُؤتمرين، وأصحاب الفعاليات والأنشطة الثقافية أو السياحية أو التجارية. وأغلبها تعقد داخل أروقة قصر المهرجانات، وليس خارجه. من يُطالع أجندة القصر على موقع شبكة الإنترنت، يُدهش من حجم الأنشطة التي لا تتوقف على امتداد العام. بداية من العروض المُوسيقية أو المسرحية على مدى يوم أو يومين. مرورًا بالمؤتمرات، وورشات العمل، والمعارض الفنية المُمتدة لفترات أطول. مثلا، بخلاف “مهرجان كان السينمائي”، يحتضن القصر “مهرجان كان ليونز الدولي للإبداع”. وأهم معارض العقارات، والسياحة، واليخوت، والطعام، والتسويق الفندقي. ومُؤخرًا، انضمت إلى القائمة، “مهرجان كان للمسلسلات”، الذي انعقدت دورته الأولى عام 2018.

نُبذة عن السعفة

تاريخيًا، لم تكن “السعفة الذهبية”، أرفع جائزة يمنحها المهرجان، على النحو الذي نعرفه الآن. إذ مرَّت الجائزة بالكثير من التطورات والتصميمات والأشكال، المُنبتة الصلة بالتصميم الحالي. وإن كانت السعفة، كشعار أو كرمز، لم تتغير. في عام 1975 فقط، أعيد تصميم “السعفة الذهبية”، وأصبحت الرمز الدائم للمهرجان وشعاره الرسمي. وباتت تقدم في عُلبة من الجلد المغربي الأحمر الخالص الفاخر، والمُبطن بجلد سويدي أبيض. في الثمانينيات، أعيد تصميم الشكل الدائري، ثم الهرمي للسعفة، وجعلها ثمينة، وأكثر ثقلا وبريقًا. وتعزيز حواف ساقها وأوراقها الإبرية، وصياغتها على شكل قلب. وكذلك، تصميم قاعدتها المصنوعة من الكريستال، المصقول يدويًا. وكانت تصنع من النحاس الذهبي، ثم النحاس الأحمر، ثم الفضة المطلية بالذهب.

في عام 1998، كان المُخرج اليوناني القدير والمعروف، الراحل ثيو أنجيلوبولوس، أول مُخرج يفوز بـ“السعفة الذهبية” بشكلها المعروف الآن. ويبلغ طول جذع السعفة 18 سم، وتحمل على جانبيها 19 ورقة إبرية. وتصنعها شركة الساعات والمجوهرات السويسرية “شوبارد”، التي تتبرع بها كل عام. إذ تُغادر السعفة الورشة في جنيف إلى “الكروازيت” قبيل المهرجان، حيث تُحفظ في مكان سري قبل منحها.

سابقًا، كانت السعفة تُصنع من الذهب عيار 18 قيراطًا. وتتكون من 75% ذهب خالص، و2% فضة. الآن، تصنع من ذهب عيار 24 قيراطًا، يتم استخراجه بواسطة عمال مناجم الذهب الكولومبيين، على عمق 300 متر في “لا لانادا”، وهي بلدة صغيرة تقع شمال “جبال الأنديز”، في كولومبيا. بعد ذلك، توضع فوق قطعة من الكريستال الصخري الصافي المصقول، المُستخرج من جبال سويسرا وألمانيا، فتبدو كأنها ماسة من الزمرد. ثم تُوضع في علبة من الجلد المغربي الملكي الأزرق الفاخر.

في عام 2011، وبعد أن أسقط المُخرج الدانمركي الكبيد لارس فون تراير السعفة، بينما كان يُلوح بها بحماس شديد، جرت إضافة آلية أمان إلى العلبة لتأمين وتثبيت السعفة في مكانها. وفي عام 2013، لأول مرة في التاريخ، مُنحت السعفة الذهبية لثلاثة، المُخرج عبد اللطيف كشيش، والمُمثلتان ليا سيدو وأديل إكساركوبولوس، عن “الأزرق أكثر الألوان دفئًا”. عادة، يُحتفظ دائمًا بسعفة ثانية احتياطية في حالة حدوث أي أضرار مادية أو خلافه، أو في حالة تقاسم الجائزة أو منحها مُناصفة. تلك السنة، كان لا بد من صُنع سعفة ثالثة. فصنعت على عجل، وجرى تسليمها في اللحظة الأخيرة لإدارة المهرجان، قبيل ساعات من حفل الختام. في عام 2017، في الدورة الـ70، أدخلت بعض التحسينات والإضافات على السعفة، والبلورة الكريستالية الخاصة بها، وكسوتها بماسات صغيرة على أوراقها وساقها. ومُنذ ذلك الحين، لم يطرأ على تصميمها أي تغيير.

 

موقع الـ CinArts في

13.05.2024

 
 
 
 
 

بصمة عربية مرتقبة في مهرجان "كان" السينمائي

8 أفلام تتنافس بمسابقات مختلفة ومشاركة خاصة لـ"نورة" السعودي

نجلاء أبو النجا 

في سابقة هي الأولى من نوعها أعلنت إدارة مهرجان "كان" عن مشاركة السينما السعودية بفيلم طويل وهو "نورة" وينافس في قسم "نظرة ما" ضمن 14 فيلماً.

تتجه الأنظار خلال الساعات المقبلة إلى فرنسا، حيث تنطلق الدورة الـ77 من مهرجان "كان" السينمائي، وهو الحدث الأهم والأشهر على مستوى العالم لعشاق وصناع السينما، وتستمر فعالياتها من الـ17 إلى الـ25 من مايو (أيار) الجاري.

وتشارك السينما العربية كل عام بحصة من العروض المميزة في المسابقات المختلفة، وارتفعت نسبة العروض والمشاركات مع التطور الذي تشهده السينما العربية وزيادة أهمية الأفلام العربية في توصيل رسائل فنية وثقافية مختلفة.

وتشهد النسخة الجديدة من مهرجان "كان" عدة مفاجآت أبرزها مشاركة عدة أفلام عربية تصل إلى ثمانية أعمال من: السعودية ومصر والمغرب والصومال وفلسطين والجزائر.

"شرق 12"

تشارك مصر بأكثر من فيلم منها "شرق 12"، سيناريو وحوار وإخراج هالة القوصي، في مسابقة "أسبوع المخرجين"، بطولة منحة البطراوي وأحمد كمال وعمر رزيق وفايزة شامة.

وتدور أحداثه حول موسيقار شاب يدعى "عبده" يعاني صراعاً مع "شوقي البهلوان" الذي يدير المكان الذي يعزف فيه، ويخطط عبده بالتعاون مع الحكاءة جلالة التي تشاركه البطولة وكذلك المطربة الشابة ننة في التمرد الكامل على صاحب القبضة الحديدية مالك المكان محل الصراع لنيل الحرية التي يحلم بها الجميع. والفيلم رغم موضوعه الموسيقي فإنه يحتمل ملامح سياسية لبعض المجتمعات العربية.

ويشارك من مصر أيضاً فيلم "رفعت عيني للسما"، وذلك بالمسابقة الرسمية لـ"أسبوع النقاد" بالمهرجان.

ويتناول الفيلم الذي أخرجه المخرجان الشابان أيمن الأمير وندى رياض حكاية فريق مسرحي مكون من فتيات في صعيد مصر بقرية البرشا بمحافظة المنيا، وتقدم الفتيات عرضاً يسمى "بانوراما البرشا" يستعرضن فيه قضايا النساء في الصعيد، ويعبرن عن رغبتهن في الخروج من رحلة صعود محدودة لعالم أرحب من النجاح والشهرة.

ويقدم الفيلم شخصيات مصرية حقيقية تظهر لأول مرة على الشاشة، وتم التصوير بالكامل بمواقع حية في قلب الصعيد المصري.

وقال مخرجا الفيلم، إنهما حاولا تصدير رسالة مهمة وهي أن الإيمان والإرادة والفن أدوات قادرة على تغيير المجتمع للأفضل وتحقيق الأحلام المستحيلة.

وفيلم "رفعت عيني للسما" هو أول فيلم تسجيلي مصري طويل يشارك في هذه المسابقة منذ تأسيسها، وينافس ضمن سبعة أفلام فقط على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل ممثل أو ممثلة، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة التوزيع.

وسبق وشاركت عدة أفلام قصيرة مصرية بنفس المسابقة على مدار السنوات السابقة مثل فيلم "فخ" عام 2019 إخراج ندى رياض وأيمن الأمير، و"ريش" لعمر الزهيري عام 2021، الذي نال جائزة المسابقة الكبرى الفيلم القصير، والعام الماضي 2023 شارك الفيلم القصير "عيسى" لمراد مصطفى.

مفاجأة نورة

وفي سابقة هي الأولى من نوعها أعلنت إدارة مهرجان "كان" عن مشاركة السينما السعودية بفيلم طويل وهو "نورة" للمخرج توفيق الزايدي، الذي ينافس في قسم "نظرة ما" ضمن 14 فيلماً.

وكان العرض الأول للفيلم ضمن مسابقات الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي في ديسمبر الماضي بجدة بالسعودية، وفاز بجائزة أفضل فيلم سعودي.

وشارك في بطولة الفيلم يعقوب الفرحان وماريا بحراوي، والممثل السعودي المخضرم عبدالله السدحان.

والفيلم هو أول فيلم روائي سعودي طويل يتم تصويره بالكامل في منطقة العلا التي تتمتع بخصوصية تاريخية وتراثية وذات جمال طبيعي مميز. وتعرض فيلم "نورة" لقضية المرأة وما تعانيه من مواجهة مع التقاليد والقيود.

وتدور الأحداث بالكامل في مطلع فترة التسعينيات، حول فتاة صغيرة في السن ومتطلعة وتمتلك طموحاً كبيراً تدعى نورة، تتربى في بيئة محافظة غرب السعودية لا تسمح بالرسم أو ممارسة الفنون رغم ولع نورا بالقصص والمجلات والنواحي الفنية.

تعيش الفتاة صغيرة السن حياة مستقلة مع أخيها بعد موت والديهما في حادثة سير، وتتصاعد الأحداث عندما تلتقي بمعلم الرسم في القرية ويدعى نادر وهو رجل يمتلك عقلاً مستنيراً، فيساعدها ويدعمها ويفتح أمامها بوابة لتعلم الفن خارج مدينتها.

وفي حديث لـ"اندبندنت عربية"، قالت بطلة الفيلم ماريا البحراوي، التي جسدت دور نورة الفتاة السعودية المتمردة على التقاليد، إن هذا العمل هو أول تجربة تمثيلية في حياتها، موضحة أنها سعيدة جداً بمشاركة الفيلم في مهرجان "كان" العريق كأول فيلم سعودي وهو حدث مهم يشعرها بالفخر والأمل.

وماريا الفنانة الشابة صاحبة الـ17 سنة، وتدرس بالصف الثالث الثانوي، أشارت إلى أنها لم تخف من الاتهام بالجرأة عند تجسيد الدور لأن نورة فتاة تحاول التمرد على التقاليد بجرأة وكسر تابوهات المجتمع، بخاصة أنها علمت أن هناك نماذج حقيقية في الواقع بنفس الشكل، وسمعت عن محاولات من فتيات للسير على نهج نورة منذ حقبة التسعينيات وهي الفترة التي يمر بها الفيلم.

وأشادت ماريا بالفرصة التي منحت لها في بداية حياتها خصوصاً الوقوف أمام نجمين كبيرين بحجم عبدالله السدحان ويعقوب الفرحان، موضحة أنه أعظم ما حدث لها خصوصاً أنهما قبلا بها وهي في أول الطريق ولم يسبق لها أبداً الوقوف أمام كاميرا في حياتها.

وكشفت ماريا أنها تتمنى تجسيد شخصيات مهمة وتقدم قصصاً حقيقية لنماذج سعودية بارزة.

وعن تجربتها في العمل، أوضحت أنها حصلت على الدور من طريق تجربة أداء قدمتها أمام المخرج توفيق الزايدي، وبعدها اتصل بها وذهبت إلى منطقة العلا ليقيم مدى الكيمياء والتوافق بينها وبين بطل العمل يعقوب الفرحان وبعدها قرر أن تلعب البطولة.

ونبهت ماريا أنها كانت تحلم منذ طفولتها وهي بعمر ست سنوات أن تصبح ممثلة، وكانت تتخيل كل القصص كأنها شريط سينما، وتكافئ نفسها بأن تحصل على قصة جديدة كلما نجحت في أي وقت، لكن الظروف والمجتمع كانا ضد هذا الحلم فالهدف الأساسي لدى كل الأسر والثقافة أن تكون الفتاة مهندسة أو طبيبة أو مدرسة، لكن الأمور تغيرت الآن.

وتابعت، "أنا فخورة لأني من جيل جديد هو جيل الرؤية وهو جيل رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود الذي يقدم الدعم للمرأة ولطموحها وموهبتها ولكل النواحي، رغم أني سابقاً لم أكن أتخيل أن يتحول الحلم لحقيقة وأصبح ممثلة".

وأكملت حديثها بأنها في أول تجربة تعلمت كثيراً من التمثيل مثل الصبر والاجتهاد ووجود رؤية وهدف وحلم، وعرفت أن السينما مشروع ومجهود وتعاون، والفيلم الذي "نراه على الشاشة في مدة ساعة ونصف يتم تصويره في أشهر، ورغم التعب الشديد أكدت أنها سعيدة برد الفعل عقب عرض الفيلم وإشادة الجميع به وما يحمله من رسالة تنويرية وحالة رومانسية وكوميدية وقضية اجتماعية في الوقت نفسه".

وترى ماريا أن التمثيل هو تحويل القصص لحقيقة على الشاشة، إذ يتحول النص الفني لحوار وصورة عبر الشاشة. واختتمت حديثها بأنها تأثرت في بداية حلمها الفني ببعض الأعمال من أهمها مسلسل سعودي اسمه "اختطاف"، واندهشت بسبب تمثيل إلهام العلي الذي تراه ملهماً.

جوار الجنة

وبالعودة إلى باقي المشاركات العربية بمهرجان "كان" في نسخته الـ77، يشارك الصومال في مسابقة "نظرة ما" بالفيلم الروائي الطويل "القرية إلى جوار الجنة" للمخرج مو هراوي، وهو أول أفلامه الروائية الطويلة.

وتدور الأحداث حول عائلة صومالية تضطر إلى النزوح وتغيير محل إقامتها بسبب الأوضاع المضطربة في البلاد.

ونال مخرج العمل الصومالي مو هراوي عديد من الجوائز بمهرجانات عالمية مثل "كليرمون فيران" أكبر مهرجان للأفلام القصيرة في العالم، كما حصل على "التانيت الذهبي" من مهرجان قرطاج السينمائي عام 2021.

مشاركة فلسطينية

وتشارك فلسطين بفيلم "إلى أرض مجهولة" للمخرج الفلسطيني الدنماركي مهدي فليفل ويتناول العمل رحلة صديقين من مخيم عين الحلوة، يغادران هرباً إلى العاصمة اليونانية أثينا بحثاً عن حياة أفضل، ويكتشفان أنهما فقدا المبلغ المخصص للهجرة مما يضعهما في سلسلة من الأحداث التي تجعل صداقتهما على المحك.

ويعرض الفيلم ضمن عروض نصف شهر المخرجين، بعد أن كان في البداية مشروعاً يحمل عنوان رواية غسان كنفاني الشهيرة "رجال في الشمس" لكن تغير اسمه.

رباعية عيوش

وبالفيلم المغربي "من الذي لا يحب تودا" يشارك المخرج المغربي نبيل عيوش بمهرجان "كان" السينمائي للمرة الرابعة بعد عدة أعمال منها "يا خيل الله" و"الزين اللي فيك" و"علي صوتك"، ويعرض الفيلم الجديد في قسم عروض كان الأولى.

وتدور أحداث العمل حول شخصية رئيسة وهي تودا التي تقوم بدورها نسرين الراضي الممثلة المغربية الشهيرة بأدوارها في أفلام مهمة مثل "آدم" و"ملكات".

وتودا هي مغنية شعبية مغربية تعمل في مدينة صغيرة لتنفق على ابنها الوحيد، وتعاني مشكلات مجتمعية مثل أي امرأة وأهمهما الذكورية والأحكام المحيطة بها، وتتمرد تودا وتحلم أن تتمكن من كسر القيود وتحقيق نجومية كبيرة، وتنتقل إلى مدينة الدار البيضاء.

ويشارك المغرب كذلك بفيلم آخر للمنتج والمخرج المغربي الفرنسي سعيد حميش وهو فيلم "البحر البعيد".

 ويدور حول شاب مغربي يدعى نور يقرر في بداية تسعينيات القرن الماضي أن يهاجر بطريقة غير شرعية إلى مارسيليا الفرنسية، ليعيش وسط مجموعة ممن خاضوا نفس تجربته، وتتصاعد الأحداث عندما يتورطون في أعمال إجرامية، ومع ذلك لا تعوق رغبتهم في الاستمتاع بالحياة، حتى يتعرف على ضابط فرنسي غريب الأطوار يغير مسار رحلته.

ويرصد الفيلم حكاية نور خلال عقد كامل ينتهي قبل أشهر من حادثة الـ11 من سبتمبر (أيلول) 2001 الذي سيغير كثيراً من صورة المهاجرين في الغرب.

بالفيلم القصير "بعد الشمس" تشارك الجزائر في مسابقة (نصف شهر المخرجين)، وهو الفيلم العربي القصير الوحيد في مهرجان "كان" هذا العام، ومن إخراج ريان مكيردي، والعمل إنتاج فرنسي بلجيكي جزائري مشترك.

وتدور الأحداث في نهاية ثمانينيات القرن الـ20، حين تخرج رحلة جزائرية بالسيارة من ضواحي باريس نحو مارسيليا، ليختلط فيها الواقع بالخيال، والمتعة بالحماس والحرية والحنين إلى الماضي والوطن.

اختيار نادين لبكي

وعلى جانب آخر تشارك السينما العربية بشكل مختلف من طريق المخرجة اللبنانية نادين لبكي التي تم اختيارها لتكون عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، وذلك بعد مشاركات متنوعة في السنوات الماضية.

وأعلن منظمو مهرجان "كان" السينمائي، أخيراً، أن الممثلة الأميركية ميريل ستريب ستحصل على السعفة الذهبية الفخرية في حفل افتتاح المهرجان الشهير، وتبلغ ستريب من العمر 74 سنة، ولعبت عشرات الأدوار المهمة في تاريخ السينما العالمية، وفي رصيدها ثلاث جوائز أوسكار من 21 ترشيحاً.

وترأس المخرجة العالمية غريتا غيرويغ مخرجة فيلم "باربي" لجنة تحكيم الدورة الـ77 من مهرجان "كان"، وهي أول مخرجة أميركية على الإطلاق تتولى هذا الدور في سن الـ40، وستكون ثاني أصغر شخص يتولى رئاسة لجنة التحكيم، بعد الممثلة الإيطالية صوفيا لورين، التي كانت تبلغ من العمر 31 سنة عندما ترأست لجنة التحكيم عام 1966.

الدورة السابقة

يذكر أن السينما العربية كان لها مشاركة مميزة العام الماضي في الدورة الـ76 من مهرجان "كان"، ونافست في مسابقات المهرجان المختلفة بأفلام عربية مميزة مثل "وداعاً جوليا" للمخرج محمد كردفاني من السودان، و"بنات ألفة" لكوثر بن هنية من تونس، و"إن شاء الله ولد" لأمجد الرشيد من الأردن، ومن المغرب فيلمي "كذب أبيض" لأسماء المدير، و"كلاب الصيد" للمخرج كمال رزق.

وشاركت الجزائر بفيلم "عمر الفراولة" للمخرج إلياس بلقادر، كما شاركت السعودية كمنتج مشارك في فيلم افتتاح الدورة السابقة، الذي لعب بطولته النجم العالمي جوني ديب وكان يحمل اسم "جين دو باري".

صحافية @nojaaaaa

 

####

 

مخرج إيراني يهرب خارج البلاد بعد حكم في حقه بالجلد والسجن

يترقب محمد رسولوف العرض الأول لفيلمه في مهرجان "كان" السينمائي

(وكالات)

كان رسولوف الذي صودر جواز سفره في سبتمبر 2017 انتقد قسوة القمع الذي يمارسه النظام الإيراني، ودعا المجتمع السينمائي الدولي إلى مساندة صناع الأفلام والدفاع عن حرية التعبير

هرب المخرج السينمائي الإيراني المعروف محمد رسولوف من إيران قبل العرض الأول لفيلمه الأحدث في مهرجان كان السينمائي، بعدما صدر في حقه حكم بالجلد والسجن لثمانية أعوام.

وقال رسولوف، في بيان أمس الأحد، إنه موجود في مكان لم يحدده في أوروبا. وأضاف "كان يتعين علي أن أختار بين السجن ومغادرة إيران، وبقلب مفطور اخترت العيش في الخارج".

وأوضح أنه اتخذ القرار بعدما علم قبل نحو شهر بتأييد الحكم ضده.

وذكر في البيان "في ظل أنباء عن قرب صدور فيلمي الجديد، أدركت أنه من دون شك ستضاف عقوبة أخرى إلى الأعوام الثمانية".

وكان رسولوف الذي صودر جواز سفره في سبتمبر (أيلول) 2017 انتقد أيضاً نطاق وقسوة القمع الذي يمارسه النظام الإيراني، ودعا المجتمع السينمائي الدولي إلى مساندة صناع الأفلام الذين يخضعون للرقابة والدفاع عن حرية التعبير.

وأثار البيان تكهنات بأن رسولوف قد يحضر العرض الأول لفيلمه "بذرة التين المقدس" يوم الجمعة المقبل.

وقال المخرج الذي فاز من قبل بالجائزة الكبرى لمهرجان برلين السينمائي عن فيلم "لا يوجد شر" عام 2020، إن السلطات الإيرانية ضغطت عليه من أجل سحب فيلمه من مهرجان كان.

وكتب "أتوجه بالشكر والامتنان للأصدقاء والأقارب والأفراد الذين ساعدوني بلطف وإنكار للذات، وفي بعض الأحيان بالمخاطرة بأنفسهم في عبور الحدود والوصول إلى ملاذ آمن في هذه الرحلة الشاقة والطويلة".

 

الـ The Independent  في

13.05.2024

 
 
 
 
 

العرض العالمي الأول للفيلم القصير وراء الشمس بمهرجان كان السينمائي

خالد محمود

يشهد الفيلم القصير "وراء الشمس" للمخرج ريان مسيردي عرضه العالمي الأول بالدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي المقامة في الفترة من 14 إلى 25 مايو حيث ينافس في مسابقة نصف شهر المخرجين.

ويقام له ثلاثة عروض الاول بمسرح كروازيت الخميس 23 مايو، وبسينما أولمبيا: قاعة 8 - الجمعة 24 مايو، وسينما ألكسندر الثالث الجمعة 24 مايو.

تدور أحداث الفيلم الجزائرى الفرنسى المشترك في ثمانينيات القرن الماضي، حيث تنضم فتاة صغيرة إلى عائلتها في رحلة حنين إلى الجزائر، موطنهم الأصلي، لاستكشاف جذورهم وإعادة اكتشاف ذكريات عزيزة.
الفيلم بطولة سنية فيدي وباللمن عبدالملك تأليف وإخراج ريان مسيردي وهو مخرج سينمائي وفنان تشكيلي، تخرج من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس عام 2019، بعد دراسته في مدرسة الفنون الجميلة في أنجيه
.

يكمن عمله الفريد حيث تتقاطع الأفلام الوثائقية والروائية، ويستكشف بدقة الروابط بين شمال إفريقيا والضواحي الباريسية.

تم عرض أعمال مسيردي، التي تتميز بشخصيات وألوان متجذرة بعمق في الخيال الشعبي والجماليات التأملية، في صالات العرض والمؤسسات المرموقة في جميع أنحاء العالم. ويتميز بقدرته على التقاط جوهر موضوعاته بحساسية عميقة ونهج مبتكر، مما يجعله شخصية بارزة في السينما المعاصرة.

 

الشروق المصرية في

13.05.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004