ملفات خاصة

 
 
 

هيام عباس عن أصعب أدوار العمر: تألمت وبكيت لكن لا أدري ما إذا شُفيت

«باي باي طبريّا» يفتتح «مهرجان عمّان السينمائي الدولي» وسط التصفيق والدموع

عمّانكريستين حبيب

عمّان السينمائي

الدورة الخامسة

   
 
 
 
 
 
 

غالباً ما تعكس هيام عباس صورة المرأة الحديدية المتماسكة؛ أكان أمام الكاميرا أم خلفها. لكن عندما اعتلَت خشبة افتتاح «مهرجان عمان السينمائي الدولي»، لم تستطع حبس الدموع، فالمناسبة خاصة جداً. فيلم ابنتها المخرجة لينا سوالم «باي باي طبريا»، يفتتح المهرجان، وهيام شخصية محورية فيه، تؤدي التحية لأجيالٍ متعاقبة من نساء العائلة. على المسرح إلى جانبها، اصطفت شقيقاتها اللواتي لم تلتقِ بهن منذ فترة، وهذا سبب إضافيّ للدموع.

يحكي الوثائقيّ الطويل قصة شعبٍ، من خلال سيرة عائلة فلسطينية اختبرت النكبة والحروب والتغريبة. تتحدَّث الممثلة الفلسطينية المخضرمة لـ«الشرق الأوسط»، عن فيلم لا يشبه في شيء أياً من الأعمال التي عبَّرت في مسيرتها الحافلة والممتدة شرقاً وغرباً «خشيتُ في البداية من أن يتحول الفيلم إلى سيرة ذاتية عني، لكن حين استوعبتُ أن لينا تحاول تركيب قِطَع التاريخ المبعثرة من خلاله، اتضح لي أن المشاركة فيه واجب عليَّ لأنني الأم التي اختارت الهجرة، ولأنها الابنة الباحثة عن جذورها».

أمّ علي ونعمات

هي حكاية الصبية العشرينية المتمرّدة التي قرَّرت السير وراء حلمها، فهجرت البلاد وقريتها دير حنَّا إلى باريس بحثاً عن الممثلة التي تسكنها. تركت هيام خلفها «أم علي»، الجدة القدوة التي أعالت أطفالها بماكينة خياطتها بعد وفاة الزوج. ودعت كذلك «نعمات»، والدتها المدرِّسة التي أخفت الكثير من الفطنة والحنان خلف نظارتَيها السميكتَين. ابتعدت أيضاً عن خالة شرَّدتها النكبة واختفى أثرها، وشقيقاتٍ فاضت قلوبهن بحبٍ كبيرٍ لها.

تؤكد الفنانة الفلسطينية أن المخرجة تعمَّدت اختيار مسارٍ نَسَوي للفيلم: «منحت لينا نساء العائلة ما كن يستحققن أن يأخذن من الحياة وهن على قيدِها». تُقر بأن ابنتها كانت أكثر منها شجاعة لناحية التجرؤ على نبش الماضي، ولا تُخفي أن مشروع لينا «أصاب مكامنَ الوجع»، ما انعكس بكاءً وألماً روحياً عميقاً خلال التصوير، «خصوصاً أنني كنت ملتصقة عاطفياً بأمي وجدتي».

لا تنسب عباس لنفسها ردَّ الجميل لتلك النساء المكافحات، بل تحصر هذا الإنجاز بابنتها: «أنا فخورة بها وبقدرتها على إرجاعهنَّ إلى الضوء، ومَنحهنَّ مكاناً في التاريخ الذي حاول محوَهنّ».

حكاية شعب

صحيح أن «باي باي طبريا» ينطلق من ألبومات العائلة وذكرياتها الشخصية، إلا أنه يسرد مسار وطنٍ وشعبٍ بأكمله. تستعين سوالم لهذه الغاية بلقطات ثريَّة بالأسود والأبيض من أرشيف نكبة 1948، عندما تنظر هيام عباس إلى هذا العمل المحترف الذي مثَّل فلسطين في السباق إلى «الأوسكار»، لا يمكنها أن تتجرَّد من عين الأم. ولا تُنكر أنها لو نفَّذت الفكرة نفسها تحت إدارة مخرجٍ آخر، لتعاملت معه بصعوبة أكبر، «لكني قرَّرت أن أثق بـ(لينا)، وأن أتيح لها تجميع القطَع المبعثرة من التاريخ».

بلغ الألم مستوياتٍ متقدِّمة طيلة فترة الإعداد والتصوير، ما يدفع بالممثلة إلى البَوح: «كان من الأسهل عليَّ طبعاً أن أمثل دوراً في أي فيلم روائي من أن أفعل ما فعلته في هذا الوثائقيّ». يكفي أن يعود المُشاهد إلى تلك اللحظة التي دخلت فيها هيام عباس تحت عين الكاميرا، إلى بيت والدتها للمرة الأولى بعد وفاة الأخيرة. بلغت المشاعر ذروتها في هذا المشهد، حيث تحدَّثت عن «نعمات» بصيغة الماضي، وبحثت بين أغراضها عن تفصيلٍ أو رائحة تردها إلى أحضانها ولو خيالاً.

رغم ذلك، لا تدري عباس ما إذا كان حدادُها قد انتهى مع انتهاء الفيلم؛ فهي لم تدخل العمل السينمائي مع هدف الشفاء من جراح الماضي.

تصوير بلا تمثيل

هيام عبَّاس التي اعتادت خلعَ جلدها وتقمُّص شخصياتٍ في أفلامها ومسلسلاتها، ها هي في «باي باي طبريَّا» نسخة طبق الأصل عن نفسها. لا تمثيل هنا سوى في مشاهد قليلة ابتكرتها لينا سوالم للتخفيف من وطأة الماضي المُثقل بالغصَّات. ومن بين تلك الغصَّات أن عباس شعرت في وقتٍ من الأوقات بأن حلمها الذي ضاقت عليه جدران البيت العائلي، كان السبب بأن لا توجد إلى جانب والدتها عندما فارقت الحياة منذ سنتين. «بما أنني لم أستطع أن أودعها، وددتُ أن أسألها ما إذا كانت قد سامحتني على خياري المهنيِّ هذا». لكن ضمناً هي تعرف الجواب، فلطالما تابعت والدتُها أخبارها وافتخرت بها ودعت لها بالتوفيق.

في مقابل المشاعر الأليمة التي حرَّكها فيلم «باي باي طبريَّا»، جاء بمثابة هديَّة للعائلة التي تمكَّنت بفضله من تكريم ذكرى الأمهات المؤسِّسات. كما أنه لمَّ شمل الأشقَّاء تحت سماء العاصمة الأردنية عمَّان، للاحتفاء بالحب الذي يجمعهم، وبنجاح لينا سوالم في إيصال الفيلم إلى محافل مرموقة وجوائز عالمية.

«مارشا روي»

ليست العالميَّة غريبة على هيام عباس، وهي من الممثِّلات العربيات القليلات اللواتي اخترقن جدار هوليوود. قبل سنوات أطلَّت شخصية رئيسية في مسلسل Succession الأميركي عبر منصة HBO. أدَّت دور زوجة لوغان روي «مارشا»، تلك المرأة الحديدية والباطنية. تقول إنها استمتعت كثيراً بالتجربة التي أدخلتها للمرة الأولى عالم التلفزيون الهوليوودي: «عندما أبلغني وكيل أعمالي بأنني مطلوبة للمسلسل، ظننته يمزح. كانت المرة الأولى التي يأتيني فيها عرضٌ بهذا الحجم».

هذا الوصول المدوِّي لممثلة عربية إلى الشاشتَين الكبيرة والصغيرة العالميَّتَين، لا يعني أن هيام عباس لهثت في يومٍ من الأيام وراء دورٍ أو إطلالة؛ «لم أتوسَّل، لكنِّي ثابرت». تشرح أنه نتيجة الخيارات التي أخذتها في مسيرتها والعلاقات المهنية التي نسجتها، صار يجري انتقاؤها لأدوار في أعمال عالمية، من بينها فيلم «ميونيخ» لستيفن سبيلبرغ، وكثير من الأفلام الأوروبية والأميركية.

ميدان الحرّيّة

على امتداد تلك الرحلة التي أخذتها من قرية دير حنّا إلى باريس ثمَّ هوليوود، أصرَّت عباس على أن تشبه نفسها. «الطريق ما زال طويلاً أمامي، وفيه لا أريد أن أخون نفسي وعقائدي وجذوري. أينما حللت، أنا فلسطينية. كل ما أفعل اليوم هو استكمالٌ لدربٍ قررت السير فيه منذ الـ20 من عمري».

فيما تستعد لتصوير فيلم فرنسي ومسلسل لـ«نتفليكس» إلى جانب المخرج والممثِّل رامي يوسف، تستمدّ هيام عباس طاقتها من الشغف، وتقول: «التمثيل هو ميدان حريتي الذي حلمتُ به صغيرة وما زلتُ أركض فيه من دون تعب».

 

الشرق الأوسط في

07.07.2024

 
 
 
 
 

أيام عمان لصناع الأفلام.. بوابة دعم السينما العربية في الأردن

 محمد نبيل

أصبحت منصة مهرجان عمان السينمائي الدولي - أول فيلم واحدة من أبرز الأذرع الداعمة لصناع الأفلام في شتى بلدان المنطقة العربية، ومع انطلاق أعمالها للعام الخامس على التوالي بإدراة بسام الأسعد أصبحت تشكل فسحة مهمة للتشبيك بين الجهات المانحة وأصحاب مشاريع الأفلام وصولا إلى داخل الأردن.

وهذا شهدت أيام عمان لصناع الأفلام حضورا لافتا من عديد الأسماء والكيانات سواء من كبرى المهرجانات العربية أو الجهات الخاصة التي تدعم السينما العربية، وتواكب التطوير الذي تحققه عاما تلو الأخر، وعن هذا يقول بسام الأسعد: المهرجان يزخر بمجموعة من العروض والفعاليات تتركز على الإنجازات الأولى في مجال الأفلام من حول العالم، وعلى وجه الخصوص من المنطقة العربية، وتعتمد عملية الاختيار على عدة عوامل، أهمها تقييم أصالة وإبداع الفكرة، وكذلك التنوع في المواضيع وأثرها. هذا العام ولأول مرة، كانت الحصة الأكبر للأفلام الوثائقية بفضل جودة المشاريع الاستثنائية التي استلمناها.

وتلقّى المهرجان خلال دورته الخامسة حوالي ١٠٠ طلب من مختلف دول العالم العربي للفئات الثلاث: المشاريع قيد التطوير (متاحة لكافة صنّاع الأفلام العرب) والمشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج (متاحة لكافة صنّاع الأفلام العرب) والمشاريع قيد التطوير – أول فيلم (متاحة للأردنيين/ات والعرب المقيمين/ات في الأردن والعاملين/ات على فيلمهم الطويل الأول)

منصة المهرجان تشهد أكثر من مشاركة مصرية من المخرج أمير الشناوي، وكل من هند بكر ويمنى خطاب، بخلاف عدد من الأفلام العربية التي تشارك بها جهات إنتاج مصرية.

أيام عمان لصناع الأفلامأيام عمان لصناع الأفلامأيام عمان لصناع الأفلام

المشاريع المختارة

مرحلة التطوير (المشاريع العربية):

١. سكن للمغتربات (روائي – مصر)

- إخراج: ناجي إسماعيل

- إنتاج: عمر منجونة

٢. المدينة ٢٠٠٨ (روائي – اليمن) 

إخراج: يوسف الصباحي 

إنتاج: آلاء عامر 

٣. حلم أمريكي (وثائقي – مصر/السعودية) 

- إخراج: أمير الشناوي 

- إنتاج: أحمد عبدالسلام 

٤. ناس الكباين (وثائقي – مصر/قطر)

- إخراج: هند بكر

- إنتاج: تامر نادي، هند بكر 

٥. لننتظر ونشوف (روائي – فلسطين/الدنمارك/المملكة المتّحدة) 

- إخراج: مهدي فليفل 

- إنتاج: جيف آربورن 

٦. أنا وأمي (وثائقي – العراق/مصر/ قطر) 

- إخراج: دلباك مجيد 

- إنتاج: مروة تمام 

٧. يمنى (روائي – الأردن) 

- إخراج: يحيى العبدالله 

- إنتاج: هدى الكاظمي، منى الكاظمي

مرحلة ما بعد الإنتاج (المشاريع العربية)

١. خمسين متر (وثائقي – مصر)

- إخراج: يمنى خطاب

- إنتاج: أحمد عامر، باتريشيا دراتى

٢. فتية الحمير (وثائقي – فلسطين)

- إخراج: أحمد البظ

- إنتاج: أمين نايفة

٣. البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو (روائي – مصر/السعودية) 

- إخراج: خالد منصور 

- إنتاج: رشا حسني، محمد حفظي  

٤. ابن الشوارع (وثائقي – فلسطين/بولندا/قطر)

- إخراج: محمد المغني

- إنتاج: غليب لوكيانيتس  

٥. عدّاء نابلس (وثائقي – الجزائر/فرنسا/إيطاليا) 

- إخراج: عائشة لادروز

- إنتاج: راشد بوشارب

أيام عمان لصناع الأفلامأيام عمان لصناع الأفلام

مرحلة التطوير – (مشاريع أولى من الأردن):

١. أمل (وثائقي)

- إخراج: خالد الخالدي

- إنتاج: رحمة الشماس

٢. وهن على وهن (وثائقي)

- إخراج: لين غسان

- إنتاج: لينا خالد

٣. البحث عن فريد (وثائقي)

- إخراج: يزن تيسير 

- إنتاج: نورالدين عرفة  

٤. عطر ميت (روائي)

- إخراج: محمد خابور

- إنتاج: هديل لاوي

 

صدى البلد المصرية في

07.07.2024

 
 
 
 
 

"مهرجان عمَّان السينمائي الدولي – أول فيلم"

أجندة

انطلقت فعاليات الدورة الخامسة من "مهرجان عمَّان السينمائي الدولي ــ أول فيلم" في مركز الحسين الثقافي في عمان منذ عدة أيام، وتستمر حتى 11 تموز/ يوليو 2024 تحت شعار "احكيلي"، بمشاركة أكثر من 50 فيلمًا من عدد من الدول العربية والعالمية. وجميع الأفلام المشاركة تُعرض لأول مرة في الأردن.

بدأ حفل افتتاح المهرجان بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا في فلسطين، بينما تم الاستغناء عن المظاهر الاحتفالية، كالموسيقى، والسجادة الحمراء. وعُرض في حفل الافتتاح فيلما: "باي باي طبريا" للمخرجة لينا سويلم، والفيلم القصير "لا" من أفلام "المسافة صفر".

وفيلم "لا" هو من بين 22 فيلمًا قصيرًا ضمن فعالية تحمل عنوان "من المسافة صفر" تحت إشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وجرى تصويرها بعد اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، والتي خلّفت (حتى الآن) 38000 شهيد، و87500 مصاب، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت في وقت سابق أن فريق العمل صمّم في المهرجان برنامجًا يتضمن حضورًا لافتًا للفلسطينيين ولداعمي حقوقه بسبب ما يجري من عدوان شرس على غزة وقتل للمدنيين، وبينت أن ملصق المهرجان لهذا العام مستوحى من فكرته التي تركز على الحاجة الملحة إلى رواية قصصنا واستعادة سرديتنا، ومتماشيا مع فكرة "احكيلي"، ويجمع بين ظلال مستوحاة من تماثيل عين غزال (منذ 9 آلاف سنة)، مع تطريز المشرق العربي، إضافة إلى عناصر سينمائية.

وتتنافس الأفلام المشاركة على عدد من الجوائز، وهي: السَّوسنة السَّوداء لأفضل فيلم عربي روائي طويل، وجائزة السَّوسنة السَّوداء لأفضل فيلم عربي وثائقي طويل، وجائزة السَّوسنة السَّوداء لأفضل فيلم عربي قصير، وجائزة السَّوسنة السَّوداء لأفضل فيلم أجنبي، مع جائزة لجنة التحكيم عن كل فئة. كما قرّرت لجنة التحكيم منح التنويه الخاص إلى: أفضل ممثل/ة رئيسي/ة لأول مرة (مسابقة الأفلام الروائية العربية الطويلة)، وأفضل كاتب/ة سيناريو لأول مرة (مسابقة الأفلام الروائية العربية الطويلة)، وأفضل مونتاج لأول مرة (مسابقة الأفلام الروائية العربية الطويلة).

 

ضفة ثالثة اللندنية في

07.07.2024

 
 
 
 
 

فيلم «هجّان» السعودي يحل ضيفاً على أرضه الثانية ضمن مهرجان عمّان السينمائي

عمّانكريستين حبيب

منذ انطلاقته في سبتمبر (أيلول) الماضي وفيلمُ «هجّان» السعوديّ يجول حول العالم، متنقّلاً بين المهرجانات السينمائية ودُور العرض. أما محطته اليوم فهي «أرضه الثانية الأردن» وفق ما تقول المنتجة الشريكة في الفيلم رولا ناصر لـ«الشرق الأوسط».

يحلّ «هجّان» ضيفاً مكرَّماً في بيته، مستحقاً عن جدارة الإضاءة من قِبَل «مهرجان عمّان السينمائي الدولي». توضح رولا ناصر أن الفيلم ليس حاضراً في هذا الحدث الثقافي الأردني من باب المنافسة على جائزة «السوسنة السوداء»، إنما هو بمثابة ضيف شرف يعود إلى الأرض الثانية التي انطلق منها، في عرضٍ واحد تستضيفه «الهيئة الملكيّة للأفلام».

فيلم «هجّان» السعوديّ الإنتاج والقصة، والذي أبصر النور من رحم مشروع «إثراء – مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي» لدعم المبادرات الثقافية والفنية السعودية، هو من إخراج المصريّ أبو بكر شوقي وبطولة الممثلَين السعوديَين عبد المحسن النمر وإبراهيم الحساوي، إلى جانب مجموعة كبيرة من الممثلين السعوديين. وبينما جرى تصوير الجزء الأكبر منه في صحراء تبوك في المملكة العربية السعودية، فإنّ وادي رُم الأردني استضاف قسماً من تصوير المشاهد الصحراويّة وسباقات الإبل.

تدور الحكاية حول الطفل «مطر» الذي يواجه وحيداً مآسي عائلية عدّة، من بينها وفاة شقيقه الأكبر «غانم». الحدث المؤسف الذي يصيب العائلة، يدفع «مطر» اليتيم واليافع إلى خوض رياضة سباق الإبل لتفادي خسارة ناقته الغالية جداً على قلبه «حفيرة»، والتي يريد التاجر الجشع «جاسر» الاستيلاء عليها. يُدخله هذا التحدّي الأكبر من سنّه في دوّامةِ صراعٍ من أجل البقاء، وهو الفتى الطريّ العود وسط أشخاصٍ يتفّوقون عليه خبرةً وقوةً بدنيّة.

ينتمي الفيلم إلى فئة «سينما الصحراء» وهو مرتبطٌ مباشرةً بالبيئة الطالع منها. تشير رولا ناصر إلى أن «هجّان»، ورغم خصوصيّة هويّته، فإنه انتشر على المستويين العربي والعالمي. أما السرّ وراء ذلك، وفق ما تقول المنتجة السينمائية الأردنيّة، فهو «أنه يحمل رسالة إنسانية مهمة جداً بغضّ النظر عن هويّته». أضِف إلى ذلك أنه ملائم للفئات العمريّة كلّها، فهو بمثابة فيلم عائليّ «بما أنّ جوهر القصة إنساني ويمكن أن يتماهى معه المشاهدون أينما حلّوا في العالم، تأكيداً على نظرية أن السينما لغة إنسانية تجمع البشر على اختلاف انتماءاتهم».

بذلك، يتلاقى «هجّان» مع الشعار الذي يرفعه مهرجان عمّان السينمائي في دورته الخامسة هذه، وهو «احكيلي». تشدّد رولا ناصر على أنه «حان الوقت بالنسبة إلينا كعرب، كي نحكي قصصنا لأن ذلك واجب علينا وضرورة من أجل الدفاع عن هويّتنا». وتضيف أنّ «هجّان» هو انعكاس لهذه السرديّة العربيّة، بما أنه «يضيء على تقليد سباق الإبل الذي يُعتبر من أبرز خصوصيات الصحراء السعوديّة». وهو لا يقتصر على الرياضة والمنافسة فحسب، بل يذهب أعمق من ذلك، إذ إنه يقوم أساساً على العلاقة الوثيقة التي تجمع ما بين الإبل وأصحابها.

رغم أنّ ميزانيّته لم تكن كبيرة، فإنّ فريق عمل «هجّان» رسم أهدافاً طموحة لمشروعه. أراد له إخراجاً ذا مستوى عالميّ يستطيع اختراق الجمهور في كل بقاع الأرض. كما أنه استعان بحِبر الأديب والروائي السعودي مفرج المجفل لكتابة القصة.

توضح رولا ناصر أنها دخلت المشروع بعد انتهاء مرحلة معالجته الدراميّة؛ «تسلّمتُ تنفيذ الإنتاج ولا أنكر أن التحدّيات كانت كبيرة، لا سيّما أنه كان علينا السير مع ميزانيّة صغيرة».

أما عن قولها إن الأردن هو «الوطن الثاني لهجّان»، فتوضح رولا ناصر أنّ «القسم الأكبر من سباقات الإبل جرى تصويره في منطقة وادي رُم الأردنية القريبة من الحدود مع السعوديّة وكان التنقّل يحصل براً نظراً لقُرب المسافات، كما أن المملكتَين تعاونتا إنتاجياً في الفيلم».

«هجّان» الذي كان عرضُه العالميّ الأول في سبتمبر 2023 ضمن «مهرجان الأفلام الدولي – تورونتو، كندا»، افتتح «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدّة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي. حصد حتى الآن نحو 10 جوائز، وهو يكمل رحلته شرقاً وغرباً. فبعد مهرجان عمّان، ستكون له محطّات في أرض المنشأ، وتحديداً في وادي رُم وتبوك ونيوم. تقول رولا ناصر إن الفيلم «جال العالم تقريباً»، معدّدةً لوس أنجليس، واليابان، والصين، وأستراليا، ولندن، ومالمو، وروتردام من بين البلاد والمدُن التي زارها. وتضيف أنه «أينما حلّ، لاقى أصداءً إيجابية بسبب بُعدِه الإنساني».

ولدى سؤالها عن الطفل عمر العطوي الذي أدّى دور «مطر» آسراً القلوب، تلفت إلى أنه ليس ممثلاً بل هو قدّم على الشاشة الكبيرة ما يقوم به عادةً في حياته اليوميّة؛ فهو هجّان ابن هجّان. وتخبر كيف أنه خضع لدوراتٍ تدريبيّة على التمثيل قبل البدء بالتصوير، واكتشف آفاقاً جديدة مع احتكاكه بفريق عمل سينمائي محترف. كما أنه سافر مع الفيلم إلى المهرجانات السينمائية العالمية.

 

الشرق الأوسط في

08.07.2024

 
 
 
 
 

فعاليات مهرجان عمّان السينمائي الدولي لعام 2024 في ضيافة العبدلي من جديد

عمّان – الدستور

للعام الخامس على التوالي، يستضيف العبدلي مهرجان عمّان السينمائي الدولي-أول فيلم، بنسخته للعام الحالي 2024، والتي تقام تحت شعار "احكيلي" من الفترة ما بين 03-11 تموز الجاري، باعتباره الشريك الرئيسي الداعم للمهرجان منذ انطلاقته.

وأعربت إدارة العبدلي عن الفخر بمرافقة المهرجان في مسيرة تطوره عاماً بعد عام، وببقاء العبدلي حاضنة للعديد من فعالياته الهامة، بما يجسد سعيه المستمر للعمل كمساحة مستدامة تحتفي بالفن والفنانين وأصحاب المواهب الناشئة، وكمنصة للإبداع والتعبير والترفيه الهادف، وبالتالي تعزيز مساهمته في دعم مكانة المملكة كمركز للثقافة والفنون، وهو ما ينعكس على الجذب الحضاري والسياحي الذي يضع على عاتقه مسؤولية المشاركة به، بالاستفادة من بيئته الراقية وبنيته التحتية المتطورة.

وفي إطار استضافته للمهرجان، سيشهد البوليفارد في العبدلي انعقاد العديد من ورش العمل التفاعلية التي تُعنى بفنون التواصل لصناع الأفلام الشباب وبالتمثيل السينمائي، فضلاً عن عروض عدد من أفلام المهرجان المختارة من أصل 50 فيلماً تتماشى مع هدف المهرجان في دورته الحالية التي افتتحت بفعاليات مقتضبة نظراً للظروف السائدة، وهو المتمثل بدعم السردية الوطنية وإيصال صوت صناع الأفلام العرب إلى العالم، والتي ستكون مشاهدتها والاستمتاع بها متاحاً أمام الزوار بالمجان.

وتتنوع الأفلام التي يقدمها المهرجان لهذا العام ما بين الأفلام العربية الروائية الطويلة، والقصيرة، والعالمية، والوثائقية، التي تشكل تجارب سينمائية أولى لصناعها، والتي ستتنافس على جائزة المهرجان.

ويشار إلى أن المملكة كانت ولا تزال مسرحاً لتصوير العديد من الأفلام العالمية، فيما يعد العبدلي وجهة جذابة لصناع السينما والأفلام؛ حيث صورت فيه لقطات مختارة من فيلم الآكشن الهندي “Bade Miyan Chote Mian"، بالإضافة إلى تصوير مشاهد متنوعة من المسلسل الأردني "الدوار العاشر" الذي عرض على شاشة التلفزيون الأردني في رمضان 2024.

 

الدستور الأردنية في

08.07.2024

 
 
 
 
 

عُرض ضمن الدورة الخامسة لـ «عمان السينمائي» ..

«سموكي آيز».. تناول جريء لقصة في شوارع القاهرة

عمّان ـ «سينماتوغراف» : نبيلة رزايق

شهد مهرجان عمان السينمائي الدولي عرض فيلم يتناول قصة جريئة لأول مرة تدور في شوارع القاهرة تحت عنوان "سموكي آيز".

وقال صناع الفيلم عقب عرضه: "ليس من السهل أن تصنع فيلماً يتحدث بجرأة عن واحدة من أكثر المواضيع حساسية في المجتمع، الخطر الذي يحيط بالفتيات في شوارع القاهرة، وبالأخص إذا أرادت أن تحظى بلحظة حميمية صغيرة مع حبيبها في الشارع".

وتابع الصناع: "المخرج علي علي أحد أشهر مخرجي الإعلانات في العالم، أراد بشدة أن يصنع فيلماً يبدأ به حواراً مفتوحاً عما تتعرض له الفتيات يومياً في الشارع، ويمزجه بالحال العام الذي وصلت له القاهرة، وبعد 4 سنوات منذ قامت أخته نانسي علي بكتابة القصة، وخرج الفيلم ليكون أول أفلامه على الإطلاق، الفيلم القصير "سموكي آيز".

ويبدأ فيلم سموكي آيز، الذي شهد عرضه الأول بمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وشهد عرضه الثاني بمهرجان عمان السينمائي الدولي - أول فيلم، بمشهد للبطلة نور، التي تقوم بدورها ملك بازيد، وهي أمام المرآة تضع المكياج وتحاول من خلال فيديو على اليوتيوب أن تتقن إحدى الصيحات الجديدة لمكياج العين، سموكي آيز، بينما تستعد لموعدها الغرامي مع حبيبها فيجو، الذي يقوم بدوره المغني المشهور مروان موسى، وتتحدث الفتاة بالفيديو أن الشكل الأمثل للوصول لهذا المظهر هو أن تبدو الفتاة وكأنها كانت تبكي طوال الليل.

من خلال قصة نور وموعدها الغرامي مع فيجو، يستكشف علي علي بعدسته شوارع القاهرة. يلتقطها بكل ما فيها من جمال وقبح وعشوائية ومرح، بالطبع بفضل خبرته الواسعة في مجال الإعلانات، لكنه أيضًا يتمكن من تصوير الرعب والصدمة النفسية التي يمكن أن تختبرها الفتاة المصرية بسبب قبلة مسروقة في إحدى شوارع القاهرة المظلمة.

ولعل هذا يعكس بالضبط ما يحاول أن يستكشفه من خلال الفيلم نفسه. لطالما انشغل علي بفكرة المدينة المحصنة التي لا يُسمح فيها بإظهار الحب بين العشاق في الشوارع ولا بالتصوير في تلك الشوارع بحرية، أو كما جاء على لسانه "إنها معاناة لا يمكن تخيلها أن تصور فيلمًا في القاهرة عن القاهرة الآن".

وهكذا ذهب الفيلم في الرحلة القصيرة التي خاضتها نور برفقة فيجو في شوارع العاصمة والأماكن الأكثر حميمية بها، والتي آلت إلى نهاية مأساوية لنور وانتهى بها الأمر وهي تحدق في مرآتها وقد وصلت إلى المظهر المطلوب لسموكي آيز.

 

####

 

«العبدلي» يستضيف فعاليات الدورة الخامسة لـ «عمّان السينمائي»

عمّان ـ «سينماتوغراف» : نبيلة رزايق

للعام الخامس على التوالي، يستضيف العبدلي مهرجان عمّان السينمائي الدولي-أول فيلم، بنسخته للعام الحالي 2024، والتي تقام تحت شعار "احكيلي" من الفترة ما بين 03-11 تموز الجاري، باعتباره الشريك الرئيسي الداعم للمهرجان منذ انطلاقته.

وأعربت إدارة العبدلي عن الفخر بمرافقة المهرجان في مسيرة تطوره عاماً بعد عام، وببقاء العبدلي حاضنة للعديد من فعالياته الهامة، بما يجسد سعيه المستمر للعمل كمساحة مستدامة تحتفي بالفن والفنانين وأصحاب المواهب الناشئة، وكمنصة للإبداع والتعبير والترفيه الهادف، وبالتالي تعزيز مساهمته في دعم مكانة المملكة كمركز للثقافة والفنون، وهو ما ينعكس على الجذب الحضاري والسياحي الذي يضع على عاتقه مسؤولية المشاركة به، بالاستفادة من بيئته الراقية وبنيته التحتية المتطورة.

وفي إطار استضافته للمهرجان، يشهد البوليفارد في العبدلي انعقاد العديد من ورش العمل التفاعلية التي تُعنى بفنون التواصل لصناع الأفلام الشباب وبالتمثيل السينمائي، فضلاً عن عروض عدد من أفلام المهرجان المختارة من أصل 50 فيلماً تتماشى مع هدف المهرجان في دورته الحالية التي افتتحت بفعاليات مقتضبة نظراً للظروف السائدة، وهو المتمثل بدعم السردية الوطنية وإيصال صوت صناع الأفلام العرب إلى العالم، والتي ستكون مشاهدتها والاستمتاع بها متاحاً أمام الزوار بالمجان.

وتتنوع الأفلام التي يقدمها المهرجان لهذا العام ما بين الأفلام العربية الروائية الطويلة، والقصيرة، والعالمية، والوثائقية، التي تشكل تجارب سينمائية أولى لصناعها، والتي ستتنافس على جائزة المهرجان.

ويشار إلى أن المملكة كانت ولا تزال مسرحاً لتصوير العديد من الأفلام العالمية، فيما يعد العبدلي وجهة جذابة لصناع السينما والأفلام؛ حيث صورت فيه لقطات مختارة من فيلم الآكشن الهندي “Bade Miyan Chote Mian"، بالإضافة إلى تصوير مشاهد متنوعة من المسلسل الأردني "الدوار العاشر" الذي عرض على شاشة التلفزيون الأردني في رمضان 2024.

 

موقع "سينماتوغراف" في

09.07.2024

 
 
 
 
 

«انشالله ولد»... عندما تضع السينما الأردنيّة المرأة في عين العدسة وتتبنّى قضاياها

المخرج أمجد الرشيد: أنطلق من الواقع لأحثّ المجتمع على النقاش وطرح الأسئلة

عمّانكريستين حبيب

«نوال» امرأة عاديّة. ملامحها عاديّة، لغتها عاديّة، وكل ما فيها يمكن أن تتماهى معه نساءٌ عربيّاتٌ كثيرات. لكنّ ثقلَ حكايتها غير عاديّ على الإطلاق. بعد أن يفارق زوجها الحياة بشكلٍ مفاجئ، تصبح نوال مهدّدة بخسارة بيتها وطفلتها. يبدو كل مَن وما حولها متآمراً عليها، من قوانين الأحوال الشخصية المجحفة بحقّ النساء، إلى رجال العائلة الذين لا يرحمون ظرفها الأليم، وليس انتهاءً بأرباب عملها القُساة، ولا ما خلّفه زوجها من ديون وأسرار صادمة.

«سنسمح لكِ»...

«نوال» هي بطلة فيلم «انشالله ولد» للمخرج الأردني أمجد الرشيد، والذي ينافس على جائزة «السوسنة السوداء» في الدورة الخامسة من «مهرجان عمّان السينمائي الدولي»، عن فئة أفضل فيلم روائي طويل. يتحدّث الرشيد لـ«الشرق الأوسط» عن رحلته مع هذا الفيلم الطويل الأول في مسيرته، كاشفاً عن أن القصة التي كتبها وأخرجها مستوحاة من حادثة حقيقية حصلت مع إحدى نساء عائلته.

بعد وفاة زوجها، سمعت الأرملة وأمّ البنات من أهله أقسى العبارات: «طبقاً للقوانين، لنا نصيب من البيت حيث تعيشين، لكن سنسمح لك بأن تبقي فيه»، مع العلم بأنها كانت قد اشترته من مالها وسجّلته باسم زوجها. كان لجملة «سنسمح لك بالبقاء في بيتك» وقع الصاعقة على المخرج الشابّ، الذي بدأت تدور أسئلة كثيرة في رأسه. يقول الرشيد إنّ «فكرة الفيلم انطلقت من فرضيّة ماذا لو لم يسمحوا لها بالبقاء في منزلها».

قصص من الواقع

استحالَ هذا السؤال مَشاهدَ في مخيّلته فقرر تحويلها فيلماً، مضيفاً عناصر روائيّة منبثقة هي الأخرى من الواقع. يوضح أنه أجرى أبحاثاً كثيرة خلال عمليّة تطوير السرديّة، عن حالاتٍ مشابهة تتعرّض لها النساء في الأردن والعالم العربي. لم يتعمّد الرشيد صناعة فيلمٍ نسويّ وهو لا يصنّفه كذلك، بل يُدخله ضمن خانة الأفلام الاجتماعية التي تحكي قصصاً إنسانيّة.

إلّا أنّ «انشالله ولد» يضع قضايا المرأة في عين العدسة ويتبنّاها، رافعاً صوت النساء المظلومات والمقموعات. يُرجع الرشيد جزءاً من ذلك إلى ظروف تربيته، حيث كان محاطاً منذ الصغر بسيّداتٍ غالباً ما يحكين عن أحزانهنّ المرتبطة بالرجال.

جرأة «لورين»

شخصية «لورين» مثلاً، وهي ابنة أرباب عمل «نوال»، تحمل في حكايتها قضايا شائكة وعلى لسانها مواقف حادّة وبالغة التحرّر والجرأة. فمن خلالها، يتطرّق الفيلم إلى مواضيع مثل الخيانة الزوجيّة، والطلاق، والإجهاض، والتعنيف الأسريّ. تكاد شخصيتها توازي أهميةً الشخصية الرئيسية، ويلفت المخرج الأردني في هذا السياق إلى أنّ «الكلام الذي تقوله لورين في الفيلم منقول بحذافيره عن أحاديث سمعتُها من نساء وصديقات حولي».

صحيحٌ أن «لورين» تمثّل الطبقة المتوسطة العليا في الأردن في حين تنتمي «نوال» إلى الطبقة الفقيرة، «لكن أياً تكن الخلفيّة الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية للمرأة في مجتمعنا، فإنّ معاناتها واحدة والأغلال هي ذاتها»، وفق ما يقول الرشيد. في لحظةٍ حرجة من لحظات الفيلم، تجمع المصلحة المشتركة ما بين المرأتَين، إلّا أن تلك العلاقة لا تتحوّل أبداً صداقة، فهما تنتميان إلى عالمَين مختلفَين.

«خلطة شاميّة»

أدّت شخصية «نوال» الممثلة الفلسطينية منى حوّا، أما «لورين» فمن تمثيل اللبنانية يمنى مروان. أتقنت الاثنتان أداءيهما وأظهرتا إمكانياتٍ استثنائيّة أمام الكاميرا. وقد تعمّد الرشيد تنويع هويّات الممثلين على أن يشكّلوا «خلطة شاميّة» تعكس تركيبة المجتمع الأردنيّ، بما فيها من أردنيّين وفلسطينيين ولبنانيين.

هذا التنوّع ميّز إنتاج الفيلم كذلك؛ إذ إنه أردنيّ - سعوديّ - قطريّ - مصريّ - فرنسيّ مشترك. كانت لكلٍ من الهيئة الملكيّة الأردنيّة للأفلام، وصندوق دعم الأفلام في الأردن، وصندوق البحر الأحمر السعودي، اليد الطولى في دعم الفيلم، إلى جانب عددٍ من شركات الإنتاج والمؤسسات التي تُعنى بالشأن السينمائي. يعلّق الرشيد قائلاً إنه فخور بكون فيلمه من إنتاجٍ عربيّ متعدّد الهويات.

أمنيات الفوز بـ«السوسنة»

في رصيد «انشالله ولد» حتى اليوم أكثر من 25 جائزة عربية وعالمية، وأكثر من 100 محطة في مهرجانات المنطقة والعالم، كما أنه مثّل الأردن في السباق إلى الأوسكار عام 2023. كان عرضُه العالميّ الأول في مهرجان «كان» العام الماضي، أما العرض العربي الأول فجرى في «مهرجان البحر الأحمر» السعودي في جدّة.

«أنا سعيد جداً بكل إنجازات الفيلم وبالجوائز التي حصدها، لكن للنجاح في بلدي نكهة مختلفة»، يجيب الرشيد رداً على سؤال حول توقّعاته بالفوز بجائزة «السوسنة السوداء». يتابع: «أتمنّى ذلك من قلبي فهذا يعني لي الكثير».

عروض عربية قريبة

الفيلم منبثقٌ عن المجتمع الأردني وهو يتوجّه إليه. يوضح المخرج أنه لم يرد توجيه رسائل من خلال عمله السينمائي، بل رغبَ في طرح الأسئلة التي تحثّ المجتمعَين الأردني والعربي عموماً على التفكير والنقاش؛ أسئلة مثل: «ألم يحِن الوقت لإعادة تقييم بعض العادات والتقاليد، لنرى ما إذا كانت ما زالت مناسبة لمجتمعاتنا العصريّة أم يجب تعديلها وتطويرها؟».

على الرغم من صراحة «انشالله ولد»، فإنّ الرشيد لا يحبّذ وصف نفسه أو فيلمه بالجريء. يفضّل القول إنه يعالج بصِدقٍ قصصاً طالعة من الواقع، من دون افتعال الجرأة. أما المشاهدون العرب الراغبون في اكتشاف الفيلم وما يخبّئ لغز عنوانه، فيعطيهم المخرج موعداً ابتداءً من منتصف هذا الشهر، انطلاقاً من دور العرض الأردنيّة وصولاً إلى المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر، وتونس.

على قدر فخره بفيلمه، يفتخر أمجد الرشيد بالسينما الأردنيّة التي، «ورغم كونها فتيّة، فإنها ترتكز إلى مواهب فريدة وقصص مميّزة ومواضيع مهمّة» وفق تعبيره. وكما يحلم لفيلمه بتكريمٍ في بلده، فإنه يحلم بمستقبل لامع للإنتاجات السينمائية الأردنية، من خلال أفلام محترفة وقادرة على المنافسة العالميّة.

 

الشرق الأوسط في

09.07.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004