ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان مالمو الرابع عشر:

بانوراما شاملة للتعاسة العربية

هوفيك حبشيان

مالمو للسينما العربية

الدورة الـ 14

   
 
 
 
 
 
 

دورة جديدة من #مهرجان مالمو للسينما العربية، تحمل الرقم 14، انطلقت مساء الإثنين الفائت في المدينة السويدية الواقعة في جنوب المملكة، على ان تُختتم يوم الثامن والعشرين من الجاري. 12 فيلماً عربياً تُعرض هذا العام في مسابقة الأفلام الطويلة، سبق ان عُرضت في مهرجانات متفرقة، هنا وهناك، في العالمين العربي والغربي. بعضها نال جوائز وبعضها الآخر لا يزال يبحث عن اعتراف دولي، لا بل محلي. المهرجان، باعتباره أهم منبر للفيلم العربي في أوروبا، يقدّم كما في كلّ دورة بانوراما شبه شاملة لبعض من أهم ما أُنتج في الفترة الممتدة من سنة إلى سنة ونصف السنة في كل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. طوال سبعة أيام، يتيح هذا الحدث معاينة السينما العربية والاطلاع على السرديات التي تأتي من مجتمعات مأزومة يحكمها الظلم والتطرف والقمع، وهذا ما يستنتجه المشاهد من خلال نظرة عميقة على تفاصيل الأفلام المعروضة في هذه الدورة. فمن التحرش والذكورية في "تحت سماء دمشق"، إلى القوانين المعادية للمرأة في "إن شاء الله ولد"، مروراً بالإرهاب والتربية الخاطئة في "بنات ألفة"، فالانفصال والقتل والاحتلال في أفلام مثل #"وداعاً جوليا" و"المرهقون" و"الاستاذ"، هناك ما يكفي من نصوص سينمائية لتكريس صورة واقعية عن العالم العربي المزنر بالعنف والفوضى والجهل. باختصار، الأفلام العربية لا تبث البهجة في النفوس، وهذا أقل ما يُمكن للفنّ ان يفعله عندما يكون على صلة وثيقة بالواقع المأزوم.

مهرجان مالمو (تأسس عام 2011) الذي كان يُعقد في نهاية كلّ عام، تحديداً في شهر تشرين الأول، انتقل منذ ثلاث سنوات، لينعقد في مثل هذه الأيام (الربيع)، وهو لا يزال يواجه تحديات كثيرة لفرض نفسه، أبرزها جمع الموازنة المطلوبة، وذلك في ظروف سياسية يتصاعد فيها العداء للعرب. هناك تحديات أخرى مرتبطة بضرورة تأكيد مواصلة نشاطات ثقافية ذات طابع إثني في دول أوروبية. تحدٍ ثالث لا يقلّ أهمية: جذب الجاليات العربية إلى الصالات رغم صعوبة هذا الأمر. لكن، في النهاية، يبدو ان شهر نيسان أنسب لمنظّمي المهرجان، على الأقل من ناحية الطقس، مع ان الحرارة اقتربت هذا العام إلى الصفر أحياناً، لتنسف "فكرة الربيع" الوردية في المخيلة الجماعية.

*****

شهد حفل الافتتاح عرض "وداعاً جوليا" للمخرج السوداني محمد كردفاني الذي، منذ عرضه العام الماضي في مهرجان كانّ السينمائي، لم يتوقّف عن المشاركة في العديد من التظاهرات السينمائية حول العالم، وقد تجاوز عددها الـ30، إلى ان حط مطلع هذا الأسبوع في مالمو، حيث 43 في المئة من سكّانها هم من أصول غير سويدية. خيار الافتتاح بهذا الفيلم مفهوم، فهو يستوفي كلّ شروط الجذب، من فيلم ذاع صيته دولياً إلى قضية سياسية (انفصال جنوب السودان عن شماله) وصولاً إلى مقاربة المخرج التي أراد بها السهولة والجماهيرية، وفي الوقت نفسه من دون أي وقوع في السطحية والابتذال.

"وداعاً جوليا"، باكورة الأفلام الروائية الطويلة لمهندس طيران سوداني من الخرطوم اسمه محمد كردفاني حمله شغفه بالفنّ السابع إلى التخلّي عن اختصاصه وتأسيس شركة إنتاج ساهمت في تمويل هذا الفيلم. لم يخفِ كردفاني وجهة نظره السياسية ولم يحاول تدوير الزوايا بل فتح النار على الجميع، من عسكر وإسلاميين وميليشيات يحاولون السطو على بلاده. "النصر للشعب"، في نظر كردفاني الذي قدّم فيلماً حيث الطرح الإنساني يغلب على سواه من الطروحات، وهذا لا يعني ان لا بُعد سياسياً فيه، بل المقصود ان الإنسان السوداني هو في قلب هاجسه، بغض النظر عن انتمائه ودينه ومعسكره. محور الفيلم منى (إيمان يوسف)، مغنية حرمها زوجها أكرم (نزار جمعة)، من الغناء لأسباب أبوية سلطوية لا تُخفى على أحد. تنطلق أحداث الفيلم بالتزامن مع الاتفاق الذي أنهى الحرب الأهلية السودانية الثانية في العام 2005. لكن حادثة اصطدام ستكون البداية لسلسلة مشاكل وأزمات، على خلفية لحظة سياسية واجتماعية متوترة تطل برأسها. الحادثة ستشكّل مدخلاً لتوثيق الواقع السوداني وتعقيداته الكثيرة التي لا يوجد فيلم يستطيع اختزالها.

تفجّر الحادثة المكبوتات وتفتح نقاشاً وصراعات على أنواعها، بعضها لا يتعمّق فيه المخرج، ربما لقلّة المساحة. الحادثة هي نقطة الماء التي تجعل الكيل يطفح. الحكاية كلها تغدو حجّة للحديث عن انفصال الجنوب عن الشمال وما تركه من أثر في وجدان جيل كردفاني. هناك القليل من كلّ شيء: عنصرية، طبقية، استغلال، فساد، أبوية. يضع كردفاني هذا كله على الطاولة. يتناول المسائل واحدة واحدة، ينظر اليها ثم يعيدها إلى مكانها. هذا للقول انه يعالجها بهدوء وعقلانية. لا انفعالات تُخرج الفيلم من مساره. يبتعد النصّ الفيلمي عن الكاريكاتورية والتنميط بقدر المستطاع، رغم صعوبة هذا الأمر في "فيلم أول" حيث ثمة اغراء لحشد كلّ شيء معاً دفعة واحدة. هذا الحشد يشكّل مطباً لدى الكثير من المخرجين الذين يخطون أولى خطواتهم داخل السينما الروائية الطويلة. لكن بحنكة معينة، يتجاوز الفيلم هذا كله، ليقدّم مقاربة منصفة لا تظلم أحداً، وتحاول فهم الجميع، من دون ان تبرر أفعالهم بالضرورة. أنجز كردفاني فيلماً واضحاً عن التعايش والتسامح من دون مبالغات، مركّزاً في جزء أول على ما يفصل الناس بعضهم عن بعض، لا عمّا يجمعهم، لكن، ما ان يشارف الفيلم نهايته، حتى يصبح الهم هو ما يجمعهم، وهنا الرسالة الأقوى والأسمى.

*****

حفل الافتتاح كان أيضاً مناسبة لتكريم المخرج المصري الكبير خيري بشارة، الذي عُيِّن كذلك رئيساً للجنة التحكيم. بشارة أحد أعلام ما عُرف بتيار الواقعية الجديدة في السينما المصرية الذي ظهر في السبعينات، وكان رفاقه آنذاك يدعون محمد خان وداود عبد السيد وعاطف الطيب. ترك هؤلاء بصماتهم على سينما تلك الفترة، واليوم تُعتبر أعمالهم من الكلاسيكيات. انطلق بشارة في السينما باكراً، عندما كان في العشرينات، وطوال خمسة عقود قدّم أعمالاً ذات توجّهات مختلفة توثّق لمصر وناسها. من هذه الأفلام: "الطوق والإسوارة" و"يوم حلو يوم مر" و"كابوريا" و"أيس كريم في جليم" الذي تحول أحد الأفلام الأيقونية في السينما المصرية. رد الإعتبار إلى أحد أبرز السينمائيين العرب وأنشطهم ("مدينة مالمو أعادتني إلى شبابي"، قال وهو يتسلّم جائزته)، وذلك رغم وقوفه على مشارف الثمانين، مبادرة حسنة، لكن حبذا لو واكبت هذا الاحتفاء استعادة لمجموعة من أفلامه، خصوصاً ان بعضها رُمِّم حديثاً. في أي حال، التقت “النهار” بشارة في حديث حميمي سيُنشر قريباً.

*****

إلى جانب "وداعاً جوليا"، نجم الأفلام العربية في العام الماضي، تُعرض 11 فيلماً طويلاً، بين وثائقي وروائي، جميعها عرض سويدي أول، والمهرجان يجمع النوعين في مسابقته، بلا أي تمييز بينهما، هذا بالاضافة إلى مجموعة من الأعمال القصيرة لسينمائيين سيصنعون سينما الغد عربياً. أحد الأفلام الطويلة المشاركة في هذه المسابقة هو "المرهقون" لعمرو جمال، الذي عرض داخل "بانوراما" مهرجان برلين السينمائي العام الماضي. فيلم عن تعاسة العيش في اليمن، وهو مرسومٌ على وجوه الأشخاص الذين لا وقت لديهم ليظهروا شيئاً آخر غير مأزق الوجود في بلد لا يمنح أبناءه سوى القلق والحزن. يروي الفيلم بلقطات باردة وبطيئة تنزلق تدريجاً إلى نوع من القدرية، الحالة المعيشية الصعبة التي يشكو منها اليمنيون، هؤلاء الذين هم على الأرجج الغالبية في بلد منكوب تغيب فيه كلّ مقومات العيش الكريم، يشهد انهيار الطبقة الوسطى جراء الوضع الاقتصادي. سنرى كيف ان اسرة تعيش في منزل سليم، ستضطر إلى البحث عن بيت غير صالح للعيش. الفيلم يأخذ من مدينة عدن مركزاً للأحداث. الأسرة المشار اليها مؤلفة من خمسة أفراد، الأب والأم (خالد حمدان وعبير محمد) والأولاد الثلاثة. ماذا يحدث عندما تعلم الأم بأنها حامل بطفلها الرابع؟ أي حياة تنتظر طفلاً في مثل هذه الظروف؟ لا يُخفى على أحد أنه سيكون عبئاً إضافياً على عاتق مَن يطلق الفيلم عليهم تسمية "المرهقون". الخيار الوحيد هو الاجهاض، لكن الإجهاض ليس حلاً سهلاً في بلد محافظ مثل اليمن يعتاش على تقاليد محافظة.

 

النهار اللبنانية في

27.04.2024

 
 
 
 
 

7 أفلام سعودية تفتح مدى جديدا في مهرجان "مالمو"

بين الفانتازيا وقلب الصحراء والمشكلات الاجتماعية تنوعت جرعتها الفنية لتستقطب الجمهورين السويدي والعربي

نجلاء أبو النجا 

شكلت مشاركة السعودية في الدورة الـ14 من مهرجان "مالمو" السينمائي بصمة بارزة في مشوار السينما الصاعدة بقوة الصاروخ، وربما تعد المشاركة السعودية في المسابقات المختلفة بأفلام طويلة وقصيرة ومتنوعة الموضوعات والأفكار أبرز المشاركات خلال الدورة التي ما زالت فعالياتها مستمرة في المدن السويدية المتنوعة، وبخاصة مالمو.

عرضت ضمن المسابقة الرسمية للأفلام ثلاثة أفلام سعودية هي "مندوب الليل" و"سليق" و"ترياق". كما نظمت على هامش المهرجان جولة لعرض أربعة أفلام سعودية في خمس مدن مختلفة في السويد، وهي أفلام "هجان" و"حوجن" و"أمس بعد بكرة" و"مندوب الليل".

"مندوب الليل"

عرض فيلم "مندوب الليل" ضمن القائمة الرسمية للمهرجان، وكذلك ضمن الجولة الخاصة بعرض الأفلام السعودية في خمس مدن مختلفة في السويد. والفيلم يتمتع بجرأة في الطرح ويجمع بين الدراما والتشويق، وتدور أحداثه حول فهد القضعاني الذي يعمل في مهنة توصيل الطلبات، وهو شاب يعاني فقدان العاطفة وتدفعه الظروف للتخلي عن مبادئه. وكان العرض العالمي الأول للفيلم السعودي "مندوب الليل" في مهرجان "تورنتو" السينمائي الدولي في الدورة الـ48 من المهرجان التي أقيمت خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2023، وحصل الفيلم على جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان "تورينو" السينمائي الدولي خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وحصل مخرج الفيلم علي الكلثمي على جائزة أفضل مخرج قادم في مهرجان "هو شي منه" السينمائي الدولي لعام 2024، الذي أقيمت فعالياته في فيتنام أخيراً.

وضمن المسابقة الرسمية عرض فيلم الرسوم المتحركة القصير "سليق" للمخرجة أفنان باويان، ويروي مغامرة امرأة مسنة تدعى هاجر، وهي تشعر بالوحدة وتجبر على التواصل مع جيرانها أثناء طبخها للسليق، إحدى أشهر الأكلات السعودية.

عرض أيضاً الفيلم الثالث بالمسابقة الرسمية ممثلاً السعودية، وهو الفيلم القصير "ترياق" للمخرج حسن سعيد، وتدور أحداثه حول علي، الشاب الذي يحب الموسيقى الشعبية ويهدي مطربه المفضل آخر تسجيل له بعد أن فقد المغني صوته، وقد فاز الفيلم من قبل بجائزة أفضل فيلم قصير وأفضل تصوير سينمائي في مهرجان أفلام السعودية لعام 2023، كما كان ضمن الاختيارات الرسمية للأفلام القصيرة في برنامج "سينما السعودية الجديدة" في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023.

"أمس بعد بكرة"

في فئة "روائع عربية" عرضت ثلاثة أفلام بنجاح كبير في الدورة الـ14 من مهرجان "مالمو"، وكان من أبرزها فيلم الخيال العلمي "أمس بعد بكرة" للمخرج عبدالغني الصائغ، وقد أثار الإعجاب بوصفه فيلماً عربياً تطرق بحرفية كبيرة إلى منطقة الخيال العلمي وتطوراتها. وتدور أحداثه حول شقيقين يجدان باباً قديماً يعيدهما بالزمن إلى الماضي ليجدا نفسيهما عالقين في الماضي، ويجب عليهما إيجاد طريقة للعودة إلى زمنهما ووالدتهما. وكان العرض العالمي الأول للفيلم ضمن فئة "روائع عربية" خلال الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023.

ومن الأفلام السعودية المهمة التي حظيت بإقبال كبير جداً من الجمهور السويدي والعربي، وعرضت ضمن فئة "روائع عربية" بالمهرجان فيلم "هجان"، ويتناول العلاقة الوجدانية التي تربط بين الإبل وملاكها، ويمثل رحلة تعكس تاريخ الإبل ودورها في حياة سكان شبه الجزيرة العربية.

وكان العرض العالمي الأول لفيلم "هجان" في مهرجان "تورنتو"، وعرض في النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023 ضمن قسم "روائع عربية"، وحاز إعجاباً كبيراً باعتباره نقلة في صناعة السينما السعودية.

والفيلم السعودي الثالث الذي عرض في "مالمو" هو "حوجن" للمخرج ياسر الياسري، وهو مقتبس من رواية الفانتازيا الأكثر مبيعاً بالاسم نفسه للكاتب السعودي إبراهيم عباس، وتدور الأحداث حول جني يعيش في بيت في جدة ويحاول اكتشاف أصله ووالده المجهول فيلتقي فتاة حقيقية تعيش في المنزل نفسه، وتنشأ بينهما قصة حب كبيرة يتصارع فيها الاختلاف بين انتماء كل منهما. وكان العرض العالمي الأول للفيلم في حفل افتتاح عروض الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2023.

جودة وجدارة

في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" قال الناقد السعودي محمد البشير إن "إدراج أفلام مثل (مندوب الليل) ضمن منافسة الأفلام الطويلة يعد منافسة جيدة، فالوصول إلى هذه المنطقة ضمن أفلام عربية في مهرجان أوروبي علامة جيدة للأفلام السعودية بعامة، وكذلك كان وصول فيلم (نورة) لمهرجان (كان) مشاركاً في مسابقة (نظرة ما)، هذا الأمر يعني أن السينما السعودية شقت طريقاً صعباً ومهماً نحو العالمية في وقت تحافظ فيه على محليتها، وتحرص على حكي القصص المحلية وتراثها، وكل هذا يعزز مكانة الفيلم السعودي ويشجع الآخرين على المشاركة بأفلام ذات جودة ليشاهدها العالم كله ويعرف قصصنا الخاصة". وتابع، "لا يمكن أن نغفل مشاركات الفيلم القصير ومدى أهميتها، وهي تجعل الفيلم السعودي، سواء كان طويلاً أو قصيراً في محل المنافسة مع الأفلام العربية وما تقدمه السينما في البلدان الشقيقة من نتاجات جديرة بالمشاهدة".

وأضاف البشير، "مهرجان (مالمو) وتركيزه على السينما العربية في منطقة أوروبية أمر لافت للأنظار، بخاصة أن الجاليات العربية بكل أعراقها، والسويديين أيضاً، يأتون لمشاهدة الأفلام العربية، وهذا يحمل الجميع مسؤولية كبيرة حتى يكونوا في مصاف السينما العالمية".

وقال الناقد المصري خالد محمود تعليقاً على تأثير وحجم مشاركة السينما السعودية في مهرجان "مالمو"، "السينما السعودية أصبحت موجودة بصورة مكثفة وحقيقية، بخاصة في العامين الأخيرين، ومهرجان (مالمو) مهتم جداً بالشراكة عبر مؤسسات الدعم بين البلدين".

في وقت قياسي

وأشار محمود إلى أن هناك أفلاماً سعودية مميزة جداً في الدورة الـ14 من مهرجان "مالمو"، وبخاصة فيلم "حوجن" بما يحمله من فانتازيا، والتجربة مفيدة جداً لكي يعرف الجمهور العربي والسويدي بما وصلت إليه السينما السعودية من تطور. وواصل، "من الذكاء أن مهرجان (مالمو) اختار مجموعة أفلام سعودية متنوعة بموضوعات مختلفة مثل (مندوب الليل) و(هجان) و(حوجن)، وكلها تعرض قصصاً مختلفة تعبر عن المجتمع السعودي من كافة وجهات النظر، مما يعطي ثقلاً وعمقاً تحرص عليه السينما السعودية بذكاء كبير، وتضافرت الاختيارات مع التنوع المقصود فظهرت السينما السعودية وكأنها تقدم أفضل ما لديها، وفي وقت قياسي".

وقال الناقد علي الكشوطي إن "هناك تطوراً كبيراً في صناعة السينما السعودية واهتماماً واضحاً بدعم المواهب السعودية والأفكار التي تغوص في حياة المجتمع السعودي. ويشارك في (مالمو) مجموعة متنوعة من الأفلام القصيرة والطويلة، إضافة إلى مشاركة السعودية كجهة منتجة في إنتاج أفلام عدة شاركت في (مالمو) أيضاً، وتعد من أهم الأفلام وأمتعها وأكثرها تحقيقاً للجوائز عبر المهرجانات المختلفة، مثل (إن شالله ولد) و(وداعاً جوليا)، و(المرهقون)".

وتابع الكشوطي، "تميزت الأفلام التي عرضت في (مالمو) بسرد قصص سعودية محلية مميزة بطرق مختلفة، منها الواقعية والفانتازيا والخيال العلمي، ولمس الجميع إقبالاً غير عادي على أفلام مثل (حوجن) و(مندوب الليل) و(هجان)، ونالت استحسان الجاليات العربية والجمهور السويدي على رغم أنها تقدم واقعاً محلياً سعودياً، فإن هذا هو ما أوصلها إلى منطقة تميز عالمية".

 

الـ The Independent  في

27.04.2024

 
 
 
 
 

بحضور مينا النجار وندى أبو فرحات ولويز جرهانسون وبشرى

«مالمو للسينما العربية» يناقش تحديات الصحة النفسية في مجال صناعة الأفلام

مالمو ـ «سينماتوغراف»

عقد مهرجان مالمو للسينما العربية ضمن فعاليات أيام مالمو لصناعة السينما جلسة نقاشية تحت عنوان "تحديات الصحة النفسية داخل مجال صناعة الأفلام" وشارك فيها كل من مينا النجار، الممثل المصري ومؤسس ميدفست مصر، المعروف بخبرته الواسعة في صناعة السينما وشغفه بالدفاع عن الصحة العقلية، ولويز جوهانسون، ممثلة Sane Cinema، وهي خبيرة في الصحة العقلية وصناعة الأفلام، والممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات والتي قدمت عدة أدوار معقدة في السينما والتلفزيون والمسرح.

قال مينا النجار خلال الجلسة النقاشية، إنه سعيد بالتعاون مع مهرجان مالمو في إثراء النقاش حول الصحة النفسية للعاملين في المجال الفني ومناقشة القلق المتعلق بالعملية الإبداعية والتحديات التي يمر بها المبدع بها المبدع سواء ضغوط، أو مشكلات تواجه العملية الإبداعية في كل مراحلها، أثناء الإعداد أو التنفيذ أو وقت العرض، وأشار النجار إلى أن الصناعة نفسها والنقابات والمنتجون والمخرجون عليهم مسئولية كبيرة تجاه الصحة النفسية للعاملين معهم، إضافة إلى المسئولية الشخصية تجاه توازن الإنسان وتعامله مع نفسه، موضحا إلى أن مهرجان ميدفست سيتناول العديد من النقاشات حول نفس الأمر.

وأضاف النجار إلى أن نوعية الدعم النفسي للعاملين في الصناعات الإبداعية قد تختلف عن المقدمة للأشخاص العادية، خاصة وأن العاملين في هذا المجال لديهم ضغوط ومشكلات مختلفة عن الإنسان العادي لأنهم لا يتعرضون لنفس المسئولية والصعوبات، ففي وطنا العربي لا يوجد الشخص الذي يعتبر همزة الوصل بين المخرج مثلًا والممثل والذي يكون ضمن أدواره ضمانة عدم تعرض الممثل لضغط نفسي وعصبي شديد من جراء طبيعة العملية الإبداعية، أو أن يضمن خلال العملية الإبداعية عدم تعرض المبدعين لضغط شديد قد يؤثر على حالته النفسية. وأضاف النجار أن الفنان في زمن السوشيال ميديا يتعرض لضغوط مضاعفة من خلال التعليقات والانتقادات وأحيانًا التنمر على حساباته بمواقع التواصل الاجتماع.

وأضاف النجار أن الماضي يؤثر بشكل كبير على حاضر الإنسان دون أن يفهم سبب الشعور الذي يشعر به الآن، لكن بالعودة إلى هذا الماضي والنبش بداخله نعرف ماذا حدث وسبب هذا التأثر، هذا يحتاج إلى شجاعة كبيرة، ويحتاج إلى فهم وخبرة الطبيب النفسي الذي يعرف كيف يخرج أحداث الماضي المدفون.

وتذكر النجار ما قالته الفنانة سلوى محمد علي خلال جلسة ميدفست في دمنهور " لا يوجد شخص يستطيع أن يعرف تحديدًا المشاعر التي يشعر بها في اللحظة الحالية فالأمر ليس كالتمثيل".

فيما قالت الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات خلال الجلسة إن هناك خطوات للحفاظ على الصحة النفسية للإنسان مؤكدة أنه مازلت التخوفات موجودة حتى الآن في التصريح بالعلل النفسي، فقد يعلن الإنسان عن إصابته بأي مرض، لكن المرض النفسي لا يزال يخشى الناس الحديث عنه وكشف عن الإصابة به، مضيفة أن هناك كتيب إرشادات للحفاظ على الصحة النفسية وهو مفيدة بشكل كبير..

وتحدثت أبو فرحات عن فترة الإحباط التي مرت بها، لكنها لم تكشف عنها حتى لأقرب أصدقائها، حتى أنها اعتذرت لهم عن الظهور معهم في بودكاست، متعللة بعدم قدرتها على التحرك من على السرير، دون أن تشرح لهم أن الأمر نفسي وليس عرضًا ما، وأضافت الممثلة اللبنانية "كممثلة صنعت مشوارها في المجال أرى أننا نتعرض لضغوط وصعوبات، ونواجه الكثير من الطاقة السلبية، في البداية لم أكن أستطيع مواجهاته وكنت دائمًا محبطة، لكن حاليًا بعد استيعابي، قررت ألا أدع الطاقة السلبية تؤثر علي، وأصبحت فخورة بكوني هادئة واستوعب الأمور وأستطيع تجاوزها مع الحفاظ على سلامتي النفسية ودون أن أضع نفسي تحت ضغوط لا أستطيع تحملها".

فيما قالت لويز جوهانسون، ممثلة Sane Cinema، خلال الجلسة إن الضغط والمقارنة بين الآخرين أكثر ما يعاني منه العاملون في الصناعات الإبداعية في مجال الفن سواء ممثلون أو خلف الكاميرا، مؤكدة أن هناك الكثير من العاملين في مجال السينما خاصة تلك التسجيلية الوثائقية وتحديدًا العاملين في مجال المونتاج ممن يقضون أوقاتًا طويلة يعملون مع المحتوى الذي تم تصويره يعتقد أنهم يحتاجون إلى الدعم النفسي للحفاظ على صحتهم النفسية أكثر من غيرهم.

ومن جانبها علقت الفنانة بشرى والتي كانت ضمن الحضور، على أهمية تواجد طبيب نفسي في لوكيشن تصور الأعمال الفنية لتخفيف الضغط على الممثلين ومساعدتهم في تقديم المشاعر الحقيقة للشخصية بالإضافة إلى المساعدة على التخلص من الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الممثل كونه يلعب كل الأدوار في حياته، مشيرة أن الممثل في أماكن التصوير لا يمثل فقط وإنما دائمًا يقوم بأدوار ومهام ليست من مهامه، لذلك يجب أن يكون هناك طبيب نفسي داخل لوكيشن التصوير.

وأضافت " الفنان عليه ضغوط شديدة في مجال العمل ولا يستطيع التعبير عن سخطه تجاه البعض أو تجاه المواقف التي يتعرض لها، وعليه استيعابها، ولا يظهر ضجرًا، وعليه أيضًا التعامل مع أشخاص لا يريد التعامل معها، بالإضافة إلي تعرضه للتنمر من الكثير من الناس سواء العاملون معه في نفس المجال أو من الصحافة أو غيره".

وأشارت بشرى إلى أن أحيانا الأفلام التي يقدمها الفنان تعتبر علاج نفسه له خاصة عندما يقدم أعمالًا تناقش مشكلات أو قضايا تمس الفنان مثل ما حدث معها عندما تعرضت للتحرش وهي في سن صغير، وعندما قدمت فيلم" 678" عبر عنها وأخرج شحنة سلبية من داخلها، وأكملت أن المخرج محمد دياب مخرج الفيلم كان لديه الوعي لمراعاة الفنانين العاملين معه نفسيًا، مشيرة إلى أنه ساعدها كثيرًا في الخروج من شخصية فايزة التي أثرت عليها بشكل سلبي، خاصة وأن زفافها كان بعد 3 أيام وساعدها دياب بشكل كبير في الخروج من الشخصية.

ميدفست ـــ مصر هو ملتقى دولي للأفلام القصيرة، ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط حيث يجمع بين عالم الفن وصناعة الأفلام بعالم الطب والصحة من خلال تجربة سينمائية فريدة. تأسس في عام 2017 على يد د. مينا النجار ود. خالد علي، ويقوم الملتقى بعرض مجموعة من الأفلام المختارة بعناية، يتبعها منصات حوارية للنقاش مع عدد من الخبراء في مجالي الطب وصناعة السينما، يقدم أيضًا برنامج الموازي على مدار العام ويتضمن العديد من ورش العمل والمحاضرات والماستر كلاس لخلق نقاشات أعمق حول الفن والصحة، بالإضافة إلى عروض أفلام شهرية.

 

####

 

«كذب أبيض» أفضل فيلم وكوثر بن هنية أفضل مخرجة ..

القائمة الكاملة لجوائز الدورة الـ 14 لـ« مالمو للسينما العربية»

مالمو ـ «سينماتوغراف»

اختتم مساء اليوم مهرجان مالمو للسينما العربية دورته الرابعة عشر، في حفل أقيم بسينما رويال وسط مدينة مالمو، حيث تم إعلان جوائز المهرجان.

وفاز في مسابقة الأفلام القصيرة، الفيلم المصري "عقبالك يا قلبي" إخراج شيرين مجدي دياب بجائزة أفضل فيلم، فيما حصل كل من فيلم "عيسى"، إخراج مراد مصطفى من مصر، و"البحر الأحمر يبكي" إخراج فارس الرجوب "الأردن" على تنويه خاص، بينما فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فيلم "ترانزيت" إخراج باقر الربيعي "العراق".

وفى مسابقة الأفلام الروائية فاز بجائزة أفضل فيلم المغربي "كذب أبيض" إخراج أسماء المدير.

وفاز بجائزة أفضل ممثل صالح بكري عن دوره بفيلم "الأستاذ"، وفازت بجائزة أفضل ممثلة منى هوا عن فيلم "إن شالله ولد"، إخراج أمجد رشيد، بالإضافة إلى فوز كوثر بن هنية بجائزة أحسن مخرج عن فيلم "بنات ألفة".

فيما فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي "باي باي طبرية"، وبجائزة لجنة التحكيم فيلم "المرهقون"، إخراج عمرو جمال، بينما فاز بجائزة الجمهور فيلم "أنف وثلاث عيون"، للمخرج أمير رمسيس.

كما حصل كل من فيلم "مندوب الليل" و"وداعاً جوليا"، على تنويه خاص، وفاز وداعاً جوليا بجائزة أحسن سيناريو.

 

موقع "سينماتوغراف" في

27.04.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004