ملفات خاصة

 
 
 

الكوفيّة الفلسطينية تخرق صمت «برلين»:

جردة حساب مع الاستعمار

شفيق طبارة

برلين السينمائي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

فلسطين حضرت في اختتام الدورة 74 من «مهرجان برلين السينمائي الدولي» أمس، لتعرّي ضمير ألمانيا الرسمي. تصريحات ودبابيس ولافتات تضامنية مع قطاع غزة الذي يُذبح كل يوم مباشرة على الهواء، فيما اكتفت تصريحات المنظّمين بتمييع الصراع والدعوة إلى «الحوار». أما لناحية المسابقة الرسمية والأفلام بشكل عام، فجاءت دون مستوى حدث بقيمة وعراقة البرليناله!

برلين | للمرة الثانية على التوالي، يحصد وثائقي جائزة «الدبّ الذهبي» في «مهرجان برلين السينمائي» الذي اختُتم أمس. بعد «على قارب الأدامان» (2023) للفرنسي نيكولا فيليبير، ها هو فيلم «داهومي» للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب، يحصد الجائزة الكبرى في أول مهرجان سينمائي من بين المهرجانات الأوروبية الثلاثة الكبرى لهذه السنة. يمكن القول براحة ضمير إنّ دورته الـ 74 كانت الأضعف منذ أن تسلّم المدير الفني كارلو شاتريان والمديرة التنفيذية مارييت ريسنبيك إدارته قبل خمس سنوات. الإدارة المغادرة بعد هذه النسخة، قدّمت مع فريقها، بعض الأفلام التي لا تستحق أن تكون في مهرجان سينمائي كبير، ناهيك بالمشاركة في المسابقة الرسمية.

في قاعات CinemaxX بكراسيّها المريحة، وقصر المهرجان اللذان يحتضنان أكثرية العروض المخصّصة للصحافيين التي تبدأ من التاسعة صباحاً حتى ما بعد منتصف الليل، نسمع تململ الحاضرين من الأفلام لدى خروجهم من الصالات، وفي أوقات معينة داخل القاعات أثناء العرض، قبل مغادرتهم الفيلم في منتصفه. جوائز هذه الدورة جاءت لتلائم الأفلام المعروضة، مع بعض الاستثناءات القليلة. قبل الدخول بالتفصيل في الأفلام الرابحة، نعود إلى احتفال الختام، الذي كان عنوانه الكبير «الحرب على غزة»، فمعظم الذين صعدوا على المنصة لتسلّم جوائزهم، وبعض أعضاء لجان التحكيم، دعوا إلى الوقف الفوري لإطلاق النار. بعضهم صعد بالكوفية الفلسطينية، وأعلنوا جميعاً مناصرتهم لفلسطين، حتى عضوة لجنة التحكيم المسابقة الرسمية الممثلة الإيطالية جاسمين تريشا رفعت قبضتها في الهواء وقالت «أنا مع فلسطين».

بدأ الاحتفال الختامي بحديث مع المدير الفني كارلو شاتريان والمديرة التنفيذية مارييت ريسنبيك. لم يتطرق شاتريان إلى الحرب الإسرائيلية على غزة، أو بالأحرى لم يُسأل عن هذا الموضوع، بل تحدّث عن الأزمات التي لاحقت المهرجان منذ بداية تولّيهم المسؤولية بدءاً من وباء كورونا ثم الحرب الأوكرانية فـ «أزمة الشرق الأوسط» فيما طالبت الألمانية مارييت ريسنبيك «حماس بالإفراج الفوري عن الرهائن وإسرائيل بتجنّب قتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وحمايتهم» عاكسة الموقف الغربي الرسمي ونظرته إلى الصراع موازياً بين المحتلّ وأصحاب الأرض.

الموسيقى والفنان الصوتي سافيير إركيسيا، أحد أعضاء لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، صعد على المسرح ليقدم جائزة «الدبّ الذهبي» لأفضل فيلم قصير للفيلم الأرجنتيني «منعطف غريب». كان سافيير يضع على ثيابه دبوساً مكتوباً عليه «وقف فوري لإطلاق النار». بعدما تسلّم المخرج الأرجنتيني فرانشيسكو ليزاما، جائزة أفضل فيلم قصير، تطرّق إلى المؤسسات الثقافية في الأرجنتين التي تعاني اليوم من أزمات اقتصادية بسبب سياسات رئيس الأرجنتين الجديد خافيير ميلي. أعضاء لجنة تحكيم جائزة «الفيلم الطويل الأول»، المخرجة الأميركية إليزا هتمان، والمبرمجة الكندية أندرا بيكار، والمنتجة الدنماركية كاترين بروس، وصلوا على السجادة الحمراء وصعدوا على المسرح واضعين على ثيابهم قطعة قماش مكتوباً عليها «وقف إطلاق نار فوري»، وقدموا الجائزة إلى الفيلم الفيتنامي «سو لي لا تبكي» للمخرج بام نوك لان.

فلسطين تعرّي ضمير الغرب

يحبّ «برلين» جمع الإسرائيليين والفلسطينيين معاً، وألمانيا نفسها تشتغل بشكل ممنهج على التطبيع بين المبدعين العرب والإسرائيليين في مختلف مؤسساتها الثقافية. على هامش المهرجان مثلاً، جمع المنظّمون فلسطينيين وإسرائيليين ضمن مشروع «البيت الصغير» للحوار «حول الصراع في الشرق الأوسط وتأثيره على مجتمعنا». البادئ بهذا المشروع هو رجل الأعمال الألماني الإسرائيلي شاي هوفمان والفلسطيني أحمد دخنوس. «البيت الصغير» وغيره من المشاريع، محاولة خبيثة لكيّ الوعي وتمييع جوهر القضية الفلسطينية التي ترتبط بوجود استعمار صهيوني على أرض فلسطين، وتصوير الصراع على أنّه نزاع ديني أو سوء فهم «حضاري». ضمن المهرجان أيضاً، مُنحت جائزة أفضل وثائقي لـ «لا أرض أخرى» للمخرج باسل عدرا والمصور الفلسطينيين حمدان بلال، والمخرجين الإسرائيليين يوفال أبراهام ورايتشل زور.

باسل عدرا شاب من مسافر يطا في محافظة الجليل جنوب الضفة الغربية، يكافح منذ طفولته ضد التهجير الجماعي لشعبه على يد الاحتلال الإسرائيلي. يوثّق عملية الإبادة البطيئة للقرى في منطقته حيث يهدم الجنود الإسرائيليون المنازل تدريجاً ويطردون سكّانها. في مرحلة ما، يلتقي بالصحافي الإسرائيلي يوفال الذي يدعمه في جهوده. «أنتج هذا الفيلم من قبل مجموعة فلسطينية إسرائيلية مكونة من أربعة، ليكون بمثابة عمل من أعمال المقاومة الإبداعية على الطريق نحو تحقيق قدر أكبر من العدالة» هكذا يقول ملصق العمل الدعائي. قبل الإعلان عن الفيلم الفائز من قبل لجنة التحكيم المكوّنة من المخرج العراقي عباس فاضل، والمخرج الألماني توماس هيز، والمخرجة وعالمة الأنثروبولوجيا الفرنسية فيريانا بارافيل، صرحت الأخيرة بغضب: «الفيلم هذا شاهد على لا إنسانية الحكومة الإسرائيلية. المستوطنون اليهود يطردون الفلسطينيين إلى لا مكان. ما يجري الآن في غزة إبادة وكثيرون منّا شاهدون عليها. العالم مشتعل ولا يجب أبداً إشاحة نظرنا عما يحدث». بدوره، قال باسل عدرا: «لا أستطيع الاحتفال وهناك الآلاف من الفلسطينيين يستشهدون كل يوم. أطالب الحكومة الألمانية بوقف الدعم وإرسال السلاح إلى إسرائيل» فيما قال المخرج الإسرائيلي يوفال أبراهام: «أنا وباسل من العمر نفسه، لكنّنا لسنا متساوين، نعيش 30 دقيقة بعيدين عن بعض، ولكن أنا لديّ حق بالتحرك والتصويت، وباسل ليس لديه هذا الحق. لا بد من إنهاء عدم المساواة، علينا إيجاد حل سياسي لوقف إطلاق النار وإنهاء الاحتلال».

بين راسل يصوبّ على «الإرهابيين» الحقيقيين

المخرجة البرازيلية جوليانا روخاس، دعت أيضاً إلى وقف إطلاق النار أثناء تسلّمها جائزة أفضل مخرجة عن فيلمها «مدينة: مكان» المشارك في مسابقة «لقاءات». صعد المخرج الأميركي بين راسل بالكوفية الفلسطينية على المسرح وتسلّم جائزة أفضل فيلم عن فيلمه «دايركت أكشن» (فعل مباشر). «دايركت أكشن» استراتيجية تكتيكية للاحتجاج تسعى إلى تحقيق هدف مباشر بأكثر الوسائل فعاليةً، تستعملها أحد أبرز مجتمعات الناشطين في فرنسا. كانت هناك أرض تبلغ مساحتها 1650 هكتاراً تقع غرب فرنسا، أرادت الحكومة توسيع المطار عليها. عارضت الخطة مجموعة كبيرة من الناشطين (مزارعين، علماء بيئة، مناهضي عولمة...) اللذين احتلوا المكان عام 2009 وأنشؤوا منطقة حكم ذاتي تحت اسم ZAD de Notre Dame Des Landes. بعد سنوات من النزاع، وُضع مشروع توسيع المطار على الرفّ على إثر مواجهات عدة وقعت بينهم وبين الشرطة. أُخليت المدينة عام 2018، لكن لا يزال 150 شخصاً يعيشون هناك بعدما طوّروا فرصاً للزراعة على الأرض واقتصاداً صغيراً مشتركاً، فضلاً عن مساحة للتجمّع والنقاش. فيلم بين راسل منخرط تماماً في هذه الحركة. اتخذ المخرج أسلوباً فنياً لتصوير الاحتجاجات والمواجهات، موثقاً الحياة اليومية لنظام بيئي متنوع من الناشطين والمستوطنين والمزارعين وأولئك الذين تصنّفهم الحكومة على أنهم «إرهابيون بيئيون».

صوت الذين لا صوت لهم

يمكن القول بأنّ المحور الرئيس لأفلام «البرليناله» هذه السنة هو الأشخاص الذين يكافحون في الحياة. جاءت جوائز هذا العام مملّة وبليدة إلى حدّ ما، لا روح سينمائية فيها. كان متوقعاً أن يحصد فيلم «كعكتي المفضلة» (الأخبار 19/2/2024) للمخرجين مريم مقدم وبهتاش صناعى ها، أو «ماء العين» (الأخبار 24/2/2024) «الدبّ الذهبي»، ليس لجودتهما السينمائية بل لبُعدهما السياسي والاجتماعي الذي يُرضي سياسة المهرجان ورؤيته. لكنّ ذهاب «الدبّ الذهبي» إلى وثائقي «داهومي» للفرنسية السنغالية ماتي ديوب، لم يشكّل أيضاً مفاجأة، فلجنة التحكيم ترأسها الممثلة الكينية المكسيكية لوبيتا نيونغو الذي اشتهرت بأدائها في فيلم «12 عاماً من العبودية» (2014) لستيف ماكوين.

في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021، أعاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون 26 تمثالاً من مملكة داهومي (1600 – 1904) إلى دولة بنين الأفريقية. هي تشكّل جزءاً يسيراً من آلاف القطع الأثرية التي نهبها الاستعمار الفرنسي عام 1892 من مملكة داهومي التي تسمّى اليوم بنين. في «داهومي»، توثّق ماتي ديوب رحلة عبور هذه الآثار من فرنسا إلى بنين، مع التركيز على التعبئة والتغليف، وعرضها في المتحف في بنين، ونقاش مجموعة من الطلاب حول ما تمثّله هذه القطع بالنسبة إليهم، وما إذا كان ينبغي استعادة مئات الكنوز التي لا تزال في حوزة فرنسا، وأيضاً حول استخدام اللغة الفرنسية عوضاً عن اللغة الأصلية وأخيراً الهوية الثقافية. هكذا، تصبح هذه القطع الأثرية باباً إلى جردة حساب لمرحلة الاستعمار وما بعد الاستعمار وسلب موارد البلد المستعمَر وحضارته وإرثه وهويته. إضافة إلى ما سبق، تبثّ ماتي دبوب الحياة في هذه الكنوز وتعطيها صوتاً. تتحدث هذه الآثار ليس باسم الناس بل معهم، غالباً ما تظل الصورة سوداء عندما تتحدث التماثيل، لأنها محبوسة في الصناديق أثناء عملية الإعادة. استعارة أرادت فيها ديوب استعادة لا الكنوز فقط، بل أيضاً سيادة الخطاب الأفريقي. يخطّط الفيلم لمناخ غريب وساحر، لكن لا يمكن استخلاص الكثير منه أولاً لقصر مدته (ساعة واحدة) وثانياً لأنه جاف ومعدوم النبض. لم تنجح ديوب في خلطتها غير المفهومة، كأن الفيلم في مكان والخطاب الشعري للتماثيل في مكان آخر كلياً. قالت ديوب أثناء تسلّمها الجائزة: «التعويض هو تحقيق العدالة، يمكننا إما أن نتخلّص من الماضي باعتباره عبئاً غير سارّ يعيق تطوّرنا فقط، أو يمكننا أن نتحمل المسؤولية ونستخدمه كأساس للمضي قدماً. علينا أن نختار».

«احتياجات مسافرة»: رحلة غامضة وبطيئة

«الدب الفضي ــــ جائزة لجنة التحكيم الكبرى»، ذهبت إلى فيلم «احتياجات مسافرة» لهونغ سانغ سو. اثناء تسلّمه الجائزة، كان المخرج الكوري الجنوبي متفاجئاً، إذ قال للجنة التحكيم: «لا أعرف ماذا وجدتم في هذا الفيلم». سؤال مشروع فعلاً، فلا أحد يدري ما كان يريده سانغ سو من الفيلم! هو دائم الوجود في المهرجانات الدولية، غزير الإنتاج، أسلوبه بسيط رتيب وهادئ، سينماه لطيفة، مريحة للمشاهد، لكنّه لا يقدم أي شيء يثير الإعجاب حقاً. عمله الأول هذا العام، هو «احتياجات مسافرة»، إذ نتعرف أو بالأحرى لا نتعرف على أيريس (إيزابيل أوبير) المهاجرة الفرنسية في كوريا الجنوبية. تدرِّس إيريس اللغة الفرنسية رغم أنها تتحدث بالإنكليزية مع طلابها، تحبّ المشي حافية القدمين والاستلقاء على الصخور، وشرب الكحول للاسترخاء. ليست إيريس اللغز الذي تبدو عليه، إذا ما نظرنا إليها بطريقة شعرية، من الواضح أن الفضول يلهم المشاهد للبحث عن أدلة حول هويتها وسبب هجرتها فرنسا. الفيلم عبارة عن رحلة شخصية غامضة وبطيئة.

«الإمبراطورية»: ذروة العبث

«الدب الفضي ــــ جائزة لجنة التحكيم»، ذهبت بكل استحقاق إلى المخرج الفرنسي برونو دومون وفيلمه «الإمبراطورية». لعل دومو المخرج الوحيد الذي فهم النسخة الجديدة من «مهرجان برلين»، فقدم فيلماً كعادته فيه الكثير من العبثية والكوميديا والسوريالية، إلى درجة استحق الجائزة. سينما برونو إما مكروهة أو محبوبة. في جديده، لعب دومون بالخيال العلمي، بل أكثر من ذلك، دمّره حرفياً. في قرية صيد تقع على ساحل شمال فرنسا، هناك معركة على وشك أن تندلع بين قوى من خارج كوكب الأرض تختبئ وراء الأشكال البشرية والحياة اليومية للسكان المحلّيين. «الآحاد» تحاول إنقاذ الأرض والبشر، بينما «الأصفار» تحاول الاستيلاء عليها. بين السماء والأرض، يتلاعب دومون بالسينما والكوميديا. فيلمه امتداد لأفلامه السابقة التي تبحث عن أصل العالم ونهايته وأسرار الحياة والحب والموت. في «الإمبراطورية»، لدينا كواكب ومراكب فضائية كبيرة على شكل قصور وكنائس. لدينا فرسان، وسيوف ليزر، وكل ما نشتهيه.

صعد الأميركي بين راسل بالكوفية الفلسطينية على المسرح لتسلّم جائزة أفضل فيلم عن «دايركت أكشن»

نحن في الزمن المجرد، بين واقعية المكان وعالم خارق للطبيعة. تتمتع الإمبراطورية بكمية هائلة من الحيل، ولن تعرف أبداً ماذا سيحدث في اللقطة التالية. يُظهر المخرج سفناً فضائية لكنه مفتون بتصوير الريح، ويستخدم الموسيقى كتقدير محتمل لميلودراما هوليوود، لكنه قبل أي شيء يعيد إلى الأذهان الطريقة التي استخدم بها بازوليني باخ في أفلامه. وفي هذيان ربما أكثر ذاتية، خلط أفلام تينتو براس بأفلام هاياو ميازاكي. «الإمبراطورية» مشبّع بكل أشكال الرمزية التي يمكن استخدامها بشكل جيد في السينما. سينما دومون مفيدة، لأنه يتغزل بالغباء والوقاحة والسذاجة، يدعو عبر مرحه الطفولي المنغمس في نفسه، إلى تحرير الشكل السينمائي بطريقة لا يفعلها إلا حفنة من المخرجين.

«يموت»: مروحة من العواطف

جائزة أفضل سيناريو ذهبت إلى الفيلم الوحيد الذي كان يستحق جائرة «الدبّ الذهبي» وأفضل إخراج وحتى التمثيل: فيلم «يموت» للمخرج الألماني ماتياس غلاسنر كان المحنة الحتمية التي لم نكن مستعدين أبداً لمواجهتها. ثلاث ساعات ثقيلة، كوميدية، حزينة، والأهم أنّها إنسانية وصادقة. أراد غلاسنر أن يصنع فيلماً عن الصورة الكبيرة، عن الولادة والموت العائلات والأبناء والأطفال، عن الحب والجنس وكل شيء بينها. جريئاً جداً كان غلاسنر، قدم لنا بعض المشاهد العظيمة التي تحتوي على أقسى الكلمات التي يمكن أن تقال بين أم وابنها أو بين أخت وأخيها. عبر خمسة فصول وخاتمة، يشكف كلاسنر عن بانوراما واسعة من العواطف تتجاوز كل شيء حتى قدرة تحمّلنا.

خيبة ما بعدها خيبة

حصد المخرج الدومينيكي نيلسون كارلوس دي لوس سانتوس ارياس، جائزة أفضل مخرج عن «بيبي». الفيلم الذي خرجت نصف الصالة منه قبل انقضاء ساعته الأولى، كان يجب أن يمرّ مرور الكرام من دون أي ضجة، حتى إنّه لم يكن على قائمة المشاهدة لعدد من الصحافيين. بيبي هو فرس نهر، يحدثنا طوال الفيلم. الشيء الوحيد الذي يعرفه هذا الحيوان هو أنه مات. إنّه فرس النهر الأول والوحيد الذي قُتل على الإطلاق في الأميركيتين. أطلقت عليه الصحافة الكولومبية اسم «بيبي». بين اللقاءات وسوء الفهم، والتجليات والحزن، ندخل عالماً مليئاً بالقصص التي لا نفهم منها شيئاً. فيلم تجريدي مليء بالرمزيات والتجريب. أما أفضل أداء تمثيلي، فقد حصده الممثل الأميركي سيبايتان ستان عن فيلم «رجل آخر»، وأفضل أداء في دور مساعد ذهب إلى الممثلة إيميلي واتسون عن فيلم «أشياء صغيرة كهذه». تألقت واتسون في دور الأخت ماري، بأداء يُظهر مدى قوة السلطة الدينية وسطوتها عبر نظرتها الجليدية، كأنها شبح شيطاني بلباس راهبة.

 

الأخبار اللبنانية في

26.02.2024

 
 
 
 
 

«داهومى» يفتح الباب للعالم الثالث لاستعادة التراث المسروق!

طارق الشناوي

فاز الفيلم الإفريقى التسجيلى (داهومى)، للمخرجة السنغالية ماتى ديوب، التى تحمل الجنسية الفرنسية، بجائزة (الدب الذهبى)، أفضل فيلم فى المسابقة الرسمية.

الفيلم يدين سرقة التحف الأثرية من إفريقيا، لم تكن حكاية الفيلم هى عن عودة تحف بقدر ما شاهدنا إضافة من الخيال تصاحب الحوار مع تلك القطع الأثرية، ورسالة الفيلم واضحة، وهى أن الحق لا يموت مهما بات بعيدًا عن الأيدى والعيون، وهى تحمل دعوى للكثير من دول العالم الثالث للمطالبة بما سرقه منهم المحتل.

رئيسة لجنة التحكيم، لوبيتا نيونجو، من أصل كينى، والفائزة سنغالية ماتى ديوب، حتى لو حملت الجنسية الفرنسية، فهى من أصل سنغالى، والاثنتان يجمعهما اللون الأسود، إلا أن الأمر لا يستقيم على هذا النحو، كما أن تكرار فوز الأفلام التسجيلية فى مهرجان برلين لا يقرأ أبدا على هذا النحو المباشر، بأن المهرجان يفضل التسجيلى، ولكن لأنها الأفضل فنيا.

الفيلم يحرض على استعادة الذاكرة والتمسك بالماضى، ليس من باب الانتقام من الذى استحل، أو بالأحرى قنن السرقة، لكى تظل حقيقة الأشياء ماثلة أمامنا، وهى ألا ننسى، الفيلم يتناول واقعة سرقة 26 قطعة أثرية من دولة (بنين)، فى نهاية القرن التاسع عشر، هو يتحدث عن الحق الذى لا يموت، والرغبة فى إقرار العدالة التى أبدا لن تغيب، مهما أوغلنا فى السنين، برؤية فنية أضافتها المخرجة للحكاية لتمنح للقطع حضورًا يتجاوز كونها مجرد جماد لنستشعر فى كل تفاصيلها الحياة نفسها.

لا أتصور أن رئيسة لجنة التحكيم تستطيع توجيه اللجنة وفقًا لإرادتها الخاصة، ولا هو قطعًا انحياز إلى لون ولا حتى جنس، امرأة سوداء تنحاز لامرأة سوداء، معادلة ساذجة جدًا، بقدر ما هى سخيفة، بداية لم يختر المهرجان لونًا ولا جنسًا لرئيسة لجنة التحكيم، هذا يفسد الأمر تمامًا، قيمة أى مهرجان تتحقق من العدالة فى تطبيق كل التفاصيل، وهذه الدورة مثلا كانت هناك 6 مخرجات فقط ضمن التسابق على أفضل فيلم فى المسابقة الرئيسية، بينما عدد الأفلام فى المسابقة الرسمية 20، نصيب المرأة فى الدورات السابقة كان يقترب من النصف، تعود مهرجان (برلين) على زيادة نسبة النساء المخرجات فى جوائزه، عمليا الرصد صحيح، ولكن هل هناك توجيه بذلك؟، مستحيل، إلا أن ما يمكن أن نلاحظه هو أن المخرجات فى العالم صرن يفضلن (برلين)، ولهذا تزداد فرص المرأة فى الحصول على جائزة، هذا قطعًا وارد جدًا، ولهذا على الجانب الآخر تزداد فرص إدارة المهرجان فى اختيار الأفضل بين الأفلام التى تخرجها النساء، إلا أننا فى كل الأحوال بصدد دورة لم يحسن منظموها اختيار الأفلام المشاركة، وتعامل مدير المهرجان المستقيل على المكشوف، لأن تلك هى دورته الأخيرة.

على الجانب الآخر، كان هناك ترقب للفيلم الإيرانى (كعكتى المفضلة) للحصول على أكثر من جائزة، نظرًا لأن هناك موقفًا سياسيًا من الدولة الإيرانية معلنًا مسبقًا ضد الفيلم، ومخرجا الفيلم ممنوعان من السفر، وبطلا الفيلم سيتم أيضًا التحقيق معهما بمجرد وصولهما من برلين لمطار طهران، الحجة المباشرة هى أن الفيلم سافر بدون موافقة الرقابة، كما أن جرأة الفيلم لم تتعود عليها السينما الإيرانية، ولا يوجد ترحيب أبدًا بارتداء نصف حجاب، حتى لبطلة الفيلم التى تؤدى دور امرأة سبعينية، هذا من الممنوعات فى السينما، كما أن الفيلم أشار إلى قضية يدركها كل من سافر إلى طهران، أقصد بها ازدواجية المجتمع الخاضع لحكم فرض فى الشارع، زيا وسلوكا، بينما هذا التزمت الذى تراه فى العلن لا يعبر عن الحقيقة الاجتماعية التى يعيشها الإنسان الإيرانى فى البيت، أو مع الأصدقاء، الانتفاضة التى تابعناها مؤخرًا هى واحدة من تداعيات تلك المواقف التى يتناقض فيها الظاهر مع الباطن، المواطن يريد أن يعيش الحياة فى الشارع كما هى فى البيت، فهو مثلًا يستمع إلى الموسيقى الراقصةـ بينما مثلًا غير مرحب بها رسميًا فى أى لقاءات اجتماعية معلنة.

المهرجان حقًا يفقد بريقه، ولكن لا تزال التغطية الصحفية كما هى حتى الصحافة العربية لم تتوقف عن منج المهرجان مساحات متميزة، وأغلب الزملاء الذين تعودت على رؤيتهم فى الأعوام الماضية لا يزالون كما هم على العهد، رغم أن الفضائيات العربية، والتى كانت تحرص فى الماضى على التغطية، بات وجودها شحيحا، كان عدد منهم يقتنصون الفرصة للذهاب بأقل الإمكانيات المتاحة.

مهرجان (برلين) أغلق بلا بريق الدورة رقم 74، وينتظر أن يستعيد البريق بفريق عمل جديد فى الدورة القادمة، والتى تحمل رقم75 )!!.

 

المصري اليوم في

26.02.2024

 
 
 
 
 

حضور «غزة» فى «برلين»

طارق الشناوي

المهرجانات الفنية، التى ألغينا منذ 7 أكتوبر الماضى عددا كبيرا منها بحجة التعاطف مع ضحايا غزة، أثبتت المهرجانات العالمية وآخرها (برلين) الذى أنهى فعالياته قبل 48 ساعة، أنها على العكس تماما، فمن الممكن أن تتحول إلى أسلحة للمقاومة لكى يسمع العالم أصواتنا ويرى وجوهنا.

كانت مصر هى أول دولة عربية تلغى مهرجان الموسيقى العربية، وبعدها بأيام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، رافعة شعار التضامن مع فلسطين، بإيقاف كل الأنشطة.. بعدها وجدنا أكثر من دولة عربية تحذو حذونا.. فى تونس، ألغت وزارة الثقافة فى اللحظات الأخيرة مهرجان (قرطاج)، وفى الجزائر(عنابة)، واستمرت سلسلة عدوى الإلغاءات.

كنت من الأصوات القليلة التى رفضت تلك الحالة من الانصياع وراء اعتبار أن إقامة المهرجان فعل مشين.. العكس تماما هو الصحيح؛ لأنها فرصة للتعبير عن الموقف، ومع الأسف، حتى المهرجان الوحيد (الجونة) الذى أقيم فى ظل مذبحة غزة، كانت قياداته، وعلى رأسهم الرئيس التنفيذى الصديق عمرو منسى، يبدون جميعًا وكأن على رأسهم بطحة يحاولون إخفاءها.. قطعًا أنا ضد المظاهر الاحتفالية، ولكن كان ينبغى ألا يؤثر ذلك بالسلب على باقى الفعاليات، فما المعنى مثلا من أن تلغى الكاميرات المصاحبة للافتتاح والختام لنقل مشاعر الضيوف؟، كما أنهم قرروا تغيير لون السجادة من أحمر إلى رملى. القائمون على (الجونة) كانوا يريدون فى كل لحظة التأكيد على أنهم أبدا لا يقيمون مهرجانًا!.

شاهدنا قبل 48 ساعة كيف بعد إعلان جوائز (الفيبرسى) النقاد العالميين فى مهرجان (برلين) سيطرت غزة على المشهد، ثم فى حفل الختام أعلنت المخرجة الحاصلة على (الدب الذهبى) السنغالية الأصل ماتى ديوب تضامنها مع فلسطين، بينما جمهور المهرجان وأغلبه من الألمان منح صوته للفيلم الفلسطينى (لا أرض أخرى) الذى عرض فى قسم (البانوراما).. ناهيك عما حدث أثناء حفلى الافتتاح والختام من إعلان التعاطف والمطالبة بإيقاف نزيف الدماء وقتل الأطفال. المشكلة فى مصر، والتى من الممكن أن تلمحها فى مظاهر متعددة، أننا لا نجيد فن التعامل مع إدارة الأزمة.. أول درس هو التوقف عن رفع سلاح الإلغاء أو الانسحاب من مهرجانات وزارة الثقافة.. بينما القرار التونسى بإلغاء (قرطاج) سمح كحد أدنى للمعارضة من قبل الاتحادات الفنية هناك بشجب القرار، بل أكثر من ذلك، فتحوا الباب لأصوات خارج تونس، وكاتب هذه السطور وقعا على وثيقة رفض قرار إلغاء (قرطاج). كثيرًا ما ذكرنا أن أم كلثوم لم تتوقف عن الغناء العاطفى بعد هزيمة 67، وأنها غيّرت المؤشر، ووجهت حصيلة الحفلات للقوات المسلحة، وأن تعليمات جمال عبدالناصر للتليفزيون والإذاعة تحديدا فى رمضان هى أن يقدموا أعمالا كوميدية للجمهور، وهكذا تم تكليف الكاتب الساخر الكبير أحمد رجب بكتابة مسلسل (شنبو فى المصيدة) لفؤاد المهندس وشويكار، حتى يوسف بك وهبى عميد التراجيديا قدم الكوميديا. الضحك فى عز المأساة يزيد من المقاومة، وهو وسيلة لإعلان قدرتنا على تجاوز جراح الهزيمة، الحفلات الغنائية والموسيقية والاستعراضات التى تقدمها فرقتا رضا والقومية وأيضا مونولوجات محمود شكوكو وسيد الملاح ولبلبة كانت تقدم باستمرار للجنود على الجبهة.

لا أدرى من الذى قرر فجأة بعد أحداث غزة أن على الوطن أن يتشح بالسواد.. وأى محاولة للاعتراض أو حتى للمطالبة بتقنين الجرعة، تقابل بقدر مفرط من العنف، وكأن من يدعو إلى ذلك عديم الروح الوطنية بل والإنسانية!.

المهرجانات فرصة للتعبير عن الرأى، لو أحسنّا استغلالها.. فى (برلين) رأينا لأول مرة صوتا عاليا مؤيدا لفلسطين، رافضًا مذابح غزة، ومطالبًا الضمير العالمى بالتحرك.. هل وصلت الرسالة؟.. أتمنى!.

 

المصري اليوم في

27.02.2024

 
 
 
 
 

كعكتي المفضلة يفوز بجائزة "الفيبريسي" في برلين السينمائي

البلاد/ مسافات

أعلنت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما "الفيبريسي" في مهرجان برلين السينمائي الدولي جوائزها مؤخرا، لكل من المسابقة الدولية وقسم البانوراما والمنتدى والمواجهات.

في المسابقة الدولية، ذهبت جائزة الفيبريسي إلى الفيلم الايراني "كعكتي المفضلة" (Keyke mahboobe man) إخراج مريم مقدم وبهتاش صناعية، والذي يروى قصة حب منزع السلاح بين شخصين مسنين وحيدين، في جو كئيب في المجتمع الإيراني اليوم، تروى بطريقة جميلة ومؤثرة مع الفكاهة والتعاطف.

وفي قسم بانوراما، تم تقديم الجائزة إلى فيلم "فاروق" إخراج أسلي أوزجي، والتي "تضيء المواضيع العالمية من خلال القصص الشخصية عن الشيخوخة والتغيير".

بينما ذهبت الجائزة في قسم المنتدى إلى "السبات البشري" إخراج آنا كورنوديلا كاسترو. والذى تدور قصته في عصر ما حيث يتم إطعام معنى الأفلام للجمهور، من المنعش رؤية صورة شخصية مفتوحة لجميع أنواع التفسيرات.
في هذا الفيلم الشجاع الذي تم تصويره في البيئة المحيطة الصعبة، هناك انعكاسات عميقة على الحياة والطبيعة والأسرة ومكانة البشرية في العالم.

وأخيراً، في قسم المواجهات، منح فيلم "النوم وعيناك مفتوحة "إخراج نيلي ووهلاتز، وهو رحلة تأمل ساحر في العولمة المفرطة، تحول كل شيء متطابق، مفهوم، وحيد. في استكشاف تشنجات قصص المهاجرين التي تأتي معاً، يعكس البطل الكاريزمي حياة العمال الرحل في مدينة برازيلية ساحلية.

ضمت لجنة تحكيم الفيبريسي: جيورجي بارون، الرئيس (المجر)، نينوس ميكيليديس (اليونان)، باربرا شوايزرهوف (ألمانيا)، رون فوغل، باربرا لوري دي لاشارير (فرنسا)، جويس يانج (هونج كونغ)، سيباستياان خو (هولندا)، نيكولاس ميدينا (أوروجواي)، شايان رياز (ألمانيا)، دارتا سيريتشا (لاتفيا)، دينيز سيرتكول (ألمانيا)، ناس زافرل (سلوفينيا).

 

البلاد البحرينية في

27.02.2024

 
 
 
 
 

مهرجان برلين يرفع دعوى جنائية بسبب منشور "فلسطين حرة"

برلين/ العربي الجديد

أعلن مهرجان برلين السينمائي (برليناله)، أمس الاثنين، أنه رفع قضية جنائية بعد اختراق حساب "إنستغرام" تابع له ونشر رسالة مؤيدة للشعب الفلسطيني.

وعلى امتداد أيام مهرجان برلين، وحتى من دون الحاجة إلى اختراق، عبّر مشاركون من ممثلين ومخرجين عن تضامنهم مع فلسطين وغزة وعن إدانتهم للعدوان الإسرائيلي.

وشهد المهرجان أشكالاً عدة من التضامن، بينها تصريحات تضامنية، وارتداء الكوفية، وحمل العلم الفلسطيني.

مهرجان برلين يدين الاختراق

تداول رواد مواقع التواصل لقطات من قسم البانوراما في حساب مهرجان برلين على "إنستغرام" الأحد، أظهرت شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر".

وقال المنظمون: "اختُرِقَت قناة إنستغرام الخاصة بقسم بانوراما برليناله لفترة وجيزة، ونُشرت منشورات نصية مصورة معادية للسامية حول حرب الشرق الأوسط مع شعار برليناله على القناة. هذه التصريحات ليست صادرة عن المهرجان ولا تمثل موقف المهرجان". 

وأضافوا أن مهرجان برلين "يدين هذا العمل الإجرامي بأشدّ العبارات الممكنة، وقد حذف المنشورات وفتح تحقيقاً".

بالإضافة إلى ذلك، وجّه مهرجان برليناله اتهامات جنائية إلى أشخاص مجهولين، وبدأ المكتب الجنائي للدولة التحقيق.

مشاركون في مهرجان برلين يتضامنون مع غزة

عندما صعد المخرج الأميركي بن راسل المنصة، كان يرتدي الكوفية الفلسطينية، واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وعندما فاز فيلم "لا أرض أخرى" الذي يتناول قضية التهجير القسري للفلسطينيين، بجائزة أفضل وثائقي، اتهم أحد مخرجَي العمل، باسل عدرا، في أثناء تكريمه، إسرائيل بارتكاب إبادة ضد الفلسطينيين، وانتقد بيع ألمانيا الأسلحة لدولة الاحتلال.

وقال عدرا: "إنني أحتفي بالجائزة هنا، ولكن في الوقت نفسه من الصعب جداً بالنسبة إليّ أن أقيم احتفالاً، فعشرات الآلاف من الناس يُقتلون على يد إسرائيل في غزة"، "أريد شيئاً واحداً فقط من ألمانيا، وهو احترام نداءات الأمم المتحدة والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

وبدا بيان المهرجان، الصادر أمس الاثنين، وكأنه يتمنى زوال الجدل، بينما يعترف أيضاً بأنه لا يستطيع فعل أي شيء بشأن التعليقات القانونية.

وجاء في البيان: "نحن نتفهم الغضب الناتج من اعتبار التصريحات التي أدلى بها بعض الفائزين بالجوائز متحيزة للغاية، وفي بعض الحالات، غير مناسبة. في الفترة التي سبقت مهرجاننا وفي أثنائه، أوضحنا تماماً وجهة نظر برليناله من الحرب في الشرق الأوسط، وأننا لا نتقاسم مواقف أحادية الجانب".

وأضاف: "ومع ذلك، فإن برليناله يرى نفسه، اليوم كما في الماضي، كمنصة للحوار المفتوح بين الثقافات والبلدان".

وتابع: "لذلك، يجب علينا أيضاً أن نتسامح مع الآراء والتصريحات التي تتعارض مع آرائنا، طالما أن هذه التصريحات لا تميز ضد أشخاص أو مجموعات من الناس بطريقة عنصرية أو تمييزية أو تتجاوز الحدود القانونية".

 

المدن الإلكترونية في

27.02.2024

 
 
 
 
 

مهرجان برلين يرفع دعوى جنائية بسبب منشور "فلسطين حرة"

برلين/ العربي الجديد

أعلن مهرجان برلين السينمائي (برليناله)، أمس الاثنين، أنه رفع قضية جنائية بعد اختراق حساب "إنستغرام" تابع له ونشر رسالة مؤيدة للشعب الفلسطيني.

وعلى امتداد أيام مهرجان برلين، وحتى من دون الحاجة إلى اختراق، عبّر مشاركون من ممثلين ومخرجين عن تضامنهم مع فلسطين وغزة وعن إدانتهم للعدوان الإسرائيلي.

وشهد المهرجان أشكالاً عدة من التضامن، بينها تصريحات تضامنية، وارتداء الكوفية، وحمل العلم الفلسطيني.

مهرجان برلين يدين الاختراق

تداول رواد مواقع التواصل لقطات من قسم البانوراما في حساب مهرجان برلين على "إنستغرام" الأحد، أظهرت شعار "فلسطين حرة من النهر إلى البحر".

وقال المنظمون: "اختُرِقَت قناة إنستغرام الخاصة بقسم بانوراما برليناله لفترة وجيزة، ونُشرت منشورات نصية مصورة معادية للسامية حول حرب الشرق الأوسط مع شعار برليناله على القناة. هذه التصريحات ليست صادرة عن المهرجان ولا تمثل موقف المهرجان". 

وأضافوا أن مهرجان برلين "يدين هذا العمل الإجرامي بأشدّ العبارات الممكنة، وقد حذف المنشورات وفتح تحقيقاً".

بالإضافة إلى ذلك، وجّه مهرجان برليناله اتهامات جنائية إلى أشخاص مجهولين، وبدأ المكتب الجنائي للدولة التحقيق.

مشاركون في مهرجان برلين يتضامنون مع غزة

عندما صعد المخرج الأميركي بن راسل المنصة، كان يرتدي الكوفية الفلسطينية، واتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.

وعندما فاز فيلم "لا أرض أخرى" الذي يتناول قضية التهجير القسري للفلسطينيين، بجائزة أفضل وثائقي، اتهم أحد مخرجَي العمل، باسل عدرا، في أثناء تكريمه، إسرائيل بارتكاب إبادة ضد الفلسطينيين، وانتقد بيع ألمانيا الأسلحة لدولة الاحتلال.

وقال عدرا: "إنني أحتفي بالجائزة هنا، ولكن في الوقت نفسه من الصعب جداً بالنسبة إليّ أن أقيم احتفالاً، فعشرات الآلاف من الناس يُقتلون على يد إسرائيل في غزة"، "أريد شيئاً واحداً فقط من ألمانيا، وهو احترام نداءات الأمم المتحدة والتوقف عن إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

وبدا بيان المهرجان، الصادر أمس الاثنين، وكأنه يتمنى زوال الجدل، بينما يعترف أيضاً بأنه لا يستطيع فعل أي شيء بشأن التعليقات القانونية.

وجاء في البيان: "نحن نتفهم الغضب الناتج من اعتبار التصريحات التي أدلى بها بعض الفائزين بالجوائز متحيزة للغاية، وفي بعض الحالات، غير مناسبة. في الفترة التي سبقت مهرجاننا وفي أثنائه، أوضحنا تماماً وجهة نظر برليناله من الحرب في الشرق الأوسط، وأننا لا نتقاسم مواقف أحادية الجانب".

وأضاف: "ومع ذلك، فإن برليناله يرى نفسه، اليوم كما في الماضي، كمنصة للحوار المفتوح بين الثقافات والبلدان".

وتابع: "لذلك، يجب علينا أيضاً أن نتسامح مع الآراء والتصريحات التي تتعارض مع آرائنا، طالما أن هذه التصريحات لا تميز ضد أشخاص أو مجموعات من الناس بطريقة عنصرية أو تمييزية أو تتجاوز الحدود القانونية".

 

العربي الجديد اللندنية في

27.02.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004