ملفات خاصة

 
 
 

«شاي أسود»... محاولة لإبراز عوامل الالتقاء والاختلاف بين آسيا وأفريقيا

فيلم يعود به المخرج الموريتاني سيساكو للمنافسة بعد غياب 10 سنوات

برلينأحمد عدلي

برلين السينمائي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

شهدت المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الدولي، في دورته الـ74، العرض العالمي الأول لفيلم «شاي أسود» للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، الذي يعود من خلاله للسينما بعد غياب دام نحو 10 سنوات منذ آخر أعماله «تمبكتو» الذي عرض عام 2014.

تدور أحداث الفيلم حول ابنة ساحل العاج «آية» الفتاة الأفريقية التي يبدأ الفيلم بظهورها وهي ترتدي فستان الزفاف بحفل عرس جماعي، وتجلس إلى جوار عريسها «توسان»، ورغم الخلافات الكبيرة التي تبدو بينهما، وعدم سعادتهما بقرب إتمام مراسم الزواج، بعد علمها بخداعه لها قبل الزفاف، تحاول «آية» أن تجعل «توسان» أكثر لطفاً معها، لكن محاولاتها تبوء بالفشل.

عندما تصعد «آية» من أجل إتمام مراسم الزفاف، ووسط الحضور الغفير الذي يصفق ويحتفل بالعروسين، تفاجئ الجميع بقول «لا» عندما يتم سؤالها عن موافقتها على الزواج من توسان، وسط صدمة وذهول من الحاضرين.

لا تتوقف آية كثيراً أمام صدمة الآخرين، مع اتخاذها قراراً بالمغادرة سريعاً، والتخلي عن الفستان الأبيض، بل مغادرة البلاد منتقلة إلى مدينة «قوانغتشو» الصينية، لتختار حياً أفريقياً تقيم فيه يعرف باسم «مدينة الشوكولاته».

تختار آية أن تبدأ حياتها في الحي الجديد، فتحاول البحث عن عمل، وتلتقي بالمهاجرين الأفارقة الموجودين في المنطقة، لنشاهد معها التنوع الثقافي الموجود في المقاطعة التي اختارتها لبداية حياتها الجديدة بعيداً عن عائلتها الأفريقية.

تبدأ آية العمل داخل محل شاي يملكه ويديره وانغ كاي وهو رجل في منتصف العمر، منفصل عن زوجته قبل 20 عاماً، ولديه طفلان أحدهما من سيدة أفريقية، ويبدأ في تعليمها الفوارق الدقيقة في شرب الشاي، لنشاهد تفاصيل متعددة في حياة آية وكاي وطيد الصلة بالقارة الأفريقية.

يركز الفيلم بشكل كبير على الشتات الأفريقي، والاندماج الذي حدث داخل المجتمع الصيني، وعلاقة الأفارقة بعضهم ببعض، بينما في الأحداث التي ينتقل بها المخرج الموريتاني من بلد لآخر، ومن فترة زمنية لأخرى، يترك المشاهد مع عدة تساؤلات واستفسارات، في مقدمتها، هل ما نشاهده يحدث بالفعل؟

في المؤتمر الصحافي الذي أعقب عرض الفيلم، قال عبد الرحمن سيساكو إنه رغب في اختيار عمل تدور أحداثه بين أفريقيا وآسيا والتركيز على «الشاي» كعامل مشترك بينهما، وبين بطلة الفيلم بجانب إلقاء نظرة على العالم الموجود خارج أوروبا وبطريقة مختلفة عن وجهة النظر الأوروبية.

«تكمن مشكلة الفيلم في أنه جاء أقل بكثير من سقف التوقعات» بحسب رأي الناقد المصري طارق الشناوي، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «مخرجه يعتبر أحد أهم المخرجين العرب في الغرب، وتجاربه السابقة حملت نجاحات وعلامات متميزة للغاية، ما رفع سقف توقعات فيلمه الجديد».

ورغم أن الفيلم قدّم حالة مختلفة للصراع بين ثقافتين، فإنه في الوقت نفسه افتقد الجاذبية والسحر الموجودين في تجارب سيساكو السابقة، وفق الشناوي الذي أشاد بذكاء المخرج في اختيار اسم للفيلم يحمل كثيراً من الغموض والجذب للمشاهد.

فيما يعدّ الناقد المصري محمد طارق أن «حالة التشتت الموجودة بالفيلم جاءت نتيجة رغبة مخرجه في أن يقول كل شيء بالعمل»، مشيراً إلى أن «الفيلم متوسط على المستوى الفني، رغم كونه أحد أفضل الأفلام الأفريقية الموجودة في المهرجان».

وأضاف طارق لـ«الشرق الأوسط» أن الفيلم «يعد من الإنتاجات الكبيرة متعدد الثقافات، وهو يذكرنا بكثير من الأعمال العالمية لمخرجين كبار حاولوا تقديم أعمال سينمائية متعددة الثقافات»، مشيراً إلى أن «العمل متأثر بصرياً بشكل كبير بسينما وونغ كار واي حتى في القصة التي يطرحها، لكنه لم يحافظ على نفس الإيقاع المنضبط والتفكير العميق الموجودة في تجارب واي».

 

الشرق الأوسط في

23.02.2024

 
 
 
 
 

عبد الرحمن سيساكو في برلين السينمائي : «شاي أسود» يقدم عالم آخر خارج أوروبا

برلين ـ «سينماتوغراف»

كان من المهم بالنسبة للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو إظهار جانب من أفريقيا كثيراً ما تغفل شاشات السينما عن تصويره، وذلك من خلال فيلمه الرومانسي الذي يربط بين قارتين ويركز على الشاي. وهو فيلم "شاي أسود"، الذي تم عرضه في مهرجان برلين السينمائي مساء يوم أمس الأربعاء.

وقال المخرج، المرشح لجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام (بافتا)، للصحافيين قبل العرض: "كان من المهم بالنسبة لي أن أوسّع هذه النظرة. في أغلب الأحيان تكون هناك نظرة أوروبية أو تركز على ما هو أوروبي، كما لو كان هذا هو كل العالم". وتابع: "لكن هناك عالماً آخر موجودا".

يبدأ الفيلم الذي يشبه الحلم أحياناً بحفل زفاف في ساحل العاج حيث تترك آية، التي تلعب دورها نينا ميلو، عريسها في اللحظة الأخيرة وينتهي بها الحال في مجتمع الشتات الأفريقي الراسخ في قوانغتشو بالصين.

وهناك، تقع آية في حب كاي، صاحب المقهى الذي تعمل فيه، والذي يلعب دوره تشانغ هان، بينما كان يعلمها قواعد حفلات الشاي في قبو المتجر.

وقال سيساكو: "من المهم للغاية إظهار أفريقيا بصورة قوية وشامخة، لأنه لا يوجد ما يكفي من القصص التي تُروى عن أفريقيا، ولا توجد قصص جيدة كافية تُروى بشكل جيد عن أفريقيا".

ومع ذلك، عارضت ميلو فكرة أن شخصيتها يمكن اعتبارها امرأة أفريقية قوية بالمفهوم النمطي. وقالت: "ما أعجبني في آية هو أنها ضعيفة. وهذا الضعف هو ما يجعلها قوية وقادرة للغاية".

وأضاف المخرج موريتاني المولد أن الأفلام المتعلقة بأفريقيا تعاني من تحميلها بكليشيهات، والتي تسبب ضرراً في بعض الأحيان.

وقال سيساكو للصحافيين في مهرجان برلين السينمائي: "لقد مررنا بتجربة صعبة مع الغرب، مع المسؤولين عن الاستعمار. ونحن فقراء نتيجة لذلك، ونزداد فقرا".

وأضاف: "في عالم يتسم بالعولمة، تحتاج أفريقيا إلى الانفتاح على الآخرين وعدم الخوف من أي شريك. هناك الصين، لكن ليس فقط الصين".

 

####

 

أماندا سيفريد في مؤتمر صحفي لـ «برلين السينمائي» :  أدوار الأم زادت بمجرد أن أنجبت طفلاً

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

تحدثت أماندا سيفريد عن دورها كأم في المؤتمر الصحفي لمهرجان برلين السينمائي لفيلمها الجديد "Seven Veils"، قائلة: "يبدو أنني بمجرد أن أنجبت طفلاً، أصبحت ألعب دور الأم فقط". ومع ذلك، تشعر الأم لطفلين أن الأدوار التي مُنحت لها "أصبحت أكثر ثراءً".

في فيلم "Seven Veils" سبعة حجب، تلعب سيفريد دور جانين، وهي مخرجة مسرحية تضطر إلى التعامل مع الصدمة المكبوتة أثناء تحضيرها لإنتاج أوبرا "سالومي". وعندما سُئلت عما إذا كانت مرتبطة بالشخصية، قالت سيفريد إنها تعاطفت مع معاناة جانين كأم.

"في مسيرتي، لا يزال لعب دور الأم أمرًا جديدًا بعض الشيء. يبدو أنني بمجرد أن أنجبت طفلاً، أصبحت ألعب دور الأمهات فقط، وهذه هي هوليوود بالنسبة لك. وقالت سيفريد: "لكنني أعتقد أن الأدوار أصبحت أكثر ثراءً وتحديًا بالتأكيد بطرق لم أواجهها في وقت سابق من حياتي المهنية". "شعرت وكأنني جانين، تحديدًا كأم، تحاول معرفة أين تقف في حياتها كأم وكزوجة على وشك الانفصال عن زوجها - إنها نوعًا ما معلقة على خيط في كل مكان ولا يتم أخذها على محمل الجد كما تريد في حياتها المهنية، فقط تريد المزيد.

وتابعت سيفريد: "مع كل نص جيد حقًا وشخصية مجسدة حقًا، أتمكن دائمًا من التفكير في حياتي الخاصة. وهذا مجرد أثر جانبي لعملي الذي أحبه نوعًا ما.

وأضافت أن شخصية جانين "إنسانية للغاية، وهي تتعامل مع الأشياء كما تأتي وهي ليست شخصًا مثاليًا".

وقالت سيفريد: "لقد أحببت إظهار جوانبها غير الجذابة". "أعتقد أن هذا ضروري حقًا في أي قصة، لأنه لا أحد منا مثالي."

تم عرض فيلم "Seven Veils" لأول مرة عالميًا في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي في سبتمبر الماضي.

الصور المرفقة | لقطات العرض الدولي لفيلم (Seven Veils سبعة حجب) في القسم الخاص لمهرجان برلين السينمائي الـ 74، من إخراج وتأليف أتوم إيجويان، ومن بطولة أماندا سيفريد، ريبيكا ليديارد ودوغلاس سميث وأمبور برايد ومارك أوبراين وفينيسا أنطوان ومايكل كوبفر راديكي ومايا جاي باستيداس.

 

####

 

مهرجان برلين يخصص حيزاً كبيراً للسينما الأفريقية

برلين ـ «سينماتوغراف»

خصصت الدورة الرابعة والسبعون لمهرجان برلين السينمائي حيّزا كبيرا للفن السابع الأفريقي الذي يسعى إلى إثبات نفسه رغم العقبات، بإسناده رئاسة لجنة التحكيم إلى مكسيكية من أصل كيني، وإدراجه ضمن مسابقته فيلما لمخرج موريتاني وآخر لفرنسي سنغالي.

وللمرة الأولى في تاريخ مهرجان برلين، تتولى رئاسة لجنة تحكيمه التي تختار من سيفوزون بجوائزه السبت شخصية سوداء هي لوبيتا نيونغو، المولودة في المكسيك لأبوين كينيين.

وأعلنت نيونغو البالغة 40 عاماً والتي فازت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عام 2014 عن فيلم "12 ييرز إيه سلايف" (12 Years a Slave) في افتتاح المهرجان أنها "متعطشة" لمزيد من الأفلام الأفريقية.

ورأى المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو الذي ينافس فيلمه "شاي أسود" (بلاك تي -Black Tea) على الدب الذهبي أن حضور الأفلام الأفريقية في مهرجان برلين "أقوى من المعتاد"، وهو اتجاه "رائع"، بحسب سيساكو الذي يتناول فيلمه قصة حب بين شابة من ساحل العاج ورئيس شركة صينية لتصدير الشاي.

إلاّ أن المخرجين الأفارقة يواجهون صعوبات أكبر بكثير من تلك التي تعترض زملاءهم الأميركيين أو الأوروبيين أو الآسيويين.

وأضاف سيساكو الذي لم ينجز أي عمل منذ فيلمه "تمبكتو" الفائز بجائزة سيزار لأفضل إخراج عام 2015، "لا توجد صناعة سينمائية، وبالتالي لدينا عدد أقل من الفنيين".

وثمة عائق آخر يتمثل في ضعف شبكة التوزيع. وقالت الفرنسية السنغالية ماتي ديوب التي ينافس فيلمها الوثائقي "داهومي" على جائزة مهرجان برلين إن "معظم الدول الأفريقية لم تعد لديها دور سينما، إذ بيعت لإقامة مراكز تسوق".

وأشارت ماتي ديوب التي فازت عام 2019 بالجائزة الكبرى لمهرجان كان، وهي الأهم بعد السعفة الذهبية، عن فيلم "أتلانتيك" إلى أن تذاكر هذه الصالات "باهظة الثمن" وليست تاليا في متناول كل فئات الجمهور بل "نخبة صغيرة" فحسب.

لكنّ المخرجة المصممة على الوصول إلى "أكبر جمهور ممكن" في أفريقيا، ترغب في أن تعرض "في الجامعات والمدارس" فيلم "داهومي" الذي يتناول إعادة فرنسا 26 تمثالا أثريا إلى بنين.

أما السنغالي مامادو ديا، مخرج فيلم "ديمبا"، فقال إنه سيجول "في كل مناطق السنغال بشاشة قابلة للنفخ يبلغ ارتفاعها ثلاثة أمتار لعرض" أفلامه، على أن تلي العروض "مناقشات في القرى".

ويُعرض في المهرجان ولكن من خارج المسابقة فيلمه الطويل الذي يتناول موظفا حكوميا شارفَ التقاعد.

ولاحظ سيساكو أن "كثرا من المخرجين السينمائيين باتوا يركزون على المسلسلات التي يسهل إنتاجها اقتصاديا ويستطيع الناس مشاهدتها على شاشات التلفزيون" في بيوتهم.

ورأت ماتي ديوب أن السينما الأفريقية تتميز بالتزام سياسي قوي، وقالت في هذا الصدد "نحن نولي حرصا أكبر على التعبير عن تعقيدات واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي".

وأضافت المخرجة التي ولدت ونشأت في باريس وتصف نفسها بأنها "متحدرة من أصل أفريقي" أن "ثمة عدالة يجب تحقيقها".

وأكد سيساكو "نحن نلتزم بالتأكيد أكثر بالقيام بأمور ذات معنى"، لا مجرّد "قصص حب صغيرة".

وتتسِم الأفلام الأفريقية أيضاً بمزيج أكبر من اللغات مقارنة بالأفلام الأخرى، ففي فيلم "داهومي" مثلاً، تتناوب الفرنسية والفونية، اللغة الرئيسية في بنين. وحرصت ماتي ديوب على عدم الاكتفاء باستخدام "لغة المستعمر".

وفي "بلاك تي" يؤدي الممثلون عروضهم بلغات الماندرين والفرنسية والإنجليزية والبرتغالية.

وأوضح سيساكو أنه "تحيّز لإظهار حقيقة العالم، فعندما يذهب الأفارقة إلى الصين، يتعلمون اللغة الصينية، وعندما يمارس الصينيون الأعمال تجارية في أفريقيا، يتعلمون الولوف أو السواحلية".

وكان شريط "يو-كارمن إي-خايليتشا" (U-Carmen e-Khayelitsha) من جنوب أفريقيا، وهو عمل للمخرج مارك دورنفورد-ماي بلغة الخوسا، الفيلم الأفريقي الوحيد الذي حصل على الدب الذهبي، إذ نالها عام 2005.

 

####

 

برلينالة 2024 | تجربة مشاهدة فيلم Elbow خلف القضبان في سجن برلين

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

ضمن البرنامج اليومي لمهرجان برلين السينمائي الـ74، كان هناك أمس الخميس تركيز خاص في برلينالة لفيلم يُعرض في أحد سجون برلين .

فيلم Elbow الذي قدم مستوحى من كتاب يحمل نفس الاسم للكاتبة فاطمة أيديمير. يبدأ بتصوير سينمائي جميل يقدم البطلة هازال في سلسلة من التأملات على واجهات المتاجر في برلين. التركية الألمانية على بعد أيام قليلة من بلوغها الثامنة عشرة.

نتعرف عليها من خلال بحثها الفاشل عن التدريب المهني والعمل، حيث تواجه الرفض، وفي المنتصف، يتم اتهامها بسرقة مستحضرات التجميل من متجر للأدوية.

من غير الواضح ما إذا كانت مذنبة أم لا، ولكن الواضح هو العنصرية العرضية والمنهجية التي تتحملها. لقد تم تقديمها بمهارة كجزء من خلفية قصتها: إنها ليست البطاقات التي اختارتها لتواجه العمل والحياة في ألمانيا، ولكن تلك التي تم توزيعها لها.

نتابع هازال حتى اللحظة التي ينقسم فيها الفيلم إلى قسمين: رجل ألماني يتحرش بها هي وصديقتين، من أصول مهاجرة أيضًا، في محطة قطار قبل أن ينهالوا عليه بالضرب. ودفاعاً عن النفس، تقوم هازال بدفعه فيسقط على سكة القطار.

تهرب إلى إسطنبول لتعيش حياة جديدة وتشكل هوية جديدة. يواجه المشاهدون أسئلة حول معنى الانتماء إلى مكان ما وأين يقع المنزل عندما تترعرع في ثقافة مختلفة وتتحدث لغة أخرى. وهنا يظهر لنا كيف يكون الأمر أن تنشأ في بلد بدون جنسية، ويظل لديك إلى الأبد خوف من إمكانية ترحيلك، حتى بسبب جرائم لم ترتكبها.

عندما دخل بعض النقاد والصحفيين وطاقم الفيلم السجن في فترة ما بعد الظهر أمس الخميس، صدرت تعليمات لجميع للحاضرين بترك ممتلكاتهم، بما في ذلك الهواتف، في خزائن عند المدخل. سُمح لستة أشخاص بالدخول إلى كل ممر قبل أن يتم إغلاق باب خلفهم وفتح باب آخر أمامهم. لقد تم التفتيش يدوياً من قبل حراس السجن باستخدام عصي الكشف عن المعادن - على عكس ما يحدث في المطارات - قبل أن يتم اقتياد الجميع إلى غرفة ذات أضواء حمراء تغمر الجدار الأمامي حيث تم تركيب جهاز عرض. ظلت الستائر مغلقة، لكن ظلال قضبان النوافذ أشرقت من خلالها.

جلست في المقدمة مديرة برلينالة المنتهية ولايتها مارييت ريسنبيك، إلى جانب مديرة المؤسسة وعضو مجلس الشيوخ عن برلين من أجل العدالة. وجلس في المقدمة أيضًا فريق الفيلم المكون من أربع سيدات: هازل (التي لعبت دورها ميليا كارا)، والمخرجة أسلي أوزارسلان، وكاتبة السيناريو كلوديا شيفر، والمنتجة السينمائية جميلة وينسكي.

قبل بدء الفيلم مباشرة، تقدم حوالي 20 سجينًا من ذوي الخطورة المنخفضة وجلسوا بين الجمهور.

مرة واحدة في السنة، يقدم مهرجان برليناله عرضًا واحدًا في السجن الشمالي الغربي. إنه شيء يتطلع إليه السجناء، وهو شيء يكسر الوقت الذي يقضونه في السجن دون أن يفعلوا شيئًا آخر، وهو أيضًا يوم للشعور بأنهم جزء من المجتمع مرة أخرى.

كان هناك أيضًا شيء مميز في رؤية وجوه هؤلاء السجناء الذين جلسوا بهدوء خلال الفيلم، وكان من الواضح أنهم مرتبطون بالبطلة: معظمهم أيضًا تعرضوا لضربة سيئة دفعت بهم خلف القضبان.

وفي نهاية الفيلم كشفت جلسة الأسئلة والأجوبة أن كارا لم تكن ممثلة مدربة. تم اكتشافها في شوارع برلين مع صديق آخر، وبعد عام تم منحها الدور. وقبل خروج النزلاء من الغرفة، اقترب عدد قليل منهم من المخرجة وكارا لطلب التوقيعات والتعبير عن استمتاعهم بالفيلم. حتى أن أحدهم بدا مذهولًا تمامًا، وهو يقول بالألمانية "دانكي" (شكرًا) لكارا ويداه على قلبه.

إنه فيلم يمتزج بالواقع والحوار المعقول للغاية، ومع تغلغل السياسة أكثر من أي وقت مضى عبر الثقافة، وخاصة خلال مهرجان برلينالة، يبدو من المهم مشاهدة هذا الفيلم، حتى بدون وضع السجن. سلسلة الاختيارات السيئة التي قدمتها هازال لن تناسب الجميع، لكنها ستكون نقطة نقاش قوية، والفيلم سيظل في صدارة ذهن من سيشاهده.

 

####

 

تكريم المخرج الألماني إدغار ريتز بجائزة كاميرا برلينالة 2024

برلين ـ «سينماتوغراف»

منذ عام 1986، يمنح مهرجان برلين السينمائي جائزة كاميرا برلينالة لتكريم الشخصيات والمؤسسات التي قدمت مساهمة خاصة في صناعة الأفلام والتي يشعر المهرجان بارتباط وثيق بها. وتم اليوم الجمعة تكريم المخرج والمؤلف الألماني إدغار ريتز بالجائزة في الدورة الـ 74.

وبعد ذلك عرض العرض العالمي الأول لأحدث أعمال إدغار ريتز، "Filmstunde_23" (الموضوع: صناعة الأفلام)، كجزء من قسم مهرجان برلينالة الخاص.

يعد إدغار ريتز أحد أكثر صانعي الأفلام تأثيرًا في جيله؛ لقد ابتكر عملاً سيظل إلى الأبد علامة فارقة في تاريخ السينما. في عمر 91 عامًا، لا يزال ريتز على استعداد للتساؤل عن هويتنا ومن أين أتينا.

وعلق المدير التنفيذي مارييت ريسنبيك والمدير الفني كارلو شاتريان على تكريم إدغار ريتز : (في أحدث أعماله "Filmstunde_23"، نجح في نقل فكرة الوطن - كمكان حقيقي وخيالي للشوق - إلى السينما. "يسعدنا أن نرحب بفيلمه الجديد في المهرجان وأن نمنحه هذا التقدير الذي يستحقه).

 

موقع "سينماتوغراف" في

23.02.2024

 
 
 
 
 

نظرة أولى | «ماء العين» .. فيلم تونسي يقترب من الدب الذهبي لـ «برلين السينمائي»

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

«ماء العين، إلى من أنتمي» للمخرجة التونسية مريم جبور، الذي تم عرضه في المسابقة الرئيسية لمهرجان برلين السينمائي الدولي الرابع والسبعين، هو استكشاف مؤثر ولكنه قوي للعائلة وهويتها، مستوحى من لقاء صدفة خلال رحلة برية في تونس. بدأت رحلة جبور برغبة في إعادة التواصل مع وطنها وتطورت إلى دراسة عميقة لتأثير التطرف على العائلات في الريف التونسي.

يتناول الفيلم موضوعاً شائكاً وهو انضمام أحد أفراد عائلة تونسية إلى تنظيم داعش المتطرف في سوريا، وما يجره ذلك من ألم ومتاعب على الجميع.

يُفتتح الفيلم بشخصية الأم عائشة التي تعيش حياة هادئة رفقة أطفالها الثلاثة وزوجها إبراهيم في إحدى المزارع في الشمال التونسي، وسرعان ما ينزلق هذا الواقع نحو الرعب والألم حين يلتحق ابناها مهدي وأمين بالحرب في سوريا.

بعد بضعة أشهر، يعود مهدي إلى المنزل مع امرأة حامل تدعى ريم التي ترتدي النقاب وتلتزم الصمت طوال الوقت، ما يزعج الأب إبراهيم بشدة، لكن عائشة ترحب بهما وتتعهد بحمايتهما. وفي حين تثير عودة مهدي أحداثًا غريبة في القرية، لا تستطيع عائشة أن تتجاوز حبها الأمومي لتواجه الحقيقة التي صار عليها ابنها.

في المنطقة الشمالية النائية من تونس، تتكشف القصة المؤرقة. عائشة، التي تجسدها صالحة النصراوي، تجد نفسها محاصرة في شبكة من الغموض واليأس. تحطمت حياتها الهادئة مع زوجها وابنها الأصغر بعودة ابنها الأكبر مهدي، برفقة امرأة محجبة وغامضة، وهي حامل في شهرها الأخير وتحمل عبء الأسرار.

أدى وصول المهدي، الذي ضاع في براثن الحرب ثم اتُهم لاحقًا بالانتماء إلى جماعات متطرفة، إلى سلسلة من ردود الفعل للأحداث المزعجة في القرية. أحداث غريبة تصيب المجتمع - حالات انتحار غير مبررة، وضيق بين الحيوانات، وأجواء مشؤومة معلقة ثقيلة في الهواء. بينما تتصارع "عائشة" مع مشاعر متضاربة بين حب الأمومة والسعي وراء الحقيقة، تنطلق في رحلة لكشف مصير ابنها الأوسط المفقود، الذي ضاع في نفس عاصفة التطرف المضطربة.

في قلب السرد يكمن تفاعل معقد بين الروابط العائلية والأخلاق المجتمعية. إن سعي عائشة للحصول على إجابات يجبرها على مواجهة الحقائق الصارخة لأفعال أبنائها وثقل خياراتها كأم. وفي هذه الأثناء، يجد الأب إبراهيم، الذي يلعب دوره محمد حسين جرايعة، نفسه ممزقاً بين القبول والرفض، ويصارع الوصمة المرتبطة بتورط أبنائه المزعوم في الإرهاب.

وفي وسط هذه الاضطرابات، يمنح ضابط الشرطة الرحيم بلال (آدم بيسا) الذي يتولى دور الابن البديل للعائلة المكلومة. الأمل وسط الظلام، ويقدم العزاء لابن عائشة الأصغر ويتنقل في التوازن الدقيق بين الواجب والتعاطف حتى يجد مهدي مختبئًا في إحدى غرف منزل العائلة.

تم إخراج الفيلم ببراعة، ويمنح التعاون بين الممثلين المحترفين وغير المحترفين إحساسًا قويًا بأصالة الفيلم، حيث أبدى مالك وشاكر وراين إعجابهم بنموهم كممثلين. مهما كانت العلاقات التي تمت بين أعضاء فريق العمل خارج الشاشة، فقد تمت ترجمتها بالتأكيد إلى كيمياء حقيقية على الشاشة، مما أدى إلى توسيع تجربة سرد القصص ببراعة.

تأخذ شخصية عائشة المشاهدين في استكشاف عاطفي وجسدي لديناميكيات الأسرة، والتي يمكن مقارنتها بمجتمع صغير، ليس فقط من خلال عين الأم ولكن أيضًا من خلال التصوير السينمائي المذهل لفنسنت جونفيل.

وبينما يعتقد المرء أن الفيلم لا يمكن أن يصبح أكثر حزنًا، إلا أن جمالية فيلم «ماء العين، إلى من أنتمي» تنحرف عن الواقعية نحو جو فولكلوري ساحر مليء بالحزن. هذه القفزة الأسلوبية إلى الأحلام واللاوعي تمنح الجمهور فرصة للانغماس في عالم عائشة الداخلي، مما يترك أيضًا فرصة لتفسير الفيلم من قبل الجمهور كل حسب طريقته الخاصة.

«ماء العين، إلى من أنتمي» تجربة سينمائية عاطفية تتحدث عن مواضيع معقدة بحساسية وعمق. إن رؤية جبور الإخراجية، جنبًا إلى جنب مع الأداء القوي للممثلين، تجعله استكشافًا مقنعًا للهوية والانتماء، ومنافساً يقترب بشدة من الدب الذهبي لـ «برلين السينمائي».

 

####

 

تعرف على | جوائز قسمي (جيل 14 بلس) و (جيل الدولي) في «برلين السينمائي الـ 74»

برلين ـ «سينماتوغراف»

تم أمس الجمعة في مهرجان برلين السينمائي الـ 74، تقديم الدببة الكريستالية وجوائز البوندزنتريال للمتسابقين في قسمي (جيل 14 بلس)، و(جيل الدولي).

ومنح أعضاء لجنة التحكيم الشباب جيل 14 بلس - إريك لارس دزيرجوا، فيولا هولاند، سينثيا كو-لو، سولاس بيبر، سي ستارزاخر - الجوائز التالية.

ـ الدب الكريستالي لأفضل فيلم: "السباحة الأخيرة" لساشا نثواني، المملكة المتحدة

ـ تنويه خاص: "لقد جلست هناك مثل جميع الأشخاص العاديين" (كاي شي دي كيانغ) للمخرج كو يوجيا، جمهورية الصين الشعبية

ـ الدب الكريستالي لأفضل فيلم قصير: "Cura sana" بواسطة لوسيا جي. روميرو، إسبانيا

ـ تنويه خاص: "لابس" (لابسو) لـ كارولين كافالكانتي، البرازيل

ومنح أعضاء لجنة التحكيم في قسم (جيل الدولي) - أمجد أبو العلا، بنافشة حورمازدي، إيرا ساكس - الجوائز التالية:

ـ الجائزة الكبرى، لأفضل فيلم: "من بالنار" (Comme le feu) للمخرج فيليب ليسج، كندا / فرنسا

ـ تنويه خاص: "مايديغول" لـ سارفناز ألمبيجي، إيران / ألمانيا / فرنسا

ـ الجائزة الخاصة لأفضل فيلم قصير: "طار طائر" (Un pájaro volo) لـ ليناد باجارو دي لا هوز، كولومبيا / كوبا

ـ تنويه خاص: "أغاني الحب والكراهية" للمخرج ساوراف غيمير، نيبال / بلجيكا

 

####

 

الإيراني «كعكتي المفضلة» يفوز بجائزة الاتحاد الدولي للنقاد «الفيبريسي» في «برلين السينمائي»

برلين ـ «سينماتوغراف»

أعلنت لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما "الفيبريسي" في مهرجان برلين السينمائي الدولي جوائزها أمس الجمعة، لكل من المسابقة الدولية وقسم البانوراما والمنتدى والمواجهات.

في المسابقة الدولية، ذهبت جائزة الفيبريسي إلى الفيلم الايراني "كعكتي المفضلة" (Keyke mahboobe man) إخراج مريم مقدم وبهتاش صناعية، والذي يروى قصة حب منزع السلاح بين شخصين مسنين وحيدين، في جو كئيب في المجتمع الإيراني اليوم، تروى بطريقة جميلة ومؤثرة مع الفكاهة والتعاطف.

وفي قسم بانوراما، تم تقديم الجائزة إلى فيلم "فاروق" إخراج أسلي أوزجي، والتي "تضيء المواضيع العالمية من خلال القصص الشخصية عن الشيخوخة والتغيير".

بينما ذهبت الجائزة في قسم المنتدى إلى "السبات البشري" إخراج آنا كورنوديلا كاسترو. والذى تدور قصته في عصر ما حيث يتم إطعام معنى الأفلام للجمهور، من المنعش رؤية صورة شخصية مفتوحة لجميع أنواع التفسيرات.

في هذا الفيلم الشجاع الذي تم تصويره في البيئة المحيطة الصعبة، هناك انعكاسات عميقة على الحياة والطبيعة والأسرة ومكانة البشرية في العالم.

وأخيراً، في قسم المواجهات، منح فيلم "النوم وعيناك مفتوحة "إخراج نيلي ووهلاتز، وهو رحلة تأمل ساحر في العولمة المفرطة، تحول كل شيء متطابق، مفهوم، وحيد. في استكشاف تشنجات قصص المهاجرين التي تأتي معاً، يعكس البطل الكاريزمي حياة العمال الرحل في مدينة برازيلية ساحلية.

ضمت لجنة تحكيم الفيبريسي: جيورجي بارون، الرئيس (المجر)، نينوس ميكيليديس (اليونان)، باربرا شوايزرهوف (ألمانيا)، رون فوغل (إسرائيل)، باربرا لوري دي لاشارير (فرنسا)، جويس يانج (هونج كونغ)، سيباستياان خو (هولندا)، نيكولاس ميدينا (أوروجواي)، شايان رياز (ألمانيا)، دارتا سيريتشا (لاتفيا)، دينيز سيرتكول (ألمانيا)، ناس زافرل (سلوفينيا).

 

موقع "سينماتوغراف" في

24.02.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004