ملفات خاصة

 
 
 

فيلمٌ أيرلندي يفتتح "برليناله 74":

سردُ حكاية بالكاميرا

برلين/ محمد هاشم عبد السلام

برلين السينمائي

الدورة الرابعة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

وسط صخب شديد وتوترات سياسية عارمة، محلياً وعالمياً، ورغبة عارمة في خلق توازن بين الفني والتجاري والسياسي، واجتذاب أكبر حضور مُمكن لنجوم هوليوود ونجماتها، نُظّمت الدورة الـ74 لـ"مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)" بين 15 و25 فبراير/شباط 2024، الذي نجح المهرجان في اجتذاب بعض هؤلاء (تمثيلاً وإخراجاً) المعروفين بإطلالتهم ـ الجاذبة للأضواء وعدسات المُصوّرين ـ على البساط الأحمر، كمارتن سكورسيزي (الدب الذهبي الفخري) وعبد الرحمن سيساكو وبرونو دومون وهونغ سانغ سو، إلى كليان مورفي ("أوبنهايمر" لكريستوفر نولان)، وغايل غارسيا بيرنال وروني مارا وكريستين ستيوارت.

قبل حفلة الافتتاح، حصل توتر ولغط واحتجاج سياسي، غاب عنه 5 أعضاء من حزب "البديل من أجل ألمانيا"، اليميني الشعبوي، بعد قرار إدارة المهرجان، قبل أيام، سحب الدعوات المُوجّهة إليهم، لتضارب توجّهات الحزب مع سياسة المهرجان، الهادفة إلى خلق ساحة فعلية للحوار والاندماج والتسامح؛ وانصياع إدارته ووزارة الثقافة معاً للاحتجاجات المُناهضة للحزب وتوجّهاته في الشارع الألماني، والأوساط السينمائية والثقافية أيضاً. أمّا الافتتاح، فشهد عرض الفيلم الأيرلندي "أشياء صغيرة كهذه"، للبلجيكي تيم مْيَلان، تمثيل مورفي نفسه، مع إيميلي واتسون وأيلين والش وميشيل فيرلي.

إنّها المرة الأولى في تاريخ "برليناله" التي يُختَار فيها فيلمٌ في المسابقة الرئيسية ليفتتح دورة من دوراته، إذ يُختار فيلم الافتتاح عادة بعيداً عن أي قسم من أقسامه، أو من خارج المسابقة. كما أنّه ليس فيلماً أميركياً، كما جرت العادة. إنّه، أيضاً، أول فيلم أيرلندي يُعرض في الافتتاح، وتسود فيه أجواء أيرلندية، ولاختياره صلة وثيقة باحتفاء ألمانيا، كلّ العام الجاري، بالثقافة الأيرلندية، في إطار ما يُعرف بـ"روح العصر في أيرلندا 2024".

"أشياء صغيرة كهذه" مُقتبس من رواية بالعنوان نفسه (2021)، لكلير كيغان، الكاتبة والأديبة الأيرلندية المُرشّحة لجائزة "بوكر"، والمُساهمة في إنتاج الفيلم، علماً أنّ روايتها القصيرة "فوستر" (2010) مُقتَبسة أيضاً في "الفتاة الهادئة" (2022)، لكولم بيْريد، المُرشّح لـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي (النسخة 95، 12 مارس/آذار 2023)، بعد عرضه في "أجيال" الدورة الـ72 (10 ـ 20 فبراير/شباط 2022) للـ"برليناله".

تدور أحداث "أشياء صغيرة كهذه" في أيرلندا، في ثمانينيات القرن الـ20: بِلْ فورلنغ (مورفي) أب مثالي ومُخلص، وهادئ الطباع، ومُحبّ لأسرته، ولمجتمعه عامة. يعمل في تجارة الفحم، فيكتشف صدفة حقائق صادمة حول "مغاسل المجدلية"، سيئة السمعة، فهذه مصحّات عقابية مُروّعة، أدارتها الكنيسة الكاثوليكية، باسم الدين، بين عشرينيات القرن الـ19 وعام 1996. هدفها الظاهري تقويم الشابات "الساقطات"، أو المُراهقات المنحرفات، وإصلاحهنّ. في هذه المغاسل، التي أدارتها وموّلتها الكنيسة بالتنسيق مع الدولة الأيرلندية، سُجنت نحو 30 ألف فتاة وامرأة أيرلندية، وفقاً للمذكور في العناوين الختامية.

تدور معظم الأحداث في فترة عيد الميلاد عام 1985. تدريجياً، مع التردّد الدائم لبِلْ على دير بلدته، "نيو روس" (مقاطعة ويكسفورد)، للحصول على أجولة الفحم، تتكشّف له الأسرار الصادمة، إذ يطّلع، من دون قصد، على بعض ما يحدث للفتيات داخل أسوار الدير، ويقف على المعاملة القاسية التي يلقوننها، ما يستدعي إلى ذهنه حقائق صادمة تخصّه شخصيا، تربطه بشكلٍ وثيق جداً بماضيه، وطفولته تحديداً.

لا يغرق تيم مْيَلان كثيراً في رصد قضية المغاسل، أو أمر الأديرة والراهبات، وقسوتهن وتنكيلهن بالفتيات، وغيرها من الأمور المعتادة، المُعالجة سينمائياُ من قبل. إذ سبق تناول قضية فتيات المجدلية، أو الفتيات اللواتي أُطلقت حولهنّ كلّ أنواع الشائعات المتعلّقة بالجنوح والانحراف والحبل من دون زواج، وإخفائهنّ أو التخلّص منهنّ لعقودٍ. فالمخرج يُلامس الموضوع من زاوية أخرى مُغايرة، تضعه قدر الإمكان في خلفية القصة، لتتمحور الحبكة حول بطل قصته، بِل فورلنغ، الحزين وشارد الذهن وقليل الكلام والانفعال، رغم أنّه كأب وزوج بالغ الرقّة والحنان والعطف، يُراقب بناته الخمس يكبرن بفخر وفرح. ورغم أنّ العائلة تملك مالاً قليلاً، إلاّ أنّ لديها ما يكفي للشعور بأنّها محظوظة جداً كعائلة مُتماسكة ومُترابطة.

تدريجياً، وعبر تقنية الـ"فلاش باك" المتكرّرة طوال الفيلم، للعودة إلى خلفية بِلْ والاطلاع على طفولته، تظهر أمور فظيعة تُزعج حاضره وحياته الشخصية، وإن تعمّد تيم مْيَلان التلميح إليها فقط، رغم أنّها تُفسّر الكثير عن أسباب حزنه وصمته وأرقه، وما سيُقدم عليه لاحقاً. لذا، لا يبدو الإجراء الذي يتّخذه بِل عرضياً، بل نتيجة تراكمات طويلة، ترجع إلى فترة الطفولة. مثلاً: والدته أنجبته خارج الزواج، عندما كانت تبلغ 16 عاماً، وكان يُمكن أنْ ينتهي بها الأمر بسهولة في أحد المغاسل المجدلية، ويكون مصيرها مجهولاً. لكنّ بِل ووالدته حَظِيا برعاية امرأة بروتستانتية ثرية، كانت تعيش خارج "نيو روس".

باحتكاكه الدائم بالدير، يتأكّد بِل من الظروف الرهيبة التي أجبرت الفتيات على العيش فيها، عندما يكتشف، ذات ليلة، فتاةً محبوسة في حجرة تخزين الفحم. فتاة حزينة ومُدمَّرة، بالكاد قادرة على المشي. تطلب مساعدته بشدّة، فتتعقّد القصّة قليلاً، وتبدأ الدراما في الحركة والتوتر، لاكتشاف كيفية تصرّف بِل، خاصة أنّ رئيسة الدير تحاول صرف اهتمامه بما يحدث داخل أسوار الدير، وحتى تقديم رشوة له كهدية عيد ميلاد لزوجته وبناته. كيف سيتصرفّ بِلْ؟ هل سيفعل الصحيحَ إزاء سكوت الجميع وتواطئهم، وحتى تحذيرهم له؟

يُشير الفيلم أساساً إلى تواطؤ المجتمع، الذي سمح باستمرار هذه الانتهاكات عقوداً طويلة. هذا مُرتبطٌ أيضاً بالشجاعة الأخلاقية، عند العيش في ظلّ حكم استبدادي، ويظهر الظلم واضحاً. ما يحدث في البلدة يراه ويعرفه الجميع، لكنْ لا أحد يقول شيئاً، ولا يجرؤ فردٌ على التحدّث ضد الكنيسة. بالتالي، تُصبح مقاربة الموضوع من وجهة نظر شخصٍ يرى الظلم، ويُكافح للقيام بشيءٍ ضده. في النهاية، يُمكن تفسير ردْ فعل بِل في ضوء حمايته لنفسه، والتغلّب على حزنه، ومواجهة ماضيه. كما أنّ الفيلم يحاول توضيح كيف أنّ التعامل مع الحزن، ومواجهة الماضي، والوقوف في وجه الظلم والتمرّد عليه، رغم العواقب، يجعل المرء أقوى وأنضج، وأكثر تسامحاً مع النفس، وتقبّلاً لها، وأكثر رغبة في مواصلة الحياة والاستمرار من دون مُنغّصات كثيرة.

في "أشياء صغيرة كهذه"، حاول المُخرج تيم مْيَلان إيصال كل شيءٍ من خلال الكاميرا والصورة، والتركيز الشديد على قسمات وجه كليان مورفي وتعبيراته، والإفراط في اللقطات المُقرّبة جدًا، لإطلاع المُشاهد على ما يدور في ذهن الشخصية وعذاباتها، ما جعل مورفي لا يغيب عن أي لقطة، تقريباً. هذا ربما تكون له نتيجة عكسية على التلقّي العام للفيلم وفنيّاته، لا سيما أنّ اللجوء المُفرط أيضاً إلى تقنية الـ"فلاش باك"، كانت له تبعات مزعجة، أعاقت تدفّق السرد بعض الشيء، ولم تُعمّق جيداً من الشخصية وأبعادها.

 

العربي الجديد اللندنية في

19.02.2024

 
 
 
 
 

المرأة الايرانية في "كعكتي المفضلة" تعلن ثورتها في برلين

منع المخرجان من السفر إلى المهرجان والجمهور الألماني رحب بالفيلم

هوفيك حبشيان  

اختتمت نهاية الاسبوع الأول من مهرجان برلين السينمائي (15 - 25 الشهر الجاري) ولم نعثر بعد على التحفة السينمائية الكبرى المنتظرة كالعادة في كل دورة، ولو إن “الأمبرطورية” للفرنسي برونو دومون هو الأقرب إلى ان يحمل تلك الصفة (لنا عودة اليه في الأيام المقبلة). تراوح المستوى العام بين مقبول ومتوسط وجيد. بعض الأعمال تميزت بالرداءة والادعاء والثرثرة. هذا بالنسبة للمسابقة الرسمية التي هي واجهة المهرجان، أما الأقسام الأخرى الموازية، فقد تحمل جواهر لم نصل اليها بعد. حتى كتابة هذه السطور، عُرض معظم الأفلام التي تتسابق على “الدب الذهبي”، والبقية في الأيام القليلة الاتية. من بين ما شاهدناه، تميز “كعكتي المفضّلة”، وهو ثاني أعمال الثنائي الإيراني مريم مقدّم وبهشات صناعي ها، بعدما كانا انطلقا مع “أغنية البقرة البيضاء” الذي عرضه “برلين” في الدورة التي أقيمت أونلاين عام 2021 ويحكي عن سيدة تكتشف ان زوجها الذي أُعدم كان بريئاً، وتخوض إجراءات اثبات ذلك. 

تلقّى “كعكتي المفضّلة” اشادة من النقّاد والصحافيين الغربيين وتحمّسوا له بقوة، و سحر بعضا من الجمهور الألماني، اذ كانت الضحكات تتعالى طوال الفيلم الذي يُمكن تصنيفه في إطار الكوميديا الرومنطيقية، ويأتي بعيداً عن النصوص السينمائية الجدية الحاملة قضايا كبيرة، التي عودتنا عليها السينما الإيرانية، وإن في شكل استعاري. رغم هذا النجاح، لم يستطع المخرجان السفر إلى برلين، بعدما قامت السلطات الإيرانية باحتجاز جوازي سفرهما واخضاعهما لتحقيق، مع التذكير ان فيلمهما السابق المعادي لعقوبة الاعدام في إيران مُنع، وهما يتعرضان منذ ذلك الوقت لملاحقات كثيرة.  

في مقابلة مع “فرايتي”، صرح المخرج بهشات صناعي ها، ان كل شيء بدأ قبل ستة أشهر عندما داهم حراس الأمن المكاتب الذي كانت يجري فيها توليف الفيلم، وصادروا جميع الأقراص وأجهزة الكمبيوتر وكل ما له علاقة بالفيلم. وبعد أيام قليلة، تم استدعاؤهما إلى مكاتب قوى الأمن، وخضعا للكثير من الاستجوابات، وطُلب منهما التوقّف عن الاستمرار بإنجازه. لكن أبلغ المخرجان السلطات ان المواد المصورة التي يتم العمل عليها ليست في إيران، وما تم العثور عليه في مكاتب التوليف مجرد هيكل عظمي للمشروع، وان المواد الحقيقية موجودة في فرنسا. وأضاف صناعي ها: “بعد التحقيق، رفعوا دعوى قضائية ضدنا لا تزال عالقة. بعد شهرين، عندما أردنا مغادرة طهران للذهاب إلى باريس لإنهاء العمل، صادروا جوازات سفرنا في المطار. والآن تستمر التحقيقات ولم نحصل على الإذن لحضور برلين”. 

في المؤتمر الصحافي الذي عُقد حول الفيلم، أرسل المخرجان كلمة مؤثرة قرأتها ممثّلة الفيلم ليلي فرهاد بور: “نحن ممنوعان من الانضمام إليكم ومشاهدة فيلم عن الحبّ والحياة والحرية، الكنز المفقود في بلادنا، حيث ليس من الممكن سرد قصّة إمرأة إيرانية مع الالتزام بالقوانين الصارمة مثل الحجاب الإلزامي”. 

موت وحب في طهران

يدور “كعكتي المفضّلة” حول سيدة في السبعينات من عمرها (ليلي فرهاد بور)، تعيش وحدها في أحد أحياء طهران الراقية. زوجها قضى في حادثة سير، أما ابنتها فهاجرت إلى أوروبا بحثاً عن فرص حياة أفضل. تتألّف يوميات هذه السيدة من روتين وتكرار، بين الذهاب إلى السوق للقيام بمشترياتها واستقبال صديقات لها يدور كلامهن حول الشيخوخة والأمراض وكل ما يثير مللها ويقربها من نهايتها الحتمية. لكن، ذات يوم تتعرف على سائق تاكسي (إسماعيل محرابي) وتجلبه معها إلى منزلها. الرجل يعيش عزلة ووحدة شبيهتين بعزلتها ووحدتها. معاً، يمضيان ليلة من العمر، مملوءة بالحميمية والضحك ومحاولة كل طرف التعرف على الآخر. لكنّ غداً يوم آخر، وما يحدث بعد ذلك يحمل الفيلم من مكان إلى مكان. 

ما أغضب وسيغضب السلطات الإيرانية المؤتمنة على “أخلاقيات” الشعب الإيراني هو ان الفيلم ينسف كل المحرمات التي قامت عليها الأفلام الإيرانية، فلا حجاب يغطّي شعر المرأة كما جرت العادة حتى وهي وحدها في المنزل، بل انها تستقبل رجلا غريبا في بيتها وتتناول معه الخمر، وحتى انها ترقص معه ثم يستحمّان معاً ولو بالملابس، والمشهد الأخير أثار ضحك العديد من الألمان الذين لا يضحكون عادةً على أي شيء.

اللافت ان الشخصية التي تتولّى هذه الانتفاضة على القوانين والأعراف الاجتماعية البالية ليست شابة يافعة متحمّسة للتغيير، بل إمرأة في السبعينات من عمرها سئمت من كل شيء، وهي أم وزوجة سابقة. وهذا يحمل الكثير من الدلالات، ويُراد القول منه ان تغيير السينما الإيرانية ونسف قواعدها التي تفرضها الجمهورية الإسلامية، مطلوبان لدى الجيل القديم أيضاً، لا مجرد “طيش” شبابي. فكرة أخرى تفرض نفسها من خلال الفيلم وهي ان الانتفاضة لا تحتاج إلى امكانات كبيرة، بل تبدأ من الذات والتعاطي اليومي مع الحياة وتجاوز ثنائية المسموح الممنوع. هي تبدأ من تفاصيل صغيرة كتلك التي نراها في الفيلم. 

الفيلم بسيط، يطرح موضوعاً يتماهى معه أي كان، مع غض النظر عن خلفيته الثقافية وأفكاره وقناعاته، انه فيلم عن الوحدة والشيخوخة وصعوبة التواصل مع أحد، بعد بلوغ عمر معين. أما كل الخيارات فتبدو متشابهة. سواء تزوجت المرأة وأنجبت كما هي حال السيدة، أو لم تتزوج ولم تنجب في مثل حال سائق التاكسي، فإن المصير يبدو واحداً. أما القمع، الذي لا نراه في هذا الفيلم فهو انه حاضر أكثر بغيابه، فكلاهما ضحيته. 

هذا كله واضح وضوح الشمس، وربما أكثر ممّا يلزم أحياناً، مما يمد الفيلم بنبرة خطابية مباشرة. سينمائياً، هناك العديد من نقاط الضعف، ولا يكفي فيلماً ان يكسر المحرمات كي يرتقي إلى التحفة الفنية. أما الخاتمة، فهي أم المشاكل، اذ تبدو حلاً سهلاً لتخليص قضية مهمة وزج الفيلم في إطار التراجيكوميديا، وهذا نوع سينمائي حساس جداً، قلّة برعت فيه. من كل الحلول الممكنة، اختار الفيلم نهاية تخدم سرديته، لكن خدمة ضيقة الأفق. في أي حال، لا يوجد في “كعكتي المفضّلة” ما يكفي من مضمون لفيلم طويل، والأصح لو كان قصيراً ومكثّفاً لا يتجاوز الربع ساعة. 

عدد من الأقلام رشّحت الفيلم بقوة لـ”الدب الذهبي”، واذا حصل ذلك، فهذا يعني ان لجنة التحكيم سقطت في فخ رد الاعتبار إلى نضال سينمائيين يعانون من ظلم سلطاتهم وبطشها، لا إلى الفنّ الذي يصنعونه. 

 

الـ The Independent  في

19.02.2024

 
 
 
 
 

«لا أرض أخرى» يكتسب زخماً في «برلين السينمائي» بسبب حرب غزة

«الوثائقي الفلسطيني» يرصد تداعيات «الفصل العنصري» و«الاستيطان»

برلينأحمد عدلي

اكتسبت أحداث الفيلم الوثائقي الفلسطيني «لا أرض أخرى» زخماً سياسياً في الدورة الجارية لمهرجان برلين السينمائي، على وقع حرب غزة.

وشهد العرض الأول للفيلم المشارك ضمن فعاليات «برنامج البانوراما» بالمهرجان هتافات من بعض حضور جلسة استقبال الأسئلة والأجوبة، خلال عرضه الأول بالمهرجان، إذ يروي الفيلم من خلال بطليه الصحافي والناشط الفلسطيني باسل عدرا، وزميله الإسرائيلي يوفال إبراهام، قصة معاناة قرى «مسافر يطا» الفلسطينية بالضفة الغربية.

ووصف عدرا مع إبراهام خلال تلقي الأسئلة إسرائيل بأنها «دولة فصل عنصري» مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة، وسط هتافات من بعض الحضور «فلسطين حرة»، «السلام لفلسطين»، بينما هتف شخص آخر بـ«الحياة لإسرائيل وفلسطين»، وسط مطالبات من المسؤولة عن إدارة الحوار بعدم التجاوز واستمرار تلقي الأسئلة والإجابة عليها.

ولا يتطرق صناع الفيلم لأحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلا بشكل عابر في نهايته مع تصعيد المستوطنين هجماتهم تجاه الفلسطينيين، حيث يوثق الفيلم تعرض نجل عم المخرج الفلسطيني لإطلاق الرصاص على يد مستوطن، في نهاية الفيلم مع استمرار عمليات تهجير العائلات من مساكنهم وتدميرها.

وتحدث صناع الفيلم عن «الفصل العنصري» بين الفلسطينيين والإسرائيليين الموجودين في الأماكن نفسها تقريباً، وهو فصل جعل المخرج الفلسطيني يستغرق أكثر من 30 ساعة للوصول من منزله إلى برلين في وقت لم يستغرق فيه زميله الإسرائيلي أكثر من 4 ساعات لكي يصل إلى العاصمة الألمانية، بالرغم من أن المسافة بين منزليهما لا تزيد عن 30 دقيقة.

الفيلم الوثائقي الفلسطيني – النرويجي يعرض ضمن عروض «بانوراما» في 4 حفلات مختلفة تختتم الثلاثاء، فيما رفعت العروض الثلاثة الأولى لافتة كامل العدد وسط اهتمام جماهيري ونقدي بمشاهدة الفيلم الذي يتطرق لمشكلة التهجير القسري للفلسطينيين.

وعلى مدار 95 دقيقة، يوثق الناشطان الفلسطيني والإسرائيلي رحلة معاناة أهالي «مسافر يطا» مع الاحتلال الإسرائيلي الساعي لإخراجهم من منازلهم المتواضعة التي لا يتوافر بداخلها أبسط أساسيات الحياة.

واستغرق تصوير الفيلم والعمل المشترك بين باسل عدرا وزميله يوفال إبراهام، 5 سنوات، حضر فيها الصحافي والمخرج الإسرائيلي إلى المنطقة لفترات طويلة، شاهد ووثق اعتداءات الشرطة على الأهالي ومحاولات إخلاء منازلهم وتشريد العائلات بشكل مستمر عبر هدم منازلها بين الحين والآخر.

ويسلط الضوء على المسارات العديدة التي سلكها الفلسطينيون للبقاء في منازلهم، بداية من اللجوء إلى المحكمة في إسرائيل واستمرار التقاضي على مدار 22 عاماً مروراً ببناء المستوطنات في محيط المنطقة رغم التبرير الإسرائيلي بأن إخراج الأهالي الفلسطينيين يأتي لكون المنطقة مخصصةً للتدريب العسكري للجيش.

مشاهد معتادة عن الاعتداءات التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة وثقها الفيلم، بما فيها تعرض بعضهم لإطلاق النار والاعتداءات البدنية التي تطول الشباب الرافضين لمغادرة منازلهم بجانب تكرار عمليات هدم المنازل بعد بنائها واضطرار العائلات للإقامة في الجبل من أجل الحفاظ على وجودهم بالأرض.

وسرد باسل عدرا العديد من التفاصيل حول حياة عائلته ونشأته، ومقاومة والديه وصمودهما، فوالده اعتقل في طفولته لنضاله من أجل البقاء في المنطقة وعدم الخروج منها، بينما ازداد الخناق عليهم يوماً بعد الآخر، لتكون العائلات بين خيار الرحيل وخسارة الأرض أو البقاء للعيش في معاناة يومية لا تنتهي.

ولم يسلم أيضاً الصحافي والمخرج الإسرائيلي يوفال إبراهام من التهديدات والمخاطرة، فالمستوطنون الداعمون لإخراج الفلسطينيين من منازلهم يقومون بتصويره ونشر بياناته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في محاولة لتهديده وإظهاره بأنه يدعم بقاء «أعدائهم»، وفق تصريحاته خلال مناقشة عرض الفيلم.

 

الشرق الأوسط في

19.02.2024

 
 
 
 
 

فيلم «خارج الزمن».. حين توقف العالم ليمنحنا فرصة للبوح

نسرين سيد أحمد

برلين ـ «القدس العربي»: البقاء في المنزل، الحفاظ على التباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامات، هوس التعقيم والتنظيف للقضاء على الفيروس، الذي قد يهاجمنا إثر أي تهاون طفيف في النظافة. يعيدنا فيلم «خارج الزمن» للفرنسي أوليفييه أساياس إلى شهور الإغلاق العام الأولى تلك، حين توقف الزمن وتوقفت الأرض عن الدوران.

لكن الفيلم ليس عن الجائحة، بل عما منحتنا إياه. فحين توقف الزمن وتوقفت أنشطتنا اليومية المعتادة، حان وقت التأمل والتفكر في الذات، والعيش مع ذكرياتنا التي شُغلنا عنها. «خارج الزمن» فيلم تأملي لحد كبير، وذاتي لحد كبير عن أساياس كشخص وكمفكر سينمائي ومخرج. هو فيلم يدور في أيام الحجر المنزلي الطويلة وكيف تعايشنا ومعها وعشناها.

في «خارج الزمن» الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي في دورته لهذا العام (١٥ إلى ٢٥ فبراير/شباط) يتحدث أساياس عن الذات، لكنها تبدو لنا ذات تفاخرية لحد كبير، ومتقعرة إلى حد كبير. يبدو لنا أن أساياس يخشى كشف ذاته حقا في فيلم عن سيرته الذاتية، فيتحصن خلف شخصية افتراضية لمخرج آخر يمثله، كما يتحصن بالحديث عن الكتب ومنزل الأسرة عوضا عن الغوص حقا في ذاته. ربما نجد ومضات من تجرد ذات أساياس من الأسوار، التي تفرضها حول نفسها، خاصة في هوسه العام بالنظافة، والخوف من المرض، لكن هذه الذات التي تخشى العطب والمرض، تعود وتتقوقع وتتحصن داخل أحاديث متقعرة عن الكتب والسينما.

ينقلنا الفيلم إلى الإغلاق العام في فرنسا وأيام الحجر المنزلي، حيث يلوذ إيتيان، المخرج السينمائي الأربعيني (فانسان ماكينيْ) بمنزل عائلته في الريف الفرنسي، مع صديقته، ويشاركه فترة العزل المنزلي شقيقه، بول، وصديقته. كل فرد من الأفراد الأربعة يحاول التعايش مع الخوف من المرض والحبس المنزلي بطريقته. وبينما يحاول إتيان الامتثال التام للقواعد الصارمة، ويجد متنفسا لذاته بشراء أغراض لا طائل منها عبر الإنترنت، يحاول بول التمرد على تلك القواعد والتفنن في طهو الكريب.

لكن ما يجعل الفيلم بعيدا متعاليا حقا هو صوت أساياس ذاته، إذ لم يكتف بتقديم شخصية إتيان التي تمثله، بل يأتينا صوته متحدثا عن المنزل الريفي الأنيق وحديقته ومكتبته الضخمة المتوارثة من الجد إلى الأب. وعلى الرغم من محاولة إخفاء التفاخر بالإرث العائلي الكبير وثراء الأسرة، بمحاولة التهكم على الجد، الذي أخفق، حين حاول الاستثمار في لوحات فنية، في اختار لوحة أماديو مولياني واستثمر في لوحة ذات طابع كلاسيكي لفنان مغمور، لكننا لا يمكننا ألا نلحظ التباهي في نبرة أساياس.

ويمكننا القول إن «خارج الزمن» يبقى أيضا خارج القلب، فهو فيلم لا يمسنا من الداخل، رغم تعامله مع فترة الحجر المنزلي، التي عايشناها جميعا، ويزيد من غربتنا عنه صوت أساياس، الذي نصب نفسه راوٍ لتاريخ المنزل، مما يغلف الفيلم بغلاف روائي متقعر.

يمر الفيلم فلا يبقى منه في ذاكرتنا الكثير، فهو فيلم ذاتي تبقى فيه الذات مغلفة محجوبة، إلا في ومضات قليلة، مثلا حين يحاول إتيان تنظيف وعاء للطهي اشتراه عبر أمازون، لكنه احترق أثناء إعداد الطعام. يحاول تنظيف الوعاء بعناية فائقة تقارب الهوس، مما يمنحنا لحظات من فهم طبيعة شخصية إتيان، الشخصية المهوسة بالكمال والإتقان.

ربما لم يتعمد أساياس أن يقدم فيلما متقعرا غارقا في ترف عائلي، لكن هذا ما نحصل عليه. نرى المنزل الأنيق، ومكتبته الضخمة المرتبة بعناية، وترف من يستطيع شراء آيباد بشاشة كبيرة، بدل الشاشة المعتادة، لمجرد أنه يستطيع ذلك ماديا.. نرى ترف وجود المنزل الريفي للعائلة المحاط بحديقته الغناء، يحفه ملعبه الخاص للتنس والمتاخم للغابة، بينما يمضي الأخوان العزل في الطهي بأفخر الأصناف في أفضل الآنية. وبدلا من أن يعرفنا أساياس على ذاته، يصحبنا في جولة تفاخرية عن تاريخ منزل أسرته الريفي الجميل.

يمضي الفيلم دون أن ندنو من أساياس أو أن نفهم شخصيته. يبدو لنا شخصية واهية هشة، يمضي أيامه في العزل في الحديث إلى معالجته النفسية، دون أن نرى مشكلة نفسية حقيقية يواجهها. يبدو لنا الأمر ترفا لرجل متخم بالترف. بل إننا لا نشعر أن أساياس يحب السينما أو الفن أو يشغف بهما حقا. يبدو لنا اشتغاله بالفن والسينما كالقطعة الأخيرة في زينة رجل ثري يرفل في حلة أنيقة.

 

القدس العربي اللندنية في

19.02.2024

 
 
 
 
 

مارغوت روبي تعود في فيلم جديد يتم تسويقه في «برلين السينمائي»

برلين ـ «سينماتوغراف»

رغم قرارها الابتعاد "المؤقت" كي لا يمل منها الجمهور بعد فيلم "باربي"، تعود الممثلة الاسترالية مارغوت روبي مع زميلها الأيرلندي كولين فاريل في فيلم جديد من إنتاج "سوني بيكتشرز".

وكشفت مجلة "ديدلاين" أن "سوني" عقدت أمس خلال فعاليات "سوق الأفلام الأوروبي" في مهرجان برلين، صفقة سينمائية كبرى لشراء سيناريو فيلم "رحلة جميلة جريئة كبيرة - Big Bold Beautiful Journey" بقيمة 50 مليون دولار.

وسيعيش كل من روبي وفاريل، تحت إدارة المخرج الأمريكي من أصل كوري كوجونادا، قصة حب خيالية رومانسية، عن شخصين تجمعهما الصدفة في رحلة لم يتوقعا القيام بها، فقرّرت الأقدار اشتعال شرار الحب بينهما.

هذا الفيلم، سيكون التعاون الثاني للممثل الأيرلندي كولين فاريل مع المخرج كوجونادا، بعد فيلمه الخيالي العلمي After Yang الذي عُرض في مارس 2022.

ومن المقرر – حسب المجلة – أن يبدأ تصوير الفيلم الربيع المقبل في كاليفورنيا، خاصة أن روبي عدلت عن قرار الابتعاد بعدما عُرضت عليها مجموعة من النصوص المتميزة للاختيار من بينها، ليكون فيلم "سوني بيكتشرز" خيارها التالي.

وذكرت مصادر مطلعة للمجلة أن العديد من المشترين المستقلين إضافة إلى شركات الإنتاج تنافست للفوز بسيناريو فيلم "رحلة جميلة جريئة كبيرة"، لكن في النهاية، كان النص من نصيب شركة "سوني" مع شريكتها "موشن بيكتشر غروب".

من جهته، علق الرئيس التنفيذي لمجموعة "موشن بيكتشر غروب" توم روثمان على فيلم "رحلة جميلة وجريئة كبيرة" ووصفه بأنه "عبارة عن خارطة سحرية مليئة بالإبداع.

ورأى أن المخرج الرائع كوجونادا والنجمان مارغوت وكولين سيُعيدان الجمهور إلى عالم من الأصالة التي يحتاجون إليها، عبر نص مبدع للمؤلف سيث ريس.

 

####

 

ضمن فعاليات «برلين السينمائي الـ 74» ..

مركز السينما العربية يُسلم جائزة شخصية العام العربية السينمائية لمهند البكري

برلين ـ «سينماتوغراف»

نظم مركز السينما العربية احتفالية تسليم جائزة شخصية العام العربية السينمائية ضمن فعاليات الدورة الـ74 من مهرجان برلين السينمائي الدولي، والتي قدمت هذا العام إلى مهند البكري المدير العام للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وذلك لجهوده المؤثرة في دعم السينما الأردنية والعربية عبر البرامج والفعاليات المتنوعة التي تقدمها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

حضر الاحتفالية عدد من صناع الأفلام وشركاء مركز السينما العربية من الوطن العربي من بينهم النجم حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والمنتج والسيناريست محمد حفظي، والمنتجة والمخرجة ماريان خوري، والمنتج محمد قبلاوي مؤسس ورئيس مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.

يحمل البكري درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والآثار، وهو منخرط في مجال الصناعات الإبداعية منذ أكثر من عقد من الزمن في المنطقة العربية. عمل في جامعة نيويورك في أبو ظبي (2015- 2019) كمدير للعلاقات الخارجية والشراكات. قبل ذلك، شغل البكري منصب المدير الإداري الإقليمي لمؤسسة لومينوس للإعلام في الأردن (الكلية الأسترالية للإعلام) من 2012 وحتى 2015. والبكري ليس بجديد على الهيئة الملكية للأفلام، فقد كان مديراً لقسم بناء القدرات لمدة خمس سنوات (2007 – 2012)؛ حيث ساهم في تطوير عدد من البرامج التدريبية المحلية والإقليمية. وقد بدأ البكري مسيرته المهنية كمدير لتطوير برامج ديناميكية من شأنها الترويج لدور الشباب الفعال في المجتمع وتعزيز مشاركتهم كجزء من مشاريع الصندوق الهاشمي للتنمية البشرية.

وفي خطاب استلامه للجائزة، قال البكري: "أشعر بالامتنان الشديد لمركز السينما العربية، وبشكل خاص لعلاء وماهر، على تقديرهم واعترافهم بالعمل الذي قامت به الهيئة الملكية للأفلام، وبالنجاح الذي حققته صناعة السينما الأردنية على المستوى الدولي في السنوات القليلة الماضية. إن دعم منظمات مثل مركز السينما العربية له دور فعال في الارتقاء بصناعة السينما في المنقطة، وفي توصيل أصواتنا وقصصنا إلى العالم".

وأضاف البكري: "يشرفني تلقي هذا التكريم اليوم. هذه الجائزة ليست شخصية، بل هي لكامل فريق عمل وإدارة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. ولكن اسمحوا لي أن أهدي هذه الجائزة اليوم، في هذه الفترة الصعبة للغاية التي تمر بها منطقتنا، إلى جميع صانع الأفلام والفنانيين في فلسطين وغزة والضفة الغربية. أكثر من أي وقت مضى، يجب أن يصل صوتهم. ولا يسعنا إلا أن نأمل في سلامتهم رغم كل الصعاب."

وفي نهاية كلمته دعا البكري الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت تضامنًا مع صانعي الأفلام الفلسطينيين.

 

####

 

غداً .. سكورسيزى يتسلم الدب الذهبي للإنجاز مدى الحياة في «برلين السينمائي»

برلين ـ «سينماتوغراف»

بعد مرور أكثر من عقد على حضوره مهرجان برلين، يعود أسطورة السينما المخرج العالمي مارتن سكورسيزي إلى الأضواء من جديد للمهرجان الأشهر والأضخم فنيًا في القارة العجوز بدورته الـ74 المقامة حاليًا في قصر برليناله بمدينة برلين الألمانية تزامنًا مع تصدره للأضواء بفيلمه الأحدث Killers Of The Flower Moon مع النجم العالمي ليوناردو دي كابريو.

يعود أسطورة السينما الشهير غدًا لمهرجان برلين بعد غياب عن الحضور لسنوات طويلة لتكريمه بالجائزة الأكبر إنجاز مدى الحياة في المهرجان وهي Golden Bear والتي تعد أعلى وسام في برليناله.

وسبق وذهب سكورسيزي إلى برليناله عدة مرات من قبل، مع أفلامه Raging Bull وGangs of New York وShutter Island، والتي تم عرضها جميعًا خارج المنافسة، ودخل مسابقة برليناله من خلال فيلمه Cape Fear في عام 1992.

ويأتي سكورسيزي إلى الدورة الرابعة والسبعين من مهرجان برلين في وقت يشهد فيه الحدث تغيرًا مستمرًا، حيث يواجه البرمجة والتمويل وتحديات سياسية أوسع نطاقًا، كما يمثل الإصدار الأخير للمنتهية ولايتهم كارلو شاتريان ومارييت ريسنبيك.

 

موقع "سينماتوغراف" في

19.02.2024

 
 
 
 
 

مشاركة عربية في مهرجان برلين السينمائي

البلاد/ مسافات

تشهد الدورة 74 من مهرجان برلين السينمائي الدولي عرض عدد من الأفلام العربية ضمن فعالياته المختلفة، بوقت يتواجد فيلمان بالمسابقة الرسمية، هما: التونسي "ماء العين"، والموريتاني "الشاي الأسود"، اللذان يتنافسان على جوائز الدب الذهبي بالمهرجان. 

تدور أحداث فيلم "ماء العين" في تونس، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لمخرجته مريم جوبير، حول الزوجين عائشة وإبراهيم اللذين يعيشان في مزرعة بشمال تونس، ولديهما ثلاثة أبناء، لكن حياتهما تنقلب رأساً على عقب بعد ذهاب اثنين من الأبناء للانخراط في تنظيم متطرف، ليعود أحدهما برفقة زوجته الحامل، لتبدأ أحداث عديدة مرتبطة بالقرية التي يعيشون فيها. أما الفيلم الموريتاني "شاي أسود"، فتدور أحداثه حول آية، الشابة التي غادرت ساحل العاج، ورفضت الزفاف، لتبدأ حياة جديدة في الصين، حيث تختار منطقة يلتقي فيها الشتات الإفريقي مع الثقافة الصينية، ونشاهد ما يحدث لها في حياتها الجديدة.

ويشهد برنامج "بانوراما" عرض فيلمين عربيين، من بينهما الفيلم الوثائقي الفلسطيني– النرويجي "لا أرض أخرى"، الذي يتناول ممارسات قوات الاحتلال الإسرائيلي في التهجير القسري للفلسطينيين بالضفة الغربية، من خلال قصة الناشط الفلسطيني باسل عدرا ابن منطقة مسافر يطا بالضفة الغربية. ووثق باسل في فيلمه عملية التهجير القسري التي يقوم بها جنود الاحتلال من خلال التحرك بشكل تدريجي لطرد السكان، وخلال عمله يلتقي صحافياً إسرائيلياً يُدعى يوفال، الذي يدعم موقف الناشط الفلسطيني، وينشأ بينهما تحالف غير متوقع. أما الفيلم الثاني، فهو "مثل قصص الحب"، للمخرجة ميريام الحاج، الذي سيعرض ضمن قسم بانوراما، وتدور أحداثه في لبنان، من خلال تتبع المخرجة اللبنانية ثلاثة أجيال مختلفة تبحث عن مكانها في لبنان خلال أربع سنوات مضطربة عاشتها البلاد من 2019.

ويُعرض فيلم "قضية الغرباء" ضمن البرنامج الخاص للمهرجان، ويتناول الفيلم قصة أميرة، طبيبة الأطفال السورية التي تعيش في حلب، وتقوم بإجراء عمليات جراحية من أجل إنقاذ حياة المصابين في أوقات صعبة، ومن خلال الأحداث تتحول مع ابنتها لشخصيتين مركزيتين، وترتبط بشكل معقد مع خمس عائلات موجودة في أربع قارات.

 ويتناول الفيلم القصير "سكون"، للمخرجة دينا ناصر، والذي سيعرض ضمن برنامج "أجيال"، قصة هند لاعبة الكاراتيه التي تعاني مشكلات في السمع، لكن المشكلة الأكبر التي تواجهها تتمثل في "سلوك سيئ" تعرضت له بمركز التدريب، ما أثر على حياتها في وقت تحاول تجاوز الموقف والعودة لحياتها الطبيعية مجدداً.

 

####

 

لمهند البكري ضمن مهرجان برلين

مركز السينما العربية يسلم جائزة شخصية العام العربية السينمائية

البلاد/ مسافات

نظم مركز السينما العربية احتفالية تسليم جائزة شخصية العام العربية السينمائية ضمن فعاليات الدورة الـ74 من مهرجان برلين السينمائي الدولي والتي قدمت هذا العام إلى مهند البكري المدير العام للهيئة الملكية الأردنية للأفلام، وذلك لجهوده المؤثرة في دعم السينما الأردنية والعربية عبر البرامج والفعاليات المتنوعة التي تقدمها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

وقد حضر الاحتفالية عدد من صناع الأفلام وشركاء مركز السينما العربية من الوطن العربي من بينهم النجم حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، والمنتج والسيناريست محمد حفظي، والمنتجة والمخرجة ماريان خوري، والمنتج محمد قبلاوي مؤسس ورئيس مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد.

يحمل البكري درجة البكالوريوس في علم الاجتماع والآثار، وهو منخرط في مجال الصناعات الإبداعية منذ أكثر من عقد من الزمن في المنطقة العربية. عمل في جامعة نيويورك في أبو ظبي (2015- 2019) كمدير للعلاقات الخارجية والشراكات. قبل ذلك، شغل البكري منصب المدير الإداري الإقليمي لمؤسسة لومينوس للإعلام في الأردن (الكلية الأسترالية للإعلام) من 2012 وحتى 2015. والبكري ليس بجديد على الهيئة الملكية للأفلام، فقد كان مديراً لقسم بناء القدرات لمدة خمس سنوات (2007 – 2012) حيث ساهم في تطوير عدد من البرامج التدريبية المحلية والإقليمية. وقد بدأ البكري مسيرته المهنية كمدير لتطوير برامج ديناميكية من شأنها الترويج لدور الشباب الفعال في المجتمع وتعزيز مشاركتهم كجزء من مشاريع الصندوق الهاشمي للتنمية البشرية.

لعب مهند البكري دوراً رئيسياً في تشكيل المشهد السينمائي والترفيهي في الأردن في السنوات الماضية وإرساء منظومة إنتاجية شاملة تضم برامج متنوعة للتدريب وبناء القدرات وبرامج الإنتاج والدعم والتسهيلات اللوجيستية والترويج السياحي وغيرها من الأنشطة التي تضطلع بها الهيئة الملكية.

وفي خطاب استلامه للجائزة، قال البكري: "أشعر بالامتنان الشديد لمركز السينما العربية، وبشكل خاص لعلاء وماهر، على تقديرهم واعترافهم بالعمل الذي قامت به الهيئة الملكية للأفلام، وبالنجاح الذي حققته صناعة السينما الأردنية على المستوى الدولي في السنوات القليلة الماضية. إن دعم منظمات مثل مركز السينما العربية له دور فعال في الارتقاء بصناعة السينما في المنقطة، وفي توصيل أصواتنا وقصصنا إلى العالم."

وأضاف البكري: "يشرفني تلقي هذا التكريم اليوم. هذه الجائزة ليست شخصية، بل هي لكامل فريق عمل وإدارة الهيئة الملكية الأردنية للأفلام. ولكن اسمحوا لي أن أهدي هذه الجائزة اليوم، في هذه الفترة الصعبة للغاية التي تمر بها منطقتنا، إلى جميع صانع الأفلام والفنانيين في فلسطين وغزة والضفة الغربية. أكثر من أي وقت مضى، يجب أن يصل صوتهم. ولا يسعنا إلا أن نأمل في سلامتهم رغم كل الصعاب." وفي نهاية كلمته دعا البكري الحضور إلى الوقوف دقيقة صمت تضامنًا مع صانعي الأفلام الفلسطينيين.

جائزة شخصية العام السينمائية تأتي ضمن استراتيجية مركز السينما العربية للترويج لصناعة السينما العربية على المستوى الدولي، ودعم السينما العربية، وتشجيع المبادرات ذات الدور البارز. وفي السنوات الماضية قدم مركز السينما العربية الجائزة إلى وزيرة الثقافة التونسية السابقة شيراز العتيري، والمنتج والمؤلف محمد حفظي الرئيس السابق لـمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وعبد الحميد جمعة رئيس مهرجان دبي السينمائي الدولي ومسعود أمر الله آل علي المدير الفني للمهرجان.

مركز السينما العربية مؤسسة غير ربحية مسجلة في برلين تأسست منذ 10 سنوات بهدف الترويج للسينما العربية، ويوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، والتوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، وحفلات استقبال، واجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، وأخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، وإشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، وتحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

 

البلاد البحرينية في

19.02.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004