ملفات خاصة

 
 
 

"قتلة زهرة القمر": مقاربة سينمائية تُفكِّك التاريخ الأسود لأميركا

عبد الكريم قادري

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

يُثبت مارتن سكورسيزي (1942)، بعد كلّ فيلمٍ ينجزه، أنّه صاحب موهبة ومعرفة ومواقف، يملك المرجعية السينمائية المناسبة التي تؤهّله ليكون "خالداً"، نظراً إلى ما قدّمه من أفلام فاصلة، ذات محمول جمالي منوّع، لا يُستغنى عنها بمجرد الانتهاء من عرضها الجماهيري المحدود، بل تبقى وثائق بصرية، وحججاً فنية، يتمّ العودة إليها كلّ مرة، من محبّي السينما وصنّاعها؛ خاصة أنّه يعرف جيداّ كيف يختار مواضيعه، بل كيف يُجيد اقتناصها، وعندما ينضدها ويعالجها وينتهي منها، يقدّمها مثقلة بأسئلة محورية، تُشجّع على النقاش، وتفتح جراحاً قديمة، لم تندمل بعد، من أحداثٍ سوداء لم تسقط بالتقادم من قلوب كلّ من يحمل أوجاعهم ومآسيهم.

هذا فعله أيضاً في فيلمه الأخير، "قتلة زهرة القمر"، المعروض للمرة الأولى دولياً في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023) لمهرجان "كانّ" السينمائي.

صدفةٌ أنْ يتزامن عرض الفيلم مع ما يحدث حالياً من إبادة جماعية في قطاع غزّة. تتجلّى الصدفة في تناول الفيلم جزءاً مما تعرّض له الهنود الحمر (قبيلة "أوساج") من جرائم عنصرية وعرقية، وتصفيات جماعية وقتل وتشريد في عقود من الزمن، للاستيلاء على أراضيهم التي عمّروها منذ قرون، من الرجال البيض القادمين من أوروبا ودول أخرى، ليستقرّوا في أميركا، التي جمعت شتاتهم على أرضٍ لم تكن يوماً أرضهم. إنّها الجرائم نفسها، والأطماع والسبل نفسها، التي تحدث في فلسطين.

الزاوية العبثية في المسألة أنْ تكون أميركا طرفاً أساسياً في الجريمة الأولى، التي حدثت سنة 1920، وقبلها وبعدها، في أوكلاهوما ومدن أخرى؛ وطرفاً فاعلاً في الجريمة الجديدة، التي تجري حالياً في قطاع غزّة بعد قرن و3 سنوات. والغاية واحدة دائماًتوسّع وعنصرية ومال.

اقتُبس "قتلة زهرة القمر" من كتاب بالعنوان نفسه (2017، مع عنوان فرعي: جرائم قتل في أوساج وولادة "المكتب الفيدرالي للتحقيقات") للصحافي والكاتب الأميركي ديفيد غران، ينقل ما حدث لقبيلة "المياه المتوسّطة"، المعروفة بـ"أوساج"، التسمية التي أطلقها المستعمر الفرنسي عليها. عرفت القبيلة، التي تنتمي إلى السكان الأصليين، هجرات قسرية عدّة فرضتها عليها الجيوش الأميركية، واستقرّ بهم الحال في منطقة أوكلاهوما، بعد التوقيع على تسوية مع السلطات الفيدرالية. لكنّ واقع الحال تغيّر كلّياً بين عامي 1920 و1930، بعد اكتشاف النفط في أراضيهم، ما جلب لهم جشع الرجل الأبيض الباحث عن المال والربح السريع، فمارس جرائم تصفية بحقّ كثيرين منهم، لتحويل ملكية الأراضي والأسهم إلى جهات معيّنة من البيض، ولفائدة شركات النفط التي ملأت المكان، ما عرّض حياة "أوساج" إلى خطر كبير، وحتّم على فئة واسعة منهم الهجرة إلى أماكن أخرى، لتجنّب القتل، بينما تحوّلت حياة من بَقِي إلى مَشاهد رعب لا تنتهي، وسط تلك الجرائم الكثيرة.

هذا حدث مع الشابة الجميلة (أوساج)، مولي بوركهارت (ليلي غلادْستون، "غولدن غلوب" أفضل ممثلة في فيلم درامي، 7 يناير/كانون الثاني 2024)، بعد فقدانها معظم أفراد عائلتها في جرائم متفرّقة: رمياً بالرصاص، كالحاصل مع أختها آنا براون (كارا جايد مايرز)، أو تسميماً، كما حدث لوالدتها ليزي كيو كايل (تانتو كاردينال)، أو بتفجير المنزل بالديناميت، كحال منزل أختها الثانية رَتَا (جاني كولينز)، التي قتلت مع زوجها بِلْ سميث (جايسون إيزْبل). كلّ هذا لتحويل الأسهم إلى مولي، حتى تكون الوريثة الوحيدة والحصرية، بالتواطؤ مع زوجها الأبيض إرنست (ليوناردو دي كابريو)، الذي وضع لها مواد مُخدِّرة في دوائها، لتبقى عاجزة عن الحركة والتفكير. هذه جرائم شارك فيها شقيقه بايرون (سكوت شيبرد)، بتحريضٍ من عمّه الجشع وليام كينغ هايل (روبرت دي نيرو)، الذي يُعتَبر العقل المدبِّر، وسبب معظم تلك الجرائم، بتحريضٍ وتخطيط منه.

استطاع سكورسيزي (كتب السيناريو مع إريك روث) صوغ مقاربة سينمائية دقيقة للغاية، بعد إخراجه قضية محلية، حدثت قبل أكثر من قرن، الى الواجهة مجدّداً، مُثيراً نقاشاً حولها، وحول التاريخ الأسود لأميركا مع الأقليات. أكثر من هذا، أثّثها بصيغ جمالية ومعرفية، استلّها من حيزها الجغرافي الضيق، ووضعها في أفق أوسع وأرحب، جاعلاً الفيلم قالباً جاهزاً يُستعان ويُستدَلّ به في قضايا العنصرية والعرقية في حقّ الأقليات وأصحاب الأرض، كالإسقاط الوارد أعلاه بخصوص التماثل مع ما يحدث حالياً في قطاع غزّةسكورسيزي أكثر ذكاء أيضاً، بتوظيفه ومروره على خبر الإبادة الجماعية، التي تعرّضت لها المدينة الأميركية "تولسا"، التي باتت تُعرف تاريخياً بـ"مذبحة تولسا"، التي نفّذها البيض بدعم من السلطات: حرق بيوت ومتاجر ومصانع المدينة التي يقطنها السود؛ قتل السكّان واعتقالهم. أشار سكورسيزي إليها بطريقة فنية، وبشكل عابر، بعرضها في قاعة سينمائية، وفي الوقت نفسه حدَّد بها زمن الأحداث (1921). كأنّه يقول إنّ العنصريةَ سلوكُ دولةٍ، وأمر مدروس قبل أن يكون عابراً.

خلق سكورسيزي مقاربات جمالية متنوّعة، أهمّها براعة توفير الشرط التاريخي لقضيته، وتأثيثها بما يلزم، من ديكور ملائم وألبسة وإكسسوارات. أشياء خلقت اطمئناناً بصرياً، وأعطت للموضوع مصداقية وتبريراً درامياً. كما أنّه تطرّق إلى قضية "أوساج" بأريحية مطلقة، عكستها المدة الزمنية للفيلم (206 د.). هذا إثبات آخر على حُسن تدبير وتسيير تلك المدة، بالمحافظة على مستوى الصراعات الدرامية والبناء العام للفيلم، ما سهّل التلقّي والتقبّل الشاملين.

لم يخرج سكورسيزي من عوالمه الإخراجية السابقة، كحبّه للمجاميع البشرية، وحُسن تسييرها وتحريكها في المناظر الخارجية. كما صوَّر بعض مظاهر العنف وركّز عليها، واهتمّ بالشخصيات، وحافظ على انسجامها، خاصة بالاعتماد على الممثلين أنفسهم تقريباً الذين اعتدناهم في معظم أفلامه، ربما لأنّه يعرف مصادر مواهبهم في التمثيل، ويُحسن إدارتهم في مواقع التصوير، كدي نيرو ودي كابريو تحديداً. كما أنّ لديه عشقاً خاصاً لقضايا التاريخ الكبرى.

"قتلة زهرة القمر" من الأفلام التي حافظت على المسافة بين الجمهور والأبعاد الفنية الأساسية، أي أنّه حافظ على العناصر التي تعطي الفيلم قيمته الجوهرية والسينمائية. وفي الوقت نفسه، استطاع خلق عناصر الفرجة التي يحبّها الجمهور، بمزج صعب حقّقه سكورسيزي، وهذا معطى أساسي لا يأتي بسهولة. أي أنْ تعرف ما يحبّه الناقد السينمائي وما يرغب فيه الجمهور. لذا، جاء الفيلم مُفعماً بالحيوية، وسلساً ومليئاً بالمفاجآت والقصص والأحداث، ويُدين عنصرية أميركا صراحةً، ويؤكّد أنّها تأسّست على دماء الآخرين وأرواحهم.

 

####

 

فيلم "لو رينيي أنيمال" يهيمن على ترشيحات جوائز سيزار

(فرانس برس)

يواصل الفيلم الفرنسي "أناتومي دون شوت" (Anatomie d'une chute)، الحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كانّ السينمائي عام 2023، تحقيق الإنجازات، إذ حصل على 11 ترشيحاً لجوائز سيزار للسينما الفرنسية، غداة نيله خمسة ترشيحات لجوائز أوسكار في هوليوود.

وستكون مخرجة "أناتومي دون شوت"، جوستين ترييه، مع امرأتين أخريين بين المتنافسين على جائزة أفضل إخراج، بعد عام على الجدل في شأن غياب التمثيل النسائي في هذه الفئة.

لكن فيلم "أناتومي دون شوت" لم ينل مع ذلك العدد الأكبر من ترشيحات "سيزار"، إذ تقدّم عليه فيلم آخر هو "لو رينيي أنيمال" (Le Regne animal) للمخرج توما كايّيه. وحصل هذا الشريط على 12 ترشيحاً، الأربعاء، أبرزها لجوائز أفضل فيلم وأفضل ممثل لرومان دوري وأفضل إخراج، وهو من النوع الخياليّ، وتدور أحداثه في مستقبل قريب يتحول فيه البشر إلى كائنات حيوانية.

أما ترشيحات "أناتومي دون شوت" فبلغت 11، بعد يوم واحد على نيله، الثلاثاء، ترشيحات لخمس من جوائز أوسكار، من بينها أفضل فيلم وأفضل إخراج.

ويؤكد هذا العدد من الترشيحات نجاح هذا الفيلم الذي تبلغ مدته أكثر من ساعتين ونصف ساعة، ويتناول محاكمة امرأة متهمة بقتل زوجها، فيما نجلهما المكفوف هو الشاهد الوحيد.

وأتاح الفيلم لجوستين ترييه أن تصبح ثالث امرأة تفوز بالسعفة الذهبية في مهرجان كانّ، في مايو/أيار الفائت.

وبالإضافة إلى ترشيحه للقب أفضل فيلم، وترشيح بطلته الألمانية ساندرا هولر (45 عاماً) لجائزة أفضل ممثلة، اختيرت جوستين ترييه (45 عاماً) في فئة "أفضل مخرجة": ولم تفز امرأة بهذه الجائزة سوى مرة واحدة في تاريخ جوائز سيزار، وهي توني مارشال عام 2000.

لكنّ مخرجتين أخريين رشحتا هذه السنة في هذه الفئة، هما كاترين بريّا وجانّ إرّي، إضافة إلى مخرجَين هما سيدريك كان وتوما كايّي.

ويقام احتفال توزيع جوائز "سيزار" في 23 فبراير/شباط في مسرح أولمبيا في باريس. وستُمنَح جائزة سيزار فخرية لمخرج "أوبنهايمر" الأميركي البريطاني كريستوفر نولان، وللممثلة والمخرجة أنييس جاوي.

 

العربي الجديد اللندنية في

24.01.2024

 
 
 
 
 

ترشيحات الأوسكار وأوبنهايمر ينال الحصة الأكبر..

سكورسيزي يشيد بـ(كابريو): أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما

محمد ناجي ومتابعة المدى

يحبس عالم السينما أنفاسه اليوم (الثلاثاء) بانتظار الإعلان في لوس أنجليس عن قوائم الترشيحات إلى جوائز الأوسكار لهذا العام، مع توقّع نيل فيلمي "باربي" و"أوبنهايمر" الحصة الأكبر منها.

وقد ينال كلّ من "باربي" و"أوبنهايمر" اللذين حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2.4 مليار دولار، وشكّلا ظاهرة أطلقت عليها شبكات التواصل الاجتماعي تسمية "باربنهايمر" لتزامن طرحهما في الصالات، نحو 12 ترشيحاً للجوائز التي ستُوزّع في مارس (آذار).

ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل حصة الأسد من الترشيحات بعدما حصل على 5 جوائز "غولدن غلوب".

الممثلان كيلان ميرفي وروبرت داوني جونيور بطلا فيلم "أوبنهايمر" في حفل توزيع جوائز "مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي" السنوي الـ35 في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل إنجازه التجاري على شباك التذاكر إلى نجاح هوليوودي.

وقال الكاتب في موقع "ديدلاين" المتخصص، بيت هاموند، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات". ولاحظ هاموند أن "الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية". وأضاف: "في عالم (باربنهايمر)، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية؛ لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً".

وفرض نجما الفيلمين، أي كيليان مورفي في دور جاي روبرت أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما مرشّحين أساسيَّين لجائزتَي التمثيل.

وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتَي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيد شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر هاجساً له، في حين تألق راين غوسلينغ في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية.

إلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحاً كبيراً في الصيف، "يبدو من السهل التنبؤ" بالمنافسين الآخرين على جائزة "أوسكار - أفضل فيلم" هذه السنة، بحسب هاموند.

وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى "كيلرز أوف ذي فلاور مون" التاريخي لمارتن سكورسيزي، و"بور ثينغز" الذي نال "الأسد الذهبي" في مهرجان البندقية، والقصة الميلادية "وينتر برايك"، و"مايسترو" للأميركي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستاين.

وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز "السعفة الذهبية" في مهرجان كان "أناتومي أوف فول (Anatomie d›une chute)".

وفاز الفيلم بجائزتي "غولدن غلوب" في مطلع يناير (كانون الثاني)، ويمكن أن يُرشح أيضاً لـ"أوسكار- أفضل سيناريو"، وأن تنافس في فئة "أفضل ممثلة" بطلته ساندرا هولر، التي تؤدي كذلك دور البطولة في عمل منافس آخر هو "زون أوف إنترست" الذي فاز بـ"الجائزة الكبرى" في "مهرجان كان".

لكن "أناتومي دون شوت" الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها لن يتمكّن من الفوز بجائزة "أوسكار- أفضل فيلم" بلغة أجنبية، حسب "وكالة الصحافة الفرنسية".

فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم "لا باسيون دو دودان بوفّان (La Passion de Dodin Bouffant)"، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.

وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار، شارل جيليبير، لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "من الواضح تماماً أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى الأوسكار". وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح لجهة "زيادة عدد الناخبين" فيها.

وبين "أناتومي دون شوت" لجوستين ترييه، و"باربي" للمخرجة غريتا غيرويغ، و"باست لايفز"، وهو فيلم أميركي - كوري لسيلين سونغ، يمكن أن تشمل المنافسة على "أوسكار- أفضل فيلم" 3 أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة في تاريخ هذه الجوائز.

فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرّضت طويلاً لانتقادات؛ بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشّح لمكافأتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات.

وقال هاموند: "قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم". أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول: "سنرى".

ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، إذا ما حصل، دوياً كبيراً.

المخرجة غريتا غيرويغ خلال تصوير فيلم "باربي" مع رايان غوزلينغ ومارغو روبي (وارنر برازر - أ.ب)

وفي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن الجائزة ستكون موضع مبارزة بين إيما ستون التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في "بور ثينغز"، وليلي غلادستون التي تؤدي في "كيلرز أوف ذي فلاور مون" دور أميركية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من سكان أميركا الأصليين.

وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو، الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً. ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره أستاذَ تاريخ في فيلم "المستمرون (The Holdovers)"، وجيفري رايت عن فيلم "أميركان فيكشن" وكولمان دومينغو عن فيلم "بايارد راستين".

ويقام الاحتفال السادس والتسعون لتوزيع جوائز الأوسكار في 10 مارس المقبل، بعد عام شهد إضراباً تاريخياً للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.

وفي السياق نفسه عمل مارتن سكورسيزي وليوناردو دي كابريو معاً بشكل وثيق لما يقرب من ربع قرن، بدءاً من "عصابات نيويورك" والآن "قتلة زهرة القمر "Killers of the Flower Moon"

"، وهو فيلمهما الروائي السادس معاً. يؤدي دي كابريو دور البطولة في الفيلم بدور (إرنست بوركهارت)، الذي عمل قاتل لصالح عمه (روبرت دي نيرو)، أثناء تورطه في جرائم قتل لأفراد من قبيلة أوساج في أوكلاهوما، بعد اكتشاف النفط في أراضي القبيلة، في عشرينيات القرن العشرين. في حفل National Board of Review في مدينة نيويورك في 11 يناير الجاري، حصل سكورسيزي على جوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج، بينما فازت ليلي جلادستون أيضا بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في دور (مولي بوركهارت).

تحدث سكورسيزي في الحفل عن دي كابريو كأفضل ممثل عن فيلم "Killers" وأشاد بنجمه دي كابريو باعتباره "أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما"، وأنه سبق وجرى من قبل ترشيح دي كابريو لنيل جائزة أفضل ممثل عن دوره في أفلام سكورسيزي، "The Aviator" و "The Wolf of Wall Street".

"لم يستطع دي كابريو ان يكون معنا الليلة لسبب وجيه حقا... إنه منشغل بالاستعدادات لفيلم بول توماس أندرسون الجديد. كانت البداية، حين أخبرني دي نيرو عن ليو دي كابريو عندما عمل معه في "حياة هذا الصبي". قال: "عليك أن تعمل مع هذا الرجل يوما ما". حتى ذلك الوقت، لم يوصني دي نيرو أبدا بأي شخص. لذلك في 23 عاما صنعنا ستة أفلام معاً حتى الآن... أنا أؤمن به. أعلم أنني أستطيع أن أثق به. تعمقه تام في تفاصيل الشخص الذي يحاول لعب دوره في الفيلم. إن شجاعته هي شيء يمنحني الحياة عندما أصنع فيلما"، قال سكورسيزي.

وتابع: "وتابع أنه مع دي كابريو، هناك "بحث مجنون لا هوادة فيه عما قد يكون حقيقة كل شخصية يلعبها. كما تعلمون، إنه عبقري حقا عندما يتعلق الأمر بالفيلم، ويمكنك أن ترى ذلك في وجهه. يمكنك رؤيته ليس فقط من خلال عينيه، ولكن لديه وجه الفيلم. ليس عليه أن يقول كلمة واحدة. كل شيء هناك. يمكنك أن ترى ذلك في جميع أفلامه التي قام بها من "This Boy Life" إلى صورة "Gilbert Grape"، والتي كانت رائعة، على طول الطريق حتى " العائد The Revenant" الاستثنائي.

وأضاف سكورسيزي: "عندما عملنا "الطيار Aviator" و "الراحل Departed "، شعرت، حقاً، بنوع من الانبعاث لطاقتي الخاصة، ومن نواح كثيرة، "قتلة زهرة القمر" هو تتويج لكل عمل مشترك بيننا. على طول الطريق وحتى النهاية عندما يقف في منصة الشهود، كنت أعلم أنه يمكنني فقط إبقاء الكاميرا عليه وعدم قطعها، لأنني كنت أعرف أنه سينقل كل ما كان يحدث في تلك اللحظة الحاسمة. وأخذنا لقطة واحدة، وأصبحت عاطفيا في المجموعة، وكان هذا كل شيء. لقطة واحدة، لذلك أراه يتعمق أكثر في زوايا تجربة إنسانية لا يستطيع الكثير منا تحملها حتى للاعتراف بضعف وأوهام هذا الرجل في الفيلم. أنت تكرهه ولكنك تميل أيضا إلى حبه... كل التناقضات حول ما يعنيه أن تكون إنسانا. أعرف حقا أنه أحد أعظم الممثلين في تاريخ السينما. أشكره على كل شيء".

 

المدى العراقية في

24.01.2024

 
 
 
 
 

إيما ستون تجسد دور امرأة بالغة بعقل طفل في "بور ثينغز"

البلاد/ مسافات

على الرغم من أنه من النادر أن تتفق الآراء على جودة فيلم معين، حظي الفيلم الجديد "بور ثينغز" (أشياء مسكينة)، للمخرج اليوناني، يورجوس لانثيموس، على حفاوة بالغة من جانب النقاد والمشاهدين على حد سواء، عند عرضه الأول. 

ومنذ ذلك الحين، ينال الفيلم النسوي الناجح، الذي تقوم ببطولته النجمة الامريكية إيما ستون، قدراً كبيراً من الثناء، بوصفه عملاً عبقرياً ابداعياً.

وفي الفيلم، تجسد ستون 35 عاماً دور وحش فرانكنشتاين الحديث، حيث تحرر نفسها من قيود من صنعها. وبعد أن فاز الفيلم بالجائزة الرئيسية في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وهي جائزة "الأسد الذهبي"، بالاضافة إلى جائزتي "غولدن غلوب"، صار بإمكان المشاهدين الآن الاستمتاع بمشاهدة فيلم "بور ثينغز" في دور العرض المحلية. 

وكبداية، قدم الممثلون والممثلات أداء ممتازاً. وفازت إيما ستون بجائزة "غولدن غلوب" من فئة "أفضل ممثلة" عن دورها في الفيلم، ومن المؤكد أنها سوف يتم ترشيحها للفوز بجائزة الأوسكار عن تجسيدها لدور امرأة بالغة بعقل طفل. وقد بدأت بإعادة تعلم كيفية التحدث والتحرك، وهي عملية تتطلب الكثير من الجهد اللغوي، كما تتضمن كما من التهريج والدعابة.

ويجسد الممثل الأمريكي، ويليم دافو 68 عاماً دور العالم جودوين، الذي يعثر على سيدة حبلى تدعى "بيلا"، جثة هامدة بعد انتحارها، فيقرر إعادة الحياة لها وزرع دماغ طفل لديها. ويجسد دافو دور جودوين، بوصفه رجلا لديه أخلاقيات مرنة، وهو عالم عبقري ذو طابع أبوي.

كما أن هناك ميزة إيجابية أخرى في الفيلم، تحفز المشاهد على الحرص على الاستمتاع بمشاهدته داخل دار العرض وليس في المنزل، وهي المؤثرات البصرية الهائلة، التي تنقل المتفرج إلى عالم آخر. ويعيش جودوين وبيلا في فيلا على طراز الفن الحديث السريالي. 

ومن المفترض أن أحداث الفيلم تدور في القرن التاسع عشر، على الرغم من أن هذا ليس واضحاً تماماً. ويبدو المكان بالكامل، وليس المنزل فقط، كما لو كان من تصميم المهندس المعماري الاسباني الشهير، أنطوني جاودي، بحسب ما قاله مؤخراً صحفي من مجلة "ليتيراراي هاب".

وتم صنع الأثاث والسفن والمنازل كلها، بطريقة إبداعية مليئة بالتفاصيل، مع المراوح التي على شكل زهور، أو الأعمدة الملتوية. كما أن هناك أشكال مطرزة بالساتان على الجدران والأرضيات، مصنوعة من القطيفة.

وفي حال كان المشاهد يستمتع بالمشاهد الخيالية، فإن "بور ثينغز" هو بالتأكيد الفيلم المناسب له، ولكن عليه ألا يدع بعض المشاهد الأكثر تطرفاً، تزعجه، مثل مشاهدة دماغ يتم تقطيعه إلى شرائح مثل الكعكة، أو مشاهدة بيلا وهي تقوم - بكل سرور - بتقطيع أعضاء شخص ميت بالسكين. 

ويستخدم المخرج يورجوس لانثيموس عدسة عين السمكة، ويتلاعب بتقنيات الكاميرا الأخرى من أجل الوصول إلى تصوير منحني أو غير واضح. وقد تم تصوير أجزاء من الفيلم بألوان زاهية، بينما هناك بعض الاجزاء الأخرى باللونين الأبيض والأسود فقط.

وفي الوقت نفسه، تعد أزياء الفيلم رائعة أيضاً، حيث تتنوع ملابس بيلا ما بين العباءات والفساتين، بالإضافة إلى معطف الطبيب المميز، ذي الأكمام المنتفخة بشكل مبالغ فيه. وتظهر الأقمشة متلألئة ومطرزة ومليئة بالتموجات مثل ملابس الدمى.

وبالحديث عن الالعوبة، فإن قلب القصة التي يدور حولها فيلم "بور ثينغز"، هو امرأة يعاملها الرجال كأداة، ولكنها تتمكن من تحرير نفسها. وتبدأ هذه العملية مع جودوين، الذي يريد أن يبقيها داخل منزله للدراسة. 

ثم يظهر في أحداث الفيلم محام يُدعى دنكان ويديربيرن - يجسد دوره الممثل الأمريكي مارك رافالو 56 عاماً - يقوم باستغلال بيلا، ثم يحررها من المنزل ويأخذها للسفر معه.

وبالنسبة لبيلا، التي يتسم تصورها للامور بأنه غير متحيز، تعتبر بعض طقوس المجتمع ومفاهيمه الأخلاقية، غريبة. وفي وقت لاحق من الفيلم، تحاول العمل كعاهرة وتتعامل مع ذلك بعقل متفتح.

ويظل مفهوم الأحاديث الصغيرة المهذبة لغزاً بالنسبة لها. فقبل كل شيء، هي تجعل الرجال المحيطين بها يبدون مثيرين للشفقة وبسيطين ومتملكين. 

ويقدم لنا الفيلم نوعاً من الحركة النسائية، التي غالباً ما تكون مضحكة جداً، بالاضافة إلى كونها واضحة وشعبية جداً. ويتماشى ذلك - إلى حد كبير - مع روح العصر، مما يجعل هناك مقارنات مع أغاني مثل "باربي"، وهو أمر مفهوم.

وفي أحداث الفيلم، لا يهدف المخرج إلى عرض أشخاص حقيقيين، بل شخصيات مبالغ فيها بطريقة فكاهية، وهي تقنية تسمح له بتسليط الضوء على العادات اليومية التي قد تبدو سخيفة للمشاهد بعد الفيلم بحسب د ب أ .

 

البلاد البحرينية في

25.01.2024

 
 
 
 
 

أوسكار 2024: «أوبنهايمر» في الصدارة

سينما/ الأخبار

أوّل من أمس الثلاثاء، أضيف نجاح جديد إلى سجلّ فيلم «أوبنهايمر» الذي يروي سيرة مخترع القنبلة الذرية، بتصدره قائمة الترشيحات لجوائز الأوسكار بنسختها السادسة والتسعين. فقد أثبت شريط كريستوفر نولان الذي حصل أخيراً على خمس جوائز «غولدن غلوب»، مكانته القوية بنيله 13 ترشيحاً لجوائز الأوسكار، متفوّقاً بذلك على منافسه «باربي» (إخراج غريتا غيرويغ ــ 8 ترشيحات). بعدما قدّم أداء قوياً على شباك التذاكر في الصيف الفائت، حصد الفيلم حصة كبيرة من الترشيحات المرتبطة بفئات التمثيل، مع ترشيح كيليان مورفي الذي يؤدي دور روبرت أوبنهايمر المنهك بسبب العواقب المدمرة لاختراعه، كما كان متوقعاً، في فئة أفضل ممثل. ورُشح روبرت داوني وإميلي بلانت في فئة أفضل أداء تمثيلي في دور ثانوي للجنسين.لناحية المفاجآت، حصد الفيلم الفرنسي Anatomie d›une chute الحائز السعفة الذهبية في «مهرجان كان السينمائي الدولي»، خمسة ترشيحات، في نجاح يرتدي أبعاداً لافتة، وخصوصاً أنّ العمل لم تختره فرنسا للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. هكذا، رُشح فيلم جوستين ترييه في فئات أفضل فيلم وأفضل مخرج، ولكن أيضاً لجائزة أفضل ممثلة، مع ساندرا هولر التي تمثّل أيضاً في عمل آخر يُعتبر منافساً جدياً، هو The Zone of Interest (إخراج جوناثن غلايزر) الذي رُشح في فئتي أفضل سيناريو أصلي وأفضل مونتاج.
على صعيد متصل، حققت أفلام أخرى أداء قوياً في هذه الترشيحات، أبرزها Poor Things للمخرج يورغوس لانثيموس الحاصل على «الأسد الذهبي» في «مهرجان البندقية السينمائي الدولي»، والعمل التاريخي «قتلة زهرة القمر» لمارتن سكورسيزي عن عمليات القتل الممنهجة التي طاولت الأميركيين الأصليين في أوكلاهوما في بداية القرن العشرين، إذ نالا 11 ترشيحاً و10 ترشيحات على التوالي. ويُقام احتفال جوائز الأوسكار بنسختها السادسة والتسعين في العاشر من آذار (مارس) 2024، بعد عام شهد إضراباً تاريخياً للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود
.

 

الأخبار اللبنانية في

25.01.2024

 
 
 
 
 

هيلاري كلينتون تنتقد عدم ترشيح مارغوت روبي للأوسكار

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

أثار استبعاد ترشيح الممثلة الأسترالية مارغوت روبي من جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "باربي" صدمة لدى جمهور النجمة، لا سيما المرشحة الرئاسية الأمريكية السابقة هيلاي كلينتون.

ولم تلتفت الأكاديمية لبطلة الفيلم الممثلة الأمريكية مارغوت روبي، ولم ترشحها بقائمة "أفضل ممثلة في دور رئيسي"، وسط استغراب الآلاف من محبي الفيلم الشهير حول العالم من بينهم كلينتون التي حرصت على دعم بطلة الفيلم روبي ومخرجته غريتا غيرويغ.

وقالت عبر حسابها الخاص على منصة "إكس": "غريتا ومارغو، رغم أن الفوز بشباك التذاكر دون الحصول على التقدير الذهبي، قد يكون أمراً كبيراً مؤلماً، إلا أنّ الملايين من معجبيكما يحبونكما كلاكما"، وأرفقت المنشور بهاشتاغ #HillaryBarbie.

وسرعان ما أثار تعليقها جدلاً كبيراً بين متابعيها، حيث أيّد البعض وجهة نظرها، فيما رأى آخرون أنهما لا يستحقان الترشيح لجوائز الأوسكار.

وتضاربت الآراء المتهكمة على سبب الرفض، بين من اعتبر أن نساء "أكاديمية الأوسكار" اللواتي يحسدن الممثلة على دورها، تسببن في عدم ترشيحها، فيما اعتبر آخرون أن نسبة الرجال الكبرى هي التي حالت دون الترشيح.

ورشح فيلم "باربي" لـ 8 جوائز أوسكار أبرزها "أفضل فيلم في العام" و"أفضل ممثل في دور رئيسي" للممثل الأمريكي رايان غوسلينغ، و"أفضل ممثلة في دور مساعد" للممثلة أمريكا فيرارا.

 

####

 

إيفا مينديز تدافع عن زوجها رايان غوسلينغ بعد ترشيحه للأوسكار

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

بعد يوم واحد من ترشيح رايان غوسلينغ لجائزة الأوسكار عن فيلم "باربي"، خرجت الممثلة إيفا مينديز لتدافع عن زوجها أمام المشكّكين بأدائه.

و نشرت مينديز عبر حسابها الخاص على "إنستغرام" لقطات شاشة لمقالات شكّكت في قدرة غوسلينغ على لعب دور كين عندما ظهر في صور للفيلم انتشرت للمرّة الأولى في (يونيو) 2022.

وأرفقت إيفا منشورها بتعليق كتبت فيه: "فخورة جدًا برجلي. واجه الكثير من الكراهية عندما لعب هذا الدور. حاول الكثير من الناس أن يشعروه بالخزي لتولّيه هذا الدور. لكن على الرغم من كل السخرية والمقالات المكتوبة عنه، فقد ابتكر هذه الشخصية الأصلية والمضحكة، شخصية أصبحت الآن أيقونية، وقد وصل بها إلى حفل توزيع جوائز الأوسكار. لذا فإنني أشعر بالفخر لكوني الباربي لهذا الكين".

وكان قد تمّ ترشيح غوسلينغ عن فئة أفضل ممثل مساعد لأدائه شخصية كين في فيلم "باربي". وقد عبّر النجم عن إحباطه وشعوره "بخيبة الأمل" من عدم إدراج زميلتيه غريتا غيرويغ ومارغوت روبي في فئات الترشيحات الرئيسية لجوائز الأوسكار.

وقال: "إنّ القول إنني أشعر بخيبة أمل لعدم ترشيحهما في فئاتهما الخاصة قليل جداً. لقد صنعا التاريخ وينبغي أن يتمّ الاعتراف بعملهما وتقديرهما إلى جانب المرشحين الآخرين الذين يستحقون ذلك بشدة".

 

موقع "سينماتوغراف" في

25.01.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004