ملفات خاصة

 
 
 

لماذا صور ريدلي سكوت نابليون مهزوما بلا أمجاد؟

غياب الدقة التاريخية عن الأحداث والغزوات شوه صورة الإمبراطور وأزعج الفرنسيين

هوفيك حبشيان

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

بعد أكثر من شهر على بدء عرضه في الصالات، وفيما تجاوزت إيراداته عالمياً الـ200 مليون دولار، لا يزال لـفيلم "نابليون" جمهور يعج به الصالات، خلافاً للمتوقع، وقياساً بالأفلام الأخرى التي شقت طريقها إلى الشاشات حديثاً، هذا ما تبين لي وأنا أقطع تذكرة لمشاهدة فيلم ريدلي سكوت داخل أحد المجمعات التجارية المعروفة في بيروت التي يرتادها حشد متنوع من المشاهدين. إلا أنه، بسبب نوعية العمل، البعيدة من الكوميديات الخفيفة والأعمال التي تنطوي على بطل خارق ينقذ العالم، فكان الجمهور في معظمه من الباحثين والباحثات عن جرعة سينما "تملأ الرأس"، كما سمعت أحدهم يقول لآخر على باب الصالة. جاء هؤلاء لعلهم يكتشفون ما هو جديد ومغاير في شريط سينمائي عن نابليون بونابارت (1769 - 1821)، الإمبراطور الفرنسي والقائد الأسطوري الذي لا تزال سيرته موضوع خلاف وجدل بين المهتمين به. 

المخرج البريطاني ريدلي سكوت البالغ من العمر 86 سنة، جمع كل ما يود قوله عن نابليون (يلعب الدور واكين فينيكس) في ساعتين ونصف الساعة وبضع دقائق، جاعلاً من غزاوته العسكرية والقلبية متن السيناريو ومحور الأحداث. وهذا في ذاته تحد، عندما نتذكر أن معركة واترلو (1815) وحدها احتاجت فيلماً كاملاً من أكثر من ساعتين ("واترلو" لسرغي بوندارتشوك - 1970)، في حين نسخة أبيل غانس الصامتة (1927) عن الإمبراطور تجاوزت الساعات الخمس، لكن يجب التذكير أن هناك نسخة من أربع ساعات ستعرض قريباً، نجهل تفاصيلها بعد، وهي تتضمن معطيات قد تساعد في الإحاطة بنابليون من جوانب عدة، وفي جعل الجدارية أكثر وضوحاً، ما تفتقر إليه النسخة الحالية. 

إنجاز فيلم عن نابليون مع ما ينطوي عليه من طموح سينمائي واستعراض ضخم وقراءة مغايرة للتاريخ، كان حلم عديد من السينمائيين عبر الزمن. هناك شيء مغر في تصوير العظمة التي يليها الانهيار، ذاك أن نابليون الذي صعد نجمه غداة الثورة الفرنسية، ثم أصبح ما أصبحه، تم نفيه ليموت وحيداً ومهزوماً، هذا كله لا بد أن يفتح شهية السينما. أشهر المخرجين الذين اهتموا بنابليون ومصيره هو ستانلي كوبريك الذي رحل عن عالمنا من دون أن يتنسى له تحقيق فيلم عنه. وكان جمع لهذا الغرض في منزله ملفات تحتوي على أكثر من 25 ألف بطاقة مأرشفة بحسب التاريخ. فإذا كان يريد أن يعلم ماذا فعل بونابارت في اليوم الفلاني وبرفقة من تناول الطعام، كان يسأل مدير الأرشفة طوني فرويل الذي كان يسحب بدوره البطاقة الموافقة لذلك اليوم من الرف ليبلغه بكامل التفاصيل.

مخرج التاريخ

ريدلي سكوت الذي برز اسمه في العقدين الأخيرين كأحد أسياد نقل التاريخ إلى الشاشة من خلال أفلام مثل "سفر الخروج: آلهة وملوك" و"بروميثيوس" و"مملكة الجنة" و"مصارع"، تسلم مهمات أفلمة فصول من سيرة الإمبراطور الرهيب، مدعوماً بباعه الطويل في مجال تجسيد المعارك الطاحنة، وهي المعارك التي نجد عدداً منها في جديده هذا. في المقابل، لم يكن سكوت مقنعاً وموضوعياً عندما تناول الشؤون السياسة في عديد من أفلامه، وبعضها مثال صارخ للتدليس، كما الحال في "سقوط بلاك هوك" عن معارك مقديشو، إذ صورها من وجهة نظر أميركية سطحية جداً، ويمكن القول إن من يتوقع منه دقة تاريخية أشبه بمن يتوقع أن تغرم به بائعة هوى. فالمخرج الشهير مشغول بالمشهدية والإبهار البصري في المرتبة الأولى، ولا ضرر إذا رافق هذه المشهدية بعض الحقائق التي لا تزعج أحداً، لكن في مجمل الأحوال، لم تكن الحقيقة همه الأول في أي يوم من الأيام. 

هذا الغياب للدقة التاريخية في ما يتعلق بالأحداث المرتبطة بنابليون وغزواته، أقله على النحو الذي أجمع عليه المؤرخون، هو ما أزعح الفرنسيين، وهم المعنيون المباشرون بالقائد الذي يحاول سكوت أن ينزع عنه الهالة ليبرزه كرجل بسيط بلا كاريزما لافتة، وبعيداً من صورته المكرسة في المخيال الشعبي. البورتريه الذي يرسمه الفيلم عنه ليس لمصلحته، إذ نراه رجلاً متعطشاً للسلطة، لا يمانع من إطلاق النار على المحتجين، يقوده حدسه، وهذا مفهوم لأن وظيفة الفن في النهاية هي تدمير الأساطير وفتح سجال حولها. مع ذلك، يبقى من الصعب القبول بفيلم يحمل اسم "نابليون" وفيه عدد من المعطيات التي لا تمت إلى الحقيقة التاريخية بصلة، وذلك منذ الافتتاحية عندما نشاهد إعدام ماري أنطوانيت (1793) في حضور نابليون، على رغم أن التاريخ يقول إنه لم يكن بين الحضور في ذلك اليوم.

تفصيل آخر دس في الفيلم وهو غير صحيح تاريخياً: قصف مدفعي للأهرامات خلال الحملة الفرنسية على مصر لإظهار "همجية" قائدها، هذا كله يعطي انطباعاً بإعادة كتابة للتاريخ، ومن المؤسف أن سكوت لم يذيل عنوان الفيلم باسمه ليصبح "نابليون بحسب ريدلي سكوت" كما فعل من قبله سينمائيون كبار، كي يتنصل من التاريخ ويصور ما يريده على هواه وفق رؤيته الخاصة، لكن هذا هو سكوت، متلاعب كبير، وليس من المستغرب أن ذورة الفيلم البصرية، حين يغرق الجنود داخل بقع الجليد (معركة أوسترليتز - 1805)، تقوم على عديد من المبالغات لخدمة عطشه إلى الإبهار.

تفاصيل مخترعة

يتخفى بعض أنصار سكوت خلف حجة مفادها أن الفيلم ليس وثائقياً بل هو روائي، لكن هذه إشكالية أخرى تستحق النقاش: لماذا فيلم خيالي عن شخصية تاريخية، بعض ما فيه ينم عن أبحاث جدية والبعض الآخر تفاصيل مخترعة لخدمة السياق الدرامي، وما الفائدة من نص يعيد كتابة التاريخ على سجية الكاتب والمخرج، ومع ذلك يبقى شديد الكلاسيكية في رؤيته ومعالجته؟

في أي حال، ما يتبدى جلياً من الفيلم هو أن مخرجه يكن بعض العداء لنابليون، ويقاربه من وجهة نظر شخص بريطاني الأصل، وحتى المراجع التي اعتمد عليها لكتابة السيناريو هي بريطانية، كأنه أراد أن يرى نابليون بعيداً من أمجاده، له ما له وعليه ما عليه. 

إذا ما استطعنا تجاوز هذه العيوب، فيمكن أن نعيش ساعتين ونصف الساعة من المتعة البصرية والسمعية، توفرها حرفة المخرج التي تتجسد على عدة مستويات، أبرزها سردية وإخراجية. يقيم سكوت توازناً بين التاريخ والقصة الشخصية لبونابارت، أي إنه يمزج بين العام والخاص، من دون أن يغلب هذا على هذا. النتيجة أقرب إلى دراسة لشخصية وسلوكياتها. وإذا كانت المعارك العسكرية التي خاضها نابليون مجيدة، فلا يمكن قول الكلام عينه عن حياته العاطفية. يقدم لنا الفيلم رجلاً عادياً لا يملك أي فلسفة، ولا أي رؤية عظيمة، فقط يملك الإرادة والطموح والإيمان الذي لا يهتز بأن الإرادة والطموح كافيان ليغزو العالم ويحتله، هذا هو باختصار خطاب الفيلم. 

تأخذ جوزيفين (فانيسا كربي)، وهي المرأة التي عشقها نابليون إلى حد الهوس والجنون، حصة غير قليلة من الفيلم الذي يشهد تراجعاً كبيراً في وتيرته، ما إن يصبح هو وهي وحدهما داخل الكادر للتفاوض في شؤون هذه العلاقة الصعبة التي ستشوبها مشكلة عدم قدرة الكائن المعشوق على الإنجاب. العلاقة الغرامية تبطئ الإيقاع وتجعله يتنفس، في انتظار معركة جديدة. ويمكن تحريف ما قيل عن أفلام هيتشكوك والقول إن سكوت يصور مشاهد المعارك كقصص حب ومشاهد الحب كمعارك. 

المشكلة ليست في الحط من شأن الرجل القصير القامة من خلال نظرة المرأة إليه (خصوصاً أن جوزيفين -كما يقال- كانت الوحيدة التي تقول حقيقته في وجهه)، بل تكمن في أن ريدلي سكوت وبسبب ارتباطاته الإنتاجية، غير قادر على إنجاز فيلم أعمق، فيختزل الرجل، إما بأقصى ضعفه أو بأقصى قوته. لحسن الحظ أن الفيلم امتنع عن التلميح إلى أن جبروته في ميدان القتال نتيجة لانعادم الحب في حياته. مشكلة أخرى أكثر بروزاً هي أن الفيلم يصور جوزيفين انطلاقاً من مكانة المرأة في وعينا اليوم.

دور بونابارت في تشييد أوروبا الحديثة وإرساء أسس فرنسا المعاصرة غير مطروح البتة في "نابليون". فتلك قضايا وشؤون لا تجد ترجمات بصرية في سينما سكوت، المشهدية والترفيهية بامتياز، لكن عذراً، لا يمكن الحديث عن نابليون من دون الحديث عن القانون المدني الفرنسي وعن إصلاحاته التي أخرجت فرنسا من "عصر الرعب"! هذا إذا كانت هناك ثمة محاولة جادة للحديث عن شخصية تاريخية بارزة. 

المشاهد التي تحمل توقيع سكوت وبراعة يده تغوي المتفرج، وقد يقع تحت سحرها من دون التدقيق في طبيعتها. جمالياً، لا بأس بها، لكنها لا تختلف عن كثير من المشاهد التي حضرت في أفلام من هذا النوع. اللافت أن سكوت لجأ إلى المدرسة التجسيدية القديمة، مفضلاً إياها على "واقعية" السينما المعاصرة. 

أما اللغة الإنجليزية فهذه علة العلل. ليس فقط لأنه ينطق بها رمز من رموز فرنسا، بل لأنه يستخدمها العدوان، البريطاني والفرنسي، هذا عائق آخر يضاف إلى العوائق السابقة، على رغم جهود الممثل واكين فينيكس الواضحة لتجسيد بونابارت في صلابته وهشاشته. لم تكن لريدلي سكوت جرأة مل غيبسون، عندما أصرَّ على أن يجعل السيد المسيح يتكلم بالآرامية في فيلمه الشهير عنه. في زمن يعيد النظر في كل شيء، حيث هوليوود تلام لاستخدام ممثل غير يهودي للاضطلاع بدور يهودي، ألم يحن الوقت كي يتحدث كل شخصية بلغتها؟

 

الـ The Independent  في

20.01.2024

 
 
 
 
 

سيناريو "باربي" و"أوبنهايمر" يتكرر.. من يحصد أكبر ترشيحات للأوسكار؟

الفيلمان اللذان حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2,4 مليار دولار وشكّلا ظاهرة أطلقت عليها شبكات التواصل الاجتماعي تسمية "باربنهايمر"

العربية.نت - وكالات

يُتوقع أن يتكرر في الترشيحات التي تُعلَن الثلاثاء لجوائز الأوسكار سيناريو إدراج "باربي" و"أوبنهايمر" ضمن قوائم المتنافسين في عدد كبير من الفئات، من بينها أفضل فيلم، بعدما حققا إيرادات ضخمة صيفاً.

فهذان الفيلمان اللذان حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2,4 مليار دولار وشكّلا ظاهرة أطلقت عليهما شبكات التواصل الاجتماعي تسمية "باربنهايمر" لتزامن طرحهما في الصالات، يطمح كل منهما إلى نحو 12 ترشيحاً.

وقال الكاتب في موقع "ديدلاين" المتخصص بيت هاموند لوكالة فرانس برس "إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات".

ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل حصة الأسد من الترشيحات بعدما حصل على خمسة جوائز غولدن غلوب.

أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل إنجازه التجاري على شباك التذاكر إلى ذهب هوليوودي.

ولاحظ هاموند أن "الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل حظاً في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية قليلا". وأضاف "في عالم باربنهايمر، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً".

وفرض نجما الفيلمين، اي كيليان مورفي في دور جاي روبرت أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما كمرشحين أساسيين لجائزتَي التمثيل.

وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيده شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر المتعاطف مع الشيوعية هاجساً له، في حين يتألق راين غوسلينغ في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية.

منافسة فرنسية محتملة

وإلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحا كبيرا في الصيف، "يبدو من السهل التنبؤ" بالمنافسين الآخرين على جائزة أوسكار أفضل فيلم هذه السنة، بحسب هاموند.

وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى "كيلرز أوف ذي فلاور مون" التاريخي لمارتن سكورسيزي، و"بور ثينغز" الذي نال الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، والقصة الميلادية الناعمة للبالغين "وينتر برايك"، و"مايسترو" للأميركي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستين.

وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان "أناتومي دون شوت" ("Anatomie d'une chute").

وفاز الفيلم بجائزتي غولدن غلوب في مطلع كانون يناير، ويمكن أن يُرشح أيضاً لأوسكار أفضل سيناريو، وأن تنافس في فئة ممثلة بطلته ساندرا هولر التي تؤدي كذلك دور البطولة في منافس جدي آخر "زون أوف إنترست"، الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، عن يوميات قائد معسكر الإبادة النازي في أوشفيتز.

لكن أناتومي دون شوت" الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها لن يتمكن من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.

فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم "لا باسيون دو دودان بوفّان" (La Passion de Dodin Bouffant)، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.

وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار شارل جيليبير لوكالة فرانس برس "من الواضح تماما أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى احتفال توزيع جوائز الأوسكار".

وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح، لجهة "زيادة عدد الناخبين" فيها.

سنة المُخرجات؟

وبين "اناتومي دون شوت" لجوستين ترييه، و"باربي" للمخرجة غريتا غيرويغ، و"باست لايفز"، وهو فيلم أميركي كوري لسيلين سونغ، يمكن أن تشمل المنافسة على أوسكار أفضل فيلم ثلاثة أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة في تاريخ هذه الجوائز.

فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرضت طويلاً لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشَح لمكافأتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات.

وقال هاموند "قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم". أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول "سنرى".

ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم تضم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، لو حصل، دوياً كبيراً.

وتشهد فئات التمثيل على اختلاقها منافسة محتدمة أيضاً.

ففي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن اللقب سيكون موضع مبارزة بين إيما ستون التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في "بور ثينغز"، وليلي غلادستون التي تؤدي في "كيلرز أوف ذي فلاور مون" دور أميركية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من سكان أميركا الأصليين.

وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً.

ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره كأستاذ تاريخ في "وينتر برايك"، وجيفري رايت ("أميركان فيكشن") وكولمان دومينغو ("بايارد راستين").

ويقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعون في العاشر من مارس المقبل، بعد عام شهد إضرابا تاريخيا للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.

 

العربية نت السعودية في

21.01.2024

 
 
 
 
 

Oppenheimer وBarbie الأكثر حظاً في الأوسكار

البلاد/ مسافات

يُتوقع أن يتكرر في ترشيحات جوائز الأوسكار، الثلاثاء سيناريو إدراج Barbie وOppenheimer ضمن قوائم المتنافسين في عدد كبير من الفئات، من بينها أفضل فيلم، بعدما حققا إيرادات ضخمة صيفاً.  

فهذان الفيلمان اللذان حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2,4 مليار دولار، وشكّلا ظاهرة أطلقت عليهما شبكات التواصل الاجتماعي تسمية “باربنهايمر”، لتزامن طرحهما في الصالات، يطمح كل منهما إلى نحو 12 ترشيحاً.  

وقال الكاتب في موقع “ديدلاين” المتخصص بيت هاموند لوكالة فرانس برس “إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات”. 

ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل حصة الأسد من الترشيحات، بعدما حصل على 5 جوائز جولدن جلوب. 

 أما فيلم جريتا جيرويج عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل إنجازه التجاري في شباك التذاكر إلى ذهب هوليوودي. 

ولاحظ هاموند أن  “الأفلام الكوميدية تحظى عادة بحظوظ أقل حظاً في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية قليلا”، وأضاف “في عالم باربنهايمر، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية؛ لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً”. 

وفرض نجمي الفيلمين، أي كيليان مورفي في دور روبرت أوبنهايمر، ومارجو روبي في دور باربي، نفسيهما كمرشحين أساسيين لجائزتَي التمثيل. 

وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيده شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر المتعاطف مع الشيوعية هاجساً له، في حين يتألق راين جوسلينج، في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية. 

منافسة فرنسية محتملة  

وإلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحا كبيرا في الصيف، “يبدو من السهل التنبؤ” بالمنافسين الآخرين على جائزة أوسكار أفضل فيلم هذه السنة، بحسب هاموند. 

وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى Killers of the Flower Moon التاريخي لمارتن سكورسيزي، وPoor Things الذي نال الأسد الذهبي في مهرجان البندقية، 

والقصة الميلادية الناعمة للبالغين Winter Break، وMaestro للأميركي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً، في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستين. 

وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز السعفة الذهبية في مهرجان كان Anatomy of a Fall

وفاز الفيلم بجائزتي جولدن جلوب في مطلع يناير، ويمكن أن يُرشح أيضاً  لأوسكار أفضل سيناريو، وأن تنافس في فئة ممثلة بطلته ساندرا هولر التي تؤدي كذلك دور البطولة في منافس جدي آخر The Zone of Interest، الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان كان، عن يوميات قائد معسكر الإبادة النازي في أوشفيتز. 

لكن أناتومي دون شوت” الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها لن يتمكن من الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية. 

فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم The Taste of Things، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام 

وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار شارل جيليبير لوكالة فرانس برس “من الواضح تماما أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى احتفال توزيع جوائز الأوسكار”. 

وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح، لجهة “زيادة عدد الناخبين” فيها. 

سنة المُخرجات؟ 

وبين Anatomy of a Fall لجوستين ترييه، وBarbie للمخرجة جريتا جيرويج، و”باست لايفز”، وهو فيلم أميركي كوري لسيلين سونج، يمكن أن تشمل المنافسة على أوسكار أفضل فيلم 3 أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة في تاريخ هذه الجوائز. 

فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرضت طويلاً لانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشَح لمكافأتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات.  

وقال هاموند “قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم”. أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول “سنرى”. 

ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم تضم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين  ترييه، لو حصل، دوياً كبيراً. 

وتشهد فئات التمثيل على اختلاقها منافسة محتدمة أيضاً، ففي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن اللقب سيكون موضعاً للمبارزة بين إيما ستون التي تجسّد نسخة أنثوية  من فرانكنشتاين في Poor Things، وليلي جلادستون التي تؤدي في Killers of the Flower Moon دور أميركية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من  سكان أميركا الأصليين. 

وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً. ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره كأستاذ تاريخ  في Winter Break

ويقام احتفال توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعين في 10 مارس المقبل، بعد عام شهد إضرابا تاريخيا للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود بحسب Asharq

 

البلاد البحرينية في

22.01.2024

 
 
 
 
 

فيلم «أوبنهايمر» ليس أفضل أفلام «نولان»

سلطان فادن

عند مراجعة فيلم «أوبنهايمر»، فهي من المواقف القليلة أن يكون الحديث عن الفيلم فقط لا يكفي، فلا بد من الحديث عن كاتب ومخرج الفيلم كريستوفر نولان. هذا المخرج البريطاني – الأميركي الذي يعتبر من أميز المخرجين في بدايات القرن الواحد والعشرين. وبالإضافة إلى تميزه الفني فقد حققت أفلامه نجاحًا تجاريًا تجاوزت ستة مليارات دولار. هو مخرج ذكي وحرفي ودقيق، هذه جميعًا تنعكس في كل فيلم من أفلامه.

أقرب فيلم يعكس شخصية نولان هي شخصية أي من الساحرين الرئيسيين في فيلم «The Prestige». فهو يستمتع بتقديم سحره مع تطور أحداث أي فيلم من أفلامه، ويحتفظ بكشف جزء من أسراره إلى النهاية. كما استمر في تقديم أنواع مختلفة «Genre» حيث يختلف كل فيلم عن الفيلم السابق. فمن عالم محترفي خفة اليد إلى عالم الجريمة وعالم الأحلام والخيال العلمي الفضائي والأبطال الخارقين والجاسوسية. مع احتفاظه دائمًا بأسلوب السرد المشوق الذي يحمل «بصمته الوراثية».

حتى وصل إلى مرحلة فيلم «Oppenheimer». هنا وصل نولان إلى مرحلة ناضجة ومكانة عالية في عالم الإخراج السينمائي. فاختار مسارًا مختلفًا يمارس فيه رغباته واختياراته الشخصية. أولًا اختار تقديم فيلم سيرة ذاتية «موضة هوليوود في السنوات الأخيرة»، واختار أن يبتعد عن الاعتماد على المؤثرات الصورة بالحاسب الآلي، واختار إعطاء مساحة درامية أكبر ومساحات مناسبة لأداء الممثلين «لذلك هو سيحصد معظم الجوائز».

اختار هنا بذكاء شخصية العالم الفيزيائي أوبنهايمر ذي الخلفية اليهودية في أحداث حصلت مع نهايات الحرب العالمية الثانية ودوره الرئيسي كأب لـ«القنبلة الذرية». حاول نولان أن يركز بشكل أساسي في الفيلم على الصراعات الداخلية لأوبنهايمر ما بين التفوق العلمي الأميركي وما بين الندم على اختراعه المميت. لكن العنصر المفقود في الفيلم، الذي حاول نولان ألا يلتفت إليه جمهوره، هو أنه من الصعب قياس مقدار فظاعة قنابل نولان، دون عرض مشاهد الضحايا في مدينتي هيروشيما وناجازاكي.

بالرغم من أن فيلم أوبنهايمر فيلم ممتاز ومن أفضل أفلام السير الذاتية، فإن معظم جمهور نولان كانوا يترقبون فيلمًا «ذكيًا» لنولان، ويفوق ذكاءه جميع أفلامه السابقة. هنا أيضًا استخدم ذكاءه العاطفي والتجاري في التسويق السابق للفيلم لكيلا يخسر شغف جمهوره من ناحية، ولكي يحقق من ناحية أخرى المعادلة الصعبة بفيلم ذي مستوى عالٍ فنيًا وتجاريًا. ويبدو أنه نجح في ذلك.

لذلك جمهوره حتى بعد أوبنهايمر مستمر في تشوقه لفيلم نولان القادم، ومتوقع أن نولان سيعود ويرضيهم بفيلم قادم ذكي، يخوض فيه في نوع جديد تمامًا.

مقولة الفيلم: أوبنهايمر:«والآن أصبحت أنا الموت، مدمر العوالم».

 

موقع "سوليوود" في

22.01.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004