ملفات خاصة

 
 
 

3 مهرجانات عالمية في الصدارة وأخرى عربية ثبتت اقدامها

هوليوودمحمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

آخر حبة في عنقود المهرجانات هذا العام هو مهرجان «الجونة» في دورته السادسة الذي انطلق أمس (الخميس)، ويستمر حتى الحادي والعشرين من هذا الشهر.

لم يكن هذا الموعد هو الاختيار الأول للمهرجان، بل كان سيُقام في أثناء شهر أكتوبر (تشرين الأول) كما اعتاد، لكن في ذلك الشهر اندلعت الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية فتقرر إلغاء الدورة قبل أن يعلَن لها موعد جديد. الحقيقة أن إلغاء هذه الدورة بالكامل لم يكن قراراً حكيماً؛ لأن الدورة ذاتها كانت قد أُلغيت العام الماضي أيضاً، مما سيؤثر على مصداقية المهرجان ككل. بالتالي، فإن هذا التاريخ المؤقت في هذا الشهر هو الحل الأفضل له بالفعل.

في عداد المهرجانات العربية، بات يُحسب للجونة استدامته وحضوره. هو انطلق مع نزول ستارة مهرجان دبي الذي كان قد وصل إلى ذروة المساهمات العالمية في هذا الحقل، واستفاد من الاستعداد الإداري والمالي والفني الكبير الذي حُشد له. أُريدَ له أن يولَد كبيراً، ويكبر، وإلى حد بعيد فعل ذلك بفضل فريقه.

بالطبع هو ليس المهرجان العربي الوحيد الذي يُنظر إليه بعين التقدير ويُحسب لحضوره ألف حساب. هناك، ومنذ ثلاث سنوات، مهرجان «البحر الأحمر» الذي انتهى من دورته الأخيرة في التاسع من هذا الشهر بنجاح لافت على صعيدَي الأهمية والحضور.

ميزات كثيرة يتمتع بها «مهرجان البحر الأحمر»، وأهمها استعداد الحكومة السعودية لبذل كل ما يمكن بذله لجعل هذا المهرجان جسراً فنياً وإعلامياً بين المملكة والعالم في اتجاهين متواليين. هناك إطلالة السعودية على العالم عبره وإطلالة العالم على السعودية من خلاله أيضاً. النسخة الأخيرة من المهرجان حققت خطوات كثيرة إلى الأمام مقارنةً بالدورتين السابقتين، وإذا ما استمر هذا التقدم فإن النجاح المحلي والعالمي سيستمر على منوال ثابت.

مع مهرجانات القاهرة ومراكش وقرطاج فإن «البحر الأحمر» و«الجونة» هي الصف الأول عربياً، يليها عدد كبير من المهرجانات الصغيرة بعضها حَسَنُ التنظيم وبعضها الآخر يعاني سوء إدارته أو حدود ميزانيّته بحيث ما زال يدور في مكانه منذ إنشائه.

في الصدارة

هناك أكثر من مستوى واحد من العالمية، أهمها اثنان: الأول أن يجلب المهرجان الأفلام والضيوف ويؤسّس وجوده أفضلَ ما يمكن له أن يكون في منطقته الجغرافية.

المستوى الآخر هو الأصعب والأعلى: أن يختاره المنتجون الغربيون لعروض أفلامهم قبل عروضها في أي مهرجان عالمي آخر. سبب صعوبة تحقيق هذا المستوى يعود إلى عوامل خارج إرادة المهرجان العربي (وفي ذلك يمكن ضم عشرات المهرجانات الكبيرة حول العالم) من بينها أن المنتج عليه أن يرى ما الذي سيعود إليه من جراء اختيار فيلمه عرضاً أول (برميير) في أي مهرجان.

لهذا امتلكت ثلاثة مهرجانات عالمية الصدارة وزمام الموقف هي: «كان» و«فنيسيا» و«برلين». بعدها هناك: «روتردام» و«لوكارنو» و«كارلوفي فاري» و«صندانس» و«تورنتو» و«سان سابستيان».

في عام 2023 زادت حدّة المنافسة بين «فنيسيا» و«كان»، وكاد مهرجان «برلين» أن يخرج من الاهتمامات العالمية الأولى بسبب إدارته التي لم تستطع أن تجلب ما يجعل من الدورة امتداداً طبيعياً لدوراته الناجحة السابقة. وكان قد تم الإعلان في الثالث عشر من هذا الشهر عن تغيير إداري جديد تتسلم تريسيا تاتل إدارته بدءاً من نهاية الدورة الرابعة والسبعين في فبراير (شباط) المقبل. تاتل أميركية عملت سابقاً ضمن فريق إدارة جوائز «بافتا». ولسبب غير معلوم تماماً ما زال المهرجان يبحث عن مدير ألماني للمهمّة. فالإدارة السابقة مباشرةً ومنذ عام 2019 تسلمها كلٌّ من الهولندية مارييت ريزنبيك، والإيطالي كارلو شاتريان. في عام 2020 بدأ انتشار الوباء. وفي دورة 2021 عُرضت أفلامه على الإنترنت، ثم عاد العام الماضي بكتلة من المشكلات من بينها افتقاؤه لأفلام متاحة للمهرجانين الآخَرَين: «فنيسيا» و«كان».

«كان»، (السادس والسبعون)، انطلق تحت قيادة المخرج السويدي روبن أوستلند، ومنح جائزته الأولى لفيلم جوستين ترايت «تشريح سقوط»، وحفل بعدد كبير من الأفلام الجيدة في المسابقة وخارجها، من بينها «أوراق شجر متساقطة» لآكي كيورسماكي (فنلندا)، و«أسترويد سيتي» للوس أندرسن (الولايات المتحدة)، و«أيام تامّة» لفيم فندرز (ألماني - ياباني)، و«السنديان القديم» لِكِن لوتش (بريطانيا).

منافسه الأول «فنيسيا»، احتفل بدورته الثمانين، وترأسها مخرج آخر هو الأميركي داميان شازال الذي منح الجائزة الأولى لفيلم أوروبي آخر هو «أشياء بائسة» لليوناني يورغوس لانتيموس.

كلا هذين الفيلمين يقود الهجوم الأوروبي على جوائز «غولدن غلوب» و«أوسكار». والفيلم الذي سيفوز بذهبية إحدى هاتين المناسبتين «أفضل فيلم عالمي» سيعزِّز من مكانة المهرجان الذي عرض الفيلم الفائز فيه.

ثلاثة شروط

ما تتنافس عليه المهرجانات الأولى هي الإنتاجات التي يمكن لها أن تحقق ثلاثة أهداف: أن تُثري المهرجان بحضور إعلامي مواكب (مخرجين وممثلين مشهورين)، وأن تثير اهتمامات نقدية لأنها جزء من الحملة الإعلامية التي تستفيد المهرجانات منها، وأن تستطيع أن تعيش لما بعد انتهاء المهرجانات فتدخل محافل المناسبات الدولية كـ«أوسكار» و«بافتا» و«غولدن غلوب». هذا الشق الأخير بالغ الأهمية؛ فوصول فيلم ما إلى منافسة أفلام أخرى في سباق الأفلام الأجنبية يعني أنه استفاد من عروضه في مهرجان ويمكن الاعتماد عليه لإيصال الفيلم المشترِك إلى نجاحات أعلى، ما يدفع بالتالي منتجي الأفلام ومخرجيها إلى اعتماد هذا المهرجان أو ذاك لأنه تذكرة رابحة لوصوله إلى سدّة تلك الجوائز السنوية.

لكنّ نسبة الجيد من الأفلام التي تستقطبها المهرجانات العالمية ما عادت غالبة كما كان الوضع حتى سنوات قريبة ماضية. رحيل بعض كبار المخرجين (غودار، زئوتروفو، وفايدا، وبرتولوتشي، وروزي... إلخ) وانسحاب آخرين من العمل لسنوات (فرنسيس فورد كوبولا، وجيم جارموش، وكاثرين بيغلو، وديفيد لينش، وميشيل هنيك، وفولكر شلندورف، وسواهم) لا يمكن تعويضه نوعياً وعلى المستوى ذاته.

لذلك رأينا المزيد من الأفلام ذات المستوى المتوسط تحقق الخطوة صوب العروض الرئيسية في مهرجانات «برلين» و«كان» و«فنيسيا»، ما يؤثر في مستويات الأفلام المتسابقة في الأساس.

التوجه العام صوب خلق أسواق سينمائية في المهرجانات الأولى كان قد بدأ قبل عقود، ثم توسَّع ليشمل عدداً أكبر من المهرجانات الدولية الأخرى (بما في ذلك مهرجان «البحر الأحمر»). كذلك الحال بالنسبة إلى قيام المهرجانات بدعم الإنتاجات الجديدة عبر صناديق تمويلية ومسابقات هامشية.

الجانبان مهمّان أيضاً كوسيلة جذب، كما كان الحال في هذا العام عندما ارتفع عدد الصفقات المبرَمة في «كان» و«البحر الأحمر» و«صندانس» الأميركي عن معدّلاته السابقة.

بعض المهرجانات، مثل «فنيسيا»، لا يود الإبحار بعيداً فوق هذه المساحة التي تتطلب ميزانيات إضافية وفهماً للسوق الأوروبية من حيث قدرتها على استيعاب المزيد من الأسواق. لذلك شهد في العام الحالي، استمرار ريادة مهرجان «كان» في المهرجانات الدولية على هذا الصعيد. السوق الكبرى الثانية في أوروبا هي تلك التي يقيمها، بنجاح، مهرجان «برلين» السينمائي.

على الجبهة الكندية

في أميركا الشمالية لم يشهد العام تغييرات حاسمة إلا من حيث نوعٍ من إعادة التأهيل بعد الفترة الحرجة التي شهدتها الأعوام القليلة الماضية تبعاً لانتشار وباء كورونا. تحديداً، كلٌّ من مهرجانَي «تورنتو» الكندي و«صندانس» الأميركي استعادا في 2023 الحضور الذي تأثر خلال العامين الماضيين.

«صندانس» لا يزال الجاذب الأول للأفلام المستقلة الأميركية والعالمية عبر أقسام لـ«الروائي» و«التسجيلي»، وبين الأفلام الطويلة والقصيرة وتلك الآتية من الولايات المتحدة والأخرى القادمة من دول العالم.

كل نوع (تسجيلي، وروائي) فيه مسابقتان (محلية وعالمية) إلى جانب جوائز عن أقسام أخرى.

على الجبهة الكندية استعاد «تورنتو» وضعه المستقل تماماً عن باقي المهرجانات العالمية: هو مرتاح من تفعيل مسابقات ومستغنٍ عن لجان التحكيم. رغم ذلك، هو مهرجان متألق بحضور أميركي وعالمي كثيف كونه في الموقع الجغرافي والزمني المناسب لدخول السوق الأميركية من خلال صفقات تُعقد في رحابه حتى من دون وجود سوق رسمية.

عودة موجزة للمهرجانات العربية تكشف عن أن معظمها معرّض لحالات عدم استقرار. الحرب الفلسطينية - الإسرائيلية الدائرة أثّرت في مهرجان «الجونة»، (عبر تخليه عن موعد سابق والعودة فيما سمّاها «دورة استثنائية»)، و«قرطاج»، (الذي شهد ما هو أقرب لعروض مخصصة)، و«القاهرة»، (الذي أُلغيت دورته المنتظَرة بالكامل).

أفلام فائزة

شهد عام 2023 حضوراً كثيفاً للسينما الأوروبية بحيث لم يفز من بين المهرجانات العشرة المنتخَبة هنا إلا فيلم آسيوي واحد وفيلم أميركي واحد. القائمة مرتّبة أبجدياً.

-أنيسي (سويسرا) Chicken for Linda! إخراج: سيباستيان لودنباك (فرنسا - إيطاليا)

-البحر الأحمر (المملكة العربية السعودية) In Flames إخراج: زرار كون (باكستان)

-برلين (ألمانيا) On The Adamant إخراج: نيكولاس فيلبرت (فرنسا - اليابان)

-روتردام (هولندا) New Strains (لم يُشاهد) إخراج: براشناث كامالاكانتان (الولايات المتحدة)

-سان سابستيان (أسبانيا) The Rye Horn جايون كامبوردا (إسبانيا - برتغال) (لم يُشاهد)

-ڤنيسيا (إيطاليا) Poor Things إخراج: يورغوس لانتيموس (آيرلندا - بريطانيا)

-كارلوڤاري (جمهورية تشيك) Blaga’s Lesson إخراج: ستيفن كومنداريف (بلغاريا)

-كان: Anatomy of a Fall (فرنسا) إخراج: جوستين تراييت (فرنسا)

-لوكارنو (سويسرا) Critical Zone إخراج: علي أحمد زاده (ألمانيا)

-مراكش (المغرب) Banel & Adama  (السنغال - فرنسا) إخراج: راماتا تولاي سي (فرنسا - السنغال)

 

الشرق الأوسط في

14.12.2023

 
 
 
 
 

"بنات ألفة".. عن الازدواجية والجوع العاطفي وفقر الروح

جدة-رامي عبد الرازق*

في لحظة بوح مفعمة بالألم المكتوم وحيرة التعري الداخلي، نشاهد أم البنات "ألفة" وصورتها تنعكس بين مرآة جانبية، تبدو من زاويتين مختلفتين كأنها امرأتان، ثم في المشهد التالي نرى الممثلة هند صبري، وهي تعيد تقديم شخصية "ألفة" في أزمتها مع بناتها وقت تكوينهن الأول، ومراحل نموه النفسي والعقلي، لندرك أن جوهر سردية الفيلم قائم على تفتيت أزمة الازدواجية لدى هذه المرأة، أو طرحها بالصورة التي تجعلها مفتاحاً لقراءة ما حدث.

في ليلة توزيع جوائز الأعمال الفائزة بالدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الخميس، حصل فيلم "بنات ألفة" للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، والمشارك في مسابقة "روائع عربية" على جائزة "قناة الشرق الوثائقية" كأفضل وثائقي عُرض في دورة هذا العام (30 نوفمبر - 9 ديسمبر) بمدينة جدة السعودية.

وكان الفيلم قد حقق مؤخراً جائزة جديدة، حيث فاز كأفضل وثائقي في حفل جوائز جوثام، وهي واحدة من ألمع الجوائز العالمية التي تكرم السينما المستقلة، بالإضافة لكونه ترشيح تونس الرسمي لجوائز الأوسكار، وقد شهد عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي ضمن المسابقة الرسمية، استقبالاً لافتاً.

الفيلم من إنتاج تونسي فرنسي ألماني سعودي مشترك، ومستوحى من قصة حقيقية لسيدة تونسية اسمها "ألفة"، لديها 4 بنات، عضها الفقر وقت حكم بن علي، وأكلت سباع الزواج الفاشل قلبها، ثم نهشها سوء اختيار بديل للأب المغادر، فتركت بناتها يعانين وطأة وضع أسري شاذ وغير مفهوم، وشُغلت بالعمل من أجل المال في غربة صريحة، مما أدى إلى انزلاق اثنتين من بناتها في وحل التطرف الديني، لينتهي بهما المطاف إلى السجن؛ بسبب هروبهما إلى ليبيا، وانضمامهما إلى تنظيم داعش.

وثائقي بطعم الدراما

 يمكن أن نبدأ تفكيك الفيلم، بسؤال عن سبب وجود الممثلة هند صبري في تجربة وثائقية؟، بل وتقوم بدور السيدة التي يتمحور الفيلم حول أزمتها وبناتها، وفي نفس الحيز المكاني والزمني الذي تتواجد فيه "ألفة" نفسها!.

بالطبع لا توجد إجابة صريحة وواضحة، بل إن الإجابة تستدعي العودة إلى تجربة كوثر الأولى "شلاط تونس"، قبل 10 سنوات، والتي قدمت من خلاله هذا اللون الذي يمزج بين التسجيلي الصريح والدرامي المموه، فقد كان الفيلم يرصد ظاهرة التشليط، وهي ضرب الفتيات بآلة حادة من قبل مجهول يدّعي أنه يقيم شرع الله، وهي نفس جدلية فيلم "ألفة" التي يشتبك فيها الاجتماعي بالديني بالسياسي.

إذن فالشكل العابر للأنواع، الذي يحاول أن يصيغ تركيبته من رأسي كائنين مختلفين (وثائقي ودرامي) ليس بجديد على بن هنية، والتي تعتبر واحدة من أغزر المخرجات العربيات إنتاجاً في العقد الأخير، وتنوعاً في شكل التجارب التي تخوضها، بل وتفاوتاً في مستوى التجارب نفسها على كثرتها.

ما فعلته كوثر هنا، هو أنها استدعت هند صبري لتقديم دور ألفة! رغم أن الفيلم ليس درامياً! واستدعت ممثلتين شابتين هما نور فروي وإشراق مطر، في دور ابنتي ألفة الهاربتين إلى (جنة داعش)، وأخيراً استدعاء الممثل التونسي الشاب مجد مستورة، ليقدم كل الأدوار الرجالية التي يأتي ذكرها في حياة الأسرة الفائرة بالهرمونات الأنثوية، أم و4 بنات شابات.

وقد كتبت كوثر سيناريو الفيلم، وتولت عملية المونتاج بنفسها، وبالتالي صار لها ذلك التحكم المطلق على المستويين التقني والفني في سردية العمل بالشكل الذي اختارته!. 

طيب كيف يمكن أن نحسم موقفنا من هذا الشكل؟ خاصة أنه غير اعتيادي بالصورة التقليدية لنوعية الوثائقي التي تعتمد على إعادة بناء المشاهد والتفاصيل والأحداث التي لا يتوافر لها أرشيف مصور أو وثائق دقيقة، وتعتمد في كثير من الأحيان على المروي والمعاد تذكره وحتى المشكوك في حدوثه!.

وقد شهدت مسابقة البحر الأحمر هذا العام، وثائقي ينتمي إلى نوعية إعادة البناء، وهو النرويجي العراقي "إخفاء صدام حسين" للمخرج هلكوت مصطفى، ولكن "بنات ألفة" لا يعيد فقط بناء بعض الذكريات أو الأحداث عبر مجموعة ممثلين، ولكنه يستدعي الشخصيات الحقيقية نفسها لتمثل ما سبق لها وعاشته، بل وتتبادل كل من ألفة وهند القيام بدور قناع ألفة في الماضي.

وتقوم كوثر بتصعيد التركيبة إلى شكل أكثر تعقيداً، وهو ظهور كلا المرأتين الأصلية والقناع في المشهد نفسه، ليس فقط ليعيد بناء ما حدث انطلاقاً من رواية ألفة، ولكن لكسر الإيهام أيضاً، أي تصوير كواليس الحوار بين الممثلة والشخصية الأًصلية، لكي نصل إلى مكنونها ونواة أفكارها وأفعالها، ليس فقط من أجل أن تتعرف الممثلة على ملامح الشخصية التي ستؤديها، ولكن في الأساس، وفي مكر -ومهارة نسبية- لتفتيت حواجز شخصية ألفة التي تحيط بها كتل ذكرياتها المخفية ومواجهتها بحقيقة رهيبة، طالما راوغت في المجاهرة بها منذ بداية الفيلم، وربما منذ بداية الأزمة نفسها، وهي مسؤوليتها شبه الكاملة عن مصير الفتيات الأربعة، سواء من فررن إلى داعش، أو من بقين معها في ظل دكتاتوريتها الأمومية العنيفة أو ازدواجيتها المخفية تحت أسمال الجوع العاطفي، أو الجفاف المادي، أو عقد الطفولة والمراهقة والبلوغ الدموية.

هند والقناع

بعد الساعة الأولى من الفيلم، يمكن أن نبدأ في إدراك أن كوثر لم تستحضر هند صبري من أجل أن تجعلها تمثل دور ألفة، وأن ما تصورنا أنه دور هند في الفيلم –قناع شخصية ألفة- ليس تماماً هو مهمته الحقيقية، بل أن وجود هند هو ربما قناع لكوثر نفسها!.

صحيح أنها تقف خلف الكاميرا وأمام ألفة والبنات، وصحيح أنها حاضرة بصوتها ورؤيتها وتفاصيلها الفنية كمخرجة، ولكن على ما يبدو أنها كانت تريد أكثر من ذلك، كانت تريد من يقف مع ألفة داخل الكادر، أو داخل نفسها، لكي تضمن بشكل أو بآخر أن تنفتح مغاليق قلبها، أو يصبح البوح المطلوب أكثر عمقاً وإيلاماً، فكل بوح بلا ألم لا يعول عليه، خصوصاً لو كان هذا البوح مرتبطاً بشتى أنواع الأفعال التي تصل حد التطرف والهيستريا والشذوذ، وهي الأفعال التي أدت في النهاية للقاع الذي وصل إليه حجر هذه الأسرة.

إن ما فعله وجود هند ملتصقة بشخصية ألفة إلى حد التوحد والوجع الكامل ربما كان هو ما تطمح إليه كوثر في تجربتها مع حكاية هذه المرأة وبناتها، بل ومع حكاية البلد بأكملها، والتي لا يمكن فصل تاريخها الاجتماعي والسياسي والنفسي عن تاريخ ألفة والبنات، بل وبقليل من التبسيط، يسهل أن نعتبر أن ألفة هي المجاز الحي عن تونس بين حقبتي بن علي وما بعده، بكل أشكال التخبط والارتباك والعشوائية، وغياب بوصلة (أبوية) واضحة تسعى لجمع الشمل أو تلمس الطريق أو حتى حماية الشعب/ الأسرة من اندلاق الزمن على قارعة الهدر والتشتت.

ربما لم تكن ألفة وبناتها ليتمكن من ممارسة هذا القدر من البوح والمصارحة الحرة لولا وجود هند بينهن في دور ألفة/الأم، أو لولا قيام مجد مستورة بكل الأدوار الرجالية في الفيلم بداية من الزوج/ الأب السكير القاسي رمز عمود الخيمة المكسور من البداية، مروراً بالعشيق أو الحبيب الذي حل على قلب الأم، وجسد البنات، بعد أن اطمأنت له جدران البيت، فلوثها بمسحوق روحه الملعونة، وصار الأمر أقرب لتحقق قصة بيت من لحم –أشهر قصص المصري يوسف إدريس- في أكثر صورها بشاعة ودونية.

ما شهدناه من بوح يصل إلى حد الصراخ، وحتى مع هبوط الإيقاع في النصف الثاني من الفيلم بصورة محبطة نتيجة التكرار وفقدان التماس مع الصورة العامة والخوض في تفاصيل باهتة شهدتها فترة التحول إلى سواد النقاب والقلب، ما شهدناه ربما هو نتاج لتلك المعادلة التي حاولت كوثر أن تحققها، وبالتالي يمكننا تصور الإجابة عن سؤال الشكل –الوثائقي بطعم الدراما- وعلاقته بسردية العمل الأساسية، فالمسألة لم تكن إذن مجرد مغامرة لافتة يراد بها استغلال هذا الخلط المقصود، بل أن وجود هند صنع ما يمكن أن نتصور أنه عامل محفز لكل عناصر الدراما التي توجد في قصة مكتوبة من قبل الحياة نفسها.

إن المصير الذي شهدته "ألفة" وبناتها، وبناءً على ما بحن به جميعهن، وما نجحت كوثر وهند في استخراجه من أبارهن الباطنية، هو محصلة التشوه النفسي والعاطفي والاجتماعي الذي عاشته ألفة نفسها، وهو التشوه الذي كان دافعها متعدد الأوجه لصياغة حياتها وحياة بناتها بهذا الشكل، حيث القسوة الشديدة في التعامل مع كونهن إناث معرضات للشهوة والأخذ بالقوة أو الانحراف وخمود الضمير، ثم الجوع العاطفي بسبب الحرمان من كائن الرجل في مختلف تجلياته كزوج وأب وراعٍ ومسؤول عن المال والأبناء، وما أدى به هذا من تورط في علاقة نجسة تركت آثارها على أجساد البنات، وأرواحهن التي تعرضت للاغتصاب على يد بديل الأب، وهو ما قادهن في النهاية -مع ردة المجتمع إلى كهوف السلفية- إلى أن يجدن في ارتداء أسود النقاب، حكمة تصف كل ما حدث لهن على اعتبار أنه ابتلاء يمهد الطريق للجنة!.

ولما كانت الأم تعمل بعيداً من أجل الحصول على ما يسد رمق البيت، شهدت غرف البنات كل ما لا يحتمل من تحولات عاصفة، لم يكن وعيهن الصغير بقادر على استيعابها ودحض مجازفاتها المميتة، فذهبن جميعاً إلى (طريق الله) رغبة في التوبة من خطايا غير مفهومة، ولم تعد سوى الصغيرتين ناجيتين من الهوة، بينما لم تتمكن أخواتهن الأكبر سناً سوى أن يهربن من جحيم الأم والبلد والبيت إلى رمضاء داعش الحارقة.

ربما لا يمكن اعتبار قصة "ألفة" وبناتها بالجديدة أو الغالية في طزاجتها، لكن ما قدمته بن هنية في محاولاتها إعادة تشكيل السردية، بما يتيح أكبر قدر من محاكمة الأم في مختلف صورها، وتعرية الأسباب التي أفرزت مثل هذا النموذج المعجون بالتشوه، هو أكثر ما يلفت النظر في التجربة، ويحررها من سياق الميلودراما العائلية الموجهة، إلى استكمال ما بدأته المخرجة قبل سنوات بسؤالها المشتبك مع الأرض (ماذا الذي يحدث في بلادنا؟ ولماذا؟!)

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

17.12.2023

 
 
 
 
 

هيمنة النجوم المرشحين والحائزين على جوائز الأوسكار على العروض التلفزيونية في 2024

البلاد/ مسافات

تستعد منصات البث الرقمي وخدمات البث المباشر وشبكات التلفزيون التقليدية للتعافي بعد عام شهد توقف مؤقت لإنتاج الأفلام وتأجيل موعد صدورها بسبب إضرابات هوليوود.

وتخطط هذه الشركات لتخطي فترة التوقف من خلال تقديم مجموعة واسعة من العروض التلفزيونية الجديدة المقرر عرضها لأول مرة في بداية عام 2024، وستتضمن هذه الأعمال العديد من النجوم سواء الحاصلين على جوائز الأوسكار أو من ترشحوا لها من قبل.

هيمنة النجوم الحاصلين على جوائز أوسكار

ستلعب ميشيل يوه، التي حصلت على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم Everything Everywhere All at Once، دور البطولة في مسلسل جديد يعرض على نتفليكس بعنوان The Brothers Sun.

وتدور أحداث المسلسل حول وفاة زعيم عصابة تايواني والتداعيات الخطيرة التي تواجهها عائلته، وسيعرض المسلسل في 4 يناير.

وسيلعب بيتر كابالدي، الحائز على جائزة الأوسكار في عام 1995، دور البطولة في مسلسل Criminal Record، والذي يعرض على منصة Apple TV+، حيث سيلعب دور محقق ويتصدى لشابة بسبب قضية قتل قديمة. يُعرض المسلسل في 12 يناير.

وتشارك نيكول كيدمان، الحائزة على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثلة عام 2003، كبطلة في مسلسل Expats، المقتبس عن رواية The Expatriates، والذي يتناول حياة العديد من الأشخاص الذين انتقلوا إلى هونغ كونغ. ويعرض المسلسل على منصة برايم فيديو في 26 يناير.

وسيكون توم هانكس، النجم الحائز على جائزة الأوسكار في عامي 1994 و1995، راوي لسلسلة وثائقية عن التاريخ الطبيعي بعنوان (The Americas)، والتي تُعرض على قناة NBC العام المقبل على الرغم من عدم الكشف عن موعد عرضها النهائي.

أعلنت شبكة CBS تأجيل إصدار النسخة الجديدة من المسلسل التلفزيوني Matlock - للمخرج أندي غريفيث وبطولة كاثي بيتس، التي حصلت على الأوسكار كأفضل ممثلة في عام 1990- إلى موسم 2024 بسبب إضراب الممثلين والكتَّاب، ولم يعلن تاريخ إصداره حتى الآن.

ستلعب النجمة كيت وينسلت، الحائزة على جائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثلة، دور البطولة إلى جانب أندريا رايزبورو، المرشحة لجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة لعام 2023، وهيو غرانت في مسلسل قصير من إنتاج HBO بعنوان The Regime والذي سيعرض العام القادم.

ويتناول المسلسل أحداث عام واحد داخل جدران قصر نظام أوروبي حديث بينما يبدأ في الانهيار.

ولم يعلن بعد عن موعد العرض الأول للمسلسل التلفزيوني الملحمي Those About to Die، من بطولة أنتوني هوبكنز، الحائز على جائزة الأوسكار مرتين كأفضل ممثل في 1992 و2021. ويعرض المسلسل العام القادم على منصة Peacock.

مرشحون سابقون للأوسكار ينضموا لسباق 2024

يظهر العديد من مرشحي جوائز الأوسكار في عروض العام المقبل، بما في ذلك أوستن بتلر، والذي رشح لجائزة الأوسكار عن دوره في فيلم Elvis العام الماضي، وسيلعب دور البطولة في المسلسل القصير Masters of the Air، والذي يتناول حقبة الحرب العالمية الثانية، وسيعرض المسلسل في 26 يناير على منصة Apple TV+.

ويعاود كلايف أوين، الذي رشح لجائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل مساعد في عام 2005، أداء دور المحقق الأسطوري همفري بوغارت في مسلسل Monsieur Spade، والذي يعرض على شبكة AMC لأول مرة في 14 يناير.

وسيقوم سيث ماكفارلن، الذي تم ترشيحه لجائزة أوسكار عن فئة أفضل أغنية أصلية، بتوسيع امتياز فيلم "Ted" الخاص به إلى سلسلة مسبقة على منصة البث المباشر Peacock، على أن سيدأ العرض الأول في 11 يناير.

وستؤدي هيلينا بونهام كارتر، التي ترشحت لجائزتي أوسكار، دور نويل غوردون في مسلسل درامي قصير بعنوان Nolly عن سيرة الذاتية للممثلة الراحلة، ويعرض على شبكة PBS لأول مرة في 17 مارس.

تلعب آنيت بنينغ، المرشحة في أربع مناسبات لجائزة الأوسكار، دور البطولة في المسلسل القصير المقتبس عن كتاب Apples Never Fall، والذي سيعرض لأول مرة في مارس 2024.

ويشارك كولين فاريل، والذي ترشح لجائزة أوسكار كأفضل ممثل العام الماضي عن دوره في فيلم The Banshees of Inisherin، في المسلسل التلفزيوني The Penguin الذي يعرض على منصة Max هذا الخريف.

ويظهر روبرت داوني جونيور، الذي ترشج لجائزتي أوسكار كأفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد، في مسلسل قصير بعنوان The Sympathizer على منصة Max العام القادم. وتدور أحداث المسلسل حول الأيام الأخيرة من حرب فيتنام.

ويشارك هارفي كيتل، الذي ترشج لجائزة أوسكار كأفضل ممثل مساعد في عام 1992، في مسلسل The Tattooist of Auschwitz والذي يعرض على منصة Peacock. ويعد هذا العمل هو أول مسلسل درامي من تأليف هانز زيمر وكارا تالف، الحاصلين على جائزة الأوسكار.

أرقام قياسية لجوائز الأوسكار

حصل 164 ممثلاً وممثلة على أعلى جائزة في حفل توزيع جوائز الأوسكار. وقدمت الأكاديمية جائزتي أفضل ممثل وأفضل ممثلة على مدار 95 عامًا، وفاز 85 ممثلًا مختلفًا بجائزة أفضل ممثل، بينما حصلت 79 ممثلة على جائزة أفضل ممثلة.

يحمل دانيال دي لويس الرقم القياسي لكونه الفائز بجائزة أفضل ممثل في ثلاث مناسبات، بما في ذلك 1989 عن دوره في فيلم My Left Foot، و2007 عن فيلم There Will Be Blood، و2012 عن فيلم Lincoln.

وعلى الجانب الآخر، حصدت كاثرين هيبورن جائزة أفضل ممثلة في أربع مناسبات، بما في ذلك عام 1933 عن فيلم Morning Glory، و1967 عن فيلم Guess Who's Coming to Dinner، وفي عام 1968 عن فيلم The Lion in Winter، و1981 عن فيلم On Golden Pond.

وستعلن الأكاديمية عن قوائم المرشحين لجوائز الأوسكار 2024 في 23 يناير من العام القادم.

اضرابات هوليوود

أدت اضرابات ممثلي وكتاب هوليوود إلى حدوث بعض الاضطرابات في استوديوهات هوليوود هذا العام وتسببا في تأجيل المواسم التلفزيونية الجديدة والأفلام وغيرهم.

توقف عمل عشرات الآلاف من العمال، وتوقف إنتاج معظم المسلسلات التلفزيونية والأفلام الأصلية، ما ألقى بظلاله على اقتصاد الولايات القوية إنتاجيًا مثل كاليفورنيا، حيث كبدها خسائر تتجاوز 6.5 مليار دولار.

اضطرت منصابت البث والشبكات على إعادة ترتيب جداولها لتتكيف مع نقص المحتوى الجديد، حيث عاد بث مباريات Monday Night Football على شبكة ABC لأول مرة منذ نحو عقدين كحل للفراغ الذي أحدثه نقص المحتوى.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، تم السماح للإنتاج بإستئناف عمله ومن المقرر أن تعود العديد من العروض الشهيرة، بما في ذلك Abbott Elementary، وBridgerton، وHouse of the Dragon هذا العام بحسب فوربس.

 

البلاد البحرينية في

17.12.2023

 
 
 
 
 

إنتاج ٢٠٢٣.. ومخرجه سكورسيزى..

«قتلة زهرة القمر».. هوليوود تعيد إنتاج المؤامرة اليهودية!

مشير عبد الله

«أحبهم لكن الحياة سوف تمضى وينتهون.. زمانهم قد ولي.. لا شيء سيمنع حدوث ذلك.. هذا أمر مقدر».. سطور من رسالة اليهودى إلى ابن أخيه فى بداية العشرينيات من القرن الماضى فى ولاية أوكلاهوما بأمريكا بعد أن بقى نفر قليل من السكان الأصليين من الهنود الأمريكيين من قبيلة «الأوساج: Osage» الذين تم اكتشاف آبار البترول فى أراضيهم فى الغرب الأوسط الأمريكى مما جعلهم من أغنى الناس على وجه الأرض، لكن يهودا قرروا العيش معهم، والتزاوج ثم التخلص منهم بالقتل، لتصبح ملكية الأراضى كلها لهم عن طريق الميراث القانوني.

قصة حقيقية حدثت بالفعل، ويجسدها فيلم «قتلة زهرة القمر»الذى يُعد تحفة سينمائية لأجواء تاريخية فى عشرينيات القرن الماضي، كاشفا شخصية العائلة اليهودية التى دمرت قبيلة كاملة بقتل أفرادها نتيجة جشعها المادي، وذلك برؤية أمريكية إنتاج عام 2023.

القصة مأخوذة عن كتاب «قتلة زهرة القمر وميلاد الـ «إف بى آي»: Killers of the Flower Moon The Osag Murders and The Birth of The F.B.I، للكاتب الصحفى ديفيد جرين، وصدرت عام 2017، وكانت من أكثر الكتب مبيعا عند صدورها، عن جرائم القتل الغامضة التى تعرض لها أفراد قبيلة «الأوساج « سواء كانوا رجالا أو نساء أو أطفالا.

استطاع المخرج «مارتن سكورسيزى: Martin Scorsese»، ومعه النجم ليوناردو دى كابريو، الشركة المنتجة، تحويل الكتاب إلى فيلم.

يحمل الاسم نفسه، ومدته ثلاث ساعات وعشرون دقيقة، لكن المشاهد لن يشعر بالوقت نظرا لسرعة التتابع فى السيناريو الذى أبدعه إريك روس الحاصل على الأوسكار من قبل عن «فورست جامب»، وأيضا «حالة بنجامين بوتن»، «ومولد نجمة» و«ديون»-الذى يصور منه الجزء الثانى الآن- وقد شارك سكورسيزى معه فى كتابة السيناريو.

عُرض الفيلم لأول مرة فى مهرجان «كان» الماضي، وأثار ضجة كبيرة عند عرضه، وفقا لمجلة «هوليوود ريبورتر»، إذ حاز تصفيقا حادا لمدة طويلة من الوقت، وكان حاضرا كل من: المخرج سكورسيزى، وأبطال الفيلم»: روبرت دى نيرو، ودى كابريو، وليلى جلادستون.

«قتلة زهرة القمر» يُعتبر من أهم أفلام عام 2023، وقال عنه المخرج ستيفن سبلبرج» إنه تحفة مارتن سكورسيزى» بعد أن خاطبه بالقول: «أنت سيد جيلنا، وهذه تحفتك الفنية».

فى التمثيل.. أدى ليونارودى كابريو دوره كممثل كبير فى شخصية إرنست هيل، الجندى الذى أصيب فى الحرب ثم عاد ليعمل مع عمه اليهودى ويليام هيل، وينفذ تعليماته فى ارتكاب جرائمه، وفى هذه الشخصية ستنسى أعماله السابقة، وتعيش معه فيها حتى إن سكورسيزى نفسه كان يشكو من أنه كان يرتجل وقت التصوير لكنه كان ارتجالا داخل الشخصية نفسها، كما أنه جعل لنفسه لازمة بضم فمه للأمام حينما يجد نفسه داخل مشكلة، فهو ممثل يُعتبر من أهم الممثلين فى العالم.

روبرت دى نيرو فى شخصية اليهودى ويليام هيل الذى يريد أن يحصل على كل الأموال بالقتل والدهاء هو الصديق والحكيم لكنه مثل الذئب العجوز حينما ينكشف أمره، إذ يوجه النصائح الدموية لابن أخيه أقرب الناس إليه.. ممثل عبقرى حتى فى حركة جسمه، وهو يؤدى شخصية شيطانية خصوصا فى مشهده مع إرنست وهو يعاقبه ويعلن أنه ماسونى من الدرجة 32 ثم يقوم بإلقاء خطاب تاريخى عن دوره فى عمليات القتل.

ليلى جلادستون فى دور مولى التى تتزوج إرنست، وتُقتل عائلتها حتى إنها تضطر إلى أن تذهب إلى واشنطن لتستنجد بالرئيس الأمريكي.. ممثلة تعتبر بمثابة مفاجأة سكورسيزى إذ أدت كل مراحل الشخصية بتفهم كامل، وهى فى الحقيقة تربية قبيلة هندية، وبعد هذا العمل قد تصبح أشهر ممثلة، وتحصد العديد من الجوائز عن دورها فيه، برغم أنه ليس أول أفلامها إلا أنها بعد دور «مولي»، أصبحت «سوبر ستار»، ومن نجوم الصف الأول.

التصوير.. لروودريجويرنو، الذى رُشح لثلاث جوائز أوسكار من قبل، عن أفلام «الرجل الأيرلندي» و»الصمت» و»جبل بروكباك»، وهنا فى «قتلة زهرة القمر»، الذى يتضمن الكثير من الغموض فى زمن ماض وأماكن مختلفة سواء فى الداخل أو الخارج.. فالإضاءة دائما فى غرفة مولى بالنهار والليل نفس الإضاءة فهى نصفية، إذ يُسلط الضوء على نصف الوجه فقط، بينما يتم إعفاء النصف الثانى منه لتأكيد نظرية المؤامرة، لكنه يتغير بعد وصول رجال الـ»إف بى آي»، وتم استخدام الإضاءة بالطريقة نفسها عند هيل لأنه صاحب المؤامرة، مع استخدام إضاءة خاصة خافتة وقت تنفيذ جرائم القتل لتغلف الجو بالإثارة.

برندم فريزر فى دورالمحامى هاملتون.. رغم ظهوره القليل فإنه من الشخصيات التى تؤكد المؤامرة، وكان حاضرا بقوة مما يؤكد أنه نجم كبير.

المونتاج لثليما شومايكر الحاصلة على ثلاث جوائز أوسكار، كلها مع مارتن سكورسيزي، وهي: «الراحل» و»الثور الهائج» و»الطيار».. هى مونتيرة متمكنة.. فالإيقاع فى فيلم مدته ثلاث ساعات و20 دقيقة لا يشعرك بالملل.

أيضا المشاهد الأخيرة بعد القبض على هايل وإرنست، والتحقيق والمحاكمة.. مونتاج سريع ممتع حيث السلاسة فى الحكى والانتقال بالصورة التى تؤكده دون أن يشعر المشاهد بالبطء، فنحن أمام مونتيرة تجيد الحكى.

الموسيقى روبى روبتسون.. الذى رحل فى أغسطس الماضي، هو أيضا منتم للقبائل الهندية، وكانت الموسيقى بآلات السكان الأصليين، فاستخدامه الآلات الإيقاعية وقت إنقاذ مولي، والذهاب بها إلى المستشفى وجعلها فى الخلفية وأصوات الكورال المختفية فى الحضارة الخاصة بهم أيضا فى مشهد دفن البنت الصغرى لها وحتى مشاهد القتل.. كلها موسيقى مصاحبة للوقت الذى تدور فيه الأحداث، وتزيد الإثارة والإحساس بالزمان والمكان.

أخيرا الإخراج لمارتن سكورسيزي.. صاحب الواحد والثمانين عاما.. هو أيضا مشارك فى السيناريو والحوار.. حيث سمة أفلامه الحكى لكنه ينتقل به هنا لمرحلة جديدة، فالسرد المرئى يحتوى كل التفاصيل، وحتى مراسم الجنازة عند الأوساج، كما أن تتابع المشاهد جاء متفقا مع الدراما فلا تستطيع الاستغناء عن أى مشهد، فضلا عن أنه رغم أهمية الحوار فإنه أدخل فيه مشاهد أخرى حتى لا يكون هو البطل بل الصورة.

ومثلا حينما يحكى متهم فى المحكمة عما فعله نجد الصورة التى تكمل الحكى «الحوار»، وأيضا فى التحقيق إذ يجعل الصورة تقوم بالإثبات، وليس الكلام.. وحتى فى اختيار المشاهد كمشهد البومة ،للمقبل على الموت واختيار الألوان والإضاءة كما كانت قبل وفاة والدة مولي، وكذلك الصورة التى اتفقت ألوانها مع الزمن الذى تدور فيه أحداث الفيلم.

 

الأهرام اليومي المصرية في

17.12.2023

 
 
 
 
 

إغلاق التصويت على القائمة المختصرة لجوائز الأوسكار والإعلان عنها الخميس

لميس محمد

تم إغلاق فترة التصويت على القائمة المختصرة لجوائز الأوسكار ، منذ ساعات، على أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن المتأهلين للتصفيات النهائية في 10 فئات: الأفلام الوثائقية الطويلة (15)، الموضوع الوثائقي القصير (15)، الأفلام الطويلة الدولية (15)، الماكياج وتصفيف الشعر (10)، الصوت (10)، الموسيقى التصويرية الأصلية ( 15)، الأغنية الأصلية (15)، فيلم الرسوم المتحركة القصير (15)، فيلم الحركة الحية القصير (15)، والمؤثرات البصرية (10) – يوم الخميس 21 ديسمبر الجارى، وفقا للتقرير الذى نشر على موقع "Variety".

ومن المتوقع رؤية العديد من المتنافسين على جائزة أفضل فيلم، بما في ذلك فيلم الكوميديا ​​"Barbie" للمخرجة جريتا جيرويج، وفيلم السيرة الذاتية التاريخي لكريستوفر نولان "Oppenheimer". عندما يتعلق الأمر بـ "Barbie"، نتوقع ستة إشارات للفيلم، بما في ذلك ثلاث من أغانيه - "Dance the Night" و"I'm Just Ken" و"What Was I Made For".

يجب أن يتناسب فيلما الرسوم المتحركة المتنافسان "The Boy and the Heron" و"Spider-Man: Across the Spider-Verse" بشكل جيد مع فئة الموسيقى الأصلية لمؤلفيها جو هيسايشي ودانيال بيمبرتون، ومن المتوقع أيضًا أن يصل فيلم Spider-Verse إلى القوائم المختصرة للمؤثرات الصوتية والمرئية، مما سيساعده فقط في البحث عن ترشيح لأفضل فيلم.

وبصرف النظر عن الأفلام القصيرة، فإن السباق الوثائقي الطويل هو الأكثر صعوبة في التنبؤ من بين القوائم المعلقة، واستنادًا إلى المحادثات مع الناخبين والاستراتيجيين، هناك سبع ميزات فقط تشعر بأنها "آمنة" للتأهل، وبعضها يتمتع بمساعدة إضافية تتمثل في التنافس في فئة الميزات الدولية، ومن بين هذه الأفلام فيلم "أربع بنات" لكوثر بن هنية من تونس، و" Days in Mariupol 20 " لمستيسلاف تشيرنوف من أوكرانيا، من المتوقع أن يكون فيلم "The Mother of All Lies" لأسماء المدير موجودًا في قائمة الأفلام الوثائقية فقط، في حين من المتوقع أن يكون فيلم الرسوم المتحركة "The Peasants" لدوروتا كوبيلا اختيارًا بديلاً للفيلم الدولي.

كما يُظهر الناخبون الأوروبيون دعمهم بطرق غير متوقعة، مما يشير إلى إدراج فيلم " Apolonia, Apolonia" للمخرجة ليا جلوب، والذي يمكن أن يصبح أيضًا الفيلم المفضل لدى بافتا في المستقبل.

عندما يتعلق الأمر بفئة الأفلام الطويلة الدولية، والتي يختار عدد غير معروف من الأعضاء المشاركة فيها، فقد تمكنت من تضييق نطاق التضمين المحتمل إلى 13 فيلمًا، والتي تشمل "The Zone of Interest" في المملكة المتحدة، و" The Taste of Things " في فرنسا، و" Fallen Leaves" في فنلندا، ومن الممكن أن يأتي دخول متأخر محتمل من فيلم "وداعا جوليا" السوداني، والذي حظي بإقبال كبير من صناع الذوق واستضافته المنتجة التنفيذية لوبيتا نيونجو.

 

اليوم السابع المصرية في

19.12.2023

 
 
 
 
 

يتم الإعلان عن كافة الفئات الخميس المقبل ..

توقعات «الأوسكار» بعد غلق التصويت على القائمة القصيرة

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

أغلق التصويت على القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار بجميع فئاتها أمس، وستعلن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة عن المتأهلين للتصفيات النهائية في 10 فئات: الأفلام الوثائقية الطويلة (15)، الموضوع الوثائقي القصير (15)، الأفلام الطويلة الدولية (15)، الماكياج وتصفيف الشعر (10)، الصوت (10)، الموسيقى التصويرية الأصلية ( 15)، الأغنية الأصلية (15)، فيلم الرسوم المتحركة القصير (15)، فيلم الحركة الحية القصير (15)، والمؤثرات البصرية (10) وذلك يوم الخميس المقبل 21 ديسمبر.

وفقاً لموقع "فارايتي" من المتوقع رؤية العديد من المتنافسين على جائزة أفضل فيلم من مختلف الأجناس، بما في ذلك فيلم الكوميديا "باربي" للمخرجة جريتا جيرويج، وفيلم السيرة الذاتية التاريخي لكريستوفر نولان "أوبنهايمر".

ومن المتوقع أن يحصل فيلم "Barbie"، علي ستة ترشيحات بما في ذلك فئة الأغنية الأصلية.

ومن المتوقع أن يشارك فيلما الرسوم المتحركة "The Boy and the Heron" و"Spider-Man: Across the Spider-Verse" بشكل جيد في أكثر من فئة منها فئة الموسيقى الأصلية لمؤلفيها جو هيسايشي ودانيال بيمبرتون. ومن المتوقع أيضًا أن يصل فيلم Spider-Verse إلى القوائم المختصرة للمؤثرات الصوتية والمرئية، مما سيساعده فقط في الترشيح لأفضل فيلم.

ووفقاً للموقع أيضاً فإن سباق الأفلام الوثائقية الطويلة هو الأكثر صعوبة في التنبؤ من بين القوائم المعروفة. استنادًا إلى المحادثات مع المصوتين والخبراء، هناك سبع أفلام فقط تشعر بأنها "آمنة" للتأهل، وبعضها يتمتع بمساعدة إضافية تتمثل في التنافس في فئة الأفلام الدولية. ومن بين هذه الأفلام فيلم "أربع بنات" لكوثر بن هنية من تونس، و"20 يومًا في ماريوبول" لمستيسلاف تشيرنوف من أوكرانيا. ومن المتوقع أن يكون فيلم "كذب أبيض" لأسماء المدير موجودًا في قائمة الأفلام الوثائقية فقط، في حين من المتوقع أن يكون فيلم الرسوم المتحركة "The Peasants" لدوروتا كوبيلا اختيارًا بديلاً للفيلم الدولي.

وعندما يتعلق الأمر بفئة الأفلام الطويلة الدولية، والتي يختار عدد غير معروف من الأعضاء المشاركة فيها، فيمكن أن تتضمن القائمة المختصرة فيلم "The Zone of Interest" من المملكة المتحدة، و" The Taste of Things" من فرنسا. و"الأوراق المتساقطة" من فنلندا. ومن المحتمل أن تتضمن القائمة أيضاً من فيلم "وداعا جوليا" السوداني، والذي حظي بإقبال كبير من صناع الذوق واستضافته المنتجة التنفيذية لوبيتا نيونغو.

 

موقع "سينماتوغراف" في

19.12.2023

 
 
 
 
 

عن كتابة سيناريو «قتلة زهرة القمر» ..

إيريك روث يحصل على جائزة فارايتي للتأثير الإبداعي في «بالم سبرينغز السينمائي»

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

ستكرم مجلة فارايتي إريك روث الكاتب المشارك في فيلم (قتلة زهرة القمر، Killers of the Flower Moon) بجائزة التأثير الإبداعي في كتابة السيناريو في مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي المقبل.

الجائزة تقديرًا لمسيرته المهنية بأكملها بما في ذلك "Forrest Gump" و"The Insider" و"The Curious Case of Benjamin Button" ومؤخرًا "A Star Is Born" و"Mank" و"Dune".

حصل فيلم «قتلة زهرة القمر» مؤخرًا على سبعة ترشيحات لجائزة غولدن غلوب، بما في ذلك أفضل فيلم درامي وأفضل سيناريو، بالإضافة إلى 12 ترشيحًا لجوائز اختيار النقاد بما في ذلك أفضل صورة وأفضل سيناريو مقتبس.

وقال ستيفن جايدوس، نائب الرئيس التنفيذي للمحتوى في فارايتي: على مدار أكثر من نصف قرن، جسد كاتب السيناريو إريك روث الفضائل النادرة للتنوع الذي لا حدود له على ما يبدو، ومهارات سرد القصص القوية باستمرار والحساسية الإبداعية الدقيقة لمايسترو الكلمة، وسواء كان ذلك عمله الحائز على جائزة الأوسكار عن حكاية شعبية ساخرة وإنسانية مثل "Forrest Gump" أو قصة مثيرة مثل فيلمه "The Insider" الذي رشح لجائزة الأوسكار، أو فيلم هذا العام، "قتلة زهرة القمر". إنه لشرف عظيم لمجلة فارايتي أن تقدم جائزة التأثير الإبداعي في كتابة السيناريو لعام 2024 إلى إريك روث.

يقام مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي في الفترة من 4 إلى 15 يناير 2024.

 

####

 

مرشح الغولدن غلوب، والمنافس في أوسكار 2024

نظرة أولى | فيلم «اللون الأرجواني» نسخة موسيقية من الرواية المثيرة لـ أليس ووكر

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

أثبتت رواية أليس ووكر التي صدرت عام 1982 بعنوان "اللون الأرجواني" أنها صعبة التكيف فنياً وبطريقة ما شديدة الخصوصية تحافظ على قوة الكتاب. جزء من المشكلة هو أنها رواية رسائلية، وهو نوع أدبى فعال لأن ما تخفيه الشخصيات من الصعب للغاية نقله من الرسائل إلى أشكال أكثر بصرية، مثل المسرح والسينما، ويمكن أن يساعد التعليق الصوتي في الشرح، ولكن إلى حد ما لا يتعداه.

الأمر الأكثر تحديًا هو اللهجة الرصينة والصريحة التي تنقلها ووكر إلى سيلي هاريس، المرأة في قلب القصة، وهي فقيرة وسوداء وتعيش في جورجيا في مطلع القرن. تعرضت للاغتصاب مرارًا وتكرارًا من قبل الرجل الذي تعتقد أنه والدها، وأنجبت طفلين فقط ليأخذوهما منها، وأجبرت على الزواج من رجل مسيء لا يراها فعليًا إلا كما هي. عبده داخل المنزل.

ومحور القصة هو رحلة سيلي نحو تحقيق الذات والحرية، وهو الموضوع الذي يظهر في أعمال ووكر ويجسد وجهة نظرها حول تحرير المرأة السوداء، والذي يتعلق بالعرق بقدر ما يتعلق بالجنس، وهو ما يعكسه فيلم (اللون الأرجواني، The Color Purple)، المرشح لـ الغولدن غلوب، والمنافس في أوسكار 2024، والذي بالإضافة إلى شخصيته الأساسية سيلي، تسكنه شخصيات أخرى بنفس التوجهات في مراحل مختلفة على طول تلك الرحلة.

فازت ووكر بجائزة بوليتزر عن روايتها، لتصبح أول امرأة سوداء تفوز بجائزة الرواية. في عام 1985، ظهر أول فيلم مقتبس على الشاشة الكبيرة، بطولة ووبي غولدبرغ، وأوبرا وينفري، وداني جلوفر، وأخرجه ستيفن سبيلبرغ. في ذلك الوقت تم انتقاده بسبب مجموعة متنوعة من الخيارات التي غيرت القصة. احتفظت حياة سيلي بالكثير من مأساتها، لكن النغمة كانت أكثر سطوعًا وإضفاء لطابع هوليوود.

من المؤكد أن هذه النسخة الجديدة، التي أخرجها بليتز بازاولي وأنتجها العديد من الأشخاص الذين شاركوا من قبل (بما في ذلك سبيلبرغ ووينفري وجونز ومنتج عرض برودواي سكوت ساندرز)، في طريقها للنجاح بالتأكيد. بالإضافة إلى بارينو، يضم طاقم الممثلين دانييل بروكس المذهلة التي تعيد تمثيل دورها كصوفيا من إحياء برودواي، وكولمان دومينغو، وكوري هوكينز، وأونجانو إليس تايلور، والمغنيين إتش إي آر. وسيارا وتاراجي بي هينسون في دور شوغ أفيري، وهو الدور الذي يبدو أنها ولدت لتلعبه.

فيلم "Color Purple"، وهو مستوحى من المسرحية الموسيقية أكثر من كونه اقتباسًا مباشرًا لها. اختفت منه بعض الأغاني و تمت إضافة أخري غيرها، وتظهر أيضًا أغنية "Miss Celie's Blues (Sister)" من فيلم عام 1985. يقترب سيناريو ماركوس جاردلي في بعض النواحي من الكتاب - خاصة في الرومانسية بين شوغ وسيلي، والتي هي أبعد ما تكون عن الوضوح ولكنها حميمية بشكل واضح. هذه طبقة مهمة في حياة سيلي.

وإذا كانت قصة "اللون الأرجواني" تدور حول امرأة سوداء تتعرض للإساءة تتعلم قيمتها بصحبة نساء أخريات، فإن علاقة سيلي بشوغ، والتي توضح لها ما يعنيه الشعور بالمتعة والأمان، هي عنصر أساسي في تطورها.

والأفضل من ذلك، أنه خلال الساعتين الأوليين، يكون الفيلم ممتعًا: أرقام كبيرة من الأغاني والرقصات والمقاطع العاطفية، والأداء الديناميكي من الجميع، والشعور بتبجيل القصة وما يعنيه لمدة 40 عامًا يمنحها الجاذبية والشغف.

ومع ذلك، في النهاية، من الواضح أن القصة لا تزال زلقة بالنسبة للمحولين المحتملين. يواجه هذا التكرار نفس المشكلة التي واجهتها نسخة سبيلبرغ، ولكي نتعرف على قصة سيلي حقًا، من الطبيعي ترك مساحة لبعض الفظائع التي لا توصف والتي تعطي ثقلًا لتطورها لاحقًا لتصبح امرأة ذات عزيمة وشجاعة. وفي متوسط وقت عرض الفيلم، تميل الشخصيات إلى أن تصبح مسطحة إلى حد الكاريكاتير؛ في حين أن هذا التكيف يمنح الرجال على الأقل قدرًا أكبر من الإنسانية مقارنة بالإصدارات السابقة، إلا أنهم ما زالوا يظهرون كوحوش بلا روح. وعندما تصل قصة سيلي فجأة إلى نهايتها. وهي نهاية سعيدة، لكنها تبدو غير متطابقة إيقاعيًا مع بقية الفيلم. تبدو التغيرات المفاجئة في المشاعر غير محفزة، مما يستنزف المشهد الأخير من قوته، ورغم ذلك نجح فيلم (اللون الأرجواني) في تصدير قصة بطولة – امرأة سوداء تجد الحرية بصحبة نساء سود أخريات.

 

موقع "سينماتوغراف" في

20.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004