ملفات خاصة

 
 
 

Killers of the Flower Moon..

عن الكراهية المستمر ة للسكان الأصليين

القاهرة-رامي عبد الرازق*

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

ربما من حسن حظ فيلم الأميركي مارتن سكورسيزي الجديد Killers of the Flower Moon (قتلة زهرة القمر)، الذي افتتح مهرجان كان السينمائي في نسخته الأخيرة قبل شهور، أن عرضه بالدول العربية يتزامن مع الحرب الدائرة في غزة، وأن موضوعه يكاد يكون قراءة معمقة في فصل منسي، من فصول التاريخ الأسود للمجتمع الأمريكي، واللون الأسود هنا ينطبق أيضاً على حديث الفيلم عن النفط المتفجر في أراضي السكان الأصليين.

يأتي هذا التزامن، غير المقصود، ليرسخ الفيلم في ذاكرة المتلقي العربي، على اعتبار أنه يكشف، بكل دموية وفضائحية ودون مواربة، عن أسباب الدعم الأميركي للكيانات المحتلة أو الغاصبة في سلطوية غاشمة، على شعوب أصلية وأصيلة، من أجل النفوذ الاقتصادي والمال الوفير، غير المستحق.

تدعم شعرية العنوان جزء أساسياً من حالة التناقض مع حجم الوحشية والقتل ضمن سياقات الفيلم، والتي ترتكب ضد شعب "الأوساج" من أجل الحصول على عائدات النفط المتدفق في أراضيهم، وهم قبيلة ضمن مجموعة قبائل السكان الأصليين في أميركا، يطلقون على الأزهار التي تنمو في الربيع على أرضهم قمر الزهور، وهي تسمية نابعة من كونهم قوم مسالمين، هادئوا الأرواح، مفعمين بالمحبة للأرض والسماء، يعبدون إله واحداً، ويؤمنون أنه عوضهم بالنفط في أراضيهم القاحلة، لأنهم ارتضوا بها، دون أن يطالبوا أحداً بأن يمنحهم أرضاً أخرى، ولا تجرأوا على أرض جيرانهم سواء من السكان الأصليين أو البيض المحتلين.

هذا الشعب، الذي يقرن القمر بالزهور، كان يعتبر أغنى شعب على وجه الأرض في بداية القرن العشرين، حيث إن كل بيت من بيوت عائلاته يحتوي على بئر بترول خاص به، كما نرى في المشهد التأسيسي، حين يصل بطل القصة "إرنست/ ليوناردو دي كابريو" إلى مزرعة خاله "ملك التلال/ روبرت دي نيرو"، الذي يعيش بينهم، حيث يستعرض لنا المخرج بعين طائر محلق عدد الآبار التي ترتفع مداخنها، لتنفث الذهب الأسود في الفضاء الأخضر الواسع الذي يضم بيوت "الأوساج".

"شيلوك" جديد

يلعب سكورسيزي لعبة شديدة المكر في السيناريو، الذي كتبه بالتعاون مع إريك روث وديفيد جران، حين يورطنا تدريجياً في علاقة تتبع لحركة البطل "إرنست" وتعاطفنا النسبي معه في البداية، عقب عودته من الحرب العالمية بلا وظيفة ولا مهارة وبنصف معدة، وهي إشارة ترد على لسانه، لكنها سوف تتخذ دلالة رائعة، حين يبدو فيما بعد شرهاً للمال بلا حدود، حتى إنه يُقدم على ارتكاب الموبقات كلها، وصولاً إلى تسميم جسد زوجته من أجل ميراثها.

لا يحاول سكورسيزي أن يخفي شر الخال "وليم ملك التلال"، وهو خال "إرنست" الذي يضمه لعصبته السرية، ومع أداء دي نيرو المخضرم، يطفو الشر الناعم شديد السمّية إلى سطح الأحداث، وعبر المونتاج المتقاطع والحكي غير الخطي، مروراً بلحظات الاستعادة المنضبطة للتفاصيل والأسرار، يبدو اكتشاف أن هذا الخال اليهودي الماسوني، ليس بالمفاجأة المربكة، بل يأتي كنتيجة طبيعية أو كسبب واضح لكل الأجواء المدمرة، التي تعيشها مدينة فيرفاكس بولاية أوكلاهوما، والتي يرتفع فيها عدد قتلى "الأوساج" إلى أكثر من 30 شخصية، لأسباب جنائية دون تحقيقات تذكر، كسرّ يعرفه الجميع، ويكتمونه في الوقت ذاته.

وتأتي شخصية "الخال هيل"، بتجاعيده المرعبة التي يحاول إخفاءها خلف نعومة زلقة، لتذكرنا بيهودي آخر لم يبرح ذاكرة الأدب والسينما طول عقود، وهو "شيلوك"، في مسرحية "تاجر البندقية" لشكسبير، المرابي الذي انتظر بسكينة، أن يحصل على رطل اللحم من صدر التاجر، فالخال "هيل" لا يكتفي بأن يغوي أقاربه بحجم العوائد التي يجب أن يستولوا عليها من وراء الزواج بالهنديات الجميلات، ثم التفنن في قتلهن بشتى الطرق، خفية كانت كتركهن فريسة للمرض أو تهديدية كضربهن بالنار في رؤوسهن الصغيرة، لا يتورع أيضاً عن الحفاظ على حياة شريكه الهندي، لمجرد أن يضمن استلام بوليصة التأمين على حياة الهندي ذي الميول الانتحارية بمجرد تفعيلها، وكأنه يقوم بتربية واحدة من رؤوس الماشية العديدة التي يربيها فوق أرض الهندي نفسه.

"هذه أرضي

حين تحاول عينا "إرنست" أن تحتوي الاتساع الرهيب، عندما تنطلق السيارة وسط عشرات المداخن التي تنفث غاز الذهب الأسود، يسأل "هنري/ الهندي" ذو الميول الانتحارية- أرضاً من هذه، فيقول له الهندي بكل فخر وثقة وبديهية (هذه أرضي)، ولا ينطق الحوار بكلمة عقب الجملة الأخيرة.

تحلق الكاميرا، وتترك الكلمة ترن في أذن المتفرج، كأنما هي تحديد لفريقي الصراع الذي سوف يتابعه طوال ساعات الفيلم الطويلة، الصراع ما بين "شيلوك" الجديد وعائلته، وبين أصحاب الأرض الأصليين، الذين لا يريدون سوى أن يعيشوا في سلام وهناء مادي، توفره لهم ثورة أرض أسلافهم، التي هي أقدم من أعمار كل اليهود والماسونيين والبيض، الذين جاءوا كي يعبؤوا بكفوفهم المليئة بالدم براميل النفط.

يمكن للمتلقي أن يستعيد تعبير "هذه أرضي"، في المشهد الذي تحاول فيه العائلة أن تضغط على "إرنست" بالفصل الأخير، كي يغير من شهادته ضد خاله وبأنه حرضه على قتل "هنري"، ليبدو الأمر انتحاراً بحكم ميوله المعلنة، وتفجير منزل عديله ليذهب الميراث إلى زوجة "إرنست" التي ترقد تحت أقدام الهزال، لأن زوجها الحبيب يحقنها بما يدمر دماءها المليئة بمرض السكري، وقت ان كان مرضا مميتاً قبل 100 عام.

في هذا المشهد نجد محامي العائلة ضمن مجموعة أفراد، يعرفون أنفسهم على اعتبار أنهم أصحاب وممثلو شركات نفط أمريكية كبيرة، وهكذا دون ثرثرة حوارية أو نبرة خطابية، يرسم لنا السيناريو الخط المطلوب كشفه بين مخططات الخال "هيل"، وبين مصالح تلك الشركات ورغبتها في الإسراع بالتطهير العرقي، كي يصب المال من آبار "الأوساج" في جيوبهم (البيضاء).

نعود هنا للإشارة إلى ذكاء السيناريو في توريطه لـ"إرنست"، ضمن سياقات العصبة اليهودية الماسونية، على نحو سريع ومفاجئ، في مشهد اكتشافنا لكونه واحداً من عصابة صغيرة لتجريد "الأوساج" من جواهرهم، بينما هم عائدون مساءً من أحد السهرات، دون أن تتسخ يداه بالدم في البداية، ثم تدريجياً يصبح رسول الموت من خاله، إلى الأيدي المنفذة لعمليات الإبادة العرقية.

وحتى في اللحظات التي يرق فيها قلبه قليلاً، ويطلب من الحانوتي أن يترك الجواهر على صدر أخت زوجته المقتولة، لا يمهلنا السيناريو مشاهد قليلة، قبل أن يتم تفجير التابوت الماهوجني الغالي، من أجل أن يتم انتزاع المجوهرات من فوق الجسد، قبل أن يبلغه دود الأرض.

كراهية السكان الأصليين

يمكن أن نمد خطاً مستقيماً، واضح التوجهات، بين العديد من تجارب سكورسيزي السابقة، وبين فيلمه الجديد، يمكن بسهولة أن نعتبر Killers of the Flower Moon، هو جزء ثان غير متصل مع Gangs of New York (عصابات نيويورك)، خاصة في المشهد الأخير من الفيلم الثاني، والذي ترتفع فيه الكاميرا لنرى المدينة التي لا تنام، ترتدي ناطحات السحاب المزينة بفخر الحضارة الغربية، بينما ندرك أن كل هذا بُني على بحيرات الدم، وكتل من الأشلاء والنهم والشراهة، والرغبة في السلطة المطلقة على البشر والعالم.

هنا يظهر سكورسيزي نفسه في نهاية الفيلم، ليقرأ لنا السطور الأخيرة من قصة القتلة، حيث يتم الإفراج عنهم عقب الحرب العالمية الثانية، رغم كونهم محكومين بالمؤبد مدى الحياة، على رأسهم "شيلوك الجديد" المعروف بـ"الخال هيل"، وأن هذا الإفراج، غير المستحق، هو جزء لا يتجزأ من الطمس المتعمد للتحقيق الذي كان يجب أن يجري على نطاق واسع في جرائم إبادة "الأوساج"، والتي ارتكبتها المجموعة اليهودية الماسونية، ليس في بداية احتلال الأرض الجديدة، ولكن بعد أن لبست أميركا ثوب التمدن البراق.

بل أنه من الظلال السوداء التي يلقيها الحوار بين "الخال هيل" وبين بعض أفراد الإدارة المالية والسياسية بالمدينة، هو اعترافه أن الولاية كلها أرض هندية وليست أميركية، وأن أميركا هناك في العاصمة واشنطن، ولكن أوكلاهوما وفيرفيكس هي أرض هندية ملك سكانها الأصليين، ورغم ذلك هو لا يتراجع عن قتلهم وتفجير منازلهم (في مشهد يذكرنا بحطام البيوت في غزة)، بجانب تدبير الزيجات الملوثة من أجل قتل الزوجات والاستيلاء على عوائد نفطهن.

هذا الفيلم ليس مجرد توثيق لحوادث دموية، شكلت جزءاً من كراهية الشخصية الأميركية للسكان الأصليين في تاريخها الحديث، ولكنه شهادة دقيقة على أسباب مناصرة أميركا لقوى الاحتلال، والسيطرة وبسط النفوذ واغتصاب حقوق الشعوب، فمن مجموعة "قتلة زهور القمر" لضاربي "الفيت كونج" بالنابلم، لمجتاحي بغداد، وصولا إلى قاصفي المستشفى في غزة، هناك خط وخيط متصل وفاضح

ومع بطء إيقاع الفيلم وطوله الزمني (206 دقائق)، وطبيعة مشاهدة الحوارية الطويلة، يصبح لدى المتلقي فرصة جيدة للتأمل والغوص في أصل الأمور، ومحاولة إسقاطها بشكل مباشر وغير مباشر على الواقع الدولي المعاش في حقب سابقة، وفي هذه اللحظة التاريخية أيضاً.

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

26.10.2023

 
 
 
 
 

بعد ترشحه للأوسكار..

أبطال وصناع فيلم "وداعاً جوليا" يتحدثون لـ«سيدتي»: نحن متحمسون

سيدتي - سيد أحمد

احتفل مؤخراً، صنّاعُ وأبطال فيلم "وداعاً جوليا"، بالعرض الخاص له في إحدى دور السينما بالقاهرة، وحرَصت كاميرا «سيدتي» على التواجد لرصد فعاليات هذا العرض، وإجراء لقاءات متنوّعة مع صنّاع الفيلم والمشاركين به؛ للتعرُّف على آرائهم في الجوائز والتكريمات التي حظي بها الفيلم في المهرجانات الدولية التي شارك بها خلال الفترة الأخيرة، وأيضاً معرفة توقعاتهم؛ خاصة بعد ترشُّح فيلمهم لجوائز الأوسكار.

إيمان يوسف: متحمسون للأوسكار

في البداية، أعربت الفنانة إيمان يوسف، إحدى بطلات الفيلم، عن سعادتها بعرض الفيلم في القاهرة، وأيضاً بالجوائز التي حظي بها العمل.

واستهلّت إيمان يوسف حديثها عن ترشيح فيلم "وداعاً جوليا" للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي، ضمن الدورة السادسة والتسعين للجوائز الأشهر بمجال السينما؛ قائلةً إنها تشعر بتفاؤل كبير؛ خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الفيلم؛ موضحةً أن سبب ذلك هو أن جميع مَن كان يعمل على هذا الفيلم، كان يعمل عليه بـ"حب" شديد.

واستطردت قائلة: "بالنسبة لتوقعاتي للأوسكار، أرى أنه ليس هناك شيءٌ بعيد؛ خاصة وأن الفيلم حقق نجاحات كبيرة للغاية، وهذا يجعل بداخلي شعوراً شديداً بالحماس للأوسكار".

الغناء وراء ترشحي للفيلم

وعن كواليس ترشُّحها للدور أو لشخصية "منى" في الفيلم، قالت الفنانة إيمان يوسف، إنها كانت تغني منذ فترة طويلة، وكانت تمتلك أيضاً موهبة التمثيل منذ أن كانت طفلة؛ مشيرة إلى أن إحدى صديقاتها رشّحتها للمشاركة منذ عامين لهذا الفيلم، ولكن لم تجد أيّ رد، رغم أنها أبدت استعدادها للمشاركة.
وأضافت: بعد فترة ذهبت لحضور "إيفنت" في أحد كافيهات "الخرطوم"؛ للمشاركة بالغناء به، وأثناء ذلك تم بثّ مقطع فيديو من هذا الحفل، الذي رآه مخرج الفيلم، الذي تواصل مع أحد الحضور من أجل الوصول لها، وهذا ما تحقق في النهاية
.

نزار جمعة: هذه الجوائز لها أكثر من ميزة

بينما رأى الفنان نزار جمعة أن الجوائز والتكريمات التي حصل عليها الفيلم، هي نتيجة لمجهود كبير بذله الشباب وكلُّ المشاركين في الفيلم.. مكملاً: "لكل مجتهد نصيب".

كما أعرب أيضاً عن سعادته بالعرض الافتتاحي لـ"وداعاً جوليا" في مصر، باعتبارها مدرسة كبيرة في صناعة السينما.
وبسؤاله حول ما إذا كانت الجوائز الكثيرة التي حظي بها الفيلم، ستعزز من فرص حظوظه في "الأوسكار"؛ فرد قائلاً، إن هذه الجوائز لها أكثر من ميزة، منها أنها تثبت الإنجاز التاريخي والكبير الذي قام به الشباب المشاركون في الفيلم، وعلى جانب آخر، ستساهم في أن يكون اسم الفيلم مذكوراً في تاريخ السينما، وتفتح له الأبواب في أكثر من عرض جماهيري، وهذا الأمر يعود بالنفع على رسالة الفيلم، وهي الرغبة في الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور
.

شخصية تشبه الكثيرين في السودان

أما عن طبيعة دوره في الفيلم، قال إنه يقدّم شخصية مركّبة قريبة من صفات الرجل الشرقي على وجه العموم والسوداني على وجه الخصوص، وفي نفس الوقت؛ فهو شخص عنصري في تعامله مع الآخرين.
وتابع: "شخصية تشبه الكثيرين في السودان، وفي نفس الوقت شخصية تحمل الأزمات الحقيقية للشعب السوداني في مجمل الأمور
".

رؤية إنتاجية.. التحضير للفيلم استغرق أكثر من 4 سنوات

على جانب آخر، تحدث المنتج محمد العمدة لكاميرا «سيدتي» عن كواليس العملية الإنتاجية للفيلم؛ حيث قال إن العملية الإنتاجية للفيلم، كانت معقّدة للغاية، واستغرقت أكثر من 4 سنوات؛ بدايةً من البحث عن المنتجين المشاركين في الفيلم، سواء من مصر وألمانيا والسويد والسعودية؛ وصولاً إلى التحضيرات الأخرى المتعلقة باختيار الممثلين ومعدات وأماكن التصوير، ولكن في النهاية، النتيجة كانت مُرضية.
وأشار العمدة إلى أن تصوير مشاهد الفيلم على أرض الواقع، كان متعباً ومثّل لهم صعوبة؛ خاصة وأن التصوير كان في الفترة التي سبقت الحرب والنزاعات في السودان؛ لذلك كانت الحركة صعبة للغاية، ولكن في النهاية تم تخطي هذه الصعاب
.

أمجد أبوالعلا: جائزة "الحرية" الأقرب لـ قلبي

ومن بين الجوائز العديدة التي حصل عليها فيلم "وداعاً جوليا"، اختار المنتج أمجد أبوالعلا جائزة "الحرية" التي حصل عليها الفيلم في مهرجان كان خلال فعاليات دورته السابقة؛ موضحاً أن سبب اختياره لهذه الجائزة، هو كونها جديدة ومستحدثة في "كان"؛ ففي السابق كانت تسمى بـ جائزة "الإسكريبت"، وفي الدورة الماضية استبدلوا بها اسم جائزة "الحرية"، وفي حال استمرارها، سيكون لهم السبق في الحصول عليها.

ماذا قال النقاد عن ترشح "وداعاً جوليا" للمنافسة على الأوسكار؟

وخلال العرض الخاص لفيلم "وداعاً جوليا"، استطلعت كاميرا «سيدتي»، آراء عدد من النقاد للتعرف على مدى فرص وحظوظ الفيلم في الحصول على جائزة من جوائز "الأوسكار".

آندرو محسن: جوائز المهرجانات تنمي الفرص ولكن المنافسة كبيرة

وقال الناقد الفني آندرو محسن: بكل تأكيد الجوائز والتكريمات من مهرجانات كبيرة ومهمة مثل "كان" وغيرها مهمة للغاية؛ لأنه يسلّط الضوء بشكل جيد على الفيلم، وتنمّي فرصه في جوائز "الأوسكار".
وتابع: ولكن في "الأوسكار" ستكون المنافسة كبيرة جداً؛ خاصة وأن فيلم "وداعاً جوليا"، ينافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي أو دولي، وهذه الجائزة يتنافس عليها ما بين 80 إلى 90 دولة، وفي النهاية يتم اختيار قائمة قصيرة مكوّنة من 9 إلى 10 أفلام، وقائمة أخرى نهائية تتضمن 5 أفلام.. مكملاً: "نتحدث عن منافسة كبيرة جداً، وكلما كان الفيلم معروفاً بصورة واسعة، يكون له صدى أكثر دولياً، ويجعل الجمهور مهتماً به
".

أمير رمسيس: "وداعاً جوليا" قادر على مخاطبة المتفرج أياً كانت ثقافته

بينما قال المخرج والناقد الفني أمير رمسيس، إنه يعتقد أن جوائز الأكاديمية أو جوائز الأوسكار، تبدي اهتماماً بالجزء الإعلامي؛ خاصة وأن له تأثيراً كبيراً سواء على المصوّتين أو التصويت، ومما لا شك فيه أن الصدى العالمي الذي حققه فيلم "وداعاً جوليا" بمثابة خطوة جيدة؛ ضارباً مثالاً بعرض العمل في أكثر من دولة، آخرها عرضه في دور السينما بـ أمريكا؛ متمنياً أن تساهم كلُّ هذه الأمور في وصول الفيلم للقائمة القصيرة في "الأوسكار".
وعن سبب الانتشار الواسع الذي حققه فيلم "وداعاً جوليا"، هو أن القصة الرئيسية طُرحت بشكل ذكي، واستطاعت أن تلمس الإنسان؛ ففي الظاهر تتحدث قصته عن قضية سياسية، ولكن بطرح الجزء الإنساني منها فقط؛ بحيث تجعل كل من يشاهدها في كافة الدول التي عُرض بها، يتعاطف معها.. مضيفاً: "فيلم قادر على مخاطبة المتفرج أيّاً كانت ثقافته
".

"سيدتي" رافقت صناع "وداعاً جوليا" في الخطوة الأولى نحو العالمية

جدير بالذكر أن "سيدتي" رافقت صناع فيلم "وداعاً جوليا" في خطوتهم الأولى نحو العالمية، مع العرض الأول في قسم " نظرة ما " ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، واحتفلت بتتويج الفيلم بـ "جائزة الحرية"، بحوار خاص وجلسة تصوير حصرية مع بطلتي الفيلم، الممثلة والمغنية السودانية إيمان يوسف، التي تجسد دور " منى" في الفيلم، و الفنانة سيران رياك ملكة جمال إفريقيا في ماليزيا.

أبطال فيلم وداعاً جوليا

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك، ويشارك في بطولة الفيلم الممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيراً للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي.

 

سيدتي نت السعودية في

25.10.2023

 
 
 
 
 

فوي فوي فوي فيلم عن الهجرة غير الشرعية يطمح للأوسكار

متابعة المدى

يطرح فيلم "فوي فوي فوي" الذي رشحته القاهرة لجوائز الأوسكار، موضوع الساعة وهو الهجرة غير الشرعية من الشرق الأوسط وإفريقيا، وتشكّل مصر أحد منابعها، وكذلك لبنان الذي بدأت فيه عروض الشريط الخميس.

وسيكون الفيلم الذي كتب حواراته وأخرجه عمر هلال، ضمن الأفلام الساعية للتأهل إلى المرحلة النهائية في فئة أفضل فيلم أجنبي من بين عشرات الترشيحات من مختلف دول العالم.

ويروي الفيلم قصة حارس أمن يؤدي دوره محمد فراج، يعيش مع والدته في حي فقير، ويسعى للهجرة الى أوروبا بحثاً عن مستقبل أفضل. ولكن ليس بالقارب نظراً إلى أن هذه الطريقة مكلِفة مادياً ومحفوفة بالمعاناة والخطر.

وما كان من الحارس لكي يتمكن من الانتقال إلى أوروبا إلاّ أن تظاهر بأنه فاقد البصر وانضم إلى فريق لكرة القدم للمكفوفين يستعد للمشاركة في بطولة كأس العالم في بولندا. وما لبث الكفيف المزيّف أن اكتشف أنه ليس وحده من اعتمد هذه الحيلة.

وشرح المخرج عمر هلال البالغ 48 عاماً، في حديث لوكالة فرانس برس خلال وجوده في بيروت مع أعضاء في طاقم العمل للترويج للفيلم، ظروف ولادة فكرته، فروى أنه قرأ "منشوراً على فيسبوك تَداوَلَه الكثير من المتابعين، عن مجموعة من الشبان المصريين انتحلوا صفة مكفوفين ووصلوا الى بولندا وفروا إلى جهات أخرى".

وقال هلال الذي نشأ في السعودية وكندا "وجدتُ في القصة تماماً ما أبحث عنه". وجعل هلال هذه القصة العمود الفقري لفيلمه، لكنّه بنى نصه الدرامي على "أحداث ومفارقات" من صميم أفكاره. وأضاف "في الخبر الحقيقي، لم يكن أعضاء الفريق لاعبي كرة قدم عادية بل لاعبي كرة بالجرس، وهي رياضة خاصة بالمكفوفين، قريبة من كرة اليد".

و"فوي" كلمة إسبانية تعني "أنا قادم"، يقولها اللاعبون غير المبصرين حين تكون الكرة معهم للتواصل مع زملائهم.

وتؤدي نيللي كريم دور صحافية يستأثر الفريق باهتمامها. وقالت الممثلة المصرية الشهيرة لوكالة فرانس برس عن شخصيتها في الفيلم إنها "صحافية ملّت إعداد المواضيع التافهة، فذهبت ذات يوم لإجراء مقابلات مع شباب في نادي +الإحسان+، حيث تعرفت إلى عالم جديد بالنسبة إليها، ونشأت قصة إعجاب خفيفة وصدمات". وأضافت كريم أنها "الشخصية الوحيدة في الفيلم المتفائلة بالحياة".

 

المدى العراقية في

25.10.2023

 
 
 
 
 

بعد نجاحاته العالمية ..

"وداعاً جوليا" يحقق نجاحاً جماهيرياً في دور السينما

سيدتي - سيد أحمد

لا يزال فيلم " وداعاً جوليا" يحقق نجاحاته المتتالية، فبعد التكريمات والجوائز العالمية التي حظي بها هذا الفيلم في المهرجانات الدولية، حقق نجاحاً آخر على الصعيد الجماهيري خاصة بعد طرحه في دور السينما بالقاهرة ، حيث شهد إقبالاً كبيراً في أول أيام عرضه ، الأمر الذي دفع العديد من دور العرض إلى إضافة مواعيد جديدة لعرض الفيلم لرفعها شعار كامل العدد.

وأعلنت عن ذلك شركة " MAD Solutions" التي تتولى مهام توزيع الفيلم في العالم العربي، وذلك عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، والتي نشرت صوراً لحضور الجماهير في دور العرض المختلفة.

إيمان يوسف: متحمسون للأوسكار

وعلى هامش العرض الخاص الذي أقيم منذ أيام للفيلم، كانت كاميرا "سيدتي" حاضرة لنقل فعالياته وإجراء لقاءات مع ممثليه، من بينهم بطلة العمل الفنانة إيمان يوسف، والتي أعربت في البداية عن سعادتها بعرض الفيلم في القاهرة، وأيضاً بالجوائز التي حظي بها العمل.

واستهلّت إيمان يوسف حديثها عن ترشيح فيلم "وداعاً جوليا" للمنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمي، ضمن الدورة السادسة والتسعين للجوائز الأشهر بمجال السينما؛ قائلةً إنها تشعر بتفاؤل كبير؛ خاصة بعد النجاحات الكبيرة التي حققها الفيلم؛ موضحةً أن سبب ذلك هو أن جميع مَن كان يعمل على هذا الفيلم، كان يعمل عليه بـ"حب" شديد.

واستطردت قائلة: "بالنسبة لتوقعاتي للأوسكار، أرى أنه ليس هناك شيءٌ بعيد؛ خاصة وأن الفيلم حقق نجاحات كبيرة للغاية، وهذا يجعل بداخلي شعوراً شديداً بالحماس للأوسكار".

وعن كواليس ترشُّحها للدور أو لشخصية "منى" في الفيلم، قالت الفنانة إيمان يوسف، إنها كانت تغني منذ فترة طويلة، وكانت تمتلك أيضاً موهبة التمثيل منذ أن كانت طفلة؛ مشيرة إلى أن إحدى صديقاتها رشّحتها للمشاركة منذ عامين لهذا الفيلم، ولكن لم تجد أيّ رد، رغم أنها أبدت استعدادها للمشاركة.

وأضافت: بعد فترة ذهبت لحضور "إيفنت" في أحد كافيهات "الخرطوم"؛ للمشاركة بالغناء به، وأثناء ذلك تم بثّ مقطع فيديو من هذا الحفل، الذي رآه مخرج الفيلم، الذي تواصل مع أحد الحضور من أجل الوصول لها، وهذا ما تحقق في النهاية.

"سيدتي" رافقت صناع "وداعاً جوليا" في الخطوة الأولى نحو العالمية

جدير بالذكر أن "سيدتي" رافقت صناع فيلم "وداعاً جوليافي خطوتهم الأولى نحو العالمية، مع العرض الأول في قسم " نظرة ما " ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي، واحتفلت بتتويج الفيلم بـ "جائزة الحرية"، بحوار خاص وجلسة تصوير حصرية مع بطلتي الفيلم، الممثلة والمغنية السودانية إيمان يوسف، التي تجسد دور " منى" في الفيلم، والفنانة سيران رياك ملكة جمال إفريقيا في ماليزيا.

أبطال فيلم وداعاً جوليا

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني الحائز على العديد من الجوائز، وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك، ويشارك في بطولة الفيلم الممثل المخضرم نزار جمعة وقير دويني الذي اختارته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين سفيراً للنوايا الحسنة عن منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي.

 

سيدتي نت السعودية في

26.10.2023

 
 
 
 
 

مراجعة فيلم «قتلة زهرة القمر»

ريما التويجري

«غدًا سندفنُ هذا» بدأ الفيلم بهذا العنف وسينتهي بهِ! نفثَ علينا سكورسيزي بالدقائق الأولى من فيلمه شعور قبيلة الأوساج وكأنهم زهور توهّجت أوراقها، وقُبلت دعواتها؛ عندما اكتشفوا أنهم يعيشون فوق ثروة جعلتهم أغنى القبائل في 1920 ميلاديًا، بأسلوبٍ خبري مباشر تمثلت في صورة أحادية اللون تكاد تكون تسجيلية لحياة البذخ التي دفع ثمنها قبائل الأوساج دمهم، مع وجود عناوين كتابية وتجرد الصوت، وهذا ما يلجأ إليه غالبًا الأفلام من النوع الواقعي والتوثيقي، لأنه أبسط طريق وأسرع طريقة؛ لشد الانتباه، كما يقرِرُ في لاواعي المُشاهد أنه خبر مؤكَد «كالخبر التلفزيوني» قد حصل، وهذه تفاصيله. وهذا، إلى أن سمعنا موسيقى بمصفوفة أصوات نغميّة تلوح لنا ببداية القصة بوقعٍ خفيف مع صور جوية بديعة وانتقالات خفيفة سلسة، حتى اتسمت أغلب المعزوفات بالحياء، مما يحرم استمداد مشاعر «القلق، والخوف، والحزن». فقدتُ بحَّة الناي الغليظة الطاغية، التي تحمل الآلاف من أرواح شهداء الهنود الحمر المغبونة، والتي يمكن أن أزعم أنها لو وجدت لأعطت ثقل حزن صارخ وأيقوني للمَشاهد. وعلى ذكر الثقل، أردت أن أُؤكد أن أهم جزء في أي فيلم هو أساسه وأوله، وما يميز الساعة الأولى بالمجمل الحديث الأول بين الأبطال، والذي قدمَّ تعريفًا جيدًا بالشخصيات وبما هي عليه من محدودية الإدراك والثقافة الموجودة في إرنست، ولمعان بريق التواطؤ والحقد في عين العقل المدبر خاله هايل؛ إذ عرض دربًا واضحًا لما ستؤول إليه الأمور، فهالت عليه بسرد خطي اعتيادي، ندرت فيه المفآجات، أو الألغاز السريعة، بين كل لغز وحله مدة قصيرة لينتقل للآخر، حتى يتّزن إيقاعه، وهو كذلك، متدحرج ما بين الأكشن والعنف والدراما، تجملت بجمل رنانة وصور جوهرية قدمها رجل فني – مرئي بالدرجة الأولى، وهذا ما رفع الفيلم لصروحِ قوته، سكورسيزي.  

مؤامرة دراما تاريخية متسارعة؛ توالت المذابح، واحدة تلو الأخرى، طمعًا ينتشل طمعًا أكبر، وتفاصيل تجذب الأخرى حتى انتهى الفيلم بمدة مثالية. وما يحدد المدة المثالية؟ حجم المادة! لقد توارت ما بين عدة جنائز، والموت البطيء، وإلحاح هايل بالتنفيذ، وخطط سريعة، ربما فاشلة، وغدر ثم مغدور، ومحاكمة؛ كل هذه التفاصيل استحقت مدّتها. المونولوج كان حاضرًا ليشرح درامية الموقف، عوضًا عن الحوارات التي جاءت كلها بتصريح أو بتلميح لمعلومة أو هدف – رغم أن التسجيل الصوتي المعد ربما لتصحيح حديث ديكابريو عندما يتحدث لغة الأوساج في بعض المشاهد، كان من الأخطاء الواضحة لاختلاف طبقة الصوت بين الجملة والأخرى – ولن تتفاعل الخلطة الدرامية بهذا الشكل إلا بمكونها الأهم؛ ليلي غلادستون، نجحت بأداء شخصية الضحية الأكبر، الروح المعذّبة المناضلة، تعصف بها الحياة لمسارٍ لن ترى في بدايته ومتوسطه ونهايته أي خير. في حين ليوناردو دي كابريو تم تسليط الضوء على بساطته، لكنه كان الأكثر تعقيدًا، كأنه شخصين في جسد، رأيت فيه المحب والكاره، المخلص والخائن، الصادق فالكاذب، مزيج من الدهاء الاجتماعي والبلاهة الاتباعية. خُلطت في الفيلم توليفة من الأجواء الدينية، والمعتقدات المتعددة التي تمتثل إليها القبيلة، إلى جانب جماعة الكوكلوكس كلان، والماسونية الصريحة، التي ما زالت تفتعل الذنوب.  

تجلّت الصور البديعة بتوازن الكادر بين اللقطة السابقة واللاحقة، بين النقطة المركزية والخلفية، وصور ملحمية من الصلوات الفجرية حتى الفواجع الليلية، حتى تمت ولادة مكتب التحقيقات الفيدرالي المتجدد، وبطلب من إدغار هوفر الذي فتح تحقيقًا خاصًا لعمليات الاختلاس الإجرامية المرتكبة بحقّهم. كما كان التكوين مثاليًا، وأعتقد أن الراحل جون ويليامز – الذي أُحيي ذكره في شارة الفيلم النهائية – كان مسؤولاً بتحرّي الدقة في اللغة والثقافة القبلية، حتى قيل إنه كان له كرسي بجانب سكورسيزي، ومما أعتبرها واجبًا أساسيًا لنجاح فيلم أشبه بالتوثيقي لمرحلة ما. كما أن مولي بطريقة إصرارها للحديث بلغتها حتى مع الأجانب الإنجليز حركة ذكية مدتني بشيء من خصال صفاتها التي تتسم بالقوة والثبات، إلا أن الترجمة التي وجدت في بعض الجمل عبارات لم تترجم – سواءً كان خطأ تحريريًا أو مقصودًا- حركة مزعجة.

عاد سكورسيزي لسرد المصير النهائي للقصة بالأسلوب الإخباري أيضًا، لكن بطريقة إبداعية تشكّلت بخبر في برنامج إذاعي في الأربعينيات يتم بثه مباشرة، وفاجأنا المخرج بظهوره لإلقاء قصة الختامية الحتمية للشخصيات، مما يدل على اهتمامه الشخصي، ودعمه لما حصل.

 

موقع "سوليوود" في

26.10.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004