ملفات خاصة

 
 
 

مطالبة برفع سقف الأفكار والمنافسة بقضايا أعمق

لماذا اختير فيلم «فوي فوي فوي» لتمثيل مصر بـ«الأوسكار»؟

القاهرةانتصار دردير

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

شكّل اختيار فيلم «فوي فوي فوي» لتمثيل مصر في جوائز «الأوسكار» لعام 2024 مفاجأة كبيرة، لا سيما أنّ عرضه بدأ في القاهرة قبل أيام، كما أنه لمخرج شاب هو عمر هلال، يخوض من خلاله أولى تجاربه في الأفلام الروائية الطويلة.

وقالت نقابة المهن السينمائية في مصر، المنوط بها الإشراف على ترشيح الفيلم واختيار أعضاء اللجنة، في بيان، إنه «اختير من لجنة مشكَّلة من سينمائيين ونقاد مستقلّين، بعد فوزه بأغلبية التصويت بين قائمة قصيرة من الأفلام التي تنطبق عليها شروط الترشيح».

تضمّنت القائمة القصيرة 5 أفلام؛ هي: «بيت الروبي»، و«19ب»، و«الباب الأخضر»، و«وش في وش»، و«فوي فوي فوي». واختارت اللجنة التي تضمّ نحو 30 عضواً هذه القائمة من بين قائمة طويلة ضمّت 32 فيلماً تمثل الأفلام المصرية التي عُرضت جماهيرياً في الصالات منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022 حتى الآن.

وفاز فيلم «فوي فوي فوي» بأغلبية الأصوات (15 صوتاً من بين 18 شاركوا في التصويت).

في هذا السياق، يؤكد أحد أعضاء اللجنة، الناقد أحمد سعد الدين لـ«الشرق الأوسط»، أنّ «الفيلم نال معظم الأصوات لسببين؛ الأول لأنه يتناول قضية تهمّ العالم، هي الهجرة غير الشرعية، والثاني لأنه يتمتّع بمستوى فني متميّز. ورغم أنه لا يضم نجوم شباك، فإن الموضوع هو البطل».

ونفى الأنباء بشأن «اتجاه اللجنة لعدم ترشيح فيلم مصري أسوة بما حدث العام الماضي»، قائلاً: «جرى تصويت مبدئي في الاجتماع الأول بين الأعضاء حول مبدأ الترشيح من عدمه، ووافقت الأغلبية على اختيار فيلم لتسجيل تجارب جيدة لمخرجين شباب تجب مساندتهم وتشجيعهم. كما أنّ عدم ترشيح فيلم قبل ذلك لم يغير شيئاً في الواقع السينمائي الذي يشهد تراجعاً وسيطرة للأفلام التجارية».

تدور أحداث الفيلم حول شخصية «حسن»، حارس أمن يعيش حياة فقيرة مع أسرته، ويتحايل للانضمام إلى فريق كرة قدم من المكفوفين يتّجه للمشاركة في كأس العالم بأوروبا، فيدّعي أنه مكفوف مثلهم. خلال الرحلة، يلتقي شخصيات ويخوض مغامرات. وهو من بطولة محمد فراج، ونيللي كريم، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وحنان يوسف، ولبنى ونس، ومن تأليف عمر هلال وإخراجه، وقد تصدّر قائمة الإيرادات بدور العرض المصرية منذ بدء عرضه في 13 سبتمبر (أيلول) الحالي.

بدوره، يؤكد أحد أعضاء اللجنة، المخرج هاني لاشين، أنّ «الفيلم متميّز فنياً بجميع عناصره من تمثيل وتصوير ومونتاج، كما أنه لمخرج جديد»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «أشجع كثيراً الشباب الذين يحملون رؤى وأفكاراً وأحلاماً مختلفة».

يتابع: «فرصتنا ضعيفة جداً في منافسة أفلام دول العالم وتحقيق الفوز، ليس لنقص تقنيات وإنما لأنّ موضوعاتنا غير غارقة في المحلية»، وفق قوله، مطالباً بخطوات ضرورية لرفع سقف الأفكار، فيطرح المبدعون قضايا أعمق، ويصنعون سينما حقيقية تنافس عالمياً.

وسط سعادته بترشيح أول أفلامه لخوض سباق «الأوسكار»، يقول هلال لـ«الشرق الأوسط»: «هذا بمنزلة حلم وشرف كبيرَين. أظن أننا قدّمنا فيلماً جيداً اجتهدنا فيه»، مضيفاً: «الفيلم تجربة خاصة، فقد عملتُ عليه كاتباً ومخرجاً ومنتجاً، فكنتُ المنتج الفعلي خلال التصوير. هذا جعلني أكثر قدرة على التحكُّم، في ظلّ صراع بين الوظائف الثلاث ضمن أماكن تصوير متعدّدة بين مصر ولبنان ورومانيا. الشكر للزملاء المساعدين إنتاجياً؛ (فيلم كلينك)، و(فوكس استوديوز)، و(إيمجنشن أبوظبي)». وكشف هلال عن ترتيبات خاصة مع جهات الإنتاج لحملة ستنطلق من الولايات المتحدة للمنافسة بسباق «الأوسكار» بنسخته الـ96.

ورغم خروج سابق للسينما المصرية، مع تاريخها الطويل، من منافسات «الأوسكار»، فإنّ ذلك لم يحبط هلال، فيقول: «أتمنّى كسر القاعدة، فيكون فيلمي أول عمل مصري يبلغ القائمة القصيرة. السينما المصرية هي أم السينما العربية، وإذا لم ينصفها الزمن، فسنظل نجتهد لنحقق الفوز».

 

الشرق الأوسط في

19.09.2023

 
 
 
 
 

مخرج "فوى فوى فوى": تمثيل الفيلم فى جائزة الأوسكار حلم وإنجاز نتمنى تحقيقه

كتب الأمير نصرى

تحدث المخرج عمر هلال مخرج فيلم "فوى فوى فوى"، عن تمثيل الفيلم لمصر فى جائزة الأوسكار لأفضل فيلم عالمى 2024، قائلا:" جائتنى رسالة على فيس بوك تقول لى "مبروك" ثم جائنى خبر ترشح الفيلم للأوسكار فعينى دمعت، وشعرت بالفخر لأنى سأمثل مصر وهذا هو حلم وإنجاز".

وأضاف عمر هلال خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "التاسعة"، المذاع على القناة الأولى المصرية، المشاركة فى الأوسكار شئ عظيم، وسنبدأ السباق ونحتاج لدعوات كل المصريين، وأملنا فى الله أن نصل للقائمة الطويلة.

وأكد عمر هلال أن المشاركة فى الأوسكار حلم نتمنى تحقيقه والحصول على الجائزة، وهو تشجيع لصناع السينما فى مصر لتقديم أفلام هادفة، ونحتاج لأفلام أكثر جدية.

 

اليوم السابع المصرية في

19.09.2023

 
 
 
 
 

فوي فوي فوي يسجل 5 ملايين و340 ألف جنيه في السينمات بعد ترشيحه للأوسكار

وداد خميس

حصد فيلم "فوي فوي فوي" للفنان محمد فراج أمس الثلاثاء إيرادات بلغت 699 ألفا و 78 جنيها، ليصل إجمالي ما حققه الفيلم خلال أول أسبوع من طرحه في السينمات المختلفة 5 ملايين و340 ألف و410 جنيه.

"فوى فوى فوى" هو فيلم دراما كوميديا سوداء يحكى قصة حسن حارس الأمن، الذى يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى للسفر خارج مصر عن طريق الانضمام لفريق كرة القدم للمكفوفين في إحدى بطولات كأس العالم في أوروبا ويقرر التظاهر بأنه لاعب ضعيف البصر، في هذه الرحلة، يلتقي العديد من الشخصيات، منها صحفية شابة وجذابة تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق وتهتم على وجه الخصوص بحسن، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه في الذهاب إلى أبعد الحدود ليكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص.

فيلم "فوى فوى فوى" مستوحى من أحداث حقيقية، وهو من تأليف وإخراج عمر هلال بطولة محمد فراج، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وأمجد الحجار، وحنان يوسف، ومحمد عبد العظيم، وحجاج عبد العظيم، بالاشتراك مع النجمة نيللي كريم وظهور خاص لبسنت شوقي.

وكانت لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في سباق الأوسكار كشفت عن ترشيحها فيلم "فوي فوي فوي" للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار.

من المقرر أن تستقبل جائزة الأوسكار ترشيحات الدول على جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية ثم يتم اختيار الأفلام المتنافسة وتعلنها لحين يتم الإعلان عن الفيلم الفائز بناء على اختيار إدارة الأوسكار، ويأتي ذلك بعدما غابت مصر عن ترشيح فيلم يمثلها في الأوسكار.

 

اليوم السابع المصرية في

20.09.2023

 
 
 
 
 

مصر في الأوسكار: «فوي! فوي! فوي

لبنى سليمان

في الوقت الذي يحقق فيه أصداء إيجابية مع انطلاق عروضه التجارية، اختارت مصر رسمياً الشريط الذي كتبه وأخرجه عمر هلال لتمثيلها ضمن فئة «أفضل فيلم أجنبي» في السباق إلى الجوائز السينمائية الأبرز في العالم. يُتوقع من العمل الذي نجح في الهروب من مقصّ الرقابة، أن يحظى بشعبية يتعدّى مداها العالم العربي

القاهرةلقطة وحيدة في فيلم «فوي! فوي! فوي!» (106 د ــ كتابة وإخراج عمر هلال) أنقذته من مقصّ الرقيب. لقطة يظهر فيها أحد الأبطال وهو يشاهد أحداث التوتّر السياسي في عام 2013، سنة حكم الإخوان المسلمين، ثم عزل رئيسهم محمد مرسي. لولاها، لاعتُبر أنّ الشريط يحمل إسقاطاً على الوضع الحالي في المحروسة، حيث تكرار هروب الرياضيين واللعب تحت راية جنسيات دول أخرى، تماماً كما سعى إلى فعله أبطال العمل وإن اختلفت التفاصيل.

قبل أيام من عروض «فوي فوي فوي» التجارية، تابع المصريون حلقة جديدة من مسلسل هروب الرياضيين للّعب تحت اسم دول أخرى، وخصوصاً في بطولات دولية. أحدث الحالات التي سُجّلت كانت للاعب المصارعة الحرّة، سيف شكري، الذي استغلّ عبوره (ترانزيت) في مطار دبي وهرب إلى بولندا. ظاهرة متكرّرة تعقبها دوماً تعليقات تتمنّى التوفيق لمن ينجح في الخروج من نظام رياضي يضطهد المواهب. لكنّ بطل فيلم «فوي فوي فوي» الذي جسّده باقتدار الممثّل المصري محمد فرّاج لم يكن رياضياً، بل حارس أمن يعيش حياة مُعدمة ويريد السفر بأي شكل. خاف الهجرة غير الشرعية ومضى يبحث عن أبواب أخرى. وعندما علم أنّ فريق كرة قدم للمكفوفين سيسافر للمشاركة في بطولة دولية، أفاد من مهاراته الكروية وادّعى فقدان البصر وانضم للفريق. وبالفعل، بدأت الخطة تنجح مع مواجهة العديد من العقبات التي تغلّب عليها هو وزملاؤه في النهاية التي ألمحت إلى أنّ مَنْ هربوا، لم يجدوا حياة مريحة في أوروبا واشتغلوا في مهن متواضعة. نهاية كان لا بد منها لتمرير الفيلم مع اللقطة التي أكّدت على أنّ الأحداث تدور في عهد الإخوان المسلمين، تماماً كما حدث في فيلم «وش في وش» (تأليف وإخراج وليد الحلفاوي) عندما انقطع التيّار الكهربائي ليقول البطل إنّه انقطاع «نادر» لم يحدث منذ عام 2013. كأنّ كل سلبية تحتاجها الدراما لحبك الأحداث، لا بد من أن تعود إلى عام التخلّص من الرئيس الراحل محمد مرسي وجماعته.

لاقى الفيلم استحسان الجميع، وخصوصاً مع إجادة المخرج عمر هلال اختيار فريق التمثيل إلى جانب التفاصيل المتعلّقة بمواقع التصوير ووجود الحسّ الكوميدي في عدد من المشاهد. لكنّها كوميديا الموقف التي تُرغم المتفرّج على الضحك من دون أن ينسى أنّه في الأساس يشاهد مأساةً. أعطى الشريط دفعاً للأمام لمحمد فرّاج وزميلَيْه في رحلة الهرب طه دسوقي وأمجد الحجار، فيما أجاد بيّومي فؤاد شخصية مدرب الفريق ومعه محمد عبد العظيم طبيب اللاعبين المتخصص في العمى الذي يفاجئ الجمهور كالعادة بوجه مغاير قبل نهاية الأحداث. وعلى خطٍّ موازٍ، تميّزت حنان يوسف بشخصية الأم التي تريد لابنها الخلاص لكنّها لا تقوى على بعده، في الوقت الذي انقسمت فيه الآراء حول تجسيد شخصية نيللي كريم للصحافية التي تتابع الفريق وتقع في حب اللاعب الكفيف قبل أن تصدمها الحقيقة. إذ بدا الدور مقحماً في العديد من المشاهد لأنّ الصحافيين لا يتداخلون عادةً بهذه الطريقة مع المصادر.

لقطة واحدة أنقذت الفيلم من مقصّ الرقيب

عموماً، يعتبر «فوي! فوي! فوي!» من الأعمال السينمائية القليلة التي ناقشت قضية حقيقية، متخليةً في الوقت نفسه عن أسلوب الوعظ المباشر، مستنداً إلى فكرة مستوحاة من واقعة حقيقية نشرتها الصحف. ومن العوامل التي أسهمت في نجاح الفيلم أيضاً، جاذبية الموضوع والسؤال عن تفاصيل اللعبة، وخصوصاً معنى «فوي! فوي! فوي!»، وهي كلمة بالإسبانية تعني «أنا قادم» يقولها الكفيف وهو يتحرّك بكرة الجرس إلى الأمام، تفادياً للاصطدام باللاعب المنافس. وكلّ ذلك وسط توقّعات بأن تتزايد شعبية اللعبة بعد النجاح الذي حققه الشريط. ويبدو أنّ النجاح لن يقتصر على حدود مصر أو العالم العربي، بعدما فوجئ فريق الفيلم أثناء وجوده في الإمارات بقرار ترشيح الفيلم رسمياً لتمثيل مصر في سباق الأوسكار المقرّر في 10 آذار (مارس) 2024، ضمن فئة «أفضل فيلم أجنبي» وبفارق كبير عن أقرب منافسيه. جاء ذلك بعد الامتناع عن ترشيح فيلم العام الماضي لضعف المستوى، ليُسهم الخبر في زيادة الاهتمام بالشريط وسط توقعات بتحقيقه إيرادات مرتفعة. وهو ما من شأنه أن يرفع أيضاً معنويات محمد فرّاج الذي تعرّض أخيراً لحملة انتقادات عنيفة (الأخبار 18/9/2023)، ولسان حال «فيجو» الآن وهو متجّه صوب الأوسكار: «فوي! فوي! فوي!».

* «فوي! فوي! فوي!»: بدءاً من اليوم الخميس (سبتمبر) في الصالات اللبنانية

 

الأخبار اللبنانية في

21.09.2023

 
 
 
 
 

«فوى فوى فوى»..

وأمنيات المنافسة بالأوسكار

خالد محمود

عذراً.. لم ننحح في نقل المقال من موقع الصحيفة

 

أخبا رالنجوم المصرية في

21.09.2023

 
 
 
 
 

الهجرة غير الشرعية تعيد السينما المصرية للمشاركة في الأوسكار

أحمد جمال

قرار التوقف عن الترشيح العام الماضي دق الجرس للنظر في مشكلات السينما.

بعد امتناع اللجنة التابعة لوزارة الثقافة المصرية عن ترشيح أفلام لجوائز الأوسكار العام الماضي، يبدو أن منتجي السينما أدركوا تدني مستوى الأفلام، فسارع البعض منهم لتدارك الأمر بطرح أعمال جدية منها فيلم “ڤوي! ڤوي! ڤوي”، الذي رشحته اللجنة لجوائز الأوسكار للعام المقبل، بعد أن رأت فيه جدية في الطرح وتكاملا بين أغلب عناصره.

القاهرةعادت السينما المصرية للمشاركة في قطاع المنافسة على أفضل فيلم أجنبي في سباق مهرجان أوسكار بعد أن غابت العام الماضي بسبب تراجع جودة الأفلام المعروضة، وجذبت قصة حول استغلال المكفوفين للهجرة غير الشرعية، نقابة المهن السينمائية للاتفاق على ترشحيه العام الجاري، بما يوحي بتحسن جودة الأفلام في دور العرض هذا العام.

وأعلنت لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في أوسكار ترشيحها فيلم “قوي! قوي! قوي” للمشاركة في الدورة المقبلة المقرر انعقادها في مارس المقبل، ويعبر اسم الفيلم عن مصطلح إسباني يستخدم في رياضة كرة الجرس للمكفوفين التي تم توظيفها في سياق مشوق ضمن أحداث عمل يناقش أيضا قضية الهجرة غير النظامية، وحجم الاستغلال الذي يتعرض له المكفوفون في مصر.

وتدور قصة الفيلم حول “حسن” حارس الأمن الذي يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويحلم بالفرار إلى خارج البلاد، وبدهاء يجد الفرصة حين يُعلن عن تشكيل فريق كرة قدم للمكفوفين ينافس في بطولة كأس العالم المقامة في بولندا، ويتفق “حسن” مع مجموعة من الشباب اليائسين ويذهبون إلى أبعد الحدود لتحقيق هذا الحلم.

سمير الجملالفيلم جيد بقصة غير مستهلكة ويغلب عليها الطابع المصري

يلتقي البطل خلال هذه الرحلة العديد من الشخصيات، منها صحافية شابة وجذابة تهتم بالكتابة عن الفريق وعلى وجه الخصوص عن “حسن”، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه في الذهاب لتحقيق حلمه ويكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص.

استوحى مؤلف الفيلم ومخرجه الشاب عمر هلال فكرته من أحداث حقيقية وقعت في مصر خلال العام 2013، والفيلم من بطولة محمد فراج ونيللي كريم وبسنت شوقي وبيومي فؤاد وطه دسوقي وأمجد الحجار وحنان يوسف وحجاج عبدالعظيم.

ووجد الفيلم المصري فرصة للترشح إلى الأوسكار بعد أن اختار قضية تستغرق في المحلية التي تشكل عاملا مهمًا في الترشيح لجوائز المسابقة العالمية، إذ أن ما حدث في قضية الهجرة غير الشرعية للخارج عن فريق لكرة الجرس من المكفوفين يتماشى مع حجم الفساد الذي تشهده المنظومة الرياضية، وتوظيف ذلك عبر تقديم أحداث أشبه بالكوميديا السوداء إلى جانب عوامل الصوت والصورة والإخراج المتطورة ما تجعله مؤهلاً للمنافسة في مسابقة الأفلام الأجنبية.

ويعد تسليط الضوء على قضية الهجرة غير الشرعية التي تأخذ اهتماما عالميًا حاليا مع صعوبات اقتصادية تواجهها الكثير من الدول النامية وسيلة يمكن أن تسلط الضوء على الفيلم وقد يحظى بقدر من الموضوعية المطلوبة، ومثل هذه الأفلام دائما ما يتم التعامل معها على أنها تُعبر عما يدور داخل المجتمعات الفقيرة.

وقالت الناقدة الفنية فايزة هنداوي، عضو لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في سباق الأوسكار، إن عوامل اختياره لا تركز على القصة، فمن المهم أن تتوافر جودة عالية في مكوّناته، وأن المعالجة الفنية والسيناريو والحوار والإخراج هي أساس تقييم العمل، مؤكدة أن الفيلم الذي وقع عليه الاختيار هو الأكثر اكتمالاً في هذه العناصر.

فايزة الهنداويالفيلم المرشح هو الأكثر اكتمالا من حيث المكونات

وأضافت في تصريح لـ”العرب” أن أعضاء اللجنة توافقوا على اختيار “ڤوي! ڤوي! ڤوي” ولم يكن هناك تردد في اختيار أفلام أخرى تمت المقارنة بينها، وفكرة وجود فيلم سينمائي واقعي وصادق تظهر فيه خصائص الحالة المصرية والتطورات التقنية في الصورة، ذلك أن الصورة من جانب المخرج عمر هلال هي التي دفعت لاختياره.

ونافس فيلم “ڤوي! ڤوي! ڤوي” قائمة قصيرة من الأفلام ضمت “وش في وش” من إخراج وليد الحلفاوي، و”19 ب” إخراج أحمد السيد عبدالله، و”الباب الأخضر” إخراج رؤوف عبدالعزيز، و”بيت الروبي” إخراج بيتر ميمي، بخلاف العام الماضي الذي قررت فيه لجنة اختيار فيلم للأوسكار عدم صلاحية جميع الأفلام المصرية المنتجة للمنافسة.

وأوضحت الهنداوي في تصريحها لـ”العرب” أن اللجنة لم يكن هدفها هذا العام عدم ترشيح أفلام مصرية للمسابقة، وقرارها العام الماضي كان جرس إنذار للجهات الرسمية والقائمين على قطاع السينما في مصر بأن هناك مشكلات كبيرة تواجهه، ما يدفع للتحرك لتحسين جودة الأعمال المقدمة، وهو ما تحقق هذا العام، سواء أكان نتيجة لقرار العام الماضي أو رغبة من القائمين على مجال الإنتاج السينمائي تقديم أفلام جيدة.

وليس لدى الناقدة الفنية تصورات حول ما إذا كان الفيلم المصري المرشح هذا العام سوف يتمكن من المنافسة وكسر القاعدة السابقة التي لم تحقق فيها الأفلام المصرية الطويلة نجاحات تذكر في مسابقة الأوسكار.

واعتبرت أن التعرف على جميع الأفلام الأجنبية المرشحة يمكن من خلالها توقع مستقبل الفيلم المصري في المسابقة، كما أن رؤى اللجان تختلف، وقد يكون هناك إجماع على منافسة أيّ من الأفلام من دون أن يتحقق ذلك، والعكس صحيح.

ومن المنتظر أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية القائمة الأولية للأفلام المتنافسة على الجائزة في ديسمبر المقبل، قبل إعلان القائمة القصيرة في يناير، ويقام حفل الأوسكار في العاشر من مارس القادم في مدينة لوس أنجلس.

الفيلم المصري وجد فرصة للترشح إلى الأوسكار بعد أن اختار قضية تستغرق في المحلية التي تشكل عاملا مهما في الترشيح

ومنذ انطلاق جائزة الأوسكار عام 1947، ترشح عن مصر نحو 35 فيلما، وكانت البداية مع فيلم “باب الحديد” للمخرج الراحل يوسف شاهين، وهو أول فيلم أفريقي وعربي ينافس على الجائزة، وتم إرسال ثلاثة أفلام أخرى لنفس المخرج في سنوات مختلفة، وهي “إسكندرية.. ليه”، و”إسكندرية كمان وكمان”، و”المصير”.

وتراجع عدد الأفلام المصرية المشاركة في الأوسكار في الفترة ما بين عامي 1982 و2001، حيث تم إرسال ثلاثة أفلام فقط، لكن عادت القاهرة من جديد لإرسال الأفلام بشكل منتظم عام 2002، ولم ترسل مصر فيلما إلى الأوسكار خلال عام 2015، بعد اختبار فيلم “بتوقيت القاهرة” للراحل نور الشريف، وتأخر مخرج العمل عن موعد التسليم ولم يستطع اللحاق بمرحلة التقديم.

وأكد الناقد الفني سمير الجمل أن اختيار الفيلم المصري للمشاركة في الأوسكار لا يخضع للمجاملات، ووجود عدد من الأفلام والمفاضلة بينها يخدم السينما المصرية ويشير إلى تقدم ملحوظ على مستوى الأعمال المقدمة هذا العام، وأن استكمال مسار التنافس يبقى غير مضمون ويخضع لوجهات نظر مختلفة، كما أن مسألة الترشح في حد ذاتها لا تعنى أن الفيلم يستحق الوصول إلى القائمة النهائية.

ولفت في تصريح لـ”العرب” إلى أن الفنان المصري محمد فراج قدم فيلما متميزا، كما أن القصة ليست مستهلكة ويغلب عليها الطابع المصري، ومشاركة مخرج شاب يقوم بأول تجاربه الإخراجية في السينما مؤشر آخر على أن الفيلم يحمل عوامل تميز لما لدى المواهب الصاعدة في مجال الإخراج من قدرة إبداعية في حاجة لتخرج إلى النور.

وأشار الجمل إلى أن ما يساعد على نجاح المخرج أنه كتب أيضا قصة الفيلم برؤية بصرية، ساعده في ذلك وجود فنان مثل محمد فراج يمكن تشبيه بـ”الصلصال” الذي يسهل تشكيله وفقا لرؤية المخرج، وأن الفيلم تغلب على عقبات الكتابة والتأليف التي تعد من أبرز مشكلات السينما والدراما في مصر.

وبدأ عرض الفيلم في دور السينما المصرية في الثالث عشر من سبتمبر الجاري، وحقق إيرادات بلغت 4 ملايين جنيه (129.4 ألف دولار) في الأيام الستة الأولى للعرض.

صحافي مصري

 

العرب اللندنية في

23.09.2023

 
 
 
 
 

الموسم السينمائي الصيفي بمصر: تراجُع نجوم... وتأرجُح ينقذه ترشيح «الأوسكار»

16 فيلماً خاضت السباق والنتيجة متفاوتة

القاهرةانتصار دردير

بداية قوية ونهاية مماثلة، شهدها الموسم السينمائي الصيفي في مصر الذي يُعدّ أطول المواسم؛ ضمَّ 16 فيلماً روائياً طويلاً.

البداية القوية حققها فيلم «بيت الروبي» لبيتر ميمي، من بطولة كريم عبد العزيز وكريم محمود عبد العزيز ونور، بتصدّره أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية، محققاً نحو 130 مليون جنيه مصري (الدولار يوازي 30.90 جنيه)، أما النهاية القوية فجاءت مع عرض فيلمَي «وش في وش» لوليد الحلفاوي، من بطولة محمد ممدوح وأمينة خليل، الذي نافس بقوة على الإيرادات، محققاً حتى الآن نحو 26 مليون جنيه، رغم عدم اعتماده على نجوم شباك تذاكر، وتقديمه قضية اجتماعية بقالب كوميدي.

وبعد فترة شهدت تراجعاً لبعض نجوم السينما، أنقذ فيلم «فوي فوي فوي» الذي ترشّح لمنافسات «الأوسكار» (فئة أفضل فيلم دولي) الموقف. ورغم أنه أول أفلام مخرجه عمر هلال، فإنه تصدّر قائمة إيرادات شباك التذاكر حالياً، محققاً أكثر من 12 مليون جنيه خلال أسبوعين.

في وقت صعدت فيه أفلام، تراجعت أسهم بعض النجوم الذين حققت أفلامهم إيرادات منخفضة، من بينهم محمد هنيدي (16 مليون جنيه) ومحمد رمضان (13مليون جنيه)، بينما غادرت أفلام أخرى السينمات مبكراً لإخفاقها في تحقيق إيرادات، على غرار «مطرح مطروح»، و«مندوب مبيعات»، و«البطة الصفراء».

وإذ يرى الناقد خالد محمود أنّ الغالبية العظمى من أفلام الموسم لم ترتقِ إلى مستوى طموح السينما المصرية، يؤكد أنّ الموسم الذي يوشك على الانتهاء يُعدّ مُبشّراً بانطلاقة كبرى، ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «إنه موسم مميز لجهة تحقيقه الإيرادات الكبيرة أو لاستعادة قوة التوزيع الخارجي للأفلام في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، أو لجهة الأفكار بعد نجاح (وش في وش) و(فوي فوي فوي)». وقد عدَّ الأخير مؤشراً لولادة أفلام مختلفة تعيد التنوّع للإنتاج السينمائي بعد سيطرة الكوميديا والأكشن طوال السنوات الماضية.

ويضيف أنّ «موسم الصيف كشف عيوب نجوم آخرين لم يستطيعوا القفز إلى الأمام على مستوى العودة، منهم محمد هنيدي؛ لكن نتائجه ستكون إيجابية ليس على الأخير فحسب، بل على نجوم جيله الذين سيستفيدون من تجربتهم، منهم أحمد حلمي».

أزمة كتابة

ندرة الأفكار الجديدة وضعفُ مستوى الكتابة، يراهما معظم السينمائيين أزمة تجلَّت في أفلام الموسم الصيفي. في هذا السياق، يتوقّف أستاذ السيناريو في معهد السينما أشرف محمد عند مسألة الكتابة الجماعية للفيلم التي يصفها بأنها «ظاهرة غريبة»، لا سيما في أفلام بسيطة الفكرة. ويرى في تعمُّد الكتابة بالأسلوب الأجنبي رغم تاريخ السينما المصرية، «استسهالاً غير مقبول، في وقت توجد به مواهب حقيقية لافتة لكنّ أعمالها لا تجد فرصة للظهور».

وحلَّ فيلم «البعبع» من بطولة أمير كرارة في المركز الثاني بإيرادات قدرها 43 مليون جنيه، فيما قفز «العميل صفر» من بطولة أكرم حسني إلى المركز الثالث - حتى الآن - محققاً نحو 33 مليون جنيه.

ورغم ذلك، يصف الناقد رامي المتولي الموسم الصيفي بأنه «ثريّ وجيد» بعدد كبير من الأفلام والنجوم وتحقيقه إيرادات، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «ننتج من 30 إلى 40 فيلماً في العام، لكن معظمها تجاري صُنع لتلبية دورة رأس مال سريعة لصنّاعها. لم تعد هناك أفلام فنية توازي التجارية، فنغيب عن المهرجانات الدولية، كما تغيب الأفلام الوثائقية عن الإنتاج والعرض السينمائي».

ويرى أنّ لهبوط أسهم بعض الأفلام والنجوم وصعودها أسباباً متباينة، فـ«(ع الزيرو) صُنع خصيصاً للعرض على منصة، وعرضه على الشاشة ليس الهدف. أما (مرعي البريمو) فمشكلته تتعلّق باختيارات هنيدي نفسه، فافتقد الاهتمام بالسيناريو والحوار الكوميدي. بينما صعد فيلم (وش في وش) لإخلاص صنّاعه لنوعه وحرصهم على الجودة، واعتماده سيناريو مُحكماً لمخرجه، ولمراعاة العناصر الفنية وسط تعدّد شخصياته، وتصويره داخل (لوكيشن) واحد، وهو ما نفتقده في معظم الأفلام».

 

الشرق الأوسط في

27.09.2023

 
 
 
 
 

إبعاد "تشريح سقوط" عن "أوسكار": أيكون السبب سياسياً؟

باريس/ ندى الأزهري

لم يكن الاهتمام الإعلامي، عشية الإعلان عن اختيار فيلمٍ فرنسي للتنافس على اللائحة القصيرة لـ"أوسكار" أفضل فيلم أجنبي (النسخة الـ96، في 10 مارس/آذار 2024)، بالفيلم المختار، بل بالمُستَبْعد من الاختيار، إذْ ركّزت معظم العناوين على "خروج" فيلم "تشريح سقوط" (2023) لجوستين تريّيه من التنافس كممثل رسمي للسينما الفرنسية، في "أكاديمية فنون الصورة المتحرّكة وعلومها" الأميركية. انهالت تعليقات وتصريحات، أعلن معظمها عن "ذهوله" بـ"إطاحة" فيلم تريّيه، التي تُعتبر رائدة في السينما الفرنسية الجديدة، وعن خيبة أمل بسبب إهمال فيلمٍ، وضعته كافة التوقّعات في المركز الأول، كأنّ فوزه بديهيٌّ بالكامل.

لكنْ، للجنة الاختيار ـ المؤلّفة من 7 سينمائيين يُعيّنهم وزير الثقافة الفرنسي بناءً على اقتراح رئيس اللجنة، ويتمّ تغييرهم كلّ عام لتجنّب تضارب المصالح، والمجتمعة في "المركز الوطني للسينما" في 22 سبتمبر/أيلول 2023 ـ رأي آخر، إذْ فضّلت "شغف دودان بوفان" للفرنسي ذي الأصل الفيتنامي تران آنه هانغ، عن فنّ الطهو الفرنسي، ومتعة التذوّق. فبدأت التخمينات بخصوص عدم اختيار فيلم تريّيه، وأعادت عناوين صحف فرنسية ومواقع ووسائل تواصل اجتماعي سبب استبعاد "تشريح سقوط" إلى خطاب مخرجته، بعد فوزها بـ"السعفة الذهبية" في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023) لمهرجان "كانّ"، الذي وُصِف بأنّه "صادم"، والذي قيل حينها إنّ صاحبته استغلّت منصّة المهرجان، ووجود أكثر من 3 ملايين مُشاهد على محطة "فرانس 2"، التي بثّت حفلة توزيع الجوائز، لإعلان موقف سياسي ملتزم، لم يكن "مُنتظراً"، كما في مقالة منشورة على الموقع الإلكتروني للمحطة الخاصة TF1، في 22 سبتمبر/أيلول الماضي.

فيه، ندّدت تريّيه بالأسلوب الصادم للحكومة الفرنسية في إنكار الاحتجاجات الطويلة للفرنسيين على إصلاح قوانين التقاعد، وأعربتْ، في عبارات شديدة اللهجة، عن قلقها مما أطلقت عليه "تسليع الثقافة"، مِن حكومة نعتَتْها بـ"الليبرالية الجديدة"، مُبديةً خشيتها من التهديد الذي يطاول "الاستثناء الثقافي الفرنسي"، الذي استفادت منه طول حياتها المهنية، كما قالت.

لم يُثِرْ فوز "تشريح سقوط" آنذاك أي اعتراضات وتعليقات سلبية، بعكس خطاب تريّيه المُثير لردود فعل كثيرة، خاصة سياسية، بدأتها وزيرة الثقافة الفرنسية ريما عبد المالك (من أصل لبناني) بتغريدة على X ("تويتر" سابقاً)، عبّرت فيها عن "مفاجأتها" بتصريحات تريّيه "غير العادلة"، مُستخدمةً مصطلحاً في التعبير عن انزعاجها الشديد لا يستخدمه السياسيون في فرنسا (يتعلق بأوجاع في المَعِدة). كما عبر وزراء ونواب عن استنكارهم لكلمة المخرجة، مُتّهمينها بالجحود، وبأنّها من هؤلاء الذين لا يَعون مدى تضحيات دافعي الضرائب الفرنسيين لدعم السينما الفرنسية، وبأنّ اتهاماتها لا أسس لها. لكنّ اليسار الفرنسي بمجمله حَيَّا موقفها وشجاعتها وموهبتها، كما شكرها، وعبّر بعضٌ عن "ذهوله" من كلام وزيرة الثقافة، كأنّ التمويل يُجيز شراء ضمير المُموَّل.

بعد صيف هادئ، عاد الجدل عند الإعلان عن الفيلم المختار للـ"أوسكار"، و"تشريح سقوط" كان مُفضّلاً عند مُحبيّ الفن السابع والنقّاد الفرنسيين والأجانب، ونُشرت كتابات تقول إنّ ترييه دفعت ثمن هجومها على الحكومة. كما قال نقّادٌ إنّ فرنسا تريد الترويج لفنّ الطهو الفرنسي، لا للسينما. و"تشريح سقوط" ـ الذي يُفَصِّل بدقة علاقات القوة والسيطرة بين زوجين كاتبين، تقود إلى جريمة قتل غامضة ـ يُحقِّق نجاحاً محلياً، إذ بلغت مبيعات بطاقات الدخول حاجز المليون، بعد شهر من عرضه في الصالات الفرنسية. هذا رقم قابلٌ للزيادة، طبعاً، مع استمرار عرضه، ويُعتبر نادراً بالنسبة إلى أفلامٍ فائزة بـ"السعفة الذهبية" في "كانّ"، كـ"تيتان" (2021) لجولي دوكورنو، الذي حقّق نحو 300 ألف بطاقة، و"حياة أديل" (2013) لعبد اللطيف كشيش، الذي لم يتجاوز مليون بطاقة. كما أنّه حقّق نجاحاً عالمياً، بعرضه في مهرجانات دولية مهمة بالنسبة إلى الـ"أوسكار"، كتورنتو ونيويورك ولوس أنجيليس، ورشّحه نقّاد أجانب للفوز بجائزة الأكاديمية الأميركية.

يقول مدافعون عن اختيار "شغف دودان بوفان" إنّ فرنسا لم تفز بـ"أوسكار" منذ عام 1993، مع "الهند الصينية" لريجيس فارنييه، وإنّ حظّها في الفوز أوفر مع هذا الفيلم، المتوافق مع الذائقة العامة للناس: تجري أحداثه في نهاية القرن الـ19، وأوجيني (جولييت بينوش)، الطاهية المتمّيزة، تعمل في المطعم المشهور لدودان (بونوا ماجيميل) منذ 20 عاماً. مع مرور الوقت، وممارسة فنّ الطهو والإعجاب المتبادل، ولدت علاقة رومانسية بينهما. من هذا الاتحاد، كانت تولد الأطباق، وكلٌّ منها أكثر لذة وحساسية من سابقه، فينال إعجاب الجميع ودهشتهم. مع ذلك، لم ترغب أوجيني، المتلهّفة للحرية، في الزواج من دودان، إلى أنْ يُقرّر الأخير فعل شيءٍ لم يفعله سابقاً: أنْ يطهو الطعام لها. بينوش يعرفها الأميركيون جيداً، وهذا عامل إضافي لمصلحة الفيلم.

نال "شغف دودان بوفان" جائزة الإخراج في الدورة الـ76 لمهرجان "كانّ"، العائد مخرجه به إلى المهرجان بعد 30 عاماً على "رائحة الباباي الأخضر" (1993)، الفائز حينها بجائزة "الكاميرا الذهبية" (مسابقة "نظرة ما") و"جائزة الشباب" في الدورة الـ46 (13 ـ 24 مايو/أيار 1993). جديده هذا يُكرِّم تقاليد المطبخ في فرنسا، بلده الثاني الذي اختاره للعيش فيه.

 

العربي الجديد اللندنية في

29.09.2023

 
 
 
 
 

الأفلام العربية المرشحة لجوائز ”الأوسكار

ثماني أفلام عربية تترشح لجوائز الأوسكار في الدورة ال 96 لعام 2024

نبدأ بآخر الأفلام العربية المرشحة وهو فيلم “باي باي طبريا” للمخرجة الفلسطينية لينا سوالم . الفيلم وثائقي يستعرض عودة المخرجة برفقة والدتها إلى مسقط رأسها في قرية دير حنّا بالجليل، والتي غادرتها قبل 30 عامًا إلى فرنسا لتحقيق حلمها بأن تصبح ممثلة. الأمر الذي يجعل الوالدة تتعرض للمساءلة من قبل ابنتها حيال تأثير قرارها بالسفر على النساء اللواتي تركتهن خلفها، جدّتها ووالدتها وشقيقاتها أيضًا.

يذكر أنه سبق للفيلم المشاركة في مهرجان البندقية بدورته الأخيرة في قسم “أيام فينيسيا”. 

أما  مصر فقد اختارت فيلم “ڤوي! ڤوي! ڤوي!” للمخرج عمرو هلال، ليمثّلها في أوسكار 2024. الفيلم روائي طويل يحكي قصة حارس أمن (يؤدي دوره محمد فرّاج) يعيش حياة بائسة فيسعى للخلاص من خلال الهجرة إلى أوروبا. علم بأن هناك فريق كرة قدم للمكفوفين يستعد للسفر إلى بولندا للمشاركة في بطولة دولية، فادعى أنه كفيف وانضم إلى الفريق . الفيلم من بطولة محمد فرّاج، ونيللي كريم، وبيومي فؤاد

السودان، اختار  فيلم “وداعاً جوليا”، من تأليف وإخراج محمد كردفاني، لتمثيله في المنافسة الأشهر في مجال السينما.

تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبيل استقلال جنوب السودان عن شماله، حيث تحاول مطربة سابقة التطهر من ذنب قتل رجل جنوبي من خلال استضافة أرملته في بيتها وتوظيفها كخادمة لمساعدتها.

فيلم “كذب أبيض” يمثل المغرب وهو للمخرجة أسماء المدير، سبق أن عرض في قسم “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي بدورته الـ76، كما توج بجائزة أفضل فيلم في المسابقة نفسها. يصور الفيلم عودة مخرجته الشابة إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. وأثناء ذلك تقع بين يديها صورة لها وهي طفلة، هذه الصورة استعاد من خلالها والداها الكثير من الحكايات التي تضيء على ماضي حيّها وبلدها، وخاصةً انتفاضة الخبز التي وقعت في يونيو عام 1981، وراح ضحيتها العشرات.

فيلم “بنات ألفة” أو “أربع بنات” للمخرجة كوثر بن هنية يمثل تونس ، وقد شارك في المسابقة الرسمية بمهرجان كان بدورته الأخيرة. يحكي الفيلم حكاية امرأة أربعينية تُدعى “ألفة”، وتعيش مع بناتها اللواتي قادهن التطرف إلى ليبيا للانضمام إلى تنظيم داعش، لكن الأمر انتهى بهن في السجن.

فيلم “جنائن معلقة” للمخرج أحمد ياسين الدراجي، يمثل العراق في الأوسكار. يروي الفيلم حكاية شقيقين يعملان في مكب نفايات يجد فيه أحدهما دمية كبيرة بحجم إنسان يكتشف لاحقًا أنها دمية جنسية، فيشتعل الخلاف بينه وبين شقيقه لأن الاحتفاظ بها يخرق القيم والأعراف والقوانين الأخلاقية للمجتمع العراقي

في الأردن وقع اختيار الهيئة الملكية الأردنية للأفلام على فيلم “إنشالله ولد” للمخرج أمجد الرشيد لتمثيلها رسميًا في المنافسة على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي لعام 2024، الفيلم فاز بجائزتين في مهرجان كان السينمائي وهما جائزة جان فاونديشن وجائزة ريل دور للفيلم الروائي الطويل أثناء مشاركته في قسم أسبوع النقاد حيث سجل أول مشاركة لفيلم روائي طويل أردني في المهرجان.

إنشالله ولد” يحكي قصة نوال التي يتوفى زوجها فجأة ليتحتم عليها أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين إن كان لديها طفل ذكر وليس أنثى، وهو من إخراج أمجد الرشيد.

وأخيرا تشارك اليمن من خلال فيلم المرهقون لمخرجه عمر جمال, استند الفيلم على أحداث حقيقية في عدن باليمن عام 2019، فتتبع القصة معاناة زوجين وأطفالهما الثلاثة بعد خسارة الأب والأم لعملهما جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة للبلاد، وبعد اكتشاف الأم حملها بطفل رابع، فيحاول الأبوان إيجاد طريقة للإجهاض رغم موقف مجتمعهما المحافظ تجاه هذا الأمر، مما يجبر العائلة على اتخاذ قرارات صعبة.

الفيلم نال جائزة منظمة العفو الدولية في مهرجان برلين السينمائي، كما حصل على المركز الثاني كأفضل فيلم روائي في قسم البانوراما بتصويت الجمهور.

ونال في مهرجان فالنسيا في دورته الـ38 جائزتي أفضل إخراج وأفضل سيناريو، وكذلك حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل فيلم روائي في مهرجان تايبيه السينمائي بتايوان.

أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية تعلن القائمة الأولية للأفلام المقبولة في مسابقة أوسكار لأفضل فيلم عالمي في ديسمبر، بينما تصدر القائمة القصيرة في يناير المقبل.

في حين توزّع الجوائز في العاشر من  مارس 2024.

 

موقع "أويما 20" في

29.09.2023

 
 
 
 
 

أشياء فقيرة” لليوناني لانتيموس: السينما الخالِصَة

محمد هاشم عبد السلام

في جديدهأشياء فقيرة لا يبتعد اليوناني يورغوس لانتيموس، كثيراً، عن مفهوم السينما الخالصة، بعناصره كلّها: تمثيل وسيناريو وتصوير وديكور ومونتاج وتصميم مناظر وملابس، وغيرها. كذلك يُلاحَظ تكامل هذه العناصر/المكوّنات، وتناغمها وعملها، بانسجامٍ أسلوبي بارع ولافت للانتباه، طول مدّته (141دقيقة). هذا رغم المزج الواضح لأنواع وثيمات سينمائية مختلفة، نادراً ما تجتمع معاً: خيال علمي ورومانسية ومغامرات وكوميديا سوداء وفانتازيا وتمرّد، وإحالات على أعمال في تاريخ السينما، بشكلٍ غير مباشر.

لكنْ، تصعب ترجمة العنوان الإنكليزي للفيلم، Poor Things، إلى “أشياء بائسة”، لأنّه لا توجد أشياء ولا كائنات/مخلوقات بائسة، بل على عكس ذلك، هناك تمرّد وانقلاب مصائر. لا يوجد فقر، ولا مفردة “مسكينة”، كأنْ يُقال مثلاً: “كائنات مسكينة”. هذا كلّه غير موجود. لذا، يبدو الأنسب أنْ يُترجَم العنوان حَرفياً ومُبَاشَرةً: “أشياء فقيرة”.

أياً يكن، فإنّ أيّ مُتابعٍ لمسيرة لانتيموس، منذ أفلامه اليونانية الباكرة ذات الميزانيات المُنخفضة، يتعجّب ليس فقط من العوالم الغريبة والجريئة التي يتناولها، بل من ابتعاد فيلميه الأخيرين، “المُفضّلة” (2018) و”أشياء فقيرة” (2023) كلّياً عن الزُّهد والتقشّف، وعن الأسلوب المميّز والطاغي في أفلامه السابقة، رغم تشابه الأفكار والطروحات، وعوالم الشخصيات وهمومها، وما يؤرقها، في جُلّ أعماله.

قياساً إلى مواضيع أفلامه السابقة، وأساليبه المتنوّعة والاستفزازية في طرح أفكاره ومعالجتها، يُعتَبرأشياء فقيرة فيلماً جدّياً للغاية، رغم أنه الأكثر ترفيهاً في مسيرته، ومع ذلك، الأكثر وحشية وغرابةً وطموحاً من “المُفضّلة”، رغم الاستعانة بكاتب السيناريو نفسه، توني مَكْنامارا. ففي “أشياء فقيرة”، يكسر لانتيموس المزيدَ من الحدود، ويقلب افتراضاتنا وتوقّعاتنا المعهودة عنه، باعتباره، منذ أعوام، مخرجاً مكرّساً لأفلامٍ مُظلمة للغاية، ومُمعنة في الغرابة، وسوداوية جداً. كذلك يُمكن وصف جديده بأنّه الأكثر تفاؤلاً وترفيهاً وبذخاً ووضوحاً في سيرته المهنية، أقلّه إلى الآن.

يتناول “أشياء فقيرة”، الفائز بـ”الأسد الذهبي” في الدورة الـ80 (30 أغسطس/آب ـ 9 سبتمبر/أيلول 2023) لـمهرجان فينيسيا السينمائي، قضايا عدّة، أهمها: السُّلْطة الأبوية والملكية والذكورية والتمرّد والبحث عن الذات والحرية الجنسية. في حوارات عرضية، يطرح تأمّلات فلسفية عميقة وساخرة عن الحياة والطبيعة البشرية وفكرة الخلق نفسها والسياسة والاجتماع، من دون تعقيد أو مُبالغة. الأهمّ أنّ هذا كلّه يأتي في حبكة مُقنعة، تتميّز بالجدّة والذكاء والأصالة في تقديم الشخصيات، وتناول المواضيع، في إطار تشويقي جذّاب، يبتعد كثيراً عن الافتعال والتكلّف.

يبدأأشياء فقيرة ـ المستلّ من رواية بالعنوان نفسه (1992) للاسكتلندي ألسْدِر غراي (1934 ـ 2019)، مصحوبة برسومات مُصوّرة ـ بافتتاحيةٍ غامضة قليلاً، يغلب عليها اللون الأزرق المخملي، وتُظهر امرأة تُرى من الخلف، ترتدي فستاناً أزرق مذهلاً، وتقفز من جسر. ثم انتقال إلى لندن الفيكتورية، الغريبة جداً، فالأحداث تحصل أواخر القرن الـ19، مع التحوّل إلى الأسود والأبيض، والإكثار من زوايا تصوير بعدسات مُقعّرة وتوظيفها، ولقطات مُقرّبة غريبة للغاية.

في هذا الجزء، تنحصر الأحداث بين كلية الطب والتشريح. فيها، نتعرّف إلى الجرّاح العبقري مُشوّه الوجه، نتيجة تجارب لاإنسانية أجراها والده عليه، غادوين باكستر (وليام دِفَو)، وتلميذه الوديع والمجتهد ماكس ماكاندْلِس (رامي يوسف). تمضي معظمها في منزل الطبيب، والمُختبر الملحق به، حيث تتجوّل بحريةٍ حيوانات مُركَّبة، غريبة للغاية: كلب برأس دجاجة، إوزّة برأس خنزير، مخلوق نصفه بطّة ونصفه الآخر ماعز، إلخ. من بينها، تظهر سجينة المنزل ـ المختبر، المغلق والمحصَّن، الطفلة/المرأة بيلا (إيما ستون)، التي لا تزال تتعامل مع كلّ شيء حولها بنزقٍ طفولي غريب، رغم نضجها الجسدي. يتجلّى هذا في تصرّفاتها الخرقاء، وطريقة مَشيها، ومحاولاتها المُتعثرة للنطق بكلامٍ مفهوم.

لرغبته في الاحتفاظ بسجل دقيق عن تقدّم حالة/تجربة بيلا، يطلب باكستر من تلميذه مُراقبة سلوكها اليومي. تدريجياً، يُلاحظ ماكس، بسعادة ودهشة بالِغَين، كيف تتحوّل خطوات الطفلة/المرأة، الغريبة الخرقاء إلى مشية أكثر ثقة وتوازناً؛ ويتتبّع اكتسابها المفردات أكثر، يوماً تلو آخر. يحاول السيطرة على دوافعها الجامحة، ونزقها وعنادها، وثورات غضبها العنيفة ونوبات التدمير، التي تنتابها بين حينٍ وآخر. هناك، أخيراً، محاولة الجميع التعامل مع صدمة اكتشاف بيلا المفاجئة للجنس، بعد ملامستها ما بين ساقيها، وتعرّفها إلى مُتعة العادة السرّية.

لعدم وجود أفكار مُسبقة عن القواعد السلوكية والاجتماعية والمحرّمات، وعن قواعد اللياقة واللباقة؛ ولشدّة براءتها ونقص مُفرداتها وقدرتها على صوغ تعابير مُلائمة، “تقذف” بيلا ما يرد على ذهنها، بلا تردّد وخجل وتفكير. تجلّى هذا أكثر بعد ممارستها العادة السرية، بسهولة وأريحية وانفتاح، ورغبتها الجامحة في مشاركتها الجميع الإثارة، واللذة المجانية المُصاحبة لها: “دعونا نلمس الأعضاء التناسلية لبعضنا البعض”، تقول. ثم ينقلب الأمر، من جانبها، إلى تساؤلات مصحوبة بحيرة بالغة: “لماذا لا يُمارس الناس هذا طول الوقت؟”. تُدْهَش عندما يُقال لها إنّها لا تستطيع التحدّث عن أشياء كهذه في أماكن عامة، ولا مناقشتها، وطبعاً عدم فعلها عَلَناً.

بعد هذا، تشعر بيلا باضطراب وحيرة إزاء تظاهر البشر بعدم وجود هذه المُتعة، المُتوافرة بسهولة. وهذا أول تناقض يحرّض عقلها على التفكير والتأمل، ويُؤجّج رغبتها في التمرّد.

رغم ذهوله من التصرّفات غير المُتوقعة لهذه الطفلة/المرأة، التي تضرب البيانو بيديها وساقيها، وترمي فطورها عليه، وتُحطّم الأطباق، وتبصق في الطعام، وتُثرثر طول الوقت؛ يُغرم ماكس بها، ويطلب من غادوين الزواج منها، حتى بعد معرفته حقيقة إنقاذه لها، وإعادته إياها إلى الحياة، بعد زرع عقل جنينها في رأسها. يوافق غادوين فوراً، ويستدعي المحامي دَنْكِن وَدِربِرن (مارك رَفالو) لتسوية الأمر. لكن دَنْكِن، اللعوب القادم بامتياز من سينما الأسود والأبيض، يستغلّ براءة بيلا وشبقها، فيغويها بالهروب معه، والخروج من المنزل، واكتشاف العالم الرحب خارجه. رغبةٌ كهذه تاقت إليها بيلا دائماً، لكنّ غادوين كان يقمعها بقوّة وقسوة. ولأنّها لا ترى تعارضاً بين الموافقة على زواجها من ماكس والهروب مع دَنْكِن، تنطلق في مغامرتها بكلّ طاقتها، فيسافران في رحلة استكشافية مذهلة، ومتحرّرة من الزمان والمكان. رحلة تُعيد إلى الأذهان تجربة “أليس في بلاد العجائب”.

هنا، يتحوّل “أشياء فقيرة”، في نصف الثاني، إلى الألوان النابضة بالحياة، التي تبلغ جرأة صارخة في بعض المشاهد. تتبدّل البنى البصرية والإخراجية إلى حدّ بعيد، كما يختلف تصميم المناظر تماماً، إذْ تبدو غالبيتها مصنوعة بالكمبيوتر، ما يوحي بأجواء “ألعاب الفيديو”، وما يُشبهها. ولعلّ هذا كلّه محاولة لمحاكاة الرواية المُصوّرة، أو الاقتراب من أجوائها. فكرة ليست أصيلة، وربما أضرّت الفيلم، رغم جماليات خيالية وتنفيذية عدّة.

تبدأ الرحلة السريالية لبيلا دَنْكِن من ليشبونة المُشمسة، التي يمكثان فيها وقتاً قليلاً. تُعتبر مشاهد البرتغال أكثر اللحظات المُضحكة في الفيلم، خصوصاً عندما يُحاول دَنْكِن السيطرة على جموح بيلا، عند تناولهما العشاء مع وجهاء، وفي رقصتها العفوية، ومحاولته، غير المجدية، السيطرة/الحَدّ على/من تحرّكاتها المجنونة. لاحقاً، يستقلّان سفينة بخارية متوجّهة إلى الإسكندرية.

رحلةٌ كهذه تفتح عينَيْ بيلا على القسوة والمعاناة والفقر. وبفضل رفقةٍ في السفينة، تتعرّف إلى كتبٍ، وتقرأ بنَهَمٍ. ما تشهده من ألمٍ وموت وبؤس يفتح عينيها على حقائق مُفزعة، كانت تجهلها، ويدفعها إلى التفكير في جعل العالم أفضل، وإنْ تطلّب الأمر تضحيات.

أخيراً، يصلان إلى باريس، بعد إفلاسٍ بسبب تصرّفاتها. هناك، يظهر تدريجياً تطوّر استخدامها المنطق والعقل، وإنْ ظلّ أسلوبها في التعامل مزعجاً وخشناً ووحشياً أحياناً. كذلك يرتقي تحرّرها إلى مُستويات أخرى، مُغايرة وصادمة. مثلاً، إزاء الإفلاس، لا تجد بيلا غضاضة في “التعهّر”، فتصبح المُفضّلة لـ”زائري” بيت الدعارة. هناك، في أحد أطول أجزاء الفيلم، تُصادق زميلة اشتراكية، تُطلعها على جانب آخر من الحياة والفكر والجنس، ما يُساهم في اطّلاعها على المزيد. ثم تصلها رسالة من ماكس عن تدهور صحّة غادوين، فتعود إلى لندن. لكنّ عودتها هذه مُغايرة تماماً، خصوصاً بعد تشكيلها/خلقها لنفسها من لا شيء، وفقاً لقواعدها الخاصة، وبعد تحرّرها من كل سُلطة.

يُعتبر “أشياء فقيرة ” وليمة صاخبة من المشاهد والأفكار والشخصيات، الرئيسية والثانوية. لكنْ، مع كلّ تقدير للخبرة والعمر والأداء الرائع، يبقى تمثيل إيما ستون مُذهلاً ومتفرّداً، إلى حدّ يمكن القول معه إنّه “فيلم إيما ستون”، شخصيةً وأداءً. تكفي براعتها في تشكيل شخصية بيلا، ونموّها وتطوّرها من الطفولة والمراهقة إلى البلوغ، بكلامها وسلوكها ولغة جسدها. تطوّر مُعقّدٌ أدائياً، من مشهد إلى آخر. وأيضاً، تعاملها مع الكوميديا، وخصوصاً المشاهد المُتعلّقة بالجنس، لأنّ أي أداء أقلّ جرأة لم يكن سينجح ويُقنع.

أمورٌ كهذه لا تُحسب فقط إلى براعة السيناريو والحوار، ولا إلى استغلال لانتيموس، البارع، لموهبة ستون إلى أقصى حَدّ، بل أساساً إلى تفوّقها. وذلك في أحد أغرب أدوارها، وربما أفضلها وأكثرها اختلافاً، إلى الآن.

 

الـ cinarts24  في

02.10.2023

 
 
 
 
 

صربيا تختار Because My Thoughts Are Struggling للمشاركة فى الأوسكار

لميس محمد

وقع اختيار دولة صربيا على فيلم Because My Thoughts Are Struggling، ليمثلها في حفل الاوسكار المقبل، العمل يدور حول الأيام الأخيرة من حياة الأمير الصربي ميهايلو أوبرينوفيتش، والذي يكافح من أجل شعبه، بينما يتم وضع خطط لاغتياله التي سيترتب عليها وقف عملية تحرير شعوب البلقان، العمل وصلت مدته إلى ساعتين و20 دقيقة.

وذلك بعدما كشفت لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في سباق الأوسكار عن ترشيحها فيلم "فوي فوي فوي" للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار.

من المقرر أن تستقبل جائزة الأوسكار ترشيحات الدول على جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية، ثم يتم اختيار الأفلام المتنافسة وتعلنها لحين يتم الإعلان عن الفيلم الفائز بناء على اختيار إدارة الأوسكار، يأتي ذلك بعدما غابت مصر عن تشريح فيلم يمثلها في الأوسكار.

"فوى فوى فوى" هو فيلم دراما كوميديا سوداء يحكى قصة حسن حارس الأمن، الذى يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى للسفر خارج مصر عن طريق الانضمام لفريق كرة القدم للمكفوفين في إحدى بطولات كأس العالم في أوروبا ويقرر التظاهر بأنه لاعب ضعيف البصر، في هذه الرحلة، يلتقي العديد من الشخصيات، منها صحفية شابة وجذابة تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق وتهتم على وجه الخصوص بحسن، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه في الذهاب إلى أبعد الحدود ليكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص.

فيلم "فوى فوى فوى" مستوحى من أحداث حقيقية، وهو من تأليف وإخراج عمر هلال بطولة محمد فراج، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وأمجد الحجار، وحنان يوسف، ومحمد عبد العظيم، وحجاج عبد العظيم، بالاشتراك مع النجمة نيللي كريم وظهور خاص لبسنت شوقي.

يذكر أن محمد فراج حقق نجاحًا كبيرًا في موسم دراما رمضان من خلال مشاركته مع النجم أحمد السقا في مسلسل "حرب"، وشارك في بطولته أيضا كل من: أحمد سعيد عبد الغني، سارة الشامي، إنجي المقدم، إيناس كامل، وغيرهم من الفنانين، تأليف هاني سرحان، وإخراج أحمد نادر جلال.

 

اليوم السابع المصرية في

02.10.2023

 
 
 
 
 

7 أفلام عربية تسعى للأوسكار.. وفرصة «فوى» المصرى ضعيفة

منى شديد

على الرغم من صعوبة المنافسة فى فئة «أفضل فيلم دولى غير ناطق بالإنجليزية»، التى تضم ترشيحات نحو 90 دولة فى العالم؛ ضمن جوائز الأوسكار التى تمنحها هذا العام أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.. إلا أن عددا من الدول العربية يسعى مجددا لخوض غمار المنافسة على جائزة هذه الفئة بسبعة أفلام من أفضل أفلام العام الحالي، فيما تبدو فرصة فيلم «فوى فوى فوي» المصرى ضعيفة للغاية.

ينافس على الجائزة عدد من الأفلام المهمة التى سبق وحصدت جوائز فى مهرجانات ومسابقات أخرى قبل الوصول إلى الأوسكار، إذ ذهبت الجائزة فى العام الماضى للفيلم الألمانى «All Quiet on the Western Front» للمخرج إدوارد برجر، الذى لم يكتف بجائزة أوسكار واحدة بل حصد معها ثلاث جوائز أخرى لأفضل موسيقى وتصوير وتصميم إنتاج.

اختارت الدول العربية أفلاما أغلبها معروف على المستوى الدولى نظرا لمشاركتها فى عدد من المهرجانات فيما عدا الفيلم المصرى «فوى فوى فوي» أول أفلام المخرج عمر هلال وإنتاج محمد حفظي، إذ بدأ عرضه تجاريا فى صالات السينما بمصر نهاية الشهر الماضي، ولم يحظ بفرصة المشاركة فى المهرجانات العربية والعالمية قبل العرض التجاري، وإن تم عرضه بمهرجان الإسكندرية لسينما البحر المتوسط منذ أيام قليلة ضمن برنامج وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج.

واختارت الفيلم لجنة مكلفة من نقابة المهن السينمائية بناء على جودته الفنية مقارنة بالأفلام المصرية الأخرى التى عُرضت على مدار العام لتعود مصر للمنافسة على هذه الفئة التى غابت عنها فى العام الماضى بسبب عدم وجود فيلم جيد يصلح للترشح باسم مصر وسط هذا الكم من الأفلام التى تُعتبر أفضل ما أنتجت دولها.

ويمكن القول إنه ربما تكون فرص وصول «فوى فوى فوي» لأى مرحلة من التصفيات ضعيفة جدا بما أنه لم يحقق أى إنجازات على المستوى الدولى حتى الآن، على العكس من أفلام عدة مقدمة للمشاركة فى الفئة نفسها، ومن بينها أفلام عربية ربما تكون فرصها أفضل، وهى ليست أزمة هذا الفيلم فقط، وإنما أزمة السينما المصرية بشكل عام إذ غابت أفلامها عن التواجد الدولى والمهرجانات العالمية على مدار عام 2023، واقتصر حضور صناع السينما المصريين على عدد محدود من الأفلام القصيرة أو المشاركة فى لجان تحكيم.

ويدخل المنتج محمد حفظى منافسات الأوسكار أيضا كشريك فى الإنتاج أو التوزيع بفيلمين آخرين إلى جانب «فوى فوى فوي»، هما: فيلم المخرج أحمد ياسين دراجى «جنائن معلقة» الممثل الرسمى للعراق الذى حظى بعرضه العالمى الأول فى مسابقة آفاق بمهرجان فينيسيا السينمائى الدولى فى سبتمبر 2022، وحصل على تنويه شرفى بجائزة The Fondazione Fai Persona Lavoro Ambiente ، ثم فاز بعدها بجوائز عدة منها جائزة اليسر الذهبى كأفضل فيلم طويل فى المسابقة الرئيسة لمهرجان البحر الأحمر 2022.

أما الفيلم الثانى فهو التونسى «بنات ألفة»، وهو ثانى أفلام المخرجة كوثر بن هنية الروائية الطويلة، التى سبق أن نجحت فى الوصول بفيلمها الأول «الرجل الذى باع ظهره» إلى القائمة القصيرة لأوسكار أفضل فيلم أجنبى فى عام ٢٠٢١ ليكون أول فيلم تونسى وأول فيلم من توزيع «فيلم كلينك» المملوكة لمحمد حفظي، يدخل القائمة القصيرة.

وحظى «بنات ألفة» بالعرض العالمى الأول فى مهرجان «كان» السينمائى الدولى فى شهر مايو الماضي، وكان المنافس العربى الوحيد فى المسابقة الرسمية للمهرجان، وقد نافست كوثر كبار صناع السينما فى انحاء العالم على السعفة الذهبية.

أما الجائزة الثالثة فهى «العين الذهبية» للأفلام الوثائقية التى تقاسمها «بنات ألفة» مع الفيلم المغربى «كذب أبيض» للمخرجة أسماء المدير الذى رشحته المغرب أيضا للمشاركة فى منافسات الأوسكار.

ومن أفلام مهرجان «كان» السينمائى الدولى رشحت السودان أيضا فيلم «وداعا جوليا» من تأليف وإخراج محمد كردفاني، الذى حظى بعرضه الأول كذلك فى قسم «نظرة ما»، ويُعتبر أول فيلم سودانى يشارك فى مهرجان كان، وحصل على جائزة الحرية التى تمنحها هذه المسابقة، بينما يمثل الأردن المخرج أمجد الرشيد بفيلم «إن شاء الله ولد» الحائز جائزة مؤسسة غان للتوزيع فى أسبوع النقاد بمهرجان كان.

ويمثل المخرج عمرو جمال اليمن للمرة الثانية فى المنافسة على ترشيحات الأوسكار بفيلمه الروائى الطويل الثانى «المرهقون»، الذى حظى بعرضه العالمى الأول فى مهرجان برلين السينمائى الدولي.

أما فلسطين فرشحت فيلم «باى باى طبريا» للمخرجة لينا سويلم بعد جولته القصيرة فى الشهر الماضي، حيث حظى بعرضه العالمى الأول فى الدورة الثمانين لمهرجان فينيسيا ثم عُرض فى مهرجان تورنتو بكندا.

ومن المنتظر أن تعلن أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة القائمة القصيرة التى تضم 15 فيلما فى التصفية الأولى للمنافسة فى 21 ديسمبر المقبل، بينما تعلن الترشيحات النهائية فى 23 يناير 2024، استعدادا لحفل إعلان الجوائز المقرر فى 10 مارس 2024.

 

الأهرام اليومي المصرية في

02.10.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004