ملفات خاصة

 
 
 

تشريح سقوط” لتريَّه:

سعفة نسائية لجماليات سينمائية عدّة

كان – محمد هاشم عبد السلام

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 96)

   
 
 
 
 
 
 

منحت لجنة تحكيم المسابقة الرئيسية، في الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023) لمهرجان كانّ  السينمائي، برئاسة السويدي روبن أوستلوند، “السعفة الذهبية” لـ”تشريح سقوط”، للفرنسية جوستين تريَّيَة (1978)، المشاركة في المسابقة/المهرجان نفسه للمرة الثانية، بعد “سيبيل” في الدورة الـ72 (14 ـ 25 مايو/أيار 2019). بفوزها هذا، تكون تريَّية المخرجة الثالثة التي تحصل على “السعفة”، بعد النيوزيلندية جاين كامبيون عن “البيانو” (1993)، والفرنسية جوليا دكورنو عن “تيتان” (2021).

فوزٌ كهذا، المُعتَبر جريئاً من أوستلوند ولجنته، سيطرح السؤال المعتاد: أكان “تشريح سقوط” الأجدر والأحق بـ”السعفة”؟ طرح السؤال من جهة أولى، وتَنَاول الفيلم بمعزل عن الجوائز الأخرى من جهة ثانية، ربما يظلمانه كثيراً. فالمنح يأتي أساساً وفقاً لرؤية لجنة التحكيم، مع مراعاة توزيع الجوائز الأخرى، وتحقيق أكبر توازن ممكن. خاصة مع الأخذ بالاعتبار مشاركة مخرجات في ثلث أفلام المسابقة، وخروجهنّ بلا جوائز رئيسية. فهل راعت اللجنة هذا الأمر؟ سؤال لن تُعرف الإجابة عنه أبداً.

بعيداً عن تخمينات وتساؤلات، هل يستحق “تشريح سقوط”، سينمائياً وفنياً، الجائزة الأرفع في مهرجان “كانّ”؟ مقارنةً مع أفلام المسابقة، يسهل نقدياً الإجابة، حتى مقارنة مع الأفلام الأخرى للمخرجات المتنافسات في المسابقة. إذْ لم تبرز من بينهن أي مخرجة قدّمت جديداً أو لافتاً للانتباه، باستثناء الإيطالية أليتشا رورفاخر في أحدث أفلامها وأقواها، “الوهم”، إحدى المُشَارَكات المهمة جداً في المسابقة، إجمالاً، رغم أنّه ليس سهلاً التفاعل معه أو تلقّيه جماهيرياً، مُقارنة بـ”تشريح سقوط”، الذي سيعجب كافة الأعمار والأذواق والمستويات.

أما على مستوى أفلام المسابقة عامة، ومقارنة بغيره، جماليات فنية واشتغالات سينمائية وابتكارات وطروحات عميقة ومعالجات، فـ”الأيام الرائعة” للألماني فيم فيندرز، و”شجرة البلوط القديمة” للبريطاني كِن لوتش، و”أوراق الشجر المتساقطة” للفنلندي آكي كوريسماكي، و”منطقة الاهتمام” للبريطاني جوناثان غلايزر، و”عن الأعشاب الجافة” للتركي نوري بيلجي جيلان، أقوى وأكثر تألقاً وجدارة وأحقية بالجائزة. لكنّ فوز أحد هذه الأفلام كان سيذهب بالجوائز إلى مخرجين ذكور، باستثناء جائزة أفضل ممثلة، طبعاً.

هذا النقاش النقدي السريع لا يعني أنّ “تشريح سقوط” ليس في غير محله من الجائزة، أو أنّه سيئ سينمائياً، أو ليس فنياً. العكس تماماً. فالفيلم مصنوع بحِرَفية لافتة للانتباه، في مستوياته كلّها، لا سيما السيناريو (تريَّيَة وأرتور أراري) والتمثيل والإخراج. كما أنّه يتّسم بقدر كبير جداً من التشويق والإثارة والغموض، ومخاطبة الأذواق كلّها، ما يعني أنه سيحظى بإشادة وإقبال واسعين، عند عرضه الجماهيري. أيضاً، يصعب حصره في نوع أفلام الجريمة والتحري والتحقيقات، أو تشبيهه بالمسلسلات الرائجة والمشهورة في هذا النوع، المرتبط بالجرائم وتحليلها.

ساندرا فويتر (الألمانية ساندرا هولر) كاتبة ألمانية، تعيش مع زوجها الأديب صمويل ماليسكي (الفرنسي صمويل ثيس) وابنهما دانيل (ميلو ماتشادو غْرانر) ضعيف البصر (11 عاماً)، في شاليه جبلي في جبال “الألب” الفرنسية. ذات نهار، تحوم شكوك حولها، بعد “اتّهامها” بقتل زوجها، إثر سقوطه من النافذة العلوية للشاليه. هل قتلته ساندرا فعلاً؟ كيف؟ لماذا؟ الأسئلة مُحيّرة، تحاول الأحداث المُشوّقة الإجابة عنها، بين تحقيقات دقيقة وتفصيلية، وإعادة تمثيل الجريمة، ومحاكمات ساخنة مطوّلة، تنبش حياة ساندرا وماضيها وأسرارها، ومثليّتها الجنسية، وعلاقتها المُعقّدة والملتبسة بزوجها الراحل، ومعاناته الأخيرة بسبب صعوبات الكتابة، وغيرته الشديدة منها ومن نجاحها الأدبي، وبسبب سؤال عن المسؤول عن الحادث الذي تعرّض له ابنهما، وأفقده نصف بصره.

يُكشف عن طبيعة هذه التعقيدات المتشابكة، تدريجياً، في محاكمة طويلة، تُحسم بشهادة الابن، بعد اكتشاف تسجيل صوتي لجدال محتدم يُسبِّب شجاراً بين ساندرا وزوجها، قبل أيام على وفاته، سجّله الراحل من دون علمها. رغم هذا، هناك صعوبة في حسم الموضوع، بسبب حقائق متعدّدة الطبقات، ودقيقة جداً، لا تساعد على اكتشاف لغز السقوط، أو أنّ هناك جريمة أم لا. هذا كلّه من دون الانزلاق إلى نوع الأفلام البوليسية أو الجريمة أو التحري، بكل ما تحمله من خفة وتكرار وتشابه في الوقائع والملابسات والأحداث.

حتى انتهاء المحاكمة، تجد ساندرا صعوبة بالغة في الحفاظ على حياتها وفنها وحبها لابنها، بعيداً عما جرى، رغم شخصيتها الجريئة وصلابتها وتوازنها النفسي، ورغم كونها عقلانية إلى أقصى درجة. تركيبة نسائية صعبة جداً، أدّتها ساندرا هولر بإقناعٍ وصدق وتمكّن، تستحق بفضلها جائزة أفضل ممثلة، أو عن دورها، الرائع أيضاً، في “منطقة الاهتمام” لغلايزر. لكنّ قواعد منح “السعفة الذهبية” حالت دون منحها الجائزة، التي نالتها التركية مارف ديزدار عن دور نوراي، في رائعة جيلان، “عن الأعشاب الجافة”.

لا يتوقف “تشريح سقوط” عند تناوله، اجتماعياً ونفسياً وإنسانياً مُكثّفاً وقوياً وصادقاً، ديناميكيات الأزواج والحياة الزوجية وتعقيداتها العميقة المربكة؛ إذْ يغوص أكثر في حياة الزوجين، طارحاً أسئلة عدّة عن علاقة الرجل بالمرأة، وما يعنيه مفهوم الأسرة.

إذا كانت فكرته الأصلية وعنوانه محاولة للتوصّل إلى كيفية السقوط، وتشريح ما إذا كان السقوط جريمة أم لا، يناقش فيلم تريَّية، بعمق أقوى وفي مستويات عدّة، السقوط العاطفي والجسدي والنفسي بين الزوجين، أساساً. أحد أهم الأمور وأدقّها، فنياً أيضاً، وما يتصل بعلاقة الزوجين، حقيقة أنهما لا يتحدّثان اللغة نفسها، فهما يتواصلان بلغة ثالثة، الإنكليزية، في محاولة لخلق أرضية يلتقيان عليها. هذا يُفسر أسباب عدم تحدّث ساندرا اللغة الفرنسية طوال الوقت. كما يطرح ما يعنيه أنْ تكون أجنبياً قيد المحاكمة في فرنسا، أي في بلد ليس بلدك، وبلغة غير لغتك الأم. حقيقة أنّ ساندرا ألمانية تتحدّث الإنكليزية، وتحاول التحدّث بفرنسية لا تجيدها، تخلق تضارباً وغموضاً مرتبطين بطريقة تعبيرها عن نفسها ومشاعرها، ما يؤدّي إلى مزيد من الارتباك والحيرة بخصوص شخصيتها وهويتها، وصدقها أساساً.

 

الـ cinarts24  في

02.06.2023

 
 
 
 
 

ملحمة مارتن سكورسيزى قتلة قمر الزهرة

جشع الحملان.. ولؤم الذئاب

كتب د. هانى حجاج

كان العنوان الأكثر شهرة فى مهرجان «كان» السينمائى السادس والسبعين هو الفيلم المنتظر «قتلة قمر الزهرة» - Killers of the Flower Moon للمخرج الكبير مارتن سكورسيزى الفائز بالسعفة الذهبية. وعُرض الفيلم فى مسرح ديبوسى المزدحم. بطولة ليوناردو دى كابريو وروبرت دى نيرو وليلى جلادستون وجيسى بليمونز وتانتو كاردينال وبريندان فريزر وجون ليثجو. كتبه إريك روث ومارتن سكورسيزى إخراج مارتن سكورسيزى العرض الأول فى مهرجان كان السينمائى، مدة عرض الفيلم 206 دقائق.

تدور أحداث الفيلم خلال عشرينيات القرن الماضى فى مقاطعة أوسيدج، حيث أصبح السكان الأصليون أثرياء من خلال تجارة النفط فجذبوا حسد الأمريكيين البيض، وهكذا ينتقل إرنست (ليوناردو دى كابريو) هناك بحثًا عن فرص مثل العديد من مواطنيه. عمه ويليام «كينج» هيل (روبرت دى نيرو) رجل أعمال محلى ويوجه إرنست إلى الفتاة الهندية «كاملة ونقية الدم» مولى (ليلى جلادستون)، التى تمتلك عائلتها عقارًا كبيرًا. لم يمض وقت طويل على وقوع الاثنين فى الحب والزواج، جعل هيل نيته الاستيلاء على ملكية عائلة مولى المعروفة، وفى كل مكان من حولها، ويبدأ الناس فى السقوط مثل الذباب. فى البداية، تجاهلت الحكومة الفيدرالية الفظائع تمامًا، أرسلت فى النهاية فريقًا من المحققين بقيادة الضابط وايت (جيسى بليمونز ) لتعقُّب القتلة.

يعتمد السيناريو الممتاز لسكورسيزى وإريك روث بتفكيك الحبكة متعددة الطبقات، فيغطى جوانب مختلفة من قصة امتدت لعقد من الزمن بمهارة كبيرة. عمليات القتل والتدخل المتأخر من قبل سلطات إنفاذ القانون، والملاحظة حول العلاقة المتطورة بين البيض والهنود فى بداية القرن العشرين، وقصة الحب المأساوية التى تكلف المرأة كل شىء، كل ذلك يجتمع بشكل متقن جميل لإعطاء الفيلم وصف الملحمة، باكتساح روائى التوجه. والشىء الذى ربما لا يتوقعه الناس من «قتلة قمر الزهرة» هو أنه غالبًا ما يكون مضحكًا للغاية فى مواقف مؤلمة. إن قتل الأمريكيين الأصليين بدم بارد ليس بالتصرف الطريف بالطبع، لكن الجشع العارى والأنا المتضخمة للعم هيل، والإحراج المذهل لمساعديه الذين يستحقون السخرية منهم. عمد كُتاب السيناريو إلى دمج الكوميديا بنجاح فى قصة حزينة للغاية. هذا يضيف ميزة حقيقية لتصوير المستغِلين والعوامل التمكينية، فيمنح الفيلم نغمة أكثر ثراءً وتوازنًا.

عند الحديث عن النغمات البصرية ومسألة الإيقاع، يجب منح الفضل إلى المحررة الأسطورية ثيلما سكونميكر Thelma Schoonmaker، (محررة فيلمى المنشق والأيرلندى ورشحت لـ85 جائزة أوسكار فازت بثلاثة منها) التى تظهر مرة أخرى إتقانها للتحكم فى الدرجة اللونية كأن مشاهد الأفلام لوحة ألوان مائية بين أناملها. تقطع بدقة مطلقة وبرودة جراح مخ، فهى تحافظ على سير الأمور بخطى سريعة وتقفز بين نغمات الفيلم الفاتحة والغامقة دون أن تفقد أى إيقاع أو تبهت الألوان ومعها التأثير. بعض هذه التحولات سلسة للغاية لدرجة أنك تسمع طيف الألوان وترى الموسيقى.

من بين الممثلين الرئيسيين، كان أداء دى كابريو هو الأكثر ارتباطًا بالكوميديا المقصودة. إرنست شخصية يبدو أنها مدفوعة بالحاجة إلى فعل الصواب من قبل الجميع. ليس لديه بوصلة أخلاقية قوية، وفى سعيه لإرضاء العم هيل، فهو مستعد للقيام بكل أعماله القذرة.

تفتح حقيقة أنه ليس المجرم الأكثر كفاءة أو أنه ليس ألمع تفاحة فى الصندوق الكثير من الإمكانات الكوميدية. بالنسبة للكثيرين، قدم دى نيرو وجلادستون أفضل العروض هنا. إنه لمن دواعى سرورك أن ترى دى نيرو De Niro فى وضع الشرير الحقير. تلك الشخصية المعتادة على امتلاك الأشياء بطريقته، فقد كل وعيه بالذات واحترام الضمير. إن مشهده وهو يواصل الضغط على الآخرين من زنزانته بقناعة ذهانية أمر سخيف ومخيف. يمكنك أن تقول إن هذه شخصية أعماها الجشع والكراهية وتجاهل الحياة البشرية، فلا رجوع عنها.

شخصية جلادستون هى المذيع الأخلاقى/ الإنسانى للفيلم. من شابة تقع فى حب شخص غريب إلى أم تتعرض للضرب جسديًا وعاطفيًا مصابة بجنون العظمة، تختار دائمًا التمسك باللطف واللياقة. ينبع دفء الإنسانية هذا من عينيها ولا يسعك إلا أن تتعاطف معها.

إن تجميع كل هذه الأجزاء الرائعة فى كُل عضوى هو اتجاه سكورسيزى وبصمته المعروفة مدركًا للظلم التاريخى، ولكن دون أن تثقله المأساة، فقد صنع فيلمًا مثيرًا وغنيًا بالمعلومات وعاكسًا لحقيقة أنه ما زال يشعر بالحيوية التى اعتاد بها أن يبدأ أفلامه بأجزاء من منتصف الأحداث. يُعد فيلم «قتلة قمر الزهرة»، الذى خرج من المنافسة فى مهرجان كان، أحد أبرز معالم اختيار هذا العام.

لا تحتاج «الذئاب» المفترسة إلى الاختباء فى ملحمة الجريمة الجديدة لمارتن سكورسيزى، «قتلة القمر الزهرة»، والتى عرضت للتو فى جميع أنحاء العالم بعد تصفيق شديد فى مهرجان كان السينمائى يعلم الجميع أن الذئاب موجودة هناك. يمكنك أن تكتشفهم وهم يرتدون بدلاتهم المكونة من ثلاث قطع أو أى زى يفضله الرجال البيض، وخاصة الذكور الجشعين فى فيرفاكس، أوكلاهوما، بلدة الازدهار فى عشرينيات القرن الماضى حيث تقع «كيلرز».

عن طريق الاحتيال أو الزواج أو القتل، أيهما أسرع، فإن اللعنات تنطلق للحصول على كل ما تصله مخالبها وأنيابها من «أموال أوسيدج». هذا هو النقد الوفير الذى جمعه أعضاء أوسيدج نيشن المجاورة من خلال ضربة حظ كشفت كنزا من الذهب الأسود. تبين أن الأراضى المشجرة التى تم نفيهم إليها، فيما بدا فى البداية أنها صفقة سيئة أخرى أبرمتها الحكومة الأمريكية مع السكان الأصليين، غارقة فى النفط الثمين. هكذا يمتلك أفراد أوسيدج فجأة أكبر قدر من الثروة لكل فرد على وجه الأرض وهم حريصون على إنفاقها كما يفعل البيض، غالبًا تحت تهديد السلاح أو من خلال وسائل عنيفة أخرى.

تم إعداد المشهد بنسج خيوط رائعة أخرى من سكورسيزى، الذى ظهر افتتانه بالتاريخ الأمريكى والجريمة والمال السهل لعقود فى أفلام مثل الرفاق الطيبين «Goodfellas» والأيرلندى «The Irishman» وذئب وول ستريت «The Wolf of Wall Street». ويمتد فيلم «قتلة قمر الزهرة» عبر الشاشة لمدة تزيد على الثلاث ساعات، يختبر صبرنا كفيلم مرموق من المؤكد أنه سيحتل مكانة بارزة فى سباق الأوسكار القادم. الفيلم رائع عندما تشاهده وتستمع إليه بقدر ما هو محزن التفكير فى موضوعه. يقدم المصور السينمائى رودريجو برييتو الصور المنسابة ويدير الموسيقى روبى روبرتسون اللعبة الإيقاعية.

ما يجعل الفيلم مأساويًا بشكل خاص هو شفافية النوايا الشريرة التى يقدمها. يتم دفع أكثر الاحترام رمزيًا وصادقًا إلى أوسيدج Osage، وهى قبيلة روحانية عميقة، لأن معظم البيض لا يعتبرونهم يستحقون الحد الأدنى من الإنسانية الأساسية. يتم التعامل مع أموال أوسيدج من قبل «الأوصياء» البيض والعدالة مزحة سخيفة. كما يقول أحدهم: «لديك فرصة أفضل لإدانة رجل لركله كلبًا من قتل هندى»، وعلى عكس الكتاب، الذى يتكشف باعتباره لغزًا يحتاج مكتب التحقيقات الفيدرالى إلى حله، يكشف الفيلم عن أشراره منذ البداية. الذئب ألفا (الملك) من مجموعة فيرفاكس هو بيل هيل (دى نيرو)، وهو مربى ماشية يرتدى نظارة طبية ويحمل لقب العم أو القس أو الملك. إنه يفضل اللقب الأخير لأنه يعرف كل شىء ويرى كل شىء.

يعتبر «هيل» نفسه صديقًا حقيقيًا لـشعب أوسيدج - لقد تعلم لغتهم - ومع ذلك فهو العقل المدبر  وراء العديد من المخططات الشريرة ضدهم. تتضمن إحدى هذه الخطط ابن أخيه الباهت، إرنست بوركهارت (دى كابريو)، وهو من قدامى المحاربين العائدين حديثًا من الخارج الذى يهدف إلى الحصول على بعض من (أوساج) مولاه أو يتودد إلى مولى بيركهارت (جلادستون)، ويتزوجها، وهى إحدى بنات ليزى (كاردينال) الأربع، الأم التى تعرف بالضبط ما يريده البيض من بناتها.

تبدأ الملحمة المترامية الأطراف الجديدة من مارتن سكورسيزى، والتى تُعرض لأول مرة هنا فى مدينة كان بعد المشى على سجادة حمراء مليئة بالنجوم بجنون وسخاء، بشىء يشبه الاتجاه الخاطئ والسير عكس الاتجاه. يقوم عدد من أفراد أوسيدج بأداء احتفال فى موطنهم أوكلاهوما عندما، على مقربة من تلقاء أنفسهم، ينفجر الموقف وتنشق الأرض ويغمرهم فى ازدهار سائل أسود يعد بالثراء

يجمع فيلم «قتلة قمر الزهرة» للمرة الأولى فى فيلم سكورسيزى روبرت دى نيرو (ذئب وول ستريت) وليوناردو دى كابريو (سائق التاكسى)، وهما من الممثلين المفضلين للمخرج.

كلاهما فى صدارة لعبتهما ومن المؤكد أنه سيتم تذكرهما فى وقت توزيع الجوائز. يتباهى الفيلم أيضًا بالحضور الذهبى لليلى جلادستون والكندية كاردينال تانتو، اللتين تلعبان شخصيتين من شخصيات أوسيدج العديدة المستمدة من الحياة الواقعية المأساوية.

فى مكان ما بين العشرات والمئات من أهالى أوسيدج تم إطلاق النار عليهم أو قصفهم أو تسميمهم قبل أن تتدخل الحكومة الأمريكية أخيرًا لوقف موجة الجريمة، عبر عملاء مكتب التحقيقات الفدرالى جيه إدغار هوفر. قام سكورسيزى وشريكه فى كتابة السيناريو إريك روث بتعديل السيناريو عن كتاب ديفيد جران الحائز على جائزة عام 2017، «قتلة قمر الزهرة: جرائم القتل أوسيدج وولادة مكتب التحقيقات الفيدرالى».

 

صباح الخير المصرية في

14.06.2023

 
 
 
 
 

هوليوود تصف المعايير الجديدة لاختيار أوسكار أفضل فيلم بـ «السخيفة»

لوس أنجلوس ـ «سينماتوغراف»

حالة من الجدل أثارتها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المنظمة لجوائز أوسكار، بعد الإعلان عن معايير جديدة «شمولية» التي وضعتها لاختيار الأفلام المرشحة في فئة أفضل فيلم، والتي سيبدأ تطبيقها مع النسخة المقبلة من حفل توزيع الجوائز المقامة في مارس 2024، وهو ما أثار غضب عدد كبير من أعضاء الأكاديمية.

وبدءاً من النسخة الـ 96 من حفل توزيع جوائز أوسكار، لن يتمّ النظر في ترشيح الأفلام في فئة أفضل فيلم إلا إذا كانت تتضمن دوراً رئيسياً أو ثانوياً مهمة من مجموعة عرقية أو إثنية لا يتم تمثيلها بشكل كافي، أو قصتها الرئيسية تركز على مجموعة لا يتم تمثيلها على الشاشة بشكل كافي، أو على الأقل 30% من الممثلين يأتون من مجموعتين أو أكثر من المجموعات غير الممثلة بشكل كافي مثل (النساء، الأقليات العرقية، مجتمع الـ LGBTQ أو المعاقين)، وفقًا لما نشره موقع «نيويورك بوست».

الممثل الحاصل على جائزة أوسكار «ريتشارد درايفوس» علق على المعايير الجديدة، قائلا: «الأفلام شكل فني وشكل من أشكال التجارة، لا ينبغي لأحد أن يخبرني كفنان أنه يجب علي الاستسلام لأحدث فكرة عن ماهية الأخلاق».

وقال أحد أكبر منتجي هوليوود لصحيفة «The Post» إنَّ قلة قليلة من الناس في الصناعة يفضلون القواعد الجديدة لكن على عكس «دريفوس»، لا يتحدثون علانية خوفًا من النبذ وإخراجهم من الدوائر الاجتماعية والمهنية، متابعاً: «لم أشهد قط مثل هذا الشيء يحدث في عالم الفنون، لم أر مطلقًا قيودًا على ما يمكنك فعله إذا كنت ترغب في الحصول على تقدير معين لفنك».

ووصف أحد المخرجين تلك القواعد بـ«السخيفة»، موضحًا: «أنا مع التنوع، ولكن أجعلك تختار أنواعًا معينة من الأشخاص إذا كنت ترغب في الحصول على ترشيح؟ هذا يجعل العملية برمتها مفتعلة، الشخص المناسب هو الذي يجب أن يحصل على الدور، لماذا يجب أن تكون محدودًا في اختياراتك، هذا جنون».

 

موقع "سينماتوغراف" في

18.06.2023

 
 
 
 
 

"أوبنهايمر" كريستوفر نولان... فيلم يحلم بالأوسكار

محمد صبحي

منذ فيلمه "استهلال" Inception، ومن بعده، "بين النجوم" Interstellar، أخبرنا كريستوفر نولان عن شغفه بالعلوم الصعبة والمتاهات الوجودية. فيلمه الأخير، "أوبنهايمر"، يزاوج بين الأمرين في حكاية بطلها ليس سوى روبرت أوبنهايمر (1904-1967)، عالم الفيزياء ومدير مشروع مانهاتن، الذي كان إنجازه الأهم قصف هيروشيما وناغازاكي وإنهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945. أوبنهايمر هو الهوس الجديد للمخرج البريطاني، وله يكرّس أطول أفلامه وأكثرها كلاسيكية حتى الآن: قصة ساحقة، مخبّأة وراء إطار بصري مُغرٍ، عن صعود وسقوط "أبو القنبلة الذرية"، تعاني من الطول الخانق لساعاتها الثلاث.

الفيلم من كتابة وإخراج كريستوفر نولان، استناداً إلى كتاب السيرة الذاتية الحاصل على جائزة بوليتزر "بروميثيوس أميركي: انتصار ومأساة جي روبرت أوبنهايمر" (2005) من تأليف كاي بيرد ومارتن غاي شروين عن سيرة الفيزيائي الشهير. في رؤية نولان، أوبنهايمر "بروميثيوس أميركي"، نابغة من القرن العشرين المضطرب وبطل تراجيدي وضحية مؤامرات سياسية، تجرّأ أيضاً على سرقة النار من الآلهة لمنحها هديةً للبشرية. لكن البطل في هذه القصّة، قبل كل شيء، مُنظّر وعالِم. وبسبب هذا الشرط تحديداً، لن يفهم تماماً بعض عواقب سلوكه، أو لماذا لا يطبّق الآخرون على نتائجه واكتشافاته الدافع الفاضل نفسه الذي ألهمه. من هذه الوضعية المربكة، يقدّم نولان تفسيراً بسيطاً وساذجاً تقريباً لكيفية تسبّب اكتشاف علمي عظيم في أضرارٍ لا حصر لها عندما يقع فريسة للتلاعب السياسي والأيدي الخطأ.

في البداية، يعود نولان، كما فعل في "بين النجوم"، للتخمين والتكّهن حول حياة أوبنهايمر المبكرة وعالمه المفاهيمي في وقت تكوينه كعالمٍ، مستعيناً بتوضيحات تليق بفيلم وثائقي علمي. ولكن في قفزة واحدة مفاجئة (بعد 25 عاماً)، يصبح الفيلم بياناً سياسياً وشهادة كبرى ويحمل أجندة مماثلة لفيلم "جيه إف كي" لأوليفر ستون، الفيلم الذي تطرّق إلى خيوط وملابسات اغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي وحمل تفاصيل حياته وأسراره السياسية والاجتماعية بقالبٍ فيه الكثير من التفسيرات والخيال. هنا، يفعلها نولان أيضاً، بخريطة موسّعة للمكائد والمؤامرات والشكوك والارتيابات والولاءات والخيانات في امتدادٍ تاريخي مثير يربط اللحظات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ببداية الحرب الباردة.

 

تظهر هذه الاستمرارية، كما الحال في لعبة مرايا، في الحلقتين المتوازيتين اللتين سجّلهما نولان كمفتاح في حياة أوبنهايمر: أولاً، قيادته مشروع مانهاتن، المختبر المعقّد والسرّي للغاية للخطّة التي بلغت ذروتها باسقاط القنبلة الذريّة على هيروشيما وناغازاكي، ثم (بالأبيض والأسود) معارضته اللاحقة في فترة ما بعد الحرب لسباق التسلّح النووي مع الاتحاد السوفيتي، ما جنى عليه غضب بعض الفصائل الحكومية والعسكرية الأميركية المهتاجة في خضم رعبها الهستيري من "الخطر الأحمر". في إحداهما، ثمة علاقة فاضلة مع قائد عسكري رفيع المستوى (مات ديمون، مقنع كالعادة) يعرف كيف يتعامل مع العلماء لأنه تدرّب في ذلك العالم. في الأخرى، يظهر الشرير العظيم للقصّة، الأدميرال شتراوس (روبرت داوني جونيور، في أداء ممتاز)، مصمّماً من خلال طموحه السياسي وغروره الشخصي لتدمير صورة أوبنهايمر بشكل منهجي.

من خلال كلتا الحلقتين، يوضّح لنا نولان، دون الكثير من التفاصيل الدقيقة، التوتّر بين استبصار أوبنهايمر العلمي ومشاعره بالذنب، لا سيما حول علاقته العاطفية مع الطبيبة الشيوعية جين تاتلوك (فلورنس بيو، ضائعة تماماً). هذه الحلقة، مثلها مثل بقية الأحداث، أُدمجت في القصّة عبر جلسات خطابية لا نهاية لها (وغالباً مُمّلة)، تدور في فصول دراسية ومكاتب عمومية وقاعات برلمانية، تحتلّها أسماء وألقاب من التاريخ الحقيقي الذي يتداخل ويتمازج ويختلط أكثر من مرة، كما في متاهة لا نهاية لها.

أفضل ما عند نولان يظهر فقط في بعض الأوقات. عندما يروي في الوقت الفعلي تقريباً الاختبار الأول للقنبلة الذرية بكثافة وتشويق حقيقيين وطاقة واقتصاد في الكلمات وقوة بصرية تذكّرنا ببعض اللحظات الرائعة من فيلمه الحربي السابق "دنكيرك". كل شيء آخر يأتي بمثابة عرضٌ شامل للمهارة والسُمعة التي اشتهر بها صانع الفيلم لقدرته ترجمة بلاغته وخطابه إلى صور ومرئيات باروكية. هذه المرة يخبّرنا أن اللحظة التاريخية الحاسمة من بطولة أوبنهايمر تستحق اهتمامنا. وأن الاختراع العظيم لبطله المضطرب، في الأيدي الخطأ، يمكن أن يغدو مدمّراً.

للقيام بذلك، يداوم على اللجوء خلال 180 دقيقة إلى التفسير نفسه، مذكوراً بعدّة طرق، ومصحوباً بتعليق موسيقي مُلحّ، يؤكد هذه الأقوال بشكل أكبر. فقط، في لحظة معيّنة، عندما يظهر غاري أولدمان بشكلٍ عابر (في دور هاري ترومان، الرئيس الـ33 للولايات المتحدة) ويلمّح بغموض إلى المدى الذي يمكن أن يذهب إليه هذا النوع من التهديد أمام وجه أوبنهايمر المذهول (التعبير الوحيد الذي يمكن لكيليان مورفي تجسيده لأنسنة شخصيته)؛ يبدو السؤال الكبير الذي يقترحه نولان مكشوفاً بكلّ قوته، من دون الحاجة للديالكتيك المطوَّل والمرهق المهيمن على كل شيء آخر في الفيلم.

بالطبع هذا فيلم مُنجز وفي بال صُنّاعه سباق جوائز أوسكار القادم، مثلما يأتي أيضاً في توقيت مطرَّز بالتوفيق، ليس فقط لأن هجوم روسيا على أوكرانيا أعاد إحياء المخاوف من اندلاع حرب نووية، كان يُعتقد أنها توقفت لفترة طويلة، وإنما أيضاً لأن صعود وفورة الذكاء الاصطناعي يقودان الآن أحلك التخيّلات. من ناحية أخرى، هذا أول عمل "جاد" لنولان منذ "دنكيرك" (2018)، الفيلم الوحيد الذي حصل بفضله على ترشيح لأوسكار أفضل فيلم، وهي علامة بحدّ ذاتها. "جدّية" يجب تقديرها، وتستحق الإبراز، بمصطلحات هوليوود، حيث تحرز الدراما الشخصية والشخصيات المتضاربة والسيناريوهات المعقدة عاطفياً وأخلاقياً (مثل الحرب) نقاطاً معتبرة لصالح الإنتاجات التي تحتويها وتعطيها أفضلية في موسم الجوائز. "أوبنهايمر" يلبّي كل من هذه المتطلبات، فهل يكون كريستوفر نولان نجم حفل جوائز أوسكار القادم في آذار/مارس 2024؟

_____________________________________
(*) يُعرض حالياً في الصالات

(**) على الهامش ذكرت وكالة فرانس برس أنّ شبّاك التذاكر الأميركي يشهد خلال نهاية هذا الأسبوع تناقضاً لافتاً في صدارته، إذ إن أحد الفيلمين اللذين يُتوقع أن يحتلا قمة الترتيب يتناول دمية شهيرة، في حين يتمحور الآخر على قصة مخترع القنبلة الذرية.

فمنذ صباح الجمعة، أقبل مئات الآلاف من محبي السينما في أميركا الشمالية على دور السينما لمشاهدة "باربي" و"أوبنهايمر".

وأظهرت أرقام العروض الأولى في الولايات المتحدة وكندا أن إيرادات عطلة نهاية هذا الأسبوع ستكون من بين الأعلى التي يحققها القطاع هذه السنة.

فالفيلم الروائي عن الدمية الأشهر حصد إلى الآن أكثر من 22 مليون دولار، فيما بلغت عائدات قصة أول سلاح نووي 10,5 ملايين دولار، وفقاً لشركة "بوكس أوفيس برو".

ومن المحتمل أن تصل إيرادات "باربي" في نهاية الويك-إند إلى نحو 150 مليون دولار، فيكون تجاوز بذلك ما حققه الجزء الثاني من "أفاتار" في كانون الأول/ديسمبر الفائت.

 

المدن الإلكترونية في

23.07.2023

 
 
 
 
 

الفيلم يتناول السيرة الذاتية لـ«أبو القنبلة الذرية» روبرت أوبنهايمر

«Oppenheimer»..نظرة سينمائية إلى الماضى تُثير مخاوف العالم من شبح الحرب النووية (تقرير)

كتب: ريهام جودة

عن حياة العالم الأمريكى الفيزيائى «جى روبرت أوبنهايمر J. Robert Oppenheimer، ودوره في تطوير وصناعة القنبلة النووية التي حسمت الكثير من الأمور خلال الحرب العالمية الثانية، يأخذنا المخرج الشهير «كريستوفر نولان» إلى ملحمة سينمائية جديدة، لا تقل في جاذبيتها عن أفلامه السابقة. وبينما أبحر «نولان» في المستقبل والخيال العلمى بأفلام مثل «Inception»، و«Tenet»، فإنه هذه المرة يعود إلى الماضى، ويبحث في الصراع الذي انتهى نوويا، لصالح دول الحلفاء، خلال الحرب العالمية الثانية بتفجير القنبلة الذرية، وتجددت المخاوف من صراع مماثل وربما أشرس وأكثر تدميرا، بالحرب الروسية في أوكرانيا قبل ما يزيد على عام، بحسب صناع الفيلم.

طوابير في السينمات المصرية لمتابعة Oppenheimer

وكعادة أفلام كريستوفر نولان، تحظى بترقب كبير من جمهور السينما في العالم، إذ بدأ عرض الفيلم في عدد من الدول منذ 20 يوليو الجارى، ومنها مصر، والمفارقة اللافتة أن عروضه شهدت تزاحما كبيرا وإقبالا لمشاهدته في السينمات المصرية، ربما لاسم مخرجه بين صناع السينما ومحبيها في مصر المتهمين بمتابعة الأفلام التي تعتمد على الدراما الحربية والتاريخية والإثارة، وربما لافتقاد الشاشات المصرية لهذه النوعية وسط موجة من الأفلام الكوميدية المصرية التي تعرض بالسينمات منذ أكثر من شهرين، تحديدا منذ موسم عيد الفطر الماضى، مرورا بموسم عيد الأضحى، وصولا إلى موسم الصيف السينمائى الذي تنتشر به أفلام الكوميديا، حتى لنجوم معروفين بأدوارهم الدرامية والأكشن وفى مقدمتهم محمود حميدة وأمير كرارة، المتواجدان بفيملين كوميديين، هما مطرح مطروح والبعبع.

وكعادة أفلام «نولان» أيضا تصل مدة فيلمه الجديد «Oppenheimer» إلى 3 ساعات -180 دقيقة- أو اقتربت منها، وهو ما شهدته أفلام سابقة له منها «Tenet»، الذي خاض سباقا صعبا، إذ كان أول الأفلام التي عرضت عقب فتح الصالات السينمائية بشكل جزئى بعد جائحة كوفيد-19.

فيلم «Oppenheimer»، سيرة ذاتية، أمريكى، من كتابة وإخراج كريستوفر نولان، ومقتبس من كتاب السيرة الذاتية الأمريكى «بروميثيوس» الحاصل على جائزة «بوليتزر» المرموقة، وهو الكتاب الذي ألفه الكاتبان كاى بيرد ومارتن ج. شيروين عن سيرة الفيزيائى روبرت أوبنهايمر. تكلف الفيلم 100 مليون دولار، وسط توقعات كبيرة بتحقيق ملايين الدولارات، لكن هل تفوق تكلفته؟.. الأمر مختلف كعادة أفلام مخرجه كريستوفر نولان السابقة، الذي شارك أيضا في إنتاجه.

Oppenheimer يحتاج لتحقيق 400 مليون دولار

ووفقا لـ«فارايتى» يحتاج الفيلم إلى ما لا يقل عن 400 مليون دولار في جميع أنحاء العالم لتحقيق أرباح، في حين حقق حتى الآن 12 مليون دولار فقط من عروضه الافتتاحية في بعض الدول.

ويجسد الممثل الأيرلندى كيليان مورفى (47 عاما) شخصية العالم الفيزيائى روبرت أوبنهايمر، ويجسد الممثل روبرت داونى جى آر شخصية روبرت شتراوس، بجانب الأمريكى مات ديمون في شخصية ليزلى جروفز، والأمريكى من أصل مصرى رامى مالك في شخصية ديفيد هيل، وتجسد «إيميلى بلانت» شخصية «كيتى أوبنهايمر».

من هو العالم الفيزيائي روبرت أوبنهايمر ؟

شخصية العالم الفيزيائى روبرت أوبنهايمر جذابة سينمائيا ومليئة بالتحولات والتأثير في العالم بأسره، إذ ارتبط مشواره الممتد من (22 إبريل 1904- 18 فبراير 1967) لأحداث جسام شهدها العالم، إذ كان أوبنهايمر مديرًا لمختبر لوس ألاموس أثناء الحرب العالمية الثانية، ونسب إليه اعتباره «أبوالقنبلة الذرية» لدوره في مشروع مانهاتن، وهو مشروع البحث والتطوير الذي أنتج أول الأسلحة النووية، ويُذكر بأنه الأب المؤسس للمدرسة الأمريكية للفيزياء النظرية التي اكتسبت شهرة عالمية في ثلاثينيات القرن الماضى، فخلال الحرب العالمية الثانية، جُند للعمل في مشروع مانهاتن، وفى عام 1943 عُين مديرًا لمختبر لوس ألاموس التابع للمشروع في نيومكسيكو، حيث كُلف بتطوير أول الأسلحة النووية، ولعبت قيادته وخبرته العلمية دورًا أساسيًا في نجاح المشروع، وفى 16 يوليو 1945، كان حاضرًا في اختبار «ترينيتى» للقنبلة الذرية الأولى.

وبعد الحرب، أصبح أوبنهايمر مديرًا لمعهد الدراسات المتقدمة في برينستون، نيو جيرسى، وكذلك رئيسًا للجنة الاستشارية العامة المؤثرة لهيئة الطاقة الذرية الأمريكية، وضغط من أجل السيطرة الدولية على الطاقة النووية، لتجنب الانتشار النووى وسباق التسلح النووى مع الاتحاد السوفيتى، لكنه عارض تطوير القنبلة الهيدروجينية خلال نقاش حكومى 1949-1950 حولها، واتخذ بعد ذلك مواقف بشأن القضايا المتعلقة بالدفاع والتى أثارت غضب بعض الفصائل الحكومية والعسكرية الأمريكية، وأدت هذه المواقف، مع تعامل أوبنهايمر مع أشخاص ومنظمات تابعة للحزب الشيوعى، إلى إلغاء تصريحه الأمنى في جلسة استماع أمنية عام 1954 وتجريده من نفوذه السياسى المباشر، وبعدها واصل إلقاء المحاضرات والكتابة والعمل في الفيزياء، وبعد 9 سنوات، منحه الرئيس جون كينيدى جائزة إنريكو فيرمى كبادرة لإعادة التأهيل السياسى.

ويعد فيلم «Oppenheimer» أول نص كتبه كريستوفر نولان بصيغة المتكلم، لأنه أراد نقل السرد من منظور أوبنهايمر، واختار التبديل بين المشاهد الملونة والأبيض والأسود، لنقل الفيلم من منظور موضوعى وشخصى، بحسب مخرجه كريستوفر نولان، وكان على فريق الإنتاج أن يتخيل تصورات أوبنهايمر لعالم موجات الطاقة، وبدأ نولان بمحاولة العثور على «الخيط الذي يربط عالم الكم، واهتزاز الطاقة، ورحلة أوبنهايمر الشخصية»، وسعى إلى تصوير الصعوبات في حياته، واستوحى أيضًا من مخاوفه من المحرقة النووية، حيث عاش «أوبنهايمر» خلال حملة نزع السلاح النووى والاحتجاجات المناهضة للأسلحة النووية في جرينهام كومون، مشيرًا إلى أنه «فى حين أن علاقتنا بهذا الخوف قد انحسرت مع مرور الوقت، لم يختف التهديد بحد ذاته»، في حين أن الحرب الروسية على أوكرانيا عام 2022 قد تتسبب في عودة القلق النووى.

متفجرات حقيقية لتصوير مشاهد اختبار «ترينتي» النووي

تضمن التصوير استخدام متفجرات حقيقية لإعادة إنشاء اختبار «ترينيتى» النووى، وتجنب استخدام الرسومات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر، إذ تم إنشاء مجموعة خاصة باستخدام «البنزين والبروبان ومسحوق الألمنيوم والمغنيسيوم» أثناء استخدام المنمنمات للتأثير العملى، أشار إليها «سكوت آر فيشر» مشرف المؤثرات الخاصة في الفيلم باسم «الشخصيات الكبيرة»، حيث حاول الفريق جعل النماذج كبيرة بقدر الإمكان، كما تم بناء بلدة من الصفرعلى طراز الأربعينيات للفيلم.

واستخدم الفيلم مزيجًا من نسق تقنية «آيماكس» بحجم 65 مم، كما أنه أول فيلم يصور أقسامًا بنسق «آيماكس» بالأبيض والأسود.

وبدأ تصوير فيلم Oppenheimer أواخر فبراير 2022، بعد أسابيع من مرحلة ما قبل الإنتاج في نيو مكسيكو، وصورت فلورا ابنة نولان الكبرى مشهدًا لعبت فيه دور امرأة شابة في انفجار، كجزء من رؤية أوبنهايمر، وكانت نيته في تضمين المشهد توجيه رسالة أنه «إذا قمت بإنشاء القوة التدميرية المطلقة، فستدمر أيضًا أولئك القريبين منك والأعزاء عليك»، وشعر أن القيام بذلك هو أفضل طريقة للتعبير عنها، بحسب تصريحات له سبقت طرح الفيلم، الذي يغوص في أجواء حربية وتأثيراتها على البشرية كأفلام سابقة له مثل «Dunkirk»

 

المصري اليوم في

24.07.2023

 
 
 
 
 

كلاكيت: ظاهرة باربيهايمر في السينما

علاء المفرجي

باربي دمية أزياء من إنتاج شركة ماتيل للألعاب وقد تم طرحها في الأسواق لأول مرة في مارس 1959. ويعود الفضل في تصميم باربي إلى سيدة الأعمال الأمريكية روث هاندلر التي استوحت فكرتها من الدمية الألمانية الشهيرة دمية بيلد ليلي. شكَّلت باربي جزءًا مهمًا من سوق دمى الأزياء لمدة خمسين عامًا.

هذا بالإضافة إلى أنها كانت محور العديد من الخلافات والدعاوى القضائية، وكثيرًا ما كان هناك تهكم وسخرية من الدمية وأسلوب حياتها. في السنوات الأخيرة الماضية، واجهت باربي منافسة متزايدة من مجموعة دمى براتز.

باربي اليوم على شاشة السينما، وبالتزامن مع فيلم كريستوفر نولان أوبنهايمر، الذي يتناول سيرة أبو القنبلة الذرية.. في واحد من أنجح مواسم السينما في هوليوود منذ سنوات. فقد أصبحت دور السينما حول العالم أكثر انشغالًا وانتعاشًا من أي وقت مضى مع إطلاق هوليوود فيلمين من أهم إنتاجاتها السينمائية لهذا العام.

وبدأت أكبر معركة شباك تذاكر منذ سنوات، بين باربي وأوبنهايمر، حيث حقق فيلم باربي من إنتاج شركة وارنر براذرز 22.3 مليون دولار في شباك التذاكر المحلي في معاينات يوم الخميس، بينما حقق فيلم أوبنهايمر من إنتاج شركة يونيفيرسال مبلغ 10.5 مليون دولار في المعاينات.

كان من المتوقع أن يحصد فيلم باربي خلال عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية، أن يصل إجمالي أرباح فيلم أوبنهايمر إلى حوالي 50 مليون دولار, لكن وبشكل مثير للإعجاب، باربي الآن في طريقها لجني 150 مليون دولار مع دراما نولان التي من المقرر أن تجمع 75 مليون دولار.

كما ظهر في معاينات عرض فيلم باربي أنه هو الأكبر في شباك التذاكر الصيفي، متفوقًا على أفضل عرض سابق وهو 17.5 مليون دولار. أما أوبنهايمر تفوّق في نتائج المعاينة على أفلام مثل "جون ويك" (حقق 8.9 مليون دولار)، "السريع x" (حقق 7.7 مليون دولار).

هناك من أطلق على هذه الظاهرة في هذا الموسم "باربيهايمر" وهو مشتق من اسمي العملين المتناقضين تماماً ولكنهما يعلنان بطريقة عملية أن السينما لا تزال هناك، فالعالم بعد بعض الآراء التي ظهرت في الفترة الأخيرة حول (موت) السينما، يجد نفسه أمام هذا النجاح، حيث اكتسحا هذيان الفيلمان شباك التذاكر، والذي ربما يصلا الى الأرقام القياسية التي حققها نت فيلم (ذهب مع الريح) و (تايتنيك).

الظاهرة الأخرى الملفتة في عالم السينما كانت المضي في تقديم أفلام تتناول الماركات والعلامات التجارية، والتي كانت قد بدأت قبل أعوام من خلال فيلمين هما (كوكو ما قبل شانيل) للمخرجة الفرنسية آن فونتان، (كوكو شانيل وأيغور سترافنسكي) من اخراج انا موغلاليس الذي تناول سيرة (قائدة) التصميم –كما كانت تلقب- وصاحبة أغلى ماركة في عالم الأزياء.

فمن فيلم "باربي" الذي طُرح في الصالات العالمية هذا الأسبوع، إلى "فيراري" لمايكل مان، مروراً بـ"هاوس أوف غوتشي" لريدلي سكوت، باتت الماركات تزوّد صنّاع السينما بمادة أولية جاذبة للجماهير، وفق وكالة الصحافة الفرنسية. والقائمة تطول في العالم المخملي أيضاً، تحكم على الحدود بين السينما والعلامات التجارية بالتلاشي. فبعد مرور عقد على رؤية مصممها يتجسد مرتين في العام نفسه على الشاشة، من جانب بيار نيني وغاسبار أولييل، أصبحت دار "إيف سان لوران" في الربيع أول علامة تجارية فاخرة تؤسس شركة إنتاج خاصة بها. وتسعى الدار من خلال هذه الخطوة إلى إنتاج أفلام تضمّ في عداد نجومها أسماء كبيرة في المجال السينمائي. وقد حاز أول عمل من إنتاجها، وهو فيلم "ستراينج واي أوف لايف" من توقيع بدرو ألمودوفار، تقديراً في مهرجان كان السينمائي.

ونشير أن ستيف جوبز (مؤسس شركة آبل) الهم فيلمين، فيما شكلت شخصية مارك زوكربرغ (مؤسس "فيسبوك") محور فيلم "ذي سوشل نتوورك" من بطولة جيسي أيزنبرغ بدور مؤسس الشبكة الاجتماعية الرائدة عالمياً.

 

المدى العراقية في

26.07.2023

 
 
 
 
 

{اوبنهايمر} في بغداد والحجز لأسابيع

علي حمود الحسن

- 1 -

لا يملك من يشاهد أفلام المخرج البريطاني كريستوفر نولان (53 عاماً)، سوى التخلي عن كل ما عرفه بخصوص "الفرجة"التقليدية، فلا سرد خطياً، أو قصة بينة، ولا لغة سينمائية متعارف عليها، إنما "خبطة" بصرية غامضة فريدة منفذة بطريقة مبتكرة ومبهرة. نولان الذي غالباً ما يكتب أفلامه بنفسه وبتقنيات متطورة،  والتي يصفها بأنها "متاهة" يتشارك في متعة حل شفراتها مع جمهور، يريده أن يعمل عقله لاقتفاء أثر المعنى في هذا التشكيل البصري العجيب، بعيداً عن كسل الفرجة الهوليوودية التي غالباً ما تنتهي بقبلة تعلن نهاية الفيلم، قدم صاحب "فارس الكؤوس" اثني عشر فيلماً معظمها نفذت بميزانيات ضخمة وحققت نجاحاً جماهيراً ونقدياً غير مسبوق إلى حد أن أصبح نولان ظاهرة سينمائية متفردة، آخر هذه الأفلام "أوبنهايمر"(2023) الذي يتناول السيرة الذاتية لعالم الفيزياء الأميركي والألماني الأصل روبرت أوبنهايمر(كيليان مورفي) الذي يطلق عليه "أبو القنبلة الذكية"، إذ قاد فريق من العلماء الأميركيين في مشروع منهاتن النووي من خلال مختبرات "لوس ألاموس" ونجح في اختراع القنبلة الذرية التي تمت تجربتها في صحراء نيو مكسيكو في 16 تموز 1945، ليشهد العالم حدثاً فاصلاً في تاريخ الإنسانية، وبقدر الآمال والسعادة الهستيرية التي غمرت علماء منهاتن وصناع القرار الأميركي، حينما شاهدوا هالة الفطر البرتقالية التي غشت الأبصار، التي ربما ستوقف حرباً وتردع مشعلي الحرائق، إلا أن تساؤلاً عميقاً هز أعماق أوبنهايمر ورفاقه الذريين؛ مفاده: ما المانع أن تكون هذه القنبلة سبباً في نهاية العالم، بعد شهر ألقيت قنبلتان على مدينتي هيروشيما وناكزاي، فأعلنت قيامة العالم، انكسر قلب اوبنهايمر اليهودي المعادي للسامية والمتعاطف مع الشيوعية(بحسب الفيلم)، الذي قال في لحظة تجلٍ حميمية مع عشيقته جين (فلورنس بيو) مقتبساً من كتاب مقدس هندوسي:  "الآن، أصبحت الموت، مدمر العوالم"، هذه الروح الممزقة بين نشوة منجزه العلمي الفريد واحساسه بتأنيب الضمير، حولت حياته إلى هواجس وكوابيس، وذلك تماماً ما ركز عليه كريستوفر نولان، الذي اعتمد فيه وصفته الشهيرة والمتجددة في طريقة السرد المتشظية في كل اتجاهات الزمن، حتى لا يستطيع المشاهد وإن كان فطناً اللحاق بها، موازناً بطريقة فذة بين زمنين؛ الأول كوني رتيب، والثاني نفسي متحول، محققاً ما قاله بول ريكور بأن السرد وحده هو من يجد علاقة بين الزمنين، وكان كريستوفر نولان سارداً بصرياً عبقرياً، فهو ينقلنا من استجواب لجنة الأنشطة غير الأميركية بالكونغرس إلى دراسة أوبنهايمر في الجامعة ونبوغه في الفيزياء، ثم سفره إلى ألمانيا ودراسته الفيزياء هناك، وعودته إلى أميركا والتدريس في جامعاتها ومعاهدها المتخصصة بالفيزياء، إشارات وشفرات تتطافر هنا وهنالك، ومضات متسارعة تضيء جزءًا من السيرة الحزينة والقلقة لأبي القنبلة الذرية موظفاً مونتاجاً خلاقاً وموسيقى تصويرية ومؤثرات صوتية، فضلاً اختياره ممثلين قدموا أداء مبتكراً جديداً بعيداً عن أنماطهم الشخصية. الطريف أن الحصول على تذكرة يستغرق أسبوعاً أو أكثر في سينمات المول في بغداد، ولولا صديقي الجميل مصدق الطاهر لما شاهدته قبل أيام.  

 

الصباح العراقية في

07.08.2023

 
 
 
 
 

نار الحب السرية.. وبرود القنبلة الذرية

كتب شاهده: د. هانى حجاج

فى (أوبنهايمر)، يُقدم كريستوفر نولان ما يمكن القول إنه أفضل فيلم له حتى الآن وأفضل إصدار سينمائى لهذا العام 2023. تم إخراج أوبنهايمر بطريقة رائعة، كدراما تاريخية ساحرة من الإطار الأول إلى الأخير، ومدة عرضها ثلاث ساعات مُدعمة بسرد أنيق غير خطى فى المُجمل ينتقل بسلاسة بين ثلاثة أطر زمنية رئيسية فى حياة أوبنهايمر.

أبيض وأسود

مع أداء كيليان ميرفى Cillian Murphy الممتاز فى الدور الرئيس، تحكى السيرة الذاتية الممتعة قصة روبرت ج. أوبنهايمر، الفيزيائى الرائد الذى تم تعيينه مديرًا لبرنامج الجيش الأمريكى السرى للغاية فى زمن الحرب للتغلب على النازيين والروس فى إنشاء جهاز نووى. كعالم شاب ذى سلوك غير مستقر إلى حد ما، نراه فى الأوساط الأكاديمية يؤسس سمعته كرائد فى فيزياء الكم. هنا يلتقى لويس شتراوس (لعب دوره روبرت داونى جونيور)، وهو شخصية بارزة فى حياة أوبنهايمر الذى أصبح فيما بعد رئيسًا للجنة الطاقة الذرية حيث تحول دعمه المبكر لأوبنهايمر إلى شىء أكثر مكرًا.

تم تصوير أوبنهايمر بالكامل على بكرة فيلم وصلت 11 ميلا بكاميرات IMAX، وهو يتمتع بمظهر خصب ومكثف الألوان، مع استخدام نولان للأبيض والأسود الذى يردد صدى أوليفر ستون. لا يسع المرء إلا أن يحيى نولان لمواصلة الدفاع عن الملمس والحيوية التى يمكن تحقيقها فقط من خلال الهوية البصرية للفيلم. إلى جانب الصور الرائعة والتأثيرات المرئية، يفتخر أوبنهايمر أيضًا بتصميم صوتى بارع، يقدم أكبر ضربة سمعية أثناء اختبار القنبلة المتوتر فى الصباح الباكر بشكل لا يُصدق. إنها لحظة سينمائية خالصة، تستخدم نوعًا من اللمسة العبقرية غير المسبوقة شأنها أن تجعل المخرجين مثل ديفيد لين وألفريد هيتشكوك يقفون ويصفقون.

فى ذلك الوقت فى أواخر الأربعينيات من القرن الماضى، مع مطاردة السيناتور جوزيف مكارثى للشيوعيين فى رحلة كاملة طويلة، كان السعى لتدمير رجل ينطوى على لجنة صورية، وفريق من المتعاونين وحملة تشهير منسقة للغاية استمرت لفترة تبدو كأنها الأبد. اليوم، سيتم تنفيذ هذه المهمة كلها فى أقل من يوم واحد، ويطلقها شخص واحد فى ادعاء لا أساس له عبر الإنترنت والذى سينتشر بعد ذلك قبل أن يحصل الهدف على أى فرصة معقولة للرد.

قدّم المؤلف/ المخرج كريستوفر نولان («Dunkirk»، «Tenet») فيلمه الجديد كواحد من أكثر المؤلفات الحيوية هيكليا بشكل غير عادى ليرسخ فى الذاكرة الحديثة، وجهة نظر أوبنهايمر مقدمة بالألوان، أجزاء من الذاكرة تمطرنا بأجزاء عشوائية من المعلومات عبر أوقات متعددة الخطوط التى تشكل تدريجيًا صورة معقدة أخلاقيًا، بينما بالأبيض والأسود نحصل على ذكريات رئيس لجنة الطاقة الذرية الأمريكية لويس شتراوس (روبرت داونى جونيور)، الرجل الذى تابع أوبنهايمر لرئاسة معهد برينستون للدراسات المتقدمة قبل أن يقود ثأرا شخصيا لإسقاط الرجل من خلال هندسة جلسة استماع تلغى تصريحه الأمنى.

قنبلة قلق

تعامل الفيلم مع كثافة السياسة والعلوم والصداقات والخيانات على أنها ردود أفعال متسلسلة خاصة بأصحابها، مثل تلك التى نتعلمها من لوس ألاموس، يعتقد العالم إدوارد تيلر (بينى سافدى) أنه قد لا يتوقف أبدًا، مما يؤدى إلى إشعال جو الأرض وتدمير العالم. أدى هذا الوحى إلى واحدة من العديد من التبادلات الواضحة بين أوبنهايمر وجروفز. يجسد مورفى، بعينيه الزرقاوين الكبيرتين وعظام وجنتيه المكثفة وإطاره الهيكلى، تناقضات أوبنهايمر وسلوكه المتناوب بين التسلية المقيدة لمن حوله والاستبطان المليء بالقلق. يستعرض ديمون بالنباح العسكرى ولكنه يتفاعل مع العلماء الليبراليين (فى الغالب) بشىء يقترب من المودة الفظيعة نرى روبرت داونى جونيور وهو يرتدى بدلة حديدية، مما يعطى أداءً معقدًا كرجل يتمتع بطموح كبير ولكنه يعانى من انعدام الأمن العميق. جوش هارتنت هو عالم بيركلى اللطيف إرنست لورانس الذى يعيد  إنشاء مفهوم اختراق الذرة الألمانى ويشعر بالإحباط المستمر من السياسة الليبرالية التى يعتقد أنها تقف فى طريق أوبنهايمر. سترى رامى مالك الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلمه (قصيدة بوهيمية)، مر مالك سريعًا للحظة، ليعود للظهور لاحقًا للإدلاء بشهادته ضد شتراوس خلال جلسة الاستماع لمجلس الشيوخ. ومن بين اللاعبين المساهمين البارزين الآخرين نجد كينيث برانا فى دور العالم الكبير نيلز بور، وجيسون، ودين ديهان، وألدن إهرنريتش، وكيسى أفليك. أوليفيا ثيرلبى هى عالمة لوس ألاموس، ليلى هورنج، التى قادت حركة داخلية لوقف الاستخدام الفعلى للقنبلة. وبينما اختار نولان عدم تصوير فظائع هيروشيما وناجازاكى، فإنه يصور أوبنهايمر وهو يتخيل تأثيره على امرأة فى الحشد الذى يخاطبه بعد إسقاط الأول.

حتى فى ثلاث ساعات، لا يمكن لـ «أوبنهايمر» أن يشمل جميع جوانب حياة هذا الرجل، فبعض الجوانب، مثل زواجه وأطفاله، لا يمكن اعتبارها شيئًا نستسهل تجاهله. لكن نولان أعطانا عملًا هائلًا عن شخصية تاريخية معقدة وفعلها بأسلوب مبهر يستحضر جوهره.

فيلم كريستوفر نولان عن «والد القنبلة الذرية» ج.روبرت أوبنهايمر مبعثر بشكل مكثف وغير منظم عن قصد، ينحنى للخلف ليخلق شعورًا بالتصعيد لا يمكن السيطرة عليه. يتجه اندفاع الدراما فى اتجاه واحد - إلى اختراع ونشر الأسلحة النووية الأولى - ولكن أجزاءها وقطعها المختلفة تطير مثل المُركبات الكيميائية المُحفَّزة، والجداول الزمنية القافزة وحتى مخططات الألوان، مع الوقاحة العصبية من أفلام أوليفر ستون. ليس هناك الكثير للاحتفاظ به فى زوبعة الفصل الأول، بخلاف أداء كيليان ميرفى الرائد: إسقاط للذكاء المقلق الذى يسمح بخجل باستنتاجات إنسانية، إذا كنت ترغب فى ملاحظتها.

الأفلام لا تُشعل الحروب

الإثارة التى يبنيها نولان واضحة، لكن القلق يغرق فى الواقع التاريخى. لا يسعنا  إلا أن نتفاعل مع درجة الارتياب، وصفقات الرعد، الجروح الخشنة، والطاقة المتصاعدة. لقد اجتاحتنا تيارات قصة أدت إلى حدوث دمار لا يمكن تصوره تقريبًا (باستثناء أننا نعلم أنه حدث) وقريبًا من الدمار الذى لا يمكن تصوره (كما سبق). قال فرانسوا تروفو العظيم الشهير «لا يوجد شىء اسمه فيلم مناهض للحرب»، مجادلًا أنه لا يمكنك إعادة الحرب على الشاشة دون الاحتفال بها بطريقة ما. حتى - ربما بشكل خاص - ولو مشهد واحد. أتساءل ما إذا كان بعض من نفس المنطق ينطبق هنا.

سيكون من غير المعقول القول إن نولان قد صنع فيلمًا مؤيدًا للقنبلة الذرية، ولكن كان هناك الكثير من الطرق لوضع هذه القصة فى سياقها، والعديد من الطرق لروايتها. لم يكن من الضرورى أن يكون واضحًا للغاية. كل هذا الصوت والغضب يعنى أنه ليس هناك يد ممدودة لتوجيه الرسائل. الرغبة فى الرؤى الكبيرة والحيوية الأسلوبية تساعد فى تفسير أكبر خطأ نولان: عدم فهم تأطيره الأخلاقى بشكل صحيح.

كنا نتوقع أن يوضح الفيلم نقطة مفادها أن تصرفات الجميع كانت مقززة - بما فى ذلك بالطبع أوبنهايمر. إنه نوع من الوصول إلى هناك، لكن وجود شرير أكثر تقليدية، محفور من صلصال مكائد السياسة الأمريكية - روبرت داونى جونيور فى دور لويس شتراوس، بيروقراطى يعمل فى هيئة الطاقة الذرية الأمريكية - يغير تركيزه بشكل كبير. من المضحك أن نقترح أن الجرائم الأخلاقية لأوبنهايمر وشتراوس متشابهة، لكن نولان يذهب إلى أبعد من ذلك: التأكيد على خدعة الأخير بقلم أصفر للتمييز بينما يتلقى بطل الرواية اللسعات الناعمة من الفروق الدقيقة.

المشاهد الافتتاحية مجزأة والانتقالات حادة بعكس الفصل الثالث والأخير الذى غلبت عليه الخطابة. نولان - الذى يكون دائمًا مثيرًا للاهتمام بصريًا - ينجذب بالكاميرا كما لو كان بواسطة المغناطيس إلى صور توضح تأثير الطاقة: الماء والنار والمركبات الكيميائية الخطيرة. أنت تعلم أن الفيلم لا يمكن أن يبقى مبعثرًا هكذا. إذا كان هناك مركز ثقل، فهو ميرفى، بخديه الغارقين فى البرود ووجهه المصاب بسوء التغذية. لا أستطيع أن أقرر ما إذا كان يبدو وكأنه عالم عبقرى أم مهرج حزين. تتضمن محاور الفصل الأول بداية أوبنهايمر لتعليم طلاب الجامعات الأمريكية، ومقابلة معاصرين مثل ألبرت أينشتاين (يلعب دوره توم كونتى) وإقامة علاقة رومانسية مع الشيوعية شديدة الذكاء ولكن المضطربة، جان تاتلوك (فلورنس بوج الحزينة بشكل مثير للإعجاب).

هذا الجانب من الفيلم حساس بشكل مؤثر للغاية: إنها علاقة مشحونة ومثيرة للاهتمام بشكل كبير، تلقى بظلالها على حياتهم. لديهم نوع شائك من العاطفة: تشعر بالقرب والمسافة بينهما، الفجوات التى لن تغلقها أبدًا. وأنت تصدق كل ثانية منه. حتى المشاهد اللاحقة التى تم تلوينها بصور سريالية، توضح كيف يطارد العشاق القدامى بعضهم البعض: الشغف لا ينتهى أبدًا، الشعلة تتأرجح دائمًا.

 

صباح الخير المصرية في

09.08.2023

 
 
 
 
 

كريستوفر نولان : انحاز إلى أوبنهايمر وحاول تبرئته من الذنب العظيم

علي حمود الحسن

 يصنف فيلم "اوبنهايمر" ضمن أفلام السيرة الذاتية، التي غالباً ما تميل إلى السرد الخطي الواقعي، إلا أن نولان بأسلوبه السردي الفريد شظى التوتر الزمني من الحاضر إلى الماضي إلى المستقبل، والعودة من كل هذه المثابات الزمنية إلى بؤرتي السرد المولدتين (استجواب أوبنهايمر و لويس ستراوس رئيس هيئة الطاقة الذرية) اللتين تتعاقب من خلالهما الأحداث وترتد إليهما، على شكل ومضات لا يكاد المشاهد أن يلحق بها..

 غالباً ما يريد نولان من مشاهديه قدراً من الفطنة والمشاركة، موظفاً اللون الأبيض والأسود لإضفاء نوع من الوثائقية، خصوصاً في مشاهد استجواب شتراوس، بينما المشاهد التي تخص حياة أوبنهايمر بالألوان، وتكمن عبقرية كريستوفر نولان في التلاعب بهذين الزمنين، تعاقباً، وارتداداً، وأحياناً تقاطعاً، وهذا النوع من السرد لا يعطي حيزاً كبيراً لحركة الشخصيات، التي تتسق أحداثها مع الايقاع السريع، وهذه مشكلة تداركها صاحب "دونكيرك" باعتماده على  طيف كبير من نجوم هوليوود المحبوبين، ما جعل الجمهور لا ينفر من القطع السريع و "البرقي" للشخصيات، منهم كيليان مورفي بدور أوبنهايمر، وروبرت داوني جونيور مجسداً شخصية لويس شتراوس، وهذان الممثلان تحملا أعباء الفيلم، وكان أداؤهما مبهراً، وكذلك مات ديلون بدور المشرف على مشروع مانهاتن، فضلاً عن ممثلين آخرين ربما لم يظهروا سوى دقائق، لكنهم تركوا أثراً وحضوراً، ويبدو أن حماس كريستوفر نولان قد انتقل للجميع، فهم يعرفون أنهم سينجزون عملاً غير مسبوق، ينفرد مورفي بأداء ملحمي، إذ تقمص شخصية أوبنهايمر حد التماهي، بقوامه الناحل، وعينيه القلقتين، وملامحه الذابلة، وشخصيته المركبة، فهو عالم فيزياء فذ  وقريب من الحزب الشيوعي الأميركي، نرجسي ملتبس منطوٍ على نفسه، لكنه عبقري لا يطيق التجريب ما جعله أضحوكة لزملائه، وكاد أن يقتل أستاذه بالسم، لولا تفاديه ذلك في آخر لحظة، انتقل إلى ألمانيا لدراسة الفيزياء الكمية، فتجلت عبقريته، وبدت كوابيسه وخيالاته بالنجوم والجاذبية تتحقق، عاد إلى أميركا، فتم تجنيده واختياره لأن يرأس فريقاً لإنتاج القنبلة الذرية، عمل بحماس وكان ملهماً لرفاقه من العلماء في مختبرات "لوس آلاموس"، فنجح وفريق عمله بالتفجير التجريبي لأول قنبلة ستغير وجه التاريخ، وفرح الجميع وتعانقوا، غمرته نشوة النصر، لكن إلى حين، إذ ما أن سقطت القنبلة الذرية الأولى (الولد الصغير) على هيروشيما وبعدها الثانية (الرجل البدين)، حتى أحس بمدى الكارثة التي أقدم عليها، وعلى الرغم من محاولاته للحد من تأثير القنبلة وضبط استخدامها دولياً، إلا أن الإدارة الأميركية لم تسمع أصوات مناهضي السلاح الذري المبحوحة، يستجوب من قبل اللجنة المكارثية بعد أن سرب شتراوس الذي يضمر له الضغينة ملفاً يتهمه بالتجسس لروسيا. تقرر اللجنة بعد استجواب مرير سحب تصريحه الأمني، ليدخل في محنة أخرى، إلا أن صعود جون كندي رد له الاعتبار وتم منحه وساماً.

الفيلم مقتبس من كتاب سيرة بعنوان "برومثيوس الأميركي" للمؤلفين "كاي بيرد" و "مارتن ج. شيروين، كيفه سينمائياً نولان (قصة وسيناريو) الذي انحاز لابنهايمر محاولاً تبرئته من الذنب العظيم، ويبدو أنه قد أوغل في ذلك، وعلى العكس من ترويج أن الفيلم غير سياسي، أنا أعتقد أنه كذلك، فأبو "القنبلة الذرية" لم يكن ساذجاً وكان واعياً لما يفعل، حينما اعترض بعض زملائه من العلماء بالقول: "إن هتلر مات وألمانيا انهارت"، أجابهم "لكن اليابان تحارب"، وحينما أهمل عشيقته جيني (قدمتها باقتدار فلورنس بيو) بعد أن كسر قلبها بزواجه من كيتي (أداء مبهر لايميلي بلنت) لتنتحر بطريقة مأساوية، انهار وراح يجلد ذاته، تهزه زوجته بقوة وتقول له: دائماً ما تفعل "الفعل" ثم تريدنا أن نصدق بأنك شهيد.

مشهدان لا يمران بشكل عابر في الفيلم؛ الأول حينما يلتقي أوبنهايمر بالرئيس الأميركي ترومان ويبوح بهواجسه المريرة من تدمير مدينتي هيروشيما وناجازاكي وقتل 140 ألفاً من سكانهما، ويقول له :"سيادة الرئيس إن يديّ ملطختان بالدماء"، فيرد الرئيس بصفاقة وهو يعطيه منديلاً "تستطيع تنظيف يديك"، فهذا الرئيس ومنظومته العسكرية، هما تمظهر لرأس المال المتوحش، قبل ذلك يرينا نولان جنرالاً يلغي اختيار أول مدينة يابانية لضربها، لأنها جميلة وقد أمضى فيها شهر عسل لا ينسى، في دلالة إشارية إلى استهتار هؤلاء بمصير العالم، وهذا يحيلنا إلى المشهد الأخير المرعب الذي يختتم به نولان ملحمته، إذ يعيدنا لنا نولان المشهد الافتتاحي حينما يلتقي أوبنهايمر بانشتاين على بركة ماء ويقول له إن ما قلته من خلال الاستنتاجات الرياضية بأن الانشطارات في الذرة ستقربنا من تدمير العالم، هذا ما حصل، الطريف أنه صور هذا المشهد بالألوان بينما صوره في المشهد الافتتاحي بالأبيض والأسود، والذي بنى عليه حبكة الفيلم الفرعية ففي هلوسة كابوسية يظهر لنا كريستوفر كوكبنا الأرضي وقد أحرقت أطرافه موجات من الانفجارات المتوالية لتعلن قيامة العالم.

 الخط الأكثر حيوية الذي بنى عليه نولان فيلمه الطويل، هو الصراع الناعم بين أوبنهايمر وشتراوس، الذي أنقذ الفيلم لا سيما جزءه الأخير من الرتابة، ثمة مشهد يظهر فيه أوبنهايمر عارياً أثناء الاستجواب، وهو يتحدث عن علاقته الحميمية بعشيقته جيني التي أحبها، بينما ارتكنت زوجته كيتي بإحدى الزوايا، وعلى الرغم من كون السياق السردي أقرب إلى الوثيقة، إلا أن ظهوره عارياً كسر الايقاع السردي، ما أربك المشاهد، لكن الأمر بدا طبيعياً، إذا ما عرفنا أنها وجهة نظر زوجته التي اجتاحها غضب وهي تستمع لزوجها  وهو يتحدث عن علاقته الحميمية بعشيقته.

مشهدان يظهر فيهما الرئيس الأميركي 

اعتمد كريستوفر اللقطات القريبة للتعبير عن الصراع النفسي الحاد لأبطاله، ما حَمَل الممثلين عموماً أعباء تجسيد انفعالاتهم بتماهٍ تام، لا سيما أنه صور فيلمه بتقنية ( IMAX) وعلى شريط 70ملم بضمنها 5ملم لقنوات الصوت، ليس هؤلاء الممثلون فقط هم أبطال الفيلم، إنما فريق العمل الخاص بالتصوير، والمونتاج، والمؤثرات الصوتية، والموسيقى التصويرية، والتقنيين، الذين حققوا شطحات خيال نولان المبتكر، فضلا ًعن حملة تسويق غير مسبوقة، ربما أرادها منتجو الفيلم طوق النجاة لهوليوود، فالرأسمالية تجدد نفسها دائماً

 

####

 

أوبنهايمر: {الآن أصبحتُ أنا الموت}

جورج بيريدج

ترجمة: مي اسماعيل

يكشف فيلم أوبنهايمر للمخرج "كريستوفر نولان" بشأن السيرة الذاتية للعالم الأميركي "ج. روبرت أوبنهايمر"، ورغم كل نظرياته العلمية، عن شخصية رجل يفهم أن اختيار الإنسان الدقيق لكلماته يمكن أن يُشكل فرقاً كبيراً، عند البدء يبدو نولان معنياً باهتمامات أوبنهايمر الثقافية قدر اهتمامه بتصورات عالم الفيزياء النظرية الشاب. إذ يظهر البطل (الممثل "كيليان ميرفي") في أحد المشاهد وهو يقرأ أشعار "الأرض الخراب" ((للشاعر تي أس أليوت")) قرب الموقد، مستمعاً لموسيقى "سترافينسكي" ومتطلعاً إلى لوحة لبيكاسو معلقة قريباً، ويضرب بكرة إلى الجدار، رغم ذلك اضطر المخرج، حينما تبنى توظيف رواية السيرة الذاتية الضخمة للكاتبين "كاي بيرد" و"مارتن ج. شيروين": برومثيوس الأميركي- : انتصار ومأساة ج. روبرت أوبنهايمر (2005) (American Prometheus: The Triumph and Tragedy of J. Robert Oppenheimer (2005) وتحويلها إلى سيناريو يمكن إخراجه، إلى اختصار العديد من تفاصيل حياة أوبنهايمر الشاب. ومما اختار نولان عرضه (وبحكمة) كان سرعة تعلم أوبنهايمر منذ طفولته للغات، وتفاخره بذلك على أقرانه. إذاً كان أوبنهايمر يدرك أن الاختيار الدقيق للكلمات يُشكل الفرق كله، ومن هنا اقتباسه الشهير من كتاب الهندوس المقدس "البهاغافاد غيتا"، عند سؤاله عن رد فعله على مشاهدة اختبار ترينيتي للقنبلة النووية: "الآن أصبحت أنا الموت.. مُدمِر العوالم". قدم بعض الأدباء ترجمة أخرى للعبارة ذاتها (من السنسكريتية) قائلين: "الزمن الذي يقتل، الزمن الذي يجلب كل الفناء، جاء من أيام سحيقة لكي يلتهم كل شيء". وهنا كانت العبارة مناسبة لوصف الفيلم؛ إذ كان الزمن بالنسبة لنولان (طيلة مسيرته المهنية) هاجساً كبيراً، وعلى يديه تمدد الزمن وانقسم وتشكّل وانضغط وأعيد تركيبه. ويمكن القول أن النتائج كانت متنوعة، فحين نجحت أفلام مثل "استهلال-(Inception"  2010)  و"بين النجوم- (Interstellar" 2014) على سبيل المثال، تعثرت أفلام مثل "تذكار-Memento" 2000 و"تينيت- Tenet" 2020. 

انشطار واندماج

رغم أنه كاتب موهوب دون شك، يستند نولان أحياناً بشدة على صيغة السباق ضد عقارب الساعة. ورغم وجود نقاط جذب متعددة لسرد قصة مشروع "مانهاتن" للقنبلة النووية، لا يمكن اغفال الشعور المزعج بأن نولان أراد ببساطة أن يصنع فيلماً عن العد التنازلي الأكثر خطورة في القرن العشرين

يقفز أوبنهايمر ذهاباً وإياباً بين "فصلين"، عنوانهما على الشاشة: "انشطار" و"اندماج"؛ الأول (المصور بالألوان) هو سرد ذاتي (كما يقول المخرج)، كُتِبَ السيناريو فيه بضمير المتكلم. أما التالي الذي جرى تصويره على فيلم "IMAX" أحادي اللون من "كوداك"  فهو موضوعي اعتمد بشكل كبير على المستندات المسجلة لكل من "اللجنة الرمادية" (وهي جلسات استماع خلف أبواب مغلقة نتج عنها إبطال التصريح الأمني لأوبنهايمر عام 1954)، وفشل ترشيح "لويس شتراوس" وزيراً للتجارة أمام مجلس الشيوخ عام 1959. كانت إيقاعات هذه الثنائية فعالة إلى حد كبير، رغم أنها بدت أحياناً أداة حادة للغاية لكسر مسارات الفيلم الطويلة.

سنُقابل أولاً الشاب الذي سيصير لاحقاً "والد القنبلة النووية" (كما أسمته مجلة تايم التي ظهر على غلافها) في جامعة كامبريدج أواسط عشرينيات القرن الماضي، وهو هزيل أشعث يعاني الأرق، "تعذبه رؤى لعوالم خفية"، وقد مزق مجال ميكانيكا الكم الناشئ الفيزياء الكلاسيكية لنيوتن واينشتاين إرباً، ينشغل أوبنهايمر  بالتموجات في البرك وومضات اصطدام الجسيمات، ونجوم تنفجر وتموت في الفضاء الأسود الشاسع اللامركزي. بعودته إلى أميركا يتحول الصبي المتشظي إلى معلم ذائع الصيت ذي شخصية، تلحق به مجموعته المتنامية من الطلاب في أرجاء الحرم الجامعي مثل المساعدين. ولكن رغم الاعجاب الواسع بعمله الأكاديمي، فإن ارتباطاته بالشيوعية وتعاطفه معها جوبهت بخشونة البعض. وقيل له بوضوح أن دعمه للنقابيين عقبة أمام انضمامه للمجهود الحربي. وفي تلك الأثناء أعلن الاتحاد السوفييتي أنه بصدد فلق الذرة؛ وهو أمر له (بالنسبة للعلماء) تفسير واضح واحد: صنع القنبلة.. لقد بدأ العد التنازلي.

"قتل المقتول"

سعى أوبنهايمر لاعتدال غرائزه السياسية، وجرى تعيينه لإدارة مشروع القنبلة، في موقع أقيم على عجل بصحراء نيو مكسيكو، ومجموعة من العلماء جُمعوا بسرعة. قال أوبنهايمر محاولاً اقناع بعضهم بالعمل معه: "لا أعرف إن كان بالإمكان الوثوق بنا لحيازة سلاحٍ كهذا، لكني أعلم أنه لا يمكن الوثوق بالنازيين". أخيراً صُنِعت القنبلة وجرى اختبارها في الساعات الأولى من يوم 16 تموز 1945. وقيل الكثير حول استخدام نولان للتأثيرات العملية لمحاكاة تفجير القنبلة، ورغم أن الانفجار ظهر مؤثراً على الشاشة (مصحوباً بصمت غريب يتخلل موسيقى المؤلف "لودفيج جورانسون" المؤثرة)، لكنه لم يصل تماما ًلإحداث "الوحي الرهيب بالقوة الإلهية" التي شعر بها صانع القنبلة. بعدها اقتنص أوبنهايمر "التناقض" ببراعة: فقد ابتسم وصافح الآخرين، لكن عينيه حملتا شيئاً ما بين الجزع والرهبة. وحينما خاطب جمهور البلدة المُحتفِل لاحقاً سمع هديراً مروعاً ورأى وميضاً يُعمي الأبصار، وشاهد الجلد يتساقط عن وجه امرأة شابة بين الحضور. وفي جلسة استماع أدار وجهه جانباً عن صورٍ لما حدث لهيروشيما وناكازاكي وسكانهما

يمكن القول أن شخصية أوبنهايمر مرآة لعالم الفيزياء الكمية المتناقض، فهو لا يشعر بالراحة تجاه القنبلة وإرثها، ورغم أنه لا يدفع باتجاه تطويرها كما فعل آخرون، ولكن من أجل الضوابط والتعاون الدولي، تذبل "هواجسه الأخلاقية" تحت ضوء الاستجواب الأبيض، وحينما اعترف للرئيس الأميركي "هاري تومان" أن "يديه ملطختان بالدم"، يعطيه الرئيس منديلاً للوجه. يتقبل أوبنهايمر بصمت السقوط من موقعه المتميز، مثيراً غضب زوجته التي تعترض قائلة: "هل تعتقد أن العالم سيسامحك إذا سمحت لهم بوصمك بالعار؟" فيرد قائلاً بهدوء: "سوف نرى". في مقطع آخر من الكتاب الهندوسي وردت عبارة: "ما عليك إلا قتل المقتول فعلاً". على المقاتل تأدية دوره، والزمن قد تكفل بالباقي فعلياً. وفي اللحظات الأخيرة يتخيل أوبنهايمر صواريخ تحلق في الجو وعالماً تحيطه النيران. لقد أدى ما طُلِب منه، وأغمض عينيه

- موقع "آرت ريفيو" للفنون

 

الصباح العراقية في

14.08.2023

 
 
 
 
 

«دروس بلاجا» البلغاري المرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي ٢٠٢٤

د. أمل الجمل

«هذا سؤال صعب الإجابة عليه، لكن عموما كان لدينا قصة قوية جدا، بها شحنة عاطفة قوية جدا، لدينا ممثلة رائعة في الدور الرئيسي.. والسيناريو الجيد مثل طب التشريح حيث يكون كاتب السيناريو مثل الطبيب الذي يُشخص مشكلة ما أو قضية في جسد المجتمع»... هكذا كان رد المخرج والمنتج وكاتب السيناريو البلغاري ستيفان كومانداريف حينما سُئل عن لماذا في رأيه حصل على الجائزة ولماذ أُعجب الجمهور بفيلمه «دروس بلاجا» المتوج بالكرة الكريستال - الجائزة الكبرى، وجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي، بمهرجان كارلوفي فاري في دورته السابعة والخمسين المقامة بين ٣٠ يونيو و٨ يوليو ٢٠٢٣.

شخصياً شاهدت الفيلم - في عرضه الأول في كارلوفي فاري - منتج بتمويل مشترك بلغاري/ألماني. حبست أنفاسي أغلب مشاهده. هنا، تحضرني مقولة جميلة لا أتذكر من قالها، لكن مفادها أن: «الحياة لا تُقاس بعدد الأنفس طوال حياتنا، إنما تُقاس بعدد المرات التي حبسنا فيها أنفاسنا.» وهذا أحد الأفلام التي يصعب جداً أن أنساها.

كان فيلم «دروس بلاجا» سريعاً، مفاجئاً، صادماً، رائعاً وصادقاً أيضاً رغم أنه مُفزع جداً. البطلة امرأة ستينية مدرسة لغة، يُضرب بها المثل في الاحترام والتفاني والأخلاق، عندما يتوفى زوجها يتوجب عليها أن تقوم بدفن رماده قبل اليوم الأربعين حتى تستقر روحه الهائمة وفق المعتقد السائد. لكن سمسار المقابر انتهازي، في كل مرة يساومها على رفع السعر، ثم تتعرض لعملية نصب تليفوني يتم الاستيلاء فيها على جميع مدخراتها. تقذف بها جميعاً لمجهولين الشرفة. يقنعها أحد المسئولين بضرورة الظهور في مؤتمر تعترف فيه بما حدث لها أمام أهل المدينة حتى يتأكدوا أن ما يتم تداوله من أخبار أمر حقيقي وليس أكاذيب للمساعدة في القبض على الجناة، لكنها تتعرض للتنمر، والكلمات الساخرة لأنها وقعت ضحية النصب، تُهان بكلمات لم تتلقها من قبل، ثم تنشر صورتها في الصحف فتنال مزيداً من السخرية.

مع ذلك، ورغم الجرح الذي تكبحه في أعماقها، وابتلاع الإهانات في صمت، لاتزال المرأة بلاجا مخلصة وفية لزوجها، ترغب في العثور على مدفن ليستقر الرماد فيه. تبحث عن وظيفة، تُرفض من جميعها لأن سنها كبير، فتبدأ في كتابة مواصفات امرأة أربعينية، تمتلك سيارة مما يتيح لها حرية الحركة، فتأتيها الموافقة على قبولها في وظيفة حيث تقوم بجمع بضائع وتسليمها من وإلي أماكن سيتم إخبارها بها لحظة إتمام العملية. منذ منتصف العملية الأولى تُدرك بلاجا أنها وقعت ضحية للمرة الثانية لنفس المجموعة التي استولت على مدخراتها، فهل تتوقف؟ هل تُبلغ الشرطة؟ هل تنقذ أهل مدينتها؟ أم يا ترى سوف تُجاري اللصوص؟ كيف تتصرف؟ وما هى العواقب في جميع الحالات؟ في إحدى اللحظات حين يسألها السمسار: لماذا؟ ترد عليه بثقة: «ليس المهم لماذا، لكني عرفت كيف تُدار الأمور.»

ينتهي الفيلم بشكل مُفجع، مؤلم، وصادم، يوحي بالتشاؤم الشديد، والحزن الشديد على مصير الأبرياء، مع ذلك تصدقه تماماً، تحبس أنفاسك طوال أغلب الرحلات التي تقوم بها البطلة خوفاً عليها، وأحياناً منها، كأنها كانت تنتقم لكبريائها الجريح وليس فقط محاولة البحث عن ثمن مقبرة لتدفن بقايا الزوج أو رماده.

إنه فيلم مطاردة، جريمة، لا تخلو مشاهده من أبعاد نفسية تُحرك البطلة دون الإفصاح عنها، وفي الأساس، طبعاً، كشف بأسلوب لماح ذكي عن الأزمة الاقتصادية المجتمعية في الثمانينيات أو بالأحرى ضحايا التحول الإقتصادي الذي مر به هذا البلد، وكان ضحيته والد المخرج وجيله حيث نُهبت مدخراتهم، ولم يكن أمامهم تأمين صحي أو مقدرة على الحياة الكريمة، أو فرصة الحصول على أبسط سبل العيش: كالخبز والسلع، وليس الحديث هنا عن أمور ثقافية أو رفاهية السفر. إنما فقط مقومات الحياة اليومية الكريمة لم تكن متاحة. من هذه المعاناة الشخصية والعامة في آن واحد خرج نص بديع يعالج الأزمة بأسلوب غير مباشر تماماً. بأسلوب فني ساحر، وقادر على جذب الجمهور. لذلك لم يكن غريباً أبداً، أن يحصل الفيلم، أيضًا، على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم المسكونية. ويرشح لأوسكار أفضل فيلم أجنبي، وإن كان الإعلان عن القائمة القصيرة لفئة أفضل فيلم روائي عالمي أجنبي سيتم في ٢١ ديسمبر القادم، بينما سيتم الإعلان عن المرشحين في ٢٣ يناير ٢٠٢٤، أما الفائز فيُكشف عن اسمه النقاب ليلة حفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والتسعون يوم ١٠ مارس ٢٠٢٤.

بالفيلم رغم قسوته، سوف تستمتع بالموهبة الأدائية الممثلة إيلي كراستيفا سكورشيفا - مواليد ١٩٥٤ - والتي أعادها هذا الدور للشاشة بعد ثلاثين عاماً من التوقف عن التمثيل، التقاها المخرج ومدير التصوير صدفة في أحد الأماكن. تعرف عليها، تحدث إليها. سألها: هل هناك إمكانية للعودة إلي التمثيل مرة آخرى.؟ أجابته: «وما المانع إذا كان هناك سيناريو جيد». في تلك اللحظة أدرك ستيفان أنه حان الأوان لأن يخرج فيلمه إلي النور، لأنه قد عثر على البطلة الرئيسية. وقد صدق حدسه ولم تخزله بطلته.

في ليلة الختام، بالحفل الساهر عقب توزيع الجوائز خطت إيلي كراستيفا سكورشيفا برشاقة وسط القاعة التي يتناثر فيها الراقصون والراقصات. مثل امرأة ثلاثينية رشيقة، بتنورة قصيرة، صعدت درجتين فقط إلى خشبة المسرح فاقترب منها المطرب الأوبرالي الرائع في تلك الليلة، همست في أذنه ببضع كلمات وعادت لتواصل الرقص. بعد أن انتهى من أغنيته، هبط المطرب إلي حيث كانت. أفسح لهما الحضور مزيداً من المساحة. إنها ليلتها. تشابكت الأيدي ورقصا معا رقصة للتانجو بنشوة الفرح والفوز، وربما نشوة العودة بعد غياب ثلاثة عقود عن الأضواء. إنها الممثلة التي كانت فتاة أحلام المخرج وجيله في الثمانينات، هكذا كان ستيفان يتندر بأسلوب ظريف أثناء حواراته في كارلوفي فاري، المهرجان الأهم والأعرق في شرق ووسط أوروبا.

 

موقع "مصراوي" في

10.09.2023

 
 
 
 
 

العراق يرشح فيلم "جنائن معلقة" للمنافسة على الأوسكار

(رويترز)

أعلنت دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة العراقية ترشيح فيلم "جنائن معلقة" للمخرج أحمد ياسين، للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم عالمي في الدورة السادسة والتسعين للجائزة الأشهر سينمائيا.

وقالت الدائرة في بيان، أمس الأحد، إن الترشيح جاء "من أجل تفعيل دور السينما والحراك الفني السينمائي للوصول به إلى مصاف الدول المتقدمة فنيا وسينمائيا"، وأشارت إلى أن الفيلم حصل على منحة إنتاج من وزارة الثقافة، وحقق نجاحات في المهرجانات العربية والدولية، وحصل على جوائز عديدة.

الفيلم من بطولة جواد الشكرجي ووسام ضياء وكان عرضه الأول في مهرجان البندقية السينمائي عام 2022، ليجوب بعدها مهرجانات مرموقة في السويد وكوريا الجنوبية والسعودية والأردن، وجرى عرضه أخيرا في دور السينما بالعاصمة العراقية بغداد.

وكتب مخرج الفيلم أحمد ياسين على صفحته بـ "فيسبوك": أنا كلي شرف وافتخار بعد الإعلان الرسمي لدائرة السينما والمسرح الذي أشير به بأن فيلمنا "جنائن معلقة" تم اختياره لتمثيل العراق في جوائز الأوسكار. وأضاف: هذه الرحلة كانت صراعا مليئا بالحب، وتعاونا بين مواهب استثنائية، وشهادة على قوة فن السرد.. سيمثل فيلمنا ثراء السينما العراقية، وعلى أمل أن يكون له صدى لدى الجمهور العالمي.

وتتلقى أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية ترشيحا واحدا من كل دولة للمنافسة على جائزة أفضل فيلم عالمي، والمخصصة للأفلام غير الناطقة بالإنكليزية.

ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار في العاشر من مارس/ آذار 2024.

 

العربي الجديد اللندنية في

11.09.2023

 
 
 
 
 

مصر ولغز (أوسكار 96)!!

طارق الشناوي

أعلنت نقابة السينمائيين التى يقودها المخرج مسعد فودة عن تشكيل لجنة من عدد من السينمائيين والنقاد، وكلهم من الأسماء التى تحظى بالتقدير والاحترام، والمطلوب هو اختيار فيلم يصلح لتمثيل السينما المصرية فى أوسكار (96) والذى تعلن جوائزه 10 مارس القادم.

لست عضوًا باللجنة، المفروض أن كل مداولاتها سرية، وجودى خارجها يمنحنى الحرية أن أدلى بدلوى، هناك قائمة للأفلام التى عرضت، حيث تشترط إدارة الأوسكار العرض الجماهيرى للفيلم فى بلد المنشأ، كما أنها تجيز مشاركة الأفلام التى تحدد لها موعدا للعرض قبل نهاية شهر أكتوبر، جرى العرف أن تحصل النقابة على نسخ لتلك الأفلام، حتى يتسنى للزملاء مشاهدتها وتدخل ضمن الأفلام المرشحة، لا أدرى قطعا ما هو مستوى الأفلام التى لم تعرض بعد.

وهل يصلح أى منها لتمثيل مصر؟، ولكن وكما أكتب دائما أن اختيار فيلم مصرى للمسابقة لا يعد انتصارًا، وعدم الاشتراك فى الأوسكار، لا يعد هزيمة، أن تتقدم بفيلم كحد أدنى قادر على المنافسة، قطعا هو هدف مشروع، طموحنا الحالى فقط المنافسة والتى من الممكن أن نقيمها بخطوة الوصول إلى (القائمة الطويلة)، فى العادة فإن متوسط الأفلام المشاركة فى أفضل فيلم أجنبى تصل إلى 80، كل منها يمثل دولة، بينما يتم اختيار 15 فيلما فى البداية، ومع اقتراب إعلان الجوائز نصل إلى القائمة القصيرة 5 أفلام، والسينما المصرية لم تصل حتى الآن إلى القائمة الطويلة!!.

فى هذه الدورة وحتى الآن هناك مشاركات عربية تم الإعلان عنها، اليمن (المرهقون) لعمر جمال، والعراق (جنائز معلقة) أحمد ياسين الدراجى، وتونس (بنات ألفة) لكوثر بن هنية، الأفلام العربية الثلاثة لها فرص أكبر لو قارنتها بكل الأفلام المصرية، فهل ستختار اللجنة فيلما مصريا للمشاركة بينما حتى على المستوى العربى فقط، أفلامنا أضعف من التنافس؟.

بدأ (الأوسكار) عام 1927، إلا أن (أوسكار) أفضل فيلم أجنبى أضيفت فى منتصف الخمسينيات، ومقصود بها (غير ناطق بالإنجليزية)، وكان المركز الكاثوليكى للسينما المصرية، هو الجهة المعتمدة لاختيار الفيلم- الأكاديمية لا تتعامل مع هيئات حكومية- أول الأفلام المصرية التى رشحت (باب الحديد) يوسف شاهين 1958، وتعددت بعدها الترشيحات مثل (أم العروسة) عاطف سالم و(الحرام) هنرى بركات و(زوجتى والكلب) سعيد مرزوق، وصولا إلى (سهر الليالى) هانى خليفة، ثم تغيرت جهة الترشيح عام 2005، وكلمة حق يجب أن أذكرها فى حق المركز الكاثوليكى، أن أبانا الراحل يوسف مظلوم وكان معه أبونا بطرس دانيال، لم يمارس أى منهما ضغوطا على اختيارات لجان التحكيم، حتى الشرط الأخلاقى المباشر، لم يضعاه كمؤشر حاسم، وانحازا فقط للفن.

فى المرحلة التالية لترشيح الأوسكار أصبح الكاتب الكبير محمد سلماوى هو المسؤول، عن اللجنة، وتم الاستعانة بمجموعة محكمين منبثقة عن مهرجان القاهرة، ومن بين الأفلام التى تم ترشيحها (رسائل البحر) داود عبدالسيد.

بعد ثورة 30 يونيو صارت نقابة السينمائيين هى الجهة المعتمدة، لدى أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة بأمريكا، ومن بين الأفلام التى رشحتها (فتاة المصنع) محمد خان، و(الشيخ جاكسون) عمرو سلامة، و(اشتباك) محمد دياب، (يوم الدين) أبوبكر شوقى وغيرها.

مصر من أكثر دول العالم مشاركة فى تلك المسابقة وأظنها تحتل المركز الأول أيضا فى عدد الإخفاقات.

لا يكفى فى الأوسكار اختيار فيلم جيد، هناك مجهود يجب أن تبذله جهة الإنتاج، بتقديم عروض فى (لوس أنجلوس) لعدد من الذين لهم حق التصويت. رغم أن أكثر من دولة عربية وصلت للقائمة القصيرة مثل فلسطين ولبنان وتونس والجزائر وموريتانيا والأردن، بينما نحن وحتى الآن لم نصل ولا مرة للطويلة، كيف وما هو المطلوب، الأمر يستحق مساحة أخرى؟.

 

المصري اليوم في

14.09.2023

 
 
 
 
 

مصر ترشح فيلم "فوى فوى فوى" لتمثيلها فى سباق الأوسكار

كتب علي الكشوطي

كشفت لجنة اختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في سباق الأوسكار عن ترشيحها فيلم "فوي فوي فوي" للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي بالأوسكار.

من المقرر أن تستقبل جائزة الأوسكار ترشيحات الدول على جائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية ثم يتم اختيار الأفلام المتنافسة وتعلنها لحين يتم الإعلان عن الفيلم الفائز بناء على اختيار إدارة الأوسكار، ويأتي ذلك بعدما غابت مصر عن تشريح فيلم يمثلها في الأوسكار.

"فوى فوى فوى" هو فيلم دراما كوميديا سوداء يحكى قصة حسن حارس الأمن، الذى يعيش حياة فقيرة مع والدته، ويسعى للسفر خارج مصر عن طريق الانضمام لفريق كرة القدم للمكفوفين في إحدى بطولات كأس العالم في أوروبا ويقرر التظاهر بأنه لاعب ضعيف البصر، في هذه الرحلة، يلتقي العديد من الشخصيات، منها صحفية شابة وجذابة تهتم بالكتابة عن ذلك الفريق وتهتم على وجه الخصوص بحسن، ومدرب في منتصف العمر يبحث عن فرصة، إلى جانب صديقيه اللذين يشاركانه في الذهاب إلى أبعد الحدود ليكونوا مع الفريق على أمل أن يوفر هذا تذكرتهم للحياة والمزيد من الفرص.

فيلم "فوى فوى فوى" مستوحى من أحداث حقيقية، وهو من تأليف وإخراج عمر هلال بطولة محمد فراج، وبيومي فؤاد، وطه دسوقي، وأمجد الحجار، وحنان يوسف، ومحمد عبد العظيم، وحجاج عبد العظيم، بالاشتراك مع النجمة نيللي كريم وظهور خاص لبسنت شوقي.

يذكر أن محمد فراج حقق نجاحًا كبيرًا في موسم دراما رمضان من خلال مشاركته مع النجم أحمد السقا في مسلسل "حرب"، وشارك في بطولته أيضا كل من: أحمد سعيد عبدالغني، سارة الشامي، إنجي المقدم، إيناس كامل، وغيرهم من الفنانين، تأليف هاني سرحان، وإخراج أحمد نادر جلال.

 

اليوم السابع المصرية في

18.09.2023

 
 
 
 
 

"ڤوي ڤوي ڤوي" يمثل مصر للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في أوسكار

القاهرة/ مروة عبد الفضيل

اختارت لجنة مشكّلة من مجموعة من السينمائيين والنقاد المستقلين، مساء الاثنين، "ڤوي ڤوي ڤوي" لتمثيل مصر في المنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لعام 2023.

الفيلم من بطولة نيللي كريم ومحمد فراج، وإخراج عمر هلال.

وفاز الفيلم بأغلبية التصويت بين قائمة قصيرة ضمت كلاً من فيلم "وش في وش"، و"بيت الروبي"، و"19 ب"، و"الباب الأخضر".

وأشارت اللجنة، في بيان صحافي، إلى أن هذا العام شهد ظهور مواهب شابة لمخرجين يقدمون أفلامهم الأولى خلال العام، و"إذ كانت اللجنة قد رأت العام الماضي عدم ترشيح فيلم مصري اعتراضاً على تواضع مستوى الأفلام المعروضة، فمن حق صناع الأفلام الشباب الإشادة بجهودهم الواضحة في الأفلام المعروضة لهذا العام".

وتتكون لجنة اختيار الأفلام من كل من النقاد فايزة هنداوي، وأحمد سعد الدين، وأحمد شوقي، ووليد سيف، وأسامة عبد الفتاح، ومهندس الديكور فوزي العوامري، والمونتيرة رحمة منتصر، وكل من السيناريست مريم ناعوم وأيمن سلامة، والمخرج هاني لاشين، وآخرين.

وتدور أحداث فيلم "ڤوي ڤوي ڤوي" حول شاب يدعى حسن، ويعمل حارس أمن يعيش برفقة والدته، حيث يحاول جاهدًا الانضمام إلى فريق كرة قدم المكفوفين للمشاركة في بطولة كأس العالم في أوروبا، غير أنه يواجه العديد من العقبات والأحداث خلال رحلته.

 

العربي الجديد اللندنية في

18.09.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004