ملفات خاصة

 
 
 

تقرير مؤتمر النقد السينمائيّ 2023:

ما وراء الإطار

بلقيس الأنصاري

مؤتمر النقد السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

«أصبح الفيلم السعودي اليوم مُنافِسًا في السوق المحلِّي، وقريبًا في السوق العربي والعالمي؛ لذا نحتاج حِراكًا نقديًّا يوازي هذا الحِراك السينمائيّ». – م.م عبدالله آل عيَّاف  

لِمَا للنقد السينمائي من دورٍ بنَّاء في تطور العملية الإبداعية التي ساهمت في تقدُّم الجماليات السينمائية؛ من خلال تجاوز الأُطُر باعتبار أنّ «ما يُشاهد داخل الإطار لا تحدّه الصورة المرئيَّة»، كما يرى شاعر السينما تاركوفسكي. واستجابةً لتحقيق رؤية المملكة 2030، ولمستهدفات وزارة الثقافة بقيادة سموّ الوزير الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، حفظه الله. واستكمالاً لمشروع المُلتقيات النقديَّة -التي أُقيمت في كلٍّ من: جدة، الظهران، أبها، تبوك، بريدة-؛ نظَّمت هيئة الأفلام -بالشراكة الإعلاميَّة مع منصة سوليوود- النسخة الأولى من «مؤتمر النقد السينمائي 2023»، التي جاءت بعنوان: «ما وراء الإطار». وذلك بتاريخ 7-14 نوفمبر 2023، في مقرِّ قصر الثقافة بـ (حيّ السفارات)، في مدينة الرياض.   

بعد السَّلام الوطني، استفتح الرئيس التنفيذي لـ هيئة الأفلام، المهندس والمخرج عبدالله آل عيَّاف، حفل الافتتاح -موجِّهًا حديثه للجمهور- بـ «أصحاب السينما…». مُشيرًا إلى الحِراك السينمائي السعودي الواعد، حيث أنّ «الفيلم السعودي اليوم أصبح مُنافِسًا في السوق المحلِّي، وقريبًا في السوق العربي والعالمي». 

ثمّ تحدَّث عن أهمية تطوير البُنيَّة التحتيَّة للسينما السعودية؛ من أجل أن يصبح السوق السعودي السينمائي الأكبر في المنطقة. وباعتبار النقد صورة للسينما برزت الحاجة إلى إقامة مؤتمرٍ نقديّ سينمائيّ يؤسِّس لـ «حِراكٍ نقدي يوازي هذا الحِراك السينمائي»؛ ليكون عونًا لصُنَّاع السينما والنُّقاد، وتمكينهم من منظورٍ مختلف وأكثر رحابة. وذلك بخلق منصةٍ نقديةٍ تقدُّمية سنويَّة للاحتفاء بالسينما ومناقشة تحديِّاتها من حيث توقَّف العالم «يدٌ تعود للماضي، ويدٌ تُحلِّق من جديد». 

فيما ذكر أ. عبدالله العبدالله -مدير عام الأرشيف الوطني بهيئة الأفلام- أهمية إيصال صوت الناقد السينمائي؛ باعتباره دليلاً إلى/في عالم السينما، من خلال إقامة مؤتمرٍ نقديّ بمشاركة أكثر من 40 ناقدًا من 22 دولة؛ بهدف «تحفيز الحركة السينمائية واستكمال المشهد السينمائي للوصول لنقدٍ سينمائي يتجاوز الحبكة إلى عمق القصة». 

أمَّا مخرج فيلم «شروق/غروب 2009» الناقد والباحث السينمائي د. محمد الظاهري – مدير إدارة الحفظ والترميم، ومدير مؤتمر ومُلتقيات النقد السينمائي بهيئة الأفلام- فقد تحدَّث عن اكتشافه لـ «سِحر السينما وبدِيعها» في التسعينات الميلادية، والذي لم «يبدأ من صالات السينما ومسارِحها، وإنما من محلاَّت الفيديو وأروِقتها». في إشارةٍ منه إلى دور الحركة السينفيليَّة النقديَّة السعودية الشابَّة -التي نشأت نهاية التسعينات ومطلع الألفيَّة- في تحرير الصفحات السينمائية في المطبوعات المحليَّة الكبرى من صحفٍ يوميَّة ومجلاتٍ دوريَّة، والموقف الحادّ الذي تبنَّته تلك الحركة من السينما العربية الدارجة، ويعزو سبب ذلك إلى «ضعف التوزيع المحلِّي للأعمال الجيِّدة منها».  

المسرح الرئيس  

بحضور عددٍ من كِبار النُّقاد وصُنَّاع السينما المحليين والعرب والعالميين، بدأت برامج المؤتمر النقدي بحديثٍ دار بين الناقد السينمائي أحمد شوقي ومخرج ملحمة «باب الشمس 2005» الكبير يُسري نصر الله، الذي تحدَّث عن تجربته السينمائية المُثريَّة التي بدأها ناقدًا ثمّ مخرجًا: «السينما تخلِّيني أحلم. والّلي حصل شفت فيلم. وسؤالي الوحيد لبابا: أبويا مين ده؟ قالّلي: ده المخرج». ليدخل بذلك كما يقول: «العالم الّلي بهرني وبلعني». مشيرًا إلى المراحل الخمس للسينمائي: «الواحد يتفرَّج على الأفلام بيحلم، بعدين بيكتب، بعدين بيعرف، وبعدين بيحكي». 

ثمّ تحدَّث عن أهمية النقد للسينمائي باعتباره فنًّا قائمًا بحدِّ ذاته، وما يقوم به هو القدرة على خلق علاقةٍ بالعالم ومعرفة التعامل معه: «دايم يقولون لي: أنت في الفيلم ده تنبَّأت. عُمري ما تنبَّأت بحاجة، عُمري ما عملت فيلم عشان رسالة؛ الأفلام بتاعتي مبنيَّة على سؤال».  

واختتم حديثه بنصيحةٍ منه عمَّا تعلَّمه من النقد السينمائي كمخرج، وهو ألاّ يعمل نفسه «أذكى من الشخصيات». وعليه، على المخرج أن يشعر المُشاهد بذكائه، ويجب احترام ذلك. يجب أن تكون «الشخصيات أذكى من الكاتب؛ لخبرتها في الحياة». السينما تتحدَّث عن الحياة ولا يمكن للسينمائي أن يُحقِّق فيلمًا دون أن يدخل في جدلٍ فكريّ مع نفسه ومع الحياة أوَّلاً؛ لأنّ «من غير تفكير مفيش سينما». 

أمَّا في جلسات الـ «ماستر كلاس» فقد برزت جلسة أدارها: طارق الخواجي، بعنوان: «النقد: بين المهنة والمعرفة»، تحدَّث فيها الناقد السينمائي الكبير د. حمَّادي كيروم عن النقد باعتباره معرفة، وعن سيرورة جماليات الواقعية السينمائية -بعد الحرب- ذات الأساليب التصويرية والتحريرية الارتجالية، عند أحد روَّاد الواقعية الإيطالية الجديدة المخرج الكبير فيتوريو دي سيكا، الذي اقتبس قصة لويجي بارتوليني في فيلمه المُلهم «سارق الدراجة 1948»، والذي قال عنه: «سأُخرج منه ما لا يراه الناس». أيّ المعنى؛ ليقلب بذلك الموازين ويتمكَّن من كلّ شيء، من الوصول إلى الدهشة، إلى فهم المشهد من خلال «دفع الواقع ليكون تخيّلاً والتخيّل ليكون واقعًا»، وتصوير جدل واقعيّ لمعالجة الحياة، مُحقِّقًا بذلك الحقيقة الفنية الجماليَّة، ولحظاتٍ سينمائية لا تُنسى، حازت على جوائز عالميَّة

وفي إشارةٍ من أستاذ استطيقيا السينما إلى الوعي الحسِّي الذي يعيشه المتذوِّق للفن، في حديثٍ عن العلاقة التكامليَّة بين النقد والسينما، عرَّف د. كيروم النقد السينمائي بأنّه «وعدٌ بالسعادة»؛ باعتباره وسيطًا لـ عملٍ إبداعيّ بذل فيه المبدع (المخرج) وقتًا ومالاً وعرَقًا لإيصاله إلى الجمهور

 واختُتمت الجلسات بجلسة: «أهمية النقد ونقاد الأفلام في عصر وسائل التواصل الاجتماعي» للمتحدثة شبرا غوبتا، وإدارة: لوكاس مانكوفسكي

وفي زاوية «بصحبة النُّقاد» بعد عرض فيلم «صبيان وبنات 1995» والجلسة التي تلته بين المخرج «يُسري نصر الله بصحبة أحمد شوقي»، وفيلم «ميكروفون 2010»، والجلسة التي تلته بين المخرجين «أحمد عبدالله السيَّد بصحبة عبدالمحسن الضبعان». 

عُرضت أفلام للمدير الفنّي لمهرجان «نافذة السينما الدولية في ريسيفي» المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيلهو: «ليلة الجمعة، صباح السبت 2007»، «الفينيل الأخضر 2004»، «كأس العالم في ريسيفي 2015»، ثمّ الندوة الحواريَّة التي أُقيمت لمخرج «أكواريوس 2016» المُنافس في مهرجان كان السينمائي والمُرشَّح لجائزة سيزار 2019، بصحبة الباحث والناقد السينمائي ريتشارد بينيا، حيث دار الحوار بينهما حول السينما وخطابها النقديّ. فيما ذكر أستاذ دراسات السينما والإعلام ومدير مهرجانات سينمائية سابقة د. بينيا -في حديثٍ عن السينما السعودية- أنّ «الناس لديهم حُبّ مُستدام وعميق للأفلام. سمعتُ أشياء عن السينما التي ربما لم أسمع بها من قبل، أو طريقة للنظر إلى الأفلام لم أنظر بها من قبل، وهذا ما ينبغي أن يكون عليه المؤتمر النقديّ». 

أمَّا جلسات «بعيدًا عن النقد» فقد تناولت الجلسة الأولى: «من النظرة الأولى: تاريخ الرؤية العربية الإسلامية» للمتحدث طارق العريس، ثمّ جلسة: «ملفات صغيرة لعلاج مرض السينما البيئي» للمتحدثة لورا يو ماركس، وجلسة: «الأخوين لومير في إفريقيا وثقافة السينما» للمتحدث أبوبكر سانوغو، وجلسة: «المصوِّر الفوتوغرافي السعودي صالح العزاز: دليل السينما السعودية ومُلهِمها» للمتحدث الهادي خليل، وإدارة: أحمد العيَّاد.     

واختُتمت الجلسات بجلسة: «تجاوز الوهم بين الرواية والسينما: قراءة في الاختلاف الثقافي» للمتحدث الناقد الكبير د. سعد البازعي، الذي بدأ حديثه بـ «لا أعتقد أنّ أحدًا اليوم لا تهمُّه السينما». 

ولأنّ النقد بحدّ ذاته مطلب عزيز والمشتغلين في هذا الحقل السينمائي يحتاجونه كثيرًا، تحدَّث عن كسر حاجز الوهم بين السينما والأدب -في العالم المتداخل بينهما-، حيث أشار إلى أنّ الأدب أوّل من كشف هذا الوهم بتجاوزه للفنّ وبكسرِه لوهميّته ولحدود الواقع والفانتازي، وذكر مثال على ذلك رواية «دون كيخوته» لرائد الحداثة الإسباني سرفانتس، الذي كتب روايةً داخل رواية، وفيلم المخرج الأميركي العدميّ الكبير وودي آلن «وردة القاهرة الأرجوانية 1985»، الذي صوَّر فيلمًا داخل فيلم.

 بجانب ذكره نماذج للحضور العربيّ لهذه الظاهرة التي تُعمِّق وهمية السرد، كـ: رواية طالب الرفاعي «سمر كلمات»، ورواية إبراهيم بادي «حُبّ في السعودية»، مشيرًا إلى أنّ العبور الوهميّ مدار هذه الروايات

 ثمّ تحدَّث عن ماهية مفهوميّ الحقيقة والمعنى في فنون ما بعد الحداثة، وفي إشارةٍ منه إلى أنّ «للفنّ حقيقته الخاصة»، خلَص د. البازعي إلى أنّ -نقديًّا- ظاهرة اتخاذ حاجز الوهم من أجل اللعب لا الحقيقه عربيَّة؛ «لأنّ الروائيين في عالمنا ليسوا معنيين بالقضايا الفلسفية بل بالأكثر إلحاحًا والأقرب». كما يرى مخرج الشريط السينمائي «آخر فيلم 2006» نوري بوزيد: «نحن الفنَّانون محميِّون بالخيال؛ لذا نقولُ ما نريد».  

مسرح النُّقاد 

بدأت جلسات «رُكن النقاد» بجلسة: «من الصور المتحركة إلى السينما الغامرة» للمتحدثات: ميّ عبدالله، إيمي روز، لايا كابريرا، وإيزابيل دوفيرجر

واختُتمت الجلسات بجلسةٍ أدارها الناقد السينمائي: شفيق طبارة، بعنوان: «المُغلق جذريًّا»، تحدَّث فيها المفكِّر والمخرج والناقد السينمائي د. جلال توفيق، عن سلسلةٍ من التصويرات لفلسفة ما يُعرف بـ «المُغلق جذريًّا» في الفنون الجميلة. وذكر فلسفة أفلام المخرج الأميركي الكبير ديفيد لينش، وفيلم «الطيور 1963» للمخرج الأميركي الكبير هيتشكوك، وتصاوير الفيلسوف الإنجليزي فرانسيس بيكون كمثال على ذلك، حيث أنّ «الكيانات التي لا تمتُّ للعالم الواقعي بصلةٍ تنبثق بشكلٍ مُكتمل في هذا النوع المُغلق جذريًّا» في الفنّ.

ويختم أستاذ الدراسات السينمائية أمثلة ذلك بنصٍّ للشاعر محمود درويش:  

«تضيقُ بِنَا الأرض، 

تحشرنا في

إلى أين نذهب؟».  

أمَّا «الحلقات الحواريَّة» فقد بدأت بجلسةٍ بعنوان: «صور لا تُحتمل» للمتحدثين جيهان الطاهري، علي حسين العدوي، وإدارة الناقد السينمائي: شفيق طبارة.  

ثمّ الجلسة التي أدارها: الناقد السينمائي جاي فايسبرغ، تحت عنوان: «استكشاف المتاهة الإعلامية»، تحدَّث فيها عدد من النُّقاد عن تأثير الإعلام الجديد على النقد السينمائي، وعن الفرق بين النقد السينمائي والمراجعة الإعلامية للفيلم، حيث أشارت الناقدة السينمائية سيوبهان سينوت إلى أنّ النقد السينمائي يجب أن يكون «أطول من المراجعات، ويجب أن يظهر لاحقًا عندما تهدأ موجة الفيلم لا بمجرد انتهاء الفيلم».  

في جانبٍ آخر يقول الناقد السينمائي شاين دانييلسون -في حديثٍ عن مأساة النقد الرقمي-: «لا أريدُ أن أقرأ الاستجابة السريعة للفيلم، بل أريد أن أقرأ الاستجابة الطويلة». مشيرًا إلى أهمية تبنِّي النقد السينمائي المُبتعد عن سرديَّة «نظام النجوم» للتقييم، وتأثير موقع «الطماطم الفاسدة» على النقد والنُّقاد، الذي ساهم -بحسب رأيه- في خلق كتابةٍ نقديَّة سيئة بغضّ النظر عن جودة الفيلم من عدمها. ويرى أيضًا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكلٍ كبير في «استبدال صوت النُّقاد بصوت المشاهير»؛ ما أثَّر على جودة النقد السينمائي اليوم

فيما يُشير الناقد السينمائي كونغ ريثي إلى أهمية التعامل مع المراجعة النقدية من خلال التخلُّص من نزعة التحيّز لـ ثقافة «الأنا»، بجانب التخلُّص من استعمار السرديَّات، أو ما يسمِّيه بـ «الاستعمار السينمائي»، أيّ أهمية ممارسة النقد السينمائي وتقييم الفيلم بالابتعاد عن تأثير التقييمات المُعلَّبة والكلاسيكيات، بجانب الخروج من عباءة «اسم» كِبار المخرجين؛ للتعاطي مع الفيلم بموضوعيَّة

لذا، كما ترى الناقدة السينمائية سينوت: «نحن في حاجةٍ إلى العودة إلى النقد السينمائي المنطقي والموضوعي». إلى تقدير وتذوُّق السينما؛ انطلاقًا من معايير ذائقةٍ نقديَّة ذاتيَّة جماليَّة وغير متوقَّعة تتحدَّث بصوت الناس لا بصوت الأكاديمية

واختُتمت الحلقات بالجلسة التي أدارتها: أمل خلف، بعنوان: «رؤى افتراضية: لقاءات الفنانين» تحدَّث فيها كلّ من: أيونج كيم، هارشيني جيه، كاروناراتني، محمد حمَّاد، هيا الغانم

بجانب «تحليلات نقديَّة» لعدة أفلام بدأت بـ «تحليل نقديّ لفيلم باربي» للناقدين لوكاس مانكوفسكس، وسيوبهان سينوت، ثمّ «تحليل نقديّ لفيلم إي أو» للناقدين ثابت خميس، وقيس قاسم

واختُتمت التحليلات بـ «تحليل نقديّ لفيلم الطيور» للناقدين رانيا حداد، والناقد السينمائي فراس الماضي، الذي تحدَّث عن تعامل المخرج الأميركي هيتشكوك، في فيلمه -الطيور 1963- مع الخوف بشكلٍ تجريديّ لا مع أيّ مظهر آخر محدَّد له، حيث أنّه «‏يُعطي شكلًا لهذه المخاوف عبر الطيور، ولكنّها أقلّ أهمية بالنسبة لحقيقتها مقارنةً بردود الفعل التي تثيرها. ومن ثمّ، كما تعتمد الطيور بشكلٍ خاص على الصوت بسبب الجودة غير المحدَّدة للمؤثرات الصوتية؛ تصبح أصواتها أكثر تجريدًا ورعبًا مع تقدُّم الفيلم، خاصةً عندما تأتي من مصادر غير مرئيَّة، كما هو الحال في النافذة الخلفية، حيث يُصبح العدوّ أكثر تهديدًا عندما يكون غير مرئيّ». 

سينما الفنّ 

في «المعرض الفنّي» للمؤتمر النقدي، عُرض فيلم «كتاب الصورة 2018» لرمز الموجة الفرنسية الجديدة ورائد سينما المؤلِّف الناقد السينمائي والمخرج الفرنسي الكبير جان لوك غودار، الذي جسَّد فيه اللغة السينمائية التي يميل إليها؛ تلك المُتداخلة بين النصوص والصور باعتباره ناقدًا سينمائيًا قبل أن يكون مُخرجًا. وجاءت تجربة الصورة والكلمة معًا، تحقيقًا لرغبة مخرج «بيارو المجنون 1965»، ومُحقِّق السينما الحُرّة والمُستقلة غودار نفسه: «يُقصد بالفيلم أن يُعرض على شاشاتٍ مع مكبِِّرات الصوت من مسافةٍ بعيدة، في مساحاتٍ صغيرة بدلاً من دُورِ السينما العاديَّة».  

فيما عُرضت أعمال فنيَّة أخرى تنوَّعت ما بين: «حلم الهروب 2021» للمخرجة وفنَّانة الفيديو لايا كابريرا والفنَّانة البصريَّة إيزابيل دوفيرجر، وفيلم «نوخذاوين طبّعوا مركب 2023» للمخرجة هيا الغانم، وفيلم «المصادم 2019» لمخرجة التقنيّات الجديدة إيمي روز والمخرجة والفنَّانة ميّ عبدالله، وفيلم «كوبو يجول المدينة 2021» للمخرجة في مجال الواقع الافتراضي هايون كوون، و«أفلام السفر: مشاهد من غرب آسيا وشمال إفريقيا» لعدّة صُنَّاع أفلام من الغرب، وفيلم «كرة ديليفري دانس 2022» للمخرجة والفنَّانة أيونج كيم، وفيلم «صوت الساحرة 2023» للمخرجة المتخصِّصة في الفن الرقمي هارشيني جيه كاروناراتني، وفيلم «لا نهاية منذ 83 (2019)» للمخرج والمدير الإبداعي للمهرجان السعودي للموسيقى الإلكترونية «مدل بيست» محمد حمَّاد

عروض تقديميَّة 

بدأت العروض التقديميَّة بدايةً بجلسة: «من رؤى استعمارية إلى جغرافيا جديدة للسينما» للمتحدث بيتر ليمبرك، ثمّ جلسة: «رحلات عبر الحدود» لـ «أوّل فيلم هندي من الخليج» للمتحدثة سامهيتا سونيا، وجلسة «السينما السعودية: التأثير الثقافي في ظلّ العولمة» للمتحدثة هياء الحسين.

وتحت عنوان: «ثقافات الإفراط» كانت جلسة: «المسلسلات التركية: قصة فائض عالمي» للمتحدث أوزغور يارين، وجلسة: «اللعب مع التغيير الكوكبي: الخيال البيئي لأنيمي اليابان تغرق» للمتحدثة هيدياكي فوجيكي، وجلسة: «صناعة الإفراط: القوة العاملة في سينما سلسلة التوريد واقتصاد السَّحب» للمتحدثة كاي ديكنسون

وأيضًا تحت عنوان: «شاعريّة الروح» جاءت جلسة: «الأبعاد الحيويَّة للسينما» للمتحدث جوزيف كيكاسولا، وإدارة: ليفيا الكساندر، ثمّ جلسة: «استخدامات الدين في السينما الهندية» للمتحدث سيد حيدر، وجلسة: «أداة إحيائية: سينما الفنانين والقدرة على تخيّل العلاقات» للمتحدث مي أدادول إنغوانيج

أمَّا تحت عنوان: «الوسيط المعروف سابقًا باسم الفيلم» بـ إدارة: محمد الفراج، فقد كانت جلسة: «إعادة تأطير البشر كجزء من الطبيعة» للمتحدث ديل هدسون، وجلسة: «البُنية التحتية لوضوح القاعدة الشعبية» للمتحدث زوي مينج جيانغ، وجلسة: «استذكار المستقبل» بـ إدارة: كونج ريثي: «ملكة الألحان: ذكريات جماعية في أرشيفات جنوب آسيا» للمتحدثة أمل أحمد، وجلسة: «الحاضر من أجل المستقبل» للمتحدث أيمن تمانو، وجلسة: «إعادة النظر في ردّ الحقوق: الآثار والأفلام بعيدًا عن الأهمية المادية» للمتحدث علي حسين العدوي.

فيما جاءت جلسة: «مستقبل رواية القصص» بـ إدارة د. مبارك الخالدي: «تكنولوجيا السينما التفاعلية وحريّة الاختيار عند المتفرج» للمتحدثة مريم العجراوي، وجلسة: «الاستمرارية القصة – الزمن: أفلام المستقبل الماضية» للمتحدثة عليا يونس، واُختتمت الجلسات بجلسة: «خارج حدود المقعد، تصوّر عن مستقبل السرد في السينما» للمتحدث طارق الخواجي

بجانب إقامة عدة وِرَش تدريبيَّة مُلهمة، وجناح للطفل والعائلة

عروض سينمائيَّة 

صاحبت المؤتمر النقديّ عدة عروضٍ سينمائية لأفلامٍ من خلفيّاتٍ مُتعددة، في الفترة المُمتدة ما بين 8-14 نوفمبر 2023، في سينما «موڤي سينما»، تنوَّعت ما بين

الفيلم التسجيليّ: «صبيان وبنات 1995» للمخرج المصري الكبير يُسري نصر الله، الذي يقول عنه: «إنّه فيلم عن الحُبّ»، ويُحبُّ أن يعود لمشاهدته دائمًا؛ باعتباره أحبَّ أفلامه إليه. ناقش فيه مسألتيّ الحُبّ والحجاب في المجتمع المصري، في التسعينات الميلادية، وذلك بتتبّعه الوثائقي لحياة الفنَّان باسم سمرة

والفيلم المُرشَّح لجائزة أفضل فيلم دوليّ لأوسكار 2022، والحائز على جائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل مؤلِّف موسيقي من مهرجان كان السينمائي 2022: «إيو أو 2022» لأحد روَّاد سينما المؤلِّف الفنَّان والكاتب والمخرج البولندي جيرزي سكوليموفسكي، الذي صوَّر الحيوان -في استعارةٍ لرائعة المخرج بريسون- كمرآة للعديد من «الحالات المزاجية، التي تؤدي مغامراتها واسعة النطاق عبر بولندا وإيطاليا إلى ظهور بانوراما لخبث الإنسان وبؤسِه»، كما يرى الناقد السينمائي الأميركي في الـ «نيويوركر» ريتشارد برودي.

وفيلم الكوميديا: «باربي 2023» للممثلة والكاتبة والمخرجة الأميركية غريتا غيرويج، التي نجحت في تجسيد الدور النمطيّ/السطحيّ لعالم الدُمى البلاستيكي.

وفيلم الدراما: «مدينة الملاهي 2020» للكاتب والمخرج السعودي وائل أبو منصور، الذي صوَّر رحلة لاستكشاف عالم غرائبيّ خارج حدود الزمن -على خُطى فيندرز- من أجل الوصول إلى الذات

والفيلم المُرشَّح لجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة: «من يُحرقن الليل 2020» للمخرجة السعودية سارة مسفر، التي صوَّرت نضال المرأة بحثًا عن الاستقلال

وفيلم الدراما الحاصد جائزة «التانيت» الذهبية المُقدَّمة من مهرجان قرطاج السينمائي، وجائزة أفضل فيلم عربيّ من مهرجان القاهرة السينمائي الدوليّ: «ميكروفون 2010» للمحرِّر والمنتج والمخرج المصري أحمد عبدالله السيَّد، حيث صوَّر مخرج «19 ب (2022)» -المُنتمي لتيَّار السينما المُستقلة- معاناة محبيّ الموسيقى المُستقلة غير التقليدية في الإسكندرية.

وآخرًا، اختتم «مؤتمر النقد السينمائي 2023: ما وراء الإطار»، بحفلٍ ختاميّ تضمَّن كلمة المخرج والناقد والباحث السينمائي د. محمد الظاهري -مدير إدارة الحفظ والترميم، ومدير مؤتمر ومُلتقيات النقد السينمائي بهيئة الأفلام-، ذكر فيها الرؤية السينمائية المُلهمة التي تسعى إليها «هيئة الأفلام»، من خلال تفعيل الدور النقدي السينمائي الواعي؛ للارتقاء بالسينما السعودية، ورفع معايير الصناعة المحليَّة لجعلها في مصافِّ السينما العالمية.  

ثمّ قُدِّم العرض الحيّ الصامت لـ «أفلام السَّفر: مشَاهد من غرب آسيا وشمال إفريقيا»، التي حقَّقها مجموعة من صُنَّاع الأفلام من الغرب في تركيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بدايات القرن العشرين. بخلفيةٍ موسيقيَّةٍ مباشرة آسِرة للموسيقيّ دان فين دن هورك

بجانب الخروج بمخرجاتٍ مُلهمة كان من أبرزها، ضرورة استيعاب اللغة السينمائية من باب النقد السينمائي، وهو ما لا يتأتَّى في مشاهدة السينما فحسب بل بالقراءة أيضًا في/عن المجال السينمائي؛ لأنّ عندما جاء رائد تحوُّل السينما من الكلاسيكية إلى الطلائعية المُنظِّر والناقد السينمائي الفرنسي الكبير أندريه بازين «لإعادة اختراع السينما»، «لصنع فيلم وكأنّه للمرَّة الأولى»، وقال: «ما هي السينما؟ في الحقيقة قال: ما هو النقد؟».   

دُمتم بودٍّ وبسينما (1). 

الهوامش 

1- خِتام كلمة الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، م.م عبدالله آل عيَّاف، في حفل الافتتاح 9 نوفمبر 2023

 

منصة معنى السعودية في

16.11.2023

 
 
 
 
 

في مؤتمر النقد السينمائي.. أسس النقد فيمّا وراء الإطار .

سينما - سارة العمري

عنايةً بالنقد السينمائي ومفاهيمه واستهدافًا لتحفيز الحِراك النقدي أطلقت هيئة الأفلام النسخة الأولى من مؤتمر النقد السينمائي بالرياض في 7 من نوفمبر والذي يختتم أعماله اليوم الثلاثاء 14 من الشهر الجاري تحت عنوان “ ما وراء الإطار”، وهو الحدث الأول من نوعه في العالم كونه يجمع المختصين والمهتمين بمجال النقد السينمائي وثقافة الأفلام، لتعزيز وإبراز أهمية النقد السينمائي في صناعة السينما بالمملكة العربية السعودية.
يناقش المؤتمر تحت شعاره السينما من جوانبها ومفاهيمها الأوسع، ليتوج جهود هيئة الأفلام في خلق مساحة للتبادل الثقافي بين النقاد المتخصصين، وهواة السينما ومحبيها، لتمكينهم من مناقشة ومعالجة قضايا النقد السينمائي من خلال عدة مقاربات وعناوين
.

 وترسخ المملكة مكانتها الثقافية من خلال تركيزها على الدور الحيوي الذي يؤديه النقد السينمائي في الوسائط الإعلامية من فهم النقد والتحليل السينمائي بشكل خاص، وعبر تمكين مجتمع النقاد السينمائيين الناشئ من عرض نشاطهم الفكري وتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل مع خبرات عالمية بخلق منصة سنوية لإثراء حقل النقد السينمائي.

صرح الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبد الله آل عياف خلال افتتاح مؤتمر النقد السينمائي:” أن البنية التحتية لصناعة السينما تشهد تطورًا ملحوظًا؛ فقد انعقد منذُ تأسيسها 133 برنامجًا تدريبيًا، بالشراكة مع أهم الجامعات والمعاهد العالمية واستفاد أكثر من 3500 صانع أفلام، من تلك البرامج وبفضل الدعم غير المحدود تشهد المملكة نموًا كبيرًا في الصناعة السينمائية”.

في جلسة المتحدث الرئيسي لأول أيام المؤتمر المخرج يُسري نصر الله تناول: “الارتباط بين صناعة الأفلام والنقد السينمائي”، وقد قام فيها بسرد مسيرته السينمائية التي بدأها بالقراءة في مجلات كانت تصدر بالستينيات مثل “دفاتر السينما” و “بوزيتيف” بالإضافة لقراءته لمبدعين أمثال: “سمير فريد” و “رأفت الميهي” التي بدورها جميعًا مكنته من القراءة النقدية، والخوض في النقاشات السينمائية. يقول نصر الله:” في كل تجربتي خرجت بسؤال واحد، وهو لماذا أكتب عن الأفلام ولم أجد له جواب سوى أني قارئٌ بطبيعتي”.

واستعرض الناقد والمفكر الدكتور سعد البازعي مفهوم “الميتاسينما”، في ندوة بعنوان:” تجاوز حاجز الوهم بين الرواية والسينما: قراءة الاختلاف الثقافي”، والتي عرف عنها بأنها أعمال فنية يتحدث فيها كاتب الرواية والعمل السينمائي بطريقة تُذكر القارئ أو المشاهد بأن هذا العمل ليس حقيقة وإنما مجرد وهم.

وأضاف “البازعي” أن العربي يتبنى هذا الأسلوب غالبًا ليحمي نفسه أو يتفادى الرقابة المفروضة عليه، بينما الغربي لديه مشاكل فلسفية حول هذا الموضوع.

تناول الأكاديمي والناقد السينمائي الهادي خليل سمات الممارسة الفوتوغرافية للفنان السعودي “صالح العزاز”، في جلسة بعنوان “المصور الفوتوغرافي السعودي صالح العزّاز: دليل السينما السعودية ومُلهمها”، حيث أكد حرصه الشديد على تدوين تاريخ السعودية من خلال أعماله وصوره الفوتوغرافية.

قال فيه:” العزاز من أبرز السعوديين الذين احتفوا بأثر أوطانهم عبر المحسوسات وشواهد الطبيعة أو العادات الثقافية، حيث كان مهتمًا بالرموز السعودية القديمة كصخورها وأشجارها وبيوت الطين، وحديثها كأفراح أناسها وأهازيجهم ورقصاتهم، بالإضافة إلى أهم ما يميزه من وجهة نظري، هو ارتباطه الشديد بالظل في أعماله الفوتوغرافية “.

أكد الناقد السينمائي الأميركي ريتشارد بينيا: “السعودية بدأت في صناعة السينما الآن لذا فهي لا تزال في مرحلة التطوير، ولكن ما يشعر به المرء هنا هو قدر كبير من الحب الحقيقي للسينما؛ لذا فأنا أتطلع لرؤية ما سوف يأتي من السعودية في السنوات القليلة المقبلة».

وأُستعرض التطور التقني في قطاع صناعة السينما في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، خلال الورشة التي قدمتها المخرجة ومنتجة الأفلام الوثائقية جيهان الطاهري حيث تقول:”إن الفترة الحالية بحاجة للحديث عن أخلاقيات الصور، وتوضيح شامل لمفهوم الأخلاقيات، خاصة أننا نعيش مرحلة الذكاء الاصطناعي؛ ما يجعلنا بحاجة لفهم أخلاقيات الوقت المعاصر لنتمكن من التعامل مع المستقبل».

ويستعرض المؤتمر إلى جانب أُسس النقد السينمائي مجموعة من الأفلام القصيرة لمخرجين سعوديين برزوا في مجال الأفلام القصيرة منها والطويلة لينافسوا بذلك الصناعة العالمية بكافة جوانبها منهم:
الكاتب والمخرج السينمائي وائل أبو منصور، الذي بدأ مسيرته المهنية من الصحافة قبل أن يبدأ بإخراج فيلمه القصير الأول “مصابيح العم سالم” عام 2013، واستمر بالكتابة والإخراج حيث أكمل فيلمه الطويل “ مدينة الملاهي”، والذي يعرض حاليًا بعد عرضه الأول في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
.

الكاتبة والمخرجة السينمائية سارة مسفر، الحائزة على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلمها “ من يحرقن الليل”، والذي يتم عرضه حاليًا بالمؤتمر السينمائي للنقد.

الكاتب والمخرج السينمائي خالد فهد، حاصل على عدة جوائز في كتابة السيناريو وصناعة الأفلام، منها جائزة الفيلم الأمريكي عن سيناريو “الطائر الصغير”، وجائزة النسر الذهبي الهولندي عن سيناريو فيلم “المستثمر”، ويعرض حاليًا فيلمه القصير “ طريق الوادي”، الذي تدور أحداثه في أواخر التسعينيات في قرية الوادي بأحد جبال المملكة.

الكاتبة والمخرجة السينمائية فايزة أمبا، بدأت مشوارها السينمائي من خلال العديد من الأفلام الروائية والوثائقية القصيرة، يعرض حاليًا في مؤتمر النقد السينمائي فيلمها “جوي”، الحائز على جائزة “جبل طويق” في مهرجان أفلام السعودية.

الكاتبة والمخرجة السينمائية أفنان باويان، عملت في العديد من الأفلام القصيرة والوثائقية، يعرض فيلمها القصير “سليق” بمؤتمر النقد السينمائي؛ وهو من نوعية الرسوم المتحركة “ستوب موشن أنيميشن” يتحدث عن امرأة كبيرة بالسن تعيش في جدة من انتاج 2023.

الكاتبة والمخرجة والمنتجة السينمائية مريم خياط، متخصصة في الرسوم المتحركة أنتجت فيلم “ سليق” للمخرجة أفنان باويان، وقامت بإخراج وإنتاج فيلمها القصير الذي يعرض حاليًا “ وحش من السماء”.

وتشارك المخرجة السينمائية رشا الشريف بفيلمها الأول “ قهوة”، والذي تعكس من خلاله عمق موهبتها ورؤيتها الفنية؛ لامرأة شابة تعيش حياتها في حلقة مفرغة من الكوابيس والأرق المستمر.

 

اليمامة السعودية في

16.11.2023

 
 
 
 
 

مؤتمر النقد السينمائي: دعوة لرؤية ما وراء الإطار

قيس عبداللطيف

«ما يشاهد داخل الإطار لا تحده الصورة المرئية إنما هو إشارة إلى شيء آخر يمتد خارج الإطار إلى اللانهائية، إشارة إلى الحياة».

أندريه تاركوفسكي، «النحت في الزمن»

 

في الفترة ما بين 9-12 نوفمبر، استضاف قصر الثقافة بمدينة الرياض فعاليات ختام الدّورة الأولى من مؤتمر النّقد السينمائي الذي تقدّمه وتنظمه هيئة الأفلام لكل محبي السينما والمهتمين بها، والذي تنقّل في جولاته الست، بين مدن المملكة العربية السعودية المختلفة، بدأ في جدّة، مارس الماضي، ومن ثمّ عُقدت جلساته في الظهران، أبها، تبوك، بريدة، وأخيرًا جولة الرياض الختامية، والتي حملت عنوانًا نقديًا مهمًا هو «ما وراء الإطار»، وقد تم توظيف كل فعاليات وملتقيات وورش المؤتمر لخدمة الشعار البارز. ضيوف كُثر من أهم النقاد والسينمائيين في العالم العربي حضروا دورة المؤتمر، وكانت لهم كثيرٌ من المساهمات الفريدة التي سنلقي عليها الضوء في هذا المقال، الذي يمثّل ملخصًا بسيطًا عن اللحظات التي التقطتها «عين ميم»:

يسري نصر الله: بين فهم جماليات السينما والعمل لتحقيقها

في اليوم الأول من المؤتمر، كان الحضور على موعد مع كلمة قصيرة قدّمها المخرج السينمائي المصري يسري نصر الله، تمهيدًا لعرض أحد أهم أعماله: «صبيان وبنات» (1995). الكلمة عرض فيها -باقتضاب- تجربته مع القراءة السينمائية والاهتمام الجمالي بها في الستينيات، حينما تعرّف على فرونسوا تروفو، وجان لوك غودار، فلاسفة الموجة الفرنسية الجديدة، وكذلك اطلاعه على نتاج معاصريه من السينمائيين، مثل: رأفت الميهي، سمير فريد، وغيرهم، وكيف شكّل هذا اللقاء المبكر رؤيته للسينما واهتمامه بجماليتها.

وبعد عرض الفيلم، اشترك يسري نصر الله في ندوة مع الناقد أحمد شوقي رئيس الاتحاد الدولي لنقاد السينما، وتبادلا الأفكار حول الفيلم، برؤية جمالية، تحاول اختراق الصورة للنظر إلى ما وراء الإطار، وخلال اللقاء حاول شوقي أن يقف مع نصر الله على توظيفه لمعرفته النظرية عن الجمال السينمائي في صياغة عمله الفنّي، وكيف صاغ هذا الانتقال من النظري إلى العملي.

كليبر ميندونسا وريتشارد بينيا: ممارسة النقد السينمائي وأثره على العمل الإبداعي

استضاف المسرح الرئيس لمؤتمر النقد السينمائي في يومه الثالث لقاءً مهمًا جمع بين المخرج البرازيلي كليبر ميندونسا فيلهو والناقد الأمريكي ريتشارد بينيا، بعد عرض ثلاثة أفلام قصيرة من إخراج ميندونسا: «الفينيل الأخضر» (2004)، «ليلة الجمعة وصباح السبت» (2007)، «كأس العالم في ريسيفي» (2015).

لقد عُرف المخرج البرازيلي بأسلوبه السردي المبتكر، وبخاصة في أفلامه القصيرة، التي يكثّف فيها النّص، ليدفع المُشاهد كي يتأمل الفكرة خلف الإطار الذي يشاهده. خلال المناقشة الممتعة التي خاضها مع ريتشارد بينيا أستاذ دراسات السينما في جامعة كولومبيا، تمكّنا من الوقوف على سقف جديد للنقد السينمائي، يمنحنا إدراكًا أعمق للتجربة الفيلمية، عبر منظور مختلف وفريد.

دحمادي كيروم والرحلة اللانهائية خلف الإطار:

لسنوات طويلة عمل الناقد والمنظّر السينمائي وأستاذ جماليات السينما الدكتور حمادي كيروم داعيًا إلى شكل سينمائي يعبّر عن الإنسان وآفاقه التي لا تعرف الحدود. وقد مثّلت المحاضرة التي ألقاها على المسرح الرئيس فرصة ليتعرف الحضور إلى رؤاه وأفكاره، التي هي بعيدة تمامًا عن كل الأشكال التقليدية التي نعرفها عن السينما

في محاضرته المهمة جدًا، قدّم الدكتور كيروم الأسس الفلسفية التي يبني عليها نظرته الإستطيقية للسينما، والتي تنطلق من المفاهيم الأولية للجمال التي سطرها إيمانويل كانط، ومن ثم ساهم فريدريك هيغل في تطويرها حتّى الوصول إلى الرؤية المهمة التي تربط بين الإستطيقا والسينما عبر جيل دولوز الفيلسوف الفرنسي.

وبعد الرؤية النظرية، أخذ الدكتور كيروم الحضور في رحلة تطبيقية عملية، استخدم فيها مثالين: «سارق الدراجة» (1948) – فيتوريو دي سيكا، «القربان» (1968) – أندريه تاركوفسكي. الشرح التطبيقي كان تمثيلًا عمليًا للشعار الذي قامت على أساسه الجولة الختامية من مؤتمر النقد السينمائي، حيث تمكّن الدكتور كيروم من أخذ الحضور في رحلة ماتعة وراء الإطار، تاركًا الباب مواربًا للمزيد من الأفكار والرؤى التي يمكن أن تنشأ في مخيلة المُشاهد.

تجاوز الوهم: د. سعد البازعي وخروج الشخصيات عن السياق

في واحدة من أهم الندوات التي قُدّمت خلال أيام مؤتمر النّقد السينمائي، قام أستاذ آداب اللغة الإنجليزية والأدب المقارن، الدكتور سعد البازعي، بتناول مفهوم «الميتافكشن-الميتاسينما» أو «تجاوز حاجز الوهم»، وبحضور الناقدة والمهندسة المعمارية رانية حداد بوصفها محاورة، تمّ استعراض المفهوم وتشكّلاته الأدبية والسينمائية، من خلال تناول أعمال الروائي الكويتي طالب الرفاعي والسعودي إبراهيم بادي، وكذلك مع الاستدلال بسينما التونسي النوري بوزيد، أما عالميًا فتمّ استحضار ألفريد هيتشكوك وودي آلان كأمثلة.

قدّم الدكتور سعد البازعي رؤية تاريخية نقديّة لهذا الأسلوب، بداية بالرواية الخالدة «دون كيخوتي دي لا مانتشا» لسرفانتيس، واستمراره إلى اليوم في الظهور أدبيًا وسينمائيًا بشكل متقطّع، بالإضافة إلى عرض تصوراته عن هذا الأسلوب السردي وفهمه له.

بين الضيوف ومحاوريهم – آفاق سينمائية جديدة تتشكل:

لقد قدّم مؤتمر النّقد السينمائي فرصة رائعة للقاء المهتمين بالقيمة الفنّية والجمالية للسينما من المحيط إلى الخليج، مع حضور جيّد لأسماء لها سيط عالمي. وعلى مدى خمسة أيام عاش حضور المؤتمر في موجة كثيفة من الأفكار والرؤى السينمائية، مع مشاهدة عددٍ لا بأس به من الأفلام، والدخول إلى تجارب جديدة وفريدة قُدّمت إليهم من خلال زاوية الأعمال الفنّية التي لها الشّكل السينمائي، والتي قدمها فنّانون من كل أنحاء العالم.

وبالعودة إلى الحلقات الفكرية، يجب أن نذكر الحوار الماتع الذي أداره الناقد فراس الماضي مع أستاذ دراسات الشرق الأوسط بكلية دارتموث دطارق العريس، حول رؤية العرب والمسلمين للفنون البصرية، تحت عنوان: «من النظرة الأولى: تاريخ الرؤية العربية والإسلامية»، ومنه ننتقل إلى حوار آخر كانت له قيمة فنّية عالية، حينما استضاف الصحفي السينمائي أحمد العيّاد، الأستاذ الفخري بالجامعة التونسية، دكتور الهادي خليل، ليناقشا مفهوم الأثر الفوتوغرافي في الفنّ السينمائي، وجاء الفوتوغرافي السعودي الراحل (صالح العزاز) على رأس قائمة السعوديين والعرب بوصفه مثالًا على الأثر الفنّي، وكيف مثّلت أعماله إلهامًا لمن ساروا بعده على الطريق الفنّي من مصورين وسينمائيين.

ضمن قائمة الضيوف المتحدثين، كانت أستاذة اللغات وثقافات الشرق الأوسط وجنوب آسيا بجامعة فيرجينيا، الدكتورة سامهيتا سونيا، التي تناولت في ندوتها الحالة الفريدة لأول فيلم هندي من الخليج والذي حمل اسم «سوراج بهي تاماشاي». عرضت سونيا بحثها عن الفيلم المنسي إلى حد كبير، حيث أُنتج في العام 1980، ومن خلال هذا البحث أثارت كثيرًا من التساؤلات المهمة حول الهجرة من شبه القارة الهندية إلى الخليج إبان الطفرة النفطية، وعن العلاقة المثيرة للاهتمام بين الشعوب العربية والهندية، وكيف أثر بين بحر العرب والمحيط الهندي في الثقافة في المنطقة.

وفي إطار البحث عن الأبعاد الحيوية للسينما، قدّم أستاذ السينما والوسائط الرقمية في جامعة بايلور، جوزيف كيكاسولا، ندوة تأملية تدور في أفق سؤال تأسيسي: «كيف تكون الأفلام ذات مغزى بالنسبة إلينا؟»، خلالها أبحر للنظر خلف القصة والشخصيات والموضوعات والرموز، التي تلعب جميعها أدوارًا مهمة في القيمة الفنية للفيلم، غير أنها وحدها ليست كافية لصناعة المغزى، وللتدليل على أفكاره استخدم فيلم المخرج البولندي كريستوف كيسلوفسكي: «أزرق» (1993)، محاولًا الكشف عن المعنى الذي يمثله الخط والشكل واللون في الفيلم، وكيف ساهمت مجتمعة في صناعة عمل فنّي بأبعاد أوسع وتجربة أعمق عاشها المُشاهد، ومن خلالها مجتمعة صنع المغزى القيّم للفيلم ليعيش بوصفه عملًا خالدًا في الأذهان.

من الشرق الأدنى، حضر إلى المؤتمر، كونغ ريثي، نائب مدير هيئة أرشفة الأفلام التايلندية، ليأخذنا في رحلة في السينما التايلندية والقرارات الفريدة التي أخذتها الهيئة للمساهمة في حفظ التراث البصري لتايلند، حتّى يتسنى للأجيال القادمة أن تجد تراث السينما محفوظًا للاستفادة منها في فهم ماضيهم، وهو مشروع حمل اسمًا مميزًا يتلاعب بالزمان بطريقة رائعة: «استذكار المستقبل».

قدّم المستشار الثقافي للبرامج في «إثراء»، الأستاذ طارق الخواجي، ورقة بعنوان: «خارج حدود المقعد: تصوّر عن مستقبل السرد في السينما»، من خلالها عرض رؤيته لمستقبل السينما الذي يرى أنه سيختلف عن كل ما نعرفه عنها اليوم، متنبئًا بأن المُشاهد ستتوسع مساحةُ مشاركته في العمل، حيث لن يبقى «شخصًا ثالثًا»، وإنما قد يصبح «الشخص الثاني» أو حتى «الشخص الأول»، لأن العملية السردية في طور تحوّل لتصبح عملية تفاعلية، مستشهدًا بأفكار برغسون، وجيل دولوز، التي يرى فيها رؤية استباقية للمستقبل.

وقد عُرض في المؤتمر عدّة أفلام، كان من بينها، الفيلم المهم (2023) EO، لمخرجه جيرزي سكوليموفسكي، وقد تلى العرض تقديم لرؤى نقدية تحلل الفيلم، وتحاول قراءته فنّيًا. المتحدّثون كانوا الناقد العماني الشاب ثابت خميس، والصحفي والناقد العراقي قيس قاسم، وخلال ساعة من الحديث الماتع والثري بالأفكار المهمة، ذهبنا في رحلة، رافقنا فيها المتحدثين، إلى جوهر الفيلم. ثابت خميس كانت مقاربته النقدية تنطلق من الأثر الذي يتركه الفيلم في جمهوره، والذي هو في الأساس ينتج عن طبيعة الوسيط السينمائي الذي يحمل طيفًا واسعًا من المشاهد، الأصوات والمواقع، تندمج معًا لتخلق لنا تجربة شعورية متكاملة ضمن النطاق الإدراكي والشعوري. لقد تعامل مع الفيلم بصفته ظاهرة سينمائية شعورية، وعلى ضوء هذا استخدم دراسة الظواهر في الفيلم، ليكشف عن العمليات الإدراكية التي تؤجج لهيب التأملات عند المُشاهد. أما قيس قاسم، فقد ذهب في اتجاه مختلف لقراءة العمل، بادئًا بخلق مقارنة افتراضية بينه وبين فيلم روبيرت بيرسون «أقدار بالتازار» (1966)، ففي كِلا الفيلمين يأخذ الحيوان دورًا رئيسًا في العمل، ومن ثم يذهب ليقرأ الفيلم على ضوء الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي البولندي الذي يرى بأن مخرجه استمد أفكاره منه، شارحًا رمزية «الحمار» في هذه الصورة الكبيرة.

مؤتمر النقد السينمائي – تجربة فريدة:

عرف محبو السينما المهرجانات السينمائية التي تعرض الأفلام وتستضيف صانعيها منذ فجر السينما تقريبًا، غير أن هذه المهرجانات لا تضع المُشاهد في صورة الحدث، بل يكون متابعًا من بعيد، مجرد مُشاهد، وجوده الفعلي يقتصر على الدور السلبي. هذه التجربة تغيّرت تمامًا مع ما قُدّم في مؤتمر النقد السينمائي، والذي هو في أصله تجربة تفاعلية، يعيش فيها محب السينما بوصفه جزءًا أصيلًا من العملية الكاملة، حيث إن النقاشات والأفكار التي دارت تستشعر الدور الحاسم للمُشاهد، وتنتظر مساهمته لإثراء النقاش، وتبادل الآراء، فتجربة المشاهدة السينمائية -وإن كانت فردية في الأساس- تزدهر بالتشارك مع الآخرين، وكما قيل: «لا يُعبَر النهر نفسه مرتين»، وكذلك الأمر ينطبق على الأفلام، فهي نفسها لا تُشاهَد مرّتين، وفي كلّ مشاهدة، يدخل الفيلم حيزًا جديدًا من الفهم الذاتي لمشاهده، وتشارك هذه الأفهام في إثراء السينما وكل العناصر المساهمة فيها.

 

منصة سينما ميم في

17.11.2023

 
 
 
 
 

مقعد بين شاشتين

النقد السينمائى.. وزمن «السوشيال ميديا»

ماجدة موريس

فى أكبر قصر للثقافة رأيته، شهدت الدورة الأولى لمؤتمر النقد السينمائى بمدينة الرياض، السعودية، بدعوة من «هيئة الأفلام» بالمملكة فى الفترة من ٩ - 13 نوڤمبر، والذى كان مفاجأة سارة فى أيام غير سارة نعيشها مع الهجوم الإسرائيلى المدمر على غزة وشعبها، كان المؤتمر بمثابة دعوة لأعمال العقل النقدى وتشغيله فى كل ما يخص الحياة، من أحداث سياسية إلى ظواهر اجتماعية وتحولات فى مجتمعاتنا، ومتغيرات تخص العالم كله، «وهو ما يبدو مثلاً فى مظاهرات كبرى للشعوب التى تدعم حكوماتها المعتدي»، جاء المؤتمر ليذكرنا بمرحلة سابقة فى مصر كان للنقد السينمائى فيها قيمة وأهمية كبيرة صنعها نقاد كبار، وناقدات كبيرات، ومرحلة نعيشها تغيرت فيها أوضاعه، وبد للكثيرين أن كتابة النقد أمر سهل لا يحتاج إلى دراسة وقراءة ومشاهدة لأهم أفلام العالم فى مراحل مختلفة لصناعة السينما، وإدراك بالأساليب المتنوعة لصناعها وفقاً للبلد والزمن والأوضاع السياسية، والحريات، ومن هنا أصبح للنقد السينمائى أهميته وقوته لدى صناع السينما ومشاهديها فى نفس الوقت، فالناقد هو من يفك شفرة الفيلم ورؤية مخرجه ليقدم للمشاهد ما يفيده ويضيف إليه، اما إذا كان المخرج قد بدأ حياته ناقداً، فإنها تجربة تستحق ان تروي، وهو ما حدث فى المؤتمر مع مخرجنا القدير «يسرى نصر الله» الذى تحدث فى الافتتاح عن تجربته كناقد، ثم رد على أسئلة الناقد أحمد شوقى فى حوار مهم بعد عرض فيلمه «صبيان وبنات»، وفى الأيام التالية استطاع برنامج المؤتمر ان يجمع اهتمامات أعمار مختلفة، ما بين جيل النقد الكلاسيكى من نقاد وأكاديميين يدرسون فن السينما وعلاقته بالمجتمع فى الجامعات، وبين أجيال جديدة من محبى السينما ودارسيها، ومن الباحثين عن الرباط بين السينما القديمة والجديدة، وبينها وبين حضور السوشيال ميديا الكبير عبر الأفلام القصيرة، واللقطات المكثفة، والڤيديوهات، والملفت هنا هو العدد الكبير من الشباب والشابات السعوديات، يتابعون الأفلام ويشاركون فى المناقشات ويشاركون فى الحوارات، وقبل هذا يشارك غيرهم فى التنظيم فى كل فعاليات المؤتمر. انهم يمثلون صناع السينما وجمهورها الحالى والقادم أيضاً، خاصة بعد ان نعرف تفاصيل مسيرة الاهتمام بالسينما فى المملكة فى السنوات الأخيرة، وعدد دور العرض التى افتتحت، أو سيتم افتتاحها والدعم الكبير لهذا الفن بها.

ما وراء الإطار

فى المؤتمر يلفت تنوع موضوعات النقاش النظر بدءاً من عرض مقولات مهمة حول السينما واهميتها فى التعبير عن الحياة بكل ما فيها، حتى عن ما لم يقله الفيلم الذى يقدم من خلال الصورة إطاراً يعبر عنها، لكنه تعبير يتواصل مع خارج الصورة، ويمتد إلى الحياة بكل مافيها بعيداً عن الصورة، ومن هنا قدم المؤتمر جلسات حوارية عديدة حول علاقة السينما بالحياة. فيما يخص الصور المألوفة، والصور التى لا تحتمل، وجلسات عن الفيلم فى صورته القديمة، وما يحدث اليوم، وعن أمراض السينما، وفنون حرفة وبرمجة الأفلام، وعلاقة الرواية بالسينما، والمتاهة الإعلامية وتأثيرها، وأهمية النقد ونقاد الأفلام فى عصر وسائل التواصل الاجتماعي، وايضاً قدم المؤتمر تحليلاً لبعض الأفلام المهمة من خلال «ركن الناقد» وموضوعات أخرى تخص السينما الوثائقية، وعروضاً لأفلام ونقاشاً حولها ومنها فيلمان مصريان هما. «مايكروفون» و»عاش يا كابتن « وكلاهما يقدم توثيقاً لزمن مهم وتجربة مهمة، وأفلاماً أخرى «أفلام السفر» التى قدمت تجارب مميزة لبعض السينمائيين، وورشاً تدريبية للكبار والصغار، باختصار، احتضن المؤتمر عالم السينما بكل ما فيه من نظريات وأفكاراً لأجل التعبير عن أهمية النقد لكل هذه التنوعات والإضافات والتطورات التى يتجدد بها هذا الفن .وليضيف المؤتمر بهذا إلى عالم الفرجة والاستمتاع بالفن أهمية معرفة قيمة الفن، وما يضيفه لحياتنا من إيجابيات

 

الجمهورية المصرية في

17.11.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004