ملفات خاصة

 
 
 

ماجدة موريس تكتب :

النقد السينمائي وثقافة الفرجة

مؤتمر النقد السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

هل تصنع الفرجة علي الأفلام لدينا مشاعر مختلفة؟ أم تضيف رؤي وأفكارا جديدة، تبحر بنا إلي آفاق أوسع مما كنا نتخيل ونحن نذهب إلي دور العرض السينمائي، أو نشاهد الأفلام في بيوتنا؟ وهل من حقنا الرد علي ما نراه، بالإضافة، أو الرفض، أي أن نقوم بنقده، وأن نجعل هذا النقد مسألة أساسية في حياتنا، نقد لما قدمه من طرح يبدأ بالقصة والسيناريو وكيف يديرهما المخرج من خلال اختيارات الممثلين وأماكن الاحداث والذين يقومون بالتصوير والمونتاج والمكساج والموسيقي وكل عناصر الفيلم لنراه نحن في النهاية ونقوم بنقده، عن النقد السينمائي أقيم منذ أيام «مؤتمر النقد السينمائي» في دورته الاولي بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية في الفترة من 9-14 نوڤمبر الحالي، والذي تقيمه «هيئة الافلام» وضم عددا غير قليل من النقاد العرب، والأجانب، ومن صناع الأفلام أيضا، ومن خبراء صناعة السينما، وايضاً الأكاديميين من أساتذة الفن في الجامعات الذين طرحوا الكثير جدا من الأفكار والرؤي حول علاقة الفن بالحياة، وعلاقته بالتطور الاجتماعي، وتحدث بعضهم عن تطورات الصناعة السينمائية في بلدهم «مثل السينما الهندية» وموقعها الان وفقا للتحولات والمتغيرات في البلاد القريبة منها، والعالم، وكان من الواضح أن الحديث عن النقد السينمائي لا يمكنه أن يبدأ إلا من خلال عرض لتاريخ عملية صناعة الافلام نفسها وهو ما حدث مع بعض البلاد وليس كلها، ولكن، كانت فكرة المؤتمر في غاية الاهمية لقدرتها علي استعادة التفكير في الفن، والسينما تحديدا، باعتبارها منجزا كبيرا، فكريا وإبداعيا، يستحق التوقف أمامه، واعطاءه حقه من المشاهدة، والتفكير، والتأمل وبعدها النقد، وأنها- أي السينما- ليست مجرد مهرجانات، ورد- كاربت، وإطلالات النجوم والنجمات وفساتينهن، والميك آب «كما تركز قنوات التليفزيون غالبا عند تقديمها لافتتاح أي مهرجان سينمائي»، وبالتالي، يصبح النقد هو المنصف للعمل السينمائي، الذي يعطيه حقه من خلال كتابات النقاد، وتحليلاتهم لأسلوب المخرج في التعامل مع النص، وفي قيادة العمل إلي رؤية مهمة، أو دفعه إلي التعبير عن أزمة مجتمعه، النقد هو ما يستطيع تفكيك العمل السينمائي إلي عناصره الأهم، والأكثر تأثيرا التي تقود إلي الرؤية العامة والأخيرة التي يتركها لنا كمشاهدين.

من «صبيان وبنات» إلي « الطيور»

«ما يشاهد داخل الإطار لا تحده الصورة المرئية،إنما هو إشارة إلي شئ آخر، يمتد خارج الإطار إلي اللانهاية، إشارة الي الحياة»، كلمات مهمة للمخرج الروسي الكبير أندريه تاركوفسكي عن «النحت في الزمن» وهو ما يمكن ان نصف به السينما حين تؤرخ لنا أحداث التاريخ من خلال أفلامها التي لا تتوقف عن التفاعل مع الحدث، والآن، أصبحت مهمة التلقي أصعب وأكثر شعبية مع السوشيال ميديا التي تملأ هواتفنا بمقاطع الڤيديو، وأفلام قصيرة، ولوحات إعلانية، وحوادث حقيقية، وأخري ملفقة، علينا أن نتلقاها، وأن نتفاعل معها، وهنا تصبح ثقافة النقد أكثر أهمية وضرورة حتي نستطيع الحكم علي كل هذه الإضافات المرئية، فلم تعد قضيتنا هي رؤية فيلم طويل في السينما. أو المنصة، ولكن استقبال مواد فيلمية مستمرة علي هواتفنا المحمولة، وماذا يفعل النقد معها؟، أم أن دوره أصبح اكثر أهمية؟، أسئلة كثيرة طرحها المؤتمر في مقره بقصر الثقافة الكبير الرائع، وكأنه يفتح « مغارة علي بابا » من خلال أفلام وشخصيات صنعت الكثير في السينما كان الحديث عنها مهما مثل المخرج الإنجليزي الفريد هيتشكوك وفيلمه المهم «الطيور» الذي تم تحليله ضمن برنامج« ركن النقاد» هو وأفلام أخري، ومثل برنامج الافتتاح عن «النقد السينمائي وصناعة الأفلام» وكان المتحدث فيه مخرجنا يسري نصر الله، والذي بدأ مسيرته من خلال عمله بالنقد قبل أن يتحول إلي الإخراج وقد عرض له فيلمه المهم «صبيان وبنات »الذي أخرجه عام 1996، وبعدها ندوة حوارية معه أدارها الناقد احمد شوقي، رئيس اتحاد نقاد السينما المصريين، والذي انتخب رئيسا للاتحاد الدولي للنقاد «الفيبريسي» في العام الماضي أنه مؤتمر مهم عن ثقافتنا وقدرتنا علي مواجهة الحصار وإدخالنا في عوالم مختلفة، بعيدا عن الوعي.

 

الأهالي المصرية في

15.11.2023

 
 
 
 
 

السينما تفترس الرواية

طارق الشناوي

انتهى، قبل يومين، مؤتمر النقد السينمائى الذى أقامته هيئة الأفلام السعودية، بمدينة الرياض فى سابقة هى الأولى من نوعها، عندما يصبح العنوان هم النقاد وقضاياهم، تعددت اللقاءات والأفكار التى تمت مناقشتها، مثل علاقة السينما بالأدب، وتحديدا (تجاوز الوهم بين الرواية والسينما)، وكان المحاور هو دكتور سعد البازغي. كثيرا ما نسارع عند السؤال عن علاقة السينما بالأدب، ونقدم إجابة من المحفوظات العامة مثل تلك: (السينما تنهض كلما اقتربت أكثر من عالم الرواية). مع الأسف السينما لا تحقق خطوات للأمام، إلا إذا أخلصت للسينما، واشتغل المبدع بدأب على مفردات اللغة المرئية، وأول خطوة أن تأخذ السينما الرواية إلى ملعبها، حتى إن من بين التشبيهات الرائعة التى تؤكد هذا المعنى (كاتب السيناريو المبدع يفترس الرواية)، ولم يقل مثلا يلتهم بل يفترس، لتصبح أشد قسوة.

كاتب السيناريو المبدع يحيل الرواية إلى أداة تصب فى النهاية لصالح الشريط السينمائى.

لو ألقيت نظرة (عين الطائر) على رصيدنا الذى يجمع بين الإبداع المقروء فى الرواية والذى صار مرئيا على الشاشة، سنكتشف أن كلا من الكاتبين الكبيرين، نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس، احتلا النصيب الأوفر، قرابة خمسين عملا أدبيا لكل منهما، كان الشريط السينمائى يحاكى إيقاعهما الأدبى، نهلت السينما من أدبهما، ولاتزال تحقق أفلامهما عادة القدر الأكبر من الإقبال الجماهيرى، بالإضافة بالطبع إلى أن اسميهما شكلا عامل جذب، إحسان ونجيب كانا بحق وحقيق نجمى شباك، ولا يزالان. تعامل كل منهما مع السينما بقدر من المرونة، بدون أدنى حساسية، نجيب محفوظ مثلا، لم يسبق له أن انتقد شريطا سينمائيا، يطلب فقط من الناقد الذى يحمله المسؤولية أن يحاسبه على الرواية، ولم يغضب سوى مرة واحدة، فى فيلم (نور العيون)، بطولة فيفى عبده وعادل أدهم المأخوذ عن قصة قصيرة فى مجموعة (خمارة القط الأسود)، قال لى إن الفيلم لا علاقة له بالقصة، وكنت أحاوره فى لقاء نشرته على صفحات مجلة (روزاليوسف) عام 1991، أضاف ضاحكا: (أنا خايف بس الناس تقول يا طارق إيه اللى لمك يا نجيب على الراقصة فيفى عبده)، وتوقف الأمر عند هذا الحد، بينما مثلا شهدت المحاكم الكثير من القضايا التى أثارها د. يوسف إدريس، ضد عدد من مخرجى أفلامه على اعتبار أنهم شوهوا الرواية، حتى الناجح منها مثل (الحرام). لو أحصينا الأفلام التى دخلت تاريخنا الإبداعى، لوجدنا قسطا وافرا منها مأخوذا عن أعمال أدبية. أهم عشرة أفلام فى تاريخ السينما المصرية طبقا للاستفتاء الذى أشرف عليه الكاتب الكبير «سعد الدين وهبة»، باعتباره رئيسا لمهرجان القاهرة الدولى السينمائى عام 1996 وشارك فيه مائة من الفنانين والفنيين والنقاد، كاتب هذه السطور كان واحدا منهم. أسفر عن «العزيمة»، «الأرض»، «المومياء»، «باب الحديد»، «الحرام»، «شباب امرأة»، «بداية ونهاية»، «سواق الأتوبيس»، «غزل البنات»، «الفتوة»، الأفلام المأخوذة عن روايات أدبية هى «الأرض» عبدالرحمن الشرقاوى، «الحرام» يوسف إدريس، «بداية ونهاية» نجيب محفوظ، النسبة لم تتجاوز 30%!!. يجب أن نفرق بين القصة السينمائية والقصة الروائية «شباب امرأة» مثلا قصة سينمائية صاغها «أمين يوسف غراب» وليست رواية.. «سواق الأتوبيس» شارك فى كتابة القصة السينمائية «محمد خان» و«بشير الديك»، «الفتوة» قصة سينمائية صاغها «محمود صبحى» و«فريد شوقى» وشارك فى كتابة السيناريو وليس القصة «نجيب محفوظ»!!. القصة الروائية العظيمة ليست هى الوصفة السحرية الوحيدة ولا هى أيضا المضمونة لتقديم عمل فنى ممتع، يظل المعيار قدرة المخرج على أن يمنح الرواية الإحساس السينمائى، تذوب كل المكونات الأساسية لكل العناصر وأولها القصة، بينما تسيطر رؤية المخرج، مثلا (الكيت كات) مأخوذ عن قصة إبراهيم أصلان (مالك الحزين)، سيطر المخرج وكاتب السيناريو، داود عبدالسيد، على كل المفردات، بزاوية ما ربما تكتشف أن المسافة تتسع بين الرواية والسينما، بينما لو تعمقت أكثر ستكتشف أن (مالك الحزين) أصبح أيقونة سينمائية، مخترقة حاجز الزمن، لأن داود افترس الرواية!!.

 

المصري اليوم في

15.11.2023

 
 
 
 
 

مؤتمر النقد السينمائي.. «برافو»

طارق البحار

في حين أن مصطلحي «مراجعة» و«نقد» غالبًا ما يستخدمان بكثرة للكتابة عن الأفلام، إلا أن هناك اختلافات بينهما. النقد السينمائي هو دراسة وتفسير وتقييم الفيلم ومكانته في تاريخ السينما، وعادة ما يقدم النقد السينمائي تفسيرًا لمعناه، وتحليلًا لبنيته وأسلوبه، والحكم على قيمته بالمقارنة مع الأفلام الأخرى، وتقدير تأثيره المحتمل على المشاهدين. وغالبًا ما تعلم نظرية الفيلم مثل الأفكار وغيرها إلى جانب التحليل النقدي للفيلم. وقد يدرس النقد فيلمًا معينًا، أو قد ينظر إلى مجموعة من الأفلام من نفس النوع، أو مجموعة أعمال المخرج أو الممثل.

يختلف النقد السينمائي عن مراجعات الأفلام بعدة طرق، فهو يستلزم التحليل والحكم، وقد يتم نشره بعد سنوات عديدة من إصدار الفيلم؛ عادة ما تكون أطول وأكثر تعقيدًا من مراجعة الفيلم. وتوثق مراجعة الفيلم الاستقبال النقدي للفيلم في وقت إصداره، وهو أكثر «توجهًا نحو المستهلك»، مع التركيز على التوصية أكثر من التحليل.

يستمع الناس في الغالب إلى ما يقوله النقاد، وبينما يتمتع كل شخص بحق واضح في تكوين آرائه الخاصة. إذا كان الفيلم يحتوي على درجات منخفضة جدًا من النقاد، فعادة ما يلعب ذلك دورًا مع الجماهير سواء تزامن هذا الدور مع أرباح شباك التذاكر أم لا، فإن الطريقة التي ينظر بها الجمهور عمومًا إلى فيلم انتقده النقاد أو فيلم تمت مراجعته جيدًا عالميًا يختلف كثيرًا.

تمر المملكة العربية السعودية بازدهار ثقافي متسارع الوتيرة تقوده وزارة الثقافة بهيئاتها المتعددة. واستمرارًا لهذا النجاح والدور التوعوي والثقافي أطلقت هيئة الأفلام مؤتمر النقد السينمائي في عامه الأول، حيث عقدت قبله 5 ملتقيات مهمة للنقد السينمائي حول المملكة بالتعاون الذهبي مع موقع سوليوود الشريك النشيط في تقديم الأفلام السعودية والعربية والعالمية وكل ما يتعلق بها، ليكون المؤتمر منصة عالمية تهدف إلى تحفيز الحركة النقدية والبحثية في القطاع السينمائي وإثراء المعرفة السينمائية، إضافة إلى تعزيز حضور المجال في المشهد الثقافي والسينمائي مع صناعة مساحة لمشاركة الآراء بين المختصين ومحبي السينما، مع سلسلة من النقاشات والعروض السينمائية والمعارض الفنية والجلسات الحوارية والأنشطة المهمة لهذه الصناعة المهمة.

أفكار كثيرة تدور حول النقد السينمائي بالمنطقة، خصوصًا في السعودية التي تتجه إليها جميع الأنظار في السينما. وظهر جليًا تقديم النسخة الأولى من مؤتمر النقد السينمائي، حيث سلط المؤتمر الضوء على آفاق ومفاهيم أوسع تحت عنوان «ما وراء الإطار»، وهو تتويج لجهود هيئة الأفلام لإنشاء منصة تبادل ثقافي للنقاد والأكاديميين وعشاق السينما، لتمكينهم من رؤية النقد السينمائي من وجهات نظر مختلفة، والأشكال الجديدة للإدراك، وكيف نشاهد الأفلام بصورة خاصة وفنية؟ وما هي الأفلام التي نكتب عنها؟ وما الذي يشكل السينما؟ وغيرها من الأسئلة، ومناقشات حول الأسئلة الملحّة لثقافة السينما، وفلسفة مفاهيم الجمهور والممارسة الفنية والسينما كفضاء لا حدود له من الفن والإبداع، وظهر هذا جليًا في تقديم عروض «شاعرية الروح» التي تناولت دور عرض السينما كفضاءات روحانية ومساحات للمعرفة، سواء من خلال موضوع الفيلم أو ممارسات المشاهدة وجمالياتها. كما ناقشت كيف تعد صناعة الأفلام ومشاهدتها تعبيرًا عن الإيمان، وتفحص الجوانب الأخرى المتبقية من الروحانية في الفيلم وما يكون أبعد مما نراه أمامنا في الشاشة الساحرة.

يتبقى لي أن أقول «برافو» لهذا التجمع المهم لأكبر الأسماء في عالم النقد، و«حرفيًا» من جميع أنحاء العالم في الرياض التي استقبلت بتنظيم كبير جميع الآراء والأفكار ليستفيد منها صانع الفيلم السعودي في المقام الأول، ويعرف علاقته بأدوات الناقد وكيف يكتب ولماذا قبل أن يشرع في تقديم فيلمه، فهو الهدف الأول للنجاح والتميز، فهو في أمس الحاجة اليوم إلى هذا الدعم المهم، وأيضًا الشباب من فهم أساسيات النقد والاحتكاك السنوي والدوري بالأسماء الكبيرة في هذا المجال، والتواصل بشكل واسع مع المتخصصين السعوديين والدوليين والأسماء الكبيرة التي حضرت هذه النسخة. ولعل وجود المخرج المصري القدير «يسري نصر الله» لدفعة قوية للمؤتمر منذ يومه الأول، والذي عرض مسيرته السينمائية التي بدأت بفهم الصناعة من خلال النقد، وبالطبع دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الفكرية على الصعيد العالمي، فالحدث اليوم هو الكبير في هذا المجال وإضافة ذكية لترسيخ اسم وجهود هيئة الأفلام وموقع «سوليوود».

 

موقع "سوليوود" في

16.11.2023

 
 
 
 
 

مؤتمر الرياض..  الي ما يشتري تفرَّج!

عبدالله الزيد

أكتب لكم وأنا في طريقي عائدًا من مؤتمر الرياض الدولي للنقد السينمائي، الذي انعقد تحت شعار «ما وراء الإطار».. وأنا أتأمل كل ما حصل، طرأ في بالي ذلك الفيلسوف اليوناني – المتهكم – الذي لم يكتب أبدًا في حياته «سقراط»، الذي كان دائمًا ما يتجول في «الأغورا» سوق دولة المدنية في أثينا؛ ليناقش الناس ويُخرج أفضل ما في جعبتهم من تأملات تحتاج إلى الجدل لتنتج أفكارًا حول «الحق والخير والجمال».. ذلك لأن سقراط مقتنع بأن داخل كل ابن أنثى منا فيلسوفًا. وما عليه فقط إلا أن يفكر ويتأمل لتخرج تلك الأفكار البديعة دون عناء!

 ولكن ما علاقة سقراط بمؤتمر الرياض للنقد السينمائي؟

لم يكن الفن بحاجة يومًا للنقد ليظهر ويستمر، مثلما أن حياتنا اليومية هي الأخرى ليست بحاجة للعجوز المتنمر «سقراط” كي تدور عجلتها. نعم، نحن لسنا بحاجة لعبارة «اعرف أنفسنا» كي نختار مقاس «الكامبو بيرجر» أو «النزوع للتكاثر وحفظ النوع البشري»، فغريزة البقاء الحيوانية في حياتنا أبسط مما نتخيل! مثلما أن السينما وجدت ولن تنتهي فقط لأن ناقدًا يرتدي نظارة مقعرة قرر أن يتوقف عن إصدار صوت «الطنين» قريبًا من آذان مخرج أو كاتب أو ممثل! إذًا: ما أهمية النقد؟! وما وجه الشبه بينه وبين سقراط؟!

في كتابه «ما هي السينما؟» يرى أندريه بازان الفيلم بمثابة تلك الوقفة التأملية الرفيعة التي تمنحنا الفرصة لنرى الواقع بطريقة مختلفة. ومع ذلك، فإن هذه الرؤية الواقعية في السينما قد لا تتجاوز – بالنسبة إلى البعض – التفاصيل البسيطة والعابرة التي تشبه مناقشة كاشير المطعم في نوع الصلصة المفضلة، أو شكل البطاطس المقلي المرغوب! وقد تكون أيضًا بالعمق الذي وظف فيه «بول أندرسون” لوحة العشاء الأخير في «inherent Vice». وهذا بالضبط دور الناقد حتى لو كان بلا نظارة مقعرة، ودون شعر منكوش، وبلا لباس بوهيمي! القصة ليست بالشكل والسطح.. الحكاية تغوص في العمق وبما «وراء الإطار» الذي يبدو لنا ظاهرًا وبسيطًا.

وبهذا الوعد انعقد «مؤتمر الرياض الدولي للنقد» ليعيد توجيه أنظارنا المبهورة بأضواء الصناعة السينمائية ويحرفها قليلاً نحو هذه المهمة الثانوية والرائعة بقدر هامشيتها في المشهد السينمائي العالمي. إذ ليس من مهمة النقد تقييم الأفلام، أو إعطاء النصائح التجارية، أو سرد سيرة النجوم وتفاصيل الخلافات الفنية! بل النقد هو تلك الحالة «السقراطية» من معرفة الذات وتوليد الجمال الذي في داخلنا، والانشغال في هذا النقاش البصري فيما يدور في هذه الشاشة الساحرة! النقد هو تلك النظارة المقعرة التي يعيرها الناقد للمتفرج البسيط حتى يساعده على ولادة الجمال في ذاته ولذاته. فليس مطلوبًا من الناقد أن يصنع قوالب للجمال، بل أن يساعد المتفرج على تكوين خط لإنتاج الجمال بنفسه.

في مؤتمر الرياض الدولي للنقد كانت ساحة «الكندي» في قصر الثقافة بمثابة الـ«أغورا» السينمائية. ومن لم يشترِ من بضاعة النقد، فقد وجد فرصة في أن يملأ جعبته من الفرجة والنقاش والوعي الجمالي، فيما كان ضيوف مؤتمر النقد الدولي «سقراطيي» هذا العصر الذي أصبحت فيه الرياض محور ارتكاز الحركة الثقافية.

قال لي أحد الضيوف مبتهجًا: «في الرياض فقط يمكن للناقد أن يكون النجم، وأن يسير على السجاد الأحمر، وأن يعود إلى المتن صاعدًا من الهامش».. قلت له مفتخرًا: هذه بلادي المملكة العربية السعودية، وهذا جهد هيئة الأفلام وشركائها… اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال.. أمين.

 

موقع "سوليوود" في

14.11.2023

 
 
 
 
 

النقد السينمائي في الصناعة السعودية

سلطان القثامي

تشهد الرياض حاليًا إقامة مؤتمر النقد السينمائي، بمشاركة مجموعة من المهتمين بمجال صناعة الأفلام، من كتّاب وممثلين ومخرجين ونقّاد. وهذه الخطوة فرصة حقيقية للتواصل بين أطراف مختلفة تستفيد بشكل مباشر من الآراء المتعددة، لتحقيق الهدف هذا التواصل، وهو إثراء وتحسين الإنتاج السينمائي.

يشدد هذا المؤتمر على أهمية النقد في الحركة السينمائية. تاريخيًا، كان للناقد السينمائي دور مفصلي في تطوير السينما حول العالم. بدأ النقد السينمائي عالميًا في عشرينيات القرن العشرين مرتكزًا على تقنيات ضبط الصورة المتحركة وبناء المونتاج، وتطور تدريجيًا مع بروز النظريات النقدية الحديثة وعلى رأسها نظرية الشكلية.

أحد الأمثلة على أثر الناقد في السينما هو المنظّر السينمائي الفرنسي أندريه بازين، الذي اعتاد مناقشة الأفلام وتسليط منظوره النقدي في السينما حول الواقعية الموضوعية، والتركيز العميق، ومحاولة تثبيط الأثر المبالغ فيه للمونتاج، بحيث يُترَك تفسير الفيلم وتحليل مشاهده للمشاهد.

ويحرص بازين في نقده على إعطاء الأولوية للموضوع. فالفكرة تسبق الاختراع من وجهة نظره، فلا يجب أن تعالج التقنيات السينمائية الواقع بواسطة التحرير ومؤثراتها البصرية المركبة. فكلما اعتمدت صناعة المشهد على اللقطات الطويلة والعريضة، أصبح الفيلم أقرب إلى الواقع. فاستمرار اللقطة لفترة زمنية طويلة يعطي الانطباع للمشاهد بصدق وواقعية المشهد السينمائي. وهذه القناعات لدى بازين تنبع من تأثره بالحركات الفلسفية التي سبقت السينما وليس فقط النقد الحديث.

يعزو كثير من النقاد تمسّك بازين ببعض اعتقاداته النقدية لولعه الشخصي بالميتافيزيقا والأطروحات الفلسفية المتعلقة بالإنسانوية – مناهج فلسفية مرتكزة على التجربة البشرية العقلانية بعيدًا عن العقائد الثابتة – ومنها قراءاته في فلسفات الوعي التاريخي والجدلية لدى الفيلسوف الألماني فريدريك هيغل.

فتفضيل بازين للقطة الأحادية أو الطويلة في تحليل الأفلام، على سبيل المثال، تعود لاعتقاده بأن الوعي التاريخي ينكشف في امتداد اللحظات الزمنية التي تمنحها اللقطة والتي تتضمن أيضًا حرية الشخصيات في المشهد الطويل.

 وهكذا تطور النقد السينمائي مع الموجة الجديدة في فرنسا، التي تبنّت منظور تحطيم الأيقونات أو الأعراف التقليدية «iconoclasm» كردة فعل على الأساليب التقليدية في السينما ومنها الموضوعية والواقعية الجديدة في إيطاليا. فاعتمدت على التجديد في التحرير والأسلوب السردي ومناقشة قضايا وجودية معاصرة. وتطور معها فكرة المخرج المؤلف، وهي الحالة التي يعبر فيها المخرج عن منظوره وأفكاره الشخصية، وبالتالي يصبح المؤلف الرئيسي للفيلم.

ونشأت هذه الفكرة مع الفرنسي فرانسوا تروفو، وأطلق عليها الناقد الأميركي أندرو ساريس لاحقًا مصطلح «auteur theory» وهي نظرية نقدية يستند إليها النقاد في مناقشة الأفلام التي يعكس فيها الإخراج السينمائي سياسة مؤلفه.

فالبنسبة إلى تروفو، فإن السينما تمضي في طريقها لأن تصبح وسيلة جديدة للتعبير على خطى الفنون الأخرى مثل الرسم والرواية. فأصبح باستطاعة الفنان أن يعبر عن أفكاره المجردة ويترجم هواجسه من خلال السينما كما يفعل كاتب المقال أو الرواية.

ولهذا السبب يسمى هذا العصر الجديد بعصر أسلوب الكاميرا. فيعكس النقد السينمائي في التجارب الغربية وجوده كمرجع رئيسي لتطوير الصناعة السينمائية. ومن هنا، يمكننا إدراك أهمية وجود الناقد السينمائي في المجال.

فالصناعة، وإن اعتمدت على العناصر الأساسية في صناعة اللقطة، ينقصها الحس النقدي في النص السينمائي. وكما نرى اليوم في السينما السعودية، ما زالت تفتقر كثير من الأعمال إلى البعد النقدي لنقل العمل لمرحلة أفضل فيما يتعلق بجودة النص والاستخدام الأمثل للتصوير السينمائي.

والنقد عمومًا يعيد تفكير الفنان في عمله ويعينه في الوصول للحلول بشكل أسرع. فعلاقة الناقد بصنّاع الفلم ضرورية جدًا تجاه النجاح، والتجسيد الأمثل لهذا الاهتمام هو تسهيل عملية التواصل بين الطرفين من خلال دعم النشرات النقدية أو اللقاء المباشر بين أطراف الصناعة كما نشهد حاليًا في مؤتمر النقد السينمائي.

 

موقع "سوليوود" في

14.11.2023

 
 
 
 
 

مؤتمر النقد السينمائي.. العالمية في الرياض

محمد الخالدي

يُشكل النقد السينمائي جزءًا أساسيًا من الحوار الثقافي وأداة هامة تسهم في تطوير صناعة الأفلام. ويعمل النقاد السينمائيون على تقديم آراء مستقلة وتحليلات عميقة للأفلام، مما يساعد الجمهور على فهم الأعمال السينمائية وتقديرها بشكل أفضل.

ونظرًا لأهمية الموضوع في القطاع، عقدت هيئة الأفلام النسخة الأولى من مؤتمر النقد السينمائي، الذي يعد الأول من نوعه عالميًا، ما يؤكد ذلك على أهمية وجود حراك نقدي يوازي الحركة السينمائية التي أصبحت تحظى بمكانة عالية على المستويين المحلي والعالمي. في الوقت الذي تشهد فيه الصناعة السينمائية نموًا كبيرًا وملحوظًا في المملكة.

وبلا أدنى شك، وهذا مؤكد، تهدف هيئة الأفلام عبر هذا المؤتمر إلى تحفيز الحركة النقدية لاستكمال أركان المشهد السينمائي بمختلف مقوماته في المملكة؛ وهي من عملت منذ بداية العام الجاري على عدد من المحطات التي مهدت لتنظيم هذا المؤتمر عن طريق عقد عدد من الملتقيات النقدية في مختلف مناطق ومدن المملكة، والتي شهدت حضور الآلاف من صانعي الأفلام، ومشاركة مئات النقاد والسينمائيين.

وهنا يجب التنويه، على أهمية هذا النوع من المؤتمرات، وتأثيرها، والتأكيد أيضًا على أن النقاد السينمائيين بإمكانهم التأثير على نجاح أي فيلم أو فشله. لا سيما أن نقدهم يلعب دورًا هامًا في تشكيل آراء الجمهور واتخاذ قراراتهم. حيث إن التقييمات الإيجابية من قبل النقاد، تعني التأثير إيجابيًا على إقبال الجمهور وتزيد من فرص نجاح الفيلم في شباك التذاكر.

ولعل مؤتمر النقد السينمائي الدولي، بكافة فعالياته المختلفة، والمتمثلة في عروض الأفلام الكلاسيكية والعربية والقديمة، وأيضًا ورش العمل والجلسات الحوارية، بوجود جمع من النقاد العالميين والسينمائيين، سيؤتي بثماره في القريب العاجل، وما هو إلا امتداد للنجاحات الكبيرة لقطاع الأفلام في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية.

 

موقع "سوليوود" في

15.11.2023

 
 
 
 
 

اختتام مؤتمر النقد السينمائي الدولي الأول.. واستمرار المعرض الفني

الرياض - ثقافة اليوم

اختتم «مؤتمر النقد السينمائي الدولي» في نسخته الأولى، الذي نظمته «هيئة الأفلام» في الرياض، بشراكة إعلامية مع موقع «سوليوود» السينمائي، أعماله وفعالياته اليوم الأحد، بالحفل الختامي الذي شهد عرضًا صامتًا للجمهور قدمه الفنان «دان فان دين هارك».

وفي كلمة ألقاها «محمد الظاهري»، مدير إدارة الحفظ والترميم بـ«هيئة الأفلام» والمدير التنفيذي للمؤتمر، أكد خلالها أن مؤتمر النقد السينمائي يأتي ضمن عدة مبادرات تسعى من خلالها الهيئة إلى تفعيل دور النقد والبحث والدراسة السينمائية، وجعلها تؤدي دورًا محوريًا في التأسيس لصناعة سينمائية كاملة متكاملة، موجهًا الشكر إلى المشاركين في المؤتمر على تلبية الدعوة والحضور للمشاركة في هذا الحدث الهام وإثراء برنامجه والمساهمة في نجاحه. وشهد اليوم الأحد عدة فعاليات بدأت بورشة عمل بعنوان «فن وحرفة برمجة الأفلام»، من تقديم بثينة كاظم. استكشفت هذه الورشة تنظيم الأفلام كوظيفة ومسيرة مهنية وعمل إبداعي. كما أدار «كونج ريثي» مجموعة عروض تقديمية بعنوان «استذكار المستقبل»، تحدث فيها عن أرشيفات الأفلام. وأدار د. مبارك الخالدي مجموعة أخرى بعنوان «مستقبل رواية القصص»، تناولت الطرق التي يتلاعب بها صانعو الأفلام بهذه الافتراضات الخطية من خلال التجريب بالشكل والمحتوى وتجارب المشاهدة المختلفة.

وتحدث الناقد أبو بكر سانوجو في جلسة تحمل اسم «الأخوين لوميير في إفريقيا وثقافة السينما»، وأدارها كارمن فيكتور. كما شهدت الفعاليات جلسة تحليل نقدي لفيلم «الطيور»، بمشاركة رانيا حداد، وفراس الماضي. وأدار أيضًا الناقد أحمد العياد ندوة بعنوان "المُصور الفوتوغرافي السعودي صالح العزّاز: دليل السينما السعودية ومُلهِمها". كما قدم الناقد ربيع الخوري، ورشة تدريبية بعنوان «كيف يُنتج بودكاست الأفلام؟». بينما شارك د. البازعي في ندوة تحمل اسم «تجاوز الوهم بين الرواية والسينما: قراءة الاختلاف الثقافي»، وتقديم حلقة حوارية أخرى تحمل اسم «رؤى افتراضية»، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الأفلام الصامتة بعنوان «أفلام السفر: مشاهد من غرب آسيا وشمال إفريقيا». وتستمر أعمال «المعرض الفني» حتى يوم الثلاثاء المقبل الموافق 14 نوفمبر الجاري، في قصر الثقافة. ويتم خلاله تقديم مجموعة من الأفلام والأعمال الفنية وهي: كتاب الصورة، وحلم الهروب، ونوخذاوين طبعوا مركب، والمصادم.

 

الرياض السعودية في

15.11.2023

 
 
 
 
 

مؤتمر النقد السينمائي يروي قصص "ما وراء الإطار"

جهاد أبو هاشم من الرياض

للمرة الأولى، مؤتمر للنقد السينمائي في المملكة تحت شعار "ما وراء الإطار"، يصحب زائره في عالم فضفاض، لا يكتفي بما يظهر على الشاشة، وإنما يغوص في دهاليز المعنى والفكرة والدلالة.
وكان المؤتمر قد انبثقت منه ملتقيات سينمائية، عقدت في جدة والظهران وأبها وتبوك وبريدة، استبقت المؤتمر الكبير في الرياض، الذي اختتم فعالياته الثلاثاء، بحضور نقاد وسينمائيين وإعلاميين، حتى الزوار صغارا وكبارا.

تطوير حقل النقد السينمائي

طوال أكثر من أسبوع، عاشت الرياض حراكا سينمائيا كبيرا، بمشاركة كوكبة من المخرجين والنقاد السينمائيين المحليين والدوليين، شاركوا في جلسات حوارية وورش عمل متعددة، صاحبها أيضا عروض للأفلام، ومعرض فني عالمي.

ووفقا للقائمين على المؤتمر، فإنه يسعى إلى دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في تعزيز مكانة المملكة الفكرية على الصعيد العالمي، وتمكين مجتمع النقاد السينمائيين الناشئ من عرض نشاطهم الفكري وتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل مع خبرات عالمية، إلى جانب ترسيخ مفهوم النقد/ التحليل السينمائي بشكل خاص، والفني والثقافي والفكري بشكل عام، ما يسهم في تقبل الجمهور المتخصص والعام لهذه الممارسات المهمة في فضاء الأفلام الوطني، وإيجاد منصة سنوية فعالة لإثراء حقل النقد السينمائي وتنميته بشكل واسع ومستدام مع جعله نقطة تواصل سلسة بين المتخصصين السعوديين والدوليين.

فيما يكشف المهندس عبدالله آل عياف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عن فلسفة شعار المؤتمر "ما وراء الإطار"، مبينا أن هناك قصصا وجمالا قد لا يرويه الإطار، توجد خارجه، من خلال قصص غير مباشرة، وأثر الفيلم عن طريق النقد السينمائي والنقاشات والحوارات التي تعقبه "نريد أن نقول إن السينما أكثر مما تشاهده على الشاشة، هناك شيء أعمق، وملتقيات النقد ومؤتمر اليوم هي المنصة المثلى لمناقشة ذلك".

ولفت في تصريح صحافي إلى أنه منذ تأسيس الهيئة، وخلال أعوام قليلة، انتقلت المملكة من بلد لا توجد فيه صناعة سينمائية، إلى السوق الكبرى في المنطقة والأكثر تأثيرا، تساندها برامج تدريبية قدمتها الهيئة لأكثر من ألف صانع أفلام مستقبلي، وتسهيل للبيئة التنظيمية، ستتلوها خطوات أخرى بعد نقل الاختصاص من هيئة تنظيم الإعلام.

ندرة النقاد المتخصصين

مخاوف النقاد وتحديات عملية النقد السينمائي لاحت في الأفق، نوقشت في جلسات المؤتمر وورشه، التي تسعى في مجملها إلى إخراج جيل ناقد، قادر على تمييز الغث من السمين، وإحداث الفارق في عالم النقد السينمائي المبني على لغة محايدة بناءة، يساندها بنية تحتية سينمائية متطورة وداعمة.
ندرة المتخصصين ومستقبل النقد السينمائي أبرز التحديات التي طرحها الخبراء، إلا أن يسري نصر الله المخرج والناقد السينمائي أكد خلال حديثه في المؤتمر أن هناك مستقبلا مشرقا ينتظر السينما السعودية، لأسباب ذكر منها أن كثيرا من الحكايات والقصص لم تسمع وتروى من قبل، إضافة إلى أن هناك مواهب تتحين اللحظة لترويها، وكتابها معاصرون موجودون بيننا، في مجتمع شديد التعقيد والحيوية، وإذا ما أخذت كصناعة وفن جاد ستغدو صناعة ناجحة، مضيفا أن السعوديين اليوم يقدمون أنفسهم للعالم من خلال الفن.

الأفلام التافهة ليست من التقاليد الأكاديمية

في تصميم أخاذ وثري معرفيا، قدمت أروقة المؤتمر عبارات لأشهر نقاد العالم، إحداها وأشهرها ما كتبته الناقدة السينمائية الأمريكية البارزة بولين كايل، التي توفيت عام 2001، وقالت في إحدى مقالاتها "الأفلام التافهة ليست من التقاليد الأكاديمية، وهذا جزء من متعتها، أنت تعلم (أو في الواقع ينبغي لك أن تعلم) أنه ليس عليك أخذها على محمل الجد، فهي لم تكن تهدف لشيء أكثر مما هي عليه من عبث وتفاهة وتسلية، من منا لم يبدأ بصدق مشاهدة فيلم أجنبي رفيع المستوى قبل أن ينغمس بسهولة في فيلم تافه أمريكي؟ نحن أناس متعلمون وذوو ذوق، لكننا أيضا أشخاص عاديون ولنا مشاعر مشتركة، ومشاعرنا المشتركة ليست كلها سيئة، ربما رغبت في الشعور ببعض الانتعاش من ذلك الفيلم التافه، شعور كنت على يقين أنك لن تلقاه في فيلم فني محترم".

معرض فني تفاعلي

7 أعمال سينمائية تفاعلية، وجدت في المعرض الفني بمؤتمر النقد السينمائي، منها عمل (كوبو يجول المدينة) للفنانة والمخرجة هايون كوون، ويستخدم تقنية الواقع الافتراضي ومدته 15 دقيقة، ويتتبع خطوات الكاتب الكوري كوبو الذي جال شوارع سيؤول تحت الاحتلال الياباني، ويعرض بتقنية الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد مع الصوت.

فيما يبحث عمل (صوت الساحرة) في ظهور واختفاء أساطير حوريات وجنيات البحر كوسيلة لاستكشاف الأجسام الهجينة، في ضوء التقنيات والتطورت البشرية الجديدة، ويتضمن تركيب فيديو وأداء سمعي بصري يستكشف الأدوات الرقمية وتصوير الجسم، ومعالجة البيانات الرقمية كمنحوتة فنية، وتظهر شخصية "جنية البحر تتحدث" كانعكاس لشخصية "أوفيليا"، من مسرحيات شكسبير، ويعود العمل للفنانة السيرلانكية البيروفية هارشيلي جيه كاروناراتني، المتخصصة في الفن الرقمي.

وفي عمل فني مدته 49 دقيقة، يسمى "المصادم"، للمخرجتين مي عبدالله وإيمي روز، يسرد باستخدام جهاز واقع افتراضي لشخصين مهمة الآلة في تحديد القوة غير المرئية بين الناس، التي تجمعهم معا بالطريقة ذاتها التي تلقي بها الذرات معا في مصادم الهادرونات الكبير، ليكون المصادم آلة تصادم الناس، حيث تفترض تولد جسيمات غير مرئية بين البشر عند تقاربهم، وتدعو المخرجتان الزوار لتذكر لحظة وجود فيها مع شخص آخر أثر فيه بشدة، ولحظة هزت صميمه، أو أغاظته عبارة بسيطة فأصيب بشلل عاطفي، فيسجلها لهما على بطاقة صغيرة.

ويزدان المعرض بفيديو (راقصة التوصيل)، لإيونج كيم، ومدته 25 دقيقة، ويدور حول عاملة توصيل تعمل في منصة تدعى راقصة توصيل، في نسخة خيالية من مدينة سيؤول، أشبه بمتاهة من الطرق المتجددة، تخضع لسيطرة خوارزمية، ويستخدم الفيلم عملية المونتاج لتسهيل الوقت وتعطيل العلاقة السببية، بحيث تتضاعف المسارات وتموت الشخصيات، وتعاود الظهور فيعاد بناء العالم وكتابته بشكل مختلف.

المنتج والمخرج محمد حماد كان له عمل بعنوان (لا نهاية منذ 83)، يوثق رحلة مخرجه من المملكة قبل رؤية السعودية 2030، وعودته بعد التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها، وحيث الرقم 83 إلى عام ميلاد الفنان في عصر ما قبل الإنترنت، في حين تعرض الفنانة وصانعة الأفلام هيا الغانم عملها (نوخذين طبعوا مركب)، ويعرض للمرة الأولى في العالم، ويستخدم هذا المثل الشهير الذي عنى أن القبطان إذا حاول أن يتحكم بالسفينة فستتعرض للخراب، ويستخدم الفيلم لقطات أرشيفية رقمية قديمة، ولقطات حديثة تقدم سياقا عاطفيا للروايات التاريخية.

وعن (حلم الهروب)، تشارك المخرجة لايا كابريرا والفنانة إيزابيل دوفيرجر بعمل انغماسي سينمائي تفاعلي مدته 12 دقيقة، يستكشف حالة النوم التي نعي فيها أننا نحلم ونمتلك القدرة على التحكم في الحلم والسيطرة على أفكارنا ورغباتنا من خلال تجربة الواقع: هل نحن مستيقظون؟

الناقد الصغير

شهد مؤتمر النقد السينمائي عرض باقة من الأفلام العالمية المميزة، منها فيلم (باربي) الحديث والشهير، وفيلم (صبيان وبنات) المصري من بطولة باسم سمرة وإخراج يسري نصر الله، وأفلام سعودية مثل (مدينة الملاهي) لوائل أبو منصور، و(من يحرقن الليل) لسارة مسفر، وأفلام قصيرة، وأفلام طويلة عالمية على غرار فيلم (EO) من إخراج وتأليف الفنان البولندي جيرزي سكوليموفسكي، بطله الحمار الرمادي إيو ذو العينين الحزينتين، ويصور العالم بعيون حمار يبحث عن الحرية.

وما يثير الاهتمام الفضول، برنامج للطفل والعائلة، الذي صاحب المؤتمر، مستهدفا الصغار من محبي الأفلام، ليعرفهم بأسس السينما والنقد السينمائي عبر ورش عمل وعروض أفلام مصممة للأطفال، توسع آفاقهم وتعزز قدرتهم على التفكير الناقد ومهارات الحوار.

في مؤتمر النقد، حضرت كذلك الترجمة بالإشارة في جلساته الحوارية، حيث شاركت جمعية مترجمي لغة الإشارة، بحضور عدد من السينمائيين ومحبي الأفلام من فئة الصم، إذ تشهد الفعاليات الموجهة للصم اهتماما ملحوظا من وزارة الثقافة وهيئاتها خلال الآونة الأخيرة، ولا سيما ندوات معارض الكتاب التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة، لتشرك هذه الفئة في الفعاليات الثقافية، استثمارا لقدراتهم، وتطويرا لمعارفهم ومهاراتهم، والارتقاء بجودة الحياة.

 

الإقتصادية السعودية في

15.11.2023

 
 
 
 
 

ناقدة كويتية: واثقون بأن المملكة مقبلة على نهضة سينمائية كبيرة

الجمهور يثق بالناقد عندما يتأكد بأنه يتناول عناصر العمل الفني السبعة بكل موضوعية - اليوم

اليوم-الرياض

وصفت الناقدة الكويتية ليلى أحمد "مؤتمر النقد السينمائي" الذي نظمته هيئة الأفلام خلال الفترة من 7 إلى 14 نوفمبر في الرياض، بالمحفز لصناع الأفلام للاهتمام بالمجال النقدي لما له من أهمية كبيرة في تحليل وتشريح عناصر الأعمال الفنية بشكل عام، والسينمائية على وجه الخصوص.

وقالت: "واثقون بأن المملكة مقبلة على نهضة سينمائية كبيرة من خلال ما تقوم به من تركيز كبير على كافة مجالات صناعة الفيلم، عبر مهرجاناتها، وملتقياتها، ومؤتمراتها، التي تزخر بالمحتوى المتخصص، وترسم خارطة طريق لكل الموهوبين والمبدعين في مجال السينما، وستتوج في القريب العاجل بعد أن تأخذ المعاهد المتخصصة والأكاديميات وضعها الطبيعي في المسار التعليمي بالمملكة".

غياب ثقافة تقبل النقد

وذكرت أن العلاقة بين الناقد والفنان قد تشوبها بعض حالات التوتر، وذلك لقصور في تفكير بعض الفنانين الذين يعتقدون بأن القراءة النقدية هي هجوم شخصي، رغم أن الإبداع أشبه ما يكون بالطائر الذي يملك جناحين أحدهما الفن والآخر النقد، وهذا ما يجعله يستحيل أن يطير بجناح واحد.

وأضافت: "من تجربتي في مجال النقد، وجدت أن رواد الفن لديهم احترام كبير لدور الناقد حتى وإن لم يقتنعوا بقراءته النقدية، فيما تغيب ثقافة تقبل النقد من نسبة كبيرة من فناني الجيل الحديث، لدرجة قيامهم برفع قضايا ضد النُقاد مدعين فيها بأن هناك إساءة شخصية لهم، رغم أن القراءات النقدية تتناول الأعمال بشكل فني بحت، بعيداً عن الأشخاص".

وعللت ذلك بأسباب عديدة منها عدم تشكل النقد كحركة وتيار فني في العديد من دول العالم العربي، وغياب مراكز الدراسات والبحوث، وندرة الأنشطة المتخصصة في احتضان الفعاليات النقدية الجادة.

مواصلة تقديم القراءات النقدية

وحثت الناقدة ليلى أحمد المهتمين في مجال النقد، بمواصلة تقديمهم للقراءات النقدية، مشيرة إلى أن الجمهور يثق بالناقد عندما يتأكد بأنه يتناول عناصر العمل الفني السبعة بكل موضوعية، بعيداً عن المجاملات المبالغ فيها، أو النقد الذي يراد فيه مهاجمة الأشخاص من خلال أعمالهم الفنية".

يذكر أن هيئة الأفلام تسعى من خلال "مؤتمر النقد السينمائي" الذي أقيم بشراكة إعلامية مع موقع "سولييود" إلى دفع قطاع الأفلام بالمملكة، حيث ناقش المؤتمر عناوين مختلفة عن دور النقد السينمائي في بيئات الوسائط الإعلامية، عبر جلسات حوارية وعروض تقديمية وورش تدريبية.

 

اليوم السعودية في

16.11.2023

 
 
 
 
 

شفيق طبارة: "مؤتمر النقد السينمائي" كسر غياب الناقد عن مهرجانات الأفلام العربية

مكة المكرمة

أكد الناقد السينمائي اللبناني شفيق طبارة على أن العلوم المكتسبة من خلال الدراسة الأكاديمية المتخصصة في مجال نظريات النقد، وتراكم الخبرات الناجمة عن حجم المشاهدات الفنية للأفلام، والتجارب الاجتماعية والثقافية تعد من أهم مقومات الناقد السينمائي، مشيداً بالمساحة التي أتاحها "مؤتمر النقد السينمائي" للعاملين في القطاع لتطوير مستوى العمل من خلال جمعها للمتلقي والناقد وصانع الفيلم.

وقال: "جرت العادة في مهرجانات الأفلام العربية، أن تجمع المتلقين وصناع الأفلام، فيما يغيب الناقد بنسبة كبيرة عنها، وهو ما يحسب للمؤتمر الذي قدم جلسات ثرية، بمشاركة نخبة من ألمع الأسماء على المستوى العربي والعالمي"

وأضاف: "هناك سؤال يراود صناع الأفلام والمشاهدين، من هو الناقد، ولماذا يكتنف الغموض شخصيته، وكيف يستطيع أن يلم بكل تفاصيل الأعمال السينمائية، لذلك من المهم تكثيف اللقاءات والمؤتمرات التي تجمع السينمائيين بالنقاد، لتوفير مساحة نقاش تساهم في رفع مستوى العمل الفني".

وأكد طبارة على أن كل مشاهد يعتبر ناقداً، من خلال تساؤلاته الخاصة بعد كل عمل يشاهده، من حيث القصة، والأداء، والإخراج، فيما يتميز الناقد الأكاديميبنظرته المختلفة عن المتلقي، بسبب تراكم الخبرات لديه، وهي ما تساعده في تقديم قراءة فنية مفيدة للمخرج الذي تكون عادة نظرته للعمل مقتصرة على تفاصيل دقيقة من داخل الفيلم، فيما رؤية الناقد تكون شمولية وتأتي من خارج العمل.

يذكر أن هيئة الأفلام تسعى من خلال إطلاقها لـ "مؤتمر النقد السينمائي" الذي أقيم بشراكة إعلامية مع موقع "سولييود" لدفع قطاع الأفلام بالمملكة، من خلال مناقشة عناوين مختلفة تركز على الدور الحيوي الذي يؤديه النقد السينمائي في بيئات الوسائط الإعلامية، عبر جلسات حوارية وعروض تقديمية وورش تدريبية وبرامج متنوعة.

 

مكة المكرمة السعودية في

16.11.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004