ملفات خاصة

 
 
 

درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض:

لا سينما دون نقاد

الرياض-عصام زكريا*

مؤتمر النقد السينمائي

الدورة الأولى

   
 
 
 
 
 
 

النقد هو الضلع الرابع من أي صناعة سينمائية قوية ومستدامة، بعد الإنتاج والتوزيع ودور العرض، لا يمكن تصور المكانة التي وصلت إليها هوليوود دون وجود المجلات الفنية المتخصصة، والمساحات المخصصة للكتابة عن الأفلام ونجومها في معظم الصحف، والأمر نفسه ينطبق على السينما الهندية والمصرية والفرنسية والبريطانية، وكل مكان ظهرت وازدهرت فيه صناعة سينما حقيقية.

مع ذلك، للأسف، يستخف الكثيرون بدور النقد، خاصة في عصر الـ"سوشيال ميديا"، حيث أصبح كل شخص "ناقد نفسه"، وهذا الاستخفاف ناتج عن أسباب كثيرة منها النظرة الشائعة لدى الجمهور وأهل الصناعة وكثير من النقاد أنفسهم، بأن النقد تنظير وتقعير وتقييم من شخص يتولى سلطة لم يكلفه بها أحد، ولا يحتاج إليها أحد.

وهذه النظرة التي ترى أن الناقد صاحب سلطة يقابلها من الناحية الثانية تصور لا يقل شيوعا وخطورة، هو أن على الناقد أن يكون "خادماً" للصناعة وللجمهور، يعمل كمروج وموظف علاقات عامة لدى الفنانين، أو كدليل سياحي ومستشار أفلام لدى الجمهور، ينصحهم بأفضل، ويحذرهم من أسوأ، الأفلام الموجودة بالسوق.

هذه الأفكار، وغيرها الكثير، كانت محور مؤتمر النقد السينمائي الأول الذي عقد في الرياض خلال الفترة من 7 إلى 14 نوفمبر الجاري، وضم عدداً من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تتعلق بهذه القضية الساخنة.

نسمع دوماً عن عقد المهرجانات والأسابيع والمؤتمرات "السينمائية" التي تهتم بالأفلام وصناعها وقضايا وهموم المنتجين والموزعين، وغالباً ما يدعى إليها النقاد ليديروا ندوة هنا أو هناك، أو ليقوموا بالتغطية الصحفية للفعالية، ولكن نادراً ما تهتم هذه الفعاليات بالنقد نفسه، باعتباره شيئاً يحتاج إلى التعرض للضوء والمناقشة، بل والتقييم أيضاً، ومن ثم فإن مجرد عقد مؤتمر عن النقد السينمائي هو بحد ذاته فكرة جريئة، وتنم على مدى وعي القائمين على هيئة الأفلام في المملكة، الذين يدركون أهمية النقد في دعم وتطوير صناعة السينما الناشئة

تتويج لرحلة الملتقيات

ما يؤكد هذا الوعي هو أن المؤتمر ليس مجرد فعالية منفردة عابرة، ولكنه تتويج لعدد من الملتقيات النقدية التي أقيمت على مدار 2023 في عدة مدن سعودية هي جدة (خلال مهرجان البحر الأحمر)، والظهران (خلال مهرجان أفلام السعودية)، وأبها، وتبوك، وبريدة، ليحط رحال هذه الملتقيات أخيراً في العاصمة الرياض، مصحوباً بعروض أفلام ومعارض فنية (بصرية) وبعض العروض المبتكرة الأخرى.

تحتاج صناعة السينما الصاعدة بقوة في المملكة إلى حركة نقدية وتثقيفية مصاحبة، وقد عملت هذه الملتقيات ثم المؤتمر على جمع كثير من النقاد والمنشطين ثقافياً من أجيال مختلفة داخل سياق وحركة منتظمة، ومن خلال دعوة عدد كبير من النقاد وصناع الأفلام العرب والأجانب للحديث عن خبراتهم وتجاربهم

حمل كل واحد من هذه الملتقيات والمؤتمر عنواناً مختلفاً يفترض منه أن يغطي جانباً من جوانب صناعة الأفلام والكتابة عنها، الروحانيات، أو التأثير الروحي للأفلام كانت عنوان الملتقى الأول، ثم السينما الوطنية، أي الخصوصية الإقليمية لبعض السينمات العالمية، ثم المشهدية والفضاء الطبيعي في الأفلام، ثم التقنية وتجربة مشاهدة الفيلم، والهجرة والسفر والانتقال في الفيلم، وصولاً إلى عنوان المؤتمر الختامي الذي حمل عنوان "ما وراء الإطار".

برامج بلا حدود

على مدار أيامه الثمانية تنوعت فعاليات المؤتمر تحت البرامج التالية:

بصحبة النقاد، وهو برنامج يتكون من عرض فيلم (أو أكثر) لأحد المبدعين، ثم إجراء حوار مفتوح بين صانعه وأحد النقاد والجمهور، وضمن هذا البرنامج عرضت أفلام "صبيان وبنات" ليسري نصر الله، "ميكروفون" لأحمد عبد الله، وبعض الأفلام القصيرة للبرازيلي كليبر ميندونسا.

برنامج "ماستر كلاس" الذي ضم محاضرتين لكل من الناقدين المغربي حمادي كيروم، والهندية شبرا جوبتا، وبرنامج "حديث الفنان" الذي ضم بعض لقاءات مع فنانين وأحد أساتذة السينما.

برنامج "بعيداً عن النقد"، وضم محاضرات ولقاءات حول موضوعات بعيدة قليلاً عن النقد السينمائي المباشر، ولكنها مكملة له مثل الحديث عن الرواية والسينما وقضايا البيئة في الأفلام، وتاريخ الرؤية العربية الإسلامية.

برنامج "عروض تقديمية"، الذي ضم حوارات مع الجمهور حول موضوعات متفرقة من هنا وهناك.

برنامج "ركن النقاد"، وكان من أكثر البرامج شعبية وقدرة على الاستساغة من قبل الجمهور، والذي يتكون من عرض فيلم أو مقاطع من فيلم ثم قيام ناقدين بتحليل ونقد الفيلم، وقد شهد هذا البرنامج عرض أفلام مثل Barbie لجريتا جيرويج وThe Birds لألفريد هيتشكوك و EO لجيرزي سكوليموفسكي.

برنامج عروض أفلام الذي ركز على بعض الأفلام السعودية الحديثة مثل "مدينة الملاهي" لوائل أبو منصور، و"من يحرقن الليل" لسارة مسفر، وعدد من الأفلام الوثائقية والقصيرة، كما ضم أيضاً عروض لأفلام عربية وأجنبية مختلفة مثل "ميكروفون" لأحمد عبد الله، و"تيتينا" لكايسا نايس.. وغيرها.

برنامج آخر تحت عنوان "أفلام السفر: مشاهد من غرب آسيا وشمال إفريقيا" يضم عرض بعض الشرائط القديمة التي صورت في هذه المناطق، يصحبها عرض موسيقي ارتجالي. وبرنامج عروض الفيديو آرت والتركيب والواقع الافتراضي، التي تتراوح من أعمال فنانين شباب غير سينمائيين وحتى فيلم The Image Book لجان لوك جودار، بجانب عدد من الورش التدريبية والعروض المخصصة للأطفال.

عمر السينما.. في كبسولة!

برنامج ضخم وطموح، ربما أكبر من اللازم، من الصعب أن تغطية أيام المؤتمر المعدودة، وحين نضيف إليه عناوين وبرامج الملتقيات السابقة، ندرك أن القائمين على تنظيم هذه الفكرة كأنما أرادوا أن يختصروا تاريخ السينما والنقد السينمائي في كبسولة، أو عدة كبسولات صغيرة.

من الواضح أيضاً أن هناك عدة رؤوس تفكر وتعد البرامج، ولذلك هناك تنوع جميل، ولكن ربما بعض الانفصال والتنافر أحياناً بين أنواع ومضمون البرامج، وكذلك تراوح بين مستويات الخطاب المقدم من خلالها، فبعضها يخاطب الهواة والمبتدئين، بينما يصعب استساغة وفهم بعضها الآخر حتى من قبل المتخصصين.

مؤتمر النقد، وملتقياته السابقة، هو بمثابة بوتقة كبيرة ضمت أنواعاً وأشكالاً وأفكاراً من ماضي وحاضر السينما العالمية، ومن المؤكد أن هذه البوتقة ستصهر كل هذه الأشياء داخل سياق، وتصور أكثر تماسكاً وتوافقاً.

المهم أن تستمر هذه الفكرة غير المسبوقة والرائعة، وأن تتجلى في مؤتمرات وملتقيات أخرى خلال الأعوام المقبلة، فالنقد كما ذكرنا هو الضلع الرابع للسينما، والثقافة السينمائية والقدرة على التذوق الفني لا غنى عنهما لأي مجتمع يستهلك الفنون.

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

14.11.2023

 
 
 
 
 

سامى السلامونى يشرق فى الرياض

طارق الشناوي

لم يكتف مؤتمر النقد السينمائى بالرياض، الذى تقيمه هيئة الأفلام فى المملكة العربية السعودية، بأن يضع على طاولة النقاش الكثير من القضايا السينمائية، وسط حضور مميز من كل أنحاء الوطن العربى، وكالعادة كانت دائرة النقاد المصريين هى الأكثر اتساعًا.

لم ينته الأمر عند حدود تلك المناقشات والدراسات، توقفت وتأملت فى مدخل الدار التى تحتضن الفعاليات صورًا لعدد من النقاد، ورأيت إطلالة الناقد الكبير والأهم، وأيضًا الذى لم ينل ما يستحق من حفاوة لا فى حياته ولا بعد رحيله سامى السلامونى، غادرنا قبل نحو 32 عامًا، ومن أشهر تلاميذه الناقدة والكاتبة الصحفية والدرامية ماجدة خير الله، بينهما مزيج من الصداقة والشقاوة والمشاغبة، أحيانًا تجد بعضها فى عدد من المقالات الصحفية، ظلت ماجدة بين كل من عرفوا السلامونى، وحتى الآن، هى الأخلص والأبقى، بل والأجدع.

سامى حالة خاصة فى تأسيس العلاقة بين الناقد السينمائى و(الميديا). فهو لم ينس أبدًا أنه صحفى، أى أنه يكتب المقال طبقًا لقانون الصحافة، ولا يطوع الصحافة على مقاس ومعايير المقال النقدى.

قطعًا خيط رفيع يدركه أصحاب المهنة، ولكنهم فى العادة يتجاهلونه، انطلق سامى منذ الستينيات وسبقه ولاحقه عشرات، إلا أنه كان من وجهة نظرى الأكثر حضورًا، سواء بالمقال أو فى (الميديا)، حيث قدم أكثر من برنامج إذاعى وتليفزيونى، أشك فى أننا احتفظنا بهم فى الأرشيف.

عندما تحلل مقال السلامونى تدرك أنه ينافس كبار كتاب الأعمدة والمقالات فى الصحافة المصرية، سبقه قطعًا عدد آخر من الكتاب فى المجالات المتخصصة الأخرى، أشهرهم فى دائرة كرة القدم الكاتب الكبير الناقد الرياضى نجيب المستكاوى، لأنه لم يقيد قلمه فقط داخل (المستطيل الأخضر)، وهو ما أورثه لابنه الأستاذ الكاتب الصحفى الكبير المحلل الرياضى حسن المستكاوى.

عدد محدود هم الذين يتمردون على تلك المساحات المقيدة للإبداع، بحجة أنهم يعتبروها خيانة لا تغتفر لمهنة الناقد السينمائى.

كيف تجذب القارئ لملعبك وهو ليس بالضرورة لديه شغف بالأفلام، حتى لو كان شغوفًا، فهو غالبًا لم ير الفيلم، وربما على المستوى الشخصى مشغول باقتراب أولاده من موعد دخول المدارس، ولديه هم أكبر فى الحصول على قرض لتسديد المصاريف.

الكاتب الكبير سامى السلامونى ينجح فى الحصول على خيط سحرى، بين هم هذا المواطن، والشريط السينمائى.

يلتقط الفكرة ويبنى عليها المقال، وتتسع دائرة قراء سامى السلامونى، الرجل درس الصحافة أكاديميًا وأيضًا السينما أكاديميًا، ثم قرر أن يتحرر من تلك الأطر الأكاديمية الصارمة ليجعل المقال فى متناول رجل الشارع البسيط.

لا يعنى ذلك أن أسلوب سامى السلامونى هو الأصح والأجمل، والذى من المفروض أن يحذو حذوه الآخرون، لا أعنى أبدًا ذلك، فقط كما أراه أسلوبًا به روح الكاتب ويحمل بصمته، كحالة متفردة.

تحليل أسلوب النقاد الكبار، فى كتابة المقال، فكرة جديرة بالدراسة، فى مؤتمر النقد القادم، والأمثلة عديدة من الأساتذة سامى السلامونى وسمير فريد ورؤوف توفيق وسمير نصرى،، ومن سوريا رفيق الصبان ومن الأردن متعهم الله بالصحة والعافية عدنان مدانات ومن لبنان إبراهيم العريس ومحمد رضا وخميس خياطى من تونس. وغيرهم من الأساتذة والزملاء المميزين، سواء من غادرونا أو من لا يزالوا يملأون حياتنا إبداعًا مثل (كمال رمزي من مصر وحسن حداد من مملكة البحرين).

اقتراح إلى الصديقين العزيزين عبدالله العياف ومحمد الظاهرى للمناقشة، لأننا فعلًا لم نسدد لهم الدين!!.

 

المصري اليوم في

13.11.2023

 
 
 
 
 

ميكروفون صبيان في مؤتمر النقد

تركي صالح

أتحدث كشخص مهتم بالشأن الثقافي ويتعامل مع السينما كمادة ثقافية من حيث الأسباب والغايات. وبما أن العمل الإبداعي يبدأ كفكرة، فإن الدخول إلى عقل المبدع «هنا المخرج» يأتي عن طريقين: التعاطي مع العمل قراءة والكشف، والثاني هو الطريق الذي قدمه مؤتمر النقد السينمائي والذي عقد بعنوان «ما وراء الإطار» عبر الحوار مع مخرجي الأعمال.

بعد افتتاح المؤتمر شاهد الحضور فيلم «صبيان وبنات» للمخرج الكبير يسري نصر الله. وبعد نهاية الفيلم بدأت جلسة حوارية مع مخرج العمل، الذي تحدث فيها عن صناعة الفيلم من ناحية الدافع في العمل، الذي وضح فيه أن دافعه الأول للعمل على إنتاج الفيلم هو الرد على من يدعي أن الحجاب المنتشر في مصر هو انتصار للجماعات الدينية، بينما هناك أسباب كثيرة لارتداء الحجاب تحكيها الشخصيات. ثم تحدث عن فنيات العمل وصعوبات مراحله.

في اليوم التالي كان من ضمن الفعاليات عرض للفيلم المستقل «ميكروفون» للمخرج المصري أحمد عبدالله. بعده عقدت جلسة حوارية مع المخرج، الذي تحدث عن فيلمه وسمع أسئلة واستفسارات الحضور ورد عليها، وكان ضمن الأسئلة سؤال كاتب هذه السطور، عن الدافع لصناعة الفيلم، هل هو أيديولوجي؟ هل اختفاء الإسكندرية في فيلم أحمد عبدالله مقصود؟ بمعنى أن تغييب الوجه المحافظ للمدينة جاء ليرسخ الغياب المأمول والتبشير بأسلوب حياة شبابي يحل محله. كان الجواب يتجه للتركيز على الفرق وظروفها مع عدم استبعاد أي تحليلات ممكنة.

تفرق حضور المؤتمر بين صالات وقاعات وفضاءات متعددة ومتنوعة المشارب، كان فيها الدرس والتمرين والتحليل والنقاش والتثاقف، والتثاقف كعملية ثقافية حيوية هو ما فهمته كغاية يصبو إليها المؤتمر، فنحن نتجه في ممارساتنا الثقافية إلى حالة ثقافية تشاركية نبتعد فيها نسبيًا عن التلقين والأستاذية، حيث يمكن سبر «ما وراء الإطار».

لقد كانت فاعلية المؤتمر وحيوية نشاطاته ظاهرة من الساعات الأولى ومتواصلة في أثناء الفعالية، حيث توزع الحضور بين الصالات وفضاءات العرض وركن الأطفال «الناقد الصغير» الذي يعتبر بحق لفتة جميلة ومهمة لزرع بذور الإبداع وفتح آفاق التجريب لدى كل الفئات.

أسبوع من الزمن كان قصيرًا قياسًا بالشغف السينمائي والفعاليات المتلاحقة، حتى إن العديد من المشاركين كانوا يطمعون بساعات أطول ومناسبات أكثر. ورغب زوار المؤتمر أيضًا في امتداد زمن المؤتمر وزيادة عدد الأفلام واتساع الوقت للندوات في مسرح النقاد خاصة، حيث كان أغلبها يقتصر على ساعة تتوزع بين المقدم والضيف والجمهور.

شكرًا وزارة الثقافة، شكرًا هيئة الأفلام، والشكر موصول للشريك الإعلامي موقع «سوليوود» السينمائي، الذي كان حضوره لافتًا وتغطياته رائعة وشاملة.

 

موقع "سوليوود" في

13.11.2023

 
 
 
 
 

فيديو| مختصون: مؤتمر النقد يدعم صناعة السينما في المملكة

شهد بالحداد-الرياض

بأفلام صامتة يعلوها صوت الموسيقى الحية، اختتمت هيئة الأفلام مؤتمر النقد السينمائي الأول في الرياض، في المسرح الرئيسي بقصر الثقافة في حي السفارات، وشهد الحفل الختامي عرضًا لمجموعة من الأفلام الصامتة، وعرضًا موسيقيًا حيًا للفنان "دان فان دين هارك".

كما شهدت النسخة الأولى من المؤتمر مشاركة واسعة من خبراء محليين ودوليين، تناولوا موضوع "ما وراء الإطار" من خلال 30 محاضرة وورقة بحثية، و6 ورش تدريبية و9عروض فنية، و20 فيلمًا سينمائيًا.

تعزيز النمو السينمائي

"اليوم" التقت عددًا من النقاد الموجودين في المؤتمر والذين حضروا فعالياته وبرامجه، وتحدث القاص والناقد د.حسن النعمي قائلًا: النقد السينمائي اتجاه مهم جدًا في توجيه صناعة السينما وإنتاج النظرية النقدية التي تعزز النمو السينمائي، والسينما في المملكة لا تزال حديثة، وبحاجة لدعم من النقاد.

وأكد أن مثل هذا المؤتمر مهم جدًا لالتقاء الخبرات النقدية العربية والعالمية بالنقاد المحليين وتطوير أدواتهم بشكل كبير، وأضاف: "نحتاج إلى حركة موازية للصناعة السينمائية التي بدأت بشكل واسع وكبير، وبدأت تحقق استقطاب في وجهات النظر والمشاركات في المهرجانات، إضافة إلى أن النقد السينمائي مهم لتطوير وتعزيز هذه الصناعة السينمائية الوليدة في المملكة".

تكامل المنتج الإبداعي

وأوضح الناقد السينمائى د. محمد البشير أن تكامل أي منتج إبداعي لا بدّ أن يكون معه حركة نقدية، والحركة النقدية في العالم نشطة جدًا على مستوى الكتابات والتعليقات وتقييم الأفلام في المواقع المتخصصة، ولكن عربيًا لا يوجد ما يوازي المنتج.

وقال: "من الجميل أن تكون المملكة قائدة لهذا الحراك من خلال مؤتمر النقد السينمائي، وخصوصًا أنه لا يوجد مؤتمرات مماثلة في المناطق المجاورة".

مفاهيم وأساسيات النقد

تجدر الإشارة أن مؤتمر النقد السينمائي يأتي بعد 5 ملتقيات أقيمت عن المملكة، ليناقش الدور الحيوي الذي يؤديه النقد السينمائي في بيئات الوسائط الإعلامية التي تزداد تعقيدًا، عبر جلسات حوارية وعروض تقديمية وورش تدريبية وبرامج متنوعة، تعزز النقد وتحتفي بالنقاد السينمائيين، وتسعى إلى رفع الوعي عن مفاهيم وأساسيات النقد بين صناع الأفلام ومحبي السينما عمومًا.

 

اليوم السعودية في

13.11.2023

 
 
 
 
 

آراء لافتة للنقاد السعوديين حول صناعة السينما في المملكة خلال مؤتمر النقد السينمائي

سيدتي - عبير بو حمدان حرب

الكتاب والنقاد والمخرجون يتبادلون أطراف الحديث حول هذا المؤتمر وأهميته

نخبة من الكتاب والممثلين والمخرجين ومحبي السينما والمهتمين بتطوير أدواتها وطرق صناعتها كانوا في افتتاح النسخة الأولى من مؤتمر النقد السينمائي في الرياض، الذي تنظمه هيئة الأفلام السعودية بهدف دعم وتعزيز ثقافة النقد السينمائي والتحليل لدى الجمهور ولدى صناع الأفلام في المملكة العربية السعودية.

بناء صناعة متكاملة

الكاتب والسيناريست والناقد السينمائي السعودي عبد الله بن بخيت الذي كان حاضراً خلال افتتاح الحدث، تحدث لـ"سيدتي" عن الدلالات التي يحملها مؤتمر النقد السينمائي قائلاً: "في الواقع لا يزال عندي غموض حول هذا المصطلح؛ لأن النقد السينمائي يفترض وجود السينما أولاً، لكنني واثق تماماً أن الجهات المعنية الآن ومنها هيئة الأفلام تعمل على بناء بنية ثقافية متكاملة ما بين الناقد والممثل والمخرج والمنتج إلى آخره، إلى أن تكتمل صناعة السينما، وأعتقد أننا الآن في هذا التجمع لمناقشة النقد السينمائي، كيف يكون، وكيف شكله؛ فالهدف ككل، هو بناء صناعة متكاملة للسينما في المملكة العربية السعودية".

وعما إذا ما باتت السينما السعودية تملك مقومات للتوسع عالمياً اعتبر أنه "من الخطأ التحدث عما هو أوسع من بناء البنية التحتية، الآن المملكة تحتاج إلى بنية تحتية متكاملة، وهذا يعني أن يكون عندنا الكوادر والبيئة المناسبة والقادرون على الإنتاج والتشجيع من المؤسسات الحكومية أو الدولة والتمويل، وخلال 10 إلى 15 سنة عندئذٍ يمكن التحدث عن سينما سعودية لها شخصيتها المستقلة، أما الآن؛ فلا يمكن أن تتجه للعالمية إلا بعد أن تتم الأساسات ويكمل العظم كما يُقال".

وتحدث ابن بخيت عن عناصر نجاح الفيلم قائلاً: "أنا أرى أن أهم عنصر من عناصر الفيلم هو الممثل، ثم يليه المخرج، البعض يتشبثون بقول إن الكاتب هو الأهم، هذا غير صحيح، الكاتب واحد من الفريق، ودوره مهم بالتأكيد، لكن نجاح العمل يقوم على اثنين؛ الممثل والمخرج".

وأكد الناقد السعودي: "أنا متفائل جداً بالمستقبل؛ فمنذ عشر سنوات ما كنت أحلم بأن يصبح عندنا صالة سينما، فما بالكم أن نبدأ في صناعة السينما؟! وأصبحت صالة السينما من الماضي، يعني أصبحت موجودة وكأنها موجودة من 40 أو 50 سنة".

حضور نقدي شاب سعودي

الصحفي والناقد السينمائي أحمد العياد تحدث بدوره عن أهمية النقد السينمائي وتأثيره في تطور السينما في المملكة، وأشار قائلاً: "تحدث الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبد الله العياف عن النمو السريع منذ عودة السينما والأفلام السعودية، وأهمية صالات السينما السعودية، وكل هذا الوجود يجب أن يوازيه حضور نقدي شاب سعودي سواء من خلال المقالات أو من خلال المراجعات أو من خلال الطرق الحديثة في حين يخص طرق التواصل الحديثة في التعامل مع الفيلم السعودي؛ لذلك وجود هذا المؤتمر سواء من خلال عرض أفلام كلاسيكية، وأفلام عربية، وأفلام قديمة، ووجود نقاد، ووجود صحفيين، ووجود مخرجين، والنقاش، هذا النقاش هو ما يثري مثل هذه الملتقيات؛ لذلك فهو تجربة تستحق الثناء وتستحق الشكر، ونتمنى استمرارها خصوصاً أنها مقامة في الرياض التي تفتقر للعديد من المشاهد السينمائية؛ لذلك نحن بحاجة لمثل هذه الملتقيات والعديد من الملتقيات السينمائية في الرياض تحديداً وفي المملكة".

وأشار العياد إلى أن "هناك فارقاً ما بين الدراما السعودية وبين السينما السعودية، ومهم جداً وصول هذه الأفلام للجمهور السعودي؛ فحتى الآن أكثر من ستين فيلماً سعودياً منذ 2018، لكن ما نجح منها ووصل إلى الجمهور السعودي لا يتجاوز 10 إلى 15 فيلماً فقط!"، وأضاف: "برأيي المهمة الأساسية هي في الوصول للجمهور ومن ثَم نستطيع أن نصل إلى الاستدامة، وأن نصل لصناعة سينمائية حقيقة تُبنى عليها أفلام مهرجانات، تُبنى عليها أفلام فنية، تُبنى عليها أفلام نخبوية، لكن المهم الآن برأيي الوصول للجمهور من خلال أفلام جماهيرية ليست رخيصة، لكنها أفلام جماهيرية، ويكون فيها حد أدنى من النجاح النقدي".
وعن أهم عنصر في نجاح أي فيلم اعتبر العياد: "أن هناك عناصر مختلفة، لكن المهم الاستناد إلى قصة ممتازة، وأعتقد أن المجتمع السعودي مليء بالقصص التي تستحق أن تُروى وتُحكى، خصوصاً أن العديد من الناس يتطلعون لمعرفة هذا المجتمع، ومشاهدة قصص هذا المجتمع السعودي
".

عن الحدث

يُذكر أن من أهم أهداف مؤتمر النقد السينمائي الذي عُقد في الرياض في الفترة ما بين 7 و 14 من نوفمبر الجاري، والذي يعمل على أن يكون حدثاً سنوياً ضخماً، دعم جهود المنظومة الثقافية الوطنية في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية الفكرية على الصعيد العالمي، وتمكين مجتمع النقاد السينمائيين الناشئ من عرض نشاطهم الفكري، وتوفير فرص الاحتكاك والتفاعل مع خبرات عالمية، وخلق منصة سنوية فعالة لإثراء حقل النقد السينمائي، وتنميته بشكل واسع ومستدام، مع جعله نقطة تواصل سلسة بين المتخصصين السعوديين والدوليين.

وقد تضمن الحدث فعاليات متنوعة منها جلسات حوارية وورش عمل ومعرض فني، وعروض سينمائية وقسم للأطفال والعائلة، واستضاف نخبة من الخبراء المحليين والعالميين لنقل تجاربهم المثرية والتفاعل مع المجتمع المحلي عن قرب.

 

سيدتي نت في

13.11.2023

 
 
 
 
 

درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض: لا سينما دون نقاد #النجوم والمشاهير

كتب صحافة الجديد

صحافة 24 نت شاهد : درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض: لا سينما دون نقاد, متابعة بتجــرد النقد هو الضلع الرابع من أي صناعة سينمائية قوية ومستدامة بعد الإنتاج والتوزيع.

درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض لا سينما دون نقاد

متابعة بتجــرد: النقد هو الضلع الرابع من أي صناعة سينمائية قوية ومستدامة، بعد الإنتاج والتوزيع ودور العرض، لا يمكن تصور المكانة التي وصلت إليها هوليوود دون وجود المجلات الفنية المتخصصة، والمساحات المخصصة للكتابة عن الأفلام ونجومها في معظم الصحف، والأمر نفسه ينطبق على السينما الهندية والمصرية والفرنسية والبريطانية، وكل مكان ظهرت وازدهرت فيه صناعة سينما حقيقية.

مع ذلك، للأسف، يستخف الكثيرون بدور النقد، خاصة في عصر الـ”سوشيال ميديا”، حيث أصبح كل شخص “ناقد نفسه”، وهذا الاستخفاف ناتج عن أسباب كثيرة منها النظرة الشائعة لدى الجمهور وأهل الصناعة وكثير من النقاد أنفسهم، بأن النقد تنظير وتقعير وتقييم من شخص يتولى سلطة لم يكلفه بها أحد، ولا يحتاج إليها أحد.

وهذه النظرة التي ترى أن الناقد صاحب سلطة يقابلها من الناحية الثانية تصور لا يقل شيوعا وخطورة، هو أن على الناقد أن يكون “خادماً” للصناعة وللجمهور، يعمل كمروج وموظف علاقات عامة لدى الفنانين، أو كدليل سياحي ومستشار أفلام لدى الجمهور، ينصحهم بأفضل، ويحذرهم من أسوأ، الأفلام الموجودة بالسوق.

هذه الأفكار، وغيرها الكثير، كانت محور مؤتمر النقد السينمائي الأول الذي عقد في الرياض خلال الفترة من 7 إلى 14 نوفمبر الجاري، وضم عدداً من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تتعلق بهذه القضية الساخنة.

نسمع دوماً عن عقد المهرجانات والأسابيع والمؤتمرات “السينمائية” التي تهتم بالأفلام وصناعها وقضايا وهموم المنتجين والموزعين، وغالباً ما يدعى إليها النقاد ليديروا ندوة هنا أو هناك، أو ليقوموا بالتغطية الصحفية للفعالية، ولكن نادراً ما تهتم هذه الفعاليات بالنقد نفسه، باعتباره شيئاً يحتاج إلى التعرض للضوء والمناقشة، بل والتقييم أيضاً، ومن ثم فإن مجرد عقد مؤتمر عن النقد السينمائي هو بحد ذاته فكرة جريئة، وتنم على مدى وعي القائمين على هيئة الأفلام في المملكة، الذين يدركون أهمية النقد في دعم وتطوير صناعة السينما الناشئة

تتويج لرحلة الملتقيات

ما يؤكد هذا الوعي هو أن المؤتمر ليس مجرد فعالية منفردة عابرة، ولكنه تتويج لعدد من الملتقيات النقدية التي أقيمت على مدار 2023 في عدة مدن سعودية هي جدة (خلال مهرجان البحر الأحمر)، والظهران (خلال مهرجان أفلام السعودية)، وأبها، وتبوك، وبريدة، ليحط رحال هذه الملتقيات أخيراً في العاصمة الرياض، مصحوباً بعروض أفلام ومعارض فنية (بصرية) وبعض العروض المبتكرة الأخرى.

تحتاج صناعة السينما الصاعدة بقوة في المملكة إلى حركة نقدية وتثقيفية مصاحبة، وقد عملت هذه الملتقيات ثم المؤتمر على جمع كثير من النقاد والمنشطين ثقافياً من أجيال مختلفة داخل سياق وحركة منتظمة، ومن خلال دعوة عدد كبير من النقاد وصناع الأفلام العرب والأجانب للحديث عن خبراتهم وتجاربهم

حمل كل واحد من هذه الملتقيات والمؤتمر عنواناً مختلفاً يفترض منه أن يغطي جانباً من جوانب صناعة الأفلام والكتابة عنها، الروحانيات، أو التأثير الروحي للأفلام كانت عنوان الملتقى الأول، ثم السينما الوطنية، أي الخصوصية الإقليمية لبعض السينمات العالمية، ثم المشهدية والفضاء الطبيعي في الأفلام، ثم التقنية وتجربة مشاهدة الفيلم، والهجرة والسفر والانتقال في الفيلم، وصولاً إلى عنوان المؤتمر الختامي الذي حمل عنوان “ما وراء الإطار”.

برامج بلا حدود

على مدار أيامه الثمانية تنوعت فعاليات المؤتمر تحت البرامج التالية:

بصحبة النقاد، وهو برنامج يتكون من عرض فيلم (أو أكثر) لأحد المبدعين، ثم إجراء حوار مفتوح بين صانعه وأحد النقاد والجمهور، وضمن هذا البرنامج عرضت أفلام “صبيان وبنات” ليسري نصر الله، “ميكروفون” لأحمد عبد الله، وبعض الأفلام القصيرة للبرازيلي كليبر ميندونسا.

برنامج “ماستر كلاس” الذي ضم محاضرتين لكل من الناقدين المغربي حمادي كيروم، والهندية شبرا جوبتا، وبرنامج “حديث الفنان” الذي ضم بعض لقاءات مع فنانين وأحد أساتذة السينما.

برنامج “بعيداً عن النقد”، وضم محاضرات ولقاءات حول موضوعات بعيدة قليلاً عن النقد السينمائي المباشر، ولكنها مكملة له مثل الحديث عن الرواية والسينما وقضايا البيئة في الأفلام، وتاريخ الرؤية العربية الإسلامية.

برنامج “عروض تقديمية”، الذي ضم حوارات مع الجمهور حول موضوعات متفرقة من هنا وهناك.

برنامج “ركن النقاد”، وكان من أكثر البرامج شعبية وقدرة على الاستساغة من قبل الجمهور، والذي يتكون من عرض فيلم أو مقاطع من فيلم ثم قيام ناقدين بتحليل ونقد الفيلم، وقد شهد هذا البرنامج عرض أفلام مثل Barbie لجريتا جيرويج وThe Birds لألفريد هيتشكوك و EO لجيرزي سكوليموفسكي.

برنامج عروض أفلام الذي ركز على بعض الأفلام السعودية الحديثة مثل “مدينة الملاهي” لوائل أبو منصور، و”من يحرقن الليل” لسارة مسفر، وعدد من الأفلام الوثائقية والقصيرة، كما ضم أيضاً عروض لأفلام عربية وأجنبية مختلفة مثل “ميكروفون” لأحمد عبد الله، و”تيتينا” لكايسا نايس.. وغيرها.

برنامج آخر تحت عنوان “أفلام السفر: مشاهد من غرب آسيا وشمال إفريقيا” يضم عرض بعض الشرائط القديمة التي صورت في هذه المناطق، يصحبها عرض موسيقي ارتجالي. وبرنامج عروض الفيديو آرت والتركيب والواقع الافتراضي، التي تتراوح من أعمال فنانين شباب غير سينمائيين وحتى فيلم The Image Book لجان لوك جودار، بجانب عدد من الورش التدريبية والعروض المخصصة للأطفال.

عمر السينما.. في كبسولة!

برنامج ضخم وطموح، ربما أكبر من اللازم، من الصعب أن تغطية أيام المؤتمر المعدودة، وحين نضيف إليه عناوين وبرامج الملتقيات السابقة، ندرك أن القائمين على تنظيم هذه الفكرة كأنما أرادوا أن يختصروا تاريخ السينما والنقد السينمائي في كبسولة، أو عدة كبسولات صغيرة.

من الواضح أيضاً أن هناك عدة رؤوس تفكر وتعد البرامج، ولذلك هناك تنوع جميل، ولكن ربما بعض الانفصال والتنافر أحياناً بين أنواع ومضمون البرامج، وكذلك تراوح بين مستويات الخطاب المقدم من خلالها، فبعضها يخاطب الهواة والمبتدئين، بينما يصعب استساغة وفهم بعضها الآخر حتى من قبل المتخصصين.

مؤتمر النقد، وملتقياته السابقة، هو بمثابة بوتقة كبيرة ضمت أنواعاً وأشكالاً وأفكاراً من ماضي وحاضر السينما العالمية، ومن المؤكد أن هذه البوتقة ستصهر كل هذه الأشياء داخل سياق، وتصور أكثر تماسكاً وتوافقاً.

المهم أن تستمر هذه الفكرة غير المسبوقة والرائعة، وأن تتجلى في مؤتمرات وملتقيات أخرى خلال الأعوام المقبلة، فالنقد كما ذكرنا هو الضلع الرابع للسينما، والثقافة السينمائية والقدرة على التذوق الفني لا غنى عنهما لأي مجتمع يستهلك الفنون.

ناقد فني.

ختاما الى هنا نقلنا لكم من صحافة 24 نت تفاصيل المقال التالي، درس مؤتمر النقد السينمائي بالرياض: لا سينما دون نقاد وتم نقله نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

 

موقع "صحافة 24" السعودي في

14.11.2023

 
 
 
 
 

سينما سعودية وليدة متعطشة للنقد الفني

عن الدورة الأولى من منتدى النقد السينمائي

شيماء صافي

السعوديةتختتم اليوم فعاليات المعرض الفني التابع للنسخة الأولى من مؤتمر النقد السينمائي، الذي نظمته «هيئة الأفلام» في الرياض، تحت شعار«ما وراء الإطار»، بعد انتهاء فعاليات المؤتمر الأساسية يوم الأحد الماضي بعرض إبداعي صامت للجمهور قدمه الفنان «دان فان دين هارك».

لا سينما بدون نقد

في تلك الاحتفالية السينمائية، التي شهدتها مدينة الرياض، كان مثيرًا للاهتمام، وعي الجميع سواء الحضور أو المنظمين بأهمية الحراك النقدي في المملكة العربية السعودية للتأثير إيجابًا على التجربة السينمائية الواعدة في المملكة.

ففي كلمة الافتتاح، أكد الرئيس التنفيذي للهيئة، المهندس عبدالله آل عياف، على أهمية وجود حراك نقدي يوازي الحركة السينمائية التي أصبحت تحظى بمكانة عالية على المستويين المحلي والعالمي، مشيرًا إلى أن الصناعة السينمائية تشهد نموًا كبيرًا في المملكة، وأعرب عن سعادته البالغة بتلك "التظاهرة الفريدة من نوعها في عالم السينما" كما وصفها.

وأشار آل عياف، إلى أهمية النقد، ودوره في صقل المشهد السينمائي السعودي والعربي.

حراك نقدي يرفع وعي التجربة السينمائية

واستكمالًا لحديثه عن أهمية النقد الفني في تلك المرحلة الهامة من تاريخ صناعة السينما في المملكة العربية السعودية، أشار آل عياف لواقع السوق السعودي اليوم، مؤكدًا أنه الأكبر في المنطقة اليوم، حيث إنه منذ افتتاح دور السينما في السعودية قبل نحو 5 سنوات، فإن عدد التذاكر المبيعة وصل إلى نحو 45 مليون تذكرة، لذا فإن السوق يحتاج لحراك نقدي حقيقي، يرفع وعي الجمهور.

صناعة السينما ونقدها.. وجهان لعملة واحدة

طرح المخرج الكبير يسري نصرالله، الذي عرض له "صبيان وبنات" كفيلم افتتاح النسخة الأولى، سؤالًا هامًا خلا افتتاح المؤتمر، من وحي عمله كناقد سابق وهو: «هل توقفت عن العمل كناقد بعد عملك في صناعة السينما» وإجابته كانت «لا.. بل أصبحت ناقدًا من خلال أفلامي».

ليؤكد المخرج المصري الشهير، على رؤية هيئة الأفلام، من أهمية وجود مساحة أكبر للنقد السينمائي في ذلك الوقت الهام من الصناعة، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، وهو النقد.. نقد العمل الفني، أو نقد الفن للواقع.

كما تحدث يسري نصرالله في ندوة حاوره فيها الناقد المصري أحمد شوقي، عن سعادته وانبهاره بالسيناريوهات السعودية، فقد تعرف خلال مشاركته كعضو لجنة تحكيم في مهرجان البحر الأحمر، حيث أكد أن أكثر النصوص المعروضة التي نالت استحسانه كانت سعودية.

وأشار إلى أن فتح المجال أمام المبدعين السعوديين، أظهر كم أن المجتمع السعودي عميق، وبداخله الكثير من القصص التي يجب أن تروى، ليتعرف العالم على ذلك المجتمع المليء بالحكايات.

الكثير والكثير عن النقد

شهدت فعاليات المؤتمر الكثير من الجلسات والورش التي تندرج تحت عدة محاور رئيسية، وهي: تعريف النقد السينمائي، وتطبيقاته، بجانب إبراز الجوانب المتعددة للسينما، وتعزيز التبادل الثقافي، ومعالجة قضايا النقد السينمائي، بمشاركة مجموعة من النقاد والسينمائيين وصناع الأفلام محليًا وعربيًا وعالميًا.

ومن أبرز تلك الندوات ندوة بعنوان «المُصور الفوتوغرافي السعودي صالح العزّاز: دليل السينما السعودية ومُلهِمها»، والتي تحدثت عن المصور الفوتوغرافي الشهير، الذي كان مهمومًا بنقل قضايا مجتمعه من خلال الصورة.
وقدم مبرمج الأفلام ربيع الخوري، في ورشة عمل تحت عنوان «كيف يُنتج بودكاست الأفلام؟»، نظرة فاحصة على عملية إنتاج بودكاست الفيلم باستخدام مواضيع سينمائية محددة
.

وفي ورشة عمل بعنوان «معضلات أخلاقية في الأفلام الوثائقية والأرشيفية»، تحدثت فيها الكاتبة المصرية جيهان الطاهري حول الاعتبارات الأخلاقية التي تقع على عاتق صناع الأفلام عند سعيهم إلى تصوير الحقيقة بدقة، بجانب توضيح دور نقاد السينما في عملية قول الحقيقة، وما هي أدواتهم التي تمكنهم من تقدير مستوى المسؤولية أو التلاعب الذي استخدمه المخرجون لتمثيل أبطالهم.

ولأهمية ملف البيئة في عصرنا هذا، تناولت الناقدة «لورا ماركس» في محاضرة بعنوان «ملفات صغيرة لعلاج مرض السينما البيئي» كيف تسهم «تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT» بنسبة 4% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم.

وفي ندوة بعنوان «أهمية النقد ونقاد الأفلام في عصر وسائل التواصل الاجتماعي» تناولت الناقدة السينمائية شبرا غوبتا، العديد من الأسئلة الأكثر شيوعًا حول النقد.

كما استمتع الحضور بجلسة تحليل نقدي لفيلم «EO»، للمخرج البولندي «جيرزي سكوليموفسكي»، تناول فيها الناقد العماني ثابت خميس، الفكرة العامة حول الأفلام التي تعكس فهمًا متماسكًا للوسيط السينمائي وتأثيره على الجمهور.

 

موقع "إيلاف" في

14.11.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004