ملفات خاصة

 
 
 

"مندوب الليل".. تعددت المناديب والليل واحد

جدة-رامي عبد الرازق*

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

لم يكن من المستغرب أن يحقق فيلم "مندوب الليل" عند عرضه بمهرجان البحر الأحمر في دورته الثالثة، كل هذا الانتباه النقدي والجماهيري، (تأليف وإخراج علي الكلثمي، ومن إنتاج تلفاز 11)، فالفيلم الذي شهد مهرجان تورنتو عرضه العالمي الأول قبل شهرين فقط يعتبر أحد أهم الإنتاجات السعودية هذا العام، ليس فقط على مستوى جاذبية الأسماء المشاركة من حيث قوة الدعاية أو سابقة الأعمال، ولكن لأن التجربة في مجملها واحدة من أنضج ما أفرزته الصناعة الوليدة خلال العام المنصرم.

ورغم كونه لم يحقق أي جائزة ضمن مسابقة النسخة الثالثة من البحر الأحمر السينمائي، إلا أن السمعة التي اكتسبها من وراء المشاركة وردود الأفعال المبشرة بعمق التجربة ونضجها النسبي، كانت كفيلة بأن تمهد له الأرض أمام اكتساح شباك التذاكر السعودي بشكل لافت وإيجابي، خاصة أنه ينتمي دراميا لنوع آخر غير تلك الأنواع التي سبق لها، وأن حققت مكسباً جماهيرياً في شباك التذاكر سواء على مستوى الإقبال أو الإيرادات، على رأسها بالطبع الفيلم الظاهرة "سطّار" الذي ينتمي إلى الكوميديا الهزلية.

"مندوب الليل" فيلم إثارة اجتماعية يحمل توجهاً نقدي واضح لثوب الطبقية الذي يلف جسد المجتمع، لا انطلاقاً من ثيمات تخص القبلية والبداوة والعشائرية، ولكن عبر التوغل في جانب من أحشاء المدينة، لانتزاع اعتراف منها بأنها حقاً وحش ساكن بفم فاغر وغواية مقيمة أسفل جناح الليل الطويل، الذي يبدو وكأنه لا ينتهي في الفيلم.

في المشهد ما قبل الأخير يجلس بطل الفيلم "فهد" في الباص نائماً كغريق ظن أنه نجى، بينما يتأهب الموج لابتلاعه، بعد أن هرب من السيارة المقلوبة لعصابة الخمور، تتحرك الكاميرا لتنتقل من وجهه إلى وجوه أخرى نائمة مثله، غرقى آخرين في نوم وتعب وعودة متأخرة بالليل، كأنهم جميعا نسخة مكررة منه، أو من حكايته، ثم لكي يتأكد لنا المجاز التعميمي، تصل الكاميرا إلى زميل لـ"فهد" في تطبيق المناديب، يحمل حقيبة التوصيل، يقف بجانب سائق الباص، ويمضي في مشوار جديد، لا ندري هل سيصل به إلى نهاية شبيهة بما ينتظر "فهد"، أم إلى خاتمة أخرى أكثر تعقيداً ودموية!

على ما يبدو أن "مندوب الليل" يرتكز في جانب من سرديته على تلك الإشارات المتعددة، إلى أن ما أقدم عليه فهد لما يكن سوى رد فعل لشعوره بالضآلة تجاه مجتمع يحمل قدراً من التعنت والبيروقراطية، مثلما يطالعنا مشهد التحقيق معه من قبل مديره في وظيفة خدمة العملاء التي يمارسها نهاراً بجانب كونه يعمل كمندوب توصيل في الليل.

يواجه "فهد" في مشهد التحقيق الأقرب إلى محاكمة عبثية نظام أعمى، سخيف، متعالي وغير رحيم، لا يقدر حجم الضغط الذي يعانيه شخص مثله يعمل في وظيفة خدمية غير منتجة، تمثل الشريحة الأدنى في مجتمع استهلاكي، مشرب بالطبقية، يقول له المدير أن المرأة التي تقدمت بشكوى ضده هي بنت نائب المدير، ويبدو فهد في نهاية مشهد التحقيق كشخص يتعرض للاستغلال طوال الوقت، لكنه يقرر في لحظة معينة التمرد، أو على الأقل إطلاق العنان لإحدى بذور الرفض في داخله، فيرفض تقديم استقالته، ويطالب بالعدالة في اتخاذ قرار فصله، لكن النظام لا يعجبه هذا بالطبع، فينتهي به الأمر إلى أن يصبح متهماً في جنحة ضرب مديره ومطلوب منه أن يسدد غرامة فادحة.

الليل والشتاء

لا يكاد النهار يطلع على المدينة/الرياض، حتى في مشاهد الدوام التي يعمل بها "فهد" في خدمة العملاء، كأن المدينة تعيش في ليل متواصل، والليل هو الأزمة الضارية التي تنهش نفسية فهد وحياته، أزمته المادية المتمثلة في حاجته إلى المال من أجل علاج والده، ومن أجل تمويل مشروع أخته سارة التي تحاول أن تستقل مادياً عن زوجها الذي لا نراه طوال الأحداث، لكنه حاضر من خلال إصرارها أن تعتمد على نفسها في كل شيء خاصة فيما يتعلق بابنتها.

الليل هو أزمة "فهد" تجاه حبيبته "مها"، التي لا يستطيع أن يميز ما بين كونها تمنحه معاملة خاصة، أو تتنمر عليه حين تحضر زملائها في العشاء الرومانسي الذي خطط له، والليل هو انحرافه الأخير، حين يقرر سرقة مصنعي الخمور حين يتتبع أحد مندوبيهم بالصدفة، فيدرك أن هناك مناديب أخرى غيره تحصل من المال ما يفوق ما يحصله من كدحه طوال الليل في شوارع المدينة المتخمة بالسيارات والتأخير، كما في المشهد الأول ذو الدلالة الواضحة، حين نراه محتجزاً بسيارته في نفق مكدس بأصوات السيارات والمطر والشتاء الطويل.

كل أحداث الفيلم تدور في الليل وفي الشتاء، كأن الليل سرمدي والشتاء خالد، لا شمس ولا دفء ولا صحو ولا انقشاع لغيم عقب المطر الكثيف، وفي تكرار مقصود نرى سيارة فهد في كل فصل من الحكاية، وهي تسير نحو أحشاء المدينة، في شوارع ضيقة تبدو كمزاريب تؤدي عملها بشكل عكسي، فتمتص "فهد" إلى الداخل، ولا تسرب المطر للخارج، يتكرر مشهد دخول سيارة فهد إلى المدينة الرابضة تحت أغصان الليل الكثيفة، بينما لا يكاد يخلو مشهد في الشوارع من مطر يهطل أو متوقفاً قبل قليل.

اختيار الليل كمجاز رئيسي هو جزء من أحكام البناء، ومن طبقات السرد، تتراكم الأزمات بتراكم أجزاء الليل خلال الأحداث فبعضها في أوله كتوصيل الطلبات والتعرف على الفارق الهائل بين ثمن السلطات -2700 ريال- وبين ثمن الخمور – 18 ألفاً- وبعضها الآخر في منتصفه كسرقة مصنع الخمور التي تمثل بداية تورطه في الأزمة الأكبر والأكثر قتامة.

المناديب

قبل بداية الفيلم نرى شرحا لكلمة مندوب على مستوى اللغة، وفي نهاية الفيلم يضاف تعريف ثالث أو توصيف للكلمة، أولها هو الشخص الموكل بالتوصيل وهي المهنة غير الإنتاجية التي أشرنا إليها في البداية، والتي تمثل الشريحة الدنيا من الطبقات شبه العاملة، وهي شريحة يمكن الاستغناء عنها بسهولة أو استبدالها؛ لأنها تمثل جانب العمالة الرخيصة غير المنتجة، على عكس أخته "سارة" التي تريد أن تصنع شيئاً يجمع ما بين روح الإنتاج وإرضاء ذوق المجتمع الاستهلاكي.

ثم يأتي التوصيف الثاني وهو الشخص المقصود بالرثاء، والذي تعرض لوفاة أو فقد، ولا يبدو "فهد" بعيداً عن التوصيف، بل هو في قلبه تماماً، فمستقبله غائم – كما نراه في المشهد الذي يمضي فيه نحو الباب بعد أن باع أول دفعة من زجاجات الخمر- وذكائه موظف في غير محله، وقابليته للانحراف عالية نتيجة ضعف شخصيته – كما يتجلى في شجاره مع "مها" ظناً منه أنها أحضرت زميلها للعشاء كي تعايره أو تثير غيرته- كما أنه متداع اجتماعيا، فوالده مريض يحتاج إلى رعاية، وما يطلبه من وظائف يحتاج إلى وساطته – في نقد اجتماعي واضح نرى الوالد المقعد يصطحب ابنه إلى مكتب أحد الوجهاء كي يتوسط له في العمل، وهي إشارة إلى فداحة ما وصلت إليه الطبقية من أن الشباب يحتاجون إلى العجائز المرضى كي يتوسطوا لهم عند أصحاب النفوذ والكلمة المسموعة، بدلاً من أن تكون قدراتهم وطاقاتهم الجديدة هي مؤهلات إلحاقهم بالعمل، وليس فهد حالة استثنائية، فحين يقدم ملفه إلى صاحب النفوذ نرى مساعده يضم ملف "فهد" إلى دولاب صغير مكتظ بعشرات الملفات المشابهة.

ولو مدننا خطاً مستقيماً بين مشهد ملفات السير الذاتية المكومة في دولاب صاحب النفوذ، وبين المشهد الأخير حيث تنتقل الكاميرا من وجه فهد الذي يبكي بصمت من أثر المطر المنزلق على زجاج الباص في الخارج، إلى وجوه شابة مماثلة محلية ووافدة، منهكة ونائمة، لعثرنا على شرح رابع للكلمة – فالثالث هو الشخص الذي تعرض لحادث ترك ندبة على جسده أو وجهه، وهو ما يرتبط بالحادث الذي أنقذ به "فهد" نفسه من عصابة تصنيع الخمور في النهاية.

إن "فهد" في التفسير الرابع للكلمة هو مندوب كل هؤلاء الذي تشبه حكايتهم حكايته! هو مندوبهم لدى الجمهور من أجل تقديم قصته التي تحاكي قصصهم الكثيرة غير المعروفة أو المسكوت عنها، هو مندوب عمن تقدموا بملفاتهم أصحاب النفوذ أو لهؤلاء الركاب العائدين من كدح عظيم في آخر الليل الذي لا ينجلي في نهاية الفيلم، بل يزداد حلكة. هو مندوب عنهم ومنهم.

الكلثمي والدوخي

علي الكلثمي في أول أفلامه الطويلة كمخرج يبدو وجيهاً في نضج، متأثراً بأنماط الأفلام التي سبق أن قدمت السائق الليلي الوحيد في مدينة باذخة الألم والقسوة، ويبدو أنه يعرف هذا جيداً، وربما لا تنكره بعض لقطاته ومشاهده، لكنه يرتكن في طزاجته إلى سياقات محلية متينة، أبرزها اعتماد جانب من حبكته على عنصر الإثارة الكامن في التجارة السرية للخمور بين شوارع الدولة الأكثر تحريماً لها. وكذلك استيعابه لقضية الطبقية في مجتمع يعاني تشريحاً لمختلف لأنماطه نتيجة لخصوصيته الاقتصادية والحضارية.

لا يعني الكلثمي في فيلمه بأزمة تجارة المشروب المحرم، بقدر ما يستغلها لصالح قضية الطبقية وليل الإحباط النفسي، والمحاولات الفاشلة للتحقق عبر عشوائية الفعل وهيستيرية اتخاذ القرارات المصيرية، بناء على مغامرات غير محسوبة أو معادلات خائبة النتائج.

أما محمد الدوخي في شخصية "فهد" فهو كتلة تعبيرية جميلة وجذابة، بعينيه البليغتين، وملامحه المهزومة وصوته المتفاوت في نبراته المشحونة بالأسى، أو الانفعال المبني على هشاشة داخلية، تحاول أن تبدو أكبر من كونها ضعفا وأقل من رصدها كهزيمة.

يمكن اعتبار تجربة "مندوب الليل" إشارة كاشفة على طريق المعادلة السينمائية المطلوبة، من أجل المزيد من التطور في صناعة السينما بالمملكة، واستمرار نجاحه في شباك التذاكر – وهو الطموح التجاري المنتظر لأي عمل فني- بالتوازي مع الاحتفاء النقدي المستحق وغير المبالغ أو المُجامل، سوف يؤطره كنموذج يستحق الدراسة من قبل أصحاب المشاريع القادمة، على مستوى صناع السينما السعوديين، أو باستخدام توصيفات الفيلم (مندوباً) عن التركيبة الأكثر جاذبية ونضجاً في صناعة السينما، وهي كونه نتيجة طيبة لحاصل ضرب الفن x التجارة

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

24.12.2023

 
 
 
 
 

«الهامور ح.ع» السعودي يتصدر قائمة «نتفليكس»

تصدر قائمة الأعلى مشاهدة على «نتفليكس»

الدمامإيمان الخطاف

تمكن الفيلم السعودي «الهامور ح.ع» للمخرج عبد الإله القرشي، فور عرضه على منصة «نتفليكس»، من تصدر قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة في السعودية.

الفيلم يعود بذاكرة المُشاهد لنحو عقدين من الزمان؛ إذ استُلهمت أحداثه من قصة حقيقية عُرفت في المجتمع السعودي مع بداية الألفية الثالثة، باسم «هامور سوا»، التي تدور حول شاب تمكّن من تحقيق أموال طائلة من خلال مساهمات بطاقات شحن الهواتف الجوالة، واحتال على عدد كبير من الناس؛ مما تسبب بسجنه لاحقاً.

في حديثه لـ«الشرق الأوسط» يفسر القرشي تصدر الفيلم في «نتفليكس»، قائلاً: «ربما لأن ارتياد السينما أمر يحتاج إلى بذل مجهود أكبر من قِبل المشاهد، بعكس عرضه على منصة تيسر له مشاهدة الفيلم وهو في منزله، كما أن عرض الفيلم في (نتفليكس) جاء بعد أن حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، ويأتي كذلك بعد النجاح الجماهيري لأفلام سعودية سابقة مثل (شمس المعارف) و(سطار)، كما أن كثيراً من الجمهور سمعوا عن (الهامور ح.ع)؛ مما جعلهم يترقبون صدوره على (نتفليكس) منذ وقت مبكر».

وأشار القرشي إلى أن «عرض الفيلم جاء بالتزامن مع صدور أفلام سعودية أخرى جديدة مثل (ناقة) و(مندوب الليل)، علاوة على الأصداء الكبيرة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، الذي أُقيم مطلع هذا الشهر»، وجميعها أمور يرى أنها «أسهمت في مضاعفة اهتمام الجمهور بمشاهدة (الهامور ح.ع)».

 

الشرق الأوسط في

24.12.2023

 
 
 
 
 

«الهامور ح.ع» السعودي يتصدر قائمة «نتفليكس»

تصدر قائمة الأعلى مشاهدة على «نتفليكس»

الدمامإيمان الخطاف

تمكن الفيلم السعودي «الهامور ح.ع» للمخرج عبد الإله القرشي، فور عرضه على منصة «نتفليكس»، من تصدر قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة في السعودية.

الفيلم يعود بذاكرة المُشاهد لنحو عقدين من الزمان؛ إذ استُلهمت أحداثه من قصة حقيقية عُرفت في المجتمع السعودي مع بداية الألفية الثالثة، باسم «هامور سوا»، التي تدور حول شاب تمكّن من تحقيق أموال طائلة من خلال مساهمات بطاقات شحن الهواتف الجوالة، واحتال على عدد كبير من الناس؛ مما تسبب بسجنه لاحقاً.

في حديثه لـ«الشرق الأوسط» يفسر القرشي تصدر الفيلم في «نتفليكس»، قائلاً: «ربما لأن ارتياد السينما أمر يحتاج إلى بذل مجهود أكبر من قِبل المشاهد، بعكس عرضه على منصة تيسر له مشاهدة الفيلم وهو في منزله، كما أن عرض الفيلم في (نتفليكس) جاء بعد أن حقق نجاحاً كبيراً في شباك التذاكر، ويأتي كذلك بعد النجاح الجماهيري لأفلام سعودية سابقة مثل (شمس المعارف) و(سطار)، كما أن كثيراً من الجمهور سمعوا عن (الهامور ح.ع)؛ مما جعلهم يترقبون صدوره على (نتفليكس) منذ وقت مبكر».

وأشار القرشي إلى أن «عرض الفيلم جاء بالتزامن مع صدور أفلام سعودية أخرى جديدة مثل (ناقة) و(مندوب الليل)، علاوة على الأصداء الكبيرة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في جدة، الذي أُقيم مطلع هذا الشهر»، وجميعها أمور يرى أنها «أسهمت في مضاعفة اهتمام الجمهور بمشاهدة (الهامور ح.ع)».

 

الشرق الأوسط في

25.12.2023

 
 
 
 
 

«ناقة».. استحضر تركيزك وشاهد!

هالة أبو شامة

يعد فيلم «ناقة» للمخرج مشعل الجاسر، هو أحد الأعمال السعودية الجريئة التي أنتجتها نتفليكس، بمشاركة «تلفاز 11»، لما يحملة من أحداث وتفاصيل تجسد معاناة المرأة السعودية مع العادات والتقاليد الصارمة.

على مدار ساعتين، جسدت الفنانة أضواء بدر، دور «سارة» الفتاة الأربعينية التي تخوض مغامرة مرعبة خلال يوم واحد، بعد أن تقرر الذهاب خِلسة مع حبيبها «سعد» الذي يجسده الفنان يزيد المجيول، لقضاء بعض الوقت في مخيم بالصحراء.

أحداث الفيلم متداخلة، ولا بد أن يكون المشاهد بدرجة عالية من التركيز ليستطيع أن يربط الخيوط بعضها ببعض، فالبداية غامضة؛ إذ يفتتح الفيلم مشهده الأول بفلاش باك لعام 1975، حيث يُقتل طبيب مصري في أحد المستشفيات بعد أن يساعد سيدة في إنجاب الطفلة «سارة» بطلة العمل، ورغم أن الرصاصة الأولى أسقطت الطبيب أرضًا، فإن المشهد انتهى دون أن نعرف المكان الذي استقرت فيه الرصاصة الثانية التي تم إطلاقها باتجاه الأم، مما خلق حالة من الترقب للمشاهد التالية له.

ولكي تعرف السبب الذي دفع والدها لقتل الطبيب، يجب عليك انتظار مرور ساعة كاملة من أحداث الفيلم، وهنا لجأ أيضًا صناع العمل للفلاش باك مرة أخرى.

الفلاش باك الذي استخدمه المخرج في الربط بين الأحداث، لم يتم توظيفه للربط بين زمنين مرت بينهما سنوات عديدة فقط، وإنما اسُتخدم مرة أخرى للربط بين أحداث لم يمر بينها سوى دقائق، وبفضل ذلك التكنيك ربما شعر المشاهد بربكة في بداية الأمر، إلا أن هذه الربكة سرعان ما تتبدد بمجرد أن يتضح السبب فيما بعض.

المغامرة المرعبة التي خاضتها البطلة، كانت متشعبة الأبعاد وجميعًا تنتهي بعقدة الخوف التي نشأت بداخلها منذ تلك اللحظة التي سمعت فيها دوي الرصاص بالمستشفى لأول مرة عقب لحظات من ميلادها، والتي كبرت وترسخت فيها يومًا بعد يوم نتيجة المعاملة الصارمة التي تلقتها من والدها طوال سنوات حياتها، والتي ولدت بداخلها مزيجًا من الكبت والغضب والتمرد.

من أصعب اللحظات التي عاشتها البطلة في مغامرتها تلك، هي المواجهة الشرسة التي حدثت بينها وبين الناقة الحاقدة، التي فقدت طفلها بعد أن صُدمت بسيارة «سعد»، لكن بفضل حِنكتها تتمكن «سارة» في الهرب والعودة لحياتها من جديد.

جرأة الفيلم لا تكمن في مشاهد القتل التي تضمنتها الأحداث، وإنما أيضًا في القصة ذاتها، التي أظهرت المجتمع بشكل ذكوري إلى حد كبير للتعبير عن مدى جمود بعض العادات والتقاليد. كما تطرق أيضًا إلى الكشف عن جانب مظلم تنوعت أوجهه ما بين تعاطي المخدرات والاتجار فيها، وما بين العنف والكذب، وغيرها من الصفات غير المحببة.

رغم الحالة السوداوية التي تخللها بعض الكوميديا خلال الأحداث، فإن صناع العمل أكدوا أن القانون هو الرادع الأول لكل هؤلاء، وأن قسوة الأب وصرامته لا تعني شيئًا أمام خوفه ولهفته على ابنته، وأن الغضب نهايته لا تحمد عُقباه.

 

####

 

«آل شنب» محاولة لإحياء الكوميديا العائلية على طريقة أم العروسة

نجلاء محمد

هناك أماكن شائكة في السينما قد تخيف كل من يقترب منها رغم بساطتها التي تخدع، والأفلام العائلية الكوميدية قد تكون أكثر هذه المناطق خطرًا.

فهناك أعمال أيقونية تربى عليها أجيال مختلفة وتحتفظ بجماهيرية خالدة وعريضة مثل: أم العروسة، والحفيد، وعائلة زيزي، التي جمعت كبار النجوم بصورة بسيطة وكوميدية وتفاصيل عميقة وحقيقية تمس جميع أسر الوطن العربي بشكل أو بآخر.

وحاول فيلم «آل شنب» أن يقترب من تلك المنطقة في وقت يهرب فيه الجميع لمناطق أكثر أمنًا مثل الأكشن والكوميدي والتشويق. ونجح الفيلم في أكثر من تحدٍ، منها جمع عدد كبير من نجمات السينما المخضرمات مثل: ليلى علوي ولبلبة وسوسن بدر، مع مجموعة من النجوم الشباب بعضهم قد يكون أول ظهور له، ليخرج فيلم كوميدي عائلي اجتماعي قد يكون بداية لإعادة إحياء هذه المنطقة من الأفلام.

نيللي وندى ونبيلة ثلاث شقيقات لديهن أخ واحد هو حسين أبو شنب لا يعيش معهن، ولكنه يقطن بمنزل العائلة بالإسكندرية، ومع ذلك هو شريك أساسي في كل ما يخص عائلات شقيقاته وأبنائهن بكل ما تحمل من تفاصيل الحب والإحباط والصراعات التي تمر بها العائلة يوميًا. يُتوفى حسين بشكل مفاجئ فتجتمع العائلة بالمنزل وتشهد الأحداث تطورات ومواجهات كثيرة تدفع الجميع أن يتغير للأفضل حفاظًا على العائلة، وبعد وجبة من الاستمتاع والضحك والمشاعر الإنسانية تصلك عدة رسائل أهمها أن العائلة شيء مقدس، أيًا كانت الظروف، وعليك أن تتغير، ولو هناك يوم واحد في رصيد حياتك، فالفرصة لم تفُتك.

لا نستطيع أن نصف الفيلم بأنه على قدم المنافسة مع أم العروسة أو الحفيد أو عائلة زيزي، حيث كانت كوميديا الموقف مع موهبة النجوم بمختلف الأجيال مأمنًا، مع حدوتة مترابطة تشبه حياة الجميع، فلا تشعر بالغرابة وتضحك وأنت تتذكر موقفًا مشابهًا مررت به مع أسرتك على نفس الطريقة.

لكن محاولات النجوم والممثلين الشباب في خلق حالة أسرية بالفيلم بأسلوب عصري يحاكي التطور وأدواته وأحلام الشباب الجديدة وصعوبات المجتمع المفروض رغم التقدم، هي مجهود يجب أن نرفع له القبعة لأنه يواجه تحديات كثيرة أهمها تهميش دور الأسرة والعلاقات بين أفرادها كلما مر الوقت، وكذلك سيطرة نوعيات أكثر سخونة وجاذبية على شاشة السينما بشكل يرضي طموح جمهور متابع للسينما الأجنبية بشغف كبير.

ولكن مازالت السينما العالمية أيضًا لا تمل من تقديم أفلام عائلية مفعمة بالمشاعر الأسرية وروابط الدم رغم سيطرة الطابع الذي يغازل الجانب التجاري على معظم أفلام شباك التذاكر مثل بعض أفلام النجم آدم ساندلر كفيلم «في أسبوع الزفاف» و«حكايات مارويويتز»، التي تثبت أن المشاعر الإنسانية، خاصة الأسرية، لغة عالمية وعملة رائجة مهما اختلف الوقت والأجيال.

 

موقع "سوليوود" في

25.12.2023

 
 
 
 
 

فيلم فيراري ولحظات الفوز وسط الصعوبات المالية

البلاد/ مسافات

يشكل فيلم “فيراري” الذي يتمحور حول حياة مؤسس ماركة سيارات السباق الشهيرة ويتولى بطولته الممثل آدم درايفر، منعطفاً جديداً في مسيرة مخرجه النجم الهوليوودي المخضرم مايكل مان، مع انطلاق عروضه. 

وشاء مايكل مان البالغ 80 عاماً التركيز في فيلمه على سنة 1957 التي كانت محطة مهمة في الحياة المضطربة لإنزو فيراري وزوجته لورا. 

ويتناول المخرج الذي يعد “هيت” أحد أبرز أعماله بداية سقوط إنزو فيراري في هذه الرواية الدقيقة لسيرته التي يبدأ عرضها على شاشات الولايات المتحدة وكندا. 

وبعدما جسد آدم درايفر عام 2019 شخصية وريث عائلة غوتشي في “هاوس أوف غوتشي” لريدلي سكوت، يتولى في هذا الفيلم الذي يظهر فيه بشعر غزاه الشيب بالكامل دور إنزو فيراري في حقبة من حياته كثرت خلالها مشكلاته على مختلف المستويات. 

وكان فيراري الذي لقب “إل كومنداتوريه” (“القائد”) يعاني في تلك المرحلة صعوبات مالية، وتقدم عليه منافسوه، فيما كان شبح موت نجله يطارده، وكان عاجزاً عن الاعتراف بابن آخر له من علاقة خارج إطار الزواج. وكان لا بد لفيراري في ظل واقعه هذا من أن يحقق الفوز في سباق “ميلي ميليا” (الألف ميل) الشهير الذي كان يشارك فيه أهم السائقين في ذلك الوقت. 

ولاحظ آدم درايفر خلال مهرجان البندقية السينمائي نهاية أغسطس الماضي أن قصة إنزو فيراري “إنسانية بعمق” ولها بُعد “عالمي”. 

وقال الممثل الذي تولى بطولة أعمال لكبار المخرجين كمارتن سكورسيزي وجيم جارموش وليوس كاراكس وأدى دور كايلو رين في سلسلة أفلام “ستار وورز” إن شخصية فيراري تنطوي على “تناقضات كثيرة”. وكان مايكل مان يعتزم منذ مدة طويلة اقتباس فيلم من سيرة إنزو فيراري، ويحقق مشروعه اليوم بعد مسيرة فنية حافلة طبعت مدى أربعة عقود تاريخ أفلام الحركة والتشويق في هوليوود. 

 

البلاد البحرينية في

25.12.2023

 
 
 
 
 

بنات ألفة.. إعادة تجسيد المأساة

محمد عبدالرحمن

ربما هي مفاجأة لمن لم يشاهد الفيلم أن يصل شريط تونسي للقائمة القصيرة في سباق الأوسكار رقم 96، ليست مفاجأة فقط، بل خبر سعيد لمن يتمنى صعود السينما التونسية والعربية عمومًا، لكن لمن شاهد «بنات ألفة» الوضع يختلف؛ لأن الاختيار لن يكون مفاجأة على الإطلاق، فشريط كوثر بن هنية الجديد يستحق الوصول إلى الـtop5، ولو فاز بإحدى الجائزتين «أفضل وثائقي وأفضل فيلم عالمي»، فستكون الجائزة مستحقة بعيدًا عن أي جدل يصاحب حاليًا كل الأفلام العربية التي تصل إلى منصات عالمية كونها متهمة مسبقًا بأنها تداعب الشروط الغربية من حيث القضية والمحتوى.

فيلم «بنات ألفة» هو واحد من أبرز الأفلام العربية في السنوات الأخيرة، ليس فقط على مستوى المضمون، وإنما الشكل أيضًا الذي يؤكد أن كوثر بن هنية اسم سيبرز طويلًا في سجل السينما العربية إذا استمرت في التجريب شكلًا، وعمق الطرح موضوعًا، ومن يضع هذا الفيلم مع سابقه «الرجل الذي باع ظهره» يدرك أننا أمام مخرجة مهمومة بمعاناة الإنسان الفرد الذي يتأثر إلى أقصى حد بمتغيرات السياسة وإن لم يشعر به السياسيون، سواء كان الإنسان لاجئًا سوريًا في الفيلم الأول، أو أسرة تونسية مكونة من أم و4 بنات في فيلمها الذي ذهب بعيدًا في الأوسكار «بنات ألفة».

الفيلم الذي حاز، مؤخرًا، جائزة أفضل شريط وثائقي في سباق الدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر بجدة، مرشح أيضًا لجائزة أفضل فيلم عالمي في سباق الأوسكار بجانب سباق الوثائقيات. ومن هذا الخلط تبرز نقطة القوة الأساسية في الفيلم، حيث قدمت بن هنية شريطًا متعدد التصنيفات يربك مبرمجي المهرجانات، لكنه لا يفعل ذلك مع الجمهور الذي سيتخطى سريعًا سؤال ما إذا كان الفيلم وثائقيًا أم روائيًا، وسيتعايش بصدق مع مأساة العائلة التي أعادت كوثر بن هنية تجسيدها بتقنية ستحسب باسمها لاحقًا على الأقل في السوق العربية.

إعادة تجسيد المشاهد الحقيقية في فيلم وثائقي؛ أي الـDocudrama، عبارة عن الاستماع لشهادات الشخصيات الحقيقية، ثم نرى بعض المواقف مجسدة من خلال ممثلين قريبين في الشكل من الشخصيات الأصلية، وعادة ما تكون المشاهد الدرامية بدون صوت وتُغطى بالتعليق المسجل للشخصية الحقيقية. في «بنات ألفة» ذهبت المخرجة لما هو أبعد من ذلك، حيث خلطت بين الحقيقي والمتخيل، بين الحكايات المروية من الأبطال الأصليين وبين ردود الفعل من الممثلين المحترفين، بأسلوب امتلأ أيضًا بالتفاصيل الجذابة مثل أن تكلف الممثل «مجد مستورة» بأن يقوم بكل أدوار الرجال في الفيلم: الزوج الأول لألفة، والعشيق، وضابط البوليس، وغيرها من الشخصيات في إشارة إلى الدور السلبي للرجل عمومًا في حياة الأم وبناتها. فيما كانت الإضافة الأهم في وجود نجمة كهند صبري لتجسد شخصية «ألفة» في العديد من المشاهد، لنرى الشخصيتين «ألفة الأم – ألفة الممثلة» معًا في نفس الكادر، إحداهما تحكي والأخرى تحفظ وتتدرب. لكن أهم ما لفت نظري اختفاء هند التدريجي في الثلث الأخير من الفيلم، وهو أمر لم أفسره إلا بأن الأم الحقيقية لم تعد تخشى الكاميرا ونجحت في إعادة تجسيد مأساتها وكأن هند صبري التي يجب تحيتها على هذه التجربة كانت بمثابة «مدربة تمثيل» لها، وهو الأمر الذي ينطبق أيضًا على الممثلتين نور القروي وإشراق مطر، فمع تتابع المشاهد لن تستطيع أن تفرقهما عن الأختين الحقيقيتين آية وتيسير الحمروني.

كسرت بن هنية حاجز الإيهام وجعلت المتفرج يعيش داخل المأساة، متتبعة قصة الأم من البداية حيث النشأة الصعبة بدون حماية، ثم الزواج بدون حب، وإنجاب 4 بنات ومحاولة الاستقلال عن الأب بعد ثورة الياسمين، ثم دخول رجل جديد في حياتها وما فعله مع البنات، ثم وصول الفتيات للسن الحرج حيث الحيرة بين الانطلاق والانغلاق، وصولًا لخضوع الكبيرتين، غفران ورحمة لإغراءات تنظيم «داعش» في ليبيا، ودخولهما السجن الذي دخلته كاميرا بن هنية لتنجح في توثيق الحفيدة «فاطمة» التي ينتهي الفيلم على أمل استعادتها وأمها وخالتها في تونس من جديد ليجتمع شمل «بنات ألفة»؛ كل ذلك مع الاستعانة ببعض اللقطات الأرشيفية التي تكمل السرد وتختصر التحولات التي مرت على الأسرة من خلال إيقاع متماسك وصدقية عالية تجعل المتفرج – حتى من يعاني من حاجز اللهجة – قادرًا على التفهم والتفاعل والتعاطف مع السيدة التي جسدت مأساتها ما عاشته سيدات عربيات كثيرات بسبب الفقر والجهل وعجز الرجال، ثم دخول التنظيمات الإرهابية على الخط لإفساد أي محاولات للنجاة.

«بنات ألفة» يمكنني اعتباره أهم عمل فني عن تأثير تلك التنظيمات على حياتنا المعاصرة رغم أن الداعشيين لم يظهروا إلا لمامًا، لكن تأثيرهم والحكومات التي أدارت تونس قبل وبعد الثورة دمر أسرة كاملة، لكنها لا تزال قادرة على الحياة والصمود على أمل استعادة الغائبات الثلاثة، وهو الأمل الذي ظهر جليًا في يوميات التصوير، حيث لا كواليس، الكل طبيعي أمام الكاميرا بما في ذلك الممثلون المحترفون تحت إدارة كوثر بن هنية.

 

موقع "سوليوود" في

26.12.2023

 
 
 
 
 

السعودية تعود إلى الألفينيات مع الهامور

نرمين يسر

عن واقعة حقيقية في بداية الألفينيات وهي قصة شهيرة عن المحتال الذي احتال على عدد كبير من المستثمرين وحصل على مليارات الريالات.

في فيلم «الهامور» لعبدالإله القرشي، يتغير حال حارس الأمن حامد «فهد القحطاني» ليصبح ثريًا للغاية من خلال القيام بعمليات احتيال، يتغير موقفه بعد أن يجني ثروة ضخمة ليصبح فظًا ومتغطرسًا، تصرفاته تدفع أحباءه بعيدًا عنه فيهجرونه، وتتركه زوجته، وبقدر ما يتعلق الأمر بحامد فقد امتص الجميع كل الأموال وتركوه وحيدًا خلال أصعب الأوقات، إنه لا يدرك مدى عدم احترامه للأشخاص الذين يهتمون به، هذا المخلوق المخدوع يعيش فقط من أجل المال، والحياة تجعل منه مزحة عندما يتم انتزاع مدخراته وثروته.

ما يعنيه كل هذا أن «الهامور ح.ع» هي قصة صعود وهبوط جيدة التنفيذ، يبدو القحطاني مشغولًا باستخلاص الفرص في مشاهد تتحرك بقوة، وتلك الوتيرة السريعة ساحرة، حيث توضح كيف يجعل المال الحياة أكثر حيوية ورخاء، وتظهر رذائل حامد على السطح جراء هذا الرخاء، ويتغير محيطه بسرعة شديدة لدرجة أنه يشعر بالملل بسهولة من أشيائه القديمة. وهذا يعني أيضًا أنه بدأ يجد زوجته الأولى فاطمة «خيرية أبو لبن» غير جذابة، خاصة بعد لقاء جيجي «فاطمة البنوي»، فيبدأ في رؤية النساء كأشياء مادية يجب أن تتغير وفقًا لمتطلباته.

يطلب من فاطمة أن تصبغ شعرها باللون الأشقر كما لو يطلب استبدال مقاعد الصالون بأخرى جديدة. المرأة بالنسبة إلى حامد لم تعد أكثر من أداة للمتعة، يحبها بنفس الطريقة التي يحب بها سياراته، فهو شخص غير رومانسي وقصير النظر لدرجة أن السيارة الفاخرة هي الهدية الوحيدة التي يمكن أن يقدمها لزوجته وأصدقائه.

من أفضل مشاهد الفيلم هو ذلك الذي يتساقط فيه المال على حامد، حيث تكشف لنا الشخصية – بعد كسر الجدار الرابع – آراءها الأنانية مما يخلق مسافة بيننا وبينه بدون تعاطف، بل نسخر من أفعاله طوال 120 دقيقة هي مدة العرض، وتزداد السخرية عندما تتركه جيجي اعتراضًا على عقليته الرجعية. فالمرأة التي تتخذ خياراتها المستقلة في الحياة لا يتقبلها ولا يتحمل فكرة علاقاتها السابقة، منذ ليلة الزفاف تكتشف مدى شخصية حامد المسيطرة والكارهة للنساء ومنعها من الاختلاط بصديقاتها والتحكم في اختيار ملابسها، وأخيرًا افتعل عراكًا مع أحد أقاربها في زفاف بمنزل عائلتها وذلك بعد تناوله قرص مخدر من الأنواع التي اعتادها بعد هطول الثروة فوق رأسه كالمطر، الثروة التي عانت منها زوجته فاطمة، التي أعتبرها أولى ضحاياه، فقررت تركه بعد أن علمت بأنه على علاقة بأخرى.

لسبب غير معروف اختار المؤلف تجاهل أصدقاء وأقارب حامد وإظهارهم على هامش السيناريو، حيث لن يعلق أحد أسمائهم في ذاكرتنا، ولن نردد نكاتهم ومداعباتهم بعد انتهاء الفيلم. المؤلف فوكاس على الشخصية الرئيسية وتغيب في حالة نسيان لشخوصه التي لم يرسمها بنفس المجهود الذي صنع به.

الفيلم من إخراج عبدالإله القرشي، صاحب فيلم «كيكة زينة» و«مدينة الملاهي» وفيلم «الهامور» محور حديثنا؛ وبطولة فهد القحطاني، وإسماعيل الحسن، وعلي الشريف، وفاطمة البنوي، وخيرية أبو لبن؛ وتأليف هاني كعدور.

 

موقع "سوليوود" في

27.12.2023

 
 
 
 
 

المخرج عمرو سلامة: السوق السعودية أسهمت في انتعاشة الأفلام المصرية

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الإيرادات اللافتة لـ«شماريخ» تحتاج إلى تحليل

القاهرةأحمد عدلي

أعرب المخرج المصري عمرو سلامة عن سعادته بالإيرادات اللافتة التي حققها فيلمه الجديد «شماريخ» في أيام عرضه الأولى بالصالات السينمائية، مؤكداً أنها أسعدته، لكنها تحتاج إلى بعض الوقت لتحليل أسبابها والاستفادة منها في تجاربه المستقبلية، ومعرفة سبب حماس الجمهور للفيلم، وهل الأمر ارتبط بجودة العمل وإعجابهم به؟ أم بـ«التريلر» الدعائي، الذي طرح قبل عرض الفيلم؟ أم بأسماء الأبطال المشاركين في بطولته؟

وحقق الفيلم إيرادات في مصر تجاوزت 16 مليون جنيه (الدولار يساوي 30.75 جنيه مصري) في أقل من ثلاثة أسابيع عرض داخل مصر، وهو من بطولة آسر ياسين، وأمينة خليل، والراحل مصطفى درويش وتأليف وإخراج عمرو سلامة.

وتحدث عمرو سلامة في حوار مع «الشرق الأوسط» عن تحديات عدة عمل على تجاوزها خلال فترة التحضير والتصوير من بينها استخدام تقنيات «الغرافيك»، بالصورة التي تبدو للمشاهد وكأنها حقيقية، بالإضافة إلى المحافظة على سلامة الفنانين المشاركين وعدم تعرضهم لأي أضرار جسدية خلال تصوير مشاهد «الأكشن»، التي عمل على التعمق في دراستها لكونها أولى تجاربه السينمائية في هذا النوع من الأفلام.

وشهدت فترة تصوير الفيلم وفاة الفنان مصطفى درويش المشارك في بطولة العمل وكان يتبقى له تصوير ثلاثة مشاهد مهمة في الأحداث، وهو ما دفع عمرو سلامة إلى اتخاذ قرار بإجراء تعديلات تُوظّف بموجبها المشاهد المتبقية وتُقدّم من خلال شخصيات أخرى في الأحداث.

وأشار سلامة إلى أن «هذا الأمر دفعه لإجراء المونتاج عدة مرات، وفي كل مرة كان يعرض نسخة الفيلم على أصدقاء له، وعندما يطرحون عليه أسئلة في بعض التفاصيل الخاصة بدور مصطفى درويش يعيد المونتاج مجدداً حتى وصل للنسخة الأخيرة، التي لا يشعر المشاهد معها بوجود مشاهد لم يقدمها قبل وفاته، وهو الأمر الذي فضله بديلاً عن حذف جميع مشاهده في الفيلم.

يبدي المخرج المصري سعادته بانفتاح السوق السعودية على استقبال الأفلام المصرية للدرجة التي جعلت جميع المنتجين المصريين يتابعون توجهات السوق السعودية.

مشيراً إلى أنها «أسهمت في انتعاشة الأفلام المصرية، وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي على أعداد الأفلام التي تُنتج».

وأضاف أن «الأمل يبقى في استغلال المنتجين المصريين لعائدات الأفلام الكوميدية لتقديم أعمال جادة، ليس بالضرورة أن يكون الهدف منها هو شباك التذاكر فقط».

ولا يمانع المخرج المصري، الذي وُلد في الرياض وعاش في جدة سنوات طفولته الأولى، من خوض تجربة الإخراج بالسينما السعودية، حال عثوره على قصة يمكنه تقديمها وإجراء بحث كافٍ عنها.

الملصق الدعائي لفيلم «ستين جنيه» (مهرجان الجونة)

ينوه عمرو سلامة بسعيه لتقديم نوعيات مختلفة من الأعمال الفنية ما بين مشاريع تجارية، وأخرى يجرّب فيها ويسعى للعمل من خلالها من دون قيود، وهو ما جعله يخوض تجربة الفيلم القصير «ستين جنيه»، الذي عُرض في افتتاح الدورة الأخيرة من مهرجان «الجونة» السينمائي.

تدور أحداث «60 جنيه» حول جانب من حياة نجم الراب الشهير زياد ظاظا، الذي يعيش مع والدته وشقيقه ذي الاحتياجات الخاصة في منطقة فقيرة ويتناول تأثير المشاكل والعنف الأسري على الشباب.

لا يرفض سلامة تقبل الانتقادات للأعمال التي يقدمها باعتبار أن عمله ينطوي تحت بند «العمل العام»، وبالتالي مستعد لتقبل كل ردود الأفعال الإيجابية منها والسلبية أيضاً، مؤكداً أن «ما لا يمكن تقبله هو محاولة شريحة من الجمهور الحجر على شريحة أخرى ومنعها من مشاهدة عمل فني تحت أي مسمى».

ويعمل عمرو سلامة في الوقت الحالي على فيلمه الجديد «شمس الزناتي» مع محمد إمام، وهو الفيلم الذي يتوقع عرضه في 2024، مؤكداً على أن مشاهدة فيلمه الجديد لا تتطلب مشاهدة الفيلم الذي حمل الاسم نفسه وقدمه الفنان عادل إمام قبل أكثر من ثلاثة عقود».

 

الشرق الأوسط في

27.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004