ملفات خاصة

 
 
 

«بنات ألفة».. يواجه داعش

طارق الشناوي

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثالثة

   
 
 
 
 
 
 

لم تكن مفاجأة أن يحظى فيلم (بنات ألفة) بجائزة (الشرق) لأفضل فيلم وثائقى عرض فى قسم (روائع عربية)، حيث إنه سبق له المشاركة فى مهرجان (كان)، وبالتالى لم تشأ إدارة مهرجان (البحر الأحمر) الإبقاء عليه للتنافس فى المسابقة الرسمية. عندما تشاهد الفيلم لا تستطيع أن تضع حدًا فاصلًا بين الحقيقة التى يدعمها الواقع المسجل بالصوت والصورة.

وبين الدراما التى لها مذاق الحقيقة، هند صبرى لعبت دور ألفة التى احتلت مساحة كبيرة على الشاشة، المخرجة كوثر بن هنية منذ اللقطة الأولى عقدت معاهدة بينها وبين الجمهور، ليصبح قادرًا على قراءة( أبجدية) الفيلم القائمة على هذا المزج، المحسوب بدقة بين تسجيل ما حدث بالضبط، وبين الخيال الذى يُكمل الصورة، الإضافة محسوبة بدقة حتى لا تجرح الطابع التسجيلى للشريط السينمائى.

أمسكت كوثر بن هنية بميزان دقيق وكأنه معادل موضوعى لمقياس (فيمتو ثانية)، لا يسمح للنجمة المحترفة هند صبرى، سوى أن تعود أمام الكاميرا، إلى مرحلة ما قبل الاحتراف، حتى لا تخدش الرؤية الفكرية والبصرية التى رصدتها المخرجة، أقصد أن الشخصية الواقعية التى تؤديها (ألفة) الحقيقية يجب أن تدرك أن هناك قواعد فى الحركة أمام الكاميرا.

هما الأصل والصورة، وأنت كمتلق عليك ألا تفرق بينهما، ولهذا شاهدناهما معًا فى اللقطة الأولى، بين الحين والآخر يختلط عليك الأمر، وهذا هو بالضبط المطلوب، السيناريو به روح الارتجال حتى تحافظ على التلقائية، ومن البديهى أن هناك إعادة للقطات تسمح للمخرجة فى نهاية الأمر باختيار الأفضل فى المونتاج النهائى، المشهد الأول يفيض بخفة الظل فى ليلة الدخلة، والناس تنتظر أن ترى وثيقة براءة ألفة كفتاة بكر.

وأن الزوج الذى أدى دوره مجد مستورة الحاصل قبل سنوات على جائزة الدب الفضى لأفضل ممثل فى مهرجان برلين، دور صغير هذه المرة فى المساحة، ولكن مجد أداه باقتدار، تنهال عليه الزوجة هند صبرى فى ليلة الدخلة ضربًا حتى تدمى وجهه، وتضع الملاءة على الجراح ويراها الجيران باعتبارها دماء غشاء البكارة، وضجت الصالة بالضحك.

القضية لا تزال حاضرة فى العالم، والابنتان رحمة وغفران حاليًا، فى سجون داعش بليبيا، حيث تمكنت العناصر الإرهابية التى تغلغلت إلى تونس، وهى تتدثر عنوة بالإسلام من تجنيد الفتاتين عن طريق خطوات تبدأ بالحجاب ثم النقاب مع أحاديث عن عذاب القبر لبث الهلع فى النفوس، مع ذكر تلك الأناشيد الإيقاعية التى يؤدونها بدون آلات وترية، لأنهم يعتبرون الوتر، أقصد الموسيقى النغمية، باستخدام آلة مثل (العود) أو (القانون) مثلا حرام شرعا، ولا يوجد سند شرعى لتلك الفتوى، وهى تفصيلة أرادت المخرجة تأكيدها، لتمنح الشريط مصداقية، عندما تستخدم كل المفردات الداعشية.

تم تهريب الابنتان إلى ليبيا، وتتزوج كل منهما من أحد القيادات الداعشية، ولم يتم حتى الآن الإفراج عنهما من السجن. قلت وكتبت أكثر من مرة، ويبدو أننى سأكتب أكثر من مرة، أن سقف الحرية كلما ارتفع مع مبدع يقدر المسؤولية الاجتماعية ورقيب ينحاز للإبداع، استطعنا أن نقدم فى مصر الكثير والكثير، ونعود للتواجد على خريطة المهرجانات العربية والعالمية، وأجزم أن لدينا الفنان الملتزم بوعى بقضايا بلاده.

ولكننا بحاجة إلى رحابة فكرية تتسع، لا أقول للإبداع، ولكن قبل ذلك لمبدأ الحرية فى اختيار الرؤية، بعيدا عن هؤلاء المتنمرين، الذين يطاردون كل من أراد إعمال العقل، على الفور تجدهم يبذلون جهدهم لقصقصت ريشه، حتى لا يجرؤ على التفكير فى الطيران. (بنات ألفة) استحق الجائزة فى (البحر الأحمر)، لأن صُناعه قرروا التحليق بأجنحة لا تعرف الخوف!!.

 

المصري اليوم في

10.12.2023

 
 
 
 
 

«البحر الأحمر» أجاب عن السؤال المستحيل!

طارق الشناوي

تصاحب المهرجانات انتعاشة سينمائية، انطلقت المهرجانات الخليجية، قبل نحو عقدين من الزمان، بداية من (دبى) 2004، وتوالدت مهرجانات أخرى، ومع الزمن توقف عن الاستمرار قسط وافر منها.

يعتقد كُثر أنه لا توجد مشكلات مادية تواجه صُناع السينما، وأن البذخ الاقتصادى سمة عامة، بينما على أرض الواقع تستطيع أن ترى المشكلات التي يتحداها السينمائى الخليجى، مثلما نراها مثلًا في مصر وتونس ولبنان، هناك عوائق تحُول دون تنفيذ تلك الأحلام، وسؤال أين التمويل يتردد أيضًا في الخليج؟. العديد من المخرجين عندما ألتقى بهم أجد لديهم أفكارًا وطموحات تصطدم بحائط صلب، وهو البحث عن السيولة المادية. في الكويت مثلًا المخرج الراحل خالد الصديق قدم فيلمى (بس يا بحر) و(عرس الزين)، ولم نرَ مشروعه الروائى الثالث، رغم أنه بدأ المشوار قبل خمسين عامًا، وفيلمه الأول حقق نجاحًا دوليًّا كبيرًا، والمخرج بسام الزوادى لم يتجاوز رصيده على مدى 30 عامًا أربعة أفلام روائية، يعتبرونه الأوفر حظًّا في مملكة البحرين، قدم أول أفلامه (الحاجز) 1991، فقال البعض على سبيل السخرية إنه أصبح حاجزًا يحُول دون تقديم أفلام لآخرين.

ومع انطلاق كل مهرجان خليجى، يتردد نفس السؤال، وعلى طريقة تلك المعضلة، التي توارثتها البشرية (البيضة أم الفرخة؟)، أقصد الفيلم أم المهرجان؟، هل الأجدى أن تتوجه رؤوس الأموال لصناعة أفلام سينمائية أم لإقامة مهرجان سينمائى، أليس من الأجدى أن تُصنع أفلام أولًا، وبعد ذلك تُقام مهرجانات؟!. تحول هذا السؤال إلى (كليشيه) ثابت و(راكور) لا يتغير يسيطر على كواليس الحياة الفنية، إلا أننا في السنوات الأخيرة وجدنا أمامنا زاوية رؤية مختلفة، نجح مهرجان (البحر الأحمر)، منذ دورته الأولى، في إجابة السؤال، وهكذا شاهدنا مهرجانًا يحمل قدرة على الجذب العالمى، وفى نفس الوقت، بدأنا نتابع صناعة أفلام مهمة تحمل الجنسية السعودية، يرى فيها المواطن العادى نفسه، انتعشت صناعة السينما، فهناك دُور عرض يزداد عددها شهريًّا، وأفلام متعددة تحمل جرأة فكرية، ورقابة تفتح الباب للجميع لمناقشة كل القضايا.

منصة انطلاق المهرجانات تاريخيًّا انتعشت مع مهرجان (دبى) 2004، ثم (أبوظبى) 2007، وبعدها (الدوحة) 2009، وللتوثيق، كانت مملكة البحرين قبل 26 عامًا قد بدأت الخطوة الأولى من خلال جمعية سينمائية يترأسها المخرج بسام الزوادى، إلا أنها تعثرت ماديًّا، بينما يتواصل، رغم كل الصعوبات، مهرجان (مسقط) السينمائى، الذي يُعقد مرة كل عامين، ويُحسب للجمعية السينمائية في سلطنة عمان أنها لم تستسلم وتحاول، كما أن مملكة البحرين تحاول أيضًا من خلال المهرجان، الذي عاد مجددًا قبل ثلاث سنوات.

دولة الكويت بين الحين والآخر تعلن عن بزوغ مهرجان، وتبدأ الاتصالات، ولكن بعد ذلك يخبو الأمر تمامًا، ليبدأ الحديث عن مشروع آخر، يتوقف بعد قليل (لا حس ولا خبر).

السينما أم المهرجان سؤال سرمدى مثل (البيضة أم الفرخة)؟، المهرجان يخلق مناخًا يرحب بالسينما ويثير الحافز لدى السينمائى لأن ينتقل من مقعد المتفرج على الفيلم السينمائى إلى صانع الفيلم السينمائى، وهكذا شاركت السينما السعودية في أكثر من تظاهرة في (البحر الأحمر)، وحقق أيضًا فيلم (نورة) جائزة أفضل فيلم سعودى، وفى كل دورة يزداد حجم المشاركة، ويزداد عدد الأفلام المهمة، التي تناقش القضايا المعيشية، مثل (مندوب الليل).

تواجدت الأفلام السعودية منذ الافتتاح، وتركت في وجدان مَن شاهدها مساحة من اليقين بأن القادم أفضل.

وتلك هي المعضلة التي حققها (البحر الأحمر)، مهرجان جاذب، وسينما تعبر عن الإنسان، ورقابة تفتح الباب!!.

 

####

 

أثار جدلًا واسعًا .. الفيلم السعودي «ناقة» الأعلى مشاهدة على «نتفليكس»

كتب: سعيد خالد

تصدر الفيلم السعودي «ناقة» قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة على منصة «نتفليكس» في السعودية، وذلك بعد طرحه بساعات قليلة، وهو من تأليف وإخراج مشعل الجاسر، ويشارك في بطولته أضواء بدر، يزيد المجيول، جبران الجبران، أمل الحربي، وهو العمل الذي عُرض مؤخرًا ضمن قسم «روائع عربية» بالدورة الثالثة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي اختتم فعالياته أمس الأول.

فيلم «ناقة» تدور أحداثه في إطار كوميدي رعب تشويقي، وأثار جدلًا واسعًا بمجرد انطلاق عرضه بسبب الألفاظ الجريئة التي يتضمنا الحوار بين بطلات الفيلم ومدى اقتراب ذلك من اللهجة السعودية.

وتدور أحداث الفيلم حول «سارة» المتمردة، التي تدخن بشراهة، تذهب إلى السوق مع والدها وتتسلل بعدها بعيدًا عنه لتلتقي بحبيبها، ويخبرها ألا تتأخر وإلا تعرضت لعقاب شديد، وتذهب مع حبيبها في طريقها إلى حفلة صاخبة في مخيم وسط الصحراء، ولكن ما أن انطلقت رحلتهما بالسيارة حتى دخلت هذه المغامرة سريعًا إلى المجهول، حين تتعطل السيارة في ليل الصحراء المخيف، عليها الهروب من سلسلة مواقف غريبة، والالتقاء بوالدها قبل أن تحينَ السّاعة العاشرة مساءً.

 

####

 

تصوير معظم مشاهده فى «تبوك».. «هجان».. رحلة عبر الصّحراء بحثًا عن الحرّية والحياة

كتب: سعيد خالد

شهدت فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائى، التى اختتمت مؤخرا بعرض الفيلم السعودى «هجان» إخراج أبوبكر شوقى، بطولة عمر العطاوى، عزام نمر، عبدالمحسن النمر، شيماء الطيب، إبراهيم الحساوى، محمد هلال، إنتاج محمد حفظى، والفيلم مغامرة وقصّة مؤثّرة حول الرّابط العميق الّذى يمكن أن يتطوّر بين الإنسان والحيوان، من خلال «مطر» أصغر فرد فى عائلة سعودية من فرسان الجمال، عندما يسقط شقيقه خلال سباق ويقتل، يتعيّن عليه أن ينتقل للعيش مع العائلة فى المدينة، بينما يتمّ بيع جمله الخاصّ «حفارة» لأكل لحمه، ويستعرض الفيلم رحلة تهدّد حياة البطلين عبر الصّحراء بحثًا عن الحرّيّة وحياة أفضل، وتمّ تصوير «هجان» ومعظم أحداثه فى «تبوك» على السّاحل الغربىّ للسّعوديّة.

قال مخرج الفيلم أبوبكر شوقى فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «سعيد بعرض الفيلم بمهرجان البحر الأحمر ضمن قسم «روائع عربية»، وردود الفعل التى تلقيتها حول الفكرة، وأتمنى أن يحظى بنفس الاهتمام الذى شعرت به بمجرد عرضه فى دور العرض السينمائى سواء فى السعودية أو دول الخليج وفى مصر».

وأضاف شوقى: «تحمست فى البداية للفكرة كونها تتناول عالم سباق الجمال، واعتبرته فرصة لا تعوض، لم يسبق أن تمت معالجته سينمائيًا، عالم جديد تمامًا على المشاهد، لذلك لم أهتم بكون البلد المنتج السعودية أو غيرها، بالنسبة لى كانت فرصة غير قابلة للرفض، والقلق الذى شعرت به كان طبيعيا كأى عمل جديد أتصدى له، جزء كبير من الإخراج يكمن فى المجازفة وتقديم كل ما هو جديد، دائمًا أبحث عن تقديم أعمال عن عوالم جديدة أتعرف عليها من خلال الفيلم والتجربة».

وتابع أبوبكر شوقى لـ«المصرى اليوم»: «فى فترة من حياتى كنت أدرس فى جنوب الأردن، وهى منطقة بدوية تعلمت فيها الكثير عن عالم سباق الجمال، ولم يكن هناك مشروع لفيلم اسمه هجان وقتها، وكنت مبهورا بهذا العالم، وأمنيتى أن أقدم فيلما فى الصحراء، وشعرت بتشوق وحماس ولم أتردد».

وعن أسلوبه فى اختيار أعماله قال شوقى: أبحث دائمًا عن القصة الجيدة، بغض النظر عن نوع التيمة الخاصة بالعمل، قصة هجان مختلفة وغريبة، وقصته جذبتنى شخصيًا، الفيلم الصادق لأى مخرج هو الفيلم الذى يقدمه لنفسه، ويطمح فى رؤيته على شاشة السينما، مثل فيلم (يوم الدين) كنت أتمنى رؤية عمل فى نفس الإطار سينمائيًا«.

وتابع: «فكرة تخلى البنت عن الحجاب فى نهاية الأحداث، كان جزءا كبيرا ومهما من القصة، فيه معنى التحرر بأننى موجودة وليس هناك داع للتخفى».

وحول تعاون النجوم مع الجمال أكد: «كان لدينا عمر العدوى وهو من عالم الجمال فى الأساس، وباقى الأبطال أدخلناهم فى هذا العالم خاصة أننا صورنا فى مناطق حقيقية، ولى الشرف بالتعاون مع أهم فنانين فى المملكة العربية السعودية وأتمنى أن يحقق جماهيرية كبيرة ويصل للناس خاصة الذين يجهلون تفاصيل هذا العالم».

وأضاف: «تصوير الفيلم كان فيه الكثير من الصعوبات، وتعرضت لقلق أكثر من مرة أثناء التواجد داخل اسطبل الجمال، وفى يوم تصوير للفنان عبدالمحسن النمر شعر بمدى توترى وقال لى وقتها (إنت مشدود ليه؟)، ونفذ المشهد ونام وسط الجمال، دون تساؤل، لإدراكه أنه مشهد مهم».

من جانبه قال الفنان إبراهيم الحساوى: «الفيلم تجربة سعودية مهمة، ويشرفنى المشاركة فيها بغض النظر عن حجم الدور، رأيى أنه لا وجود لدور صغير وآخر كبير، ولكن هناك شخصية، ودور عابد فى هجان هو الذى كان يمثل التوازن بين الخير والشر، وهو فى الجانب الخير الداعم للهجانة، وعلى النقيض يجسد الفنان عبدالمحسن النمر الجانب الشرير، استمتعت بالشخصية رغم قلة مشاهدها، لا أصور كاركتر مثل أى فيلم أو مسلسل ولكنى أحببتها».

وأضاف: «عمر السينما فى السعودية قليل، مازلنا فى البداية ونقول بسم الله، ولكن الانطلاقة كانت قوية، السينما صناعة وتم إنشاء هيئة الأفلام فى السعودية لاحتواء صناع الأفلام، لدينا بعض النواقص التى سيتم العمل على تكملتها فى المستقبل القريب، ويتم تجهيز استديوهات تصوير فى نيوم، وبالفعل تم تصوير عدد كبير من الأفلام العالمية فى العلا وغيرها، وسيكون هناك نهضة كبيرة فى السينما، جيد أن نصل للعالم بثقافاتنا وحكايتنا من خلال الفن».

وأوضح: «تعاملت مع المخرج أبوبكر شوقى على أننى ممثل جديد، وهو مخرج جديد بالنسبة لى، شاهدت فيلمه يوم الدين ولم يضم نجوما معروفين، ليس بالضرورة أن نعرف كل شىء عن الجمال والهجانة، وهو يدرك إلى أين يذهب الفيلم ورسائله وإسقاطاته وتقاطعاته، أبوبكر شوقى كان متمكنا، مدركا لأدواته، صديقا للمثل ولديه القدرة على قيادته، صغيرا كان أو كبيرا، يتعامل بإنسانية، ومكسب كبير أن يخوض تجربة فيلم سعودى وأشعر وكأنه مكتوب بشكل مخصوص لأبوبكر شوقى».

وشدد: «مصر هى أم الفن، وأم الدنيا، وشاركت فيها بعملين مسرحى وآخر تلفزيونى، كلاهما مع الفنان المنتصر بالله، وأتمنى المشاركة فى أعمال أخرى مستقبلًا ولكن بشخصية السعودية وباللهجة السعودية».

وأكد الفنان عبدالمحسن النمر: «فيلم (هجان) يضم العديد من العناصر المهمة المكتملة، دخلته بدون خوف أو قلق، وإن كنت لم أتوقع ردود الفعل أن تكون بهذه الإيجابية، عمل إضافة لرصيدى، رغم أننى كنت متخوفا من السينما، لكن هذا الخوف زال مع التحرر والانفتاح فى الكثير من الأعمال والأفكار، بدأنا كبارا فى السعودية، وسنكون على قدر المسؤولية، خوفى من مشروع (هجان) كان إيجابيا».

وعن تعاونه مع المخرج أبوبكر شوقى قال: «أبوبكر شوقى كان أحد أسباب قبولى للعمل، لأن لديه القدرة على صنع الممثل، وقتها فوجئت باتصال منه ليجلس معى وفى أول لقاء سمع فيه أكثر مما تحدث، وبحثت عنه، ما كنت أعرفه وقتها، وقال لى: (أخرجت فيلم يوم الدين شاهده، وبعدها نتحدث)، وبعد مشاهدتى للفيلم قلت أنا معه وأى شروط يمكن تذليلها على مستوى الوقت والأجر وغيره، هو كان متحمسا وطمأننى ذلك تمامًا، بروفاتنا كانت ممتعة».

وحول كواليس الشخصية قال: «لم أحب جاسر، ولا أعتقد أن هناك أى شخص يمكن أن يحب تلك الشخصية، لكنى أحببته على المستوى الفنى، به مساحة لاستعراض ملكاتى التمثيلية، وكان لدى تحفظ بسبب تصرفاته وبعد ذهابى لمكان وبيئة الشخصية آمنت به وبأفكاره بشكل مطلق، وحكايته مع زوجته، حبه وغروره وإحساسه مختلف، سعيه لتحقيق هدفه مخيف، شخصية مركبة وغريبة».

وتحدثت الفنانة شيماء الطيب عن أن أهم ما جذبها للفيلم الشخصية التى تجسدها ورسالتها المهمة التى تعكس قوة المرأة وقدرتها على المواجهة، أن تقول إنها لا تخاف وستكمل حتى تحقق حلمها بغض النظر عن الصعوبات التى تواجهها».

وتحدث الفنان عزام نمر عن مشاركته وقال: »سيناريو فيلم (هجان) فيه حرفية بعيدا عن عشوائية بعض التجارب السعودية الأخيرة، لقائى الأول بالمخرج أبو بكر شوقى كان فيه كثير من الحذر لأننى أدرك أن السينما عالمها مختلف، وكنت أبحث عن تجربة فيها حالة من الاكتمال، وهو مخرج مهتم بالحالة الإنسانية، وطلب منى مشاهدة فيلمه (يوم الدين) قبل التصوير«. وأضاف: »التصوير معظمه فى الصحراء، بمجرد ما انتهت مشاهدتى لفيلم يوم الدين اتصلت وقلت له أنا معك، ومستعد بالوقت والجهد وباقى العناصر الأخرى كلها كانت مكتملة».

 

المصري اليوم في

11.12.2023

 
 
 
 
 

«أنف وثلاث عيون» 2023.. المعالجة أنقذت المخاطرة

محمد عبدالرحمن

خمسون عامًا تفصل بين الفيلم الأول والفيلم الجديد، رغم ذلك انطلق السؤال مبكرًا، لماذا نقدم فيلمًا شاهده الناس من قبل ويمكن للأجيال الأحدث أن تعود للشريط وتعرف القصة وتتفاعل معها. يبدو السؤال منطقيًا، لكن بحسابات من أحبطته تجارب جديدة لم تكن على مستوى الأعمال الأصلية، خصوصًا فيما يتعلق بتقديم أجزاء أحدث من مسلسلات أقدم. دائمًا هناك «تقديس» لمن سبق، بالتالي لا مجال لإعادة التأويل، في حين السينما حول العالم لا تشهد فقط إعادة صنع أفلام قديمة كل فترة، بل تقديم نسخ بلغات مختلفة من أصل واحد.

بناء على ما سبق، تم التعامل بحذر بالغ مع مخاطرة المنتجة شاهيناز العقاد، التي تحمست لإعادة تقديم رواية «أنف وثلاث عيون» مرة أخرى بعد إخراج حسين كمال فيلمه عن النص نفسه عام 1972. لاحظ التأكيد على أن الفيلم الجديد مأخوذ عن الرواية، وليس عن الشريط القديم، وهو الالتباس الذي أنهته معالجة السينارست وائل حمدي للتجربة برمتها، معالجة أنقذت مخاطرة العقاد وجعلت التجربة تصل لجمهور مهرجان البحر الأحمر السينمائي متماسكة إلى حد كبير رغم الثغرات.

كثيرون اعتقدوا أننا سنشاهد فيلمًا منسوخًا من الفيلم السابق مع اختلاف زمن الأحداث، وبالتالي الملابس والديكورات وعموم التفاصيل التي تميز بين حقبة السبعينيات وأيامنا المعاصرة؛ وهو ما دفعني شخصيًا لمشاهدة فيلم حسين كمال مجددًا قبل نحو أسبوعين، لعلني أنجح في رصد اللقطات والعبارات المكررة بين الفيلمين حتى خالفت مناورة وائل حمدي التوقعات منذ المشهد الأول. نعم، هناك الدكتور هاشم ومعه «رحاب» التي انتهى الفيلم القديم بصدمة منها، لكن مؤلف فيلم «هيبتا» ومسلسلات «الطوفان» و«موجة حارة» أعاد ترتيب أحداث الرواية وتنظيم مساحات الشخصيات ليحافظ على المعنى الذي سطره إحسان عبد القدوس، لكن من خلال نص جديد تمامًا يفسد المقارنة على المشاهد المتربص ويجعل المشاهد الجديد يترقب معرفة سر الأزمة الشخصية لبطل الفيلم.

في الفيلم الذي كتبه عاصم توفيق ومصطفى كامل، كانت الشخصية الطاغية هي «أمينة» وجسدتها ماجدة الصباحي منتجة الفيلم. العلاقة الأطول بين العلاقات الثلاثة في شريط حسين كمال، هي التي بدأت الأحداث واختفت قليلاً لصالح نجلاء فتحي، ثم ميرفت أمين قبل أن تحتفظ لنفسها بحق اللقطة الأخيرة. مع وائل حمدي نبدأ من العين الثالثة، حيث يشعر هاشم بعدم قدرته على الاستمرار مع رحاب التي تصغره بـ25 عامًا فيلجأ لطبيبة نفسية لم تكن موجودة في الفيلم الأول، لتسير الخطوط الدرامية في اتجاهات مغايرة تمامًا، ونبدأ رحلة معرفة لماذا يخشى «هاشم» من الارتباط، أي أن حمدي قرر تفسير ما لم يوضحه عبدالقدوس، وبالتدريج تظهر الشخصيات الأسبق «أمينة» و«نجوى» مجددًا في حياة «هاشم» مع ظهور أوسع لعائلته، حيث دور الأب ورحيل الأم المبكر في حالته النفسية بجانب ظهور عائلة الطبيبة النفسية؛ ما أعطى للشخصيات أبعادًا مغايرة عن تلك التي شاهدناها من قبل وبدون أي إخلال بالأسس التي قام عليها نص إحسان عبدالقدوس.

غير أن إعطاء البطولة المشاركة لطبيبة نفسية تطور دورها لتحاول فك لغز حالة «هاشم» وترمي بتوقعات عدة حتى تفلح محاولاتها. كل ما سبق أدى إلى بطء ملحوظ في الإيقاع بسبب كثرة الجلسات النفسية بجانب اللجوء المستمر لتعليق «هاشم» أو ظافر العابدين على الأحداث دون موازنة الأمر بمعادل بصري مناسب؛ ما يجعل المتفرج يستغني عن الصورة في بعض الأحيان والاكتفاء بالصوت فقط، ويطرح سؤالاً حول قدرة الفيلم على حصد الإيرادات في شباك تذاكر لم يعد يرحب بالسينما الرومانسية والاجتماعية إلا نادرًا.

اختيار الممثلين جاء مناسبًا إلى حد كبير، خصوصًا بعد تغيير مساحات الشخصيات، ظافر العابدين «هاشم» قدم المعتاد، لم يقلد محمود ياسين بالطبع، لكن لا يمكن القول إنه أضاف كثيرًا للشخصية وإن فعل المطلوب كممثل محترف؛ سلمى أبو ضيف «رحاب» تواصل أداءها المميز وتؤكد على أن تطورها الملحوظ كممثلة ليس عابرًا؛ صبا مبارك «الطبيبة» كانت الأكثر حرية كونها شخصيتها مستحدثة، وساعدها البعد الشخصي على تقديم شخصية متعددة الأوجه وليس فقط الطبيب النفسي بوجهه الكلاسيكي؛ أمينة خليل في المشهد الأول تجعلك تتساءل لماذا هي، لكن ظهورها في المشهد الأخير يفسر ذلك كونها الوحيدة التي أثرت فعلاً في حياة هاشم؛ نورا شعيشع «أمينة» عبر مشهد واحد لخصت ما قدمته ماجدة الصباحي طوال فيلم كامل؛ جيهان الشماشرجي «الأم» قدمته بأسلوب يفسر حجم العقدة التي نشأ بها البطل، بجانب أصحاب الأدوار الأصغر وضيوف الشرف: سلوى محمد علي، نبيل علي ماهر، كريمة منصور، رمزي العدل، نور محمود، صدقي صخر، أحمد يوسف، والطفل سليم مصطفى، و«الكاسيتنج» المناسب يحسب بالتأكيد للثلاثي شاهيناز العقاد وأمير رمسيس ووائل حمدي كونهم شاركوا في ترشيح الفريق.

ملاحظات

أفيش الفيلم لم يعبر عن حجم الأدوار بداخله، وبشكل عام أراه أقرب لأفيشات الثمانينيات والتسعينيات رغم الحداثة التي يعكسها الفيلم.

موسيقى تامر كروان إضافة مميزة للأحداث وتؤكد بصمته التي تضيف للدراما، خصوصًا في المشاهد الحزينة التي تشهد حيرة الأبطال نحو ذواتهم ومصائرهم.

بالتأكيد يتفوق الفيلم القديم «رقابيًا» نظرًا لظروف العصر وقتها، وبلا شك انتظر جمهور الفيلم الجديد مشاهدة أكثر «حميمية» تناسب جرأة الحوار وطبيعة الحديث عن العلاقات المعقدة بين الرجال والنساء؛ فهل مارس فريق الفيلم رقابة ذاتية مسبقة، أم كان للرقابة المصرية تدخلاتها؟ سؤال أظن إجاباته ستتأخر لسنوات عندما تسنح الظروف للأطراف المشاركة في «أنف وثلاث عيون» للحديث بصراحة عن كواليس فيلم أكد أن أدب إحسان عبدالقدوس صالح للتقديم أكثر من مرة بشرط الاحتراف في كتابة المعالجة.

 

####

 

إلى ابني.. نوايا حسنة أفسدتها التفاصيل

نجلاء محمد

قد يكون اعتقادك الأول قبل أن تشاهد الفيلم السعودي «إلى ابني»، الذي قام ببطولته النجم التونسي ظافر العابدين وكتبه وأخرجه أيضًا، أن اسم النجم قد يكون هو الحصان الرابح والضمان الأكثر منطقية لفكرة الاستمتاع بالعمل، ولكنك بالتأكيد ستتراجع كثيرًا عن هذا الرأي بعد دقائق؛ لأن حجم المواهب السعودية وإتقان أداء الأدوار والتمثيل بطبيعية دون مجهود أو تكلف، كانوا العناصر الأكثر بريقًا طوال مشاهدة العمل الذي يقترب من ساعتين.

فيلم «إلى ابني» تدور معظم أحداثه في مدينة أبها الجميلة، وتعمد ظافر العابدين أن تكون بوصلته الأساسية هي تلك المدينة الجميلة التي صرح أنه انبهر بعد زيارتها وقرر منذ 4 أعوام كتابة عمل عنها؛ ولأن النوايا الحسنة لا تدخل الجنة لم تكن نوايا ظافر وحدها كافية لإخراج وتأليف عمل يتناسب مع إمكانيات المكان وتفاصيله.

ولأن الشيطان يكمن في التفاصيل كان هناك أخطاء أثارت البعض أبرزها لهجة ظافر البطل الأساسي، الذي كان يتحدث مرة بالسعودية ومرات بالمصرية أو التونسية.

لم يكن التغاضي عن الخطأ في اللهجة أمرًا ممكنًا، خاصة أن أبها منطقة لها هوية واضحة في لهجتها، ولا يمكن حتى الحديث بلغة بيضاء حتى تسير الأمور، وربما هذا أكثر ما أفسد التناغم مع الفيلم، خاصة من أهل أبها.

ودارت الأحداث عن فيصل الشاب السعودي الذي ينزح من بلده إلى بريطانيا، تاركًا والده وشقيقتيه وأخاه دون عون أو سند.

اعتبر الأب هجرة ابنه أنانية، وهروبًا من المسؤولية، وتخليًا عن الجذور؛ لذلك عندما قرر فيصل الذي قتلت زوجته وهي حامل في شوارع لندن أن يعود لأهله، كان رد فعل الأب قاسيًا.

لم تكشف الأحداث عن أسباب العودة الحقيقية لفيصل مصطحبًا ابنه الوحيد، ويتم اكتشاف إصابته بالسرطان، وأنه سيغادر الحياة بعد أشهر قليلة؛ لذلك أراد العودة لعائلته، تاركًا ابنه ليكون الأمل والعوض عنه لعائلته بعد سنوات الفراق التي قضاها بحثًا عن أحلام انتهت بكابوس.

كان أداء الممثلين السعوديين شديد الإتقان، وتفوق الفنان إبراهيم الحساوي في دور الأب بهدوء واحترافية دون ضجيج.

وأجادت سمر شيشة في دور «نورة» الأخت الحنون التي تربط العائلة وتضحي بنفسها من أجل الجميع.

أمّا أيدا القصي، فنجحت في تجسيد المعاناة مع تقاليد قديمة وصارمة، ومحاولة الخروج نحو عالم أكثر تفتحًا ودعمًا للمرأة، فتقود سيارة وتخلع نقابها، وتمارس عملها، ومع ذلك لا تتمرد على تسلط أبيها في حياتها الشخصية ورفضه زواجها من ابن عمها الذي تحبه منذ طفولتها.

«إلى ابني» تجربة قوية ومهمة، سواء اتفقنا أو اختلفنا مع بعض تفاصيلها، لكنها نجحت في تقديم أكثر من رسالة، أهمها أن الأسرة والجذور والهوية أهم ما يجب أن يحارب من أجله الإنسان.

 

موقع "سوليوود" السعودي في

11.12.2023

 
 
 
 
 

وراء الجبل.. فيلم يدعوك للتحليق بعيدا عن وضع متأزم وواقع متصدع

خالد محمود

يجىء الفيلم التونسى «وراء الجبل» تأليف وإخراج محمد بن عطية فى تجربته الثالثة، ليشكل معزوفة سينمائية بصرية مدهشة تتخطى حواجز كثيرة عانت منها السينما العربية من حيث اللغة البصرية وعمق الفكرة والأداء، وأعتقد أنه سيحظى بصدى كبير ومردود أكبر لدى الجمهور العاشق لسينما يفكر معها فى مصير شخصياتها التى لم تلقى بكل تفاصيل حكايتها على الشاشة.

يواصل مخرجه وبطله مسيرة إبداعية بدأها بفيلم «نحبك هادى» الفائز بجائزة أفضل ممثل وأفضل عمل أول بمهرجان برلين السينمائى عام ٢٠١٦، وحينئذ كنت شاهدا على تصفيق الحضور إعجابا بالعمل، وأيقنت أن هذا الثنائى يقدم سينما مختلفة قادرة على المنافسة وراهنت عليهم، وفى الفيلم الجديد يحققان التوقعات وأتفق مع قول الناقد بسكرين لى مارشال بأن التجربة الثالثة لمحمد بن عطية تمثل دليلا إضافيا على الحيوية التى تعيشها السينما فى شمال إفريقيا حاليا.

يتتبع الفيلم الذى عرض على شاشة مهرجان البحر الأحمر السينمائى بقسم روائع عربية، رحلة رفيق «مجد مستورة» الذى يعانى أرقا نفسيا لا يتخلص منه سوى بالقفز طائرا فى الهواء ويظن الجميع انه يحاول ان ينتحر، وتتركه زوجته، وعندما يحاول التهور على زملاء العمل يتم وضعه بالسجن أربع سنوات، ولدى خروجه لا يوجد أمامه سوى خطة واحدة، وهى أن يخطف ابنه ويصطحبه بعيدا فى رحلة إلى ما وراء الجبال حتى يريه اكتشافه المذهل، وهناك يمر بمواقف صعبة تنتهى بموته بعد قفزة كبيرة فى الهواء حاملا ابنه على ظهره وهو يقول له أن عليه إخبار أمه أنه يطير بالفعل وليس يرغب دائما فى الانتحار.

نحن أمام قصة أب وابنه، وكيف تتحول العلاقة الفاترة بينهما إلى شبه صداقة عبر دراما ممزوجة بقلة الحوار وجمال الصورة التى تعكس طبيعة خلابة بكرا للجبال والأرض يتبخر فيها بالنهاية عناد العقل والاستسلام للمشاعر، وكأنه استكشاف غريب لخيال فى عالم واقعى.

أعود لمنتصف الرحلة عندما ينضم للاب والابن راعى غنم بمنطقة الجبال النائية «سامر بشارات»، وكأنه يهرب هو الآخر من مصيرة، ويختفون من مطاردة الشرطة بمنزل أسرة فى الطريق، ويخيفون اصحاب الدار وكأنهم ارهابيون وعندما يضيق الخناق يضطرون للهروب من جديد إلى نهاية رسمها القدر.

طوال الوقت يحيط المخرج محمد بن عطية بطله بالغموض، هو رجل يبدو عاديا، ولكنه فى يوم من الأيام يفقد كل شىء بكل بساطة؛ حيث يقوم بتدمير مكان عمله فى نوبة من الغضب العنيف المفاجئ وغير المبرر؛ لا نعرف أبدا سبب غضبه، لكن هذا الغضب ربما يعكس التيار الرئيسى للمجتمع التونسى. وبعد أربع سنوات من السجن، يحرص على إعادة التواصل مع ابنه ياسين (وليد بوشيوة)، رغم أنه يبدو غير صالح للأبوة، وفى مشاهد قوية ومربكة، يقوم باختطافه ويأخذه إلى الجبال حيث أراد أن يظهر له شيئا وهو انه يمكنه الطيران فى حين يقول الجميع إن ذلك مستحيل لكنه يتحقق فى النهاية وكأنه اسقاط على المجتمع بأنه يمكنه ان يحلق من جديد يلتقطون مزارعا صامتا على طول الطريق، وسرعان ما يجد الثلاثى غير المتوقع أنفسهم تحت المطاردة من قبل السلطات، أعتقد ان بن عطية لديه موهبة خاصة فى بناء الشخصيات ومنحهم سمات محددة تضىء مشاعرهم ورغباتهم الأوسع كما حدث فى فيلمه السابق «نحبك هادى»، هنا لدينا قصة أخرى لشخص ينتفض ضد الأعراف المجتمعية الأوسع، وتتوقف بشكل كبير فى النصف الثانى حيث تتحول إلى أزمة محلية ويقيد القصة فى الوقت الذى يجب أن تتوسع فيه حيث دارت الأحداث وسط الحياة التونسية المعاصرة على مدى فترة زمنية مضغوطة وكان لديه القدرة على التعبير بقوة عن ملامح وخطوط الصدع فى البلد، ومن المؤكد أن التوترات الحالية فى المجتمع التونسى، والعواقب الحتمية التى أعقبت الربيع العربى، والاحتمالات المشئومة دائما للتطرف الدينى، هى التى حفزت طرح هذا العمل الذى يصور بطله متطلعا للطيران، هربا وهلعا من الواقع والإحباط.

فالفكرة الأساسية للعمل نابعة من الطيران بعيدا عن الأوضاع المتأزمة، والتحليق نحو عالم مغاير، والواقع أن القصة الإنسانية يمكن أن تعاش فى أى مكان وزمان.

الفيلم تجربة سينمائية مختلفة عن أفلام بن عطية السابقة، على مستوى الكتابة والمعالجة والتقنيات المعتمدة خاصة عنصر توظيف المؤثرات البصرية.

حصل وراء الجبل على عرضه العالمى الأول فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولى حيث شارك فى قسم آفاق، وفاز الفيلم بجائزة الصحافة فى مهرجان الفيلم العربى بفاماك، وشارك فى مهرجان هامبورج السينمائى ومهرجان بوسان السينمائى الدولى، ومهرجان لندن السينمائى، ومهرجان ساوباولو السينمائى الدولى، ومهرجان بينجياو السينمائى الدولى. ويشهد عرضه الأول فى العالم العربى فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى.

 

الشروق المصرية في

11.12.2023

 
 
 
 
 

10 ملاحظات على الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي

محمد عبد الخالق

اختتم مهرجان البحر الأحمر السينمائي دورته الثالثة منذ أيام قليلة، عشنا فيه على مدار عشرة أيام بين فعاليات وعروض أفلام ونجوم عالميين، وكانت هذه أبرز 10 ملاحظات حضوري الأول للمهرجان.

1- على مدار أيام قبل بدء فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان، ومنذ منذ وصول أول بريد إليكتروني يحمل دعوة الحضور، تم ترتيب أدق الأمور والتفاصيل بسرعة فائقة ومواعيد دقيقة، كل شيء محدد وكل خطوة مدروسة ومرتبة، وصولا إلى الاستقبال اللائق بضيوف المهرجان من فريق من المنظمين يرافقونك بمجرد نزولك من الطائرة وحتى الوصول للفندق، بشكل أظهر مدى حرفية ومهنية التنظيم، الذي يقف وراءه فريق من المنظمين والمنسقين المحترفين، فلهم ألف تحية.

2- لم يستغرق الأمر سوى دورتين فقط، ليفتتح مهرجان البحر الأحمر فعاليات الثالثة بفيلم سعودي "حوجن"، السرعة والشغف الذي تسير به صناعة السينما في المملكة، والإمكانيات غير المحدودة المرصودة في هذا المجال، ينبئ بطرف جديد سيكون رقما مهما في الصناعة.

3- استضاف المهرجان عددا كبيرا من نجوم الصف الأول بهوليوود وبوليوود، اسم واحد منها يكفي لإضفاء القوة على مهرجان بأكمله، منهم: ويل سميث، وجوني ديب، ومريم أوزرلي، وبوراك أوزجيفيت، وشارون ستون، ونيكولاس كيدج، و أندرو جارفيلد، وهالي بيري، وجوينيث بالترو، ورانفير سينغ، لم تكن مشاركتهم دعائية فقط لالتقاط الصور التذكارية فحسب، بل شاركوا بالفعل في ندوات وجلسات حوارية طوال أيام المهرجان.

4- النجم المصري صاحب حضور قوي في السعودية، يأتي نجوم تركيا وهوليوود وبوليوود ويلتف حولهم الناس، لكن يظل الفنان المصري (على اختلاف أجيالهم) متربعا على عرش قلوب الجمهور العربي.

5- مبرمجي المهرجان بذلوا مجهوا كبيرا في اختيار أفلام من جميع أنحاء العالم، تعكس فنون سينمائية مختلفة، وتجارب إنسانية متباينة، والأهم أنها كانت على مستوى رفيع سينمائيا، وإن لم نتمكن من مشاهدة جميع ما كنا نتمنى مشاهدته من أفلام، بسبب ضيق الوقت والارتباط بندوات ولقاءات صحفية، فإن هذا الكم كان بحاجة إلى التفرغ أسبوع آخر على الأقل للانتهاء من مشاهدته.

6- نحن أمام حراك فني سعودي حقيقي، لم يكتف بالبروباجاندا والاحتفالات والمهرجانات، بل هناك فنانين وفنيين وشركات تعمل بقوة، كان لها حضور قوي في هذه الدورة بالعديد من الأفلام، سواء التي أنتجتها بالكامل أو شاركت في إنتاجها، شارك بها فنانون سعوديون من أجيال مختلفة مع فنانين مصريين وعرب، وبدأت ملامح السينما السعودية تتضح وتتبلور، لتنبئ -لو سار الأمر بنفس السرعة- باقتراب وضع السعودية قدما ثابتة في المجال الفني السينمائي خلال السنوات القليلة المقبلة.

7- قابلت خلال أيام المهرجان جيلا جديدا من الفنانين السعوديين، على قدر كبير من الموهبة والثقافة وحب الفن، سيقدمون خلال سنوات قليلة وجها آخر للفن السعودي، يتماشي مع الانفتاح الذي تشهده المملكة، ويثري الفن العربي.

8- "سوق المهرجان" كان من أهم فعاليات المهرجان، ملتقى للشركات العاملة في المجال الفني، من إنتاج إلى تصوير إلى تدريب كوادر، تبادل خبرات وفتح آفاق جديدة للتعاون مع كل صناع السينما داخل وخارج المملكة، وفرصة قوية لدعم الفنانين الشباب لتقديم تجارب تشارك في الدورة المقبلة.

9- استخدام التكنولوجيا في حجز حضور الأفلام من خلال الموقع الرسمي للمهرجان، وفي دخول قاعات العرض، سهل كثيرا في الحصول على التذاكر، ووفر وقتا ومجهودا في دخول قاعات العرض دون تزاحم أو الوقوف في طوابير طويلة، وهو ما يحسب أيضا للتنظيم الجيد.

10- قاعة فندق "الريتز كارلتون" التي استضافت حفلي الافتتاح والختام، قاعة كبيرة وفخمة ومنظمة بشكل جيد، لكن يجب الانتباه لتعديل النظام الصوتي بها ليناسب عرض الأفلام بشكل أفضل.

 

موقع "في الفن" في

11.12.2023

 
 
 
 
 

بعد ترميمه..

مؤسسة البحر الاحمر السينمائي تحتفل بفيلم "انتصار الشباب"

البلاد/ مسافات

‏تم الاحتفاء بالتراث الثقافي الغني في الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي من خلال عرض الفيلم العربي الكلاسيكي "انتصار الشباب" الذي تم إنتاجه في عام 1941، وأُعيد ترميمه بدعم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي.

‏هذا الفيلم يعتبر تحفة فنية نادرة ويبرز موهبة الأساطير الموسيقية الأخوين، فريد وأسمهان الأطرش.

‏وبالتعاون مع مؤسسة فن جميل أطلقنا معرض: "نوّرتونا: الإرث المضيء لأسمهان وفريد الأطرش" على هامش الدورة الثالثة من المهرجان. واختُتِم المهرجان بعرض موسيقي رائع من أداء لبانة القنطار، مغنية الأوبرا الموهوبة وابنة عم الأخوين الأطرش. وإلى جانب الحفاظ على التراث السينمائي؛ يهدف المهرجان إلى إحياء الثروات الثقافية.

 

البلاد البحرينية في

11.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004