ملفات خاصة

 
 
 

فيلم "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء المدير

عبد الكريم واكريم-مراكش

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة العشرون

   
 
 
 
 
 
 

عرفت بداية سنوات الألفية الثالثة ظهور موجة من الأفلام المغربية أطلق عليها "أفلام سنوات الرصاص" وقد تناول أغلبها تلك السنوات وما وقع فيها بشكل فج وسطحي، ولم يُكتب لأغلبها أن تعيش في ذاكرة السينفيليين. وقد كان واضحا أن هذه الموجة كانت بإيعاز من جهات رسمية، كونها تزامنت مع ما سمي ب"الإنصاف والمصالحة" حيث تم عقد جلسات استماع للمتضررة من الخروقات لحقوق الإنسان في سنوات السبعينات والثمانينات بالخصوص ومحاولة تعويضهم ماديا، وكان من بينهم من رفض أن يعوض على نضال أدَّى عنه ثمنا باهضا.

يمكن لي الجزم أن "كذب أبيض" (2023) لأسماء المدير يمكن تصنيفه من بين أهم الأفلام المغربية القليلة التي تناولت تيمة "سنوات الرصاص" في المغرب بشكل فني جريء وبدون رقابة ذاتية حاولت المخرجة فرضها على نفسها كما نشاهد العديد من المخرجين والمخرجات المغاربة يفعلون، وأظن أن لحميمية الموضوع وعلاقة المخرجة الذاتية به ولكونها جزءا من واقع مر من هذه التجربة جعلها تبدو صادقة في تناولها لهذه التيمة الجد حساسة والشائكة في المغرب، وكان لعدم نيلها أو تقديمها مشروعها لنيل الدعم العمومي دور بالشكل الذي خرج به الفيلم، وأقصى ماكانت لجنة الدعم ستفعله معها هو أن تطالبها بإعادة كتابته حتى يخرج بالشكل التي ترضى عنه الجهات الرسمية المتحكمة في صنبور الدعم السينمائي بالمغرب.

كنت أفضل لو ظل العنوان بالفرنسية هو نفسه مترجما للعربية لأن "أم كل الأكاذيب" هو العنوان المُعِّبر عن أجواء الفيلم وعن الصراعات التي تتخلله خصوصا فيما يتعلق بشخصية الجدة التي يمكننا اعتبارها أهم شخصية في الفيلم، في حين يظل "كذب أبيض" العنوان بالعربية بعيدا نوعا ما عن روح الفيلم.

تتجلَّى جِدَّةُ الفيلم وأصالته في كون المخرجة أسماء المدير انتهجت لها أسلوبا ذاتيا ومتميزا وذكيا لإيصال رؤيتها لتيمة جد حساسة، واضعة شخوصها كتجسيد ما وقع بالأمس البعيد في المغرب ومدى نتائجه وتأثيره على مغرب اليوم، وهذا مايجعلني أصنف هذا الفيلم في خانة الفيلم السياسي ليس فقط لكونه يضم رؤية سياسية واضحة مغلفة بشكل فني تُعلِّقُ سينمائيا على هول ماوقع في بداية الثمانينات من ضمن كل ماوقع خلال سنوات الرصاص، وتحذر من تكراره وتضع الأصبع على بقاياه ونتائجه الحاضرة معنا هنا والآن، لكن أيضا لأن المخرجة استطاعت تمرير رؤيتها بشكل فني موارب، خصوصا فيما يتعلق بشخصية الجدة ووضعها المقابل لكل الشخصيات الأخرى وضدها، والتي لايمكن للعين السينفيلية سوى ملاحظة كيف استطاعت أسماء المدير توظيفها بلمحات ذكية وجعلها التجسيد الذي يمثل الماضي الأليم، والذي مازال مستمرا في الحاضر بشكل من الأشكال، كخطاب وسلطة ماضوية تتلون باستمرار كما الحرباء وتختبئ خلف أكاذيب ليس بيضاء على كل حال، بل وبفضل تلونها ذاك أصبحت تستحق عن جدارة لقب "أم كل الأكاذيب". لكن الجميل أن المخرجة الحاضرة في الفيلم تمكنت عبر علاقتها الملتبسة بجدتها أن تجعلنا كمشاهدين لانستطيع كرهها بل فقط نكره إيدولوجيتها الظالمة والمستبدة في حق كل أفراد وأصدقاء الأسرة الذين تم إيذاؤهم وقمعهم وتعذيبهم بدون سبب ولامبرر معقول، والذين بدورهم يمثلون شرائح من المجتمع ما زالت إلى اليوم تعاني مما أصاب بعضا من أفراد عائلاتها أو ما أصابهم هم أنفسهم.

وإذا كانت سنوات الرصاص وخصوصا لحظة "ثورة الكوميرا" التي وقعت سنة 1981 وما تلاها من تداعيات وفواجع هي محور أحداث الفيلم، فإن حي أسرة المخرجة بالدار البيضاء، الذي كان من بين أكبر المناطق المتضررين مما وقع بحيث وقعت فيه مجزرة، ليتحول ملعب كرة القدم لمقبرة جماعية، ليس هو المعني فقط لأن اللمحات التي تركز عليها أسماء المدير خصوصا فيما يتعلق بالجدة تؤكد ذلك.

استعمال التماثيل المصغرة التي تجسد شخصيات الفيلم(أعضاء الأسرة، الجيران وبعض سكان الحي...) كانت هي فكرة التميز التي جعلت من "كذب أبيض" فيلما صعب منافسته وجعلته يحصد لحد كتابة هذه السطور عدة جوائز في مهرجانات جد مهمة ليس فقط تلك المتخصصة في الفيلم الوثائقي بل أيضا أخرى التي استطاع فيها هذا الفيلم المصنوع بحب وشغف كبيرين يصلان للمشاهد عبر الشاشة، أن يتفوق فيها على أفلام روائية أيضا.

أغاني ناس الغيوان كانت موظفة بشكل ذكي كونها تعبر عن المرحلة وعن الأحداث وأيضا كونها تشكل جزءا من هوية وأذواق الشخصيات.

مسار الوالد وشغفه بكرة القدم وكونه كان حارس مرمى يطمح للشهرة، وكيف أن هذا المسار تعطل وتوقف بسبب ما وقع لكن بشكل غير مباشر لأن الملعب أصبح مقبرة جماعية، هذا الربط الفني الذكي بين هذين المسارين كان جد موفق.

"أم كل الأكاذيب" تقف بالباب تفتش وتراقب من يدخل ومن يخرج، تتنصنت عبر الجدران، تُكرِّسُ ضرورة الصمت لأن لهذه الجدران آذانا، وتتماها مع الصورة الوحيدة المسموح بها أن تعلق على الجدار، لأن كل الصور الأخرى حرام، هذا التماهي بين السلطة السياسية والسلطة الدينة أيضا تمثله الجدة التي تعي الحقيقة المرة لكن تتحايل عليها ولا تريد الاعتراف بها كيف وقعت وبتلك الحدة والقساوة والظلم الذي وقعت به.

لا أتصور أن فيلم أسماء المدير"كذب أبيض" كان سينال دعم لجنة الدعم السينمائي، وقد خرج للوجود بفضل صناديق لدعم عبر العالم وفي العالم العربي، وكانت أسماء المدير تصور عبر مراحل وفي كثير من الأحيان بدون رخصة تصوير، وهذا يعني أن من يمارسون على أنفسهم رقابات ذاتية خوفا من انقطاع صبيب صنبور الدعم أغلبهم صعب أن ينجزوا فيلما صادقا وقويا فنيا كفيلم أسماء المدير التي أعترف أنني فوجئت بقوته ولم أكن أتنبأ في بدايات مسارها أن تصل لهذا النضج الفني الذي وصلت إليه فهنيئا لها وهنيئا للسينما المغربية بها وبفيلمها هذا الذي استحق الوصول للعالمية بدون أية تنازلات في الرؤية أو في طرق مواضيع وتيمات تغازل أفق انتظارات الغرب ومهرجاناته السينمائية كما نجد عند بعض سينمائيينا وسينمائياتنا.

 

الـ FaceBook في

29.11.2023

 
 
 
 
 

مهرجان مراكش وغزة... دعوات المشاركة والانسحاب

مراكش/ العربي الجديد

وجد مهرجان مراكش الدولي للفيلم نفسه وجهةً لدعوات التضامن مع غزة وفلسطين ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، سواء بدعوة المشاركين إلى التظاهر أو الانسحاب.

وأطلق عدد من الممثلين والمخرجين والفاعلين في عالم السينما حملة تدعو المشاركين في المهرجان في دورته العشرين إلى التظاهر ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال.

وأعلن بيان نشر تفاصيله موقع اليوم 24 تنظيم وقفة احتجاجية، أمس الثلاثاء بالتزامن مع اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

ودعا البيان صنّاع الأفلام والمنتجين والممثلين ومنظمي التظاهرات الثقافية والمهنيين في مجال السينما الحاضرين بمهرجان مراكش الدولي للأفلام، للانضمام إلى وقفة في شوارع مراكش تنسّقها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.

سبق ذلك إطلاق سينمائيين فلسطينيّين وعرب مبادرة "سينمائيون ضد الصمت من أجل فلسطين" دانت ما وصفته بتجاهل مهرجان مراكش للحرب على غزة.

وقال بيان للحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، إن مهرجانات، ذكر منها على الأخص مرّاكش والبحر الأحمر، "متواطئة مع الإبادة الصهيونية للفلسطينيّين عبر مواصلة برمجتها الاعتيادية كالسابق، وكأن شيئاً لم يكن، وكأنّ أبشع مجزرة في القرن الواحد والعشرين ليست بصدد الوقوع على مقربة منّا وأمام أعيننا". 

وطالب البيان السينمائيين التونسيين بسحب أعمالهم من مهرجان مراكش ومهرجانات أخرى ومقاطعتها.

ومع ذلك لم تلقَ الفكرة آذاناً صاغية بما يكفي، إذ بحسب البيان، جزء من الفنّانين التونسيّين رفض الاستجابة لهذه المبادرة، معتبرين أن دعمهم لفلسطين سيكون أنجع عبر المشاركة في المهرجانات ومحاولة التأثير بمواقفها من الداخل.

ووصف البيان هذا الخيار بأنه "خيار انهزامي لا يتلاءم مع لحظة المدّ التي تعيشها الأمّة حين ترفع أسلحتها المتنوعة في وجه الاحتلال، سواء عبر المقاومة المسلّحة في كلّ الجبهات، التي تعد غزّة قلبها النابض، أو عبر حملات المقاطعة الشعبيّة لداعمي الاحتلال التي تنتشر كل يوم أكثر في كلّ البلدان العربيّة".

يذكر أن منظمي الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش قرّروا إلغاء جميع أشكال الاحتفالات، وبخاصة فقرة البساط الأحمر والعروض المجانية التي كان يقيمها المهرجان في ساحة "جامع الفنا" الشهيرة، وذلك تضامناً مع غزة.

 

العربي الجديد اللندنية في

29.11.2023

 
 
 
 
 

عضو لجنة تحكيم مراكش للفيلم (ليلى سليماني) :

قوة السينما المغربية تكمن في مخرجيها الشباب

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكدت الكاتبة المغربية الفرنسية ليلى سليماني، عضو لجنة تحكيم الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن قوة السينما المغربية تكمن في الجليل الجديد من مخرجيها الشباب المتشبعين بالخصوصية المغربية والمنفتحين على العالم.

وقالت السليماني في لقاء صحفي على هامش المهرجان “أعتقد أن السينما المغربية باتت تحتل مكانة متزايدة الأهمية، لأن قوتها الكبرى اليوم تكمن في هذا الجيل الشاب من المخرجين المغاربة، وفي نفس الوقت العالميين، الذين يروون قصة مكان ويخاطبون الجميع في الوقت نفسه”.

وأوضحت أن أي شخص وأيا كانت جنسيته، يشاهد اليوم فيلماً مغربياً، سيحس وكأن القصة تخاطبه، وهذه هي قوتنا الكبيرة، مبرزة أنها على يقين بأنه خلال السنوات العشر المقبلة، سيواصل الإنتاج السينمائي الوطني تطوره، ولما لا ينافس الأفلام الفرنسية والأمريكية والانجليزية.

وباعتبارها كاتبة وعضواً في لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أعربت السليماني عن سعادتها لكونها ستتمكن من مشاهدة أفلام مختلفة تسلط الضوء على جودة عمل المخرجين ورؤيتهم الفريدة فيما يتعلق بمواضيع متنوعة.

وبخصوص اقتباس روايتها “أغنية هادئة” في السينما، تعلق السليماني بالقول إنها كانت تجربة غريبة جداً، “لأنك في الوقت الذي تشاهد قصتك على الشاشة، تجد أنها لم تعد ملكا لك، حيث وظفها شخص آخر، واختار لها ممثلين وديكورا. ذلك يضيف بعدا آخر لعملي، وأن أرى كتابي “يعيش حياته” أمر جميل للغاية”.

لا تعتبر السليماني أن هناك فاصلاً بين الأدب والسينما، “إنهما عالمان مترابطان منذ وجود السينما، فالمخرجون كانوا دائماً على مقربة من الروائيين، والروائيون قريبون من السينما. وكل طرف منهما معجب بأداء الآخر”.

وتضيف “إننا نتشارك العمل نفسه وهو سرد القصص، وإثارة مشاعر الأشخاص، وخلق الشخصيات، وتخيل الأماكن، وإحياء الماضي. وأظن أن الهواجس نفسها تسكننا في أعماقنا، البعض يملك كاميرا، والبعض الآخر قلما، لكن هناك أرضية مشتركة بينهما”.

وفي معرض حديثها عن مكانة المرأة في السينما، قالت السليماني إن مكانة النساء أصبحت بارزة في هذا المجال بالمغرب. ومن ضمن من يمكن ذكر أسمائهن من جيل المخرجات الشابات، تضيف، هناك مريم بنمبارك وصوفيا علوي وليلى المراكشي، وكذلك المخرجة المغربية أسماء المدير التي عرضت فيلماً في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان.

وخلصت السليماني إلى أن “النساء حاضرات بقوة ولهن كلمتهن، جميعهن شجاعات وأنا فخورة جدا بكوني جزءا من هذا الجيل من النساء المغربيات”.

 

موقع "سينماتوغراف" في

30.11.2023

 
 
 
 
 

تيلدا سوينتون من مراكش: أنا محظوظة للغاية باتجاه مسيرتي المهنية

تحدثت "اندبندنت عربية" مع السيدة الذهبية للشاشة الفضية وناقشت علاقاتها مع زملاء العمل والأسرة وعالم الأزياء والخيال

ليلى عامر 

تعتبر الإسكتلندية تيلدا سوينتون إحدى الممثلات الأكثر غموضاً وتحطيماً للمسلمات في السينما، وهي ضيفة معتادة في مراكش حيث ترأست الدورة الثامنة عشرة للمهرجان عام 2019، واستلمت جائزة النجمة الذهبية من يدي المخرج السويدي، الحائز على جوائز عدة، روبن أوستلوند، عن مسيرتها المهنية المتميزة التي امتدت على مدى أربعة عقود.

وفي الدورة الحالية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش عام 2023، تعود سوينتون للمشاركة في جلسات نقاش بعنوان "حوار مع" مع زملائها الممثلين والمخرجين والمنتجين مادس ميكلسن، ووليام دافو، ومات ديلون، وفيغو مورتنسن، وبرتراند بونيلو، وأنوراغ كاشياب، وأندريه زفياغينتسيف. إنها مناسَبة للممثلة لمناقشة خياراتها الإبداعية، كمنتجة ولكن في الغالب كممثلة، والنابعة من العلاقات القوية التي ترعاها مع صانعي الأفلام الذين تعمل معهم بشكل متكرر.

قصة علاقات

تيلدا سوينتون هي بالفعل جزء من "عائلات الأفلام" العديدة والتي تعود إليها بسعادة بمجرد أن تأتي المشاريع المثيرة في طريقها. "عائلات العمل هذه متميزة للغاية ولكنها تعمل جميعها معاً، عائلتي مع بونغ جون-هو، مع جيم جارموش، مع ويس أندرسون أو مع جوانا هوغ، جميعهم يتعايشون، جميعهم يعرفون بعضهم البعض ومن السهل بالنسبة لي العمل معهم"، تقول الممثلة التي شاركت في فيلم هوغ الأخير "الابنة الأبدية" الذي عرض للمرة الأولى في البندقية العام الماضي.

على حد تعبيرها، تعترف سوينتون بأنها محظوظة للغاية بالطريقة التي سارت بها مسيرتها المهنية حتى الآن، وعندما سُئلت عن المخرج الذي ندمت على عدم العمل معه، أجابت على الفور: "لحظة، إنني أقوم بمسح ذهني!"، لكنها تجيب أنه لا يوجد مخرجون تأسفت على رفضها العمل معهم. "هناك مخرجون لم أعمل معهم بعد، لكن كلانا يعلم أننا نريد أن يحدث ذلك. تماماً كما حدث مع أبيتشاتبونغ (ويراسيتاكول)، كنا نعرف ونقدر بعضنا البعض لفترة من الوقت ولكننا لم نعمل معاً أبداً. ثم تعاوننا على فيلم "ميموريا" Memoria وانطلقنا بالتعاون".

كما ذكرت أيضاً فيلم "صوت الإنسان" The Human Voice وتعاونها مع المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار، المعروف بالعمل حصرياً باللغة الإسبانية (التي لا تتحدثها الممثلة). "لقد فوجئت جداً برغبته في التعاون معي لأنني لا أبدو مثل أي من النساء الذين يشركهم عموماً بأفلامه! لقد شعرت بالامتنان للعمل معه حتى أنني عرضتُ أن أكون صامتة!" لكن المخرج وقّع على أول فيلم ناطق باللغة الإنجليزية مع سوينتون بمفردها مع كلب وفستان أحمر.

ديفيد بوي السينما - أيقونة الموضة

لكن علاقات سوينتون تتجاوز عالم السينما. وكما قال المخرج السويدي روبن أوستلوند عندما سلم الممثلة جائزة التكريم العام الماضي في مراكش: "إنها ديفيد بوي السينما". تشتهر تيلدا سوينتون بمظهرها الفريد وإحساسها العميق بالأناقة، وربما تكون أفضل مناصرة للمصممين الذين يسعون إلى التميز.

هذا العام، تعود إلى المهرجان من جديد إلى جانب رئيسة لجنة التحكيم جيسيكا شاستين وملكة السينما الفرنسية إيزابيل هوبير، مرتدية معطفاً أبيض كبير الحجم من تصميم هايدر أكرمان على مسرح قصر المؤتمرات بمناسبة حفل الدورة العشرين.

"عندما أرتدي الملابس، تماماً كما هي الحال عندما أعمل مع مخرج، ينطبق نفس المبدأ. يتعلق الأمر بالتواصل والعلاقة. لذلك أنا لا أرتدي ملابس حقاً، بل أرتدي علاقات، عندما أرتدي شانيل يكون ذلك بسبب علاقتي ببيت شانيل، وعندما أرتدي هايدر أكرمان، فهو أحد أصدقائي المقربين. نحن نعمل سويةً بطريقة تجريبية للغاية، إنها طريقة جذابة للغاية وأحبها!"، تشرح الممثلة، التي تعترف أيضاً بأنها كشخص خجول ترى بأن الخروج بهذه الهيئة هو طريقة لإمضاء الوقت في صحبتهم.

إن قرب الممثلة من عالم الموضة هو السبب الذي جعلنا نراها أيضاً تحضر مهرجان هييريس للأزياء في فرنسا عام 2018 على سبيل المثال، والذي ترأسه آنذاك صديقتها أكرمان، وهو منصة انطلاق للمصممين الشباب الطموحين الذين تكتشفهم دور الأزياء الكبرى.

"أنا لست في هوليوود، أنا على كوكب آخر"

تفتخر عملاقة السينما بنهج دائري حقيقي، حيث يعد العمل مع صانعي الأفلام للمرة الأولى (والفنانين بشكل عام) على تطوير العمل أمراً بالغ الأهمية. "إذا كان هناك أي شيء، فإن عملي أصبح أكثر فأكثر إثراءً بالنسبة لي. يبلغ عمر أطفالي الآن 26 سنة (توأمها أونور وكزافييه سوينتون بيرن)، مما يعني أن لدي الآن مسؤوليات تنظيم أقل لأقوم بها، وعدد أقل من الزيارات المدرسية، وهو ما يسمح لي حقاً بالمشاركة أكثر في العمل الذي يستغرق وقتاً أطول لإنجازه.

هذا التصريح لا يعني أن الممثلة والمنتجة مستعدة لإخراج أول فيلم روائي طويل لها حتى الآن، على رغم أنها قدمت إنتاجات أولية وفيلماً قصيراً، "لست أحاول تجربة الإخراج! لكني أحب حقاً الإنتاج، وتهيئة الظروف لصانعي الأفلام للقيام بعملهم. لكن لا تقل أبداً أبداً..." تقول وتبتسم.

على رغم نيلها جائزة "الأوسكار"، و"البافتا"، و"الأسد الذهبي" من مهرجان البندقية، ونيلها ترشيحات في أكبر مسابقات الأفلام مثل "غولدن غلوب" عدة مرات واحتلالها المرتبة 13 في قائمة صحيفة "نيويورك تايمز" لـ"أعظم الممثلين والممثلات في القرن الحادي والعشرين" عام 2020، تصر سوينتون: "أنا لست في هوليوود، أنا على كوكبي الخاص! بالنسبة لي، الجزء الأصعب عاطفياً في حياتي هو أنني أعيش في مكان جميل جداً في مرتفعات اسكتلندا وأضطر أن أجهز نفسي لمغادرة المنزل للعمل، وتكون هذه عادةً أكبر رحلة عاطفية يجب أن أقوم بها، تماماً مثل فيلم "نارنيا" Narnia تقول مازحة.

دائماً ما تكون في أفضل مكان تقدمه السينما، ولكن دائماً بعيداً من جنون هوليوود، ترى سوينتون أنها طورت عالمها الخيالي الخاص.

الأوهام - ممثلة سريالية

غالباً ما تلعب الممثلة أدواراً في قصص سريالية، ولا تمتلك إجابة واضحة عن سبب هذا الاختيار المحدد في حياتها المهنية. وتقول "ألاحظ ذلك أيضاً، إنها مسألة شعور أشاركه كثيراً مع زملائي. نحن جميعاً في عالم الخيال ولكن ليس بالضرورة عالم رائع. على سبيل المثال، يبدو العمل الذي أقوم به مع جيم جارموش دائماً وكأنه خيال حتى عندما نكون في ديترويت وأنا مصاصة دماء عمرها 3000 عام (فيلم "الموتى لا يموتون" The Dead Don’t die)! أو عملي مع بونغ جون-هو (فيلم "أوكيا" Okja)، هناك دائماً هذه القفزة إلى الخيال وهذا هو اهتمامي". وتضيف "بعد قولي هذا، فإن عملي مع جوانا هوغ هو في "عالم واقعي" أكثر، حتى لو كان فيلمنا الأخير معاً، "الابنة الأبدية"، يتناول الأشباح، إلا أنه كان يحتوي على عنصر أكثر واقعية".

تدرك سوينتون تفردها جيداً، وتعترف بكل تواضع بأنها محظوظة للغاية لأن المخرجين الذين تعمل معهم "يخلقون لها عالماً صغيراً" حيث تشعر أنها تستطيع دائماً أن تعبر عن نفسها في هذا الدور.

تمتلك شعوراً نادراً بالامتنان في عالم يمكن أن يأتي فيه التقدير بذات السرعة التي تموت بها المسيرة المهنية. من ناحية أخرى، تستمر سوينتون في الازدهار وسنراها في أول فيلم روائي طويل لجوشوا أوبنهايمر، وهو مسرحية موسيقية تسمى "النهاية" The End حيث ستغني هي وجميع الممثلين الستة الآخرين في فريق التمثيل في هذه القصة المروعة التي جرى تصويرها تحت الأرض.

 

الـ The Independent  في

30.11.2023

 
 
 
 
 

مراكش السينمائي يعرض بانوراما من أحدث الأفلام المغربية

المهرجان يعرض "موغا يوشكاد" وهو فيلم وثائقي يرصد حكايات عمال مغاربة في مناجم الفحم شمال فرنسا.

مراكش (المغرب)يقترح قسم بانوراما السينما المغربية ضمن فعاليات الدورة 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على جمهور الفن السابع اكتشاف مجموعة مختارة من الأفلام الروائية والوثائقية من الإنتاجات السينمائية المغربية الجديدة.

أحد هذه الأفلام، فيلم “شيوع” وهو من تأليف وإخراج ليلى كيلاني، وموسيقى تصويرية من تصميم لورون مالان وميشال دونوف ويلكيميكس.

يأخذنا الفيلم في رحلة مميزة إلى عالم جميل ومعقد على تلال طنجة وسط الغابة، وتكشف الأحداث حياة عائلة متواضعة في مسكن يحمل اسم “المنصورية”، إذ يعيش أفراد العائلة حياة بسيطة ومليئة بالشغف، خاصةً بين الأب أنيس وابنته لينا اللذين يشتركان في حبهما للطيور.

تتغير حياة العائلة إلى حد بعيد عندما تقترح جدة لينا، أمينة، إقامة حفل زفاف وتخطط لصفقة عقارية تهدف إلى جعلهم أغنياء، حيث يعارض أنيس الفكرة ويتحدى القرار بالتخلي عن حقوقه في الملكية لصالح بناء مأوى للطيور.

كذلك يعرض المهرجان فيلم “أبي لم يمت” وهو عمل سينمائي مؤثر يأخذنا في رحلة عاطفية ومؤلمة عبر مدينة الملاهي، حيث يعيش الشخصان الرئيسيان، مالك ووالده مهدي، حياة كحرفيين في هذه البيئة الفنية والمليئة بالمفاجآت، وتأتي نقطة التحول في حياة مالك عندما يُعْتَقَل والده مهدي بشكل عنيف من قبل قوات الشرطة، وذلك بسبب اتهامات بالدعاية ضد الحكومة، حيث تصاعدت الأحداث، مما يدفع مالك لينطلق في رحلة بحث مثيرة عن والده بتعاون مع فناني الاستعراض الآخرين.

الفيلم من إخراج عادل الفاضلي الذي وفر للجمهور تجربة بصرية ملهمة، بالإضافة إلى تصوير ماتيو دو مونكرون الذي يعزز تفاصيل الفيلم والأحداث التي تعيش فيها الشخصيات. كما أن السيناريو الذي كتبه الفاضلي بالتعاون مع ألكسيس كارو يقدم قصة محبوكة تشد المشاهد من أول لحظة وتبقيه في عوالم الفيلم حتى نهايته، حيث تتعمق الأحداث في قضايا اجتماعية حادة، مع التركيز على قوة العلاقات العائلية والصداقة.

ويحضر أيضا فيلم “سوق الخميس الكارة” وهو رحلة مؤثرة وشخصية تأخذ المشاهد لاستكشاف معاناة المكان وتاريخه من خلال عيون المخرجة إيزة إيديري – جنيني. الفيلم يعتبر لوحة فنية تعكس العلاقة الخاصة بين الفنانة وسوق الخميس الأسبوعي، الذي يعد قلبًا نابضًا للمنطقة وجزءًا حيويًا من حياة السكان المحليين.

ولمحبي الاطلاع على كواليس العمال، وخاصة أولئك العاملين في المناجم، يقترح المهرجان فيلما بعنوان “موغا يوشكاد” وهو فيلم وثائقي مؤثر يرصد حكايات عمال المناجم المغاربة الذين استُدعوا للعمل في مناجم الفحم شمال فرنسا خلال الفترة من خمسينات حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي، هذا الفيلم الذي أخرجه خالد زايري، يقدم نظرة مؤثرة ومفصلة حول الحياة الصعبة والتحديات التي واجهها هؤلاء العمال.

يتناول الفيلم القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تعرض لها عمال المناجم بشكل متأن مما يسلط الضوء على تحدياتهم وصراعاتهم في مواجهة التمييز العنصري وظروف العمل الصعبة.

ويكشف الفيلم جمالية التصوير الفوتوغرافي للمصورين محمد كارا ورفيق زكان اللذين وثقا لحظات مهمة ونقلا ببراعة الظروف الصعبة التي عاشها هؤلاء العمال.

ويشارك أيضا فيلم “مروكية حارة” الذي يحكي قصة حياة خديجة الملقبة بـ”كاثي” في مدينة الدار البيضاء، وهي امرأة على عتبة الثلاثين، تبحث عن الهوية الخاصة بها وتتحدى التحديات التي تواجهها في مجتمعها.

تنطلق القصة من لحظة العزلة الصادقة، حيث تكتشف خديجة الاستغلال الذي تتعرض له، ليس فقط من قبل عائلتها بل أيضًا من قبل خطيبها، إذ تعالج الأحداث بشكل جريء القضايا الاجتماعية والثقافية التي تؤثر في حياة المرأة في المجتمع المغربي.

الفيلم من إخراج هشام العسري الذي التقط بمهارة جوانب المدينة والحياة اليومية، مع تركيزه على التفاصيل الصغيرة التي تعكس تجربة خديجة.

وكذلك يحضر فيلم “على الهامش” للمخرجة جيهان البحار الذي يستعرض ثلاث قصص حب لأناس مهمشين، حيث تتقاطع مصائرهم بشكل غير متوقع، تاركًا للجمهور مساحة للتأمل في الحياة وعقباتها. وينسج السيناريو الذي كتبته جيهان البحار بالتعاون مع نادية كمالي مروازي بمهارة قصص الحب المتشابكة والتي يبرز تنوعها الديناميكي، عبر أداء الممثلين، بما في ذلك ماجدولين الإدريسي، عزيز داداس وهند بن جبارة، الذي عزز قوة القصة وأضفى عليها المزيد من العمق والواقعية.

 

العرب اللندنية في

30.11.2023

 
 
 
 
 

مهرجان مراكش يسلط الضوء على المسار السينمائي للممثل الأمريكي فيجو مورتينسن

مراكش ـ «سينماتوغراف»

شارك الممثل الأمريكي الشهير فيجو مورتينسن، أمس الخميس بمراكش، في فقرة “حوار مع..” في إطار الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للسينما بمراكش، التي كانت فرصة لمشاركة الجمهور المغربي أبرز محطات رحلته السينمائية الغنية والطويلة.

وحضر هذا اللقاء، الذي قدم نظرة مميزة عن هذا الفنان متعدد المواهب، عدد كبير من عشاق السينما ومهنيي الصناعة السينمائية.

ودخل هذا الممثل، المعروف بأدواره في أفلام شهيرة مثل ثلاثية “سيد الخواتم” و” Green Book “، في حوار شامل يناقش مختلف جوانب مسيرته الفنية التي تمتد لأكثر من 30 عاماً.

وأشار فيجو مورتينسن إلى تعاونه مع المخرج الأرجنتيني ليساندرو ألونسو، الذي يشارك أيضاً في هذه الدورة من المهرجان بفيلمه «يوريكا»، حيث أشاد مورتنسن بانفتاح المخرج الأرجنتيني على تقنية الارتجال، معرباً عن إعجابه الكبير بتوفر الممثل على مجال التصرف والارتجال في النص.

كما أكد الممثل الأمريكي على أهمية فهم الشخصية وتصويرها، بغض النظر عن حجم الفيلم.

وفي معرض تعليقه على تجربته في التصوير المكثف لثلاثية “سيد الخواتم”، أشار فيجو مورتنسن إلى أن “الفترات الطويلة في موقع التصوير تجعل من السهل الحفاظ على شخصية وعقلية متناسقة”.

من جهة أخرى، قال الممثل الأمريكي، الذي لعب أدواراً باللغات الإنجليزية والدنماركية والإسبانية والفرنسية والروسية والعربية، إنه ” إذا كان الممثل يمتلك اللغة واللهجة والمظهر المناسب لدور معين، فيجب أن يكون قادراً على أداء الشخصية دون القلق بشأن الصوابية السياسية”.

كما كشف هذا الفنان متعدد المواهب (ممثل، مخرج، كاتب سيناريو، منتج..) عن طريقته في التحضير للأدوار من خلال استكشاف ماضي الشخصية، موضحاً أنه “يتخيل ولادة الشخصية وتعليمها، متخذا نهجا شاملا لتنمية الشخصية”.

وتخلل هذا اللقاء مع الممثل فيجو مورتنسن، خلال الدورة العشرين للمهرجان الدولي للسينما بمراكش، مقتطفات من الأفلام التي أظهر فيها هذا المخرج موهبته التمثيلية، من بينها ” Jauja” و”سيد الخواتم”.

وأضافت العروض الترويجية لأفلام أخرجها مورتنسن، من بينها “Captain Fantastic” و”The Dead Don’t Die”، بعداً آخر للحدث السينمائي، حيث قدمت لمحات عن رؤيته الإخراجية ومهاراته في السرد القصصي.

 

####

 

(ورشات الأطلس) في مهرجان مراكش تحدث وقعاً إيجابياً عالمياً

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكد هادي زردي، مسؤول برنامج “ورشات الأطلس” للصناعة السينمائية وتطوير المواهب، أن هذا البرنامج الذي أطلقه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في إطار دورته لسنة 2018، “أحدث وقعاً إيجابياً في مجال الفن السابع على المستوى العالمي”.

وقال زردي بمناسبة تنظيم فعاليات الدورة السادسة لـ”ورشات الأطلس”، على هامش الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن “وقع هذه الورشات يتبدى جلياً على مستوى حضور ضيوف عالميين مرموقين تجذبهم جودة المشاريع المقدمة” للبرنامج.

وأشار المسؤول إلى أن “ورشات الأطلس تعد فضاءات لتطوير مشاريع سينمائية يتقدم بها جيل من المواهب الشابة من المغرب وإفريقيا والعالم العربي”، وتقدم “برنامجاً غنياً ومتنوعا ومستهدفاً من أجل مواكبتها”.

وأبرز زردي في هذا الصدد الإقبال الكبير الذي يحظى به البرنامج، والذي يتمثل أساساً في العدد الكبير لطلبات المشاركة فيه تم التوصل بها من القارة الإفريقية والعالم العربي، والتي بلغ عددها في دورة العام 320 طلب مشاركة، اختير منها 25 مشروع فيلم (16 في مرحلة التطوير، و9 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج تنتمي إلى 11 دولة).

وكان بيان لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أكد أن “هذا العدد من الطلبات، الذي شهد ارتفاعاً متزايداً، يدل على الدينامية الإبداعية القوية التي تعرفها المنطقة، بالإضافة إلى الجاذبية التي تحظى بها ورشات الأطلس والفرص التي توفرها للمشاركين”.

وأبرز زردي، في سياق متصل، أن من تجليات البعد الدولي لتأثير برنامج “ورشات الاطلس”، أيضاً، هناك الحضور القوي الذي بصم عليه عدد من المخرجين الشباب الذين استفادوا من دعمه ومواكبته، في مهرجانات عالمية مرموقة من قبيل مهرجان (كان) الفرنسي، ومهرجان “صاندانس” الأمريكي.

وخلص المسؤول إلى أن سينما المنطقة التي يستهدفها البرنامج “لم تعد مقتصرة على نطاق محدد، وإنما باتت تفرض نفسها كسردية عالمية متاحة لجميع الجماهير”.

يشار إلى أن المشاريع والأفلام ال25 التي تم اختيارها في إطار الدورة السادسة من (ورشات الأطلس) تستفيد من مواكبة خاصة ذات جودة عالية من قبل مستشارين في كتابة السيناريو والإنتاج والتوزيع والمونتاج والموسيقى، وذلك قبل المشاركة في سوق الإنتاج المشترك الذي يجمع مايقارب 250 مهنياً دولياً معتمداً. وستمنح لجان التحكيم جوائز مالية نقدا تبلغ قيمتها الإجمالية 126 ألف يورو، من بينها جائزة ArteKino.

كما شهدت دورة هذه السنة من البرنامج، من بين أمور أخرى، عقد سلسلة من اللقاءات والمناقشات، ولقاء حول أهمية الدور الذي تلعبه الخزانات السينمائية في حفظ ونشر التراث السينمائي في المنطقة. وإضافة إلى ذلك، وفي إطار فضاء منصة الأطلس، يتبادل المهنيون خبراتهم في مجال تطوير مشاريع أفلام الرسوم المتحركة، وبانوراما دولية لعرض الأفلام القصيرة في المهرجانات، وفن تقديم عرض يخص السلسلات المقدمة للمنصات الرقمية.

يذكر أن (ورشات الأطلس) دعمت وواكبت في الدورات الخمس السابقة ما مجموعه 111 مشروعاً وفيلماً، من بينها 48 مشروعاً وفيلماً مغربياً. وكان من أبرز منجزات البرنامج انتقاء أربعة أفلام حظيت بدعمه ضمن التشكيلة المختارة في مهرجان “كان” السينمائي برسم سنة 2023، وهو ما وصفته مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حينها بـ”حدث تاريخي غير مسبوق حيث يشارك المغرب للمرة الأولى بثلاثة أفلام”.

 

موقع "سينماتوغراف" في

01.12.2023

 
 
 
 
 

مراكش السينمائي يطلق جائزة الأطلس للتوزيع لدعم حركية الأفلام

ورشات الأطلس قامت على مدى دوراتها الست بمواكبة 136 مشروعا وفيلما سينمائيا، منها 57 مشروعا وفيلما مغربيا.

مراكش (المغرب)أكد المدير الفني للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ريمي بونوم أن الفريق المكلف ببرنامج ورشات الأطلس قرر هذه السنة إطلاق جائزة الأطلس للتوزيع (أطلس ديسريبيوشن أوارد)، وذلك من أجل الدعم المالي لحركية الأفلام المغربية والعربية والأفريقية في المغرب وأفريقيا وجميع أنحاء العالم العربي.

وقال بونوم، في تصريح على هامش حفل توزيع جوائز الدورة السادسة لبرنامج ورشات الأطلس، إن هذه المبادرة تأتي استجابة لتحدي توزيع الأفلام في المغرب وأفريقيا والعالم العربي، وتمكين الجمهور من جميع أنحاء المنطقة من اكتشاف المواهب المذهلة التي واكبها هذا البرنامج الذي أطلقه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش منذ عام 2018.

وأكد أن هذه الدورة السادسة من البرنامج تمثل فرصة للتقييم، ومشاهدة أكثر من مئة فيلم واكبها ووجدت طريقها إلى المهرجانات الدولية الكبرى، وتشارك اليوم في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وقال المدير الفني للمهرجان “نعرض هذه السنة تسعة أفلام حظيت بدعم ورشات الأطلس”، مشيرا إلى أن حضور شخصيات مرموقة في عالم السينما من مختلف أنحاء العالم خلال هذه الدورة من البرنامج يؤكد الاهتمام المتزايد الذي توليه الصناعة السينمائية العالمية للسينما المغربية والعربية والأفريقية، التي تجد حيويتها وطاقتها هنا في المجموعة المنتقاة ضمن ورشات الأطلس.

من جانبها، أعربت حليمة ودغيري التي حازت هذه الدورة على جائزة الأطلس للتطوير عن فيلمها “ذا كامل درايفنغ سكول” عن سعادتها لحصولها على هذه الجائزة التي ستساعدها كثيرا في إطلاق فيلمها الذي سيتم تصويره في مراكش. ونوهت المخرجة المغربية الشابة بجودة ورشات الأطلس التي تعد مشاريعها استثنائية والمشاركون فيها منتجو أفلام شباب، مضيفة أن هذه الدورة شكلت فرصة لها للقائهم والعمل معهم وإتاحة الفرصة لهم لمناقشة مشاريع أفلامهم.

وعرفت الدورة السادسة من ورشات الأطلس التي انعقدت من 27 حتى 30 نوفمبر الماضي، حضور 300 مهني دولي من أجل مجموعة تتكون من 25 مشروعا وفيلما، يحملها جيل جديد من السينمائيين المغاربة والعرب والأفارقة. وقد استفاد 16 مشروعا في مرحلة التطوير و9 أفلام في مرحلة التصوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج قادمة من 11 بلدا، من مواكبة خاصة تمثل ما يقارب 110 من اللقاءات التوجيهية قدمها خبراء مستشارون في مجال كتابة السيناريو والإنتاج والتوزيع والمونتاج والموسيقى التصويرية.

كما نظم سوق الإنتاج المشترك لورشات الأطلس خلال هذه السنة أكثر من 450 لقاء فرديا مع المخرجين والمنتجين السينمائيين الذين تم اختيار أعمالهم لدعمها.

وعلى مدى دوراتها الست قامت ورشات الأطلس بمواكبة 136 مشروعا وفيلما سينمائيا، منها 57 مشروعا وفيلما مغربيا، حيث تم اختيار العديد من الأفلام التي استفادت من دعم ورشات الأطلس للمشاركة في أكبر المهرجانات السينمائية العالمية، ليكون دورها كمنصة مهمة لدعم المشاريع السينمائية في المنطقة.

وكان بلاغ لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أكد أن “هذا العدد من الطلبات، الذي يعرف ارتفاعا متزايدا، يدل على الديناميكية الإبداعية القوية التي تعرفها المنطقة، بالإضافة إلى الجاذبية التي تحظى بها ورشات الأطلس والفرص التي توفرها للمشاركين”. وأكد هادي زردي، مسؤول برنامج ورشات الأطلس، أن هذا البرنامج “أحدث وقعا إيجابيا في مجال الفن السينمائي على المستوى العالمي”.

 

العرب اللندنية في

02.12.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004