ملفات خاصة

 
 
 

المخرجة المغربية أسماء المدير في مهرجان مراكش :

تقديم عمل سينمائي أمام جمهور بلدي أمر مميز جداً

مراكش ـ «سينماتوغراف»

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة العشرون

   
 
 
 
 
 
 

أكدت المخرجة المغربية أسماء المدير، أمس الثلاثاء بمراكش، بمناسبة عرض فيلمها الوثائقي الأخير “كذب أبيض”، ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن تقديم عمل سينمائي بالمغرب أمام الجمهور المغربي يعتبر أمراً مميزاً جداً.

وذكرت المخرجة الشابة، عقب عرض الفيلم، إن هذا العرض بمراكش يعني لها الكثير. وأعربت عن تأثرها العميق إزاء التفاعل الكبير للجمهور المغربي والأجنبي الذي حضر العرض، وامتلأت به القاعة عن آخرها، مقرة بأنه إحساس لم تلمس مثيلاً له في أي مكان.

وأشارت أسماء المدير، في هذا السياق، إلى أن عرض فيلمها “كذب أبيض” في تظاهرات سينمائية عديدة حول العالم “وهو أمر أفتخر به وأسعد به جدا”، إلا أن “تقديم الفيلم أمام جمهور مغربي أنتمي إليه وأشاركه اللغة وفي الثقافة يبقى أمراً مغايراً للغاية”.

وعن فيلمها “كذب أبيض”، تقول المخرجة المغربية إنه قصة شخصية ذاتية شارك فيها كل أفراد العائلة، وهو أمر مميز في الفيلم، لأنهم شاركوا في سرد أحداث القصة مع العلم أنهم ليسوا بممثلين حقيقيين، ما يعطي للفيلم طابعاً قريباً من الواقع.

وأضافت أن إعداد الفيلم تطلب منها عشر سنوات من الاشتغال والعمل المضني، لكنها راضية جداً على النتيجة، “خصوصاً بفعل مشاركة الفيلم في عدد من المهرجانات السينمائية المرموقة، وحصده لجوائز عديدة”، معربة عن شكرها للجمهور المغربي على تفاعله مع الفيلم، مشيرة إلى أنه عندما ينال العمل السينمائي استحسان الجمهور، “فهي لحظة سعادة ورضى بالنسبة للمخرج وكل طاقم الفيلم، الذي يرى أن مجهورات الإعداد آتت أكلها”.

وحول مشاركتها في المسابقة الرسمية في الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، لم تخف أسماء المدير سعادتها الكبيرة لاختيار فيلمها للعرض ضمن أفلام المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، مشيرة إلى أن “كذب أبيض” حصل على سبعة عشر جائزة دولية، خلال جولة عروضه التجارية، إلا أن المشاركة في هذا المهرجان بمدينة مراكش لها طعمه الخاص.

كما سلطت الضوء على الفرق الكبير بين تقديم المخرج لعمله السينمائي في بلد أجنبي، مقارنة مع تقديم الفيلم في تظاهرة سينمائية مثل هذه داخل المغرب أمام الجمهور المغربي، مبرزة أنه “إحساس في غاية الروعة أتمناه لكل صانع سينما”.

وحول الأفلام الوثائقية، قالت أسماء المدير إنه جنس سينمائي قريب جداً من الواقع، مقارنة مع الأجناس الأخرى من الأفلام، وتشارك فيه شخصيات حقيقية، إضافة إلى أنه يعالج مواضيع حقيقية في الحياة.

ويروي فيلم “كذب أبيض” (2023) قصة واقعية للمخرجة أسماء، التي تذهب إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما على الانتقال إلى منزل آخر. وحين شرعت في فرز كل أغراض طفولتها، عثرت على صورة ستصبح نقطة الانطلاق في تحقيق تسأل خلاله المخرجة عن كل الأكاذيب الصغيرة التي ترويها عائلتها. وشيئا فشيئا، تستكشف ذكريات حيها وبلدها.

وأسماء المدير هي مخرجة وكاتبة سيناريو ومنتجة، خريجة المعهد المتخصص في السينما والسمعي البصري، درست بالمدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس، وحصلت على شهادة الماستر في الإنتاج من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط. أخرجت أفلاما وثائقية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ولقناة الجزيرة الوثائقية، وقنوات أجنبية أخرى.

وأخرجت أسماء المدير، سنة 2020، فيلم “في زاوية أمي”، الذي اختير للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأمستردام، قبل أن تقوم بإخراج فيلم “كذب أبيض” الحائز على جائزة أفضل إخراج في قسم “نظرة ما” بمهرجان “كان” (2023).

و”كذب أبيض” هو ثاني فيلم مغربي يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته الـ 20، بعد فيلم “عصابات” لكمال الأزرق.

 

####

 

الممثل والمخرج مات ديلون في فقرة «حوار مع .. »

أفضل الارتجال لمنح الحياة للشخصيات ولا أبقى لصيقاً بسيناريو الفيلم

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكد الممثل والمخرج وكاتب السيناريو الأمريكي مات ديلون، أمس الثلاثاء بمراكش، أنه يولي أهمية أكبر لشخصيات الفيلم مقارنة بالسيناريو.

وعبر ديلون، خلال لقاء تم تنظيمه في فقرة “حوار مع…” في إطار الدورة الـ 20 للمهرجان الدولي للسينما بمراكش، عن امتنانه للمخرجين الأوائل الذين اشتغل معهم، مقراً أنه حين يتقمص شخصية معينة يصبح شخصا آخر، وأشار، الذي يفضل الارتجال عوض أن يبقى لصيقاً بالسيناريو، إلى أنه طالما أحب حرية التصرف التي يمنحها له بعض المخرجين “لمنح الحياة للشخصيات وللمشاهد”.

وبعدما أبرز إدراكه لواقع صناعة السينما والتحديات العديدة التي تفرضها عملية الإخراج، قال مات ديلون إنه يريد من ممثليه أن “يشعروا بالارتياح” دون أن يكونوا على علم بالسيناريو، ولفت الانتباه إلى أنه يحاول ألا يكون مهووساً بالتحكم في التفاصيل.

ويؤدي مات ديلون، الممثل المبدع، ببراعة الأدوار الأكثر تعقيداً، وذلك بفضل ثقافته “الموسوعية” التي تتيح له استكشاف تجارب كل شخصية وفهم سماتها النفسية.

وتمتد مسيرة مات ديلون السينمائية لأزيد من ثلاثة عقود. ولعب أدوار البطولة في عدة أفلام منها “الغرباء” و”راستي جيمس” (1983) لفرانسيس فورد كوبولا، و”صيدلية راعي البقر” (جوس فان سانت، 1989)، و”الفردي” (كاميرون كرو، 1992)، و”هناك شيء ما عن ماري” (بيتر وبوبي فاريلي، 1998)، و”تصادم” (بول هاجيس، 2004)، و”المنزل الذي بناه جاك” (لارس فون ترير، 2018) و”مدينة الكويكب” (ويس أندرسون، 2023).

وفي سنة 2003، انتقل خلف الكاميرا ليخرج فيلم “مدينة الأشباح” الذي كتبه مع باري جيفورد. في سنة 2006، ترشح لجائزة أفضل ممثل في دور ثاني عن فيلم “تصادم” الذي نال جائزة الأوسكار، وقد أكسبه أداؤه جائزة الروح المستقلة الثانية له بعد تلك التي حصل عليها عن دوره في فيلم “صيدلية راعي البقر“. لعب مؤخراً دور البطولة أمام باتريشيا أركيت في مسلسل منصة آبل” الصحراء العالية “.

 

####

 

الممثلة الفرنسية كاميل كوتان في مهرجان مراكش ..

الأصالة والعمق والتناغم عناصر أساسية للعمل السينمائي الناجح

مراكش ـ «سينماتوغراف»

قالت الممثلة الفرنسية، وعضو لجنة تحكيم الدورة ال20 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كاميل كوتان، إن الأصالة والعمق والمشاعر وكذلك الطريقة التي يلتقي فيها الموضوع بانسجام مع شكل الفيلم الروائي أو الوثائقي، تشكل عناصر أساسية في العمل السينمائي الناجح.

وأوضحت الممثلة الفرنسية، خلال مائدة مستديرة مع صحفيين انعقدت على هامش المهرجان، في معرض ردها على سؤال حول الخصائص الأساسية التي ينبغي أن تتوفر في الفيلم حتى يتميز في هذا النوع من المهرجانات، أن أصالة المشروع وكذا العمق والمشاعر التي يثيرها تعتبر عناصر أساسية يعتد بها في تقييم العمل السينمائي.

وأضافت أنه “على الرغم من ذلك، فإن مقارنة الأفلام والرسائل والتوقعات تبقى أمراً حساساً، وذلك بالنظر إلى تنوعها الكبير”، معتبرة أن المساواة بين قصتين مختلفتين تكون أحياناً معقدة، خاصة عندما تكون لدينا أفلام وثائقية وأفلام الخيال والدراما وأصناف أخرى عديدة”.

وحسب الممثلة المعروفة التي تتقن أداء أدوارها، لا يتعلق الأمر بالحكم، بل بالأحرى بالتعرف على الروح والطموح السينمائي لأعمال هؤلاء المخرجين الشباب المشاركين، الذين يقدمون أول أو ثاني أفلامهم الطويلة.

وفي ما يتعلق بدورها في لجنة تحكيم المهرجان، أعربت كاميل كوتان عن فخرها بالمشاركة في هذه اللجنة، مشيرة إلى أن تملك فرصة مشاهدة 14 فيلماً في ظرف أسبوع واكتشاف أفلام أخرى بفضل عمل المدير الفني للمهرجان، ريمي بونوم، ولجنة الانتقاء، الذين شاهدوا 800 فيلم وسافروا لحضور عدة مهرجانات في العالم، يمثل تجربة غنية.

وأضافت أن الأمر يتعلق أيضاً بـ”فرصة استثنائية أن تكون محاطاً في هذه اللجنة بشخصيات مرموقة، تمثل مساراتها السينمائية مصدرا حقيقيا للإلهام بالنسبة لي. الإنصات لتلك الشخصيات ومناقشة موضوع السينما يعد نعمة حقيقية”.

وأبرزت أنه خلال النقاشات حول الأفلام، يمكن لأعضاء لجنة التحكيم أن يمضوا ساعات في مناقشة وتحليل مختلف المواضيع، مع احترام كل منهم لمدة مداخلته، مشيرة إلى أنه ” أحيانا قد تكون الأراء حول الأفلام متشعبة لدرجة قد نتساءل معها ما إذا كان الأمر يتعلق بنفس العمل”.

وبالنسبة للمعايير المحددة لاختياراتها في ما يخص المشاريع السينمائية، قالت الممثلة التي أدت دور البطولة في العديد من الأفلام الدولية الناجحة، إنه منذ القراءة الأولى للسيناريو، يكون رد فعلها الأول هو معرفة ما إذا كانت لديها الرغبة الطبيعية في مشاهدة الفيلم أو السلسلة موضوع الاختيار.

وتضيف “بعد ذلك أتساءل عن قدرتي على إضفاء بعد آسر ومثير للاهتمام على الشخصية”، مشيرة إلى أنه أحياناً تكون هناك شخصية مثيرة للاهتمام لكني أشعر بنوع من الحيرة بخصوص الطريقة التي سأتعاطى معها وفقها “وعند ذلك ألجأ إلى غريزتي”.

 

####

 

يقدم قصصاً جديدة تتحدى السرد التقليدي ..

جيسيكا شاستين تصف مراكش للفيلم بـ«المتمرد»

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكدت جيسيكا شاستين الممثلة الأمريكية ورئيسة الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن هذه التظاهرة الدولية تشكل رمزاً للصمود من خلال الفن والسينما.

وأبرزت شاستن خلال مائدة مستديرة مع الصحافة انعقدت على هامش الدورة، أهمية الإبداع الفني باعتباره انعكاساً للإنسانية، مبرزة أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ينطوي على دور مهم في ظل هذه الأوقات الصعبة التي تتسم بعدم اليقين والتحديات المعقدة التي يعرفها العالم.

وقالت الحائزة على جائزة الأوسكار إن “الفن مرادف للإنسانية، وخاصة السينما. إنه بمثابة آلة لحشد التعاطف”، مبرزة الحاجة إلى استكشاف وجهات نظر وقصص مختلفة لتوسيع رؤية المرء للعالم.

وفي معرض ردها عن مساهمة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في الحوار العالمي حول السينما والفن، أبدت الحائزة على جائزة (غولدن غلوب) لعام 2013 تحمساً للأفلام المنتقاة في هذه الدورة.

وقالت “إن الاختيارات المقدمة ملهمة بشكل لا يصدق”، مشيدة بالتطور الكبير الذي شهده المهرجان منذ إنشائه وتنوع وثراء الإنتاجات المقدمة في إطار هذا الحدث الثقافي الذي يجمع رواد الفن السابع.

وشددت الممثلة الأمريكية على أهمية هذا التظاهرة الدولية التي تتميز عن غيرها من الفعاليات السينمائية بجودتها الفريدة وجرأتها، واصفة مهرجان مراكش ب”المتمرد”، لأنه يقدم قصصاً جديدة تتجاوز الحدود وتتحدى السرد التقليدي.

وعن فيلمها الأخير “ذاكرة” الذي يعرض ضمن في هذه الدورة من المهرجان في إطار قسم “العروض الاحتفالية”، أشارت جيسيكا شاستين إلى أن خصوصية هذا الفيلم تكمن في عدم القدرة على التنبؤ به وإمكانية تأطير بطلته (سيلفيا) في إطار سردي غير تقليدي للمخرج الكبير ميشيل فرانكو، بالإضافة إلى التحديات الكبيرة التي يطرحها ويدفع بحدودها الفنية باعتبارها ممثلة.

كما سلطت الممثلة الهوليوودية الضوء على ولعها بما أسمتها المشاريع “الاستفزازية”، داعية إلى الابتعاد عن المعايير التقليدية والانفتاح على آفاق جديدة.

 

####

 

المخرج الأرجنتيني ليساندرو ألونسو ..التوزيع التجاري للأفلام أمر صعب اليوم

والمهرجانات السينمائية فرصة لاكتشاف ثقافات أخرى

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكد المخرج وكاتب السيناريو الأرجنتيني ليساندرو ألونسو، أنه يتطلع إلى معرفة انطباع الجمهور المغربي تجاه فيلمه “يوريكا” الذي يعرض اليوم الأربعاء في قسم “القارة الحادية عشرة” ضمن فعاليات الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وقال ألونسو، “أنا أتطلع فعلاً لمعرفة الانطباع الذي سيتركه فيلمي في المغرب. كما أتطلع إلى أن أتمكن من مناقشته مع المشاهدين واكتشاف الانطباعات الأولى التي يثيرها لدى الثقافة المغربية”.

وأبرز المخرج الأرجنتيني أن فكرة الفيلم جاءت من نهاية إخراج فيلمي السابق (Jauja) (2014)، وهو دراما تاريخية، “عندما رأيت أنه كان ينبغي علي الاستمرار في تصوير بعض المشاهد الإضافية بحضور الأمريكيين الأصليين”.

وأضاف “هنا بدأت أفكر أنه يجب أن يكون هناك تمثيل أكبر لهؤلاء السكان الأصليين. ويتعلق الأمر بسرد قصة السكان الأصليين في أمريكا الشمالية ومقارنتهم بسكان أمريكا اللاتينية”.

وعن ظروف إنتاج الفيلم، قال ألونسو إن الأمر كان معقداً للغاية، حيث واجه إنتاجه العديد من التحديات التي ترجع أساساً إلى الانقطاعات التي سببتها جائحة كوفيد-19، والتي أثرت على العملية الإبداعية في مناسبتين أو ثلاث.

ومما زاد من هذا التعقيد، يضيف ألونسو، كون التصوير قد تم في أربع دول مختلفة هي البرتغال وإسبانيا والولايات المتحدة والمكسيك، وهو ما جعل التنسيق بين أربعة فرق إنتاج وإدارة اللوجيستيك مهمة صعبة إلى حد كبير.

واجهنا أيضاً عوائق تتعلق بأحوال الطقس، خاصة في الولايات المتحدة، حيث جعلت درجات الحرارة المنخفضة التصوير أكثر صعوبة”، يقول المخرج، مضيفاً أنه “لذلك كان علينا أن نتغلب على العقبات الجغرافية والمناخية والصحية لتحقيق أهدافنا”.

وعن طبيعة علاقته بأفلامه، أكد ألونسو، أنه يخرج أفلاماً قريبة منه ومن إمكانياته وحساسيته. ويقول “لا أرى نفسي قادراً على صنع أفلام أخرى غير تلك التي أخرجها. ولا أفكر عادة بمن سيشاهدها، لكن أفكر في الأفلام التي أود أن أشاهدها بنفسي، أو ما هي الأسئلة التي أود أن أطرحها على نفسي من خلال عناصر أو أدوات معينة أستخدمها في أفلامي”.

ويفصل ألونسو في العناصر الأساسية التي تهمه في إخراج الفيلم، حيث “أعمل معظم الوقت مع ممثلين غير محترفين، وأشخاص لم يتوجهوا إلى السينما من قبل”. وهو أمر يعزى إلى اهتمامه باكتشاف كيف يعيش السكان على هامش الحضارة وينعزلون. يقول ألونسو “من خلال هؤلاء الأشخاص وهذه المشاهد، أستطيع أن أشعر بأنني أكثر صفاء وأكثر اكتمالا، وأحاول اكتشاف ماذا يعني العيش في عالم آخر”.

وعن علاقاته مع مشاهدي أفلامه، يقول المخرج الأرجنتيني، إن جمهوره يتشكل في العموم من أولئك الذين يترددون على منصات معينة مثل المهرجانات السينمائية أو الجامعات أو مكتبات السينما أو دورات الأفلام، حيث يكون الجمهور أكثر شغفاً لمشاهدة الأفلام غير التقليدية والتي لا يمكنهم مشاهدتها كل يوم في قاعات السينما التجارية أو على شاشة التلفزيون.

ويعرب في هذا الصدد عن أسفه لكون التوزيع التجاري للأفلام اليوم أمر صعب للغاية، وبالتالي فإن صناعة أفلام من النوع الذي ينجزه أمر معقد، ويتطلب الكثير من العمل والصبر والمثابرة والإيمان بأن الفكرة التي يسعى إليها المرء لها هدف واضح أو غرض حقيقي.

يخلص ألونسو إلى أن السينما تشمل بالنسبة له وسيلة للقاء الجمهور، وأشخاص لن يتمكن من مقابلتهم بأي طريقة أخرى. ويقول “لذلك، فالسينما هي بمثابة نقطة انطلاقي للذهاب إلى أماكن بعيدة، واكتشاف كيف يعيش الناس ذوو ثقافات أخرى في ظل ظروف معيشية وقواعد أخرى. ومن خلال إنجاح هذه التجربة بنجاح، تمكنت من تكوين نفسي بشكل أفضل كمخرج وكشخص”.

 

####

 

مهرجان مراكش يكرم المخرج فوزي بنسعيدي الوجه البارز في السينما المغربية

مراكش ـ «سينماتوغراف»

خص المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المخرج المغربي الموهوب، والوجه البارز في السينما المغربية، فوزي بنسعيدي، مساء أمس الأربعاء، بتكريم حار في إطار دورته العشرين، وذلك تقديراً لمساره المهني الاستثنائي الحافل خلف الكاميرا وأمامها.

وخلال حفل احتضنه قصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، وحضره نجوم الفن السابع وشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام، تسلم فوزي بنسعيدي النجمة الذهبية للمهرجان من طرف زوجته الممثلة نزهة رحيل، محاطاً على الخشبة بعدد من أبرز الممثلين الذين عملوا معه في أفلامه، وهم نادية كوندا وهاجر كريكع ومحسن مالزي وربيع بنجيهل وعبد الهادي طالب وفهد بنشمسي.

وحسب المنظمين، فإن بنسعيدي يعتبر مؤلفا رائداً في السينما المغربية، وأحد أبرز ممثليها على الصعيد العالمي، حيث سجلت أفلامه حضوراً دائماً في أكبر المهرجانات العالمية، من كان إلى برلين، مرورا بتورونتو وفينيسيا. كما يعد “مبدعاً متميزاً في فن السخرية الشاعرية، وينجز بثبات كبير وثقة عالية عملا رائعا ميزته التفرد والعمق الإنساني”.

وفي كلمته بالمناسبة، قال بنسعيدي، وسط تصفيقات الجمهور، لم أخرج فيلمي الأول إلا في سن الثلاثين، وكانت تلك بالنسبة لي ولادة ثانية مهمة مثلها مثل تاريخ ميلادي المكتوب على الوثائق الرسمية”، معتبراً أنه “بعملية حسابية بسيطة، فإن سني الحقيقي، أي مدة اشتغالي في السينما، هو 25 سنة”.

وأضاف بنسعيدي “عمري اليوم 25 سنة، وأحظى بالتكريم، وفيلمي المقبل لن يكون فلمي السابع وإنما فيلمي الأول”، مستحضراً بداياته مع السينما في مسقط رأسه مكناس، وقاعتها السينمائية “كاميرا”.

وفي كلمة باسم الممثلين الحاضرين الذين اشتغلوا مع بنسعيدي، قال ربيع بنجيهل إن تكريم المحتفى به اليوم يمثل “وقفة استثنائية ولحظة خالدة واعترافا بفنان وإنسان تقاسمنا معه هوس المسرح وعشق السينما”.

ونوه بنجيهل في هذا الصدد برجل “مبدع ذي موهبة فنية فذه ومسار رسمه بجدارة واستحقاق، ومخرج وسيناريست ذكي أمتعنا برؤى إخراجية يتماهى فيها الصوت والصورة بكل جمالية وعمق مرسخا بذلك اسما من ذهب مع الكبار”. كما أبرز أن بنسعيدي “وهب حياته للسينما، ومثل المملكة أحسن تمثيل في المحافل الدولية، وجعل من رسالته في الحياة رسالة حب وإبداع وحرية”.

وتميز هذا الحفل بعرض شريط يستعرض الأفلام التي صنعت المسيرة الناجحة لفوزي بنسعيدي، وكذلك بعرض فيلمه “الثلث الخالي”.

وأخرج بنسعيدي فيلمه القصير الأول “الحافة” سنة 1997 الذي نال العديد من الجوائز، قبل أن يشارك أندري تيشيني في كتابة سيناريو فيلمه “بعيدا” سنة 2000. وأعقب ذلك إخراجه لفيلمين قصيرين “الحيط… الحيط”، المتوج في قسم “أسبوعي المخرجين” بمهرجان كان، و”خيط الشتا”، الذي توج في مهرجان البندقية.

وفاز فيلمه الطويل الأول “ألف شهر” (2003) بجائزتي النظرة الأولى ولجنة الشباب في قسم “نظرة ما” بكان. وأتبع ذلك بفيلم “يا له من عالم رائع” الذي عرض في مهرجان البندقية. وفاز فيلمه الموالي “بيع الموت” (2011)، المتوج بجائزة “فن وتجريب” في مهرجان برلين، ثم أخرج فيلم “وليلي” (2017) الذي تم اختياره في قسم “أيام البندقية”، ونال سبع جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.

كما أخرج بنسعيدي فيلم “أيام الصيف” المقتبس عن رواية “بستان الكرز” لأنطون تشيخوف. وتم عرض أحدث أفلامه الطويلة “الثلث الخالي” في قسم “أسبوعي المخرجين” بمهرجان كان سنة 2023. وفوزي بنسعيدي هو أيضا ممثل، فقد لعب في أفلام برتراند بونيلو، نذير مقناش، داود أولاد السيد وجاك أوديار.

 

####

 

المخرج الروسي أندري زفياجينتسيف في مهرجان مراكش :

السينما وطني، ورهاني الدائم كسب ثقة المشاهدين

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكد المخرج وكاتب السيناريو الروسي، أندري زفياجينتسيف، أمس الأربعاء بمراكش، أن السينما تشكل بالنسبة له وطناً، وأن رهانه الدائم في الأفلام التي يخرجها هو كسب ثقة المشاهدين.

وقال زفياجينتسيف الذي حل ضيفاً على فقرة “حوار مع..” ضمن فعاليات الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في معرض رده عن سؤال لماذا يصنع الأفلام، إن “هذا السؤال يشبه أن تسألني لماذا أتنفس”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن أفعل غير ذلك”، وأن “السينما وطني”.

وأبرز المخرج الروسي الذي حاز فيلمه الأول “العودة” (2003) على جائزة الأسد الذهبي وجائزة لويجي دو لورينتيس لأفضل أول فيلم في الدورة الستين لمهرجان فينيسيا السينمائي، أن رهانه الدائم في أعماله هو كسب ثقة الجمهور.

وأوضح أنه يسعى لذلك إلى اختيار ممثلين يكونون قادرين على تجسيد الشخصيات الموكولة إليهم بصدق. ويقول “أسعى إلى أن يؤمن المشاهد في قرارة نفسه أن من يراهم في أفلامه هم شخصياتها بحيث تغيب هوية الممثلين الحقيقية تماما”.

وعن التحديات التي يواجهها المخرج السينمائي في العمل اليومي، قال زفياجينتسيف إن “الأمر يشبه أن يجد المرء نفسه أمام جبل، وعليه أن يكون قادرا على صعوده ويتخلى عن الخيارات العادية ويقدم على المخاطرة حتى يحفر طريقه بيديه”.

وعن مشروع فيلمه المقبل، قال المخرج الروسي إنه سيشرع في تصويره في الربيع المقبل بكل من فرنسا وإسبانيا وليتوانيا، غير أنه لم يقدم نبذة عنه “لأنه لا يمكن أختصار فكرته في عبارات محدودة. أنا لا أحب كلمة pitch الإنجليزية التي تعني اختزال فكرة فيلم ما. فيلمي سيكون أعمق مما يمكن أن أقوله لكم”.

ولد أندري زفياجينتسيف سنة 1964، وتكون في معهد نوفوسيبيرسك للمسرح، وفي المعهد الروسي للفنون المسرحية بموسكو. ولعب بعد ذلك على خشبة المسرح وفي التلفزيون والسينما. ومكن فيلمه الثاني “الإبعاد” (2007)، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، كونستانتين لافرونينكو بالفوز بأول جائزة روسية في التمثيل. وفي سنة 2011، فاز فيلمه الثالث “إيلينا”بجائزة لجنة التحكيم في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان. كما فاز فيلمه “ليفياثان” (2014) بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة مهرجان كان وبأول جائزة غولدن غلوب لفيلم روسي منذ سنة 1969 في العام الموالي.

ونال فيلمه “خطأ الحب” (2017) جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان وترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي. وفي سابقة من نوعها في السينما الروسية، فاز بجائزة سيزار أفضل فيلم أجنبي. وفي سنة 2018، عاد إلى مهرجان كان ليشارك في عضوية لجنة التحكيم.

 

####

 

المخرج المغربي عادل الفاضلي :تفاعل الجمهور هو أكبر جائزة لـ «أبي لم يمت»

مراكش ـ «سينماتوغراف»

أكد المخرج المغربي عادل الفاضلي، أمس الأربعاء بمراكش، أن تفاعل الجمهور مع الفيلم يعد أكبر جائزة بالنسبة لصانع الأفلام.

وقال الفاضلي، بمناسبة عرض فيلمه “أبي لم يمت” ضمن قسم “بانوراما السينما المغربية” في إطار الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن الأمر الأساسي الذي يفكر فيه عندما يشتغل على أي مشروع سينمائي هو البحث عن قصة مثيرة للاهتمام يمكن مشاركتها مع الجمهور، والسفر بهم عبرها.

وأعرب الفاضلي الذي حاز فيلمه “أبي لم يمت” على الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الأخيرة، عن سعادته برد فعل الجمهور المراكشي تجاه فيلمه وتعاطفه مع شخصياته.

من جهة أخرى، أبرز الفاضلي أن الممثل الذي يقدم إضافة نوعية للفيلم هو الذي يستطيع أداء أدوار تركيبية بحيث يتمكن من خلالها من تجسيد الشخصية التي يلعب دورها، بشكل يختلف عن شخصيته في الواقع.

وتتواصل فعاليات الدورة العشرين للمهرجان لدولي للفيلم بمراكش إلى 2 ديسمبر بعرض 75 فيلماً من 36 بلداً.

 

موقع "سينماتوغراف" في

29.11.2023

 
 
 
 
 

"كذب أبيض وبانيل وأدما" فيلمان بنكهة الشغف السينمائي النسائي

سيدتي - سميرة مغداد

محمد بلميلود

أهدى مهرجان الفيلم الدولي بمراكش، في يومه الخامس من فعالياته، فيلمين ناعمين وقوييْن للجمهور، وهما ضمن أفلام المسابقة الرسمية.

الأول "بانيل وأدما" للمخرجة السنغالية تولاي سي، والثاني "كذب أبيض" للمغربية أسماء المدير، وهما شابتان واعدتان تنبضان بعشق الفن السابع، كأداة للتعبير عن رؤيتهما للعالم، حتى وإن اختلفت التوجهات والاختيارات الفنية.

كذب أبيض

لا يبدو واضحاً تماماً لماذا اختارت أسماء المدير عنوان "كذب أبيض" لفيلمها الوثائقي، وإن قدمته هي بنفسها كفيلم يشتغل على الذاكرة أساساً.

وهو الفيلم الذي حظي بتصفيق حار من طرف الجمهور، الذي على ما يبدو منحه التتويج قبل لجنة التحكيم، بعد عرضه بقاعة الوزراء بقصر المؤتمرات بمراكش.

العمل مفعم بالتعبير السينمائي والفني، حيث إن المخرجة أقحمت حياتها مع عائلتها التي عاشت في كنفها؛ أي الجدة والأم والأب والعم وبعض الأقارب؛ لتروي حكاية حدث سياسي عنيف مرّ في المغرب في بداية الثمانينات وتداعياته على بعض أفراد أسرتها، وكانت هي الراوية والممثلة معاً مع إقحام حوارات قصيرة مبتكرة شيقة مع أهلها بعيداً عن النمطية.

كما استعانت كما يبدو بمهارة والدها في صناعة الدمى؛ لتكمل حكايات من الماضي الصعب بتشخيص أدوار العائلة وأجواء وأمكنة الحدث بصناعة دمى وبناء دور وفضاءات تمثل ذاكرة ما حدث؛ لتبعث فيها روحاً أخرى من خلال حكيها هي كفاعلة ومسؤولة عن إدارة الشخصيات العائلية بأسلوب البوح والاعتراف، في جوّ خاص مفعم بكثير من الصدق.

شجاعة فنية

تمكنت المخرجة من كشف شخصيات حميمة من عائلتها وإظهار التناقضات والعيوب، بكثير من التسامح والتقبل الذي يُظهر أيضاً شفافية المخرجة واعتزازها بالعائلة كيفما هي، وهي شجاعة فنية تحسب لـ"أسماء"؛ التي استثمرت في صناعة عملها جهداً خاصاً.

ولعل الكذب الأبيض هو ذاك التسلط الذي كانت تمارسه الجدة باستمرار؛ بإخفاء حقائق صعبة راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر، ولعله الكذب الأبيض المغلف بالصرامة اللازمة لحماية أفراد العائلة.

أعادت "أسماء" المتفرجين لذاكرة جماعية مشتركة شكّلت وعيها كإنسانة وكمخرجة، وعادت في الوقت نفسه إلى الزمن المغربي الأصيل؛ من خلال استفزاز الذاكرة والعواطف بتوظيف موسيقى تراثية لفرقة ناس الغيوان الشهيرة أيام السبعينات والثمانينات، وكذلك الفن الشعبي المغربي.

"كذب أبيض"، حسب النقاد الذين التقت "سيدتي" ببعض منهم، قدم نسخة غاية في الفنية والإنسانية من منظور مختلف، كما أن الحضور الفعلي لشخصيات واقعية من عائلة المخرجة منح العمل نكهة خاصة.

مخرجة فازت في مهرجان "كان" السينمائي

بقيت الإشارة إلى أن أسماء المدير سطع اسمها في مهرجان "كان" العام الماضي، بعد فوزها في مهرجان كان السينمائي بجائزة أفضل إخراج في إطار فقرة "نظرة ما".

قالت "أسماء" أثناء عرض فيلمها إن وقفتها أمام جمهور مراكش في بلدها انتظرتها بشغف؛ لأن طعمها مختلف تماماً، وإنها ترتعش للموقف، وهي تقدم فيلمها باللغة العربية لأول مرة، بعدما قدمته بالفرنسية في مهرجان "كان"، والإنجليزية في نيويورك، خاصة أن كل عائلتها صعدت إلى المنصة معها، بما فيهم الجدة بعكازها.

قصة حب من السنغال

"بانيل وأدما" قصة جميلة من قصص حب إفريقي، بتوقيع مخرجة شابة سنغالية تعيش في فرنسا، لكن فيلمها الطويل الأول مليء بإحساس لم يغترب أبداً، بل ظل لصيقاً بالجذور.

استطاعت أن تحبك قصة زوجين شابين من قلب الحياة القروية في السنغال، وأن تختار شخصية مؤثرة وقوية قد تمثل تطلعات جيل كامل من السنغاليات، هي "بانيل" الزوجة الشابة الثائرة التي تريد أن تعيش بطريقتها هي مع زوج تحبه، بعيداً عن قيود القبيلة والمجتمع.

"بانيل" إفريقية جميلة طموحة لحياة أفضل، تتطلع لحياة مستقلة، تشعر فيها بذاتها.

تصارع طيلة الفيلم لأجل إقناع محيطها بهذه القناعات المختلفة عما هو سائد. شقت "بانيل" بوعيها، وحتى زوجها "أدما "رغم حبه لها، ظل مكبلاً بإكراهات العائلة والقبيلة والمجتمع.

شعرية فضاء وقساوة عيش

الجميل والمثير في أحداث الفيلم هي تلك الشاعرية التي تعاملت بها المخرجة من خلال صور المناظر الطبيعية الساحرة والمعبرة من قلب حياة إفريقية قاسية.

 

سيدتي نت السعودية في

29.11.2023

 
 
 
 
 

الكولومبي سيباستيان كيبرادا يعرض "الابن الآخر" في مراكش

دراما إنسانية يبرز من خلالها المخرج حجم الألم الذي تعيشه العائلة عند فراق شخص مقرب، خصوصا التحدي الذي يمثله الاستمرار في الحياة وعدم الانهيار.

مراكش (المغرب)يحكي فيلم “الابن الآخر” للمخرج الكولومبي خوان سيباستيان كيبرادا، الذي عرض في إطار المسابقة الرسمية للدروة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، قصة إنسانية مؤثرة تبرز سبل تجاوز ألم فقدان شخص مقرب.

الابن الآخر” من إنتاج كولومبيا، وفرنسا، والأرجنتين، وتشخيص كل من ميكيل كونزاليس، وإيلونا ألمانسا، وجيني نافا، وسيمون تروخيو.

وتدور أحداث هذا الفيلم (89 دقـيقة) حول قصة فيديريكو، الفتى المراهق الذي يعيش حياة سعيدة رفقة عائلته وأخيه سيمون إلى غاية الليلة التي سيلقى فيها أخوه حتفه بعد سقوطه من أعلى شرفة في إحدى الحفلات.

سيقلب هذا الحادث حياة فيديريكو رأسا على عقب، حيث سيدخل في فترة كآبة حادة، جراء الانهيار الذي سيلحق بأفراد العائلة، خصوصا الأم التي لم تقو على فراق الابن، ما سيؤثر سلبا على حياته وتحصيله الدراسي، وفي الوقت نفسه، يحس فيديريكو بواجب الاستمرار في حياته وعدم الاستسلام، ما سيدفعه إلى السفر بعيدا عن بيت العائلة لنسيان ما وقع.

وتسلط هذه الدراما الإنسانية الضوء على طريقتين لتجاوز ألم فقدان الأخ، واحدة تكمن في الهرب من بيت العائلة لمدة معينة لنسيان ما حدث، التي سعى إليها الابن فيديريكو، وطريقة أخرى اختارتها الأم، وتكمن في التعايش مع ألم الفراق واستحضار ذكراه إلى الأبد، باعتبارها الطريقة المثلى “لتعظيم الميت واحترام روحه”.

وقال مخرج الفيلم إنه اقتبس فكرة الفيلم من قصته الشخصية، ويسعى من خلالها لإبراز حجم الألم الذي تعيشه العائلة عند فراق شخص مقرب في تلك الظروف، “خصوصا التحدي الذي يمثله الاستمرار في الحياة وعدم الانهيار”.

كما أعرب خوان سيباستيان كيبرادا عن سعادته الكبيرة بمشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان “خصوصا وأن الفيلم بدأ مؤخرا جولة عروضه التجارية”، معربا عن شكره لكل الساهرين على هذه التظاهرة السينمائية العالمية.

قبل مهرجان مراكش الدولي، تم عرض فيلم “الابن الآخر” لأول مرة عالميا في مهرجان سان سيباستيان السينمائي الدولي الحادي والسبعين في الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي، حيث تنافس في قسم المخرجين الجدد. وتم اختياره ليكون المدخل الكولومبي لجائزة أفضل فيلم أيبيري أميركي في حفل توزيع جوائز غويا الثامن والثلاثين.

وإلى جانب فيلم خوان سيباستيان كيبرادا، تشارك في المسابقة الرسمية للدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي تتواصل فعالياته إلى الثاني من ديسمبرالمقبل، تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، أفلام “المهجع” لنهير تونا، و”بانيل وأداما” لراماتا لتولاي سي، و”مدينة الرياح” لخاكفادولام بوريف – أوشير، و”ديسكو أفريقيا” للوك رازاناجاونا، و”نزهة” لأونا كونجاك، و”كذب أبيض” لأسماء المدير، و”الحصيلة” لكارولينا ماركوفيتش.

كما تتنافس على جوائز هذه الدورة أفلام “عصابات” لكمال الأزرق، و”عالمنا” للوانا باجرامي، و”سجن في جبال الأنديز” لفيليبي كارمونا، و”الهدير الصامت” لجوني بارينكتون، و”باي باي طبريا” لمخرجته لينا سوالم، و”يوم الثلاثاء” لداينا أو. بوسيتش.

وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، تشهد نسخة هذه السنة من المهرجان، كذلك، تقديم أفلام أخرى في إطار أقسامه الأخرى، وهي “العروض الاحتفالية” و”العروض الخاصة”، و”القارة الحادية عشرة”، و”بانوراما السينما المغربية”، و”سينما الجمهور الناشئ”، علاوة على تنظيم لقاءات مع شخصيات سينمائية عالمية.

 

العرب اللندنية في

29.11.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004