ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان البندقية يحتفي بـ80 عاما من السينما والأزمات

تاريخ أفلام وشخصيات وصراعات وحروب... والفاشية والنازية عبرتا من أبوابه

هوفيك حبشيان

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثمانون

   
 
 
 
 
 
 

مهرجان البندقية 30 أغسطس (آب) – التاسع من سبتمبر (أيلول)، المعروف باسم "معرض الفن السينمائي"، يحتفي هذا العام بدورته الـ80. "ثمانون سنة في خدمة الفن السابع صنعت لحظات بصرية صمدت في الذاكرة الجماعية. من كان يتوقع لهذا الحدث الذي ولد في عهد عاشق السينما موسوليني الذي كان يعتبرها "أمضى الأسلحة"، أن يستمر كل هذا الزمن؟ منذ 1932، تاريخ انعقاد الدورة الأولى، إلى اليوم، ثمة 80 دورة من تظاهرة عرضت فيها مئات الأفلام ومشى على سجادتها الحمراء آلاف النجوم ودخل إلى صالاتها ملايين المشاهدين. وعلى رغم اقتراب "الموسترا" من الاحتفاء بمئويته، فإنه لا يزال رشيقاً وعلى قدر من الحيوية والاستعداد لمواكبة كل مستجد ومثير في عالم السينما.

النحات أنطونيو مارياني والكونت جوسيبي فولبي دي ميسوراتا ولوتشيانو ديه فيو، هؤلاء خطرت في بالهم ذات يوم فكرة تأسيس فرع سينمائي تابع لـ"بينالي البندقية" الذي كان ولا يزال يضم مختلف الفنون، من الرسم إلى الموسيقى والرقص والهندسة والمسرح والفن المعاصر. كانت السينما التي لم يمر في ذلك الحين أكثر من ثلاثة عقود على ولادتها، تحتاج إلى احتفالية تتجه إليها الأنظار، والحكومة الفاشية التي كانت تحكم إيطاليا آنذاك دعمت مشروع تنظيم هذا الحدث في جزيرة ليدو الفينيسية، بقعة الأرض التي تبعد بضعة كيلومترات عن ساحة سان ماركو الشهيرة وتطل على بحر الأدرياتيك.

بعد دورة عام 1934، قرر القائمون على المهرجان جعله سنوياً، خلافاً للبينالي الذي يعقد مرة كل سنتين. لم تكن هناك جوائز ولجان تحكيم كما هي الصيغة التي نعرفها اليوم، بل مجرد عرض أفلام على نحو بدائي. بدأت الأفلام تنافس بعضها بعضاً بدءاً من الدورة الثانية التي حضرها 300 صحافي من العالم، ولكن بلا لجان تحكيم (التي أدخلت في عام 1936)، بل كان يختار الفائزون بناء على استشارات. "دكتور جيكل ومستر هايد" للأميركي روبير ماموليان هو أول فيلم عرض في البندقية. في هذه الفترة وحتى نهاية الحرب، كانت الأفلام السوفياتية ممنوعة منعاً باتاً. 

جرأة ومناكفات

يحكى أن المناكفات كانت قوية منذ البدء بين الإدارة والسلطات، بسبب مضمون بعض الأفلام الجريئة التي كانت تغضب الفاتيكان. يصعب على السياسة والدين التعايش مع الثقافة بسلام ووئام. الأمثلة لا تحصى في هذا المجال، أما في حال البندقية فيمكن القول، إن الضغوط استمرت حتى منتصف الأربعينيات. فالسلطات في تلك السنوات، كانت تستقبل وزير الدعاية النازية جوزف غوبلز بالأحضان وتمنع الممثلة الأميركية غريتا غاربو بسبب انتقادها للنظام. والصراعات الداخلية كانت محتدمة دائماً: في عام 1939، وعلى رغم اندلاع الحرب، انطلقت الدورة، لكن الكونت فولبي رفض أن يفتتح المهرجان في حضور غوبلز. بعد الحرب، عاد المهرجان، إلا أنه واجه التحديات المتعلقة بدخول العالم في الحرب الباردة.

ولم يكن اندلاع ثورة 1968 التي عصفت برياحها على البينالي، هدية للمهرجان رغم الدور الذي لعبته في تطويره. مع هذه الثورة، راح الفنانون يعيدون النظر في الماضي الفاشي للبينالي، الذي كثيراً ما وظفه موسوليني لمصلحته. فالجائزة الكبرى للمهرجان كانت حتى عام 1942 تدعى "كأس موسوليني"، ولم تصبح "الأسد الذهبي" إلا في عام 1954، علماً أن الأسد هو رمز مدينة البندقية.

يحاجج البعض أن المهرجان لم يفرض نفسه فعلياً إلا في عام 1979، بعد سنتين كان غاب فيهما، وهو العام الذي عادت فيه جائزة "الأسد الذهبي" بعد 10 أعوام غياباً كنتيجة حتمية للثورة. المخرج كارلو ليزاني تسلم المهام وبدأ في تحديث المهرجان من الألف إلى الياء، بمساعدة نخبة من المثقفين من مثل ألبرتو مورافيا وغيره. 

عبر العقود، كبار السينمائيين اقتنصوا "أسد البندقية": كارل دراير، روبرتو روسيلليني، ميكال أنجلو أنطونيوني، لوكينو فيسكونتي، لويس بونويل، جان لوك غودار، أندره تاركوفسكي، لوي مال، آلان رينه، جون كاسافيتس، وعدد من الذين أصبحت أفلامهم اليوم من الكلاسيكيات. 

مكان وتاريخ

كل الأماكن التي تحتضننا في البندقية أو تلك التي تؤوينا طوال 12 يوماً، تضرب جذورها في التاريخ. ولا بد من ذكر قصر "الكازينو" العريق الذي يقع على يمين قصر السينما، الذي تطلب فقط ثمانية أشهر لتشييده في عام 1938. قبل أن يتحول مع السنوات إلى مبنى يؤوي صالات سينما وقاعة مؤتمرات ومكاتب لفريق عمل المهرجان ومقراً للصحافيين... افتتح "الكازينو" كما هو واضح من اسمه، كمكان للقمار، وكان موصولاً عبر ممرات تحت الأرض بقصر المهرجان وفندق الإكسلسيور الكبير الذي كان افتتح أبوابه في مطلع القرن الماضي، هذا الفندق هو الآخر شيد في زمن قياسي (سنة ونصف السنة) بفضل تعنت مخططه نيكولو سبادا، ويقال إن ثلاثة آلاف شخص حضر افتتاحه. أما الدورة الأولى من المهرجان فعقدت على تيراس هذا الفندق الذي تبلغ مساحته سبعة آلاف متر مربع، وإلى اليوم لا يزال هذا التيراس ملتقى يجمع رواد المهرجان بعضهم ببعض. صفقات ولقاءات ومقابلات، إنه المكان لعديد من الشؤون، حيث يمتزج المهني بالترفيهي، هذا كله تحت شمس فينيسيا الحارقة رغم انعقاد الحدث في أواخر الصيف. أما إذا هبت رياح الأدرياتيك وسلمت الغيوم مداها، فتلك قصة أخرى، إذ يتحول التيراس والشاطئ الذي يطل عليه مكاناً مهجوراً وكئيباً في ساعات قليلة. ولهذا المشهد سحره الخاص أيضاً.

عندما تأسس الـ"موسترا" على بقعة أرض عائمة، لم تكن المهرجانات السينمائية التي تعتز بتاريخها اليوم، ويبلغ عددها المئات، قد ولدت بعد. السينما نفسها كانت بدأت تنطق للتو، وكل هذه المنظومة المهرجانية التي أضحت واقعاً اليوم، كانت ضرباً من الخيال. أما مهرجان "كان"، هذا "العدو اللدود"، فمدين للبندقية بالكثير. ومن يعرف، لولاه لما ولد ربما! ذلك أن تأسيس المهرجان الفرنسي العريق في 1939، لم يكن إلا رد فعل سياسياً على تأسيس البندقية، خصوصاً بعدما قامت إدارة الأخير العاملة آنذاك تحت تأثير الحكومتين الألمانية (النازية) والإيطالية (الفاشية)، بمنح الجائزة الكبرى لفيلمين، هما "أوليمبيا" لليني رييفنشتال (المخرجة المحسوبة على النازيين)، وشريط بروباغاندي آخر يقال إنه أشرف على إنجازه ابن موسوليني. نتيجة هذا، خطر في بال المؤرخ والناقد فيليب إيرلانجيه أن يؤسس مهرجان كان بهدف المنافسة. فكان ما كان، والتاريخ أدرى بالتجاذبات الحاصلة بينهما منذ نحو ثمانية عقود!

في المرتبة الأولى

لكن، رغم أن الـ"موسترا" هو الأبعد زمنياً بين سائر المهرجانات في العالم ومؤسس فكرة التظاهرة السينمائية في الأصل، فهو لا يحتل اليوم المرتبة الأولى لا حضوراً ولا قيمة ولا تأثيراً، في وجود مهرجان "كان".

والأرجح أن امتداده التاريخي وعمقه الثقافي ودوره الريادي يخوله أن يأتي بعد كان مباشرة، مع التذكير أن المهرجانين هما الأكثر استفادة من الديكور الخلاب والخلفية الجمالية اللذين يعقدان فيهما، حد أنه يستحيل فصلهما عن بيئتهما الجغرافية.

أما "أوتيل ديه بان"، هذا المكان الأسطوري الذي ارتبط بالمهرجأن ارتباطاً وثيقاً، فلا يمكن تجاهل رمزيته. يعود تاريخ تشييده لعام 1900، وخلده لوكينو فيسكونتي في رائعته "موت في البندقية" المقتبس من رواية توماس مان. من يمر أمام "أوتيل ديه بان" اليوم، المقفل منذ سنوات عدة، وهو فارغ الظن والبال، سيجد نفسه أمام كم من الذكريات الموجعة: قبل نحو عقد فقط، كان تيراس هذا الفندق محجاً للمشاهير.

تتفاعل المهرجانات سلباً أو إيجاباً مع الأماكن التي تعقد فيها، وتتغير مع التغييرات الجغرافية والظروف الاقتصادية التي تصبح تحت رحمتها. ففي مطلع العقد الماضي، بدأت تتغير ملامح الـ"كازينو" الذي لا يزال منتصباً كواحد من رموز الحقبة الفاشية. السبب خلف هذه الفوضى العمرانية التي تذكر بمشاريع المقاولين في بلدان نامية: تشييد قصر جديد مقابل القصر القديم، كان من المفترض أن يكون المقر المنتظر المستحدث بأهم التقنيات. الدورة الـ68 كانت الموعد الرسمي لتدشين المكان، تزامناً مع الذكرى الـ150 لتوحيد إيطاليا، بيد أن العثور على مادة الأميانت في أرض الورشة غير مخططاتهم تماماً. 30 مليون دولار أنفقت هدراً من أصل 100 مليون دولار كان مخصصاً لمشروع اعتبره كثيرون من الأعمال التوسيعية التي تضمن استمرار المهرجان وتقدمه.

شكل تولي ماركو موللر الرئاسة الفنية بين 2004 و2011، منعطفاً في مسار الـ"موسترا"، وكذلك في مسار هذا المدير السابق لمهرجان لوكارنو السينمائي (سويسرا). قدومه إلى البندقية أعطاه زخماً، خصوصاً في ما يتعلق بحضور السينما الآسيوية، وعند مغادرته كان هناك عشرات الأسود الذين يراقبون الداخل إلى البندقية والخارج منها، منتظرين تسلم كلمة السر منه قبل رحيله، من أجل أن يحافظ المهرجان على حلته المتجددة منذ بعض الوقت.

منذ تسلم الناقد الإيطالي ألبرتو باربيرا مهامه في عام 2012، تغيرت الأشياء نحو الأفضل، تزامناً مع التحديثات التي شهدها المهرجان في واجهته الأمامية وفي كل الأماكن المحيطة بقصري السينما و"الكازينو"، لتصبح لائقة بحدث من هذا المستوى. نسب لباربيرا تحويل المهرجان منصة للأفلام الأميركية تمهيداً لموسم الـ"أوسكار". فعندما تسلم، ونتيجة لسياسة ماركو موللر في دعم سينمات أقل حضوراً، كان الأميركيون قد هاجروا البندقية مفضلين عليه تورونتو الذي كان أقل كلفة. واجه مهرجان البندقية في ذلك الحين خطر ان يصبح مهرجاناً ثانوياً، لكن زيارات باربيرا المتكررة إلى هوليوود بدأت تعيد المياه إلى مجاريها، وفي العام التالي لتسلم مهمته افتتح المهرجان بـ"جاذبية" لألفونسو كوارون، قبل أن تكر سبحة أفلام أميركية نالت الـ"أوسكار" بعد افتتاح عروضها في البندقية، مثل "سبوتلايت" و"لالا لاند" و"شكل المياه" و"جوكر". وهكذا استطاع باربيرا إنقاذ أعرق المهرجانات من السقوط في الهامش.

 

الـ The Independent  في

30.08.2023

 
 
 
 
 

مهرجان البندقية الـ80 ينطلق بـ"كوماندانتي" الإيطالي:

الجدال يسبق العروض والسينما الأميركية تكتسح

هوفيك حبشيان

دورة جديدة (30 آب - 9 أيلول) يقدّمها الإيطاليون في مهرجانهم العائم على مياه الأدرياتيك الذي يُسمَّى "موسترا" البندقية. يصادف هذا العام بلوغ المهرجان طبعته الثمانين، رغم انه انطلق في العام 1932، أي قبل 91 عاماً، لكن الصراعات والتجاذبات السياسية التي توالت على المهرجان، بالإضافة إلى نمط العمل السائد في إيطاليا، منعت من انعقاد دورات عدة. في أي حال، تسع سنوات تفصلنا عن مئوية فينيسيا، فيصبح حينها أول تظاهرة سينمائية عمرها قرن من الزمن.

كأي شيء آخر في هذا العالم، تغيّر "الموسترا" كثيراً على مدار السنوات، عصفت به التيارات والتوجهات والظواهر، إلى ان استقر قبل بضع سنوات على صيغة حديثة، لا هي عظيمة ولا هي سيئة، لكنها من افرازات الزمن الذي نعيش فيه، ويبدو انها ملائمة وتناسب الجميع، إلى حين إيجاد ما هو أفضل منها. هذه الصيغة وجدت التوازن الصحيح بين سينمات ذات توجهات مختلفة، بعضها متطلب أكثر من غيره. هناك مَن يحاجج ان البندقية بات يتفوق على زميله كانّ، وهذا كلام أبعد ما يمكن من الدقّة. لكن من الممكن، في المقابل، فهم دوافع هذه الحماسة إزاء مهرجان مغرٍ، يوفّر أمرين أساسيين لزائره: حزمة من أفضل الأفلام التي "فلتت" من كانّ لمئة سبب وسبب، وهي معروضة في إطار جمالي ذي بُعد تاريخي وعمق ثقافي. هذه بيئة لا يمكن مقارنتها بأي بيئة أخرى في العالم. انها إيطاليا، سيداتي سادتي!

في عهد المدير الفني ألبرتو باربيرا الذي تولّى منصبه في العام 2012، تغيّر المهرجان كثيراً إلى ان أخذ الشكل الرشيق الذي هو عليه اليوم. مكانياً، شهد قصر "الكازينو" (مقر المهرجان) وجواره العديد من أعمال التطوير والتجميل. أما على صعيد البرمجة، فحاول المهرجان ان يتّجه إلى الاستوديوهات الأميركية التي بدورها استفادت منه كمنبر للترويج لأعمالها، كما انه لم يقف حصناً منيعاً أمام أفلام المنصّات كما الحال في كانّ، الذي يُعتبر اليوم آخر حصن منيع أمام العرض التدفقي المنزلي. لكن في النهاية، لا كلام عاماً يمكن ان يختصر البندقية، فكلّ دورة لها ما لها وعليها ما عليها.

قال مدير بينالي البندقية روبرتو تشيكوتو في مناسبة بلوغ المهرجان ثمانين دورة، ان هذا الحدث الذي يجذب اهتمام وسائل الإعلام والعاملين في مجالي السمعي والبصري من جميع أنحاء العالم، لم يكن يوماً مجرد عرض للمواهب والأفلام، بل مرآة للنقد السياسي والاجتماعي والبيئي، ولطالما استجاب في الوقت المناسب من خلال الالتزام المباشر والعفوي أحياناً من جانب المشاركين. وأضاف: "إذا أردنا ان ندرج كلّ ما حدث في العالم خلال السنوات الأربع الماضية فقط، فلا يوجد حدث واحد مهم دولياً لم يُسلَّط عليه المهرجان الضوء باحثاً عن إجابات له: من الجائحة إلى الأزمة الأفغانية مع عودة "طالبان" إلى السلطة، إلى قمع النساء في إيران، وأخيراً الغزو الروسي لأوكرانيا، فالهجرة المأسوية عبر البحر الأبيض المتوسط. السينما التي هي تقريباً من عمر المهرجان، تتطوّر باستمرار على مستوى التكنولوجيا، ولم تتخل يوماً عن دورها كشاهدة على الماضي والحاضر، وكصاحبة رؤية تستشف المستقبل. سينما تعترض على الظلم وإساءة استخدام السلطة في كلّ مكان من العالم. هذا هو المعنى الذي نرغب في إعطائه للدورة الثمانين ل#مهرجان البندقية السينمائي، وستبدأ منذ اليوم التالي لاختتامها المرحلة التالية من الرحلة نحو مستقبل لم يُكتب السيناريو له بعد".

***

يترأس لجنة تحكيم هذه الدورة المخرج الأميركي داميان شازيل المشارك مرتين في المهرجان، وتقع عليه، هو وبقية أفراد تلك اللجنة، مهمة إسناد جائزة "الأسد الذهب" والجوائز الأخرى إلى مَن يرونهم أهلاً لها، وذلك بعد دورة العام الماضي التي ذهبت فيها الجائزة الكبرى إلى فيلم وثائقي متواضع عن شخصية نسائية مهمة، وأُسقطت من الحساب أعمال تحمل أبعاداً جمالية مثل "باردو" لأليخاندرو غونزاليث إينياريتو وسواه. مجموعة الأفلام المختارة في اطار المسابقة تثير الشهية، هذا أقل ما يُمكن القول حتى اللحظة. ذلك ان الفرق كبير بين النظرة الخارجية عليها والغوص في أعماقها. كم مرة ومرة وضعنا آمالاً كبيرة في أفلام لسينمائيين كبار، لكن الخيبة كانت في انتظارنا بعد المشاهدة؟!

أثار اختيار أفلام لثلاثة سينمائيين كبار، هم الفرنسي لوك بوسون والأميركي وودي آلن والبولندي الفرنسي رومان بولانسكي، انتقادات في وسائل الإعلام، وذلك بسبب اتهامات باعتداءات وتحرشات جنسية طالتهم في الماضي، علماً ان بولانسكي هو الوحيد الذي كانت أدانته المحكمة (قبل نصف قرن)، فيما برّأت بوسون وآلن. باربيرا دافع عن خياراته التي كان مدركاً أنها ستجلب له الشتائم، بالقول إنه ليس حكماً بل ناقد سينمائي يختار هذه الأعمال لمستواها الفني. وفي أي حال يجب في نظره فصل الفنّان عن الإنسان، والا ما عادت هناك حدود لشيء. فما الذي يمنع من نبش تاريخ السينما وفنّانيها. أما القضية الأخرى التي شغلت منظّمي البندقية هذا العام، فهي إضراب نقابتي الممثّلين وكتّاب السيناريو في هوليوود، الذي، رغم انه شكّل وجع رأس للإدارة، الا ان تأثيره السلبي على "الموسترا" سيكون جد محدود على ما يبدو، اذ صرح باربيرا لجريدة "غارديان" بأن المخرج الأميركي الوحيد الذي اعتذر عن عدم المجيء إلى المهرجان هو برادلي كوبر، ذلك انه يتولّى التمثيل في فيلمه "مايسترو" المشارك في المسابقة، وعبّر عن رغبته في التضامن مع زملائه.

لكن هذا الاضراب كان السبب في "تطيير" فيلم الافتتاح "المتّحدون" (إنتاج أميركي) للمخرج الإيطالي لوكا غوادانينو الذي كان من المفترض ان يفتتح الدورة 80. فيلم إيطالي آخر حل، على وجه السرعة، مكان المنسحب: "كوماندانتي" للإيطالي إدواردو دي أنجليس.

كالعادة، تتكون المسابقة، التي تضّم 23 فيلماً في هذه الدورة، من أفلام لسينمائيين جدد وأخرى لأسماء مكرسة لديها تجارب مديدة في مجال الإخراج. لا بد من البدء من المكرسين: الفرنسي لوك بوسون، صاحب أعمال شهيرة من مثل "الأزرق الكبير" و"ليون" التي صعنت الثمانينات والتسعينات، يعود بعد فترة غياب إلى سينما مختلفة عن تلك الإنتاجات الضخمة التي شغل نفسه بها في العقدين الأخيرين. جديده، "دوغمان"، قصّة صبي سيجد خلاصه في حبّ كلابه، بعدما أساءت الحياة معاملته. استلهم بوسون قصّة فيلمه من مقال صحافي عن أهل ألقوا بطفلهم إلى الكلاب عندما كان في الخامسة، وهذا ما ولّد عنده التساؤل: كيف يتجاوز الإنسان ألمه وكيف يتعامل معه؟ يقول بوسون: "الألم هو ما يجمعنا جميعاً وسلاحنا الوحيد للتصدّي له هو الحبّ". مواطنه المخضرم، برتران بونيللو، يقدّم "الوحش"، الذي تجري حوادثه في المستقبل القريب، حيث بات الذكاء الاصطناعي يسيطر على البشر، وباتت مشاعرهم تعتبر تهديداً. فرنسي ثالث اعتاد المشاركة في البندقية، يأتينا بجديد. انه ستيفان بريزيه الذي يقدّم "خارج الموسم" عن لقاء يحصل بين ممثّل شهير على وشك بلوغه الخمسين وعازفة بيانو أربعينية كان على علاقة غرامية بها قبل 15 سنة، وها ان المصادفة تجمعهما مجدداً. الفيلم تأمل في الفرص الضائعة والأبواب التي لم تُفتح قط، وهذا كله خطر في بال بريزيه في فترة الاغلاق الكوفيدي حين أوحت له الحياة بنص سينمائي غير النصوص التي اعتاد كتابتها.

السينما الأميركية حاضرة بقوة، واللافت ان معظم الأفلام الأميركية المقترحة سير لشخصيات مشهورة أو أقل شهرةً: "مايسترو" لبرادلي كوبر سبق ان أحدث جدالاً مفتعلاً بسبب ان كوبر لعب فيه دور الموسيقي اليهودي ليونارد برنستين رغم انه ليس يهودياً مثله. النص الذي أفلمه هو عن فترة العلاقة بين ليونارد وزوجته فيليسيا وقصّة الحب التي عاشاها معاً. سيرة أخرى، هذه المرة محورها بريسيلّا بريسلي أخرجتها صوفيا كوبولا في فيلم يحمل اسمها الشخصية التي تحكي عنها. يبدأ الفيلم مع اللقاء الأول بين بريسيلّا وإلفيس الذي كان سيصبح زوجها لاحقاً. تصوّر صاحبة "ضائع في الترجمة" الجانب غير المعروف للاسطورة الأميركية، وذلك بعيني بريسيلّا. ثالث الأفلام الأميركية هو "أصل" لإيفا دوفرناي، وهو عن حياة الفائزة بجائزة "بوليتزر"، إيزابيل ويلكرسون، التي "أجرت تحقيقات في قضية ظلم كانت لها تأثير كبير في جميعنا"، كما يقول الملف الصحافي. المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس يأتي هو الآخر بفيلم أميركي كعادته: "أشياء مسكينة" الذي يحكي عن بيللا باكستر، وهي شابة تعود إلى الحياة على يد رجل العلم الدكتور غودين باكستر.

مخرجان كبيران يكملان التشكيلة الأميركية الغنية: ديفيد فينتشر ومايكل مان. يحضر الأول بـ"القاتل" وهو عن قاتل محترف يتعرض للملاحقة من مكلّفيه بعد فشله في مهمته. يقول فينتشر ان "القاتل" فيلم انتقام، وولد من محاولته للتوفيق بين المفاهيم التي كانت لديه لسنوات حول السينما وكيفية روايتها. الفيلم مقتبس من كتاب رسوم متسلسلة فرنسي، وهو من تمثيل مايكل فاسبندر. أما ثاني كبار الأميركيين فهو مايكل مان الذي يتأبط هو الآخر سيرة: إنزو فيراري، سائق سيارات السبق الإيطالي وصانع العلامة التي تحمل اسمه. مع مان، المخرج الرؤيوي، نتوقّع عملاً يحلّق عالياً في فضاء الفنّ السابع.

إلى هذا، تضم المسابقة مخرجتين بولنديتين: الأولى، سيدة إخراج عريقة، أغنيشكا هولاند ("حدود خضراء") والثانية، مالغورزاتا زوموفكسا، لمع نجمها في السنوات الأخيرة وها انها تحضر إلى البندقية بـ"كوبيتا ز…".

من أميركا اللاتينية، يأتينا إثنان من الذين صنعوا سينماها الحديثة: التشيلياني بابلو لاراين الذي يقدّم "إل كونديه"، كوميديا سوداء تتخيل أوغوست بينوشيه في واقع مواز؛ والمكسيكي ميشال فرنكو الذي سيكشف النقاب عن "ذاكرة". أخيراً، يسجّل المخرج الياباني ريوسوكيه هاماغوشي، الذي ذاع صيته بـ"قودي سيارتي"، عودة، لكن من خلال بوابة البندقية هذه المرة، وذلك بعدما نال التقدير في كل من كانّ وبرلين. جديده يحمل عنوان "الشر غير موجود"، عن بناء مشروع جديد يؤثّر سلباً في حياة سكّان قرية على مقربة من طوكيو. هذا بالنسبة الى المسابقة، أما خارجها، فعدد من الأسماء الكبيرة، من وودي آلن الذي يعرض "ضربة حظ" إلى فريدريك وايزيمان (93 سنة) الذي أنهى أحدث وثائقي له، "لائحة طعام ممتعة"، وبينهما "وصية" وليم فريدكين الذي رحل قبل أيام وسنكتشف ما تركه لنا بعد غيابه. 11 يوماً من السينما الخالصة اذاً، سنغطّي تفاصيلها على صفحات "النهار"، بإيقاع يومي، في انتظار ان تصبح هذه الأفلام في متناول الجمهور العريض.

 

####

 

مهرجان البندقية يحرر الأعداء ويدخل بيت جينا

هوفيك حبشيان

بفيلم مخيّب بعض الشيء، "كومندانتي" للإيطالي إدواردو دي أنجليس المتسابق على "الأسد الذهب"، افتتح أمس مهرجان البندقية السينمائي دورته الثمانين (30 آب - 9 أيلول) في أجواء "شتوية" أحدثت قطيعة مع الحر الذي سيطر هذا الصيف على أوروبا. برك من الماء تجمّعت في الطرق والأرصفة، وقد وقع في إحداها أحد النقّاد العرب الذي يرتاد "الموسترا" منذ زمن طويل. عندما اشتكيتُ إلى رجل في منتصف العمر أن المدينة تستقبل الوافدين إليها من بقاع الأرض ببهدلة شديدة، رد قائلاً: "هذا ما يصنع أيضاً سحر البندقية".

قد لا تكون مفردة "مخيّب" شديدة الدقّة في وصف الفيلم الذي عُرض للصحافة صباح أمس، لأن التوقّعات في شأنه لم تكن عالية. فـ"كومندانتي" كان ثاني خيارات إدارة المهرجان لإطلاق الحدث به، ولم يُعتمد كفيلم افتتاح إلا بعدما انسحب "المتّحدون" (إنتاج أميركي) للمخرج الإيطالي لوكا غوادانينو الذي كان من المفترض أن يفتتح الدورة الحالية، وذلك بسبب تأجيل عرضه نتيجة إضراب نقابتي الممثّلين وكتّاب السيناريو في هوليوود. أياً يكن، فإن أي دورة تنطلق بعمل لا يثير الحماسة ولا يرمينا في أحضان السينما، كالشخص الذي يُرمى في البحر بملابسه، هي دورة تبدأ بخلل، وحبذا أن تكون التتمة أفضل.

الأفلام الإيطالية التي افتتحت "البندقية" في الفترة الأخيرة، ليست بكثيرة: "درس" لدانيالي لوكيتّي في العام 2020، وقبل ذلك "باريا" لجوسيبي تورناتوري (2009)، وهذا يعني أن ما من فيلم إيطالي افتتح الحدث السينمائي الإيطالي الأكبر، طوال عقد من الزمن. هذا بالإضافة إلى أن الأفلام الإيطالية المشاركة في مسابقة البندقية هي في المجمل بعض من أضعف ما تنتجه هذه السينما. عدد من صنّاعها، مثل ناني موريتي، يفضّل كانّ، عملاً بمقولة "الكنيسة القريبة ما بتشفي"!

يعيدنا "كومندانتي" إلى الحرب العالمية الثانية. لم تملّ السينما الغربية من العودة إلى هذا الفصل من التاريخ الذي شكّل تروما لأجيال عدة. بعض تلك الأفلام تغمز إلى الحاضر بجلاء تام، وبعضها يميل إلى البقاء في الماضي وحصر اهتمامه بالتوثيق لأحداث ببلادة.

"كومندانتي" هو من الصنف الأول، ولو أنه يشبه أيضاً على مستوى الصوغ الشكلي والسردي الصنف الثاني. هناك عدد غير قليل من أفلام الحرب التي ترينا البطولات العسكرية من خلال البحث والتنقيب في دواخل الجنود بهدف التقاط هشاشتهم واستخراج شكوكهم ومخاوفهم، وهذا أحد أساليب الإدانة غير المباشرة للحروب الذي نجده في "كومندانتي".

يروي الفيلم عملية الإنقاذ التي نظّمها سالفاتوري تودارو (بيار فرنتشكو فافينو)، قائد الغواصة التابعة للأسطول الملكي الإيطالي، لمجموعة من 26 بلجيكياً من الموت المحتم كانوا على متن سفينة نقل بليجكية أغرقهم دفاعاً عن الذات. يلجأ تودارو إلى خيار الرأفة، خلافاً لرغبة رؤسائه، ممّا يضطره إلى الظهور بالغواصة على سطح المياه طوال ثلاثة أيام متتالية، واضعاً حياته وحياة جنوده في دائرة الخطر. بمعنى آخر: يقول الفيلم حكاية رجل أنقذ حياة أعدائه، مذكّراً، كما يقول المخرج، بـ"أنه يمكن محاربة الأعداء من دون أن ننسى أنهم بشر، لا بل يمكن الانتصار عليهم وإنقاذهم في الحين نفسه، هذا هو قانون البحر، هكذا كان وهكذا سيبقى!".

تتحوّل الغواصة جراء هذه الأحداث غير التقليدية إلى "ميكروكوزم" للصراع للدائر، حيث على الأضداد التعايش والنظر في ما يجمعهم أكثر ممّا يفرقهم. إذا أردنا استخدام لغة خوارزميات منصّات العرض التدفّقي، فيمكن القول حينها إن "كومندانتي" هو ما يمكنك أن تحصل عليه إذا مزجتَ "إنقاذ الجندي راين" بـ"U-571" لكن من دون عبقرية أي منهما.

يأتينا دي أنجليس بفيلم جاف، قاطع، حاسم، يفتقر إلى الرهافة، حيث الشخصات متأهبة دائماً، أعصابها مشدودة وعيونها تخرج من محاجرها… لكن إلى أي مدى ينتقل هذا إلى المشاهد؟ هذا فيلم هورمونات ذكورية وعضلات وصوت عال. أما افتقار النص إلى حد أدنى من بثّ الانفعال ليس لمصلحة الفيلم الذي يحاول أيضاً أن يكون "إستيتيكياً"، خصوصاً في جزئه الأول، حيث تشكيلات كادرات وتكوينات بصرية لافتة، لكن هذا لا يكفي لإنجاز فيلم قوي. الجمال للجمال يخفي أحياناً ضعفاً وهشاشة.

هذا كله لا يعني أن الفيلم سيئ. بل مشغول بإتقان (بلغت موازنته 15 مليون يورو)، إلى درجة لا يمكن العثور على عيوب في نقاط محددة، وهذه مشكلة معظم الأفلام التي تكمن مشكلتها في كليتها، أي في طبيعة المشروع نفسه. يكفي القول في "كومندانتي" إننا نخرج من الصالة، بعد نسياننا معظم ما شاهدناه. ما من مشهد يعلق فعلاً في الذهن، رغم وجود مشاهد عدة تستوفي كلّ شروط السينما الجيدة.

يروي دي أنجليس أن هذه القصّة حذبته بعدما سمع خطاباً لقائد الأسطول البحري جيوفاني بيتّورينو في مناسبة الذكرى الـ153 لتأسيس خفر السواحل. يومها، جاء بيتّورينو على ذكر سالفاتوري تودارو في معرض الحديث عن سياسة الحكومة الإيطالية حيال اللاجئين والهجرة غير الشرعية التي تعدّ مشكلة كبيرة في إيطاليا. انطلاقاً من هنا، يسهل فهم لماذا وقع الاختيار على هذا العمل الضعيف. حتى المدير الفنّي ألبرتو باربيرا لم يخفِ البُعد السياسي، بالقول: "هذا فيلم يحمل نداءً عاجلاً لوضع القيم والمناقبية فوق المنطق العنيف للبروتوكولات العسكرية".

***

هناك في البندقية ما يُعرف بـ"ما قبل الافتتاح"، يتسنى لمَن وصل باكراً إلى المدينة حضوره. هذه الفقرة وجَّهت هذا العام تحية إلى الممثّلة الإيطالية الأسطورة جينا لولوبريجيدا التي رحلت في مطلع هذا العام عن 96 عاماً. فيلمان عُرضا في هذه المناسبة: "بورتريه جينا" لأورسون ولز (1953) و"الريفية" لماريو سولداتي (1958). الفيلمان تم ترميمهما وسحب نسخ جديدة لهما وتقديمهما إلى الجمهور في إطار "كلاسيكيات البندقية".

"بورتريه جينا" ليس سوى حلقة "بيلوت" تلفزيونية أُنجِزت لمحطة "أ ب ث" عن أماكن وناس، أخرجها صاحب "مواطن كاين" وكانت ضائعة لسنوات، إلى أن عُثر عليها في العام 1986 - أي قبل عام على رحيل ولز-، وعرضها في البندقية. الفيلم عبارة عن مقابلة يجريها ولز مع جينا في الفيللا الخاصة بها. تحدّث المخرج عن الفيلم قائلاً: "هذا العمل ليس وثائقياً البتة، إنه مقال شخصي، لا أحاول أن أطرح فيه وقائع، بل عدم قول أكاذيب. يقع ضمن تقليد اليوميات السائد، هي تأملاتي في لولوبريجيدا، بعيدة عن حقيقتها".

ينطوي الفيلم على لقاءات مع شخصيات أخرى، من مثل فيتوريو دي سيكا. صرح ولز بأن الحلقة كانت عن عالم السينما في روما، لكن المحطة كرهت المشروع واعتبرته "غير صالح للعرض" لمستواه التقني المتدني، وهكذا انتهى كلّ شيء.

 

النهار اللبنانية في

30.08.2023

 
 
 
 
 

بث مباشر لحفل افتتاح الدورة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

فينيسيا، فيتو:  مى رجب

مهرجان فينيسيا، بدأ منذ قليل حضور النجوم من دول العالم، على السجادة الحمراء، للدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وكانت الممثلة الإيطالية، بيانكا بالتي، أول الحاضرين، حيث تألقت بفستان يشبه لون السماء.

اعتذارات نجوم هوليوود عن عدم حضور فينيسيا

كشف ألبرتو باربيرا، رئيس مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، أن عددا من النجوم، اعتذروا عن عدم حضور الدورة الـ ٨٠ لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، مثل بينلوبي كروز، والتي تحرص دائما على حضور دورات المهرجان، بسبب إضراب ممثلي هوليوود، الذي بدء الشهر الماضي، موضحا أنه يتفهم سبب اعتذارهم.

كلمة رئيس مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا

وقال رئيس مهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا، في كلمته خلال المؤتمر الصحفي لأعضاء لجنة التحكيم،:"مهرجان فينيسيا يمثل  أمنية للمستقبل، فمعظم الأفلام المختارة هي لمخرجين لأول مرة، وهو ما يعد علامة على التجديد المستمر لصناعة السينما، على السينما أن تتسم بالجرأة، وتتحدى التقاليد، وتجدد المواضيع".

الدورة الـ 80 لمهرجان فينيسيا 

وتتجه أنظار عشاق الفن السابع بدءًا من اليوم، ولمدة ١٠ أيام، للمدينة الساحرة البندقية، لمتابعة فعاليات الدورة الـ 80، لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والذي يبدأ من 30 أغسطس، ويستمر حتى السبت 9 سبتمبر ٢٠٢٣.

البوستر الرسمي للدورة الـ 80

وكشف رسميا عن البوستر الرسمي لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في نسخته الـ80، والذي تميز بالألوان الخشبية المبهجة، وتصدره سيارة مكشوفة يقودها رجل وبجانبه امرأة.

قائمة مسابقة الأسد الذهبي

ويتنافس خلال الدورة الـ ٨٠، من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ٢٣ فيلما، للفوز بجائزة المهرجان الكبرى، الأسد الذهبي، وهم:

1.     Adagio إخراج: ستيفانو سوليما - البلد: إيطاليا

2.     The Beast  إخراج: برتران بونيلو - البلد: فرنسا

3.     Comandante  إخراج: إدواردو دي أنجيليس - البلد: إيطاليا

4.     Dogman  إخراج: لوك بيسون - البلد:  فرنسا

5.     El Conde  إخراج: بابلو لاراين - البلد: تشلي

6.     Enea  إخراج: بيترو كاسيليتو - البلد: إيطاليا

7.     Evil Does Not Exist  إخراج: ريوسوكي هاماجوتشي - البلد: اليابان

8.     Ferrari  إخراج: مايكل مان - البلد: الولايات المتحدة الأمريكية

9.     Finally Dawn  إخراج: سافيريو كوستانزو -  البلد: إيطاليا

10.  The Green Border  إخراج: آقنييسكا هولاند - البلد: التشيك \ بولندا

11.  Holly إخراج: فين تروش -  البلد: بلجيكا

12.  Hors-Saison  إخراج: ستيفان بريز - البلد: فرنسا

13.  Io Capitano  إخراج: ماتيو جاروني - البلد: إيطاليا

14.  The Killer  إخراج: ديفيد فينشر - البلد: الولايات المتحدة الأمريكية

15.  Lubo  إخراج: جورجيو ديريتي - البلد: إيطاليا

16.  Maestro  إخراج: برادلي كوبر - البلد: الولايات المتحدة الأمريكية

17.  Memory  إخراج: ميشيل فرانكو - البلد: الولايات المتحدة الأمريكية

18.  Poor Things  إخراج: يورجوس لانثيموس - البلد: المملكة المتحدة

19.  Priscilla  إخراج: صوفيا كوبولا - البلد: الولايات المتحدة الأمريكية

20.  Origin  إخراج: آفا دوفيرناي - البلد: الولايات المتحدة الأمريكية

21.  The Promised Land  إخراج: نيكولاج أرسيل - البلد: الدنمارك

22.  The Theory of Everything  إخراج: تيم كروجر - البلد: ألمانيا

23.  Woman Of إخراج: مالجورزاتا سزوموسكا -  البلد: بولندا

العرب في مهرجان فينيسيا

ويحتضن مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الجديدة، 3 أسماء فنية عربية ضمن لجان التحكيم، ويشارك الممثل الفلسطيني صالح بكري في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية Venzezia، ويرأس اللجنة المخرج الأمريكي داميان شازيل، وتشارك المخرجة التونسية كوثر بن هنية، في لجنة تحكيم مسابقة آفاق Orizzonti.

كما يشارك المخرج المغربي فوزي بن سعيدي، في لجنة تحكيم جائزة أسد المستقبل (أفضل عمل طويل أول).

فيلم افتتاح الدورة الـ80

واختارت إدارة مهرجان فينيسيا، في البداية فيلم Challengers، ليكون فيلم الافتتاح، وهو من بطولة النجمة الشابة زندايا، وجوش أوكونزر، ومايك فيست، ومن إخراج الإيطالي لوكا غوادانينو، المشهور بإخراج فيلم Bones and All، وفيلم Call Me By Your Nam، لتقرر شركة إنتاج الفيلم سحبه من المهرجان،يستبدل بفيلم، Commandante، وهو من من إخراج إدواردو دي أنغليس، وبطولة بيير فرانسيسكو فابينو، ليُصبح هو الفيلم الافتتاحي الرسمي الجديد للمهرجان، والذي سيشهد العرض الأول عالميًا له، في مسابقة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي بدورته الثمانين.

يقول إدواردو دي أنغيليس عن مشاركة الفيلم في المهرجان: "إنه لشرف عظيم لنا أن نفتتح الدورة الثمانين لمهرجان فينيسيا السينمائي ونشكر مدير المهرجان باربيرا.

 فيلم Commandante، يتحدث عن القوة، ويجسد سالفاتور تودارو، فكرة محاربة العدو دون أن ينسى الإنسان أبدًا أنه بشر.

فيلم ختام الدورة الـ80

وأعلن منظمو مهرجان فينيسيا الدولي، في دورته الثمانين عن فيلم الختام ؛ La Sociedad de la nieve “مجتمع الثلج” للمخرج J.A. Bayona، والمقرر عرضه خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، المقامة في الفترة من 30 أغسطس حتى 9 سبتمبر.

ويتناول الفيلم العالمي La Sociedad de la nieve، قصة ملحمية للبقاء في ظروف قاسية، وتحديدا عام 1972، حيث تحطمت رحلة سلاح الجو الأوروغواي رقم 571، التي كانت مُستأجرة لقيادة فريق رغبي إلى تشيلي، في قلب جبال الأنديز، ونجا 29 فقط من ركابها البالغ عددهم 45 راكبًا، وظلوا محاصرين في واحدة من أكثر البيئات عدائية، والتي يصعب الوصول إليها على هذا الكوكب، ويتعين عليهم اللجوء إلى تدابير قاسية للبقاء على قيد الحياة.

فيلم La Sociedad de la nieve، من بطولة إنزو فوغرينسيك، وماتياس ريكالت، وأغوستين بارديلا، وإستيبان كوكوريتشكا وتوماس وولف.

ويتاح مشاهدته لحضور المهرجان، يوم السبت 9 سبتمبر في Sala Grande في Palazzo del Cinema، وذلك بعد حفل توزيع جوائز الدورة الـ٨٠.

 

بوابة فيتو المصرية في

30.08.2023

 
 
 
 
 

اليوم.. افتتاح فعاليات النسخة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي| التفاصيل الكاملة

 نجلاء سليمان

تستقبل مدينة فينيسيا الإيطالية اليوم، الأربعاء، نجوم الفن والسينما من جميع أنحاء العالم لحضور حفل افتتاح النسخة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وسط أزمة كبيرة تعيشها الأوساط الفنية والمهرجانات العالمية بسبب استمرار إضراب هوليوود

تنطلق فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في الصالة الكبرى بقصر السينما، في تمام السابعة مساءً، ومن المتوقع أن يحضره عدد كبير من نجوم السينما العالمية

لجان تحكيم مهرجان فينيسيا

حرصت لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لعام 2023، على تقديم الدعم الكامل للكتاب والفنانين المضربين في هوليوود، وارتدوا قمصانا كتب عليها عبارات تضامن في المؤتمر الصحفي الذي أقيم ظهر اليوم قبل انطلاق حفل الافتتاح في تمام السابعة مساءً

تضم لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا كلا من المخرج مارتن ماكدونا، ولورا بويتراس، وجين كامبيون، وميا هانسن لوف، والممثل الفلسطيني صالح بكري، والمخرج الإيطالي جابرييل ماينيتي، والممثلة الصينية شو تشي

وأكد المدير الفني لمهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا، أن الإضرابات كان لها تأثير محدود على المهرجان رغم غياب أسماء كبيرة من النجوم بأفلامهم، أبرزها فيلم برادلي كوبر Maestro وفيلم إيما ستون Poor Things.

يرأس أيضا المخرج الإيطالي جوناس كربينيانو لجنة تحكيم مسابقة آفاق، والمخرجة الفرنسية أليس ديوب تترأس جائزة لويجي دي لورينتيس.

وتشارك عدد من الشخصيات العربية من جنسيات مختلفة في لجان تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ 80.

وجاءت القائمة كالتالي: صالح بكري - ممثل فلسطيني/ المسابقة الرسمية، كوثر بن هنية - مخرجة تونسية/ مسابقة آفاق، فوزي بن سعيد - مخرج مغربي/ مسابقة العمل الأول.

فيلم افتتاح مهرجان فينيسيا

يشهد حفل افتتاح مهرجان فينيسيا في نسخته الثمانين عرض فيلم المخرج الإيطالي إدواردو دي انجيليس comandante، وذلك بعد انسحاب فيلم زيندايا المنتظر Challengers بسبب إضراب هوليوود

فيلم comandante هو عمل درامي عن الحرب العالمية الثانية، وتدورأحداثه حول سلفاتوري تودارو وهو قائد شهير يقدم مع طاقمه معركة استثنائية مليئة بالأحداث والمواقف العاطفية

أوكرانيا وإيران ومهرجان فينيسيا

يحاول مهرجان فينيسيا تقديم لمحة طيبة لدعم صناع الأفلام في أوكرانيا في ظل استمرار الحرب، وقررت إدارته تخصيص "اليوم الأوكراني" يوم 6 سبتمبر المقبل، لإقامة حدث يرتكز على الوضع الماساوي لصناعة السينما في ظل الحالة التي يعيشها هذا لشعب

ويعد هذا الحدث هو النسخة الثانية بعدما أقيم اليوم الأوكراني في قصر ثقافة ليدو عام 2022، وسيشهد الكثير من الفعاليات التضامنية مع الوضع الحالي والمستقبلي لصناعة السينما في أوكرانيا.

كما يتضامن المهرجان مع النساء والرجال في إيران،  الذين يناضلون من أجل حريتهم ضد القمع، وصناع الأفلام والفنانين الذين تم اعتقالهم أو سجنهم

تكريم ليليانا كافاني 

اختارت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الممثلة البريطانية شارلوت رامبلينج لتقديم جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة، إلى المخرجة المخضرمة ليليانا كافاني

وأعلنت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي منذ فترة عن اختيار المخرجة ليليانا كافاني والممثل توني ليونج تشيو واي، لمنحهما جائزة الأسد الذهبية لهذا العام عن إنجازاتهم مدى الحياة.

مشاركة عربية في مهرجان فينيسيا

يشارك فيلم “باي باي طبرية" للمخرجة الفلسطينية الفرنسية لينا سوالم في الدورة الـ 80 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في فئة "أيام فينيسيا" ، ويعد "باي باي طبريا" هو الفيلم الوثائقي الطويل الثاني للمخرجة سوالم  بعد الفيلم الأول جزائرهم.

في أوائل العشرينيات من عمرها، غادرت هيام عباس قريتها الفلسطينية لتحقق حلمها بأن تصبح ممثلة في أوروبا، تاركة وراءها والدتها وجدتها وشقيقاتها السبع.

يشهد الفيلم الروائي الطويل “وراء الجبال” للمخرج التونسي محمد بن عطية عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات النسخة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إذ يشارك الفيلم في قسم “آفاق”، ليكون الفيلم العربي الروائي الطويل الوحيد في دورة هذا العام.

يتتبع الفيلم رحلة رفيق الذي خرج للتو من السجن بعدما قضى أربع سنوات، ولا يوجد أمامه سوى خطة واحدة، وهي أن يصطحب ابنه في رحلة إلى ما وراء الجبال حتى يريه اكتشافه المذهل، وهو من تأليف وإخراج محمد بن عطية.

المهرجان يشهد عرض عدد من الأفلام المنتظرة هذا العام، ومنها جديد المخرج رومان بولانسكي وهو فيلم The palace  الذي يعرض خارج المسابقة الرسمية، بجانب أحدث أفلام المخرج وودي ألان.

 

####

 

ريا أبي راشد تتالق بالأبيض فى افتتاح مهرجان فينيسيا

 قسم الفن

بدأ منذ قليل توافد الفنانين إلى السجادة الحمراء لحضور حفل افتتاح النسخة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي.

وكان من ضمن الحضور الإعلامية ريا أبي راشد والتى تألقت بغطلالة بيضاء  حيث ظهرت وهي ترتدي فستان أبيض مكشوف الظهر.

تستقبل مدينة فينيسيا الإيطالية اليوم، الأربعاء، نجوم الفن والسينما من جميع أنحاء العالم لحضور حفل افتتاح النسخة 80 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، وسط أزمة كبيرة تعيشها الأوساط الفنية والمهرجانات العالمية بسبب استمرار إضراب هوليوود

تنطلق فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، في الصالة الكبرى بقصر السينما، في تمام السابعة مساءً، ومن المتوقع أن يحضره عدد كبير من نجوم السينما العالمية

لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا

حرصت لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي لعام 2023، على تقديم الدعم الكامل للكتاب والفنانين المضربين في هوليوود، وارتدوا قمصانا كتب عليها عبارات تضامن في المؤتمر الصحفي الذي أقيم ظهر اليوم قبل انطلاق حفل الافتتاح في تمام السابعة مساءً

تضم لجنة تحكيم مهرجان فينيسيا كلا من المخرج مارتن ماكدونا، ولورا بويتراس، وجين كامبيون، وميا هانسن لوف، والممثل الفلسطيني صالح بكري، والمخرج الإيطالي جابرييل ماينيتي، والممثلة الصينية شو تشي
وأكد المدير الفني لمهرجان فينيسيا ألبرتو باربيرا، أن الإضرابات كان لها تأثير محدود على المهرجان رغم غياب أسماء كبيرة من النجوم بأفلامهم، أبرزها فيلم برادلي كوبر Maestro وفيلم إيما ستون Poor Things.
يرأس أيضا المخرج الإيطالي جوناس كربينيانو لجنة تحكيم مسابقة آفاق، والمخرجة الفرنسية أليس ديوب تترأس جائزة لويجي دي لورينتيس
.

 

صدى البلد المصرية في

30.08.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004