ملفات خاصة

 
 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان ڤينيسيا -1:

أوروبا وأميركا تتواجهان والعالم الثالث... ثالث

بداية شتوية لمهرجان كبير

ڤينيسيامحمد رُضا

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الثمانون

   
 
 
 
 
 
 

لاحت الغيوم الكثيفة في السماء ساعة ونصف الساعة قبل الوصول إلى مطار ماركو بولو في ڤنيسيا يوم أمس. بعد ساعة ونصف ساعة أخرى بدأ هطول المطر فوق المنطقة والأرصاد الجوية لا تتحدث عن يوم مشمس في الثلاثين من هذا الشهر، وهو اليوم الذي ينطلق فيه مهرجان ڤينيسيا في دورته الثمانين.

اختيار غريب

فيلم الافتتاح، كما ذكرنا هنا في إحدى الطلات المسبقة، سيكون الفيلم الإيطالي «قائد» Comandente الذي خلف الفيلم الأميركي «مُتحدّون» (Challengers) تبعاً لإضراب نقابة الممثلين الذي يمنع قيام الممثلين بالترويج لأفلامهم عبر إجراء المقابلات أو الإسهام في أي ظهور إعلامي له علاقة بالفيلم الذي ينتمي الممثل إليه. الفيلم من بطولة زندايا التي لم تشعر بالامتنان الكبير لهذا القرار، لكن كان لا بد لها أن تمتثل.

«قائد» فيلم عن وقائع حقيقية تتعلق بأزمة تتعرض لها طائرة حربية. إنه افتتاح غريب من حيث إن صلاحيّته كفيلم يتقدّم المناسبة تعتمد على إجادته الفنية والبحث عن العنصر الرئيس الذي من أجله يستطيع أن يٌطلق الدورة الجديدة. عملياً، لا أحد من ممثليه معروف خارج إيطاليا. حتى المخرج إدورادو دي أنغليز لم يسبق له أن حصد الاهتمام العالمي من قبل. قد يكون الفيلم ذا إنتاج كبير ما ساهم في قرار رئيس المهرجان ألبرتو باربيرا اختياره فيلم افتتاح، لكن عليه أن يكون جيداً ليشفع له ذلك أو لينطلق من هنا إلى ترشيحات أخرى، وفي مقدّمتها، كما هو التقليد منذ سنين، الأوسكار الذي بات الوصول إليه يمر عبر مهرجاني «ڤينيسيا» و«كان».

«قائد» يدور حول مصير طائرة عسكرية تتعرض لأزمة قد تودي بها، الفيلم الختامي «مجتمع الثلج» هو أيضاً حول طائرة تتعرض لأزمة مشابهة. الفيلم من إخراج ج. أ. بايونا حول طائرة مدنية تتعرض لعطل تضطر على إثره إلى الهبوط فوق ثلوج الإنديز، حيث سيكون حتماً على الركاب معاينة وضع خطر عنوانه «الصراع على البقاء حياً».

بين الطائرتين، يعرض المهرجان من مساء اليوم (30 أغسطس/ آب) إلى العاشر من الشهر المقبل 23 فيلماً في المسابقة و13 فيلماً خارج المسابقة. هذه الأفلام روائية إذ هناك 6 أفلام غير روائية تعرض أيضاً خارج المسابقة.

لكن هناك مسابقة مهمة ورسمية أيضاً هي مسابقة «آفاق» التي تضم 18 فيلماً ثم 10 أفلام خارجها، هذا عدا استعادات وتكريمات وأفلام قصيرة وأخرى مسجلة على أساس مشاريع دعم.

يرأس المخرج داميان شازيل، الذي كان عرض في هذا المهرجان فيلمين سابقين له، هما «لا لا لاند» و«رجل أول»، لجنة التحكيم الرسمية التي تضم ثمانية محلّفين بينهم الممثل الفلسطيني صالح بكري، والمخرجة الأسترالية جين كامبيون والمخرج الأيرلندي مارتن مكدوناه.

الغرب أولاً

بسبب عدم وجود ممثلين وممثلات مشهورين هذا العام، من المتوقع أن ينخفض عدد الصحافيين الذين يغطون المهرجانات الدولية طمعاً في المقابلات وعدد المصوّرين الصحافيين كذلك. لن يخلو الأمر من تغطية مواقع وصحف كثيرة لهذا الحفل، لكن الكتابة النقدية ستكون طاغية على الأرجح نسبة للأفلام المتسابقة وسواها، خصوصاً مع وجود أفلام أميركية كثيرة وعدد كبير من الأفلام الأوروبية الجديدة.

في عموم المهرجانات الأوروبية الرئيسية وغير المتخصصة بنوع أو نحو معين من الأفلام، نجد منافسة بين أفلام هوليوود والأفلام الأوروبية. هذا يعود بالطبع إلى حجم المنتَج من الأفلام في كلتا القارتين وحجم الأفلام المعروضة داخل أي مهرجان أوروبي عالمي.

هي ممارسة من الأمس البعيد باتت تفعيلاً تقليدياً لما يعرض ولما يفوز. الدول اللاتينية والدول الآسيوية عادة ما يكون لها حضور محسوب، لكنها تبقى قلّة.

في دورة هذا العام من مهرجان ڤينيسيا على سبيل المثال، وفي إطار أفلام المسابقة الرسمية، تجسيد لهذا التوزيع غير العادل من الأفلام المختارة.

6 أفلام أميركية 6 أفلام إيطالية، 3 فرنسية، ثم فيلم واحد من كل من: بريطانيا، ألمانيا، هولندا، بولندا، تشيكيا والسويد. ما يجعل النسبة الأكبر أوروبية (15 فيلماً) ويجعل عدد المنتسب من الأفلام «الغربية» (الولايات المتحدة وأوروبا) 21. هذا ما يجعل الحضور من شتى أنحاء العالم (باستثناء الغرب) فيلمين فقط، واحد من تشيلي والآخر من اليابان (لاتيني وآسيوي).

تؤثر لعبة الأمم هذه على النتائج ونكتفي هنا بالسنوات التسع ما بين 2013 و2022:

عدد الأفلام الأميركية الفائزة بالجائزة الأولى (الأسد الذهبي): 4.

عدد الأفلام الأوروبية الفائزة (بالجائزة نفسها) 4

عدد الأفلام غير الأميركية وغير الأوروبية التي نالت هذه الجائزة الأولى: 2 فقط. الفيلم الفلبيني «المرأة التي غادرت» للاڤ داياز (2016) والفيلم المكسيكي «روما» لألفونسو كوارون (2018).

يختلف الأمر قليلاً بالنسبة لمهرجاني «برلين» و«كان»، ويختلف أكثر بالنسبة لمهرجان «سان سابستيان» (الذي يعرض عدداً كبيراً من أفلام القارة اللاتينية). بالنسبة لمهرجاني «لندن» و«تورنتو»، فإنه من الصعب إدماج حاليهما في هذا الوضع، أولاً لأنهما ما زالا نوعاً من المهرجانات التي عرضت عدداً لا بأس به من الأفلام التي سبق اشتراكها في مهرجانات أخرى، وثانياً لأنهما لا يوزعان جوائز أساسية على نحو رسمي.

إذا ما عُرف السبب...

هذا ما يجب وضعه في الحسبان حين توجيه الأسئلة لبعض المخرجين من دول غير عربية عن السبب في عدم اختيار أفلام (على افتراض أنها تستحق دخول المسابقة العالمية) للمسابقات الرسمية وتحويل عدد كبير منها إلى المسابقات المساندة أو عرضها خارج المسابقة، حيث الوصول إليها محدود بعدد من لديه الرغبة لمشاهدتها في ذاتها.

لا يُخفى أيضاً أن هناك أفلاماً كثيرة باتت تحمل أسماء أكثر من دولة كجهات منتجة.

هذا العام، على سبيل المثال نجد «الأرض الموعودة» لنيكولاي أرسل يحمل ألوية سويدية، دنماركية وألمانية. فيلم «القبطان» لماتاو غاروني مشترك باسم إيطاليا - بلجيكا، وفيلم المخرجة البولندية أنييشكا هولاند يحمل أعلام بولندا وجمهورية تشيك وبلجيكا. وهناك أربع دول ساهمت في تمويل فيلم Holly لبيان تورتش، هي: بلجيكا، وهولندا، ولكسمبورغ وفرنسا.

كل هذا ما يجعل من الضروري البحث عن المصدر الأول للفيلم، أو «ذَ برودكشن هاوس» لمعرفة من أين انطلق الفيلم فعلاً.

 

الشرق الأوسط في

29.08.2023

 
 
 
 
 

فينيسيا: تاريخ عريق وجمال ساحر وفنون حاضرة عبر العصور

فينيسيا ــ محمد هاشم عبد السلام

عرّفها الشاعر البريطاني اللورد بايرون بأنها “المدينة الخُرافية”، واصفًا إياها بـ”أحد أكثر الأماكن سحرًا وتأثيرًا في القلوب”. الغالبية العظمى من العرب يُطلقون على هذه المدينة الإيطالية اسم “البُندُقية”، اعتقادًا منهم أن الكلمة تعريب قام به القدماء. لكن كلمة “البُندُقية” ليست عربية، وهي تسمية خاطئة تمامًا. ففينيسيا كانت من قبل مملكة ودوقية، ثم أصبحت جمهورية مُستقلّة لأكثر من ألف عام. في تاريخها، حملت المدينة أسماء وأوصافًا عديدة: الجمهورية الهادئة، ملكة البحر الأدرياتيكي، الدوقية الجميلة، (Buono Duchy) بالإيطالية. تدريجيًا، ولتسهيل نطقها بالعربية، باتت تنطق “بونودوقي”، ثم “بُندُقية”. إذًا، الاسم مُجرّد تحريف خاطئ تمامًا للنطق الإيطالي لأحد الأوصاف القديمة للمدينة، فاعتقد كثيرون أنه التعريب لاسمها.

فينيسيا ليست فقط تلك الجزيرة الضخمة السياحية الشهيرة التي تظهر في الصُوَر والأفلام، فهي مُنقسمة إلى جزأين: رئيسي كبير مُتّصل باليابسة (ميسترى)، يبتعد عن فينيسيا العائمة 9 كم، وتُقطع المسافة بينهما بالقطار، أو الحافلة. وآخر مُتمثّل في الجزر الـ118. والقنوات المائية الرئيسية (150 تقريبًا)، والجسور التي تعد بالمئات. ويعتقد كثيرون أن القنوات المائية في أرجاء فينيسيا هي مياه البحر الأدرياتيكي، لكنها مياه “لاغون”، أي بُحيرة مالحة ضحلة تُحاذي مياه البحر، وتتصل به في غير موضع، ولا يتجاوز عمقها مترين اثنين، وتغلب عليها رائحة عطنة تجذب حشرات كثيرة، خاصة البعوض في ليالي الصيف، وهي غير صالحة للسباحة أبدًا. ومن ثم، فإنّ الاتصال الأساسي بالأدرياتيكي يمرّ عبر جزيرتي “ليدو” و”سانتا ماريا ديل ماري”، اللتين، رغم استطالتهما ونحافتهما، تعملان كحاجز منيع يحمي معظم الجزر داخل الـ”لاغون”. إنهما شاطئا المدينة الرئيسيان الصالحان للسباحة. وهما الوحيدتان اللتان تمتلكان بناءً عصريًا حديثًا مُتعدّد الطوابق، وشوارع مُمهَّدة، وإشارات مرور. ويُسمح فيهما بعبور السيارات الخاصّة والنقل العام. لكنهما، بشكل عام، غير معروفتين كثيرًا للسيّاح الذين يعتقدون أن فينيسيا هي فقط ساحة سان ماركو والحواري والأزقة المحيطة بها، أي البلدة القديمة. ربما يسمع قلة بجزيرتي “مورانو” و”بورانو” ويزورانهما. ففي الأولى صناعة زجاج عالمي مشهور جدًا. وفي الثانية صناعة “دانتيل” فاخر للغاية.

تعد سان ماركو أشهر ساحات فينيسيا. تتميز ببرجها الجرسيّ الذي يمكن من خلاله رؤية جُزر عديدة، وبعض جوانب كاتدرائيتها المهيبة التي تحمل الاسم نفسه، وهي تحفة فنية فريدة من نوعها في أوروبا. على بعد أمتار، يقع أحد أشهر القصور القوطية في المدينة: “قصر الدوقي”، المُشيِّد عام 1340، حيث مقرّ الحكم، وسكن الملوك والدوق، على مرّ العصور. وأيضًا حيث يوجد السجن الموضوع فيه جياكومو كازانوفا. وهناك أيضًا “جسر التنهّدات”، الذي يصل القصر بالمحكمة القديمة، حيث كان السجناء ينقلون عبره من الأولى إلى الثانية. ولذا، أطلق عليه اللورد بايرون هذا الاسم، تعبيرًا عن آلام المساجين والمُعذّبين والمُضطهدين. في عام 1923، تحوَّل القصر إلى أحد أشهر متاحف المدينة الـ11.

يُعد “مقهى فلوريان” (1720) في ساحة سان ماركو أعرق وأقدم مقهى في العالم، ولم يُغلِق أبوابه إلى الآن. تردد عليه أدباء كبار، مثل كارلو غولدوني، وولفجانغ فون غوته، وجياكومو كازانوفا، واللورد بايرون، ومارسيل بروست، وتشارلز ديكنز، وإرنست همنغواي، وغيرهم من مشاهير الفن والسينما والمال. أما توماس مان فكان يُفضِّل الابتعاد عن فينيسيا السياحية وساحتها الرئيسية والإقامة في جزيرة “ليدو” التي تردّد منذ عام 1911 على فندقها التاريخي المعروف باسم “أوتيل دي بان”، الذي تأسس عام 1900. وصُوِّر فيه أحد أشهر الأفلام السينمائية المُقتبسة عن نصّ أدبي لتوماس مان، “الموت في فينيسيا” (1971) لفيسكونتي.
كما كانت جزيرة ليدو مسرحًا لغراميات اللورد بايرون مع حبيبته الإيطالية، وزوجة أحد نبلاء المدينة. على شاطئها، كان يسبح دائمًا. لكنه بدأ تأليف مسرحيته “مارينو فاليريو: دوق فينيسيا”، وأولى مقاطع “دون خوان” في جزيرة “سان لازارو”. بايرون الذي جاء إلى إيطاليا هاربًا من الديون والفضائح، وعاش أعوامًا عديدة في فينيسيا، قضى معظمها في جزيرة “سان لازارو”، حيث عاش مع الرهبان الأرمن، وتعلم اللغة الأرمنية، وشارك في إعداد المُعجم الإنكليزي الأرمني. “سان لازارو” من أسرار فينيسيا الدفينة. كانت سابقًا مُستعمرة للجذام. وفي عام 1717، منحها دوق فينيسيا لراهب كاثوليكي أرمني لتأسيس طائفته الدينية، فبنى الرهبان الأرمن كنيستهم وصوامعهم، ولا يزالون يعيشون فيها حتى اليوم. ويُعد متحفها أكبر كنز خارج أرمينيا للمخطوطات والكتب الأرمنية والعبرية وأدوات الطباعة. أيضًا، يتضمّن سجلات دقيقة لما نهبه نابوليون بونابرت من القاهرة في أثناء الحملة الفرنسية، وفيه مومياءات مصرية أصلية، ونسخ قديمة ونادرة من الأناجيل، وبعض أجزاء من القرآن.
يصعب فعلًا حصر جُزر فينيسيا، فهي جمهورية قائمة بذاتها حقًا لعشرات القرون. بعض جزرها صغيرة جدّا، والأخرى كبيرة فعلًا. بعضها يسكنه الآلاف، وأخرى يسكنها العشرات فقط، أو لا أحد بالمرة. بعض منها مجرّد أديرة قديمة مهجورة، أو مُستخدمة، ومنها ما هو فنادق صغيرة. جزر أخرى قليلة عبارة عن مقبرة ضخمة رائعة من الخارج. باختصار، فينيسيا ليست فقط “القنال الكبير”، وساحة سان ماركو، ومُحيطهما والمراكب الصغيرة (الجندول). ولا هي المباني الأثرية والقصور الفخمة والمتاحف المتميزة والكنائس والكاتدرائيات الفريدة في البلدة القديمة. إنها بالفعل دولة يحتاج زائرها إلى أشهر عديدة لاكتشافها ومعرفة تراثها، ومُلاحظة كل ما هو “فينيسي” خالص فيها، وإدراك أن لها لهجتها الخاصة، وأن مُفردات هذه اللهجة الفينيسية صعبة، حتى على الإيطاليين أنفسهم
.

فينيسيا والفنون

التركيبة السكانية لفينيسيا فريدة ومُنفتحة منذ قرون عديدة على كافة الأجناس والأعراق، نظرًا إلى موقعها واتصالها المُتفرّد بالعالم، وجمالها الجذّاب، وقوّتها التجارية. لم تكتف بكونها مدينة أو جمهورية حاضنة ومُستقبِلة، بل أفرزت وأنتجت للعالم الكثير، في العمارة والفن التشكيلي والموسيقى والرحلات الاستكشافية والطباعة، وغيرها مما تفردت به عالميًا، دون غيرها. كما كانت فينيسيا مركزًا مهمّا لمختلف الفنون عبر العصور، ومُلهمة لأدباء كثيرين، خصوصًا بين القرنين الـ13 والـ18. قدّمت فينيسيا للعالم أبرز الأسماء وألمعها في ميادين عديدة، لا تزال تتردّد لغاية اليوم. في الموسيقى، هناك غويسيبي تارتيني، وأنطونيو فيفالدي. تشكيليًا، هناك “مدرسة فينيسيا” العريقة، وجاكوبو روبوستي المعروف بجاكوبو تينتوريتّو، وباولو كالياري المعروف بباولو فيرونازي، وتيزيانو فيتشيليو الملقّب بتيتيان.

على مدى تاريخها برزت المدينة، ذات العمارة والتصميم الفريدين، في أعمال فنية رصينة لكبار الأدباء، منذ الإنكليزي وليام شكسبير إلى مواطنه المُعاصر إيان ماك إيوان. وبالطبع في “عبر النهر وباتجاه الأشجار” (1950) لإرنست همنغواي، حيث كثير من الأحداث تدور في فينيسيا ومُحيطها. إذ عاش همنغواي في فينيسيا لفترات طويلة، وكتب عنها بناءً على تجربة شخصية بحتة.

في مقابل الاهتمام الفني الغربيّ بفينيسيا، لم يكترث الإيطاليون كثيرًا. في الأدب مثلًا، لم يشتغل أدباء إيطاليون كثيرون عليها في نصوصهم وأعمالهم، باستثناء كارلو غولدوني، وإيتالو كالفينو. في حين خلّدها شكسبير في مسرحيتي “عطيل، أو مستنقع فينيسيا” (1604)، و”تاجر فينيسيا” (1605).
وقد اقتبست “عطيل”، ذلك العمل المُلهِم والمثير للخيال، سينمائيًا مرات عديدة. أبرزها لأورسون ويلز، وفرانكو زيفريلّي، الذي صنع منه نسخة أوبرالية عام 1986. اقتباس ويلز عام 1952 فاز عنه بـ”الجائزة الكبرى”، مُناصفة، في الدورة الـ50 لمهرجان “كانّ” السينمائي. اقتباس استغرق تصويره 3 أعوام، وصدرت منه مُؤخرًا نسختان مُرمّمتان: واحدة صوَّرَها ويلز. وأخرى تدخّلت فيها الشركة المنتجة، فعدَّلتها أو نقَّحتها، أو بالأحرى “شوَّهَتها”.
ورغم كون “تاجر فينيسيا” دراما هزلية شديد العمق والطرافة، إلا أنها لم تُقتَبس كثيرًا للسينما، مُقارنة بـ”عطيل”. ورغم اقتباس “تاجر فينيسيا” سينمائيًا منذ عشرينيات القرن الـ20، إلا أنّ النسخة الأكثر نجاحًا هي تلك التي أخرجها البريطاني مايكل رادفورد عام 2004 بالعنوان نفسه، وبطولة أل باتشينو في دور “شيلوك”. أورسون ويلز اقتبس المسرحية أيضًا، وأنجز تصوير نصف فيلم تقريبًا، لكن التعثر المالي حال دون اكتمال المشروع. لاحقًا، زعم ويلز سرقة النيغاتيف المُصوَّر. إلا أن ما تبقى منه لم يكن يتعدّى 36 دقيقة، جرى ترميمها وعرضها عام 2015 في الدورة الـ72 لمهرجان فينيسيا، بمناسبة المئوية الأولى لولادة أورسون ويلز.
رغم هذا كلّه، فإنّ أشهر لقاء بين الأدب والسينما المعنيَّين بفينيسيا، الأنجح حتى الآن، يتمثّل في رائعة الألمانيّ توماس مان “الموت في فينيسيا” (1912)، التي اقتبسها فيسكونتي عام 1971، بعد تعديلات طفيفة على الرواية. في النهاية، مُعالجته السينمائية لم تُجافِ الأصل. أبرز التعديلات تمثّلت في تحويل بطلها الكاتب آشنباخ إلى مؤلّف موسيقي. طبعًا، أحداث الرواية والفيلم معروفان. لكن اللافت للانتباه بخصوصهما أنه يندر أن تدور أحداث رواية في فينيسيا، وتبتعد عن القلب التاريخي والسياحي للمدينة. كما لم يحدث أيضًا أن صُوِّرَت أعمال سينمائية في الـ”ليدو”، أو في غيرها من جُزر فينيسيا
.

في فندق “أوتيل دي بان” في “ليدو”، حيث كان آشنباخ يقضي عطلته في هدوء متأمّلًا الحياة والفن وحياته بشكل عام، صَوَّر فيسكونتي فيلمه هذا. لم يتخيّل أحد ما سيكون عليه مصير الفندق العريق، الذي استقبل نجومًا كثيرين كانوا ضيوف مهرجان فينيسيا، فهو مُغلق منذ أعوام عديدة بسبب ترميمه الذي لا نهاية له. يُذكر أن الفندق، وهو أحد المعالم التاريخية للجزيرة، استُخدِمَ في تصوير مشاهد عديدة في “المريض الإنكليزي” (1996) للبريطاني أنتوني مانجيلا ـ المقتبس عن رواية بالعنوان نفسه للكندي مايكل أونداتجي، صدرت عام 1992 ـ باعتباره “فندق شيبرد” في القاهرة، الذي احترق في يناير/ كانون الثاني 1952، في أثناء ما يُعرف بـ”حريق القاهرة”.

باختصار، يمكن القول إنه سينمائيًا، وربما يُعزى هذا إلى التاريخ القصير نسبيًا للسينما، لم يكن تناول فينيسيا سينمائيًا عميقًا وجماليًا وفنيًا، بل سياحيًا واستعراضًا ومشهديًا، أكثر من أي شيء آخر. رغم أن أغلب الأنواع السينمائية اتّخذت من المدينة خلفية لها، أو كانت المدينة نفسها “مكانًا” تجري فيه بعض الأحداث، أو معظمها، سواء في أفلام جاسوسية وإثارة وتشويق ومُغامرة، كما في سلسلة جيمس بوند، مثلًا، أو أفلام حبّ ورومانسية وكوميديا لمُخرجين غربيّين عديدين، مثل ستيفن سبيلبيرغ، وأنتوني مانجيلا، وستيفن سودربيرج، وبول شرايدر، ووودي آلن، ولوك بيسّون.

ورغم صعوبة حصر الأعمال الفنية كلّها التي تناولت مدينة فينيسيا، أو اتّخذت منها مسرحًا لأحداثها، لكن اللافت للانتباه أن شخصية تاريخية عظيمة، كالرحّالة والمُستكشف ماركو بولو، مثلا، المولود والمتوفّى في فينيسيا، لم تجذب كبار المخرجين لتناولها وتقديم حياتها، أو حتى الأدباء، باستثناء الإيطالي إيتالو كالفينو في “مدن لا مرئية” (1972). بدرجة أقل، ينطبق الأمر على جياكومو كازانوفا، الذي لم يُصنع عنه كثير، بل تمّ تناول الجانب الفضائحي في حياته، واختُزل شخصه في علاقاته النسائية، رغم المعالجة الفريدة التي اعتمدها فيدريكو فيلّيني في تناوله تلك الشخصية الدرامية الثرية والمُثقّفة والفريدة من نوعها، والتي تتحدّث لغات عديدة، والتي مارست أعمالًا كثيرة، وعاشت في بلدان مختلفة، وماتت غريبة عن وطنها. رغم أن المُلابسات الطريفة التي صاحبت هروب كازانوفا من زنزانته، بحفره إياها بإزميل ومِلعَقة، وغيرها من وقائع، كفيلة بصنع فيلم، أو كتابة عمل أدبي على قدر بالغ من التشويق والإثارة.

البينالي

منذ قرون عديدة، تُعد فينيسيا، أو “فينيتزيا”، كما تنطق بالإيطالية، مدينة الفنون والرقص والاحتفال، وكلّ جديد ومتميّز في هذه المجالات. بالنسبة إلى كثيرين، يقترن اسمها بمهرجانها السينمائي الأعرق والأقدم عالميًا. مع أن احتفالات عديدة ومختلفة تُقام فيها سنويًا. وعلمًا بأن شوارعها تشهد كلّ عام، منذ القرن الـ17، أحد أهمّ الكرنفالات العالمية. يُشارك فيه نحو 3 ملايين زائر، وتُميّزه الأزياء التقليدية، وطبعًا الأقنعة “الفينيسية” الشهيرة، المرتبطة بتاريخ الكرنفال منذ تأسيسه. أما عدد أيامه فيختلف من عام إلى آخر، ليمتدّ أحيانًا على 3 أسابيع، لكن في الأغلب يقام لأسبوعين، وذلك بين نهاية يناير/ كانون الثاني ونهاية فبراير/ شباط.

وبخلاف هذا الكرنفال الشهير والعريق، قدّمت اللغة الإيطالية للعالم مُفردة “بينالي” (أي مرة واحدة كلّ عامين)، وصنعت فينيسيا مفهومها الخاص جدًا لـ”بينالي” المهرجانات الفنية. مثل: “بينالي فينيسيا الدولي للفنون” (La Biennale di Venezia)، المؤسَّس عام 1895، والمُشرف على مهرجانات عديدة. وأوّلها “بينالي الفنون التشكيلية والعمارة”. ثم تأسّس “بينالي المُوسيقى” عام 1930، و”بينالي المسرح والسينما” عام 1934. لكن، منذ عام 2000، انفصلت العمارة عن الفن، وصار لكل منهما “بينالي” خاص به. عام 1999، تأسّس “المهرجان الدولي للموسيقى المُعاصرة”، وبعد 10 أعوام، أُطلق “كرنفال الأطفال”، و”مهرجان الرقص المُعاصر”. ومنذئذ، تغيّر اسم الـ”بينالي”، فأصبح “مؤسّسة البينالي”. وإن كان اسم “بينالي فينيسيا” لا يزال يُستخدم لوصف المعارض والمهرجانات كلّها التي تُنظّمها المؤسّسة.

اللافت وبشدة أن كلمة “بينالي”، كوصف، ملائمة للعمارة والفنون مثلًا. إذ لا خطأ في استخدامها (لكل فنّ منهما مهرجان يُقام مرة واحدة كلّ عامين). لكن الخطأ كامن في استخدامها لوصف المهرجان السينمائي، الذي يُقام سنويًا. صحيح أنه بدأ كـ”بينالي”، إذ أقيمت دورتاه الأولى عام 1932، والثانية عام 1934، لكن هذا لا ينفي خطأ وصفه بتلك المفردة. والأدق اعتماد التسمية الصحيحة، الإيطالية والإنكليزية والفرنسية: “مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي”. والابتعاد عن استخدم الاسم الطويل والمُعقد وغير الدال: “معرض فنون السينماتوجرافيا الدولي لبينالي فينيسيا” Mostra Internazionale d’Arte Cinematografica della Biennale di Venezia.

منذ بداية انعقاد الـ”بينالي”، تُقام مهرجاناته واحتفالاته كلّها في أروقة الـ”أرسنالة”، أو بنايات الترسانة البحرية القديمة، الواقعة في الطرف الأقصى للبلدة القديمة. وذلك باستثناء المهرجان السينمائي، الذي اختار ـ منذ تأسيسه على يد رجل الأعمال والسياسي جوزيبي فولبي، والذي تُمنح باسمه جائزة “كأس فولبي” لـ”أحسن مُمثل/ مُمثلة” ـ جزيرة الـ”ليدو”، البعيدة عن ساحة سان ماركو والبلدة القديمة بنحو 40 دقيقة، وعن محطة القطار الرئيسية بنحو 60 دقيقة. في الـ”ليدو”، حيث يحتفل “مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي” هذا العام بدورته الـ80 (30 أغسطس/ آب ـ 9 سبتمبر/ أيلول 2023)، يختلف الأمر كلّيًا. فالمهرجان الذي توقف لأكثر من مرة على مدى تاريخه، إما لاندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1945)، وإما لأسباب سياسية ومالية، لم يتّخذ من أية أبنية سابقة مقرات له، أو لعروضه، إذ إن أبنيته كلّها واكبته منذ تأسيسه، ورغم الطابع الفاشي الجامد للأبنية إلا أن اللمسات الفنية الإيطالية عالجت جمود وقبح هذه الأبنية، مع مرور الزمن والترميمات المتتالية، وأكسبتها جماليات ملحوظة. تُعد صالة “غراندي” أقدم صالات المهرجان. فقد افتُتحت في الدورة الـ5 عام 1937، لكنها خضعت لأعمال ترميم وتجديد كثيرة، كان آخرها عام 2011، حيث أعيدت إلى ما كانت عليه تمامًا عند افتتاحها، بالبنية والخامات والتصاميم نفسها، مع إضافة واحدة: ارتفع عدد مقاعدها من 1019 إلى 1032. أما صالة “دارسينا” المُجاورة، التي افتُتحت في خمسينيات القرن الماضي وكان صالة مفتوحة، فقد تمّت تغطيتها وتطويرها أكثر من مرة، كان آخرها قبل 7 أعوام، وتضمّ 1409 مقاعد، وهي الأقدم بعد “غراندي”.

يلمس زائر المهرجان كل عام تجديدًا وتطويرًا في محيط فعالياته المعروف باسم ميدان الكازينو، أو ساحة “ماركوني”. يُلاحظ أيضًا أن بلدية فينيسيا، بالتعاون مع مجلس إدارة البينالي، تُنفق بسخاء على دعم المهرجان لوجستيًا، سنويًا تقريبًا. مثلًا، العام الماضي جرى تمهيد المنطقة المُحيطة بقصر المهرجان والمقر الصحافي وتزيينها وفقًا للذوق الرفيع المتميز لمُصممي الديكور الإيطاليين. كذلك، تم افتتاح مقهى ومطعم يليق بالمهرجان، قاصر فقط على الصحافيين داخل المبنى التاريخي المُسمى إلى الآن بـ”الكازينو”. رغم أنه توقف عن أن يكون “كازينو” للقمار منذ سنوات بعيدة. وتحول الآن إلى مقر عملي للصحافيين وقاعة المؤتمرات، واحتضان أغلب عروض “أسبوع النُقاد”، أو “أيام المُؤلف”.

أيضًا، بعد إقامة سينما الحديقة، أو “غاريديني”، قبل 7 سنوات تقريبًا، القابلة للفك والتركيب (446 مقعدًا)، فوجئنا قبل عامين بسينما أخرى من النوعية نفسها. “كورينتو” (340 مقعدًا)، ليست بعيدة أبدًا، وقد أقيمت فوق حمام سباحة بعد تغطيته. باختصار، يزيد عدد قاعات فينيسيا على الـ9. مقاعد أصغر قاعاته 48 مقعدًا، ومقاعد أكبرها، خيمة “بالا بينالي” 1770. من هنا، يُلاحظ أن فعاليات المهرجان وعروض الأفلام في مُختلف التظاهرات تُعرض دون زحام، أو مشقة، سواء “المُسابقة الرئيسية”، أو قسم “خارج المُسابقة” في صالتي غراندي ودارسينا، أو تظاهرة “آفاق”، و”امتداد آفاق” في صالات دارسينا، وغارديني، وبالا بينالي، أو تظاهرتا “أسبوع النقاد” و”أيام المؤلف”، في صالات فولبي، وبيرلا، وبالا بينالي، وكورينتو، وغيرها.

المعروف أن مهرجان فينيسيا يمنح جائزتي “الأسد الذهبي”، و”الأسد الفضي”، وغيرهما. تصميم الجائزة على النحو المُتعارف عليه ليس من ابتكار المهرجان، كما يُخيَّل للبعض. ببساطة، يتّخذ المهرجان من شعار مدينة فينيسيا على مرّ تاريخها رمزًا له. الشعار جاء أساسًا مع تأسيس كاتدرائية “سان ماركو” في قلب البلدة القديمة، ويمثّل وجه القديس ماركوس وجسد أسد مُجنَّح. القديس ماركوس هو، في الحقيقة، القديس مُرقُص المصري. لا يعرف كثيرون أن هناك مُتعلّقات كثيرة له مُوجودة في الكاتدرائية. أما الجثمان، المسروق من مصر قديمًا ليُوضع في الكاتدرائية، فاستعادته الحكومة المصرية بعد المطالبة به. ومن هذا الشعار، استمد المهرجان شعاره وتصميمه لجوائزه.

بخلاف “المسابقة الرئيسية” الأكثر أهمية في المهرجان، يُعد قسم “آفاق” التظاهرة الكبرى المُوازية للمُسابقة الرئيسية، والمُناظر لقسم “نظرة ما” في مهرجان “كان”، أو قسم “بانوراما” في مهرجان “برلين”. وعادة ما يُعرض فيها 18 فيلمًا روائيًا طويلا تتنافس على جوائز القسم. وفي قسم “آفاق إكسترا أو امتداد آفاق”، المُستحدث مُؤخرًا، عادة ما تُعرض 9 أفلام. وأغلب الأفلام المعروضة في القسمين لمخرجات ومخرجين يقدمون أعمالًا أولى، أو ثانية، تستحق فعلا المُتابعة والاكتشاف.

كما يُقيم “اتحاد نقاد السينما الإيطالية” تظاهرة سنوية بعنوان “أسبوع النقاد”. تنعقد هذا التظاهرة المُهمة منذ 38 عامًا. وهي ليست مُنفصلة كليًا عن المهرجان، ولا تقام بعيدًا عن فعالياته، مثلما يحدث في تظاهرة “أسبوع النقاد” في مهرجاني “كان”، أو “برلين”. مهرجان فينيسيا يحتضن التظاهرة، ويضعها ضمن جداول عروضه الرئيسية، وتُعرض أفلامها داخل قاعات المهرجان ذاتها. يُشرف على اختيار أفلام التظاهرة خمسة من أعضاء اتحاد النقاد، إلى جانب رئيس الاتحاد. ويمنح الأسبوع جائزة أحسن فيلم، وذلك بناء على اختيار الجمهور. وأيضًا جائزة “أسد الأسبوع” لأفضل مُخرج واعد. الهدف من الأسبوع إلقاء الضوء على الأعمال الأولى للمخرجين الشباب، وتعريف المُنتجين والعالم بإنتاجاتهم وأسمائهم. من ناحية أخرى، تعرض التظاهرة، على هامشها، 10 من أحدث الأفلام الإيطالية القصيرة بتوقيع مُخرجين شباب، وذلك قبل بداية كل عرض من العروض الرئيسية. وعادة ما تتكون مُسابقة “أسبوع النقاد” للأفلام الطويلة من 7 أفلام، إضافة إلى فيلمي افتتاح وختام.

أما تظاهرة “أيام المُؤلفين”، التي تأسست منذ عشرين عامًا، بواسطة “جمعية المُؤلفين السينمائيين والمُنتجين المُستقلين”، فبرنامجها هو الأكبر من حيث أقسامه. لدى التظاهرة “مُسابقة رئيسية” يعرض فيها 11 فيلمًا. وقسم “أحداث خاصة”، ويعرض 7 أفلام. و”ليالي فينيسيا” ويعرض 8 أفلام. و”عروض خاصة” يعرض 5 أفلام.

وبخلاف البرامج والمسابقات الرئيسية هذه، توجد فعاليات أخرى وأكثر من قسم، لا تقل أهمية. مثلًا، قسم “كلاسيكيات فينيسيا”، ويعرض الكلاسيكيات المُرَمَّمة والمُستعادة حديثًا، ويمنح القسم جائزة سنوية لأفضل فيلم مُرَمَّم. أيضًا، قسم “العروض الافتراضية”، وقسم “عروض خاصة”، و”بينالي كولدج سينما”، وهو قسم تدريبي إيطالي ودولي ويعرض فيه الشباب والطلاب أعمالهم. هذا كله بخلاف اللقاءات والندوات التكريمية، والمعارض الفنية الفوتوغرافية، ودروس السينما، وغيرها كثير جدًا من الفعاليات والعروض والاحتفالات الترويجية غير السينمائية.

 

موقع "سين آرتس24" في

29.08.2023

 
 
 
 
 

مخرجو هوليوود في “البندقية”… وآلن وبولانسكي يثيران جدلاً

دورة المهرجان الـ 80 تفتتح الليلة وتستمر 10 أيام بمشاركة أفلام من 54 دولة

يفتتح الفيلم الإيطالى “COMANDANTE: القائد” للمخرج إدواردو دي إنجليس، الليلة، فعاليات الدورة الثمانين لمهرجان “البندقية” السينمائي الدولي، وتشارك في الدورة أفلام من 54 دولة، على مدى عشرة أيام.

تتولى تقديم حفلي الافتتاح والختام الممثلة الإيطالية كاترينا مورينو، التي عُرفت كواحدة من نجمات سلسلة “جيمس بوند” أمام دانيال كريغ، في فيلم “كازينو رويال”.

ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية هذا العام 23 فيلما من جميع أنحاء العالم، بعضها من إبداعات أسماء معروفة في صناعة السينما، والبعض الآخر يسعى لتسجيل اسمه في تاريخ المهرجان الذي يُعد بداية موسم الجوائز الكبرى، وأبرز الطرق إلى “الأوسكار”.

واعلن بعض مخرجي هوليوود الحضور ومرافقة أفلامهم المشاركة بالمهرجان، رغم ترجيح غياب كثير من نجوم هوليوود هذا العام بسبب استمرار إضراب نقابة الممثلين “SAG-AFTRA” تضامنا مع كتاب السيناريو والمؤلفين في مواجهة تحالف منتجى الصور المتحركة والتلفزيون.

تضم الاختيارات الرسمية خمسة أسماء من حائزي جائزة الأوسكار، هم وودي آلن وصوفيا كوبولا ووليام فريدكين ورومان بولانسكي وفريدريك وايزمان، حيث تنافس كوبولا (الفائزة بجائزة الأسد الذهبى لأفضل مخرجة) في المسابقة الرسمية بفيلم “Priscilla”، المأخوذ عن كتاب “إلفيس وأنا”، ويتضمن مذكرات بريسيلا بريسلي زوجة ملك الروك أند رول إلفيس بريسلي، عن الجانب الإنساني في حياته من خلال علاقته مع زوجته بريسيلا، من بطولة كايلي سبايني وجاكوب إلوردي.

ويُعرض لوليام فريدكين، خارج المسابقة، فيلم “The Caine Mutiny Court-Martial” أو “محاكمة كين العسكرية على تمرده” عن قصة ضابط في البحرية يقوم بتنحية كابتن السفينة، وتولي القيادة بدلا منه، عندما يلاحظ أنه غير متزن عقليا، وقد يعرض عمال السفينة للخطر بسبب تصرفاته.

أما فريدريك وايزمان فيعرض له وثائقيا بعنوان ” Menus Plaisir”، ويتتبع قصة مطعم شهير في فرنسا أسسته عائلة ترواجرو، وتحول لسلسلة مطاعم، واحتفظ على مدى 55 عاما بثلاثة نجوم ميشلان، التي تمنح لأرقى المطاعم في العالم، ولا يُعتبر الحصول على واحدة منها أمرا سهلا.

وأثارت مشاركة الثلاثي وودي آلن ورومان بولانسكي والفرنسي لوك بيسون جدلا وانتقادات ضد إدارة المهرجان، وطالب البعض بتجاهلهم في الفعاليات السينمائية الكبرى إثر الاتهامات الموجهة إليهم بالاعتداء على نساء، لكن مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، قال: لابد من التفرقة بين مسؤوليات الرجل من ناحية ومسؤوليات الفنان، مشيرا إلى أن بولانسكي بلغ من العمر 90 عاما، ويُعد أحد أساتذة صناعة السينما، وربما يكون هذا فيلمه الأخير، أما آلن وبيسون فلم تثبت صحة الاتهامات الموجهة إليهما أمام القضاء.

وتضم الأعمال خارج المسابقة الرسمية 19 فيلما بينها فيلما وودي آلن ورومان بولانسكي، حيث يعرض للأول فيلم بالفرنسية بعنوان ” Coup de Chance” أو “ضربة حظ”، بينما يعرض لبولانسكي فيلم “The Palace” أو “القصر” إنتاج إيطالي فرنسي بولندي وسويسري مشترك.

وينافس لوك بيسون، على “الأسد الذهبي” في المسابقة الرسمية بفيلم “Dogman”، الذي يعرضه المهرجان في اليوم التالي للافتتاح مباشرة، جنبا إلى جنب مع فيلم “فيراري” للمخرج والمنتج الأميركي مايكل مان وبطولة آدم درايفر، وتدور أحداثه حول شخصية إينزو فيراري، خلال الفترة التي كان معرضا فيها للإفلاس العام 1957.

وتنافس أنيسكا هولاند (الحاصلة على جائزة دب برلين الفضي العام 2017)، على جوائز المسابقة الرسمية بفيلم “Green Border”، ويتناول قضية الهجرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا بنظرة مختلفة، وفي موقع محدد يضم غابات تفصل بين بيلاروسيا وبولندا، حيث يجد المهاجرون أنفسهم محاصرين في خضم أزمة جيو سياسية يدبرها رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو ليستفز أوروبا، مستغلا أزمة اللاجئين في معركته.

كما تشهد المسابقة عودة نجم هوليوود برادلي كوبر، مخرجا للمرة الثانية بفيلمه الجديد “Maestro”، وينتظر أن يحقق نجاحا على غرار فيلمه الأول “مولد نجمة” الذي حظي بعرضه العالمي الأول في “البندقية” أيضا، وحصد ما يقرب من 95 جائزة دولية، من بينها أوسكار أفضل موسيقى.

وتضم المسابقة أيضا أفلام: “The Killer” للمخرج ديفيد فينشر، “Poor Things” لليوناني يورجوس لانثيموس، “Memory” للمكسيكي ميشيل فرانكو، “THE PROMISED LAND” لنيكولاج أرسيل، “LA BÊTE” لبرتراند بونيلو، ” HORS-SAISON” لستيفان بريز، “ENEA” لبيترو كوستاليتو، “FINALMENTE L’ALBA” لسافيريو كوستانزو، “LUBO” لجورجيو ديريتي، “ORIGIN” لأفا دوفرناي، “IO CAPITANO” لماتيو جارون، “EVIL DOES NOT EXIST” لريوسوكي هاماجوتشي، “DIE THEORIE VON ALLEM” لتيم كروغر، “EL CONDE” لبابلو لارين، “ADAGIO” لستيفانو سوليما، “WOMAN OF” لمالجورزاتا سزوموفسكا، وميشال إنجليرت، و”HOLLY” لفين تروش.

 

السياسة الكويتية في

29.08.2023

 
 
 
 
 

شارلوت رامبلينج تقدم جائزة الإنجاز مدى الحياة

للمخرجة ليليانا كافاني في مهرجان فينيسيا

 نجلاء سليمان

اختارت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الممثلة البريطانية شارلوت رامبلينج لتقديم جائزة الأسد الذهبي للإنجاز مدى الحياة، إلى المخرجة المخضرمة ليليانا كافاني

أعلنت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي منذ فترة عن اختيار المخرجة ليليانا كافاني والممثل توني ليونج تشيو واي، لمنحهما جائزة الأسد الذهبية لهذا العام عن إنجازاتهم مدى الحياة

ومن المقرر تقديم جوائز الإنجاز مدى الحياة في حفل افتتاح مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذي تنطلق فعالياته غدا بحفل الافتتاح في النسخة الثمانين التي تستمر في الفترة من  30 أغسطس إلى 9 سبتمبر في ليدو.

تنطلق فعاليات مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي غدا، في الصالة الكبرى بقصر السينما، في تمام السابعة مساءا، ومن المتوقع أن يحضره عدد كبير من نجوم السينما العالمية

ليليانا كافاني التي تبلغ من العمر 90 عاما، قدمت على مدار 6 عقود أعمالا ناجحة وحائزة على جوائز عالمية، سواء في التلفزيون أو المسرح أو السينما، وتدور دائما أحداث أفلامها في إطار تاريخي، وشخصياتها معقدة تعيش حالة من الصراع مع المجتمع

قدمت شارلوت رامبلينج أداءا استثنائيا في فيلم المخرجة ليليانا كافاني The Night Porter عام 1974، وكان بمثابة انطلاقتها في عالم الجوائز والسينما العالمية، وترشحت عام 2016 للفوز بجائزة الأوسكار عن فيلم 45 Years. 

 

صدى البلد المصرية في

29.08.2023

 
 
 
 
 

تعرف على | أبرز أفلام الدورة الـ80 لـ «فينيسيا السينمائي»

فينيسيا ـ «سينماتوغراف»

تنطلق فعاليات الدورة الـ80 من مهرجان فينيسيا السينمائي، اليوم الأربعاء، وتستمر حتى 9 سبتمبر، في ظل غياب بعض النجوم عن عروض أفلامهم، على خلفية إضراب الممثلين في هوليوود، إذ يمنعهم ذلك من الحضور والترويج لأعمالهم في المهرجان، الذي يحظى باهتمامٍ كبير من نجوم وصُنّاع السينما حول العالم.

ويفتتح الفيلم Commandante للمخرج الإيطالي إدواردو دي أنجيليس، فعاليات الدورة المرتقبة، وتدور أحداثه حول القبطان الإيطالي سالفاتور تودارو، الذي يقود غواصة لتدمير سفينة تجارية محملة بالأسلحة في المحيط الأطلسي، إبان الحرب العالمية الثانية، وبعد نجاح مهمته، تتغلب عليه المبادئ الإنسانية، لتشهد الأحداث مفاجآت عديدة.

فيما وقع الاختيار على فيلم الرعب والإثارة La Sociedad de la nieve، إخراج جيه إيه بايونا، وإنتاج نتفليكس، وتدور أحداثه حول كارثة رحلة الأنديز في أوروجواي عام 1972، المستوحاة من كتاب La Sociedad de la nieve تأليف Pablo Vierci، والذي يوثق روايات جميع الناجين الستة عشر من الحادث.

ويتنافس 23 فيلماً بجانب فيلم الافتتاح في المسابقة الرسمية للمهرجان، للفوز بجائزة الأسد الذهبي، أبرزها التشيلي El Conde إخراج بابلو لارين، والفرنسي Dogman إخراج لوك بيسون، والأميركي Ferrari إخراج مايكل مان، والدنماركي The Promised Land إخراج نيكولاي أرسيل، والبريطاني Poor Things إخراج يورجوس لانثيموس، والإيطالي Finally Dawn إخراج سافيريو كوستانزو، والأميركي Maestro إخراج برادلي كوبر.

كما تضم قائمة الأفلام المنافسة، الإيطالي Adagio إخراج ستيفانو سوليما، والأميركي The Killer إخراج ديفيد فينشر، و The Beast إخراج بيرتراند بونيلو، وهو إنتاج فرنسي كندي مشترك، بجانب الفيلم الياباني Evil Does Not Exist إخراج ريوسوكي هاماجوتشي، والأميركي Priscilla إخراج صوفيا كوبولا، و The Green Border إخراج أجنيسكا هولاند، وهو إنتاج مشترك بين التشيك، وبولندا، وبلجيكا وفرنسا.

ويُشارك أيضاً في المسابقة الرسمية كل من الإيطالي Enea إخراج بيترو كاستليتو، والأميركي Origin إخراج آفا دوفيرناي، والإيطالي Lo Capitano إخراج ماتيو جاروني، والإيطالي Lubo إخراج جيورجيو ديريتي، و Holly إخراج فين تروش، وهو إنتاج مشترك بين بلجيكا، وهولندا، ولوكسمبورج وفرنسا، والبولندي Woman Of إخراج مالجورزاتا سزوموسكا وميشال إنجليرت، والأميركي Memory إخراج ميشيل فرانكو، والفرنسي Hors-Saison إخراج سيتفان بريز.

وتحمل الدورة الـ80 العديد من الأفلام التي ستُعرض خارج المسابقة الرسمية، منها فيلم Court- Martial للمخرج الأميركي الراحل وليام فريدكين، وCoup de Chance إخراج وودي آلن، وهو يُعد أول فيلم له ناطق بالفرنسية، و The palace للمخرج رومان بولانسكي، و The Wonderful Story of Henry Sugar، وهو فيلم قصير للمخرج ويس أندرسون.

 

####

 

فتاة جيمس بوند الإيطالية كاترينا مورينو

تقدم حفلي الافتتاح والختام لـ «فينيسيا السينمائي الـ 80»

فينيسا ـ «سينماتوغراف»

تفتتح فتاة جيمس بوند الإيطالية كاترينا مورينو وتختتم مهرجان فينيسيا السينمائي الثمانين لعام 2023.

وستقدم مورينو، التي لعبت دور البطولة إلى جانب دانييل كريغ في دور سولانج في فيلم "Casinò Royale"، ليلة افتتاح المهرجان الدولي في 30 أغسطس والحفل الختامي في 9 سبتمبر، حيث سيتم الإعلان عن الفائزين بجوائز الأسود والجوائز الرسمية الأخرى لـ "فينيسيا". وقالت الممثلة: "لطالما كان لمهرجان فينيسيا مكاناً خاصاً في قلبي".

وتابعت: "جميع مدن العالم فريدة من نوعها، ولكن لا شيء يمكن أن يضاهي جمال فينيسيا المهيب"، واصفة دورها في المهرجان السينمائي بأنه "شرف كبير ومسؤولية كبيرة".

وقالت مورينو "سأبذل قصارى جهدي للارتقاء إلى مستوى ذلك".

واختتمت الممثلة قائلة: "طوال هذه السنوات حاولت تمثيل إيطاليا في العالم. والآن سأعود أخيرًا إلى وطني إلى المسرح الأكثر شهرة عالميًا الذي تمتلكه الثقافة الإيطالية".

ولدت مورينو في كالياري، سردينيا، عام 1977، ودرست التمثيل على يد فرانشيسكا دي سابيو في إيطاليا، بينما شاركت كعارضة أزياء في العديد من الحملات الإعلانية.

صعدت مورينو إلى الشهرة العالمية في عام 2006 باعتبارها فتاة بوند الجديدة 007 في "Casino Royale"، ومنذ ذلك الحين ظهرت في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني بجميع أنحاء العالم، وهي تقوم حاليًا بتصوير فيلم "الأوبرا!" للمخرجين دافيد ليفرمور وباولو جيب كوكو.

 

موقع "سينماتوغراف" في

29.08.2023

 
 
 
 
 

مهرجان فينيسيا السينمائي «80».. حضرت الأفلام وغاب أبطالها

 هيثم مفيد

قبل أكثر من شهر، اضطرت إدارة مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي - لأول مرة في تاريخه - إلى سحب فيلم الافتتاح "Challengers" للمخرج الشهير لوكا جوادانينو، واستبداله بآخر "Comandante" للإيطالي إدواردو دى أنجليس، وذلك على خلفية اضراب نقابتي الكُتاب والممثلين في أمريكا - الذي بدأ مطلع مايو الماضي - اعتراضًا على تردي أوضاعهم المهنية في هوليوود؛ ليضع القائمين على الحدث السينمائي الإيطالي الأعرق في "ورطة كبرى" كون الإضراب يمنع الممثلين من المشاركة فى الترويج لأعمالهم، وهو ما سيجعل السجادة الحمراء لـ"ليدو" خالية من النجوم.

مهرجان فينيسيا السينمائي، المقام خلال الفترة من 30 أغسطس إلى 9 سبتمبر المقبل، يعتبر محطة رئيسية للكثير من الإنتاجات الهوليوودية سنوياً، وهو نقطة إنطلاق أساسية لموسم الجوائز الكبرى؛ فغالباً ما يُفضل صناع الأفلام المشاركة في الحدث السينمائي الإيطالي طمعًا في الترشح أو الفوز بجوائز الأوسكار، أو جولدن جلوب، أو حتى جوائز بافتا البريطانية. هذه الموجة بدأت عام 2012، مع عودة الناقد السينمائي ألبرتو باربيرا مديرًا فنيًا للمهرجان، والذي نجح في إقناع الأمريكيين بالعودة مجدداً، فأفتتحت نسخة عام 2013، بفيلم "Gravity" للمخرج ألفونسو كوارون، تلاها في العام اللاحق مشاركة رائعة إليخاندرو جونزاليس إيناريتو "Birdman"، ثم "La La Land" و"The Shape of Water"، ومؤخراً "Nomadland" للمخرجة كلوي تشاو؛ حتى أصبح المهرجان يمتلك سمعة طيبة.

سجادة حمراء "بلا نجوم"

ألقت أزمة إضرابات النقابات الفنية الأمريكية بأثرها على مهرجان فينيسيا الذي كان يعول كثيرًا على قوة سجادته الحمراء التي تستقطب مشاهير هوليوود سنويًا. مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، علق على هذه الأزمة قائلاً: "لقد أغلقت بالفعل باب الاختيار للمهرجان عندما تلقينا أخبار الإضرابات، لقد أمضينا بضعة أيام قلقين من احتمال خسارة جميع الأفلام من الولايات المتحدة، لقد كانت عطلة نهاية أسبوع صعبة للغاية".

وأضاف في حواره مع صحيفة الجارديان، لحسن الحظ، سرعان ما تلقى تأكيدًا من الاستوديوهات الكبرى وشركات الإنتاج المستقلة بأنهم يريدون العرض الأول في المهرجان، حتى لو لم يتمكن أبطال الفيلم من الحضور.

وأكد باربيرا أن النجم الذي تأكد عدم حضوره بشكل رسمي هذا العام، هو برادلي كوبر، الذي يقوم ببطولة وإخراج فيلم "Maestro" من إنتاج نتفليكس، وهى دراما عن الملحن ليونارد بيرنشتاين. وأوضح باربيرا أن كوبر تواصل معه وقال إنه يريد بشدة أن يُعرض الفيلم في فينيسيا، وأن هذا حلمه الذي تحقق، لكنه لا يريد أن يقف ضد الإضراب.

أما المخرج مايكل مان، الذي يشارك في المسابقة الرسمية بفيلم "Ferrari"، تمكن من التوصل لاتفاقية مع نقابة الممثلين تسمح لبطل فيلمه آدم درايفر، بالحضور إلى العرض العالمي الأول للفيلم والسير على السجادة الحمراء في الليدو. ووفق موقع "دايلي ميل"، سيسافر درايفر من باريس إلى فينيسيا على متن طائرة خاصة في صباح يوم الخميس المقبل، وسيسير على السجادة الحمراء في وقت متأخر بعد الظهر، قبل أن يغادر في نفس اليوم.

ولم يتضح بعد ما إذا كان سيقوم بأي مقابلات ترويجية أو مؤتمر صحفي قبل السجادة الحمراء. وتقول المصادر إنه يفكر في إلقاء نوع من الخطاب الداعم للإضراب في مرحلة ما، لكن التفاصيل نادرة. وتشير المصادر أيضًا إلى أن درايفر يخطط لارتداء قميص دعمًا للضربات تحت بدلته الرسمية. ونتيجة لذلك، تفكر النجمة المشاركة بينيلوبي كروز ملياً في خيارات ملابسها الخاصة. فلا أحد في هوليوود يريد أن يراه المضربون وهو يفعل شيئًا خاطئًا، وقد توقفت صناعة السينما والتلفزيون بأكملها تمامًا.

ومن الأفلام الأخرى التي حصلت على موافقة بحضور أبطالها خلال مهرجان فينيسيا، فيلم "Priscilla" للمخرجة صوفيا كوبولا، ومن بطولة كايلي سبايني وجاكوب إلوردي، اللذين يلعبان دور بريسيلا وإلفيس بريسلي؛ ويأتي هذا القرار كون الفيلم تم تصويره في كندا وليس الولايات المتحدة، وهو ما لا يتضارب مع  لوائح الإضراب. في حين لن يتمكن النجم مايكل فاسبندر من حضور العرض العالمي الأول لفيلمه "The Killer" للمخرج ديفيد فينشر، كذلك الأمر بالنسبة لأبطال فيلم "Poor Things"، بما في ذلك النجمة إيما ستون، وويليام دافو ومارك روفالو.

3 قضايا تحرش

أثارت تشكيلة هذا العام جدلاً  واسعاً بسبب ضم أفلام لرومان بولانسكي وودي آلن ولوك بيسون، على الرغم من مزاعم سوء السلوك الجنسي ضد المخرجين الثلاثة.

فر بولانسكي من الولايات المتحدة في عام 1978 بعد اعترافه بالذنب في جريمة اغتصاب فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، وواجه مؤخرًا اتهامات بالاعتداء الجنسي من خمس نساء أخريات، وهو ما ينفيه.

يقول باربيرا عن قرار اختيار فيلم بولانسكي "The Palace": "بولانسكي هو أحد آخر أساتذة السينما الأوروبية العظماء، لقد ارتكب أخطاء فادحة قبل 50 عامًا، ولقد اعترف بأنه مذنب وطلب أن تسامحه الضحية، فأعطته الضحية العفو. أنا لست قاضيًا يُطلب منه إصدار حكم على السلوك السيئ لشخص ما، أنا ناقد سينمائي، وظيفتي هي الحكم على جودة أفلامه، لكن بالطبع الوضع صعب للغاية”.

ويشدد باربيرا على ضرورة التمييز "بين الإنسان والفنان"، ويقول: "إن تاريخ الفن بأكمله مليء بحالات الفنانين الذين كانوا مثيرين للمشاكل أو حتى مجرمين. ومع ذلك، ما زلنا معجبين بعملهم. أنا متأكد أنه في غضون بضعة عقود من الزمن سينسى الجميع تاريخ الاغتصاب لبولانسكي، لكنهم سيظلون معجبين بأفلامه".

ويقول إن موقف وودي ألن، المشارك بفيلم "Coup de chance"، "مختلف تماما" عن موقف بولانسكي. لقد اتُهم المخرج بالاعتداء الجنسي على ابنته بالتبني، ولم يتم توجيه أي تهمة إليه مطلقًا، وقد أصر دائمًا على براءته، وقد خضع لتحقيقين أجرتهما عيادة الاعتداء الجنسي على الأطفال، فضلاً عن الخدمات الاجتماعية، التي لم تجد أي دليل موثوق على ارتكاب أي مخالفات. وتساءل: "بعد ما يقرب من 25 عامًا، لماذا يجب أن نستمر في حظر أفلامه؟". وأوضح باربيرا أن هذا الأمر ينطبق كذلك على المخرج لوك بيسون، الذي لا يوجد مبرر لإدراجه في القائمة السوداء بعد إسقاط المدعي العام الفرنسي إتهامات الاغتصاب عنه.

وبعيدًا عن أزمات نسخة هذا العام، تزخر مسابقات المهرجان المختلفة بعدد كبير من العناوين المنتظرة هذا العام، بما في ذلك فيلم "Evil Does Not Exist" للمخرج الياباني ريوسوكي هاماجوتشي، الذي سبق وترشح للأوسكار عن فيلم "Drive My Car". تضم المسابقة الرسمية أيضًا فيلم "Io Capitano" للمخرج الإيطالي ماتيو جاروني. ويعود المخرج التشيلي بابلو لارين لـ ليدو مجدداً بفيلم "El Conde"، وذلك بعد عامين من مشاركته في فينيسيا بفيلم "Spencer". ويشارك المخرج الأمريكي المخضرم ويس أندرسون خارج المسابقة الرسمية بفيلم "The Wonderful Story of Henry Sugar". ويضم نفس القسم أيضًا، فيلم "Hit Man" للمخرج ريتشارد لينكليتر.

 

البوابة نيوز المصرية في

29.08.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004