ملفات خاصة

 
 
 

فيلم فاندرز يجمع التاريخ الألماني والفن المعاصر في "كان"

عودة المناضل المتهم البريء بيار غولدمان سينمائيا وتكريم المالي سليمان سيسيه

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أفلام عدة عُرضت غداة افتتاح مهرجان "كان" السينمائي الـ76. مر يومان ولا تزال الحماسة ظاهرة على الوجوه. لا تعب ولا قلة نوم ولا فقدان رغبة في الاطلاع على المزيد، هذا ما يحصل عادةً لدى البعض بعد مضي بضعة أيام على انطلاق كل دورة، وبعد الذهاب والاياب المتواصلين على الكروازيت. نظام الحجز الإلكتروني المسبق لا يزال يزعج الكثيرين، خصوصاً مَن لا تجمعهم بالإنترنت علاقة وطيدة، وهو يغيظ أيضاً الذين ليسوا من أصحاب البادجات التي تمنح أولوية الحصول على تذاكر. كانت السماء غداة الإفتتاح ملبدة بالغيوم (رغم أن الأرصاد الجوية توقّعت جواً سيئاً في ليلة الافتتاح)، فتساقطت أمطار خفيفة على رؤوس رواد المهرجان. استغل المنظمون الطقس لبث أغنية "غناء تحت المطر" خلال صعود النجوم على السجادة الحمراء، لكن بالنسبة إلى الكثيرين ممن تدافعوا لمشاهدة الأفلام، كان الشعار: "الوقوف في الطوابير تحت المطر". 

بعد فيلم الافتتاح، "جانّ دو باري"، الذي لا تزال أصداؤه تتردد في أرجاء الكروازيت، شاهدنا أحدث أعمال المخرج الألماني الكبير فيم فندرز العائد إلى المهرجان مع فيلمين، عُرض أحدهما، "أنسلم" (قسم "عروض خاصة")،  أول من أمس  في صالة "لوميير" الكبرى. 2300 مقعد كانت محجوزة للعرض العالمي الأول لهذا العمل الذي أراد مخرج "باريس تكساس" ("سعفة" كان 1984) تصويره بالأبعاد الثلاثة. يصعب تصنيف الفيلم في أي من الأنواع السينمائية المعروفة. لا هو وثائقي ولا هو روائي ولا هو دوكودراما تقليدية. أما المضمون فهو شذرات من سيرة التشكيلي الألماني والفنان المعاصر أنسلم كيفر (1945). 

بعدما وجد ضالته في الموسيقى الكوبية مع "بوينا فيستا سوشل كلوب" ونقل تجربة الراقصة الألمانية بينا باوش في فيلم حمل اسمها، ثم تعمّق في أعمال المصوّر البرازيلي سيباستياو سالغادو في"ملح الأرض"، ينكب فندرز على أنسلم، عمله وأفكاره وتاريخه الشخصي المتداخل مع تاريخ ألمانيا، في توليفة بصرية صوتية تجمع بين الواقع والخيال، وبين الماضي والحاضر، وبين الفنّ والفلسفة. ولا يمانع فندرز أن يستعير من الأرشيف أو أن يعيد إحياء الماضي كما في أي نص روائي. أنسلم كيفر من جيل فندرز، لا بل  ولد كلاهما في العام نفسه، ألمانيان كلاهما ، عبرا عقود من تاريخ بلادهما وتطورها وتقلباتها. طرح كلاهما تساؤلات في شأن الماضي في عملهما، حيث يتقاطع الكثير من الشؤون والهموم. هذا التقارب بين الرجلين محسوس على الشاشة، حتى لو غاب فندرز عنها جسدياً، فالتواطؤ موجود. ينوب أنسلم عن فندرز على الشاشة. هذا التعاون هو من صميم الفيلم، اذ يعطي الانطباع بأن ثمة حواراً بين الرجلين. لا شيء كلاسيكياً في "أنسلم" الذي يعج بالأفكار الإخراجية الخلاقة. إنها رحلة نفسية وفنية وتاريخية يزجنا فيها فندرز مستلهماً المناخ البصري من عالم أنسلم نفسه. 

يجيد فندرز الدخول إلى عالم أنسلم في محاولة لا تهدأ في تفكيك هواجسه ومخاوفه وآماله. هذا كله من خلال جماليات تخطف النفس في بعض فصول الفيلم. أما الخروج من هذا العالم المزدحم، فسيكون صعباً لشدة ما يترك أنسلم خلفه من آثار، لا على مستوى المشاعر فقط، بل في ما يتعلق بأشياء ملموسة. هذا عالم فلسفي ومادي أيضاً: لوحات، منحوتات، صور. خيار فندرز في تصوير أشياء أنسلم بالأبعاد الثلاثة ممتازة، فهذه التقنية تجعلنا أقرب منها، وكأننا قادرون على لمسها، وهي تتيح لنا أكثر من مجرد فرجة بل تجربة إنغماسية، مع تنويه خاص للموسيقى التي ألفها ليونارد كوسنر والتي تعزز هذا الشعور. نتأمل أنسلم خلال عمله، هذا الذي يمكننا القول إنه يزداد غموضاً كلما حاولت الكاميرا نبش عقله ووجدانه. 

"محاكمة غولدمان"

المخرج الفرنسي سدريك كانّ افتتح قسم "اسبوعا المخرجين" بـ"محاكمة غولدمان". أحد الأعمال المنتظرة جداً في هذه الدورة. قبل العرض، كرمت جمعية المخرجين والمخرجات في فرنسا السينمائي المالي الشهير سليمان سيسيه بجائزة "كاروس دور" عن مجمل أعماله. كانت أمسية وجدانية اعتلى خلالها المخرج الثمانيني خشبة المسرح طالباً من عائلته المؤلفة من عدد غير قليل من الأفراد الصعود إلى جنبه كي يرد لهم الاعتبار، مؤكداً أهمية كل فرد منهم لعمله كسينمائي. ثم قال كلمة طويلة في حب السينما، تلك السينما التي أنقذته من التعصب، وهي الانتماء الوحيد الذي يؤمن به. ثم كانت كلمة من فتاة إيرانية تحدثت فيها عن معاناة أمها التي لجأت إلى فرنسا عند قيام الثورة الإسلامية في إيران. وأخيراً، سجلت جمعية المخرجين والمخرجات موقفاً يندد بالسياسات الحكومية المتعلقة بالثقافة. هذا كله أعطى طابعاً خاصاً لافتتاح قسم "اسبوعا المخرجين"، بعيداً من غلامور الإفتتاح الرسمي وسجادته الحمراء وفساتينه الأنيقة وفلاشات المصورين. 

بالعودة إلى فيلم الافتتاح، ان قضية غولدمان، نسبةً لبيار غولدمان (1944 - 1979) شغلت الرأي العام الفرنسي بين الستينيات والسبعينيات، وإنجاز فيلم عنها يعني إعادة فتح صفحة سوداء ونكء جراح الماضي.

كان بيار غولدمان في أواخر الستينيات ناشطاً راديكالياً، يمتد نشاطه من الحي اللاتيني في باريس إلى كوبا، وكان المثقفون اليساريون حولوه رمزاً من رموزهم، رغم أنه كان مقرباً من رجال عصابات ولصوص. كان نجم ملاهي الليل، قبل ان ينزلق إلى أعمال السطو، بسبب حاجته إلى المال، وصولاً إلى أن اتُهِّم بقتل عاملتين في صيدلية خلال عملية سطو مسلح في العام 1970. جزء كبير من مناصريه رفضوا تصديق الاتهام الموجه اليه، رغم أن المحكمة دانته وحكمت عليه بالسجن لمدى العمر، قبل تبرئته مجدداً وإطلاق صراحه. لكنّ الموت كان في انتظاره غدراً بعد خروجه من السجن بعام واحد. الجريمة التي نالت منه لا تزال غامضة إلى يومنا هذا. 

يعود سدريك كانّ إلى هذه القضية الحساسة والشائكة التي يجتمع فيها التاريخ والنضال اليساري والخيارات الشخصية والعنصرية. من خلال الحفاظ على وحدة الزمان والمكان، وحصر القضية داخل جدران المحكمة طوال ساعتين. يرسم الفيلم بورتريه مناضل راديكالي، يهودي وعلماني، يحاول الالتزام بمبادئه حرفياً، وعندما لا يفعل يعلن ذلك. لكن الفيلم لا يهتم فقط بتفكيك اسطورة النضال الثوري بعيداً من الصورة المثالية المرتبطة به، بل يعاين أيضاً محدودية النظام القضائي الذي يستند إلى جملة معطيات قد تكون أبعد ما يُمكن عن الواقع. هذا لا يعني أن القضاة والأوصياء على العدالة لا يقومون بمهامهم كما يجب، إنما العدالة بطبيعتها معقدة. الواقع متعدد والفيلم يشير إلى هذا عبر جملة شهادات وتناقضات وتأويلات ومن خلال اعادة تدمير للحقيقة في كل لحظة. 

ينبذ الفيلم كل محاولة لتطعيم القضية بعناصر رومنسية من شأنها تقديم سيرة شاملة وكاملة. بدلاً من هذه الرؤية المستهلكة، يختار التركيز على الجزئية، إيماناً منه بأن الحقيقة في معظم الأحيان تكمن في التفاصيل الكثيرة. من المثير اكتشاف شخصية تبقى على موقفها وتحاول تعديل النظرة المسبقة تجاه المتهم، خصوصاً أن المُشاهد يجد نفسه في كرسي المحكّمين، وعليه هو أيضاً أن يحسم موقفه من غولدمان من خلال كلامه لا أفعاله. 

 

الـ The Independent  في

19.05.2023

 
 
 
 
 

هيروكازو كوريدا يفتتح مسابقة "كانّ" بقوة.. الوحش بداخلنا

محمد صبحي

بعد سنوات متقلّبة في بدايات العقد الثاني من الألفية، يبدو أن السينمائي الياباني هيروكازو كوريدا (1962) يمرّ بمرحلة إبداعية لافتة تثير الاهتمام والمتابعة، والتي شهدت فوزه في "كانّ"، قبل أربع سنوات، مع فيلمه "سارقو المتاجر"، مثلما شهدت تصويره فيلمين خارج اليابان على غير عادته. فيلمه الجديد، "وحش"، المتنافس ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، ينتمي إلى هذه المرحلة الخصبة بالتأكيد، ومن البداية يجب الإشارة إليه كواحد من المرشّحين المحتملين لنيل السعفة الذهبية، حيث إن هذه الدراما المعقّدة والعاطفية المتمحورة حول صبي يمرّ بمرحلة مضطربة في حياته تملك بعضاً من أفضل عناصر سينما المعلّم الياباني فضلاً عن عدد من التحديّات/الاقتراحات الأسلوبية الجديدة التي لم يخضها من قبل.

في ظاهره، أو في بدايته، يحكي "وحش" قصة العلاقة بين أمّ أرملة وابنها البالغ من العمر عشر سنوات. ساوري (الرائعة ساكورا أندو) هي الأمّ المعنية، شابّة، عطوفة، انفعالية، تملك شخصية فضولية وتكرّس حياتها لابنها ميناتو (صويا كوروكاوا). لكن الصبي يبدأ في مواجهة مشاكل في المدرسة، وصعوبات تولّد أسئلة غريبة، وحالات اختفاء مفاجئة، ما يدفع الأمّ للذهاب إلى المدرسة لمعرفة ما يجري.

ذات يوم يطرح ميناتو أسئلة حول ما إذا كان من الممكن وجود دماغ خنزير في جسد رجل، يقفز من سيارة مسرعة، يختفي فجأة.. يكتسب سلوكاً غريباً. سرعان ما يصارح والدته أن مدرّس التربية البدنية أخبره بلهجة خشنة أنه يشبه وحشاً. يدفع ذلك الأمّ إلى الذهاب إلى المدرسة، وتقديم شكوى إلى المدير فوشيمي (تاناكا يوكو) - الذي عاد لتوّه إلى المدرسة بعد غياب طويل على ما يبدو - ودفع المعلم المعني (ناغاياما إيتا)، إلى الاعتذار للولد وأمّه. لكن الأمور لا تهدأ بعدما يختفي ميناتو في خضم عاصفة عنيفة تدفع الجميع لملازمة منازلهم ولا تستطيع والدته العثور عليه في أي مكان.

إحدى الطرق البسيطة لتلخيص ما سيحدث بعد ذلك في الفيلم تتمثّل في الاكتفاء بالإشارة إلى أحد كلاسيكيات السينما العالمية العظيمة، وبشكل أكثر تحديداً السينما اليابانية. الحديث هنا عن فيلم "راشومون" (1950، أكيرا كوروساوا). ما سيفعله سيناريو ساكاموتو يوجي من الآن فصاعداً هو إعادة النظر، مع بعض الاختلافات، في تلك المرحلة من حياة ميناتو من خلال الشخصيات المختلفة المشاركة في القصة، ما يعني أن ما رأيناه حتى تلك اللحظة كان مجرد رسم تخطيطي لما كان يحدث حقاً.

إذا كان الفيلم في جزئه الأول قد عرض القصّة من منظور الأمّ، فإنه يمرّ بعد ذلك عبر منظور مدرّس التربية البدنية، وقليلاً من مدير المدرسة، تاركاً في النهاية شخصية مهمّة سنلتقي بها لاحقاً (صبي اسمه يوري)، ثم بطل الفيلم نفسه. ليس الأمر مجرد تكرار أو رواح ومجيء داخل القصّة نفسها - هناك أشياء تتكرّر، وأخرى لا تظهر أصلاً، وفي العموم، تظهر العديد من الأشياء الجديدة - لكن الفكرة تكمن في فتح بانوراما سردية شيئاً فشيئاً لفهم ما حدث ويحدث لميناتو ولماذا يتصرّف بالطريقة التي يتصرّف بها.

الكشف عن المزيد سيدخلنا في أرض مفسدات الفرجة الممنوعة، حيث يتغيّر المحور في كل مرحلة وما يعتقد المرء بحدوثه بعد مشاهدة إحداها يتغيّر جذرياً تماماً حين تُدمج عناصر جديدة في الحبكة. الموضوعات هي نفسها كما هو الحال دائماً مع كوريدا: عائلات محطَّمة ومفكّكة، بحث عن هوية، فقدان، صداقة، رغبة، تضامن، صمت، أسرار، وأكاذيب يستخدمها الجميع تقريباً لمناورة الضغط الاجتماعي ونظرة الآخرين الرافضة. التنمُّر في المدرسة سيشكّل عنصراً مهماً هنا أيضاً، وسنرى كيف يولّد مواقف وسلوكيات للأطفال تؤدي بهم إلى المزيد والمزيد من المشاكل.

في بعض الأحيان، ينحو كوريدا بمقاربته لتخوم الواقعية السحرية (هناك مشاهد يمكن تخيّلها خارجة من فيلمٍ لهاياو ميازاكي)، لكنه سرعان ما يلجم نفسه عن الغوص في هذا المسار. ما يربط بين الشخصيات وقصة ميناتو هو شعور بالوحدة وعدم الفهم يتملّكهم كلّهم، وانحيازهم لفكرة أن من الأفضل لهم مواكبة المظاهر بطريقة منافقة بدلاً من الاعتراف بمشاعرهم وما يحدث لكلّ واحد منهم، بدافع خوفٍ رابض بداخلهم من أي نوع من الحكم أو النظرة الشائنة أو الإدانة الاجتماعية. بهذا المعنى، يتناول الفيلم قلق المرء (في هذه الحالة، طفل) حين لا يعرف كيف يتفاعل مع الأشياء التي تحدث له - والتي ليست بالضرورة كما تبدو للوهلة الأولى - والغموض الملازم لجهل المرء بكيفية فهم طريقة ارتباطه بالعالم وغرس أرجله في مكانٍ مأمون يخصّه. أو بعبارة أخرى، ما الذي يجعل المرء يشعر وكأنه وحش؟ وما الذي يجعلنا كبشر نسيء فهم بعضنا بعضاً؟

مشفوعاً بموسيقى ريويتشي ساكاماتو (هذا آخر ما أنجزه قبل وفاته في آذار الماضي، والفيلم مُهدى إليه)، يأتي "وحش" فيلماً أكثر من جيد يؤكّد أن صانعه يمرّ بلحظة مميّزة في مسيرته المهنية. في سنّ الستين، وبعد مشوارٍ من تقديم قصص مرتكزة على موضوعات ثابتة، أصبح هيروكازو كوريدا اسماً أساسياً في السينما اليابانية والعالمية. بعد أربعة أعوام من فوزه بالسعفة الذهبية، ربما يكّررها من جديد بهذه الميلودراما الحسّاسة والحانية، رغم أن القصّة التي كتبها ساكاموتو يوجي تملك حِسّاً تعليمياً وبعض التعسّف والتلاعب غير المعتادين في فيلموغرافيا هذا السينمائي الاستثنائي.

 

المدن الإلكترونية في

19.05.2023

 
 
 
 
 

«إن شاء الله ولد» للأردني أمجد الرشيد:

حين يكون الأمل الوحيد لنصرة المرأة هو أن تنجب ذكرا

نسرين سيد احمد

كان ـ «القدس العربي»: لم تكن عبارة «إن شاء الله ولد» أشد ألما ووجعا من السياق الذي جاءت فيه في فيلم المخرج الأردني أمجد الرشيد، الذي يعرض ضمن أسبوعي المخرجين في مهرجان كان، وهو أول فيلم أردني على الإطلاق يعرض في المهرجان.

يضعنا الفيلم من مستهله وعنوانه أمام معضلة ضخمة، فعلى الرغم من كل محاولات المرأة للحصول على بعض حقوقها، ومساعيها لتقرر مصيرها بنفسها، إلا أنها قد تكتشف في نهاية المطاف أن ملاذها الوحيد ونجاتها وفرصتها للحصول على بعض المتنفس هو إن تنجب ابنا ذكرا. ويا لها من مفارقة أن تكون نجاة المرأة من تسلط وبراثن الذكور هو أن تنجب للمجتمع ذكرا آخر.

كل ما تطمح إليه نوال (منى حوا في أداء متميز) هو أن تبقى في بيتها الذي يؤويها هي وطفلتها بعد وفاة زوجها المفاجئة، لكن الشرع وقوانين الميراث تقف لها بالمرصاد، فشقيق زوجها يطالب بحقه في الميراث، الذي لا يزيد عن الشقة الصغيرة التي تؤوي نوال وابنتها.

يتصدى الفيلم لهذه القضية الشائكة التي كثيرا ما تثير حفيظة المجتمع الذكوري ورجال الدين على حد سواء، ألا وهي قوانين حضانة الأطفال وقوانين الميراث.

كأي زوجة تسعى لتحسن وضعها بالتعاون مع شريك حياتها، وضعت نوال وهي مساعدة منزلية لامرأة مسنة من أسرة ثرية، كل ميراثها من أبيها وكل ما لديها من مصوغات ذهبية لتساهم بها مع زوجها لشراء منزلها الصغير في عمان، ولا إثبات لديها أنها شاركت بكل ما تملك لشراء هذا المنزل، ثم يأتي القدر بغتة فتفقد زوجها، ومن بعده ينقض شقيقه للحصول على ميراثه وفقا للشرع، حتى إن كان ذلك يعني تشريد الأرملة الشابة، أو حرمانها من حضانة طفلتها ووضعها تحت الوصاية الشرعية لعمها.

ينطلق الفيلم من مأساة امرأة شابة فقدت زوجها، وطفلة حرمت من والدها، ولكنه لا يقف عند ذلك طويلا، فنوال تعمل ويمكنها أن تعيل نفسها وابنتها، ولكن العلة والعائق ليس عجز نوال عن تدبير قوت يومها، ولكن المنظومة المجتمعية التي تعلي الذكور على الإناث، والتي تضيق كل التضييق على المرأة التي لا ذكر لها، سواء كان زوجا أو أبا أو ابنا. والعلة أيضا هي قوانين الميراث المستمدة من الشرع، فالرجال بفضل هذه القوانين يسلبون النساء الأرامل أموالهن، دون أن يلتزمن بالإنفاق عليهن أو إعالتهن. بعد موت الزوج، الذي لم يزد وجوده في الفيلم عن بضع دقائق، تأتي إلى منزل نوال مع المعزيات امرأة منتقبة لتفقه نوال في ما يجب أن تقوم به كأرملة في فترة العدة. هذه المرأة المتشحة بالسواد لا تقول كلمة واحدة قد تساهم في إنزال السكينة في قلب المرأة المكلومة أو طفلتها. كل ما تنطق به هو الوعيد والإنذار وإعلام الأرملة أن النور قد ذهب عن بيتها بوفاة زوجها، فكأنما حياة المرأة لا قيمة لها إذا غاب عنها الرجل. نجد أن حديث تلك المرأة المنتقبة مستقى من الدين والشرع، ولكن تطبيق الشرع في المجتمع لا يأتي إلا لمصلحة الرجل.

يبدأ الفيلم بمحاولة نوال استعادة حمالة صدر سقطت منها من على الغسيل، سقطت فعلقت بسلك كهرباء في الشارع. تحاول نوال استعادة هذه القطعة من الملابس النسائية الحميمية، أو التخلص منها بإلقائها في الشارع دون أن يعرف الجيران أو المارة أنها تخصها، ويمكننا أن نقيس على ذلك أن كل ما يخص المرأة يدخل حيز العيب والحرام والممنوع، رغباتها عار يجب إخفاؤها، ملابسها يجب أن تكون سابغة فضفاضة، وحتى ذلك لا يعفيها من عيون الرجال. يكشف الرشيد أن التضييق على المرأة لا يقتصر على الطبقة العاملة التي تنتمي إليها نوال فقط، بل يمتد إلى الطبقة الثرية المتيسرة، كما أنه لا يقتصر على الأسر المسلمة، بل يمتد أيضا إلى المسيحيين. ترعى نوال امرأة مسنة من أسرة ثرية مسيحية، ونرى مدى تضييق المجتمع الذكوري على المرأة في تلك الأسرة المسيحية الثرية، فابنة هذه الأسرة تحاول بكل ما في وسعها الحصول على الطلاق أو إجهاض حملها، لأن زوجها يداوم على خيانتها، لكن الكنيسة ترفض منحها ذلك الطلاق.

 

القدس العربي اللندنية في

19.05.2023

 
 
 
 
 

مهد السينما العربية مهيضة الجناح فى «كان»

طارق الشناوي

السينما الأردنية حققت نصرا عالميا هذا العام بتواجدها لأول مرة بفيلم طويل (إن شاء الله ولد) فى قسم (أسبوع النقاد) للمخرج أمجد الرشيد، عُرض مساء أمس الأول، وقوبل بتصفيق امتد عدة دقائق، ناله كل فريق العمل.. كما أن السينما السودانية تمكنت، فى عز ما تعانيه البلاد من صراع دموى على السلطة، بعنوان (بعضى يمزق بعضى)، إلا أنها وضعت لأول مرة قدمها فى (كان) لفيلمٍ أتصور أنه أيضا سيحظى بحفاوة عند عرضه مساء اليوم.. وتمكن فعلا فريق الإنتاج من فرض الفيلم دعائيًا بالعديد من الإعلانات المتناثرة على شاطئ (الكروازيت)، حيث تتعدد صور (وداعا جوليا) للمخرج محمد كردفانى، ويشارك فى الإنتاج المخرج السودانى أمجد أبوالعلا الذى قدم قبل ثلاث سنوات فيلمه الروائى الأول (ستموت فى العشرين)، وحظى بجائزة الأسد الذهبى للشباب كعمل أول فى مهرجان (فينسيا)، إلا أنه قرر أن قضيته ليست أمجد ولكن السينما السودانية، وهكذا شارك فى إنتاج هذا الفيلم. وقبل أن نتناول الفيلم الأردنى، نلقى نظرة بانورامية على السوق السينمائية فى (كان).. تتناثر العديد من الأجنحة على شاطئ (الريفييرا) للتعريف بسينما البلد، وأكثر من بلد عربى حظى بجناح من خلاله، يبدأ التواصل مع العالم معلنا عن النشاط السينمائى، وكثيرا ما تنطلق الفعاليات والمهرجانات من خلال تواجدها فى (كان). «مصر (مهيضة الجناح) فى (كان)».. خبر ليس جديدا، بل فى السنوات العشر الأخيرة بات تواجد الجناح شحيحا، مصر مهد ميلاد السينما العربية، وأول بلد عربى يشارك رسميا فى (كان) مع أول دورة 1946 «مهيضة الجناح».. إنه كما ترى (مانشيت) تعودناه، بينما تجد مثلا المملكة الأردنية تحرص على أن تقدم نفسها للعالم من خلال جناح صغير فى مساحته، ولكنه كبير جدا فى دلالته، تشرف عليه الهيئة الملكية للأفلام.

قطعًا، المشاكل المادية المتعلقة بتراجع رصيدنا من العملات الأجنبية تؤثر سلبا، وكثيرا ما يعلو الصوت الرافض تلك الأنشطة، على أساس أن الإنفاق عليها سيزيد من تفاقم الأزمة.. وهكذا بدأ تقليص العديد من ميزانيات الفعاليات المماثلة، رغم أن القضية تستحق أن تشارك فى تحمل أعبائها أكثر من جهة مثل وزارة السياحة وليس فقط الثقافة. هذا النشاط قطعا له مردود فى إنعاش السياحة، علينا أن نبحث عن حلول بعيدا عن الدولة، حتى يدخل القطاع الخاص شريكًا فى دعم الجناح المصرى، الذى كان فى الماضى القريب منصةً رئيسيةً لإعلان فعاليات كل المهرجانات المصرية وليس فقط مهرجان القاهرة. وحتى لا تسرق المساحة حكاية داخلية.. وعود على بدء.. نعود إلى (إن شاء الله ولد).

الشريط السينمائى به مساهمات إنتاجية من صناديق عربية، مثل: ملتقى القاهرة السينمائى، ومهرجان البحر الأحمر، ومؤسسة الدوحة، وعدد من المهرجانات، وتلك أصبحت واحدا من ملامح الإنتاج فى العالم كله، تتعدد المساهمات المالية مثل (مركز السينما العربية) للباحث السينمائى علاء كركوتى، كما أن هناك مشاركة إنتاجية مصرية من شاهيناز العقاد، بينما مونتاج الفيلم لأحمد حافظ.

الفيلم يتناول بنعومة وذكاء وأيضا إبداع موقف الشريعة الإسلامية من الزوجة التى تعول ابنة بعد رحيل زوجها، وحق العم الذى ينازعها الميراث - الذى لا يتجاوز شقة الزوجية - بحجة أنه يتكفل برعاية ابنة أخيه، ونحن رأيناه لا يعنيه شيئا فى الدنيا سوى حقه فى الميراث، حتى لو طرد أرملة أخيه وابنتها فى الشارع.

محاور متعددة قدمها المخرج الأردنى أمجد الرشيد المشارك فى السيناريو، بما فيها علاقتها الملتبسة مع الزوج ونظرة المجتمع للمطلقة، السيناريو يفتح العديد من الأقواس ويتركها، ثم يعود إليها ليغلقها.. لا توجد أحداث مجانية، بما فيها تسلل الفأر للمطبخ الذى ينتهى بالتخلص منه.

شاهدنا الزوج فقط فى المشهد الأول، والزوجة التى أدت دورها بإبداع «منى حوا» تطلب منه ممارسة الجنس بعد أن أخبرها الطبيب بأن اختيار توقيت الممارسة فى أيام محددة (التبويض) تزيد من فرص الحمل، كانت تريد شقيقا أو شقيقة لابنتها.

الفيلم يقدم الموت ببساطة ليستطيع أن يناقش مباشرة قضيته، ولم يستغرق فى الحزن، ولكنه قدم ما هو متعارف عليه كموقف متزمت للأرملة من خلال نظرة تتدثر عنوة بالدين.

موقف الشريعة من تلك الأسرة، وهو ليس فى الحقيقة موقفا قاطعا للشريعة، بقدر ما هو تفسير قاصر لها. وهذا يجيب عن سؤال: لماذا صفق الناس فى دار العرض عندما اكتشفوا دراميا أن البطلة حامل، وكأنهم يقولون مع البطلة (يا رب ولد) حتى تنتهى مشكلة الميراث، رغم أننا فى مسلسل (تحت الوصاية) تابعنا أن إنجاب الولد لا يكفى لإغلاق تلك الصفحة؟.. هناك تفاصيل متعددة تفتح الباب أيضا من خلال رؤية متعسفة لتفسير الشريعة لتصبح بمثابة أبواب من الجحيم.

الفيلم يقترب من المرأة حتى فى ضعفها البشرى بعد رحيل الزوج، كما أنه يقدم عائلة مسيحية تشارك البطلة كمعالج طبيعى للجدة العجوز.. ونرى العكس، الزوجة المسيحية تسعى للإجهاض لأنها لا تريد أن يربطها طفل بزوجها زير النساء، وتأخذها بطلة الفيلم إلى طبيب يجرى عملية الإجهاض، وعلى باب العيادة نرى يافطة (مغلق للصلاة)، بينما هو يجرى عمليات الإجهاض المخالفة قطعا للشريعة.. أراد المخرج فضح هذا التناقض.

المخرج الموهوب أمجد الرشيد فى بناء السيناريو ينتقل بسلاسة من واقعة الموت إلى المعاناة، وأيضا اكتشافها،ن الزوج كان يستخدم أحيانا واقيا ذكريا وجدته بين ملابسه.

الرقابة الأردنية وافقت على السيناريو والشريط السينمائى ممثلا للمملكة فى (كان)، رغم هذه الجرأة التى حملها الفيلم، والتى يناصبها العداء قطعا كل التيارات الإسلامية المتعصبة.

أتمنى أن يعبر الفيلم، بدون تعنت رقابى للعرض فى بلادنا العربية ومنها مصر، بعيدا عن التوجس الذى صار سمة الرقابة الرئيسية- أتمنى أن أراه قريبًا فى مهرجانى (القاهرة) أو (الجونة)!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

####

 

يسرا وحسين فهمي وتامر حسني ضمن قائمة الـ101 المؤثرين في صناعة السينما (صور)

كتب: أنس علام

أطلق مركز السينما العربية النسخة الجديدة من قائمة الـ101 الأكثر تأثيرًا في السينما العربية والتي تحتفي بالأشخاص الأكثر تأثيرا في السينما العربية خلال العام الماضي، وذلك في إطار الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المركز في الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي.

قائمة الـ101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية، يطلقها سنويًا مركز السينما العربية، وتضم أسماءً يمثلون أنفسهم أو جهات ينتمون إليها، وقد وقع الاختيار عليهم وفقاً للأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية خلال الـ12 شهرًا الأخيرة.

وجاءت القائمة كالتالي: 21 مخرجاً، و12 منتجاً، و12 ممثلاً، و7 فنانين من فريق العمل خلف الكاميرا، و21 موزعا (14 جهة)، و12 شخصية مؤثرة في الهيئات الحكومية العربية (9 جهات)، و10 من مديري المنصات (5 جهات)، وإعلاميتين، و13 من رؤساء ومديري المهرجانات (9 جهات)، و7 ممولين (5 جهات).

قائمة الـ101 الأكثر تأثيراً في السينما العربية تمثل 24 دولة، 15 دولة عربية و9 دول غير عربية، تتصدر مصر ولبنان القائمة برصيد 23 اسماً لكل منهما، تليهما السعودية (17)، والأردن (11)، وتونس (9)، وفلسطين (7) وسوريا (5)، والإمارات (4)، والسودان (3)، والكويت (3)، والمغرب (2)، والعراق (2)، ثم اليمن وقطر باسم واحد لكلٍ منهما.

الدول غير العربية تصدرتها الولايات المتحدة الأمريكية برصيد 4 أسماء، تلتها المملكة المتحدة (3)، وفرنسا (2)، وإيطاليا (2)، ثم اسم واحد لكل من كندا والهند وموناكو وجنوب أفريقيا.

وتضم القائمة من مصر النجوم يسرا، وتامر حسني، وأحمد مالك، وحسين فهمي، وصناع السينما مروان حامد، وأحمد مراد، وأحمد المرسي، وأحمد حافظ وهبة عثمان وأمير رمسيس ومحمد حفظي وسالي الحسيني، والموسيقار هشام نزيه، والمنتجين ماريان خوري وشاهيناز العقاد، والموزعين جابي خوري ورمزي خوري، بالإضافة إلى كل من أشرف سالمان المدير التنفيذي لشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وأحمد شرقاوي مدير المسلسلات العربية في نتفليكس، ونشوى جاد الحق المدير العام لمنصة واتش ات.

 

المصري اليوم في

19.05.2023

 
 
 
 
 

وزير الثقافة السعودي يبحث تطلعات صُنّاع الأفلام

إنشاء صندوق استثماري في القطاع بـ100 مليون دولار

التقى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة السعودي، في مدينة كان الفرنسية، الخميس، بعدد من صُنّاع الأفلام السعوديين، وذلك خلال زيارته جناح المملكة المشارك في الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي الدولي.

واستمع الوزير إلى تطلعاتهم تجاه القطاع، وتطورات مشاريعهم السينمائية، وأبرز الاحتياجات التي ستمكنهم من تقديم صناعة وطنية إبداعية، كما جرت مناقشة الموضوعات المتعلقة بصناعة الأفلام في السعودية والعاملين فيها، فضلاً عن تحدياتها، والمقترحات والحلول التي يمكن أن ترتقي بها.

من جانب آخر، شهد الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، توقيع الصندوق الثقافي السعودي، في كان، الخميس، اتفاقية من حيث المبدأ مع شركتي «ميفيك كابيتال» و«رؤى ميديا فينتشرز» لإنشاء أول صندوق استثماري في قطاع الأفلام بقيمة 375 مليون ريال سعودي (100 مليون دولار).

ويسهم الصندوق الثقافي كمستثمر رئيسي بنسبة 40 في المائة من قيمة الصندوق الاستثماري في قطاع الأفلام بالسعودية، بهدف الاستثمار في شركاته ومشروعاته أو توفير التمويل اللازم لها، وبناء شبكة من المرشدين، ورواد الأعمال، وخبراء التوزيع لدعم الشركات، والتأكد من إدارة مخاطر المحافظ الاستثمارية في القطاع بأفضل الممارسات.

وتمثل هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة السعودية في المهرجان، الذي يستمر حتى 26 مايو (أيار) الحالي، وذلك عبر جناح يضم نخبة الجهات المحلية في قطاع السينما، إلى جانب مجموعة من صُنّاع الأفلام؛ بهدف تعزيز وجود الرياض في المحافل السينمائية الدولية، والترويج للقطاع، والفرص الاستثمارية التي يقدمها للمهتمين بهذا المجال، وبناء الشراكات الدولية.

ويشهد المهرجان في دورته الحالية حضوراً سعودياً بارزاً من خلال إطلاقات لبرامج نوعية، وكان أولها إطلاق الصندوق الثقافي برنامج الاستثمار في الأفلام بقيمة 300 مليون ريال (80 مليون دولار)، ضمن مبادرة تمويل القطاع، ويستهدف تحفيز الاستثمار في مشروعات إنتاجها وتوزيعها بالسعودية، من خلال دعوة مديري الصناديق المحليين والدوليين للإسهام في جهود الصندوق والاستثمار في القطاع؛ لدعم إطلاق مشروعات تثري المشهد الثقافي، وتخلق بيئة جاذبة لصنّاع الأفلام المحليين والأجانب، وتسهم بصورة فاعلة في دعم تلك المشروعات، وتطوير البنية التحتية.

 

####

 

بطل سلسلة «إنديانا جونز» يؤكد حبه لـ«التقدم في السن»

كان: «الشرق الأوسط»

قال الممثل الأميركي هاريسون فورد (80 عاماً) إنه يحب «التقدم في السن»، وذلك في أثناء وجوده بمهرجان «كان» السينمائي بفرنسا في نسخته الـ76؛ لتقديم أحدث أفلام «إنديانا جونز» الذي يستعيد فيه ملامح الشباب بفضل مؤثرات خاصة.

وأضاف فورد خلال مؤتمر صحافي «لا ألتفت إلى الوراء وأقول لنفسي: أرغب في أن أعود هذا الشاب الذي كنته يوماً، لأن الأمر لن يحصل، أحب التقدم في السن، عيش مرحلة الشباب كان أمراً جيداً جداً، لكن بالحق كان يمكن أن أكون ميتاً، لكنني مسنّ فقط».

ولا يعتزم النجم السينمائي هاريسون فورد الذي حصل على سعفة ذهبية فخرية بصورة مفاجئة قبل العرض الرسمي للفيلم مساء (الخميس) التقاعد بعد هذا الوداع لشخصية «إنديانا جونز»، أشهر أدوار مسيرته الطويلة بجانب شخصية هان سولو في سلسلة «حرب النجوم». وأكد استمراره في المشاركة بمسلسلي «1923» عبر منصة «باراماونت بلاس» و«شرينكينغ» عبر «أبل تي في».

من جهتها، قالت كاثلين كينيدي، رئيسة شركة «لوكاس فيلم» التابعة لـ«ديزني» والمالكة لحقوق سلسلة «إنديانا جونز» إن هذه الاستوديوهات لن تستعين مستقبلاً بالمؤثرات الخاصة لإعادة هاريسون فورد على الشاشة بدور عالم الآثار الشهير.

ويُطرح فيلم «إنديانا جونز أند ذي دايل أوف ديستيني» نهاية يونيو (حزيران) في صالات السينما الأميركية والعالمية.

وتبدي هوليوود اهتماماً متزايداً بهذا النوع من الأعمال التي تتضمن ما يوصف بعمليات تجميل رقمية، التي تبدو مقنعة بدرجة كبيرة؛ خصوصاً في هذا الجزء الخامس من السلسلة التي يستعيد فيها فورد دور عالم الآثار الشهير للمرة الأخيرة.

 

####

 

«البحر الأحمر السينمائي» و«فانيتي فير» يحتفيان بنجاحات المرأة في السينما

جمانا الراشد تؤكد مواصلة دعمها على هامش مهرجان «كان» الـ76

كان: «الشرق الأوسط»

اختار «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ومجلة «فانيتي فير» الشهيرة، 6 شخصيات بارزات لتكريمهن، في حفل أقيم احتفالاً بالأصوات النسائية البارزة في فندق «دو كاب إيدن روك» بمدينة كاب دي أنتيب، الواقعة في الريفييرا الفرنسية، على هامش مهرجان «كان» السينمائي الـ76.

وكُرّمت الشخصيات البارزات بفضل جهودهن في اتخاذ خطوات كبيرة، وكسر الحواجز، وتمهيد الطريق للأجيال القادمة في صناعة السينما، بالإضافة إلى مشاركتهن في بودكاست «فانيتي فير»، تحت عنوان «قصص المرأة» وذلك بالتعاون مع «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي».

وأكدت جمانا الراشد، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»، العزم على مواصلة دعم الأصوات النسائية، ودفعها للأمام، مما يساعد صناعة السينما على الازدهار والتطور.

وقالت جمانا، تعليقاً على الحفل الذي نُظِّم لتسليط الضوء على إنجازات المرأة في عالم صناعة السينما: «على الرغم من أن دور المرأة في صناعة السينما العالمية لم يتخذ بعدُ المكانة التي يستحقها، فإنه من المشجع أن نرى عدداً قياسياً من الأعمال التي أخرجتها صانعات الأفلام في المسابقة الرسمية في مهرجان (كان)، هذا العام، كما يسعدنا وجود فيلمين من الأفلام الستة النسائية المشارِكة في المسابقة، بينهما سيدتان حصلتا على الدعم من قِبل (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي)، وهما: كوثر بن هنية، وراماتا تولاي سي».

وكرَّم الحفل مبدعتين من السعودية هما: الممثلة والمخرجة والكاتبة السعودية فاطمة البنَوي التي حازت إشادات دولية ومحلية، منذ أول بطولة لها «بركة يقابل بركة» (2016)، حتى أحدثها «الهامور» (2023) الذي حطم الأرقام القياسية في السينما.

وقد لعبت مجموعة من الأدوار المتنوعة، منها ما ينتمي إلى أفلام التشويق «سكة طويلة»، وما ينتمي إلى الدراما العائلية «أبطال»، والدراما النفسية «60 دقيقة»، وكذلك الرعب «ما وراء الطبيعة»، والمسلسل السعودي القصير «الشكك» المستوحى من جائحة كورونا، الذي شاركت فاطمة في كتابته وإخراجه أيضاً. وسيشهد عام (2023) بدايتها مخرجةً لأول أفلامها الروائية الطويلة؛ بسيناريو من تأليفها «بسمة»، الذي لقي استحساناً كبيراً في مراحل تطوره.

والممثلة السعودية ميلا الزهراني، التي شاركت في بطولة فيلم «المرشحة المثالية» للمخرجة هيفاء المنصور، ورُشّح الفيلم لـ«مهرجان فينيسيا» العالمي، ومن المرتقب ظهورها في فيلم الرعب «تشيلو»، الذي صُوِّرت أحداثه في السعودية، بجانب الممثل جيريمي آيرونز، للمخرجة دارين لين بوسمان. في رصيد ميلا الزهراني، حتى الآن، 16 مسلسلاً تلفزيونياً و4 أفلام.

وكُرّمت أيضاً 4 مبدعات؛ هنّ: سارة علي خان، وتارا عماد، ورزان جمال، وجايد أوسيبيرو.

وتُعرَف سارة خان بتألقها بوصفها واحدة من أكثر المواهب شهرة في بوليوود، اليوم، وذلك منذ ظهورها لأول مرة في «كيدرناث» عام 2018، بجانب قيامها بلعب أدوار لا تُنسى في أفلام «سيمبا»، و«حب آج كال»، و«أترانجي ري». وتصوّر سارة، حالياً، فيلمها الجديد «قتل مبارك» في دلهي.

في حين تُعدّ عارضة الأزياء والممثلة المصرية تارا عماد أول عارضة أزياء عربية تظهر وجهاً لمجموعة «شانيل»، إذ لعب مؤخراً بطولة النسخة العربية من الدراما الأميركية «سوتس» التي جسدت فيها شخصية ميغان ماركل في النسخة الأصلية. وبعيداً عن الفن تُعدّ تارا ناشطة ومُحبة للخير، إذ أطلقت بودكاست ومنصة تعليمية تسمى «شرح التنمر»، الهادفة إلى توعية المجتمع، وحثّ المستمعين على اكتساب مهارات دفاعية للتأقلم مع هذا التحدي.

وتُعرَف رزان جمال، الممثلة البريطانية اللبنانية، بأنها بطلة مسلسل «خوارق»، أول مسلسل عربي أصلي على منصة «نتفليكس»، وانضمّت إلى «عالم دي - سي» الأبطال الخارقين في مسلسل «رجل الرمل»، إضافة إلى فيلم مروان حامد «كيرة والجن»، الفيلم الحائز على أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية. وتؤدي رزان حالياً دور البطولة في مسلسل «الثمن»، وهو المسلسل الرائد على قناة «إم بي سي 1» ومنصة «شاهد».

في حين تُعرَف جايد أوسيبيرو بأنها صانعة أفلام، وكاتبة سيناريو، ومُخرجة ومنتِجة نيجيرية، وحائزة على عدة جوائز «إيسوكن، وبراذرهود، وشوجار راش»، كما تشغل منصب المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «جريو ستوديوز»، وأخرجت وأنتجت وشاركت في كتابة فيلم الجريمة الجريء «عصابة لاجوس»، وهو أول فيلم نيجيري أصلي يُبثّ حصرياً على «أمازون».

من جانبه، قال محمد التركي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي»: «أُكنّ الكثير من الاحترام للسيدات اللواتي نكرمهن، الليلة، فهُنّ في طليعة التغيير الثقافي وتطوير وجه السينما الحديثة. وهدفنا من خلال برامج دعم وتطوير وتمويل الأفلام هو المساعدة في زيادة أعداد السيدات أمام الكاميرا وخلفها، وتقديم قصص مؤثرة تقودها المرأة نحو التألق على الشاشة الفضية، كما أن اختيار فيلم (جانّ دو باري) للمخرجة الفرنسية مايوين في افتتاحية مهرجان (كان) السينمائي، يأتي دليلاً على دعم الأصوات النسائية في صناعة السينما».

يُذكَر أن الحفل، الذي استضافه «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» و«فانيتي فير» - أوروبا، أُقيم لتسليط الضوء على إنجازات المرأة في عالم صناعة السينما، سواء أمام الكاميرا أم خلفها، وللحديث عن دورها البارز في تشكيل صناعة السينما، وإلهام الجيل الجديد من المواهب في السعودية وأفريقيا والهند.

في حين تقام الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة بالسعودية، خلال الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 9 ديسمبر (كانون الأول) 2023.

 

الشرق الأوسط في

19.05.2023

 
 
 
 
 

طرح الإعلان الدعائى الأول لفيلم Killers of the Flower Moon

محمود ترك

بعد انتظار طويل من محبي السينما طرح المخرج مارتن سكورسيزي الإعلان الدعائي الأول لفيلم دراما الجريمة المرتقبKillers of the Flower Moon، والمقرر عرضه في مهرجان كان السينمائي.

يجمع الاقتباس المرتقب لكتاب ديفيد جران غير الروائي، النجوم ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو وليلي جلادستون، ويحكي الفيلم قصة واقعية عن الجشع والقتل.

صدر الإعلان الدعائي لفيلم سكورسيزي الجديد في 110 ثانية، ويجسد فيه ليوناردو دي كابريو وليلي جلادستون دور محققين في جريمة قتل تضمنت مقتل أفراد من قبيلة أوسيدج في أوكلاهوما، واعتمد الإعلان الدعائي على تعليق صوتي واستعراض مشاهد من الفيلم دون جمل حوارية.

ويمثل الفيلم التعاون السابع بين دي كابريو وسكورسيزي، إذ قال المخرج عن الممثل في مقابلة أجريت معه مؤخرًا: "إن الشيء الرائع في ليو ولهذا نعمل معًا كثيرًا، أنه يذهب إلى هذه الأماكن الغريبة الصعبة والمعقدة، إنه ممثل أفلام طبيعي".

ويشارك في بطولة الفيلم الذي تبلغ مدته 156 دقيقة جيسي بليمونز وجون ليثجو وأفضل ممثل حائز على جائزة الأوسكار بريندان فريزر، وتبلغ ميزانيته 200 مليون دولار.

كتب دي كابريو في تغريدة على المقطع الدعائي للفيلم: "إنه مشروع أفتخر به ولا أطيق الانتظار لمشاركته معكم جميعًا".

 

اليوم السابع المصرية في

19.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004