ملفات خاصة

 
 
 

افتتاح "كانّ الـ76" بـ"جانّ دو باري":

ممتع بصرياً وحكايته مختَزلة

كان/ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

جزئياً، يسرد "جانّ دو باري" للفرنسية مايوين، الفيلم التاريخي الرومانسي الذي افتتح الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/أيار 2023) لمهرجان "كانّ" السينمائي (خارج المسابقة الرئيسية)، قصة حياة الشابة جان فوبرنييه (مايوين)، وتطلعاتها منذ ولادتها كابنة غير شرعية لخياطة فقيرة، عام 1743. رغم عدم إكمالها تعليمها، لتركها الدراسة باكراً، ولانتمائها إلى الطبقة العاملة، ساندتها شخصيتها، الذكية والعنيدة والديناميكية واللعوبة، على تسلّق السلم الاجتماعي والارتقاء. سلاحها جمالها وجاذبيتها وسحرها كأنثى، وعهرها أيضاً، للهروب من فقرها وبيئتها.

ذات يوم، رغب عشيقها، الكونت دو باري (ملفيل بوبود)، الذي أثرى بفضل مغامراتها الجنسية، واستغلاله إياها أقصى استغلال، في تقديمها إلى الملك. بعد محاولات، تسنّى له أنْ يفعل هذا. يتجاوز لقاؤها الملك لويس الـ15 (جوني ديب) كلّ توقعاته، إذْ تحوّل إلى حبّ من النظرة الأولى، وعلاقة عاصفة، تطوّرت بسرعة وجنون.

من خلال هذه المومس، يجد الملك نفسه، ويعشق الحياة، بعيداً عن تعقيدات القصر ومراسم البلاط، الخانقة كلّها، إلى درجة أنّه لم يستطع العيش من دونها، فيُقرّر اتّخاذها محظيّة مفضلة، وعشيقة رسمية. الفيلم، المستند إلى وقائع حقيقية، كتبته المخرجة بالاشتراك مع تيدي لوسي موديست ونيكولاس ليفنتشي، ويتمحور حول العلاق بين الملك وعشيقته، وما أثارته من لغط وتذمر في البلاط الملكي، خاصة بعد أنْ جلبها الملك إلى قصر فرساي، وإقامتها فيه، وهي ليست من النبلاء. هذا يتنافى وقواعد اللياقة والآداب والمراسم الملكية. إنّها خطوة وصفت بالفضيحة، لعيش فتاة من الشارع في البلاط الملكي. في النهاية، مع مرض الملك واحتضاره، تتبدّل حياتها مجدّداً، على نحو لم يخطر ببالها، وتنتهى نهاية مأسوية، هي التي أصبحت آخر العشيقات الرسميات للملك.

رغم أنّ الأحداث حقيقية، والفيلم تاريخي إلى حد ما، ويتناول أحد أشهر ملوك فرنسا، لا تُستعرض العلاقة المضطربة بين الملك الفرنسي والشعب، خاصة أنّه مكث في الحكم 59 عاماً، وهذه أطول فترة حكم في تاريخ فرنسا، بعد الملك لويس الـ14. المثير للغرابة عدم تطرّقه إلى أنّ لويس الـ15 مُلقّب بـ"العاشق"، ومات وهو غير محبوب لأسباب عدّة، كاتهامه بالفساد، وإثارته جدل ومشكلات كثيرة، خاصة مع الكنيسة، بسبب علاقاته وزيجاته وسلوكه ونزواته المستهجنة.

الصادم درامياً، أنّ "جانّ دو باري" لا علاقة له بهذه المادة الدرامية الثرية لحياة الملك. فقط، اختُزل هذا الأخير، واختُزلت حياته العريضة، بعلاقته بجانّ. حتى تفاصيل العلاقة، عاطفياً وحسياً وإنسانياً، ليست منسوجة، ولا مُقدّمة بعمق، وغير مقنعة تماماً. إذْ ليس هناك تطوير للخيوط الدرامية بعد لقاء الملك بجانّ، واختياره لها، ولا حتّى للشخصيات، بأعماقها ودوافعها وهواجسها ونزواتها. المُثير للانتباه أنّ العلاقة الشائكة، والمضطرّبة غالباً، بينها وبين أفراد البلاط الملكي، وكراهيتهم لها، خاصة بنات الملك، لم تُستغلّ جيداً، ولم تتطوّر أبداً، لتُصبح مشوّقة ومثيرة، بحيث تقود الدراما إلى مناطق أعمق. هذا يدلّ على ضعفٍ في كتابة السيناريو، رغم أنّه كان يُمكن، مع بعض الجهد والحرفية، تقديم أفضل من ذلك بكثير.

كمخرجة، استخدمت مايوين في تصوير "جانّ دو باري" خام الـ35 ملم، لتحقيق أقصى استفادة سينمائية يُمكن توفيرها، في تقديم جماليات خالصة ومختلفة بصرياً، تخدم الأجواء المقصودة للقرن الـ18، وتبرز جماليات تلك الفترة. محاولة طموحة بالتأكيد، ساعدها حسن استغلال أجواء قصر فيرساي التاريخي وتوظيفها، حيث صُوّرت غالبية الأحداث. هنا، يبرز مجهودها، ومجهود أفراد فريقها، والتكلفة الإنتاجية الواضحة، التي أثمرت فيلماً على قدر كبير جداً من الإقناع، بصرياً. كما أنّه ليس ثرثاراً، كطبيعة هذه الأفلام، والسينما الفرنسية عامة.

"جانّ دو باري" أول فيلم ناطق باللغة الفرنسية لجوني ديب، الذي لم يُعرف عنه إجادته اللغة الفرنسية. الحكم على مدى تمكّنه منها أم لا عائدٌ إلى الفرنسيين، وأهل اللغة الفرنسية والناطقين بها. لكنْ، نظراً إلى اعتماد الفيلم على التمثيل والصورة والصمت، أساساً، لم يتطلّب دوره التحدّث دائماً، بل توظيف الجسد وتعبيرات الوجه أكثر. من ناحية أخرى، الفيلم عن جانّ، التي لم تغب عن الشاشة كلّ مدّته (116 دقيقة) تقريباً، لا عن الملك. لذا، لم يظهر ديب ولم يتحدّث كثيرًا. ساعده هذا على إخفاء لكنته الإنكليزية الأميركية. يمكن القول إنّها مغامرة جريئة تُحسَب له، وللمخرجة التي راهنت عليه، ليس فقط لكونه أميركياً يؤدّي دور أحد أهم ملوك فرنسا وأشهرهم، بل أيضاً لأنّه توقّف عن العمل منذ 3 أعوام، ولاحقته فضائح وقضايا ومحاكمات. مع هذا، أداؤه متواضع جداً. ربما لأنْ لا دور له تقريباً، فهو هناك لخدمة شخصية جانّ، التي اجتهدت مايوين، بعض الشيء، في تقديمها.

 

العربي الجديد اللندنية في

19.05.2023

 
 
 
 
 

مهرجان "كان"... السينما العربية تؤكد حضورها بـ 6 أفلام

السودان ينافس رغم أزماته بـ "وداعاً جوليا" ومصر والأردن يشاركان للمرة الأولى

نجلاء أبو النجا 

تتجه أنظار عشاق وصناع السينما حالياً إلى مهرجان "كان" الذي انطلقت دورته الـ 76 منذ ساعات، وتستمر خلال الفترة ما بين الـ 16 و الـ 27 من مايو (أيار) الجاري.

تونس "بنات ألفة"

وعربياً يشارك عدد من الأفلام ببعض مسابقات المهرجان، إذ تدخل تونس المسابقة بفيلم النجمة هند صبري والمخرجة كوثر بن هنية "بنات ألفة".

ويحكي العمل الذي يدور عن أحداث حقيقية وبطريقة سينمائية تجمع بين الوثائقي والدراما عن "ألفة" سيدة أربعينية بسيطة لديها أربع بنات، ويسلط الضوء على الفترة بين عامي 2010 و 2020 بما تحمله من صراعات سياسية واجتماعية ودينية، وتتصاعد الأزمة بسقوط الفتيات الأربع في مستنقع الإرهاب والتطرف وهربهن إلى ليبيا حيث انضممن إلى تنظيم "داعش" الإرهابي وانتهى بهن المطاف في السجن، وتعتبر مشاركة تونس في مهرجان كان الأولى منذ 53 عاماً.

وكتبت بطلة الفيلم هند صبري على "تويتر"، "فخورة وسعيدة باختيار الفيلم التونسي الذي أشارك فيه في المسابقة الرسمية لمهرجان ’كان‘ أهم مسابقة في العالم"، مشيرة إلى أن "الاختيار" مهم في تاريخ السينما العربية.

ومشاركة هند في مهرجان "كان" هي الثانية خلال مشوارها الفني، إذ شاركت عام 1994 بفيلم "صمت القصور" للمخرجة الراحلة مفيدة التلاتلي، وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية عن قسم نظرة.

أما المخرجة كوثر بن هنية فهذه أول مرة تنافس ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" بعدما حققت إنجازاً سابقاً للسينما التونسية بالوصول إلى القائمة النهائية لترشيحات جائزة "أوسكار" أفضل فيلم دولي بفيلم "الرجل الذي باع ظهره" عام 2021.

وكتبت بن هنية تغريدة قالت فيها "يا لها من فرحة ويا له من فخر، فيلمي الوثائقي ’بنات ألفة‘ في المسابقة الرسمية لمهرجان ’كان‘ ورؤية اسمي بين كل هؤلاء المخرجين تجعلني أستوعب عظمة ما أعيشه".

"عيسى" من مصر

وتشارك مصر بالفيلم القصير "عيسى" الذي تدور أحداثه حول المهاجر الأفريقي عيسى (17 سنة)، ويحاول أن يسابق الوقت بعد حادثة عنيفة لإنقاذ أحبائه ليلتقي بفتاة سودانية تعمل في الرعاية الصحية بمصر.

ويتتبع الفيلم رحلتها في عملها وتحركها من بيت إلى بيت لتقديم المساعدة للمرضى.

الفيلم بطولة كيني مارسيلينو وكنزي محمد وسيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف ومن إخراج مراد مصطفى.

وقال مخرج العمل مراد مصطفى "أنا ابن منطقة شعبية تعتبر أكبر تجمع للأفارقة في مصر، ودفعني لتقديم الفيلم شعوري بالحاجة إلى أن نروي الحكايات التي تدور في مصر من وجهة نظر غير مصريين، وهذا ما يعتمد عليه الفيلم، إذ إن البطلين الأساسيين غير مصريين ومهاجرين".

وفي مسابقة مدارس السينما "لسينيف" تشارك مصر أيضاً بفيلم "الترعة" للمخرج جاد شاهين.

"كذب أبيض" من المغرب

ويشارك المغرب بفيلم "كذب أبيض" في مسابقة "نظرة ما" من إخراج أسماء المدير، والفيلم تروي مخرجته حكايتها الشخصية عندما ذهبت إلى منزل والديها في الدار البيضاء لمساعدتهما في الانتقال إلى منزل آخر، وتبدأ في فرز كل أغراض طفولتها لتكتشف أسراراً كثيرة.

ويمثل المغرب أيضاً في هذه الدورة فيلم "الثلث الخالي" لفوزي بنسعيدي في قسم "نصف شهر المخرجين"، وفي مسابقة مدارس السينما "لسينيف" يشارك الفيلم الأمازيغي القصير "أيور" (القمر) للمخرجة زينب واكريم.

أما الجزائر فتشارك بفيلم "عمر الفراولة" في قسم عروض منتصف الليل للمخرج إلياس بلقدار، ويتناول قصة محتال هارب في شوارع الجزائر وما يواجه من مواقف غير متوقعة.

وينافس المخرج الجزائري - البرازيلي كريم عينوز في مهرجان "كان" السينمائي بفيلم "فايربراند" ضمن المسابقة الرسمية، ويتنافس على السعفة الذهبية للمهرجان.

وتدور أحداث الفيلم في القرن الـ 16 حول كاثرين الزوجة الأخيرة للملك هنري الثامن قبل وفاته التي يقال إنها كانت متفوقة عليه على رغم وجود الأخطار في كامل أركان البلاط الملكي.

"إن شاء الله ولد"

"إن شاء الله ولد" هو اسم الفيلم الذي تشارك به الأردن بقسم أسبوع النقاد، وتدور أحداث الفيلم حول "نوال" التي تتعرض للمعاناة الشديدة بسبب خطر ﻓﻘدان منزلها وحصول عائلة زوجها الراحل عليه بحسب قانون الميراث المتعارف عليه في الأردن، ويتعرض الفيلم لمشكلات ونتائج بعض القوانين، بخاصة ما يتعلق بالميراث في حال إن لم يكن للمرأة من زوجها طفل ذكر يرث بعد وفاة أبيه.

"وداعاً جوليا"

وعلى رغم المشكلات السياسية التي يتعرض لها السودان إلا أنه يواصل تألقه السينمائي في المهرجانات العالمية، إذ يشارك في مهرجان "كان" بمسابقة "نظرة ما" بفيلم "وداعاً جوليا"، ليكون أول فيلم سوداني يشارك في تاريخ المهرجان، وهو فيلم روائي يسرد قصة امرأتين تمثلان العلاقات المعقدة والاختلافات بين مجتمعات شمال وجنوب السودان، وتدور أحداث القصة في الخرطوم خلال السنوات الأخيرة قبل تقسيمه.

وشارك في بطولة "وداعاً جوليا" الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال السودان السابقة سيران رياك والممثل نزار جمعة وقير دويني.

وعبّر مخرج الفيلم ومؤلفه محمد كردفاني عن سعادته بمشاركة الفيلم في "كان"، وقال في بيان، "أعتبر ’وداعاً جوليا‘ دعوة للتصالح، كما أنه يلقي الضوء على القوى المحركة الاجتماعية التي أدت إلى انفصال الجنوب".

ويشار إلى أن الفيلم إنتاج مشترك بين دول عدة منها مصر والسودان، ومن منتجيه الأساسيين المخرج السوداني أمجد أبو العلا الفائز بجائزة "أسد المستقبل" في مهرجان البندقية عام 2019 عن فيلمه "ستموت في العشرين" الذي كان عرضه الشرق الأوسطي والشمال الأفريقي الأول في الجونة، قبل أن يفوز بجائزة النجمة الذهبية في ختام الدورة الثالثة.

أما السينما السعودية فشاركت هذا العام بالمهرجان في الإنتاج المشترك فقط مع فرنسا، إذ أسهمت في إنتاج فيلم الافتتاح "جان دو باري" للمخرجة الفرنسية مايون وبطولة جوني ديب.

اتجاه صحيح

وحول المشاركة العربية بمهرجان "كان" قال الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ "اندبندنت عربية" إن "وصول هذا العدد من الأفلام للمشاركة بمسابقات المهرجان المختلفة أمر مشرف، ويعني أن السينما العربية تسير في الاتجاه الصحيح وتصحح المسار، فخلال سنوات عدة لم تكن هناك أعمال تليق بمهرجان ’كان‘ ولا أي مهرجان عالمي".

وأشار الشناوي إلى أن السينما السودانية على رغم ما تعانيه البلاد من مشكلات وأزمات على المستوى السياسي تنطلق بقوة في السينما وإنتاج الأفلام ذات المواضيع الجيدة.

وأضاف، "تعتبر مشاركة السودان في مهرجان (كان) أمراً رائعاً، بخاصة أنها حققت نجاحات مميزة في مهرجانات أخرى على المستوى العالمي".

 

الـ The Independent  في

19.05.2023

 
 
 
 
 

الفيلم الاردني (ان شاء الله ولد) في كان صرخة معاناة المرأة في المجتمع العربي

البلاد/ عبدالستار ناجي

يطلق الفيلم الاردني الاول في التظاهرات الرسمية في مهرجان كان السينمائي (ان شاء الله ولد) للمخرج أمجد الرشيد والذي عرض في تظاهرة اسبوع النقاد التي تقدم عروضها في صالة  ميرمار صرخة مدوية لمعاناة المرأة في الاردن والعالم العربي حيث سطوة المجتمع والاسرة والتقاليد.

فيلم كتب بعناية وادارة المخرج الشاب أمجد الرشيد بتميز ولغة سينمائية تبشر بميلاد مخرج يمتلك ادواته وحرفة ولغته السينمائية حتى وان ظلت تحمل تأثيرات سينمائيين وصناع افذاذ على طريقة المخرج الايراني الكبير على اصغر فرهادي والذي سيظل العالم يتذكر له مجموعة من التحف الخالدة ومنها (انفصال) و(بطل) وغيرها، وان ظل فيلم (ان شاء الله ولد) شديد الخصوصية والتماس مع المجتمع الاردني والعربي بشكل ابعد وأكبر وأعمق.

فيلم لا يدعي يحلل ويبحث في الظروف الموضوعية لحياة امرأة عربية حيث تفقد (نوال) زوجها لتجد نفسها مع ابنتها امام الاشكاليات الخاصة بالإرث تكاد تهدد حياتها ومستقبلها وتجعلها قاب قوسين من ان تفقد شقتها وكل مقتنياتها امام اصرار شقيق زوجها وشقيقاته في الحصول على حصتهم من الارث، الا إذا انجت (نوال) صبيا حيث تأول له الملكية.

في خط متوازي نرصد حكاية ابنه السيدة التي تعمل عندها (نوال) وهي عربية مسيحية وتعاني هي الأخرى اشكاليات مع زوجها التي تريد الخلاص منه وايضا الخلاص من الحمل الذى تحمله، مع مجموعة من الخطوط المتداخلة ومن بينها المعالج الطبيعي الذي يحمل لنوال الكثير من الحب ورغم ثراء الخط الدرامي والمشهد الرائع الذى جمع بينهما في احدي الساحات التي تطل على مدينة عمان الا ان هذا الخط يبتر لسبب نجهله لينشغل السيناريو في اشكاليات الصراع اليومي بين نوال وشقيق زوحهازوجها الذى يمثل بشكل او باخر السطوة المجتمعية والذكورية وهكذا هو شقيقها.

وي الوقت الذي تساعد به نوال ابنه السيدة التي عندها من اجل التخلص من حملها فانها تظل تنتظر نتائج الفحوصات لإثبات انها حامل من زوجها لان هكذا امر سيكون هو طوق النجاة لمستقبلها مع طفلتها الصغيرة التي تظل تمثل نقطة ضغط اجتماعي من قبل شقيق الزوج الذي يريد حضانتها والسيطرة بالتالي على الارث المتمثل بالشقة وسيارة بيك اب.

في الفيلم الكثير من الدلالات الذكية والكتابة الاحترافية العميقة مثل مشهد الفأر الذي يظل يعيش على فتتات المطبخ كما هي (نوال) وغيرها من النساء في المجتمعات العربية التي تظل تعيش على الفتتات وسط مجتمع متسلط للرجل سطوته، بل جبروته بحكم القانون والتشريعات وايضا الاعراف الدينية سواء الاسلامية ومنها او المسيحية.

تظل تجتهد نوال من اجل دفع المبالغ المستحقة على زوجها الذي توفي تاركا حفنة من الاشكاليات ومنها غموض طرده من عمله وعدم تسلمه رواتبه بالإضافة لعدم تسديد اربعة اقساط مستحقة للبيك اب لصالح شقيقة الذي يظل يضغط من اجل الحصول اولا على تلك المستحقات بالاضافة الي نصيبة من الارث.

حكاية تأتي كذريعة ليمرر من خلالها المخرج الشاب أمجد الرشيد اسلوبه المقرون بالبساطة والحلول الاخراجية الذكية التي تؤشر لميلاد مخرج يمثل رهان اضافي للسينما الاردنية والعربية وان ظلت الحاجة دائما الى مشروع أكبر وأعمق واثرى يعمق تلك اللغة التي قدمها باحترافية عالية.

المتن الروائي للفيلم محدد الشخصيات والمضامين التي تذهب اليها حتى أصغر تلك الشخصيات والمتمثل بذلك الصبي الذي يقف في زاوية الحارة وهو يتحرش بنوال كلما مرت دوان مراعاة للجيرة والعلاقات الاجتماعية . وهكذا بقية الشخصيات التي تبدو للوهلة الاولى مجرد شخصيات ممزوعة لاستكمال الفيلم، ولكنها في حقيقة الامر عميقة وثرية وشفافة وتمثل شرائح اجتماعية تحيط بنا ونعرفها.

المشهد الاخير في نتيجة يبدو ومن وجهة نظر خاصة قريبا من الدراما التلفزيونية العربية، بينما الواقع هو أكثر قسوة فلماذا ارخى المخرج الشاب أمجد الرشيد حصانه الجامح المشاكس المغير متصالح مع مجتمعة المدافع الصارخ في ايصال صوت المرأة والتركيز على جوانب هامة من المها ومعاناتها اليومية المعاشة.

لماذا كبيرة نوجهها الى المخرج أمجد الرشيد الذى ذهب الى نهاية ترضي المجهور وتفرغ الشحنات السلبية بينما الواقع هو عكس ذلك وليته عرف بان مزيد من الالم ومزيد من الصراخ ومزيد من المعاناة خير ما يعبر وعن القضية ويشرع الابواب لمزيد من الحوار الذي يصب لصالح القضية والمرأة.

في الفيلم وعبر اداء شديد الحساسية والعمق تطل علينا الفنانة مني حوا بدور (نوال) التي جسدتها بعمق وحضور عال الكعب ومعها في الفيلم هيثم عمري يمنى مروان وسلوى نقارا ومحمد الجزوا واسلام العوضي وسيلينا رابا، خلف العمل فريق متميز من الدعم الانتاجي والتقنية الذي يغطي كافة الحرفيات ساهم في تقديم تجربة سينمائية اردنية – عربية تستحق ان تكون اول عمل سينمائي يمثل الاردن في مهرجان كان السينمائي الدولي.

ويبقي ان نقول فيلم (ان شاء لله ولد) عميق ثري مشاكس مدافع عن المرأة عبر لغة سينمائية تشير الى ميلاد مخرج سينمائي عبر نتوقع منه الكثير في قادم الايام، وبرافو!

 

####

 

"صحاري – الثلث الخالي" والعزف على اوتار الالم

البلاد/ عبدالستار ناجي

عبر كتابة مقرونه بسخرية عالية يأخذنا الفيلم المغربي صحاري – الثلث الخالي الى منطقة عامرة بالألم والهم الانساني عبر حكاية ثنائي يعملان في شركة لتحصيل الاموال الخاصة بالقروض عبر الصحاري والقرى، ليجدان أنفسهما امام قصيدة مشبعة بالألم حيث الفقر والتعب والحياة المقرونة بالبطالة والوحدة.

المخرج فوزي بنسعيدي يمتاز بلغة سينمائية ساخرة، بل مفرطة بالسخرية التى تجعل المشاهد يتورط في متعة المشاهدة، ولكنه سرعان ما ينزلق الى تلك المعادلات والمقولات التى يريدها هذا المخرج الذي يؤكد تجربة بعد اخري علو كعبه وتميزه..

والمتابع والراصد لمسيرة بنسعيدي التي تعود الى مرحلة سبقت فيلمه الروائي الاول ألف شهر وعرض هنا في مهرجان كان السينمائي الدولي وحقق جائزتين اكدا باننا امام موهبة سينمائية متفردة وطموحة.

بعدة قدم افلام: "ياله من عالم رائع وموت للبيع وليلى وصولا الى فيلمه الاخير صحاري.

الذي يأخذنا الى حكاية الصديقين مهدي وحميد والذين يعملان في وكالة تحصيل الاموال، يجوبون الانحاء البعيدة هناك خلف الصحاري المغربية والقري النائية القصية حيث  الجنوب المغربي الذي يذكرنا بالصحراء الكبري والربع الخالي فاذا نحن امام الثلث الخالي عبر   سيارتهم القديمة وهذه لوحدها لها حكاية ومواقف.

هذا الثنائي ترك همومه هناك في الدار البيضاء ليعيش هموم الاخرين خلال رحلتهم يتشارك مهدي وحمبد ذات الغرف المزدوجة في الفنادق المتهالكة، لديهم نفس الحجم بالضبط، نفس البدلات وربطات العنق، نفس الأحذية، دفعوا أجرًا زهيدًا، حاولوا اللعب بقوة لكسب المال.

ذات يوم في محطة وقود مزروعة وسط الصحراء، تقف أمامهم دراجة نارية، رجل مقيد في رف الأمتعة مهددًا إنه الهروب، يمثل اجتماعهم بداية رحلة جديدة مشبعة بالمغامرات حيث يتمكن الهارب من فك قيوده والذهاب الى حبيبته القديمة ومن قبلها يقوم بالسطو، ولكن حبيبته كانت قد تزوجت من رجل اخر وانجبت منه عدة اطفال وهي مشهورة بحياكة السجاد بمهارة عالية.

ولكن قبل تلك الرحلة الاخيرة يتوقف بنا الفيلم في عدد من المحطات في كل محطة مشهد له بداية وله نهاية ودائما نبض السخرية المشبعة بإيقاع الالم الإنساني والفقر الذي يجعل تلك الشخوص تعجز عن سداد الديون والمستحقات.

عشرات الشخصيات والحالات العاجزة عن الدفع والسداد وهي مهددة بخسارة كل ما تمتلك بما فيها سجادة صغيرة وبقايا البقايا وغيرها والتي تجعل ذلك الثنائي امام ورطة كبري عند قيادات الشركة حيث تراجع العوائد، حكاية عبر اخري وموقف بعد اخر تصل الرحلة الى لقاء ذلك المجرم الهارب والذي يسعي للارتباط مجددا بحبيبته السابقة وفي الحين ذاته يجد نفسه مطارد من قبل زوج صديقته السابقة والذي يقوم باغتياله ويترك جثته في أحد الانهار الصغيرة حيث ترسو تلك الجثة امام الثنائي مهدي وحميد ليحصلا على المال الذي قد يعوض شي من تلك الرحلة ومشاكلها، ولكن يظل الفيلم مشرع الابواب امام صحاري من الالم والفقر والهموم والاحلام التي تظل مثل السراب البعيد المنال.

قام فوزي بنسعيدي بكتابة السيناريو واخراج الفيلم وشارك بالبطولة فهد بنشمسي ووعبدالهادي الطالبي ورابي بن جليل وكم اخر من الاسماء التى تطل كضيوف شرف في هذا المشهد او ذاك.

ويبقي ان نقول، فيلم صحاري الثلث الخالي سينما الالم والسخرية على طريقة المخرج المغربي فوزي بنسعيدي.

 

####

 

استقبال حافل للفيلم الأردني إنشالله ولد في كان

البلاد/ مسافات

شهد الفيلم الروائي إنشالله ولد للمخرج أمجد الرشيد عرضه العالمي الأول ضمن فعاليات النسخة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي، ورفع شارة كامل العدد خلال مشاركته في مسابقة أسبوع النقاد، كما حظى الفيلم باستقبال حافل من الجماهير التي قابلته بتصفيق حار وحفاوة بالغة في عرضه صباح اليوم، وهو أول فيلم أردني روائي طويل يشارك في تاريخ مهرجان كان.

وحضر عرض الفيلم المخرج أمجد الرشيد وعدد من أبطال طاقم التمثيل هم إسلام العوضي ومحمد جيزاوي، ومن فريق العمل حضرت المنتجتين رولا ناصر وأسيل أبو عياش والمنتج يوسف عبد النبي، والمونتير أحمد حافظ وفرح جدعان التي قامت بمكياج الفيلم.

وسيحصل الفيلم الذي كُشف مؤخرًا عن البوستر الرسمي على ستة عروض أخرى إذ يُعرض يوم الخميس 18 مايو الساعة 5 مساءً والساعة 10 مساءً، ويُعرض أيضًا يوم الجمعة 19 مايو الساعة 8:30 صباحًا والساعة 8:30 مساءً بحضور المخرج ويلي العرض مناقشة مع الجمهور. في حين يُقام عرضان آخران للجمهور يوم الجمعة الساعة 19 مايو الساعة 3 مساءً والساعة 9:30 مساءً.

إنشالله ولد يحكي قصة نوال التي يتوفى زوجها فجأة ليتحتم عليها أن تنقذ ابنتها ومنزلها من مجتمع تنقلب فيه الموازين إن كان لديها طفل ذكر وليس أنثى.

مشروع الفيلم فاز بالعديد من الجوائز أربع جوائز من ورشة فاينال كات فينيسيا في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، والجائزة الكبرى في مرحلة ما بعد الإنتاج (أطلس بوست برودكشن) في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، كما حصل على منحة تطوير من ملتقى القاهرة السينمائي، ومنحة سوق عمان لصناعة الأفلام، ومهرجان ثالونيسكي أجورا، وجائزة مهرجان فرايبورغ السينمائي الدولي بسويسرا.

وحصل أيضًا على دعم من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام في دورتين حيث حصل على دعم الإنتاج ودعم ما بعد الإنتاج، كما تم دعم الفيلم من قبل حوافز التصوير في الأردن حيث استفاد من الاستثناء الضريبي وبرنامج الحوافز الإنتاجية بالإضافة بالإضافة إلى دعم الإنتاج من صندوق الأردن لدعم الأفلام وART ومؤسسة الدوحة للأفلام، وقد سبق للفيلم الحصول على دعم صندوق البحر الأحمر للإنتاج أو لعمليات ما بعد الإنتاج في دورته الأولى، دعم من المركز الوطني الفرنسي للسينما المحلية والصور المتحركة (سي إن سي).

الفيلم من إخراج أمجد الرشيد يشاركه التأليف دلفين أوغت ورولا ناصر، وبطولة هيثم عمري ويمنى مروان وسلوى نقارة ومحمد جيزاوي وإسلام العوضي وسيلينا ربابعة وإنتاج The Imaginarium films (رولا ناصر وأسيل أبو عياش) بمشاركة بيت الشوارب (يوسف عبد النبي) والمنتجين المشاركين علاء كركوتي وماهر دياب وشاهيناز العقاد، وتتولى MAD Solutions وLagoonie Film Production مهام توزيع الفيلم في العالم العربي، بينما تتولى شركة Pyramide International المبيعات الدولية.

ويضم الفيلم أيضًا فريق عمل من أهم العاملين في الصناعة عربيًا وعالميًا وهم مدير تصوير كانيمى أونوياما (الفيلم الأوسكاري Everything Everywhere All at Once) ، والمونتير أحمد حافظ (مسلسل Moon knight) وموسيقى جيري لين (الفيلم المرشح للأوسكار ذيب)، وفرح جدعان التي قامت بمكياج الفيلم إلى جانب مشاركتها البارزة في فيلم Dune، ومصممة الملابس العالمية زينة صوفان التي شاركت في عدة أفلام عالمية أحدثها John Wick: Chapter 4 ومهندس الصوت نور الحلواني من أبرز أعماله فيلم الحارة وشارك في فريق عمل الصوت في فيلم Dégradé.

إنشالله ولد هو التعاون الثاني بين أمجد وMAD Solutions، حيث تولت الشركة توزيع فيلمه القصير الببغاء مع دارين ج. سلام وفاز بالعديد من الجوائز الدولية، منها جائزة لجنة التحكيم في مهرجاني توين سيتيز للفيلم العربي في مينيسوتا ومالمو للسينما العربية بالسويد، وكان عرضه العالمي الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي ٢٠١٦، ويُعرض حاليًا على OSN.

أمجد الرشيد مخرج أردني حاصل على درجة الماجستير في الفنون السينمائية مع التركيز على الإخراج والمونتاج، وبدأ في الإخراج والتأليف والإنتاج في 2005.  وفي 2016 اختير أمجد ضمن قائمة "نجوم الغد العرب" بـمجلة سكرين دايلي من بين 5 مواهب أفلام ناشئة من العالم العربي. تم اختياره في 2007 للمشاركة في ملتقى برليناله للمواهب في مهرجان برلين السينمائي الدولي بعدما نجحت العديد من أفلام القصير في الترشح والحصول على الجوائز في المهرجانات السينمائية الدولية والعربية.

رولا ناصر منتجة مستقلة أردنية، تمتلك خبرة في كل الجوانب الإنتاجية المتنوعة من الإعلانات التجارية والمسلسلات التلفزيونية والأفلام منخفضة الميزانية والأعمال التجارية ضخمة الميزانية. بدأت رولا مشوارها بالعمل في مشاريع شبكتي BBC وديسكفري. وعملت مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لمدة خمس سنوات، وفي عام 2011 أسست شركة The Imaginarium Films، واختيرت أعمالها للمشاركة في العديد من المهرجانات المرموقة.

 

البلاد البحرينية في

19.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004