ملفات خاصة

 
 
 

فيلم فرنسي يدعو جمهور "كان" الى مائدة شهية

روائح الطبخ تمتزج بعطور الحب وتبعد طيف الزواج عن العاشقين

هوفيك حبشيان

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

بعد نصف قرن على "الوليمة الكبرى" لماركو فيريري الذي أحدث فضيحة وضجة، عُرض أمس ضمن مسابقة مهرجان "كان" السينمائي (16 -  27 مايو / أيار) "شغف دودان بوفان" للمخرج الفرنسي من أصل فيتنامي تران أن هونغ، وهو فيلم عن الأكل وشغف المطبخ الرفيع، ولكن ليس أي مطبخ، بل المطبخ الفرنسي التقليدي الذي فيه ملذات وأطايب تُعتبر من الفن أكثر منها من الأكل. لكنّ الزمن تغير، فالبورجوازيون الذين كانوا يجتمعون في فيلم فيريري للأكل حتى الانتحار، حلّ مكانهم هنا متذوق كبير للطعام هو دودان (بونوا ماجيميل)، فندخل إلى بيته ومطبخه لنشهد على هذا الشغف الفريد. ذاك أن دودان شاعر الطبخ وفنانه، ومأكولاته أشبه بقصائد. الإدانة السبعيناتية للطبقة البورجوازية في فيلم فيريري عبر استعارة الأكل حتى التخمة، أفسحت المجال هنا للاحتفاء، الإحتفاء بشيء يُعد من ضروريات الحياة ولا يمكن الاستغناء عنه. إلا أن هذه الضروريات تتحول أمام كاميرا تران أن هونغ وتحت أنامل ممثله بونوا ماجيميل فنّاً يفيض بالشعر.

ولكن يجب ألا نعتقد أن الفيلم المقتبس من كتاب السويسري مارسيل روف بالعنوان نفسه (صدر في العام 1924)، هو وثائقي عن كيفية تحضير الأطباق الشهية وكشف أسرار وصفاتها. فنحن أمام شخصيات تنتمي إلى الرواية، نجلس معها إلى المائدة، بعد أن نصبح من المدعويين الدائمين إليها طوال ساعتين. هناك أولاً دودان، صاحب المنزل الريفي الفخم حيث تجري أحداث الفيلم البسيطة، وهناك أوجيني (جولييت بينوش) الطبّاخة الماهرة التي وضعت مهارتها في خدمة دودان منذ عشرين عاماً. ونجد بينهما المتدربة التي من المفترض أنها تتابع وتراقب وتتعلّم منهما بهدف أن تصبح هي نفسها في المستقبل طباخة كبيرة. فهذه الأمور تنتقل من جيل إلى جيل، وهي ثقافة ونضج يسجّلان المذاق في الذاكرة مع الوقت. 

الأصدقاء الأربعة لدودان حاضرون دائماً في حياته، ولا يفعلون سوى تذوق آخر ما يخرج من مطبخه من اختراعات ووصفات، فيناقشونها ويبدون الآراء فيها بحماسة لا مثيل لها قد تثير تضحك مَن يعتبر أن الحديث عن هذه الأمور ذروة الرفاهية والترف. لكن الطعام ليس هو الشأن الوحيد الذي يدور عليه الفيلم، فهناك علاقة تتجاوز الطبخ بين دودان وأوجيني. من هذا الشغف المطبخي المشترك، نشأت مع الزمن علاقة غرامية خارج أي تصنيف، فأوجيني كانت ترفض دائماً أن تتزوج من دودان، نتيجة اعتقادها أن الارتباط سيمنعها من الحفاظ على حريتها. ومن أجل الفوز بقلبها وبعد أن تظهر عليها علامات التعب، يقرر دودان أن يطبخ لها، في مبادرة لعكس الأدوار. لكن أوجيني مصرة أن تبقى علاقتهما خارج الإطار الرسمي. "جمال علاقتهما تتأتى من مقاومة الزواج"، كما يقول المخرج في مقابلة منشورة في الملف الصحافي للفيلم. في لقطة أخرى من الفيلم، يسخر دودان من الزاوج مستخدماً جملة مفادها أن "الزواج عشاء نفتتحه بالحلويات". 

يشكّل الفيلم قطيعة مع العديد من الأفلام المعروضة هذا العام في "كانّ"، وهي أفلام تحاول أن تكشف وتفضح وتدين وتناهض، في سعي متواصل لتصحيح أومراجعة عالم مملوء بالأزمات. لا شيء من هذا كله في "شغف دودان بوفان"، الذي يكتفي بالاحتفاء بالحياة، متناولاً مفهوماً فرنسياً وإبيقورياً جداً في هذا الاحتفاء، فلا لذة فوق لذة الأكل. 

كل شيء يمتاز بالرقة في الفيلم، لدرجة نكاد نشتم الروائح الزكية التي تتصاعد من الأطباق التي يرينا الفيلم كيفية تحضيرها بالتفاصيل المثيرة وبحسية عالية. أما الطبيعة الخضراء التي يدور بعض فصول الحب بين دودان وأوجيني فيها، فهي الآخر كفيلة بإعطاء الفيلم رومنطيقية جميلة.  

يعيدنا الفيلم إلى الماضي (القرن التاسع عشر)، بعيداً من كل الهواجس الحالية التي تثقل كاهلنا، وقد يشكّل هذا التحرر من القيود كابوساً لخبراء التغذية الذين يحذّرون من مخاطر السعرات الحرارية طوال الوقت. هذا فيلم لا يملك قضية سوى الاحتفاء بالجمال. حسناً فعل تران أن هونغ في التركيز على الإيجابيات، خصوصاً أنه أعطى الكلام لشخصيتين أصبحتا في "خريف عمرهما" (كما يشدد دودان دائماً في الحديث عن هذه المرحلة من حياته). فهذا الموضوع لا يجد حيزاً له داخل السينما الميالة في العقود الأخيرة إلى وضع الأصبع على المناطق المشتعلة وخطوط النار. 

يبقى ان نفكّر في الكيفية التي يتلقى بها رئيس لجنة التحكيم روبن أوستلوند فيلماً هو نقيض فيلمه "مثلث الحزن" الذي نال عنه "السعفة" العام الماضي، وعرض فيه مجموعة أثرياء يتقيأون ما يأكلونه على سفينة سياحية.

يقول المخرج تران أن هونغ: "كان جان أنتلم بريا سافاران، وهو ناقد طعام من القرن التاسع عشر، وأول من ألف كتاباً عن فلسفة فنّ الطهو. كتاب رائع يجب مطالعته. استوحيتُ منه الكثير. نعلم كيف، في لحظة معينة، نظّمت فرنسا كل شيء في هذا المجال. كان الفرنسيون هم الذين يقررون إعداد الطبق بهذه الطريقة وليس بأخرى. والفرنسيون هم الذين قرروا كيفية ترتيب الطاولة، مع مسلتزمات المائدة والأكواب لاستخدامها في هذا الطبق أو ذاك. وندين لهم أيضاً بتناوب النكهات من خلال ربطها بالنبيذ. فرنسا

أرض متنوعة وغنية إلى درجة كبيرة. ليس من قبيل الصدفة إذا كان المطبخ الفرنسي هو الأول في العالم. 

أما عن ذكر الطباخين الفرنسيين الكبيرين، أنتونان كاريم وأوغوست إيسكوفييه، على لسان دودان في الفيلم، فيقول المخرج: "كان من الضروري إعطاء صورة دقيقة عن تعاقب العباقرة في فن الطبخ خلال تلك الحقبة. ثلاثة عشر عاماً فقط تفصل بين وفاة أنتونان كاريم وولادة أوغست إسكوفييه الذي أسس مع سيزار ريتز أمبراطورية المطبخ الرفيع في أوروبا داخل القصور في موناكو ولندن وباريس. إسكوفييه وريتز أول مَن أدركا أهمية جمال الأماكن والضوء في فن المطبخ. إلى اليوم، عندما يمر الطهاة الكبار في أزمات وجودية، يفتحون كتاب إسكوفييه ليجدوا فيه الإلهام والطاقة. مؤلفه في هذا المجال يبقى كتابهم المقدس".

 

الـ The Independent  في

25.05.2023

 
 
 
 
 

مراجعة «اختطاف» | القصة الدامية لتوحيد إيطاليا كدولة علمانية

كان (فرنسا) ـ خاص «سينماتوغراف»

التعصب الديني والسياسي، وإساءة استخدام السلطة، والتلاعب العاطفي والابتزاز، موضوعات فتنت المخرج الإيطالي المخضرم ماركو بيلوتشيو، وبشكل عام تركز أعماله السينمائية على الأرواح التي تُقتل أو تُشوه أو دُمرت في خدمة قضية ما، وفيلمه الجديد « Kidnapped ـ اختطاف» الذي عُرض ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ 76، ليس استثناءً لما قدمه لفترة طويلة من الزمن فهو الآن في عمر الـ 83 عامًا.

يحمل الفيلم الجديد الرقم (الحادي والثلاثين) في مسيرة بيلوتشيو المهنية الغزيرة والتي بدأت في سن 24 عاماً مع الدراما الرائعةFists in the Pocket ، ربما لا تكون أعظم أعماله، لكن فيلموغرافيا هذا المخرج مليئة بأعمال لا تُنسى.

تدور أحداث فيلم «اختطاف» التاريخي عام 1858، حول قصة حزينة لإدغاردو مورتارا البالغ من العمر 6 سنوات (الذي يلعب دوره إينا سالا، ثم ليوناردو مالتيز)، وهو أحد الأطفال الثمانية لمورتارا (فاوستو روسو أليسي) وزوجته «ماريانا» (باربرا رونشي)، وهما زوجان يهوديان يعيشان بشكل مريح مع البرجوازية البولونية، وتنتهي هذه الراحة عندما يقوم الكاهن المحلي والمحقق فيليتي (فابريزيو جيفوني) بإخراج إدغاردو الصغير بعيدًا، موضحًا أن الطفل قد عمدته سراً خادمة الأسرة، مما جعله كاثوليكيًا تلقائيًا، ولا يمكن للكاثوليك، وفقًا لعقيدة الكنيسة في ذلك الوقت، أن يُربوا على يد من ينتمون إلى ديانة مختلفة، والطريقة الوحيدة لاستعادته هي تحول الزوجين إلى الكاثوليكية، وهو ما يرفضان القيام به.

يخفي «اختطاف» رسالة قاتمة ومثيرة داخل الأزياء القديمة الجميلة والقطع الثابتة الفخمة، وهذه الطبيعة المزدوجة تخدم الفيلم بشكل جيد، الذي اعتمد على نص كتبه بيلوتشيو وسوزانا نيكشياريلي، اللذان استلهما كتابًا عن القضية من دانييل سكاليز، حيث يتبع السيناريو رحلة إدغاردو الطويلة والمؤلمة في الفاتيكان مع الأولاد اليهود الآخرين الذين أجبروا على التعليم المسيحي والتحول إلى كاثوليك مطيعين.

ومن خلال الموسيقى التصويرية الأوركسترالية الممتعة وطريقة إنتاج الفيلم من خلال المدرسة القديمة، يشعر المشاهد رغم تقليديه ما يراه أنه أمام قضية رائعة، حاول ستيفن سبيلبرغ تقديمها قبل بضع سنوات لكنه فشل في ايجاد الطفل المناسب الذي يقوم ببطولة هذا العمل، ومع أجواء الفاتيكان وظهور البابا المحتج والمتلسط يلعب دوره باولو بييروبون (ممثل مسرحي موهوب لم يظهر في السينما بشكل كافٍ)، يتغير الفيلم تماماً.

يحاول والد إدغاردو تسوية الأمور والتحاور مع السلطات الكاثوليكية، والعمل مع المجتمع اليهودي المحلي لتعبئة الأصدقاء والمؤيدين وتغطية الصحف. لكن القادة اليهود الرومان، يطلبون من الأب ترك القضية معهم لأنهم يعرفون كيفية التعامل مع البابا، ولكن يتبين لهم أن التعامل مع البابا يعني الإذلال التام.

تذكرنا تداخلات الكنيسة والسلطات السياسية، بالتعصب الديني العام في مختلف البلدان اليوم والعبء الثقيل للعنف والقمع الذي يستتبعه. ولكن، كما هو الحال دائمًا، يهتم بيلوتشيو بديناميكيات الأسرة كجسم اجتماعي يمكن أن تهاجمه السلطات وتؤثر عليه، وتصبح شخصية الأب سمة متكررة في الفيلم الذي يجعل البابا هو الأب الذي يحل محل الأب البيولوجي.

هناك بعض اللحظات التي لا تُنسى، حيث يصور الفيلم الارتباك الذي شعر به إدغاردو وهو مجبر على عبادة إله مختلف، وفي مشهد مبالغ فيه إلى حد ما، يتسلق الصبي تمثالًا عملاقًا ليسوع لإزالة المسامير الحديدية من ذراعيه وقدميه، على أمل إنقاذ معبوده الجديد. وتكشف مشاهد أخرى عن نفاق كنيسة تقوم أساسًا بغسل دماغ الشباب الإيطالي، وتعليمهم التقوى بينما تقوم بتعذيبهم نفسياً في نفس الوقت.

جلبت هذه الفضيحة إدانة عالمية للفاتيكان والبابا بيوس التاسع - الذي رفض التراجع عما حدث، وهناك نظرية، تم التلاعب بها في الفيلم، مفادها أن قضية مورتارا الدامية عجلت في توحيد إيطاليا والدعوة لتأسيس روما كعاصمة لدولة علمانية.

 

####

 

ردود فعل إيجابية بعد عرض الفيلم المصري «الترعة»  ضمن قسم LA CINEF بـ «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حظي الفيلم القصير «الترعة» للمخرج جاد شاهين على عرضه الأول بالدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي، والتي تُقام فعالياتها في الفترة ما بين 16 وحتى 27 مايو الحالي، حيث ينافس الفيلم ضمن قسم LA CINEF لأول مرة منذ 10 سنوات.

ونال الفيلم ردود فعل إيجابية بعد عرضه، ويتتبع فيلم الترعة قصة شاب صعيدي يذهب لترعة ملعونة ويشاهد أمراً غريباً يدفعه للتشكيك بكل شيء ويُعجل بمصيره المحتوم.

ويقوم ببطولة الفيلم محمود عبد العزيز وهبة خيال وسارة شديد، مدير تصوير أدهم خالد، سيناريو جاد شاهين ويعد الفيلم إنتاجا مصريا إنجليزيا مشتركا بين جاد شاهين وأحمد نهلة وفرانسيس كلارك ومن إخراج جاد شاهين.

جاد شاهين مخرج مصري بدأ دراسة الإخراج السينمائي في المعهد العالي للسينما عام 2018 بعد أن درس الإعلام. عمل في بداياته مع المخرج المصري الكبير يسري نصر الله كمساعد مخرج قبل أن يبدأ في عمل فيلمه القصير الترعة The Call Of The Brook والذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في قسمLA CINEF.

 

####

 

سوق الأفلام يحقق نسبة مشاركة قياسية في «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حقق سوق الأفلام، وهو المنصة التجارية لمهرجان كان السينمائي، "مشاركة قياسية" هذا العام مع حضور أكثر من 14 ألف مهني معتمد.

وكان الحدث الذي أسس في العام 1959 ليكون بمثابة ملتقى للمنتجين والموزعين والمصدرين والمستوردين، افتُتح الثلاثاء الماضي تزامنا مع انطلاق مهرجان كان واختُتم أمس الأربعاء.

قال المدير المفوض للسوق غيّوم اسميول إن "السوق حطم رقماً قياسياً هذا العام لناحية الحضور، إذ سُجّل مجيء أكثر من 14 ألف مهني مُعتمد من أكثر من 120 دولة، محطّماً بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 12500 شخص للعام 2019".

وأضاف "تجاوزنا الأرقام التي كانت تُسجّل قبل جائحة كوفيد-19، وهذا مؤشر ممتاز".

وكان السوق استقبل في العام الماضي حوالى 12 ألف مهني.

وأشار أسميول إلى أنّ هذه الزيادة في عدد الحضور تعود إلى "ارتفاع في عدد المهنيين الذين أتوا من آسيا وإفريقيا"، لافتاً إلى "عودة مهنيين من دول كالمغرب وجنوب إفريقيا"، في حين أن الهند التي كانت ضيف شرف في العام الفائت، "عززت مشاركتها بشكل أكبر".

وكانت إسبانيا ضيف الشرف هذا العام مع حضور أكثر من 500 مهني منها، واستفادت تالياً "من ظهور كبير بفضل سلسلة من العروض التقديمية المميزة للأعمال أو المشاريع".

ولم يعلن أسميول عن اسم الدولة التي ستكون ضيف شرف في سوق الأفلام عام 2024، مشيراً فقط إلى أنها ستكون "دولة أوروبية" أيضاً.

 

####

 

فيلم «عيسى» يفوز بجائزة رايل الذهبية في «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

فاز الفيلم المصري القصير «عيسى» للمخرج مراد مصطفى بجائزة «رايل الذهبية» وذلك في إطار منافسته بمسابقة أسبوع النقاد والتي تنطلق ضمن فعاليات الدورة الـ 76 من مهرجان كان السينمائي.

وتُمنح هذه الجائزة لأفضل فيلم قصير في مسابقة أسبوع النقاد بمهرجان كان السينمائي، وذلك بعد تصويت لجنة تحكيم خاصة مكونة من مئة عضو وناقد سينمائي، ويعد من أشهر المخرجين الذين حصلوا على هذه الجائزة المرموقة من قبل هم المخرج المكسيكي «اليخاندرو جونزاليس إناريتو» والمخرجة الفرنسية "جوليا دوكورنو".

كما اختار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فيلم «عيسى» للمنافسة في مسابقة الأفلام القصيرة وذلك في الدورة الـ 45 من المهرجان والمقرر إقامتها في الفترة ما بين 15 وحتى 24 نوفمبر هذا العام.

ويتتبع الفيلم القصير قصة عيسى، وهو مهاجر أفريقي في مصر يبلغ من العمر 17 عامًا، يحاول أن يسابق الوقت بعد حادث عنيف لإنقاذ أحبائه مهما كلفه الأمر.

ويقوم ببطولة الفيلم كيني مارسيلينو وكنزي محمد، مدير تصوير مصطفى الكاشف، مونتاج محمد ممدوح، سيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف، ومن إخراج مراد مصطفى.

 

####

 

«خطوط النمر» الجائزة الكبرى و«إن شاء الله ولد» جائزة التوزيع

القائمة الكاملة لجوائز «أسبوع النقاد» في «كان السينمائي الـ 76»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

برئاسة المخرجة الفرنسية أودري ديوان، سلمت لجنة تحكيم أسبوع النقاد الثاني والستين في مهرجان كان السينمائي السادس والسبعين الجائزة الكبرى لعام 2023 إلى فيلم (Tiger Stripes ـ خطوط النمر) للمخرجة الماليزية أماندا نيل أو.

ومنحت جائزة لجنة تحكيم اللمسة الفرنسية إلى فيلم ( It’s Raining in the House ـ إنها تمطر في المنزل) وهو أول فيلم روائي طويل لفنانة بالوما سيرمون داي البلجيكية.

وحصد جائزة النجم الصاعد الشاب يوفان جينيتش عن أدائه في فيلم ( Lost Country ـ البلد المفقود)، ومن بين الجوائز التي تم توزيعها من قبل شركاء أسبوع النقاد جائزة مؤسسة جان للتوزيع، والتي تم منحها إلى فيلم (إن شاء الله ولد) للمخرج الأردني أمجد الرشيد، في حين حصلت الفرنسية إيريس كالتنباك على جائزة SACD لفيلم Rapture

وفيما يلي القائمة الكاملة للفائزين بالجوائز:

** الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد

خطوط النمر - أماندا نيل أو (ماليزيا / تايوان / سنغافورة / فرنسا / ألمانيا / هولندا / إندونيسيا)

** جائزة لجنة تحكيم اللمسة الفرنسية

إنها تمطر في المنزل - بالوما سيرمون داي (بلجيكا / فرنسا)

** جائزة النجم الصاعد لمؤسسة لويس روديرير

يوفان جينيتش - البلد المفقود [+] (صربيا / فرنسا / كرواتيا / لوكسمبورغ)

** جائزة ليتز سينما ديسكفري للفيلم القصير

بوليرو - نان لابورد-جوردا (فرنسا / إيطاليا)

** جائزة SACD

إيريس كالتنباك - كاتب ومخرج The Rapture (فرنسا)

** جائزة مؤسسة جان للتوزيع

إن شاء الله ولد - أمجد الرشيد (الأردن / المملكة العربية السعودية / قطر / فرنسا)

** جائزة كانال + للفيلم القصير

بوليرو - نان لابورد-جورده

 

####

 

«البحر الأحمر السينمائي» يحتفي بفوز «إن شاء الله ولد»  بجائزة النقاد في «مهرجان كان»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

احتفى «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» بفوز فيلم «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد الرشيد، بجائزة التوزيع من مؤسسة جان «Prix Fondation Aan à la Diffusion»، بعد منافسته في أسبوع النقاد في الدورة الـ76 من «مهرجان كان السينمائي الدولي».

وأشار المهرجان إلى أن الفيلم بدأ رحلته ضمن برنامج«لودج البحر الأحمر»، وتطوّر ليفوز بمنحة دعم من«صندوق البحر الأحمر»، قبل أن يُشارك في «مهرجان كان السينمائي 76» ويحصد جائزة التوزيع من مؤسسة جان «Prix Fondation Aan à la Diffusion».

ونشر حساب المهرجان في منصة «تويتر» مجموعة من الصور للفيلم، وأرفقها بتعليق: «فخورين بفيلم «إن شاء الله ولد» للمخرج الأردني أمجد الرشيد لفوزه بجائزة التوزيع من مؤسسة جان «Prix Fondation Aan à la Diffusion»، بعد منافسته في أسبوع النقاد بمهرجان كان».

وأضاف: «بدأ الفيلم رحلته ضمن برنامجلودج البحر الأحمر، وتطوّر ليفوز بمنحة دعم منصندوق البحر الأحمر».

وأختتم: «تهانينا للفريق بأكمله على هذا الإنجاز الرائع، ومن نجاح إلى نجاح».

 

####

 

«زينب وكريم» تضع المغرب ضمن لائحة الفائزين ..المخرجات تسيطر على جوائز مسابقة الأفلام القصيرة والسينيف في «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

أعلنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة والسينيف، برئاسة إلديكو إنيدي، عن جوائز نسختها الـ 26، وذلك بمنح 3 جوائز لعام 2023 خلال حفل في مسرح بونويل، وجاءت كما يلي :

** الجائزة الأولى

فيلم NORWEGIAN OFFSPRING / للمخرجة مارلين إميلي لينجستاد، الدنمارك

** الجائزة الثانية

فيلم HOLE / للمخرجة هايين هوانغ

الأكاديمية الكورية للفنون السينمائية، كوريا الجنوبية

** الجائزة الثالثة

فيلم AYYUR / للمخرجة زينب وكريم، المغرب

 

####

 

ينافس في مسابقة «نظرة ما» بـ «كان السينمائي» «كذب أبيض» لأسماء المدير.. يفتح الجرح العميق لـ «ثورة الخبز» المغربية

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

شاهد جمهور مهرجان كان السينمائي أمس الأربعاء فيلم "كذب أبيض" للمخرجة المغربية أسماء المدير، التي اختارت "الحفر في الذات كأفضل طريقة للخوض في السياسة"، وحظي هذا العمل بمتابعة كبيرة في هذا العرس السينمائي العالمي، والذي عادت فيه المدير إلى الأحداث الأليمة لسنة 1981 بالدار البيضاء، المعروفة بـ"ثورة الخبز". وقتل فيها عدد من المتظاهرين رميا بالرصاص أو اختناقاً في المعتقلات.

يبدأ فيلم "كذب أبيض" بالأجواء الاحتفالية التي تسود في ليلة القدر بالمغرب، وتخصص للأطفال فيها طقوس من البهجة. فالبنات يركبن على ما يعرف بـ"العمارية" التي تحمل عليها العروس في حفلات الزفاف، والأولاد يركبون الخيول، لكن الفتيات اللواتي لا يملكن آباؤهن الإمكانيات لأجل ذلك، يكتفين بصنع العرائس والمجسمات في بيوتهن بمساعدة أسرهن.

وهذا كان حال بطلة الفيلم المخرجة نفسها أسماء المدير. لكنها تعود، في لحظة من اللحظات، لهذه المجسمات، لتحفر، بلمسة إبداعية، في الذاكرة الجمعية الأليمة للمغاربة، وتحكي للجمهور عبرها انتفاضة 1981 التي قتل فيها العشرات حسب السلطات والمئات حسب المعارضة، نعاهم وزير الداخلية، حينها، إدريس البصري الذي كان يعتبر "الرجل القوي" في عهد الراحل الحسن الثاني، بتهكم بـ"شهداء كوميرا". و"الكوميرة" تطلق على الخبز الفرنسي المعروف "لباكيط".

وبأسلوب متميز، رسمت سينمائياً مرحلة سوداء من تاريخ المغرب الحديث. وهذا النبش الطفولي في الذاكرة، ساهم فيه الوالد من البداية حتى النهاية، الذي كان حضوره يعني الشيء الكثير، ويجسد تلك الخصوصية الموجودة في علاقة الابنة مع الأب، إضافة إلى جدتها التي تراقب كل شيء كـ"المخزن"، المفهوم السلطوي والتقليدي للسلطة في المملكة.

ويظهر الفيلم تعطش عائلات الضحايا لمعرفة مصير أبنائها. فـ"المقابر حفرت والحقيقة طمست" وغيرها من الشعارات التي كانت ترفع، للمطالبة بمعرفة ما حصل. كل ذلك على إيقاع "ناس الغيوان" إحدى المجموعات الغنائية الملتزمة التي كانت تعد وقتها لسان حال شعب مقهور، ودون أن يوجه الفيلم المسؤولية لهذه الجهة أو تلك، فيما كانت الجدة تحرص على بقاء صورة ملك البلاد حينها الحسن الثاني معلقة في البيت، وكثيرا ما تقوم بتقبيلها.

وكان المغرب فتح هذا الجرح العميق في الذاكرة الجمعية للبلاد في 2016 عبر "هيئة الإنصاف والمصالحة"، وخصص لضحايا هذه الأحداث مقبرة رسمية في إطار وصايا نفس الهيئة، التي شددت على حفظ ذاكرة الاعتقال والقمع والتضييق على الحريات لضمان عدم تكرارها.

ويسجل المغرب حضوراً مهماً في هذه الدورة الـ 76، اعتبر قياسياً مقارنة مع مشاركاته في النسخ السابقة، حيث يشارك بأربعة أفلام اثنان منها في "نظرة ما".

 

####

 

الفائز فيلمها القصير بجائزة «مهرجان كان» ..

المغربية زينب واكريم : أحلم بتطوير السينما الأمازيغية

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

تمثل المخرجة الشابة زينب واكريم، التي شاركت في مسابقة مدراس السينما في مهرجان كان السينمائي الـ 76، وفازت بجائزة عن فيلمها القصير "أيور"، الوجه الجديد لمستقبل السينما المغربية، ولم يأت اختيار فيلمها من فراغ بل نتيجة عمل جاد.

وتؤكد خريجة أحد المعاهد السينمائية المعروفة في مراكش، أن طموحاتها لا تتوقف، فهي تسعى لتطوير ذاتها، والاشتغال أكثر فأكثر، وسينكب مستقبلا جانب كبير من اهتمام هذه "السوسية"، منطقة أمازيغية بالمغرب، على السينما بهذه اللغة، لأنها تعني لها الشيء الكثير، وترى فيها غدها السينمائي.

المزيد حول التجربة السينمائية الحديثة لزينب واكريم وتطلعاتها الفنية، في حوارها التالي مع موقع فرانس 24..

** لماذا "أيور" اسما وفكرة؟ وما سبب اختيار هذا العنوان؟

ـ عندما كنت أتابع دراستي السينمائية بمراكش كانت لدينا طبعا تمارين ووورش، وكأي طالب كنت أحضر لتزكية مواد الامتحان. وبموازاة ذلك كنت أقوم بأبحاث في إطار مجهود شخصي. اشتغلت على عدد من المشاريع وفي نفس الوقت بحثت في مفاهيم سينمائية، كان بينها مفهوم "كينوبراز" الذي خلف لدي أثر كبير، وهو للمخرج الروسي أندريه تاركوفسكي. وحاولت تطبيقه. كما أنه بفضل مداخلة لمختص في تاريخ السينما، اكتشفت فيلماً للمخرجة الإيرانية فروغ فروخزاد، هو فيلم شاعري وإنساني جدا، استلهمت منه الفكرة، و"أيور" (اسم باللغة الأمازيغية يعني النور) واخترته لأنه جذاب، ويثير الفضول لدى الآخرين.

** هل فكرة المرض التي اخترتها كموضوع للفيلم حدث يستحق تناوله سينمائيا ولماذا؟

ـ هناك مواضيع أخرى تستحق أن تكون في أفلام سينمائية. أما بالنسبة لموضوع "أطفال القمر"، بصراحة، إن فيلما واحدا لا يكفي لإيصال الرسالة. إن كان هناك ناس آخرون أرادوا الانخراط في هذا الموضوع، ولهم أفكار مغايرة، ولديهم وجهات نظر أخرى، لم لا...يعجبني كثيرا اكتشاف أعمال جديدة. وهناك مواضيع كثيرة أخرى تستحق أيضا أن نتطرق إليها في أفلام سينمائية.

** هل التفكير في الإخراج أمازيغيا يحتاج لشروط مغايرة لما هو متوفر حاليا؟

ـ صراحة، عندما فكرت في الإخراج بالأمازيغية، كان الأمر صعبا إلى حد ما. لأني لا أتقن فعلا اللغة الأمازيغية على الرغم من أني أمازيغية، وأنحذر من منطقة تافراوت الأمازيغية بمنطقة سوس، ووالدتي من آيت باها، يعني أني سوسية مئة بالمئة. كبرت مع جدي وجدتي، كنت أتحدث معهما بها لكن عندما توفيا لم أعد أتكلمها. لذلك، طلبت المساعدة من أصدقاء يتحدثون في بيوتهم بالأمازيغية في ترجمة مقاطع للمخرج فاروق زاده، وفعلا نجحنا في ذلك، وكان هذا مكسبا كبيرا بالنسبة لي. أتمنى أن يكون هناك توازن بين الأفلام المتحدثة بالعامية والأمازيغية...هناك أفلام كثيرة بالدارجة، لكن الأفلام الأمازيغية لاتزال قليلة. وفي السينما مثلا لم أر بعد فيلما أمازيغيا. في كل الحالات، بالأمازيغية أو العامية تبقى هذه الأعمال مغربية.

** كيف كان شعورك باختيار فيلمك ضمن إحدى مسابقات كان؟

كانت مفاجأة رائعة. اختياري في المسابقة، كان بعد حصولي على دبلوم نهاية دراستي السينمائية. يمكن أن أسميها بداية أخرى بالنسبة لطالبة مبتدئة في مرحلة كانت ترادوني فيها مجموعة من الأسئلة. كأي شخص مبتدئ يضع رجليه لأول مرة في الميدان، يتساءل إن كان قادرا على صنع اسم لنفسه فيه، وهل لدي المؤهلات لفرض نفسي كمخرجة أو مخرجة في المستقبل... وكأن مهرجان كان أكد لي أنها فعلا انطلاقة. وهذا الفيلم يبقى تمرينا مدرسيا، اشتغلت عليه بشكل جيد، وأعطى نتيجة طيبة، وأنا سعيدة بالجائزة التي حصلت عليها.

** ما هو الفيلم الذي تحلمين يوما بإنجازه؟

ـ ليس هناك فيلم بحد ذاته أحلم بإنجازه يوما. ما أتمناه أن أخرج أفلاما تكون في متناول الجميع مهما كان العمر والفئة. يشاهده الكبير والصغير، ويمكن أن يفيد الأخير في حياته، في تجاربه وفي مستقبله. وأفكر أيضاً أن أطور السينما الأمازيغية وأشتغل عليها بدورها، لأنها تبقى بالنسبة لي مشروع المستقبل.

 

موقع "سينماتوغراف" في

25.05.2023

 
 
 
 
 

«حيز الاهتمام» لجوناثان غليزر: أن تبني جنتك على أجساد الآخرين

نسرين سيد أحمد

كان ـ «القدس العربي»: في مشهد في نحو منتصف فيلم «حيز الاهتمام» للمخرج البريطاني جوناثان غليزر، المشارك في مهرجان كان في دورته السادسة والسبعين 16 إلى 27 مايو/أيار الجاري)، نرى طفلا مستلقيا على فراشه في غرفة أطفال ذات ألوان زاهية. يلهو الطفل قليلا بلعبه قبل أن يخلد إلى النوم. أما ما يلهو به فهو أسنان بشرية ذهبية، اقتلعت من فم يهود قتلوا في المحرقة، تحديدا في معسكر أوشفيتز، حيث يعمل والده. أن تصبح الفظائع مجرد عمل اعتيادي لا يرى ولا يبعث على التقزز ولا الألم، ولا حتى مجرد التفكير، بل أن يصبح ما تبقى من رفات القتلى مجرد لعبة يتسلى بها الأطفال قبل نومهم، تلك هي أجواء فيلم جوناثان غليزر الذي يجمد الدماء في الأوصال.

تناول الكثير من الأفلام الروائية والوثائقية محرقة النازية، ولكن حفنة صغيرة منها تخلد في ذاكرتنا على أنها الأكثر رعبا والأشد تأثيرا، من بينها «شوا» لكلود لانزمان و»ابن شاؤول» للمجري لازلو نيميش. ويمكننا أن نضم «حيز الاهتمام» لهذه القائمة للأفلام الأكثر إيلاما. الذعر الذي نراه في «حيز اهتمام» لا يتمثل في التنكيل بالضحايا، ولا في الساعات الأخيرة في حياتهم قبل اقتيادهم لغرف الغاز. في واقع الحال، نحن لا نرى ضحايا المعتقل على الإطلاق. هم غائبون تماما عن الفيلم، وما نراه منهم لا يعدو دخان المحرقة الذي يبدو من بعيد. الذعر في الفيلم هو اعتيادية الأمر، وكونه مجرد عمل ومهمة أوكل بها ضابط ويجب أن يؤديها بكفاءة كما لو كانت أي عمل آخر. ترى كيف يمكن لبشر أن يبيد بشرا آخرين، وأن يحيا حياة أسرية عادية، يلهو فيها مع صغاره، ويفكر في عطلة على البحر في إيطاليا. هذا ما نراه في الفيلم. يصبح التفكير في تصميم جديد للأفران، تتسع للمزيد من آلاف «القطع»، كما يشار لضحايا المحرقة في الفيلم، وللتخلص من الرماد المتبقي بكفاءة مجرد هم عمل كأي عمل آخر ينقضي بمجرد انتهاء ساعات العمل والعودة إلى المنزل. الضابط الموكل بإيجاد طريقة أكثر كفاءة للتخلص من اليهود، أو «القطع»، بتجريدهم من بشريتهم، وهو أحد سبل التعامل مع الأمر باعتيادية، هو رودولف هوس (كريستيان فريدل) الضابط الألماني المكلف بالإشراف على معسكر أوشفيتز.

في منزل أنيق من طابقين ذي حديقة غناء على أعتاب معسكر أوشفيتز يعيش هوس مع زوجته وأطفاله، منزل كبير ذو ألوان بهيجة وأثاث أنيق يعكس ذوقا عاليا في التجهيز. يقوم على خدمة الأسرة عدد من الخدم ومربيات الأطفال. هذا المنزل هو حلم أي أسرة بورجوازية ذات تطلع وطموح، وهذا المنزل هو حيث تدور أحداث الفيلم، ولا نرى من المحرقة إلا دخانها الذي يلوح من بعيد. إنه منزل تحيط به حديقة فسيحة، أشرفت على تنسيقها زوجة هوس، فقسمتها جزءا للزهور ونباتات الزينة، وجزءا للأعشاب التي تستخدم في المطبخ، وهناك مسبح، ومنطقة للعب الأطفال، ومنطقة للحفلات، حيث تتجمع زوجات الضباط وأطفالهم لتناول الحلوى وتجاذب أطراف الحديث، لا مؤشر في هذه الحديقة الغناء على وجود أوشفيتز إلا السور العالي الذي تحيطه الأسلاك الشائكة. رودولف هوس ليس شخصية من ابتداع الخيال، بل شخصية حقيقية، إنه ليس قائد أوشفيتز فحسب، بل لعب دورا كبيرا في تصميم وتطوير آلية الموت في المعسكر، بل تمت الاستعانة به في تطوير كفاءة معسكرات الاعتقال النازية الأخرى. الفيلم مبني على أحداث تاريخية واقعية مثبتة، ومقتبس أيضا من رواية الكاتب البريطاني مارتن أيميس بالعنوان نفسه.

على الرغم من أصوات إطلاق النار التي تترامى إلى المسامع من بعيد، وعلى الرغم من أصوات الأنين والتأوه المقبلة من بعيد، لا تتعامل أسرة هوس مع الأمر على أن من يعذبون أو يقتلون بشر مثلهم. هم مجرد جزء من عمل رب الأسرة، لا علاقة له بما يدور في المنزل الهادئ، بل إننا نرى في مشهد من الفيلم هيدويغ، زوجة هوس (ساندرا هولر في أداء متميز)، تجرب معطفا من فراء المنك وقلم أحمر شفاه كانا لامرأة يهودية قتلت في المحرقة، دون أي شعور بالذنب! بأن ما ترتديه كان لشخص فقد حياته غدرا. ما يثير فينا الذعر حقا هو أن هيدويغ ربة منزل من الطراز الرفيع حقا، تشرف على المنزل وتربية الأطفال وعلى الحديقة الشاسعة بدقة شديدة، وتفخر بمنجزها، حتى أننا نجفل فزعا حين نراها تلقب نفسها بـ»ملكة أوشفيتز». هي امرأة تهنأ باستقرارها المنزلي، بل إن أمها التي تأتي لزيارتها تخبرها أن ما أنجزته في منزلها وفي حديقتها هو الجنة. هي امرأة صمّت أذنيها وأغلقت عينيها تماما عما يجري في المعتقل الذي يبعد خطوات عنها، ولا ترى سوى حديقتها ومنزلها. تغادر أمها المنزل فجأة، ربما لعدم تحملها لما يدور خلف الأسلاك الشائكة، ولكن هيدويغ لا ترى شيئا سوى جمال حديقتها ومنزلها. الأمر الأكثر إثارة للذعر والفزع في الفيلم، ليس حالة الإنكار التي تعيشها أسرة هوس، بل انتفاء هذا الإنكار. الإنكار يعني وجود إحساس دفين بالذنب أو الألم يتعامى المرء عنه ليواصل حياته. ولكن هذا الإحساس بالذنب منتفِ تماما في الفيلم. هي أسرة تعيش رغد العيش، ولا يعكر صفوها شعور بالذنب أو الألم. ربما يجعلنا الأمر نفكر في ذواتنا أيضا، فربما نحن لسنا مسؤولين بصورة مباشرة عن كثير من المآسي والمظالم في العالم، ولكننا أيضا نواصل حياتنا دون الشعور بالذنب على هؤلاء الضحايا.

موسيقى الفيلم للبريطاني ميكا ليفي، تزيد من أجواء الفيلم الخانقة.. هي موسيقى أشبه بالأنين أو توجع إنسان معذب. تأتي هذه الموسيقى مع مشاهد الحديقة الغناء والبيت الفسيح، فتزيد من إحساسنا بالذعر، وتؤكد مدى تناقض هذه الجنة الصغيرة مع ما يدور على الجانب الآخر من السور.

 

القدس العربي اللندنية في

25.05.2023

 
 
 
 
 

العرض العالمي الأول لفيلم kidnapped لماركو بيلوشيو في مهرجان كان

 رسالة كان: بسنت حسن

شهد مهرجان كان السينمائي الدولي العرض العالمي الأول لفيلم «kidnapped» للمخرج الإيطالي الكبير ماركو بيلوشيو، الذي شارك في كتابة السيناريو أيضاً.

ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان، وهو فيلم إيطالي (دراما تاريخية).

وتعد هذه المشاركة، الثامنة لماركو بيلوشيو في مسابقة مهرجان كان على مدار تاريخه، إذ شارك لأول مرة في عام 1980 لتتوالى المشاركات بعدها.

ويتوقع نقاد ومتابعون حصول الفيلم على إحدى جوائز المهرجان، وحصول بطلة العمل باربرا رونتشي على جائزة أفضل ممثلة.

وأدت باربرا رونتشي في الفيلم دور الأم المكلومة التي تم انتزاع طفلها منها ومن أسرته في عمر السادسة لأن مربيته الخاصة أوعزت رجال الكنيسة بتعميد الطفل سراً دون معرفة بل ودون رغبة أسرته اليهودية المتدينة في القرن التاسع عشر.

والفيلم مأخوذ عن كتاب «il casa mortara» للكاتب الإيطالي «Daniele scaliest» ويحكي عن قصة حقيقية وقعت بالفعل في القرن التاسع عشر.

الفيلم يحكي ويوثق لقصة حقيقية وصفحات غير مشرقة في تاريخ الكنيسة ورجال الدين قبل حركة الإصلاح والتطور الذي طرأت عليها بمرور الزمن.

وكان ماركو بيلوشيو قد حصل على «سعفة كان» في عام 2021 عن مجمل أعماله وتكريماً له ولمسيرته الطويلة وعلاقته الوطيدة بالمهرجان

ومن المقرر عرض الفيلم في إيطاليا في نهاية هذا الشهر ليعرض بعد ذلك في دور العرض الفرنسية في نوفمبر المقبل.

 

الدستور المصرية في

25.05.2023

 
 
 
 
 

ليوناردو دي كابريو عن مارتن سكورسيزى:

المخرج الوحيد فى عصرنا

لميس محمد

أشاد الممثل العالمى ليوناردو دي كابريو بـ المخرج المتميز ومعلمه منذ فترة طويلة مارتن سكورسيزي بعد العرض الأول لدراما الجريمة الغربية Killers of the Flower Moon في مهرجان كان السينمائي في جنوب فرنسا.

وتحدث دي كابريو خلال مؤتمر صحفي عن الفيلم قائلا: "لقد كان مارتن قادرًا على تعريف نفسه بأنه المخرج الوحيد في عصرنا".

وفى حديثه عن شراكة المخرج الفنية مع الممثل العالمى روبرت دي نيرو، الذي يلعب أيضًا دورًا محوريًا في الفيلم، والذى يعد تعاونه الحادي عشر مع سكورسيزي، قال دي كابريو قائلا:"المستويات الفنية التي تمكنوا من تحقيقها معًا عالية جدا، وعلاقتهم ساعدتنى على التغيير، وليس هذا فقط بل كانت نموذج مهم بالنسبة لي، ولقد أثرت على الجيل بأكمله من الممثلين الذين نشأت معهم ولا مثيل له".

يجمع الفيلم النجوم ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو وليلي جلادستون، ويحكى الفيلم قصة واقعية عن الجشع والقتل، ويجسد فيه ليوناردو دي كابريو وليلي جلادستون دور محققين في جريمة قتل تضمنت مقتل أفراد من قبيلة أوسيدج في أوكلاهوما.

ويمثل الفيلم التعاون السابع بين دي كابريو وسكورسيزي، ويشارك في بطولة الفيلم الذي تبلغ مدته 156 دقيقة جيسي بليمونز وجون ليثجو وأفضل ممثل حائز على جائزة الأوسكار بريندان فريزر، وتبلغ ميزانيته 200 مليون دولار.

 

اليوم السابع المصرية في

25.05.2023

 
 
 
 
 

سينمائيون سعوديون يناقشون مستقبل صناعة السينما في المملكة

الندوة ناقشت ترسيخ نهج صناعة السينما لتلبية متطلبات السوق المحلية والعمل على تصدير السينما السعودية إلى الخارج.

كان (فرنسا)شارك مركز الملك عبدالعزيز للثقافة العالمية “إثراء” في ندوة فكرية نظمت في جناح المملكة العربية السعودية في مهرجان كان السينمائي تحت إشراف هيئة الأفلام، ناقش خلالها المحاضرون مستقبل صناعة السينما المحلية في ضوء تعزيز المواهب ودعمها.

وجاءت الندوة تحت عنوان “السعودية وجهة صناعة الأفلام”، وشارك فيها ماجد زهير السمان مخرج العروض والمشاهد، وزينب أبوالسمح مديرة أكاديمية وأستوديو “أم بي سي”، وشارلين جونز ممثلة لـ”فيلم العلا” وفاطمة البابطين مديرة تطوير الأعمال في الصندوق الثقافي السعودي.

وناقشت الندوة التغيرات في السينما من حيث تمكين المنتجين وزيادة جودة اللقطات، وترسيخ نهج صناعة السينما لتلبية متطلبات السوق المحلية والعمل على تصدير السينما السعودية إلى الخارج، كإرث سينمائي يمكن أن يشكل ذاكرة تاريخية تساهم في زيادة الإسهامات المرئية في المستقبل وتؤدي إلى حركة أفلام تحتوي على العديد من الأعمال المستهدفة التي تمر بمراحل، بما في ذلك التمويل والإنتاج وما بعد الإنتاج.

المشاركون في المؤتمر يرون أن مستقبل صناعة السينما المرتبط بالعوائد المالية أصبح يصنف ضمن التنمية المستدامة

وكشف السمان في الاجتماع عن برنامج “إثراء” لدعم الأفلام وما يهدف إليه لتشجيع منتجي الأفلام السعوديين على ترويج إنتاجهم عالميا، تماشيا مع رؤية “إثراء” لتطوير السينما. كما أعلن عن تمديد فترة التسجيل في مسابقة “إثراء للأفلام” حتى بداية أغسطس 2023 حيث سيتم تمويل الأفلام التي تستوفي المعايير المحددة بإشراف لجنة من قبل خبراء وخبراء محليين ودوليين.

وأوضح أن مركز “إثراء” يقدم الدعم بناء على مهمته في دعم المواهب، حيث يجسد المشهد السينمائي قيمة استثنائية من نوعها، مشيرا إلى تقديم “فرص واعدة لمنتجي الأفلام المتحمسين والموهوبين، لأننا منتجو أفلام ولسنا مستهلكين وحسب. ما شهدته المهرجانات التي أقيمت محليًا هي الأفلام التي انطلقت وحصدت العديد من الجوائز محليًا لتشق طريقها عالميًا”. واستعرض دور برنامج “إثراء” السينمائي الذي يدعم الأفلام الروائية ويعمل على تمويلها.

وقال المشاركون في المؤتمر إن مستقبل صناعة السينما المرتبط بالعوائد المالية أصبح يصنف ضمن التنمية المستدامة. ورأت أبوالسمح أن صناعة السينما بحاجة إلى مجتمع داعم وتدريب مستمر للوصول إلى المسار الصحيح، وهي أيضا بحاجة إلى المزيد من التميز للتحرك نحو تحقيق موقع معروف على خريطة العالم.

من جانبها أوضحت البابطين أن التعاون والتآزر يلعبان دورًا في تحقيق هدف الفيلم، حيث أن التكامل ما هو إلا آلية تخدم صناعة السينما. وفي محاولة لتقديم حلول شاملة ونتائج واعدة وفعالة قالت جونز إن الندوة السينمائية تؤكد مبدأ الجهود التشاركية الهادفة إلى تنمية المواهب الإبداعية مما يرفع من مستوى جذب المهتمين بصناعة السينما العالمية محليا.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج “إثراء” لدعم الأفلام يتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث يخدم البرنامج التنوع في عالم الأعمال. وأنتج البرنامج أكثر من 20 فيلمًا، منها 15 فيلمًا حازت على جوائز محلية وإقليمية ودولية. وتم عرض إنجازات إثراء في 17 مهرجانًا دوليًا، وعرض 5 منها على موقع منصة نتفليكس.

 

####

 

سوق الأفلام في مهرجان كان تحقق مشاركة قياسية

سوق الأفلام لا يمكنها التصدّي للتراجع الذي يشهده إنتاج الأفلام أو نسب ارتياد دور السينما في بعض البلدان.

كان (فرنسا)حققت سوق الأفلام، وهي المنصة التجارية لمهرجان كان السينمائي، “مشاركة قياسية” هذا العام مع حضور أكثر من 14 ألف مهني معتمد. وكان الحدث الذي أسس في العام 1959 ليكون بمثابة ملتقى للمنتجين والموزعين والمصدرين والمستوردين، افتُتح الثلاثاء الماضي تزامنا مع انطلاق مهرجان كان واختُتم الأربعاء.

وقال المدير المفوض للسوق غيّوم اسميول إن "السوق حطمت رقما قياسيا هذا العام لناحية الحضور، إذ سُجّل مجيء أكثر من 14 ألف مهني مُعتمد من أكثر من 120 دولة، محطّمة بذلك الرقم القياسي السابق البالغ 12 ألفا و500 شخص للعام 2019". وأضاف “تجاوزنا الأرقام التي كانت تُسجّل قبل جائحة كوفيد - 19، وهذا مؤشر ممتاز".

السوق السينمائية حطمت رقما قياسيا هذا العام لناحية الحضور

وكانت السوق استقبلت في العام الفائت حوالي 12 ألف مهني. وأشار اسميول إلى أنّ هذه الزيادة في عدد الحضور تعود إلى "ارتفاع في عدد المهنيين الذين أتوا من آسيا وأفريقيا”، لافتاً إلى "عودة مهنيين من دول كالمغرب وجنوب أفريقيا”، في حين أن الهند التي كانت ضيف شرف في العام الفائت "عززت مشاركتها بشكل أكبر".

وكانت إسبانيا ضيف الشرف هذا العام مع حضور أكثر من 500 مهني منها، واستفادت تاليا "من ظهور كبير بفضل سلسلة من العروض التقديمية المميزة للأعمال أو المشاريع".

وأكّد إسميول أنّ سوق الأفلام "لا يمكنها التصدّي للتراجع الذي يشهده إنتاج الأفلام أو نسب ارتياد دور السينما" في بعض البلدان، ولكنّها على غرار إسبانيا "تجعل من الممكن اجتذاب أعمال مستقبلية وإيجاد فرص عمل".

ولم يعلن إسميول عن اسم الدولة التي ستكون ضيف شرف في سوق الأفلام عام 2024، مشيرا فقط إلى أنها ستكون "دولة أوروبية" أيضا. يذكر أنه على غرار السنوات الماضية، أقيمت النسخة السادسة والسبعون من مهرجان كان وسط إجراءات أمنية مشددة، وشهدت النسخة تحركات نقابية واسعة نظمتها نقابة “سي جي تي” (الاتحاد العمالي العام) في إطار معارضتها لمشروع التقاعد الجديد في فرنسا، منها تجمع “ثابت” في باحة فندق كارلتون.

كما شهد المهرجان حركات احتجاج فردية، حيث اقتحمت امرأة ترتدي فستانا بلونَي العلم الأوكراني السجادة الحمراء الأحد الماضي، ثم سكبت على نفسها سائلاً أحمر مشابها للدماء، قبل أن يُخرجها رجال الأمن من المكان.

وسبق لهذه الناشطة أن اقتحمت عارية الصدر سجادة كان الحمراء في العام 2022 وغطّت القسم العلوي من جسمها بلوني العلم الأوكراني مع عبارة “توقفوا عن اغتصابنا”.

 

####

 

"آيات أرضية" فيلم عن الوجه العبثي للنظام الإيراني

شريط سينمائي يصور كابوس القمع الذي يعيشه الشباب الإيرانيون.

لأنه يقمعهم ويطاردهم في كل مكان، يصور المخرجون الإيرانيون النظام في أعمالهم، ليصفوا للعالم الخارجي مدى بشاعته وقدرته على التنكيل بهم، وتصبح أفلامهم صوتا يرتفع إلى جانب أصوات المحتجين، معلنا رفضه لطريقة عمل النظام العبثي.

كان (فرنسا)يسعى المخرجَان الإيرانيَّان علي أصغري وعلي رضا خاتمي من خلال فيلم “آيات أرضية” الذي عُرض في مهرجان كان السينمائي لإبراز عبثية النظام القائم في طهران، عبر سرد تجارب مواطنين عاديين في التعامل معه خلال حياتهم اليومية.

ويأتي هذا الفيلم الذي لفت انتباه الجمهور والنقاد، ليكون واحدا من عدد كبير من الأفلام التي ينتجها إيرانيون منذ سنوات، ليكشفوا بها الجانب المظلم للنظام الإيراني والفظائع التي يمارسها في حق الإيرانيين وكل من يعارضونه وينتقدون سياساته المجحفة.

ويقول أصغري عن فيلم “آيات أرضية” الذي اختير بين الأفلام المتنافسة ضمن فئة “نظرة ما” إنّ “الجميع يقولون لنا إنّ أسلوب عملنا يُذّكر بأسلوب الكاتب كافكا”، وهو رائد الكتابة الكابوسية، ويعدّ أحد أفضل الأدباء الألمان في فن الرواية والقصة القصيرة وتُصنّف أعماله بكونها واقعيّة عجائبية.

الفيلم عبارة عن عمل فلسفي يحوم حول طريقة اشتغال النظام أكثر منه تجسيدا للوضع السياسي في البلاد

ويمارس النظام الإيراني دكتاتوريته تجاه السينما والسينمائيين الإيرانيين، حيث يفرض رقابة مشددة على المواضيع والقضايا التي تتناولها الأعمال السينمائية، ولا يكف الأمن الإيراني عن ملاحقة السينمائيين المعارضين لنظام الحكم في البلاد وحتى المسؤولين الرسميين أنفسهم، الذين يحتفون دوما بالإنجازات العالمية التي تحققها أفلام المخرجين المقموعين، الذين يذوقون مرارة السجن والإقامة الجبرية والتهديد والمنع من السفر والنفي طوعاً أو اضطرارا.

وكان تصوير “آيات أرضية” انطلق في طهران قبل أسبوعين من اندلاع الحركة الاحتجاجية التي تلت وفاة مهسا أميني في منتصف سبتمبر. وبعد تصوير ثلاثة مشاهد من العمل، أوقف المخرجان أعمال التصوير في خضم الاحتجاجات.

ويقول خاتمي "كان من المحزن جداً أن نرى فكرة الفيلم تتجسّد فعليا في الشوارع، فسرد قصص الأشخاص أتى في وقت مناسب جداً". وعلى شكل “قصص قصيرة” وبأسلوب لا يخلو من الفكاهة، تُظهر مشاهد الفيلم مواطنين إيرانيين كلّ واحد منهم في مكان ثابت، فيما يسمع المُشاهد صوت مَن يحاورونهم فقط من دون رؤية وجوههم.

ويقول أصغري "كان من المهم ألا يظهر وجه المُحاور، وكأنّه شخص واحد في مختلف الحالات، ونظام واحد". ومن بين ما تُظهره مشاهد الفيلم، رجل يذهب لتسجيل اسم مولودته الجديدة، ووالدة برفقة ابنتها داخل متجر لبيع الملابس، وشابة تجري مقابلة عمل، وسيدة تبحث عن كلبها المفقود في مركز للشرطة.

وسرعان ما تظهر في المَشاهد التي تبدو عادية في البداية، عبثية واضحة. وتُقابَل خطوة رجل يرغب في تسمية ابنه ديفيد بالرفض "لأنّ الاسم أوروبي لا إيراني". ويقول له الموظف في دائرة النفوس “لماذا لا تسمّيه داوود؟".

وتصبح فتاة تبحث عن عمل ضحية لتحرش جنسي، فيما يواجه رجل يبحث بدوره عن عمل أسئلة كثيرة للتأكّد من أنه متديّن. وفي أحد المشاهد، تُوَبَّخ سيدة تبحث عن كلبها الضائع على أساس أنّ “الكلاب من المخلوقات النجسة”، ويقول لها عنصر من الشرطة “لماذا لا تتبنّين عصفور كناري؟".

ويرفض خاتمي القول إنّ العمل ينقل “صورا عن إيران”، ويضيف “لا نريد التظاهر بأننا نمثل روحية أمة برمّتها (…) لكنّ كل إيراني سيجد نفسه في أحد مشاهد الفيلم". ويتابع “إنّ الفيلم عبارة عن عمل فلسفي يتمحور حول طريقة عمل النظام أكثر من تجسيد للوضع السياسي في البلاد".

ونشأت فكرة الفيلم بعدما حُظر تصوير عمل كان يرغب المخرج في إنجازه. ويقول في هذا الخصوص "قلنا لأنفسنا كم كانت المحادثات التي أجريناها مع السلطات سخيفة".

علي أصغريالفيلم يستند إلى قصص حقيقية وينقل صورا عن إيران

ويظهر المشهد الأخير مخرجا يرغب في تصوير فيلم عن والدته التي تتعرض للضرب على يدي والده، فيطلب منه أحد المسؤولين "حذف" 12 صفحة من سيناريو العمل، ويقول له "لا يمكنك أن تنهي والدك في الفيلم".

ويقول خاتمي “إنّ هذا الحوار حقيقي بنسبة 95 في المئة. فمعظم السيناريوهات تستند إلى قصص حقيقية (…) وكل ما يظهر في الفيلم ليس جديدا، بل جرى تناوله بأسلوب جديد".

ويقول أصغري “لي ست شقيقات وثمة أمور تواجهها بعض الشخصيات في الفيلم استوحيتها ممّا واجهته شقيقاتي". ويعكس أحد المشاهد ما تعرضت له مهسا أميني التي توفيت بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية مخالفة قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء.

وتواجه إحدى الشخصيات في الفيلم تهديداً بالحجز على سيارتها لأنّ لقطات لكاميرات المراقبة أظهرت أنها خلعت حجابها للحظات. ويقول لها مَن يحاورها “ما أقدمتِ عليه جريمة".

وسجّلت ممثلتان في الفيلم هما صدف أصغري وفائزة راد ظهورا في مهرجان كان السينمائي الأربعاء من دون حجاب.

ومع أنّ إيران لا تزال تشهد بعض الاحتجاجات، إلا أن حدّة الانتفاضة تقلّصت. لكنّ المخرج المقيم راهناً في تورونتو يبدي رغم ذلك تفاؤلاً. ويقول إنّ “الشباب في شوارع طهران يدركون ماذا يريدون. هذه المرة الأولى في حياتي التي ينتابني فيها شعور بالأمل”.

 

العرب اللندنية في

26.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004