ملفات خاصة

 
 
 

بانيل وادما ضد الخرافات والجفاف

البلاد/ عبدالستار ناجي

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

يذهب بنا فيلم بانيل وادما الى الريف السنغالي عبر معالجة ذكية وعميقة للمخرجة الفرنسية ذات الاصول السنغالية راماتا تولاي سي والتي تقدم عملها السينمائي الاول والذي يبشر بميلاد مخرجة واعدة تمتلك حضورها .. حتى رغم الكثير من الهنات والملاحظات على ايقاع العمل، ولكننا امام معالجة ذكية لموضوعات تتناول الخرافة والجفاف والعلاقات الاجتماعية وسطوة الدين في تلك المجتمعات الريفية الافريقية الاسلامية.

أسماء العاشقين المتشابكة  بانيل وادما لها قوة غير عادية في فيلم راماتا تولاي سي التي تقدم قراءة ذكية عن اهمية الحب للصمود امام تلك العواصف الحياتية والطبيعية والجغرافية التي تحيط بالزوجين الشابين.

قصة حب وزواج في قرية في الريف السنغالي، فكم على تلك العلاقة ان تصمد وتبقي امام تأخر الانجاب واصرار ام الزوج لان يتزوج ابنها بواحدة ثانية والبطالة والجفاف وقله الحيلة والموت المتربص بالإنسان والحيوانات جراء الجفاف القاتل وغياب الامطار عن تلك السماوات المشرعة للانتظار.

 انها حكاية الجفاف والجنون وربما الانتقام الكوني وغياب الاهتمام، الحكاية المشبعة بالشمس والخرافات لفتاة أفريقية تتصارع مع القدر والتقاليد الشعبية لها بعض السوابق في فيلم المخرج رونجانو نيوني الممتاز "أنا لست ساحرة". ولكن هنا ، بينما تبدأ الصور الساطعة في التلميح بشكل متناقض إلى الظلام الزاحف ، لم يعد بإمكاننا التأكد من أن السحر ليس بالضبط ما يحدث.

انه ايقاع القرية الهادي والبطيء وملاحظات الاشياء البسيطة والذهاب الى ادق التفاصيل حيث لا شي يمهد الى الغد سوي موت جديد لبقرة او أحد الاقرباء والهجرة شبه اليومية الى المدينة.

الجميع ينتظر المطر، ولكن المطر لا يأتي. من المتوقع أن يتولى أداما ، الذي تزوج من بانيل وفقًا للعادات الإسلامية بعد وفاة شقيقه الأكبر، زوجها الأول منصب رئيس القرية لكنه يرفض الدور ، والآن يتساءل عما إذا كان تقصيره في عادات القرية قد تسبب بطريقة ما في الجفاف، ولكن إذا كانت هناك قوى خارقة للطبيعة في العمل ، فمن المرجح أن تدور حول بانيل ، التي نفهم أنها كانت مغرمة بأداما قبل زواجها من أخيه بوقت طويل ، والتي تشير طبيعتها الفخورة والغريبة إلى أنها قد تكون قادرة على أي قسوة من أجل الحصول عليها.

ماذا تريد تلك الصبية انها تسمع الكلمات تتمتم في أحلامها. الآن لم يعد يبدو وكأنه تعويذة مهدئة، بل تعويذة يائسة بشكل متزايد ، ومع بدء الأبقار في الموت في الحرارة ، تقلص جلودها إلى جلد الغزال المترب في الشمس المستمرة ، وعندما بدأ السكان المحليون في التخلي عن القرية الجافة ، كان سلوك بانيل يصبح أكثر اضطرابًا. تقتل السحالي وتلقي بهم في النار. إنها تبتعد عن الصبي الصغير (أمادو ندياي) الذي تسبب لها نية التحديق في عدم ارتياحها. تتجادل مع راسين (موسى سو) ، شقيقها التوأم المتدين. وعندما تشعر بالإحباط من تأجيل أداما لخططهم ، تسحبه إلى منازل نصف مكشوفة وتخرج مخالبه في الرمال بيديها العاريتين ، وتحثه على فعل الشيء نفسه. هل يمكن أن يكون رضاها السابق نتيجة تعويذة خاطئة؟ أو ربما ، تعويذة سارت بشكل صحيح تمامًا ، لكن الآن حان سعرها غير المتوقع؟

اسئلة كثيرة هي حصاد الخرافات في مجتمع لا يزال تحكمه الخرافة والحكايات القادمة من غابر الازمان.

فيلم المخرجة الشابة رماتا تولاي سي هو في الحقيقة حكاية صغيرة لم يتم تشكليها بشكل متكامل، ولكنها في بعض المشاهد تكون متماسكة.

 لكننا ومع ذلك امام بداية ملفتة للنظر لهذه المخرجة الشابة ، خاصة عندما تدور ، مع شعر رشيق حول التجارب الداخلية لمثل هذه المرأة الفضوليّة وغير المعروفة. لعبت دور بانيل بشكل جميل من قبل ماني التي ، حتى عندما لا نفعل ذلك ، يبدو أنها تفهم تمامًا أفراح شخصيتها وبؤسها ومضات الأنا الأنثوية الفخورة ("انظر إليه" ، تمتم في التعليق الصوتي ، "لا ، انظر إلي. ألست أنا امرأة؟ ") هو الشخص الذي سيرث الفيلم ، رغم كل احتجاجاتها على الإخلاص. ربما يتطلب الحب بين بانيل وأداما الماء ، مثله مثل الحياة. وفي زمن الجفاف، يمكن أن تذبل فقط ، مثل الجلد المخبوز لبعض الحيوانات الميتة ، لتكشف عن هيكلها العظمي الشرير تحتها.

فيلم سنغالي يستحضر الخرافة ويحلل الذوات الانسانية ومواجهة الجفاف والكثير من التقاليد التي تمثل سيطرة وهيمنة العائلة والمجتمع.

بداية موفقة لمخرجة واعدة في مسيرة السينما السنغالية والافريقية.

 

####

 

تحليل كراهية الملك هنري الثامن في كان

البلاد/ عبدالستار ناجي

فيلم بعد اخر يذهب المخرج البرازيلي ذو الاصول الجزائرية كريم عينوز الى مناطق ابداعية تكشف عن اقتداره وتميز واحترافيته السينمائية العالية، وهو في فيلمه الجديد فايربراند (العاب الملكة) يذهب الى منطقة ثرية بالأحداث والدسائس ابان فترة حكم الملك هنري الثامن الذي عرف بسمنته وعلاقته مع زوجته السادسة التي كانت تدير الحكم خلال فترة غيابة وتؤمن بالانفتاح على الديمقراطية والتغيير.

وقبل ان نذهب الى تلك التحفة السينمائية نتوقف امام أبرز الانجازات التي حققها هذا المخرج المتميز والذي قدم من ذي قبل افلام هامة ومنها (مدام ساتا) و(شمس سولي)، بالاضافة الى افلام (الجبال) و (الحياة السرية جوسامو) وغيرها.

وهو هنا يذهب بنا الى عمق التاريخ البريطاني حيث الصراع على العرش والسلطة بحضور كوكبة من النجوم، يتقدمهم النجم البريطاني جود لو الذي يدهشنا بتقمص شخصية الملك هنري السمين المريض وعلاقته مع زوجته كاثرين، نعم يدهشنا هذا النجم الرشيق الذي جسد دور الملك السمين، والذي سرق الفيلم في كل مشهد من مشاهد الفيلم بشكل شنيع باعتباره مريضًا بشكل مروع ويعبر هنري الثامن في هذه الدراما المثيرة لمحاكم تيودور والتي تعمل أيضًا كطريقة مسلية مضادة للوقائع ، مقتبسة من قبل كاتبي السيناريو جيسيكا وهنريتا أشوورث من رواية إليزابيث فريمانتل وإخراج الفيلم البرازيلي كريم عينوز.

 الأمر كله يتعلق بعلاقة الملك المتوترة مع ملكته السادسة والأخيرة ، كاثرين بار ، التي لعبت دورها بهدوء غامض ومركب وعميق أليسيا فيكاندر التي تنتقل الى مرحلة اضافية من مسيرتها السينمائية.

يدخل كريم عينوز الى حجرة نوم الملك معطرة برائحة الصديد المتدفق من ساقي هنري المتضخمة والمتقرحة بينما يغير الطبيب العربي الشهير الفارابي (قام بالدور النجم عمرو واكد) ضماداته ويتعرض للضرب والصراخ من قبل المريض الملكي. هنري هذا غاضب وغاضب. وفي إحدى المراحل ، نحصل على لقطة كاملة لمؤخرة صاحب الجلالة الشاحبة والباهتة حيث تربطه علاقات زوجية بكاثرين، ولكن هناك شيء مزعج ومسيء للغاية بشأن سلوك هنري العنيف: كره النساء والسيطرة القسرية التي راح يمارسها ضد الجميع الاصدقاء قبل الاعداء من اجل حكم سيطرته على العرش.

يشتغل كريم عينوز وبشكل مثير للاهتمام الغرابة البحتة والخلقية في بلاط هنري والتي لا يزال يأمل أن يفرض عليها إرادته من خلال عروض الموسيقى والرقص وروح الدعابة الخاصة به المتراخية ، ولكن أيضًا يغير مزاجه بشكل متقلب لإبقاء هذه الخوادم على أصابع قدميه. إنه يدرك بالطبع أن كل زيجاته كانت تحالفات سياسية مع أعداء محتملين أو فعليين ، لذلك تسمم علاقاته الزوجية بجنون العظمة منذ البداية.

كاثرين بار تحضر بشكل معقول وبارز ، بعد أن تم تعيينها وصيًا على العرش أثناء وجود الملك في فرنسا ، ولكن يشتبه على نطاق واسع في التعاطف الديني الراديكالي في الاعتراض على استخدام الكنيسة للغة اللاتينية النخبوية: يتخيل الفيلم صداقة بين كاثرين والخطيب المهرطق البروتستانتي والمثير للجدل آن أسكيو (إيرين دوهرتي) وهي بالتالي مكروهة من قبل المطران الرجعي ستيفن غاردينر (سيمون راسل بيل) ، الذي يرغب في حرقها وكشف خيانتها للملك والكنيسة.

في هذه الأثناء، عائلة سيمور، المرتبطة بوريث الملك الذكر، إدوارد، نجل الراحلة جين سيمور والمقدر للموت بإدوارد السادس في سن 15 عامًا فقط، تدور بهدوء وتوماس وإدوارد سيمور (سام رايلي وإدي مارسان) يدركون بشكل متعجرف امتيازهم الخاص. ولكن بمجرد أن تبدأ نجمة كاثرين في التلاشي، فإنها تحمل - وقد أعلن هنري بسعادة غامرة أنه من المحتمل أن يكون صبيًا. لكن هل ستنجو؟

مثل العديد من الأفلام عن هنري، يُنظر إلى عهد إليزابيث المستقبلي على أنه القوة الأنثوية التي تمنح الفعل الحالي نوعًا من المعنى التقدمي. إليزابيث هي الراوية الصوتية للفيلم، بل إن بطاقات العنوان النهائية تدعي لها: "لم يحدد رجال ولا حرب حكمها"، هذه إليزابيث التي نتحدث عنها، أليس كذلك؟

فيلم في خاتمته يذهب الى مستقبل جديد لبريطانيا والعرش البريطاني جيل من الشباب تمثل بالرواية اليزابيث التي تولت العرش لاحقا لتفتح الباب لجيل من الشباب توارثوا الحكم..

في الفيلم اداء جبار للنجم جود لو بدور الملك هنري الثامن وهكذا الامر بالنسبة لنجمة اليشا فاكندر بدور كاثرين الزوجة السادسة.

وفي الفيلم بصمة متميزة لمخرج كبير هو البرازيلي الجزائري كريم عينوز الذى يمتاز باحترافيته السينمائية العالية المستوى.

 

####

 

تركي الفيصل: الجناح السعودي الأنشط في “كان”

البلاد/ مسافات

حرص الأمير “تركي الفيصل” رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، على الحضور والمشاركة في الدورة الـ 76 من “مهرجان كان السينمائي” المُقام في الفترة من 16 إلى 27 مايو، من خلال مشاركته في فعاليات الجناح السعودي، من تنظيم “هيئة الأفلام” وبمشاركة العديد من الجهات الحكومية والخاصة.

وتحدث الأمير تركي الفيصل خلال حضوره للمشاركة في فعاليات الجناح السعودي عن تجربة فيلمي “ولد ملكًا” وأبطال”، وكذلك تحدث عن مشاريعه المقبلة، ورأيه في أنشطة الجناح السعودي في “مهرجان كان” ورؤيته للمهرجان بشكل عام في لقاء جديد عبر موقع "سوليوود" الالكتروني، وأوضح أن ما شاهده من نشاط لـ”مهرجان البحر الأحمر” وكذلك شركة “فيلم العلا”، كان نشاطًا باهرًا ومبهجًا بالنسبة له، موجهًا التهنئة للقائمين على ذلك وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان، وزير الثقافة، الذي يعدُّ عرابًا لهذا الحدث بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله ورعاهم.

وأشار إلى أن تجربته في فيلم “ولد ملكًا” كانت فريدة بالنسبة له، وذلك لأنها أول مرة يخوض في هذا المجال مما تطلب مجهودًا جسديًا من كل النواحي، بالإضافة إلى المجهود الذهني الذي تم بذله.

وذكر الأمير “تركي الفيصل” أنه بتوفيق من الله، وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد؛ تم إنجاز هذا المشروع الكبير ورأى النور وظهر على الساحة، موضحًا أنه يترك الحكم على العمل للمشاهدين.

وبخصوص تجربة فيلم “الأبطال”، أوضح أن فكرته كانت من المنتج الإسباني “جوميز”، وهي مأخوذة من فكرةٍ عمل عليها في إسبانيا، وتطلب ذلك التعامل مع أبطال الفيلم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المملكة.

وأكد أنهم وجدوا تعاونًا كبيرًا، ليس فقط من المستثمرين، ولكن أيضًا من مركز “العون” في جدة؛ إذ قام المركز بتوفير الأبطال للعمل في الفيلم، وتم تصوير الفيلم بالكامل في المملكة، ولاقى رواجًا لا بأس به في النهاية.

وتحدث عن المشاركة السعودية في “مهرجان كان السينمائي 76”، ورؤيته للمهرجان بشكل عام، مؤكدًا أنه يعتقد أن الحضور في هذه المناسبات أمر ملح وضروري، خاصة أن المملكة بدأت الاهتمام بهذا المجال، مشيرًا إلى أن هذا هو أول حضور له في مثل هذه المهرجانات.

ولفت الأمير إلى أن ما أعجبه في “مهرجان كان السينمائي”، هو النشاط السعودي الذي وجده بكل احترافية أنشط جناح في هذا المهرجان، مؤكدًا أن الجناح السعودي يشهد حضور الزوار على مدار اليوم من الصباح.

وفي ختام لقائه، تمنَّى الأمير تركي الفيصل التوفيق لموقع “سوليوود”، مشيرًا إلى أنه إذا كان هناك “هوليوود” و”بوليوود”، فلِمَ لا يكون هناك “سوليوود”.

 

####

 

المواقع العالمية تتغنى بالفيلم السوداني ووصلة تصفيق 10 دقائق

"وداعا جوليا" يفتح آفاقًا جديدة للسينما العربية في مهرجان كان

البلاد/ مسافات

لم يكتف فيلم وداعًا جوليا للمخرج محمد كردفاني بالتمثيل المشرف أو الإنجاز المُسبق الذي حققه بكونه أول فيلم سوداني يشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي حيث ينافس الفيلم في قسم نظرة ما، بل نجح في اقتناص إشادات النقاد وخطف قلب الجمهور، فالنقاد في أهم المواقع العالمية مثل سكرين دايلي وهوليوود ريبورتز تغنوا بعبارات طويلة من الإشادة والمديح أما الجمهور فلم يستطع كبت مشاعره بالإعجاب بعد عرض الفيلم بعشر دقائق من التصفيق.

قاعة العرض امتلأت عن آخرها في عرضه الأول الذي شهد حضور أبطاله وصُناعه، كما أقيم له عرضين اليوم الأحد وسيقام له عرضًا رابع غدًا الاثنين، وقال المخرج بعد العرض "لا العسكر ولا الإسلاميين ولا الميليشيات يمكنهم السيطرة على السودان، والنصر للشعب لا محالة" واستقبل الجمهور هذه العبارات بجولة تصفيق أخرى.

كما تم عمل لافتة إعلانية كبيرة للفيلم في مدينة كان ضمن حملة الترويج له، في سابقة هي الأولى لفيلم عربي.

وعبر موقع هوليوود ريبورترز العالمي كتبت الناقدة لوفيا جياركي "يبث فيلم وداعًا جوليا الحياة في المشكلات السودانية أمام الجماهير، توازن موهبة كردفاني الإخراجية بين الأطوار المتعددة للفيلم، إذ يعد فيلم درامي مع درجات من التشويق ونوع متفرد من الحديث السياسي يخص الفيلم وحده. وعبر أسلوبه الكلاسيكي السهل، سيقدم الفيلم المزيد من الدعم لصناعة السينما السودانية. فيما كتب الناقد هوفيك حبشيان عبر موقع إندبندنت عربية "الفيلم تجاوز كل التوقعات المنتظرة منه، والطرح الذي يأتي به الفيلم إنساني، عميق، يقفز فوق المصالح الضيقة".

الناقدة ليزا نيلسون عبر موقع  سكرين دايلي قالت إنه رغم أن أحداث الفيلم قبل 15 عامًا تقريبًا إلا أنها لا تزال واقعًا حاضر حتى الآن وقد يكون أزلي، وأضافت: نجد في الفيلم العديد من الآفات المجتمعية منغمسة في الحياة اليومية السودانية بشكل اعتيادي ومترسخ، مثل العنصرية والتمييز الجنسي. وهناك مناقشة مبهرة عن حكم الإسلام في العبودية وعلاقة ذلك بكيفية التعامل مع الجنوبيين كمواطنين درجة ثانية. هذه كلها شخصيات مثيرة للاهتمام تثقلها المآزق المعقدة في الحياة". 

تدور أحداث وداعًا جوليا في الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب منى، المرأة الشمالية التي تعيش مع زوجها أكرم، بمقتل رجل جنوبي، ثم تقوم بتعيين زوجته جوليا التي تبحث عنه كخادمة في منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر من الإحساس بالذنب.

 

####

 

أمير المصري في فيلم Club Zero بكان

البلاد/ مسافات

شارك الفنان أمير المصري في فيلم Club Zero للمخرجة جاسيكا هاونسر الذي ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ76 المقام من الفترة بين 16 حتى 27 مايو الجاري.

وكشف المصري أنه يقدم دور مدرس باليه في الفيلم، وتعتبر هذه المشاركة هي المشاركة الثانية له في مهرجان كان السينمائي، حيث شارك سابقًا في فيلم Limbo الذي حقق نجاحًا كبيرًا وتلقى ردود فعل إيجابية من النقاد، وقد عرض الفيلم في مهرجانات عالمية أخرى منها لندن، والقاهرة، وميونخ السينمائي وغيرها.

وتضم الدورة السادسة والسبعين من مهرجان كان السينمائي مشاركة عربية مميزة، إذا يشارك في المنافسة 16 عملًا سينمائيًا عربيًا منهم فيلم "بنات ألفة" التونسي، وفيلم "إن شاء الله ولد" الأردني.

ومؤخرًا شارك الفنان أمير المصري في المسلسل العالمي The Crown وجسد شخصية محمد الفايد، والمسلسل يحكي عن أسرار في حياة الأسرة الملكية البريطانية ويركز على قصة الأميرة ديانا والأمير تشارلز زوجها.

 

####

 

التونسية كوثر بن هنية تنافس على السعفة الذهبية في كان

البلاد/ مسافات

تروي المخرجة كوثر بن هنية، في فيلمها “بنات ألفة”، الذي عُرض مساء الجمعة الماضي، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي، “اللعنة” التي حلّت على عائلة ألفة، وهي امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب.

وشاءت مخرجة “على كف عفريت” (2017)، والرجل الذي باع ظهره” (2020)، أن يكون فيلمها الذي ينافس على السعفة الذهبية للدورة الـ76 لمهرجان كان، مزيجاً هجيناً بين الوثائقي والروائي.

ويخيّل إلى المشاهد أنه أمام شريط وثائقي عن كواليس تصوير فيلم آخر، هو ذلك الذي يتناول قصة التونسية ألفة الحمروني، التي ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016، بعد إثارتها علناً مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين، رحمة وغفران. وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف “داعش” في ليبيا، حيث اعتُقلتا وأودعتا السجن.

ويمتزج الوثائقي بالروائي بطريقة مميزة في الفيلم، وهو الفيلم الروائي الخامس لبن هنية، وفيه تسعى المخرجة التونسية التي تُنافس مع ست نساء أخريات على السعفة الذهبية، إلى البحث عن جذور المشكلة، من خلال تطرقها إلى الطابع الذكوري للمجتمع الذي يسحق النساء بحسب أ.ف.ب.

 

البلاد البحرينية في

23.05.2023

 
 
 
 
 

خاص "هي" - رسالة مهرجان كان..

فيلم "وداعًا جوليا" ومحاولة الوقوف على الخط الفاصل بين الجاني والضحية

أندرو محسن

في سنوات قليلة استطاعت السينما السودانية أن تحجز لنفسها مكانة شديدة القوة ليس فقط على المستوى العربي بل الدولي أيضًا، من خلال أفلام مثل "الحديث عن الأشجار" إخراج صهيب الباري، و"ستموت في العشرين" إخراج أمجد أبو العلاء، وهذا الأخير تحديدًا يعمل منتجًا في الكثير من الأفلام الأخرى، ونجح في تحقيق ما يمكن أن نطلق عليه حركة سينمائية سودانية معاصرة، بمشاركة العديد من المخرجين والمنتجين الآخرين.

منذ مراحل إنتاجه الأولى، وتواجده في مهرجان الجونة السينمائي في منصة الجونة، وقد نجح فيلم "وداعًا جوليا" للمخرج محمد كردفاني في جذب الأنظار له، وهو من ضمن قائمة الأفلام التي يدعمها مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وكان من الأعمال المنتظرة، وانتهى الانتظار بعرضه في مسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان السينمائي 76.

سياسة أم إنسانية؟

تدور أحداث الفيلم في إطار عدة سنوات، مع الوقوف تحديدًا عند عام 2005، العام الذي أُعلنت فيه الهدنة لإنهاء الحرب الأهلية، ثم الاستفتاء عام 2011 الذي كانت نتيجته تقسيم البلد إلى نصفين، السودان وجنوب السودان. تأتي هذه الوقائع السياسية في خلفية الأحداث، إذ نتابع منى (إيمان يوسف)، التي تحاول التكفير عن ذنب غير مقصود ارتكبته، من خلال رعاية جوليا (سيران رياك) الفتاة الفقيرة من جنوب السودان وطفلها، بينما تخفي عن جوليا السبب الحقيقي لاهتمامها بها.

هناك صعوبة دائمة في تناول هذا النوع من الموضوعات التي تتخللها السياسة، إذ أن التداخل بين الدراما والسياسة أمرٌ حتمي في هذه الحالة، والصعوبة تكمن في ألا يتحول الفيلم إلى منشور سياسي زاعق، بل يعطي الأولوية للدراما نفسها والشخصيات التي ستعكس بالضرورة تداعيات السياسة.

من الأمور اللافتة التي يقدمها كردفاني في فيلمه هو كيفية الدخول بسلاسة في الأحداث الرئيسية، دون أن يأخذ وقتًا طويلًا لشرح خلفيات الأحداث، من المشهد الأول سندرك أن هناك صراعًا أهليا ما، ولاحقًا ندرك طبيعته دون الحاجة إلى استهلاك مشاهد طويلة لشرح طبيعة الصراع السياسي. ربما يحتاج المشاهد الذي لم يقرأ عما حدث في السودان إلى المزيد من الشرح ليفهم سبب وصول الأحداث إلى هذه النقطة، لكن هذا لن يفسد متعة المشاهدة.

تجد الإشارة أيضًا إلى أن هذا الفيلم هو الروائي الأول الذي يتناول هذه المرحلة ويحاول تحليلها، وهو بالتأكيد أمر سيحسب للمخرج لاحقًا عند ظهور المزيد من الأفلام. وقد اختار كردفاني أن يروي ما حدث من خلال متابعة شخصيتي منى وجوليا، امرأتان على النقيض في أغلب الأشياء، الأولى ثرية مسلمة شمالية والثانية فقيرة جنوبية مسيحية، لكن تشترك كلتاهما في أنهما تحاولان التمسك بكرامتها وشخصيتهما في ظل ظروف سياسية واجتماعية شديدة القسوة.

التحدي الآخر الذي كان أمام كردفاني هو الذي يضعه أمامه أي مخرج يصنع فيلمًا عن حدث فيه طرفين بينهما صراع حساس، ولكل منهما أتباعه. يلجأ بعض صناع الأفلام في هذه الحالة إلى نظام المرآة، فما يحدث للشخصية الأولى يحدث بحذافيره للشخصية الثانية، وفي السينما المصرية هناك نموذج شهير وشديد الضعف في المعالجة هو فيلم "حسن ومرقص" إخراج رامي إمام. لكننا في "وداعًا جوليا" ندرك مبكرًا أن الصورة ليست بهذا التماثل المعتاد، مع ما في ذلك من مغامرة إذ قد يرى بعض المشاهدين أن صناع الفيلم انحازوا إلى طرف على حساب الآخر. في البداية نشاهد أن الطرف الأقوى هو الشمالي، وأن الجنوبيين ضحايا بشكل لا يقبل الجدال. يحاول المخرج قرب نهاية الفيلم أن يمنحنا نظرة مغايرة أيضًا عن الجنوبيين، فليسوا ملائكة ولكنهم ليسوا شياطين أيضًا.

من الضحية ومن الجاني؟

يساعد على هذا الاختلاف وعدم التماثل في مناقشة الجانبين، الاختلاف الواضح في رسم شخصيتي منى وجوليا، وصراع كل منهما. فبينما يحرك منى الشعور بالذنب تجاه جوليا، والخوف أيضًا من فقدان زوجها، يحرك جوليا الرغبة في الحفاظ على ابنها. وإن كان يمكننا أيضًا أن نشير إلى بعض التفاصيل التي احتاجت إلى تدعيم أكبر في رسم الشخصيات، مثل طريقة تفاعل جوليا مع اختفاء زوجها، وطريقة إنفاق منى التي بدت أكثر بذخًا مما تتيحه تفاصيل الشخصية التي نشاهدها.

رغم معرفتنا المسبقة بأن الانفصال سيقع، فإن الفيلم يحاول أن يجيب عن سؤال آخر بعيدًا عما كُتب في المواقع والصحف، وهو لماذا وقع الانفصال، ولماذا وصل الأمر بالسودانيين إلى هذه النتيجة، وإن كان فيلم واحد لا يكفي، فإن "وداعًا جوليا" قد قدم محاولته التي نراها جيدة بالتأكيد للإجابة عن هذه الأسئلة.

الصور من حساب يسرا وماد سولوشن بانستجرام

 

مجلة هي السعودية في

23.05.2023

 
 
 
 
 

"إنديانا جونز": قصّة نجاح سينمائية ابتكرها لوكاس وحقّقها سبيلبرغ

هوفيك حبشيان

تاريخ السينما حقل أساطير ومعبد لقصص كثيرة خلف الكواليس. يكفي الاطلاع على كتاب "إيزي رايدرز وثيران هائجة" لبيتر بيسكيند للاطلاع على ما كانت عليه هوليوود الجديدة في السبعينات، وكيف ولد بعض الأفلام التي تُعدّ اليوم من الكلاسيكيات.

خلف سلسلة "إنديانا جونز"، التي يعتبرها كثيرون من أعظم أفلام المغامرات، حكايات وتفاصيل كثيرة يمكن التوقّف عندها في مناسبة عرض الجزء الخامس في مهرجان كانّ السينمائي (16 - 27 الجاري)، وهذه المرة تسلم اخراجه جيمس مانغولد، بعدما كانت الأجزاء الأربعة منها من توقيع ستيفن سبيلبرغ. آخر العنقود يحمل عنوان "إنديانا جونز وقرص القدر"، ويطل على المشاهدين بعد 42 عاماً على ظهور الفيلم الأول من السلسلة، "سارقو التابوت الضائع"، في العام 1981. أجيال عدة تربـّت على هذه السلسلة من سينما المغامرات، المتقنة الصنع، التي باتت تُعدّ اليوم من مخلفات "المدرسة القديمة"، بمعنى انها تعرض أشياء لا تزال قابلة للتصديق، قياساً بالمغامرات البحرية والجوية والبرية المدعومة بالمؤثرات البصرية والصوتية التي في أفلام هوليوود الحديثة. حتى هاريسون فورد، بطل السلسلة وحامل اسمها، عالم الآثار الأشهر على الشاشة، كبر، لا بل صار عمره ضعف ما كان عليه عندما انطلقت السلسلة، لكن لا بأس، نحن أيضاً كبرنا معه.

يمكن ان نضع "إنديانا جونز" في ثلاثة أقسام: 1 - الأجزاء الثلاثة الأولى التي صدرت منذ مطلع الثمانينات حتى نهايتها وهي التي صنعت مكانة إنديانا جونز. 2 - الجزء الرابع الذي صدر في العام 2008، وكانت الحماسة النقدية تجاهه محدودة. 3 - الجزء الخامس الذي يبدو انه سيختتم السلسلة. لكن، مهما يكن، سيظل "إنديانا جونز" في نظر كثيرين من الذين تزامن ظهور السلسلة مع طفولتهم ووعيهم على الفنّ السابع، عملا أساسيا، من حيث الاسلوب والنبرة والهموم والشخصيات والحلول السيناريستية. فهو يحمل شيئاً بريئاً كانت هوليوود قادرة عليه قبل عقود، وبات حالياً من المفقودات.

السلسلة مرتبطة باسم ستيفن سبيلبرغ، لكن ننسى أحياناً ان جورج لوكاس هو الذي بادر اليها وهو أبوها الروحي والعقل التجاري الذي وقف خلفها، وحقق بسببها ملايين الدولارات لا فقط على مستوى إلايرادات داخل الصالات، بل من خلال المنتوجات المرتبطة بالعلامة التجارية، علماً ان السلسلة كانت منذ البدء "قصّة نجاج"، اذ حقّق الجزء الأول نحو 400 مليون دولار في شبـّاك التذاكر الدولي، علماً انه كان كلّف 18 مليون دولار (الجزء الرابع كلّف عشر مرات هذا المبلغ).

أما الفكرة فوُلدت على النحو الآتي: في نهاية أسبوع افتتاح الجزء الأول (الرابع بحسب السلسلة) من "حرب النجوم"، عام 1977، كان جورج لوكاس مستلقياً على الشاطئ، بعيداً من الضجيج، وغير مدرك تأثير فيلمه في تاريخ السينما. وكان يرافقه صديقه سبيلبرغ الذي كان قد أعاد اطلاق "لقاءات قريبة مع الجنس الثالث"" فصارح هذا الأخير لوكاس برغبته في إخراج فيلم من سلسلة جيمس بوند. كان رد لوكاس بأنه يفكّر في القاء تحية على أفلام المغامرات التي كان يحبّها وهو طفل، والتي كان يشاهدها في سينما الحي.

هذه القصّة كان من الممكن ان تنتهي هكذا. لكن ثلاثة أفلام استثنائية نجمت عن هذا النقاش، أنتجها لوكاس وكتبها كل من لورانس كاسدان وفيليب كوفمان، وأخرجها سبيلبرغ، وحمل عنوان "سارقو التابوت الضائع"، ثم جاء "إنديانا جونز ومعبد دوم" وأخيراً "إنديانا جونز وآخر الحروب الصليبية". إنديانا جونز (هاريسون فورد) هو مغامر وعالم آثار وبروفسور. في العام 1963، أوكل اليه رجلان من الخدمة العسكرية السرية الأميركية مهمّة العثور على تابوت العهد، الذي يُقال ان موسى وضع فيه الأجزاء الأصلية للوصايا العشر. وكان النازيون يبحثون عن هذا الكنز أيضاً، اذ تقول الاسطورة ان كلّ جيش يملكه لا يُهزم. يتوجه إنديانا مع ماريون، التي كان على علاقة بها، إلى القاهرة. وعقب بعض المغامرات، يعثر على الصندوق، الا ان النازيين يسرقونه منه ويحتجزونه في قبر مصري قديم مملوء بالأفاعي. لكنه ينجح في الهروب ويخاطر بحياته في مشهد الملاحقة الذي شكّل محطّة مهمّة في السينما على المستوى المشهدي. يفوز النازيون من جديد، لكن أنانيتهم وقلّة إيمانهم تتسبّبان بهزيمتهم.

سبيأرادلبرغ ولوكاس، تقديم قصّة تفيض بالمشاعر وتدغدغ الحواس. بعض المشاهد أصبحت مع الوقت مراجع شعبية ودخلت الثقافة العامة، مثل مشهد الصخرة التي تتدحرج خلف إنديانا ومشهد حفرة الأفاعي. لكن "سارقو التابوت الضائع" أكثر من فيلم حركة ومغامرات وتشويق. فهو يستوفي شروط الفيلم الأسود والوسترن والكوميديا الرومنطيقية والرعب.

بفضل هذه السلسلة، تربّع سبيلبرغ على عرش سينما الترفيه لفترة طويلة. ليس من دون ان يصنع اسلوبه الخاص وهويته البصرية الخاصة، من خلال فيلم لا يفلت من سيطرته البتّة. "إنديانا جونز" تجربة سينمائية أكثر منها فيلماً، مع التذكير بأنه لا يمكن أخذ كلّ شيء فيه على محمل الجد. فهناك مَن ينتقد صانعيه على الصورة التي أتوا بها عن العرب مثلاً في أحد الأجزاء، ناسين أو متناسين انه فيلم مغامرات لا دراسة للشعوب.

منذ نشوئها، عانت السينما نزاعات مهمّة: الخيال مقابل الأفلام الوثائقية، الفنّ مقابل الصناعة، الترفيه مقابل التفكير. سينما سبيلبرغ مقسومة كذلك. في حين سعى معاصروه، مثل سكورسيزي وكوبولا، إلى درس المجتمع ومعاينة السلوك الآدمي في أفلامهم، وصل سبيلبرغ إلى الطفل الموجود في المتلقّي. أعماله دليل ان السينما مرسى الطفولة. سلسلة "إنديانا جونز" محاولة لخلق نصّ يعكس أحاسيس الطفل لدى مشاهدته فيلم لـ"والت ديزني": خوف، حزن، تشويق... "إنديانا جونز" أشبه بمفتاح في مسيرتي سبيلبرغ ولوكاس. وبرغم ان الأخير كان قد صوّر "حرب النجوم"، فإنديانا أكثر الشخصيات التي ستتصدّر الذاكرة عند الحديث عنه.

 

النهار اللبنانية في

23.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004