ملفات خاصة

 
 
 

"البحر الأحمر السينمائي" في قلب "كان".. مشاركة بارزة في أكبر منصة سينمائية

محمد رُضا

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

جمانا الراشد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ومحمد التركي، الرئيس التنفيذي لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي.

كان/ فرنساأكدت الدورة السادسة والسبعين لمهرجان "كان" الذي بات وجهة عالمية للسينما، أنه من الصعب زحزحته من موقعه كأهم مهرجان سينمائي حول العالم، وكمركز دولي يجمع بين الفن والصناعة والثقافة والتجارة والجد والترفيه.

يتألف المهرجان من مسابقات رسمية وبرامج موازية تُعرض فيها مئات الأفلام المنتقاة لأسباب تبقى سرية في اجتماعات مغلقة. لماذا هذا الفيلم وليس ذاك؟ لماذا هو في المسابقة الرسمية وليس خارجها أو العكس، وهل كان هذا الفيلم يستحق فعلاً أم أنه دخل بـ"الواسطة"، هي بعض الأسئلة التي تتكرر كل عام من دون أن تفقد المهرجان أهميته وزخمه.

هو محفل يرتاده الألوف من أبناء الصنعة من منتجين ونافذين في الصناعة إلى مموّلين، إلى مخرجين وفنيين ومتخصصين ونقاد وإعلاميين، إلى المستطلعين الباحثين بين أفلام المهرجان عما يستطيعون عرضه في مهرجاناتهم، وصولا إلى الجمهور الشغوف باثني عشر يوماً من الإبهار.

للتسجيل في النشرة البريدية الاسبوعية

احصل على أفضل ما تقدمه "المجلة" مباشرة الى بريدك.

تخضع اشتراكات الرسائل الإخبارية الخاصة بك لقواعد الخصوصية والشروط الخاصة بـ “المجلة".

هذا دون أن ننسى نجوم السينما العالمية الذين يلهبون الحماس في كل دورة والذين شارك من بينهم هذه السنة مجموعة تضم هاريسون فورد (عن الجزء الخامس من "إنديانا جونز") وسكارلت جوهانسن وتوم هانكس وتيلدا سوينتون (عن فيلم وس أندرسن الساخر "مدينة الأندرويد") ومايكل دوغلاس المحتفى به وجوني ديب ("جين دو باري") وجوليان مور وناتالي بورتمن (عن فيلم تود هاينز "مايو ديسمبر").

الممثلة الإسبانية روسي دي بالما خلال حضورها حفل "قصص المرأة" الذي يستضيفه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي خلال الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي.

لولا هؤلاء النجوم لما لمعت عدسات مئات المصوّرين الفوتوغرافيين والعاملين في محطات التلفزيون. ولا دعت الحاجة إلى بساط أحمر، فهم من أبرز عناصر تكوين مهرجان "كان" وسواه.

  اختير "جان دي باري" لافتتاح الدورة الحالية من المهرجان، ليلفت الأنظار إلى أن السعودية باتت حاضرة على مسرح الصناعة الكبير وحاضرة كمستثمر وحاضرة أيضا كملجأ للباحثين عن تمويل

حضور سعودي بارز

صحيح أن مهرجانات سينمائية كبرى مثل "برلين" و"فينيسيا" و"لوكارنو" و"تورنتو" التي تعدّ المنافسة الأبرز لمهرجان "كان"، تستقبل وفودا وضيوفا ومسؤولين من كل أنحاء العالم، لكن "كان" يظلّ المهرجان الأبرز الذي يمنح هذا الحضور الشاسع ما يلزم لمساعدة السينمات العالمية على بلورة خططها والإعلان عن نشاطاتها وأفلامها

نموذج هذا العام هو النشاط الكبير للسينما السعودية ممثلة بهيئاتها ومؤسساتها المختلفة مثل "مهرجان البحر الأحمر" و"مركز إثراء" و"هيئة الأفلام"، والتي باتت بادراتها وأنشطتها تحتلّ  يومياً أغلفة المجلات السينمائية المتخصصة مثل "فارييتي" و"هوليوود ريبورتر". وهي مؤسسات لا تستهدف الترويج لسياسة المملكة حيال السينما فحسب، بل تؤكد أيضا  مركزية السعودية في المشهد الثقافي العالمي، مما يجعلها حاضرة لاستقبال المشاريع والأفكار كما لطرح إنجازات المملكة من الأفلام والمشاريع.

توّج هذا النشاط اختيار فيلم "جان دو باري" لافتتاح هذه الدورة الحاشدة من "كان". هذا ليس إنتاجا فرنسيا منفردا بل هو شراكة مع "مهرجان البحر الأحمر" التي ساهمت في تمويل ميزانيّته التي فاقت 20 مليون يورو. وقد اختير هذا الفيلم لافتتاح الدورة الحالية، ليلفت الأنظار إلى أن المملكة العربية السعودية باتت حاضرة على مسرح الصناعة الكبير وحاضرة كمستثمر وحاضرة أيضا كملجأ للباحثين عن تمويل أو جانب منه على الأقل.

فيلم "مدام دو باري" (كما أخرجته للشاشة وقامت ببطولته إلى جانب جوني ديب وشاركت بكتابته النجمة الفرنسية مايوَن) يمكن اعتباره نموذجاً لما تنوي السعودية تقديمه للعالم: أفلام جيدة تحمل فناً وغاية وترفيهاً.

الممثلة الأمريكية كاتي هولمز، عارضة الأزياء والممثلة التشيكية إيفا هيرزيغوفا والمديرة التنفيذية لفيلم العلا، شارلين ديليون جونز، في صورة خلال مهرجان كان السينمائي السادس والسبعين، في 18 مايو 2023.

ولعلّ أحد أبرز عناصر الجاذبية بهذا الفيلم، فضلاً عن كونه فيلم الافتتاح، هو حضور جوني ديب، سواء على السجادة الحمراء وفي أروقة المهرجان، أو على الشاشة حيث يلعب دور الملك لويس الخامس عشر، الذي يفتتن بسيدة المجتمع جان دون باري، ويتخذها خليلة، في بلاط قصر آخذ في التداعي وصولا إلى الثورة الفرنسية. فجوني ديب العائد إلى الصدارة بعد محاكمة مثيرة للجدل كادت تودي بحياته المهنية، اختار لعودته دورا يؤكد من خلاله فرادة حضور وأدائه المتسم بالسخرية الخفية على الشاشة، وهو ما منح حضوره في افتتاح الفيلم سحرا مضاعفا وجعله حديث وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي حول العالم، مما أضفى على المساهمة السعودية المهمة في إنتاج الفيلم مزيدا من الحضور والألق.

تقف مساهمات المؤسسات السينمائية السعودية هذا العام وراء أكبر حضور عربي في تاريخ "كان"، مع تسعة أفلام عربية، ساهم "مهرجان البحر الأحمر" في دعم خمسة منها

دعم السينما العربية

لا يتوقف حضور المملكة عند فيلم "جان دو باري"، إذ أن مساهمات المؤسسات السينمائية السعودية تقف هذا العام وراء أكبر حضور عربي في تاريخ "كان"، مع تسعة أفلام عربية، ساهم "مهرجان البحر الأحمر" في دعم خمسة أفلام منها، بالإضافة إلى فيلم الافتتاح الآنف الذكر.

المخرجة السينمائية التونسية كوثر بن هنية خلال حضوره حفل "قصص المرأة" الذي يستضيفه مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي خلال الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي.

فمن تونس يأتي فيلم "بنات ألفة" للمخرجة كوثر بن هنية ومن بطولة هند صبري، وكلتاهما كان حاضرا في المهرجان، ويستند الفيلم الذي يجمع بين الوثائقي والروائي إلى قصة حقيقية عن سيدة تونسية تفقد اثنتين من بناتها الأربع في ظروف غامضة.

ومن السودان الذي يمرّ بظروف قاسية هذه الأيام، يأتي فيلم "وداعا جوليا" وهو أول فيلم سوداني يصل إلى هذه المنصة العالمية ليلقي الضوء، مثلما يقول مخرجه ومؤلفه محمد كردفاني، على ويلات الحروب والكلفة الإنسانية العالية التي تتسبّب بها.

إشراق مطر والممثلة التونسية المصرية هند صبري والمخرجة السينمائية التونسية كوثر بن هنية وألفة حمروني خلال عرض فيلم "بنات ألفة" خلال مهرجان كان السينمائي السنوي الـ 76 في مدينة كان، فرنسا، 19 مايو/ أيار 2023.

ومن المغرب يشارك فيلمان ضمن فئة "نظرة ما" وهما "كلاب الصيد" لكمال لزرق و"كذب أبيض" لأسماء المدير. في حين ينافس الروائي "بانيل وأداما" للمخرجة السنغالية راماتا تولاي سي على السعفة الذهبية في دورة هذا العام.

يذكر أن السينما العربية حاضرة هذا العام أيضا عبر فيلمين قصيرين من مصر هما "الترعة" لجاد شاهين و"عيسى" لمراد مصطفى. كما يشارك الأردن بفيلمين هما "انشالله ولد" لأمجد الرشيد و"البحر الأحمر يبكي" لفارس الرجوب.

 

مجلة المجلة السعودية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

خاص "هي"- رسالة مهرجان كان..

فيلم "بنات ألفة".. مخرجة واحدة و3 شخصيات يقدمن تجربة رائعة

أندرو محسن

كوثر بن هنية أصبحت من الأسماء شديدة الأهمية في مجال الإخراج، ليس على المستوى العربي فقط بل الدولي كذلك، يمكن القول إنها تخطو مع كل فيلم جديد إلى مغامرة جديدة، وتخوضها بثقة، ثم تنتقل لمغامرتها التالية. اللافت هو أنها من المخرجات اللاتي يحافظن على إيقاع جيد في صناعة أفلامها دون أن تتنازل عن الجودة، إذ قدمت منذ 2013 حتى 2023 خمسة أفلام طويلة، تتخللها بعض الأفلام القصيرة أيضًا، وعرضت أفلامها في أبرز المهرجانات، وصولًا إلى الترشح لجائزة الأوسكار عن فيلمها السابق "الرجل الذي باع ظهره".

مع مسيرة مثل هذه، وتحديدًا بعد نجاح الفيلم سابق الذكر، فإن التجربة التالية تصبح أكثر صعوبة، وربما تمثل ثِقَلًا أكبر على عاتق المخرجة، إذ أن الأغلبية ستطالبها بصناعة فيلم أفضل من سابقه. جاءت مغامرة كوثر الجديدة مع فيلم "بنات أُلفة" الذي كان الإعلان عن مشاركته في مسابقة مهرجان كان من المفاجآت السارة، وهو يأتي ضمن قائمة الأفلام التي يدعمها صندوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

فيلم عصي على التصنيف

في السنوات الأخيرة بات المزج بين القالبين الوثائقي والروائي أمرًا معتادًا، فنجد أفلامًا روائية تحمل طابعًا وثائقيًا مثل "Nomadland" (أرضل الترحال) إخراج كلوي شاو، أو أفلامًا تمزج خطوطًا روائية مع لقاءات تسجيلية مثل ”107 Mothers (١٠٧ أمهات) للمخرج بيتر كريكس. في فيلمها الأحدث، تجعلنا كوثر بن هنية نشاهد كواليس صناعة فيلم روائي بطولة هند صبري عن أُلفة وبناتها، لكن في حقيقة الأمر لا يوجد فيلم روائي سيُصنع، بل هذه الكواليس هي جزء من الفيلم التسجيلي الذي نشاهده هنا. وهذا هو ما يمكننا بالتأكيد أن نطلق عليه مغامرة، إذ أنه من السهل جدًا أن يصبح الأمر مربكًا للمشاهد، أو أن تكون النتيجة هي الاهتمام بالتوازن بين الجانبين التمثيلي والتسجيلي وبالتالي يضيع بناء السيناريو والقصة نفسها التي يقدمها الفيلم.

هل تنقل الحقيقة أم تدفعها للظهور؟

هناك خطأ لدى بعض المشاهدين، أن الأفلام الوثائقية هي تلك التي تنقل الحقيقة، بينما هناك قاعدة بسيطة تقول إنه طالما اختار المخرج أن يضع كامريته في هذه الزاوية تحديدًا واختار هذه اللحظة تحديدًا فإنه لا ينقل الحقيقة، بل ينقل وجهة نظره عن الموضوع، والذي يمكن أن يكون في النهاية جانب من الحقيقة وليس الحقيقة كلها.

تتجاوز كوثر بن هنية هذه الفكرة سريعًا، إذ في المشهد الأول نتعرف على الشخصيات وكأننا نستمع إلى إحدى قصص الأطفال: ”أُلفة عندها أربع بنات، اتنين عايشين، ورحمة وغفران أكلهم الديب“. ومن هنا تنطلق الفكرة كلها إذ أننا خلال مدة الفيلم نحاول التعرف على أُلفة وعلى بنتيها، والأهم أن نعرف كيف أكلهما الديب، ومثل كل الحكايا من هذا النوع، فإنها تخضع لوجهة نظر واحدة، وهو ما تلتزم به المخرجة بشكل دقيق.

نتعرف على أُلفة، امرأة تونسية متوسطة الحال، ثم نتعرف على بنتيها آية وتيسير، ثم نشاهد أن كوثر بن هنية بصدد صناعة فيلم عن هذه الأسرة الصغيرة، لتأتي هند صبري لتلعب دور أُلفة، وكلًا من نور القاروري وإشراق مطر دوري رحمة وغفران، البنتان اللتان "أكلهما الديب". لن نستغرق دقائق قليلة حتى ندرك اللعبة المحكمة التي وضعتنا داخلها كوثر بن هنية، إذ سنشاهد هند تلتقي مع أُلفة وتلقن الأخيرة الأولى تفاصيل حياتها، بينما تعمل لمسات المكياج مع الملابس على تقريب هند من ألفة شكليًا، لكننا لن نشاهد الفيلم الذي تصوره هند قط، لأن ما نشاهده هو الفيلم بالفعل، حتى أننا لا نشغل بالنا بالتساؤل عن السبب وراء عدم وجود ممثلتين لأداء دوري آية وتيسير، بل سننغمس سريعًا في التجربة.

المزج بين التسجيلي والروائي، وفكرة إعادة تجسيد المشاهد بهذه الصورة ربما ليست جديدة، بل إنه من المعروف أن بعض التجارب الوثائقية في بعض الأحيان تعتمد على إعادة تجسيد الشخصيات الحقيقة للمشاهد التي عاشوها، لكن المخرجة هنا تعتمد على التنقل بخفة بين مشاهد أُلفة وهند، تارة مع إعادة ترديد الأخيرة لعبارات أُلفة بنفس الأداء، وتارة أخرى بأن نستمع إليهما يرددان نفس الجمل معًا، والأجمل هو أن يستخدم الفيلم قطعات المونتاج لننتقل بين أُلفة وهند داخل نفس المشهد.

هذا المزج أضاف متعة خاصة للفيلم، أولها هو أنه جعل الشخصية الرئيسية تتحدث عن نفسها بشكل سلس وتلقائي دون اللجوء لطريقة الحوارات التقليدية، حتى وإن كانت هذه الحوارات موجودة في مشاهد أخرى، ولكن تظل طريقة ألفة وهي تشرح لهند ما فعلته مثلًا في ليلة زفافها مع زوجها من المشاهد التي تحتوي على كوميديا مؤلمة، ولم تكن لتخرج بنفس الصورة لو كنا شاهدنا الشخصية تتحدث عنها بشكل تقليدي أمام الكاميرا.

في الطريق لملاقاة الديب

طوال مدته التي تقترب من الساعتين، نتعرف على قصة أُلفة وبناتها، التي هي قصة مأساوية بالتأكيد، ولما كانت الشخصية الرئيسية صاحبة شخصية قوية وحضور جذاب، فإننا نلمح في البداية ملامح لمأساة قادمة لكننا لا ندرك أبعادها سوى مع النصف الثاني للفيلم، وربما كان التمهيد للفصل الأخير، الذي يتحدث عن تحول البنتين الكبريين أخذ وقتًا أطول من اللازم، لكن جاذبية الحالة ككل يجعلنا نستناسى هذه الإطالة.

دون أن يرفع الفيلم شعارات سياسية، فإنه يمر بشكل دقيق على ما حدث لشريحة من المجتمع التونسي في الفترة التي سبقت وتلت الثورة التونسية في 2011، وكيف كان لها تأثير كبير على المجتمع، بعيدًا عن التغييرات السياسية، ووصول أي حزب إلى سدة الحكم، وهو ميزة أخرى في هذا الفيلم الممتع الذي يمكن أن تشاهده كقصة معاناة امرأة قوية مع بناتها الأربعة، أو كنظرة قريبة على فترة تزيد عن 10 سنوات من التاريخ التونسي المعاصر.

فيلم "بنات أُلفة" ربما هو العمل الأفضل للمخرجة كوثر بن هنية، ولا يمكن التعامل معه كمجرد تجربة جيدة في مسيرة المخرجة بل كفيلم شديد الأهمية في كيفية اختيار الأسلوب المناسب لنقل القصة والشخصيات الحقيقية إلى شاشة السينما.

 

مجلة هي السعودية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

"بنات ألفة" لكوثر بن هنية..

ورشة جماعية تونسية للعلاج والتذكّر

محمد صبحي

بعد 53 عاماً من الغياب، أعاد فيلم "بنات ألفة" تونس إلى المنصّة الكبرى بمهرجان كانّ السينمائي، بمنافسته على جائزة السعفة الذهبية في دورته الـ76.

بعد فيلمين روائيين، "على كفّ عفريت" و"الرجل الذي باع ظهره"، تعود التونسية كوثر بن هنية (1977) بفيلمها الجديد "بنات ألفة" إلى أرض السينما الوثائقية، ذلك النوع الذي عرّف بها العالم حين أنجزت "شلّاط تونس" (2013). فيلمها الجديد يستعير شيئاً من الأسلوب البنائي لأول أفلامها الطويلة، بمزجه بين الوثائقي والروائي.
بهذا المزيج، يجلب "بنات ألفة" إلى "كانّ" قصّة مليئة بالتناقضات والكشوفات عن ألفة الحمروني، وهي امرأة تونسية وأمّ لأربع بنات كانت شاهدة على انخراط ابنتيها الكبيرتين في داعش. في الفيلم، هناك ممثلتان تلعبان دوري الابنتين الكبيرتين، فيما تلعب الفتاتان الصغيرتان دورهما جنباً إلى جانب والدتهما. تنسج بن هنية سردية سينمائية لافتة لرفع الحجاب عن قصّة ألفة وبناتها. والنتيجة؟ رحلة حميمة من الأمل، والتمرد، والعنف، والتجاوز، والأختية تشكّك في أسس مجتمعاتنا ذاتها، مثلما تسأل بعض الأسئلة الصعبة عن الأمومة والصدمات واللامبالاة الرسمية.

من هي ألفة الحمروني؟

مواطنة تونسية من سوسة. لديها أربع بنات: غفران، رحمة، آية، تيسير. التحقت ابنتاها البكريتان بداعش في العام 2015، وشاركا مع زوجيهما في هجوم بن قردان العام 2016، والذي قُتل خلاله الزوجان وعلى إثره سُجنت الشقيقتان في ليبيا منذ ذلك الحين. تبدأ قصّة الفتاتين الداعشيتين، مثل العديد من القصص المشابهة لمراهقات يغويهن حلم الجهاد، بمحاولة الأمّ الحدّ من سلوكهما المتطرّف. غفران ورحمة، البالغتان من العمر 16 و15 عاماً، تظهران علامات التمرّد، تستمعان إلى موسيقى "غريبة"، وترتديان ملابس غير معتادة. كل هذا يحدث بوتيرة سريعة بعد أن ترك والدهما الأسرة من دون نقود أو مساعدة من أي نوع.

ألفة نفسها تعترف بأنها لم تكن أفضل الأمّهات بل إنها كانت تضرب بناتها، وكأنها تصرّف غضبها وحزنها من طلاقها في تعنيفهن. لكنها داومت على فعل ذلك لأن هذه هي الطريقة التي عرفتها وخبرتها حين كانت في مثل عمرهن (أمّها فعلت الشيء نفسه معها، وكأن التاريخ الثقافي وصدماته يتوارث من الأمّ إلى الابنة) أكثر منه بدافع تعمّد الأذى. في الواقع، أدركتْ أن ابنتيها الأكبر سناً لم تكونا على ما يرام، لكن نهجهما تجاه مجموعة دينية متشددة (اتخذت مقرّها التجنيدي في زاوية صغيرة من حيّهم الفقير) بدا لها طريقة جيدة لإعادتهما إلى المسار الصحيح.

كان من الممكن أن يساعدهما الإيمان والتقرب إلى الله، بحسب ألفة، التي تقول في الفيلم "في العام 2012، عندما حدث كل شيء، لم نكن نعرف داعش.. اعتقدت أن فتياتي لا يمكنهن الاستماع إلا إلى داعية". لكن سلوك البنتين تغيّر تدريجياً، وأصبح أكثر راديكالية ومحافظة. كانا يعرفان فقط كيفية الصلاة والصيام خلال شهر رمضان ولم يكن لديهما أي فكرة عمّا يعنيه، مثلاً، القتال والموت في أماكن مثل سوريا، كما أخبرهما الشيخ الداعشي. لكن، كما نعلم جميعاً، في مناخٍ وبيئة يعوزهما الكثير، تجد داعش وأمثالها عناصرها المحتملين بين الشباب الساذجين والفقراء والمنسيين من قبل المجتمع والدولة.

بعد ذلك بعامين، هربت غفران للانضمام إلى داعش. وتواصلت هي وشقيقتها مع الجهاديين عبر "فيسبوك" وأقسمتا بالولاء للمتطرّفين. حاولت الأم كثيراً لفت الانتباه لمآساتها، حتى إنها أبلغت الشرطة باشتباهها في اتجاه ابنتها رحمة صوب التطرّف الديني، بغية إنقاذها من مصير أختها. لكن الشرطة لم تعط القضية الأولوية التي تستحقها، فهربت رحمة هي الأخرى، بعد الإفراج عنها. التحقت الفتاتان بداعش في ليبيا المجاورة. ناشدت الأمّ المكلومة عبر التلفزيون مِن يهمّه الأمر: "عليّ حماية ابنتيّ الأخريين الآن ولا يمكنني القيام بذلك بمفردي.. أنا فقيرة. لا أستطيع تحمّل تكاليف طبيب نفساني ومدرسة وكتب. لا أستطيع تحمّل تكاليف الحياة أو التعليم الديني لبناتي. على الحكومة مساعدتي".

ورشة للتذكّر والعلاج

هُنا سمِعَتها كوثر بن هنية، ليس في التلفزيون وإنما على الراديو. تقول المخرجة في حديثٍ خاص لـ"المدن": "كنت قد انتهيت للتو من فيلمي الوثائقي "زينب تكره الثلج"، والذي كلّفني ست سنوات من العمل عن حياة فتاة مراهقة، عندما سمعت على الراديو ألفة تحكي القصة المأساوية لابنتيها".

وتتابع بن هنية "شعرت على الفور بأنه تمّ استدعائي ورأيتُ في هيئتها الأمومية، بكل تناقضاتها وغموضها، شخصية سينمائية رائعة. لسنوات تالية، ظلّت قصتها المعقدة والمروعة تطاردني: أردت أن أحكيها ولكن من دون أن أعرف كيف. لذلك اتصلت بالصحافي الذي أجرى المقابلة معها وحصلت على رقم هاتفها وطلبت منها مقابلتي. وهكذا بدأ كل شيء."

قصة ألفة معروفة جيداً في تونس، بعدما أصبحت ضيفة متكررة في البرامج الإذاعية والتلفزيونية. لكنها، للأسف، قصة شائعة جداً، ولذلك أرادت المخرجة مقاربتها من زاوية النساء والأمّهات والبنات. "في البداية، أردتُ إنجاز فيلم وثائقي حول ألفة وابنتيها المتبقيتين، آية وتيسير، وبدأتُ تصويرهما في العام 2016. لكن عندما أدركنا أن معظم الأحداث قد مرّت، كان علينا أن نجد موضعاً آخر لسرد هذه القصة بطريقة سلسة وليس كقصة وثائقية كلاسيكية. كذلك أدركت أن هناك شيئاً ما خطأ: كان الأمر كما لو أن هناك جزءاً من الحقيقة مفقود، وكانت ألفة نفسها تتصرّف كما رأيتها تفعل مرّات عديدة أخرى على شاشة التلفزيون".

"الصورة الإعلامية التي انتشرت لألفة كانت عبارة عن كليشيهات: أمّ بكّاءة، هستيرية، مصبوغة بالذنب. وكل ذلك جعلها ممثلة مأساوية عظيمة ولكن أحادية البعد. يستغرق الحفر في التناقضات والمشاعر والعواطف وقتاً لا يملكه الصحافيون في كثير من الأحيان. من ناحية أخرى، تتمثل مهمة السينما في استكشاف تلك المناطق الغامضة في النفس البشرية، ولذلك بدأت أعتبر فكرة الفيلم بمثابة ورشة عمل علاجية تقوم على إعادة صياغة/استدعاء الذكريات". وتتابع بن هنية "ولهذا السبب اخترت الاستعانة بهند صبري لتلعب دور ألفة في الفيلم وراجعت هيكله. أدركتُ أن أفضل طريقة لإعادة ألفة إلى أرض الواقع وذكرياتها ستكون من خلال صناعة فيلم وثائقي حول التحضير لفيلم روائي افتراضي".

وعد كامن

"بنات ألفة" فيلم وثائقي بمعنى أن الحقائق المتعلّقة به هي وقائع حقيقية عاشتها شخصيته المركزية ألفة الحمروني. فيلم يروي الأحداث التي مرّت بها هذه المرأة خلال السنوات العشر الأخيرة من حياتها. هذه الأحداث في الفيلم ترويها الشخصية الحقيقية وتمثّلها هند صبري. التفاعل بين الشخصية الحقيقية (ألفة) وتجسيدها (هند صبري) في حضور كوثر بن هنية هو الذي يعيد صياغة الأحداث الرئيسة التي مرّت بها ألفة. على مدار مقابلات وإعادات تمثيل وتبادلات حميمة بشكل متزايد بين سبعة نساء (ألفة وهند صبري والمخرجة والشقيقتين الأصغر والممثلتين في دور الشقيقتين الأكبر) يطاردهن شبح الشقيقتين الغائبتين، يتتبع الفيلم تاريخ السيطرة العلمانية والمؤسسية والدينية والسياسية على أجساد النساء.

يمكن القول إنه تخييل وثائقي أو "ميتا فيكشن" Metafiction، ولكن الفيلم أيضاً، بطريقة أو بأخرى، طريقة لإثبات أن الخطّ الذي يفصل بين الوثائقي والروائي رفيعٌ ودقيق. فهو فيلم يتاخم حدود الوثائقي والروائي، ويتقاطع مع كليهما في بعض الأحيان، وفي الوقت ذاته، من الناحية التقنية، هو فيلم وثائقي مصوّر بوسائل وآليات تتجاوز تلك الموجودة عادةً في الأفلام الروائية.

لذلك، يصعب عرض الفيلم أو الحديث عنه أو حتى اتخاذ موقف منه إلا برؤيته. فهناك الكثير من السرد القصصي، وهناك أيضاً الكثير من المشاعر، والدعابة السوداء وحتى السخرية. في سرده حكاية الصدمات الموروثة والعنف المتوالد من جيل إلى جيل؛ يذكّرنا أحياناً بفيلم "انتحار العذراوات" (1999، صوفيا كوبولا)، ويروي أيضاً مرحلة المراهقة وما يطبعها من حاجة المرء لتجاوز حدود عالمه، وقابلية الإنكسار التي تتعرّض لها الشابّات حين التحوّل إلى نساء. يتحدث عن محنة الأمهات اللواتي يدمنّ العلاقات السيئة والعشّاق المخيّبين، ومحنة الفتيات المُعنَّفات، والحبّ رغم كل شيء. وسينتهي بالطبع بقول ما جرى لرحمة وغفران. لكن قبل كل شيء، بالتذكير بإمكانية كسر دائرة العنف والقمع، من خلال هذا الوعد الكامن في الوجوه الجميلة والحرّة لبنات ألفة الشابّات.

"بنات ألفة" فيلم طموح ومشغول بحرفية، مشاهدته واجبة ويستدعي فتح النقاش حوله. لإنه فيلم يتحدّث عن العقد الأخير من تاريخ تونس والذي لم يكن رائعاً بالقدر نفسه على كافة الأصعدة. تمثّل ألفة وبناتها الكثير من التونسيين، للأسف، وفي زحمة مأساتها المتراكبة تكمن بعض أسرار الصندوق الأسود لبلدٍ كان مثالاً واعداً لحلم عربي بالديمقراطية والحياة الكريمة حتى استحال أخيراً إلى حكاية تحذيرية من خطر الشعبوية والانسداد السياسي.

 

المدن الإلكترونية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

مهرجان كان 2023.. لماذا خطف سكورسيزي الأنظار؟

 رسالة كان: بسنت حسن

عقد ظهر اليوم المؤتمر الصحفي العالمي للمخرج العالمي صانع الأفلام (مارتن سكورسيزي) والذي بلغ هذا العام عامه الثمانين ويشارك في فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السادسة والسبعين بفيلم جديد (خارج المنافسة) وهو فيلم (the killers of the FLOWER MOON) والذي عرض ٣ مرات في المهرجان ونفدت البطاقات الخاصة بالفيلم ومازال كثيرون يتوقون لرؤية الفيلم.

ولم يشارك سكورسيزي في مهرجان كان منذ عام ١٩٨٦ و ظهر اليوم بصحبة  نجمه التاريخي (روبرت دي نيرو) والذي كان بطلا لأول أفلامه الأشهر ( taxi driver) والذي شارك به (سكورسيزي) و(دي نيرو) في فعاليات مهرجان كان عام ١٩٧٦ وفاز حينها اولى افلام سكورسيزي و دي ميرو  بسعفة المهرجان الذهبية الاكبر في تاريخ صناعة السينما في العالم عام ١٩٧٦ و فاز ايضا في عام ١٩٨٠ عن فيلمه( raging Bull ) ايضا بسعفة كان الذهبية و بالتالي حصل سكورسيزي على السعفة الذهبية لمهرجان ( كان )مرتين و رشح لجائزة الاوسكار ٥ مرات فين حين حصل عليها مرة واحدة عن فيلمه ( المغادرون ) عام ٢٠٠٦ و ولم يظهر سكورسيزي بصحة (دي نيرو ) الايطالي الاصل مثله فقط  بل ظهر كذلك  بصحبة النجم الذي صعد لافاق أرحب و اكثر اهمية منذ عمله مع صانع الافلام العالمي سكورسيزي منذ اول افلامه ( the age of innocence) عام ١٩٩٣.

ويعد فيلم سكورسيزي الجديد هو الفيلم السابع له مع دي كابريو و قبل بدء موعد المؤتمر الصحفي الذي جمع الثلاثة الكبار (سكورسيزي و دي نيرو و دي كابريو ) بنصف ساعة اغلقت ابواب القاعة التي امتلئت! وامتد المؤتمر لساعة و نصف و كان مقرر له ان يكون ٤٥ دقيقة فقط ووقف الجمهور و الصحفيين خارج القاعة طوال ٩٠ دقيقة لرؤية العمالقة الثلاث و التقاط الصور لهم و قد خرج من القاعة سكورسيزي مسرعاً وسط حراسة مشددة و في مشهد مؤثر وقفت سيدتين و هما يمسكن ب (تي شيرت ) طبعت عليه صورة سكورسيزي فهو مخرج بشهرة لاعب كرة و يتم الاحتفاء به ربما اكثر من نجومه ! و هو أمر يبدو طبيعياً للعاملين في حقل السينما فقد أسهم  سكورسيزي و بلا جدال  في صنع نجومية غالبية نجوم هوليوود بل و صنع لنا اهم الافلام في تاريخ السينما في العالم

وفي اطار برنامج (نظرة خاصة) و هو أحد برامج مهرجان (كان ) الرسمية  عرض ظهر اليوم اول فيلم يشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي من جمهورية منغوليا منذ تأسيس المهرجان منذ ٧٦ عاما و هذه المشاركة الاولى كانت بالفيلم الروائي الطويل  ( if only I could hibernate )  و الذي قدم له التليفزيون الفرنسي منحة دعم الى جانب عدة منح اخرى قدمت له من عدة جهات منها مهرجان لوكارنو السويسري ومؤسسة الدوحة للافلام

والفيلم يعتبره صناعه بل و يعتبره المهرجان العريق حدثاً استثنائيا في تاريخ منغوليا  و التي سبق لها المشاركة في مهرجان كان بفيلم قصير  اما عرض اليوم فهو العرض العالمي الاول للفيلم الروائي الطويل لمنغوليا في فعاليات مهرجان كان السادسة والسبعين.

وتعد هذه المشاركة الرسمية الاولى لمنغوليا في المهرجان هي المشاركة الرسمية الثانية بعد ان شاركت السودان ايضا و لاول مرة أمس في فعاليات مهرجان كان السادسة و السبعين بفيلم (وداعا جوليا).

 

الدستور المصرية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

هند صبري في مهرجان «كان» بفيلم عن مأساة أم تونسية فقدت بناتها بسبب التطرف

الشيماء أحمد فاروق

تألقت الممثلة هند صبري أثناء افتتاح وعرض أحدث مشاركتها الفنية بصحبة فريق فيلمها الجديد "بنات ألفة"، والذي عرض يوم 20 مايو الجاري، ضمن عروض المسابقة الرسمية في الدورة 76 لمهرجان كان السينمائي الدولي، وهو من إخراج وتأليف المخرجة التونسية الشهيرة كوثر بن هنية.

ظهرت هند صبري وهي متأثرة بعد انتهاء عرض الفيلم والتصفيق الذي تلقاه العمل في صالة العرض، وقالت في تصريحات إعلامية إنها تشعر بالفخر بسبب هذا الفيلم، وهي المرة الثانية التي تظهر فيها هند على السجادة الحمراء في مهرجان كان بعد 29 عاماً تقريباً من وجودها أول مرة بفيلم "صمت القصور" للمخرجة مفيدة التلاتلي عام 1994.

وفيلم "بنات ألفة"، عمل فني تونسي يمزج بين الوثائقي والروائي، من خلال الدمج بين الشخصيات الحقيقية والتمثيلية في كادرات واحدة، معتمداً على إعادة إحياء القصة وسردها بأسلوب سينمائي.

وذكر الموقع الرسمي لمهرجان كان، في مقال قصير عن الفيلم: "إنه تجربة سينمائية فريدة للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، يطمس الحدود بين الفيلم الوثائقي والخيال بين الظهور على الشاشة وما يوجد خارجها وبين الفرح والألم، طاردت فكرة الفيلم المخرجة منذ سماعها عن القصة في الراديو، قصة أُلفة سيدة تونسية أم لأربع فتيات مراهقات تحملت اختفاء مأساوي لابنتيها الكبرتين".

"شكل الفيلم الوثائقي كان الخيار الواضح لكوثر، والذي تميزت به لأول مرة من خلال فيلمها الأئمة يذهبون إلى المدرسة، ودمجت بين هذا النوع وبين التجسيد التمثيلي، حيث استدعت ممثلتين لتمثيل شخصيات بنات ألفة المفقودات"، بحسب الموقع الرسمي لمهرجان كان.

وقالت كوثر بن هنية: "البحث في المتناقضات والأحاسيس والعواطف المحيطة بهذه القصة يتطلب وقتاً وجهداً، ودور السينما هو الخروج واستكشاف هذه المناطق وهذا الغموض في الروح البشرية"، لذلك تظهر هند صبري في العمل بشخصية الأم مع الشخصية الحقيقية لكي تعبر عن هذه التناقضات من خلال مشاهد تجمعهما وكأنها مرآة تعكس ما داخل شخصية ألفة من ارتباك.

ولكي تستطيع المخرجة الوصول لعمق الشخصيات الحقيقية (ألفة وبناتها)، وضعت كوثر هذه الشخصيات في مكان مخصص لهن تم إنشاؤه في فندق في تونس خصيصًا للتصوير، والنتيجة هي صورة متعددة الأوجه للمرأة والوصول لنتائج أفادت العمل، على الرغم من الأعمال الدرامية التي مروا بها.

الخوف على الفتيات وفخ التطرف

تدور أحداث الفيلم حول أم تدعى ألفة لديها 4 بنات تكتشف المنعطف الخطير الذي اتخذته بناتها وإدراك دورها في سقوطهن نحو هذا المنعطف، من خلال انزعاجها الدائم كونهن فتيات ويجب تربيتهن بطريقة معينة حتى لا يصبحن "عاهرات"، فدفعتهن عن غير قصد نحو التطرف الديني، حيث تقرر اثنتان من بناتها الانتماء إلى تنظيم داعش والسفر إلى ليبيا للانضمام إلى قوات التنظيم، الأولى غفران 17 عاماً، ورحمة 16 عاماً، وأصبحت الفتاتان من المشاهير، حيث عرضت الأخبار التلفزيونية صورا لهن مرتديات النقاب وهن يحملن أسلحة هجومية، ووجهت إليهن تهمة الإرهاب غيابيا، ويعرض الفيلم مراحل تحولهما إلى التطرف، بحسب موقع deadline الأمريكي.

وتقول ألفة -الشخصية الحقيقية- في نهاية الفيلم: "كنت خائفة جدًا عليهن لدرجة أنني لم أتمكن من حمايتهن".

وفي مشهد مبكر، يحكي المحرر والناقد السينمائي ماثيو كاري بعد مشاهدته للفيلم لمنصة deadline: "تلتقي ألفة وأولادها الصغار بالممثلات اللاتي سوف يلعبن دور رحمة وغفران -الفتيات المفقودات- وبالنسبة لأفراد الأسرة الحقيقيين يبدو الأمر كما لو أن الأخوات المفقودات قد عدن للظهور مرة أخرى، لذا اندلعت دموع الأسرة بعد تغلب عليها إحساس لم شملها مرة أخرى، وذلك ما صرحت به إحدى البنات الصغيرات عندما قالت إنهن سوف يعشن كل شيئ من جديد وستنفتح الجروح القديمة، وهذا الأسلوب الذي اتبعته كوثر بن هنية ويستخدم في بعض الأفلام الوثائقية يفسر أحياناً أنه عكاز يهدف إلى التستر على عدم وجود مقاطع فيديو أرشيفية، ولكن هنا الأمر مختلف، لأن هدف كوثر الأساسي من الدمج بين الممثلين والشخصيات الحقيقية هو استكشاف حزن الأم وبناتها، بعد فقدان جزء من الأسرة الصغيرة، بطريقة أكثر واقعية".

وكتب كاري عبر صفحته الرسمية على تويتر: "لقد وجدت الفيلم مثيرا للاهتمام، وهذا يتضمن إلى حد كبير أداء هند صبري، إنها حضور سينمائي قوي".

كما كتبت الناقدة الفنية لوفيا جياركي، في مراجعة عن الفيلم لمنصة Hollywood Reporter: "تدور أحداث الفيلم المصنوع جيدًا في شقة ذات ديكور بسيط، وتبدأ افتتاحيته بلقاء بين فناني الأداء وعائلة ألفة، وتخلق هذه اللقاءات الأولية حالة من الإحراج تتطور فيما بعد إلى لحظات مؤثرة، ويجبر هذا اللقاء الأول ألفة وعائلتها على مواجهة واقع هذه التجربة، التي تهدف بن هنية إلى كشفه وتعرية الخسائر النفسية المدمرة التي تتسبب فيها التربية القاسية والمفاهيم الموروثة".

 

####

 

القفطان الأزرق يحصد 3 جوائز.. إعلان جوائز النقاد للأفلام العربية من مهرجان كان السينمائي

خالد محمود

ضمن فعاليات الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي، أعلن مركز السينما العربية في حفل أقيم بالشراكة مع مؤسسة IEFTA، عن الفائزين في النسخة السابعة من جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2022، وشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم تتكون من 193 ناقداً من 72 دولة، يشاهدون الأفلام عبر الشريك الرقمي Festival Scope.

تشهد النسخة السابعة من الجوائز إضافة ثلاثة تصنيفات جديدة وهي أفضل مونتاج، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل موسيقى تصويرية، إلى جانب التصنيفات الرئيسية التي تضمها الجائزة وهي أفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل مخرج، وأفضل مؤلف، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة.

قائمة الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية:

أفضل فيلم جنائن معلقة لأحمد ياسين الدراجي (العراق)

أفضل ممثل آدم بسة عن فيلم حرقة (تونس)

أفضل ممثلة لبنى أزابال عن فيلم القفطان الأزرق (المغرب)

أفضل مخرج يوسف الشابي عن فيلم أشكال (تونس)

أفضل سيناريو مريم توزاني ونبيل عيوش عن فيلم القفطان الأزرق (المغرب)

أفضل تصوير سينمائي فيرجيني سورج Virginie Surdej عن فيلم القفطان الأزرق (بولندا)

أفضل مونتاج فالنتين فيرون Valentin Féron عن فيلم أشكال

أفضل فيلم وثائقي اليد الخضراء لجومانة مناع (فلسطين)

أفضل موسيقى تصويرية أمين بوحافة عن فيلم تحت الشجرة (تونس)

جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 193 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 72 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2022، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

 

الشروق المصرية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

سكورسيزي يسرق الأضواء في «كان السينمائي» بفيلمه الجديد «كيلرز أوف ذي فلاور مون»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

سرق المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي الأضواء أمس السبت في مهرجان كان السينمائي، مع مواكبته عرض فيلمه "كيلرز أوف ذي فلاور مون" الذي يجمع للمرة الأولى النجمين ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، ويتناول مرحلة قاتمة من تاريخ الولايات المتحدة على أراضي الأميركيين الأصليين.

وبعد هاريسون فورد الذي واكب الخميس الماضي عرض الجزء الخامس من سلسلة أفلام "إنديانا جونز"، تعيّن على سكورسيزي الثمانيني الذي نال السعفة الذهبية لمهرجان كان في 1976 مع فيلمه "تاكسي درايفر"، وترأس لجنة تحكيم المهرجان سنة 1998، إثبات أنّ وجوده على السجادة الحمراء لا يزال ضرورياً.

وشهد مهرجان كان عرضاً عالمياً أوّل لفيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" الذي يتمحور حول العنف وتصفية الحسابات والخيانة، وتدور أحداثه في مطلع القرن العشرين في أراضي قبيلة أوساج من الأميركيين الأصليين.

وكان النفط الذي اكُتشف بوفرة في أراضي هذه القبيلة وجعل أفرادها أثرياء جداً، بمثابة لعنة لهم، إذ أثار جشع الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء الذين يتزوج الكثير منهم نساء من الأوساج ويسعون بمختلف الوسائل للاستيلاء على النفط.

ويبدأ أعضاء القبيلة بالتعرض فجأة لجرائم قتل واختفاء غامضة، عقب وصول بطل العمل إلى بلدة فيرفاكس الصغيرة على متن قطار.

وأتاح هذا العمل للمخرج مارتن سكورسيزي (80 عاماً) أن يجمع للمرة الأولى في عمل واحد روبرت دي نيرو (79 عاماً) وليوناردو دي كابريو (48 عاماً).

ويجسّد دي كابريو دور إرنست بوركهارت، وهو رجل يعشق امرأة من السكان الأصليين تُدعى مولّي (تؤدي دورها ليلي غلادستون) يواجه مؤامرة من تدبير وليام هيل الساعي للاستيلاء على النفط والذي يؤدي شخصيته دي نيرو. ويتولى عنصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي يؤدي دوره الممثل جيسي بليمونز (ذي باور أوف ذي دوغ) إجراء تحقيق عن بوركهارت وهيل سعياً إلى حلّ جرائم القتل.

يسعى الفيلم الذي وصلت ميزانيته إلى 200 مليون يورو إلى تسليط الضوء من خلال عمليات القتل المتتالية، على الممارسات الاستعمارية والعنصرية التي استمرت في الولايات المتحدة خلال القرن العشرين.

ويؤكد المخرج أنّ الفيلم يبيّن كيف أنّ بعض الأميركيين "برروا العنف حتى ضد مَن يحبون بقولهم "هذه هي الحضارة. تدخل مجموعة أرضاً ما لتخرج أخرى". وفي الفيلم، يواجه أفراد قبيلة أوساج الذين يؤدي أدوارهم ممثلون انخرطوا في هذا المجتمع، أمراضاً وحالات اكتئاب وقوانين تنظم التمييز بينهم.

وصُوّر الفيلم في المواقع التي حصلت فيها الأحداث المروعة، فيما قضى دي كابريو الذي اختير أساساً لتأدية دور المحقق، لكنّه فضّل تجسيد دور سفاح، وقتاً مع هؤلاء الأميركيين الأصليين.

ويشير سكورسيزي إلى أنّ "الهدف كان الانغماس في هذه البيئة" رغم الحر الذي يسيطر على أوكلاهوما والذئاب المنتشرة في مروجها.

ويحمل عرض "كيلرز أوف ذي فلاور مون" في مهرجان كان السينمائي، أملاً للسينما، لأنّ مارتن سكورسيزي كان قد اختار منصة نتفليكس والشاشة الصغيرة لعرض فيلمه السابق "ذي أيرشمان" من بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيشي.

وتولّت استوديوهات "باراماونت" إنتاج الفيلم الذي يمتد ثلاث ساعات ونصف الساعة، إلا أنّ شركة "آبل" اشترته ووافقت على عرضه في دور السينما قبل إتاحته عبر منصتها "آبل بلس"، مما جعل من الممكن عرضه في مهرجان كان المدافع عن السينما.

وكان القائمون على المهرجان قد أبدوا رغبة في إدراج فيلم سكورسيزي ضمن لائحة الأعمال المتنافسة على نيل السعفة الذهبية، إلا أنّ منتجيه فضلوا أن يبقوا خارج المنافسة.

وبعد حضور نجوم العمل على السجادة الحمراء، سُجّل مساء أمس السبت أيضاً مرور النجمتين ناتالي بورتمان وجوليان مور لمواكبة عرض فيلم "ماي ديسمبر" للمخرج تود هاينز.

 

####

 

«الدوحة للأفلام» على هامش «كان السينمائي» تدعم 29 فيلمًا

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

أعلنت مؤسسةُ الدوحة للأفلام، عن اختيار29 فيلمًا من 18 بلدًا، ضمن دورة ربيع 2023، ليبلغ العدد الإجمالي للأفلام التي حصلت على دعم البرنامج حتى الآن أكثر من 750 فيلمًا من 75 بلدًا.

وأكدت المؤسسةُ، على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي 2023، على التزامها بدعم الأصوات السينمائية الواعدة حول العالم. وفي هذا السياق، قالت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: «تتمثل إحدى مهماتنا الرئيسية باكتشاف الأصوات المُستقلة والأصلية في عالم السينما والترويج لها، ونفتخر بدعم الأصوات الأكثر تأثيرًا وأهمية في المنطقة والعالم».

وأضافت الرميحي: «تؤكدُ دورةُ منح الربيع 2023 على التزامنا المُستمر بصنّاع الأفلام في مُختلف أرجاء العالم الذين يتميزون بتنوع وعمق أفكارهم ومواضيعهم الأصلية ومُعالجتهم للقصص بطريقة إبداعية، وقد تم اختيار المشاريع في هذه الدورة من بين مئات الطلبات، ونفتخر بالمُساهمة في تقديم هذه القصص المؤثرة إلى الجمهور العالمي».

ويُعد برنامج المنح في مؤسسة الدوحة للأفلام من المُبادرات المُهمة والأطول عمرًا لدعم الأفلام في منطقة الشرق الأوسط، حيث يُقدم الدعم للأفلام في دورتين، واحدة في الربيع وأخرى في الخريف، وقد عزز برنامج المنح مكانته ليصبح واحدًا من مُبادرات تمويل الأفلام الرئيسية التي تُركز على تعزيز البيئة الإبداعية ودعم الأصوات الواعدة من جميع أنحاء العالم لمُساعدتهم على تحقيق تطلعاتهم وطموحاتهم السينمائية، ويدعم البرنامج مُختلف مشاريع الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية، والأفلام التجريبية وكذلك المُسلسلات التلفزيونية.

 

####

 

كان 2023 | فيم فندرز: الأفلام الوثائقية أكثر حرية ومغامرة

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

بعد نحو 40 عاماً على فوز فيم فندرز بالسعفة الذهبية، يتضمن برنامج الدورة السادسة والسبعين لمهرجان «كان» فيلمين له، أحدهما وثائقي والآخر روائي، ومع أن المخرج الألماني المخضرم لا يفضّل أيّاً من النوعين على الآخر، يرى أن النمط الوثائقي ينطوي على قدر أكبر من المغامرة.

في الواقع، ليس «أنسيلم» الذي عُرض الأربعاء من خارج المسابقة شريطاً وثائقياً بالمعنى الدقيق للكلمة، ولكنه بالأحرى «عمل تجريبي» عن نتاج مواطنه أنسيلم كيفر، أحد نجوم الفن المعاصر، على ما أوضح فندرز.

وكما في فيلمه عام 2011 عن سيرة مصممة الرقصات الشهيرة بينا باوش، استخدم فندرز (77 عاماً)، المعروف بتجاربه السينمائية منذ ستينات القرن العشرين، تقنية الأبعاد الثلاثة لتنفيذ مشروعه.

ويقول بالفرنسية التي يتقنها، إن «تقنية الأبعاد الثلاثة وسيلة غامرة تتيح للمُشاهد أن يشعر بأنه أقرب إلى الشخص الذي يراه على الشاشة. ثمة أمر ما يتعلق بالعاطفة والشعور».

ويضيف «أنها تجربة. ثمة حاجة إلى ذلك لفهم أعمال أنسيلم التي غالباً ما تكون ضخمة وفيها أجزاء نافرة».

إلى جانب أفلامه الروائية التي جعلت منه أحد أبرز المخرجين السينمائيين في العالم، على غرار «أليس إن ذي سيتيز» عام 1974 و«وينغز أوف ديزاير» عام 1987، أصرّ فيم ويندرز الذي صوّر أعمالاً في هوليوود كما في طوكيو وباريس، ونال السعفة الذهبية عام 1984 عن «باريس، تكساس»، على الاستمرار في إخراج الأفلام الوثائقية التي بلغ مجموعها نحو عشرة.

 

####

 

مراجعة «وداعاً جوليا»: دراما سودانية تتخطى حواجز الانفصال والعنصرية

كان (فرنسا) ـ خاص «سينماتوغراف»

«وداعاً جوليا» للمخرج محمد كردفاني دراما تستكشف القضايا المعقدة للعنصرية والتمييز والانفصال، تدور أحداث أول فيلم سوداني يعرض بمهرجان كان السينمائي الـ 76، وينافس ضمن مسابقة «نظرة ما»، في مدينة الخرطوم عاصمة السودان عام 2005 بعد انتهاء حرب أهلية، حيث تدور القصة حول منى (إيمان يوسف)، وهي امرأة تصدم طفل بسيارتها عن طريق الخطأ، ثم تتورط في سلسلة أحداث تؤدي إلى مأساة.

يبدأ الفيلم بأصوات طلقات نارية وصراخ، ليوضح مظاهر العنف التي تتخلل كل تفاعل في الخرطوم. المدينة مقسمة بين الشمال والجنوب، والعنصرية متفشية، وعندما تصدم منى الطفل، يتبعها أبوه سانتينو على دراجة نارية ويطلب منها التوقف، ولكن عندما تصل أخيرًا إلى منزلها، يطلق زوجها أكرم (نزار جمعة) النار على الأب ميتًا خوفًا من الجنوبيين الذين يشير إليهم بأنهم متوحشون وعبيد.

تشعر منى بالذنب وتقرر العثور على عائلة سانتينو للتكفير عما حدث، تبحث عن أرملة سانتينو، جوليا (سيران رياك)، وتقدم لها وظيفة كخادمة تعيش في المنزل، وتعرض منى أيضًا دفع رسوم لابن جوليا الذي نجا من الحادث، داني (الذي لعبه لويس دانيال دينج أولاً، ثم ستيفانوس جيمس بيتر) للذهاب إلى المدرسة، لكن عندما بدأت أكاذيب منى تتفكك، تتشاجر هي وزوجها أكرم بشكل أكثر حدة حول وجهات نظرهما المختلفة عن العنصرية والتمييز.

يوازن إخراج كردفاني بين أوضاع الفيلم الدرامية المتعددة، مع ظلال من الإثارة والشعور بالسياسة الخاصة به، وينتقل بهدوء وسلاسه من مشهد إلى آخر، باستثناء قفزة لمرة واحدة تجلب السرد من 2005 إلى 2010، حيث يقدم كردفاني للمشاهدين إحساسًا بالكوارث الكبرى والأوقات الهادئة في حياة منى وجوليا.

تتشابك مشاهد «وداعاً جوليا» معًا من خلال الشبكة الدقيقة لمشاعر وأفعال منى المتناقضة، والتي تتأرجح بين الكذب وحسن النية، ويربط كردفاني المشاهدين بمنى من خلال الاستخدام السخي للصور المقربة، لتكشف عن عمق أسفها الشديد وعزمها على التكفير عما تسببت فيه، وتعامل «إيمان يوسف» مع متطلبات مجموعة مشاعر شخصيتها المتناقضة في العمل بثقة.

يحاول الفيلم مواجهة الانفصال والتمييز الذي يواجهه سكان جنوب السودان، ويتجول كردفاني لكسر تلك الواجهة المثالية قرب نهاية الفيلم، والتي لا تُرسم بالشكل المتوقع، حيث لا يوجد لحسن الحظ مغفرة قسرية أو تجنب للغضب، لكن ما يحدث يجعلك تتمنى قضاء وقتًا أطول مع (جوليا وابنها داني)؛ ربما تكون لحظات الهدوء بين الأم والابن قد عززت الإحساس بهم كأفراد لديهم رغباتهم ودوافعهم الخاصة.

هذه الأحداث، المستوحاة من نشأة كردفاني، تصارع العنصرية والتوترات الدينية وكراهية الأجانب وما يعنيه بناء هوية سودانية وطنية في مواجهة كل ذلك، وفي مقابلاته الأخيرة، أشار المخرج إلى طفولته - على وجه التحديد، نشأته مع أشخاص من المنطقة الجنوبية في السودان كعاملات منازل داخل منزله - كمصدر إلهام. ويتضح هذا في الطريقة التي يتعامل بها مع العلاقات المتغيرة بين منى وجوليا وداني وأكرم، والتي تزيد من الوهج الرومانسي ضمن مشاهد الفيلم.

«وداعا جوليا» جعل القضايا السودانية تنبض بالحياة، ليتعرف عليها الجمهور من جميع أنحاء العالم، توازن من خلاله محمد كردفاني بأسلوب كلاسيكي سهل الوصول إليه واستيعابه، يدعو إلى النظر في الإنسان بعيداً من دينه، ومما لاشك فيه أن هذا الفيلم سيحشد بالتأكيد لمزيد من الدعم للسينما في السودان، وهي دولة مليئة بالقصص التي يجب إخبارها عن ماضيها وحاضرها.

 

####

 

العراقي «جنائن معلقة» أفضل فيلم لعام 2022 ..

الإعلان عن جوائز النقاد للأفلام العربية من «كان السينمائي»

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

أعلن مركز السينما العربية في حفل أقيم بالشراكة مع مؤسسة IEFTA، عن الفائزين في النسخة السابعة من جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2022، وشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم تتكون من 193 ناقداً من 72 دولة، يشاهدون الأفلام عبر الشريك الرقمي Festival Scope.

تشهد النسخة السابعة من الجوائز إضافة ثلاثة تصنيفات جديدة وهي أفضل مونتاج، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل موسيقى تصويرية، إلى جانب التصنيفات الرئيسية التي تضمها الجائزة وهي أفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل مخرج، وأفضل مؤلف، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة.

قائمة الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية:

ـ أفضل فيلم جنائن معلقة لأحمد ياسين الدراجي (العراق).

ـ أفضل ممثل آدم بسة عن فيلم حرقة (تونس).

ـ أفضل ممثلة لبنى أزابال عن فيلم القفطان الأزرق (المغرب).

ـ أفضل مخرج يوسف الشابي عن فيلم أشكال (تونس).

ـ أفضل سيناريو مريم توزاني ونبيل عيوش عن فيلم القفطان الأزرق (المغرب).

ـ أفضل تصوير سينمائي فيرجيني سورج Virginie Surdej عن فيلم القفطان الأزرق (بولندا).

ـ أفضل مونتاج فالنتين فيرون Valentin Féron عن فيلم أشكال

ـ أفضل فيلم وثائقي اليد الخضراء لجومانة مناع (فلسطين).

ـ أفضل موسيقى تصويرية أمين بوحافة عن فيلم تحت الشجرة (تونس).

جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 193 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 72 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2022، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

 

####

 

دي نيرو يقارن شخصيته الشريرة في «كيلرز أوف ذي فلاور مون» بترمب

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

رأى النجم الأميركي روبرت دي نيرو، في تصريح أدلى به اليوم (الأحد)، على هامش مهرجان كان السينمائي، أنّ الشخصية التي يؤديها في فيلم «كيلرز أوف ذي فلاور مون» تنطوي على الشر نفسه الذي يظهره الرئيس السابق دونالد ترمب.

ويتشارك النجم البالغ 79 عاماً مع ليوناردو دي كابريو بطولة «كيلرز أوف ذي فلاور مون» الذي شهد مهرجان كان السينمائي، (السبت)، عرضاً أول له، ووقعه المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي.

ويؤدي دي نيرو في الفيلم الذي تدور أحداثه في عشرينات القرن الفائت وسط قبيلة أوساج من السكان الأصليين، دور ويليام هيل الذي ينال ثقة أفراد القبيلة قبل أن ينخرط في جرائم قتل عدة بهدف الاستيلاء على النفط في أرضهم.

وقال دي نيرو للصحافيين على هامش مهرجان كان السينمائي: «لا أفهم الكثير عن هذه الشخصية ولماذا خانت» أفراد أوساج، مضيفاً: «لكننا بتنا أكثر وعياً بعد مقتل جورج فلويد»؛ في إشارة إلى الرجل الأسود الذي قُتل بيد شرطي أبيض في حادثة أشعلت احتجاجات ما يُعرف بحركة «حياة السود مهمة».

وتابع: «إنها تفاهة الشر، وهو ما يجب أن ننتبه إليه. كلنا ندرك عمّن أتحدث، لن أقول اسمه».

لكن بعد لحظات، قال دي نيرو ضاحكاً: «الأمر مشابه لما حصل مع ترمب.. كان علي أن أذكر اسمه»، مضيفاً: «ثمة أشخاص يعتقدون أنّ ترمب قادر على إنجاز ما هو جيّد. تخيّلوا أي جنون هذا».

 

####

 

«الشركة المصرية الأمريكية» تحصل على حقوق توزيع فيلم «وداعاً جوليا» في أمريكا الشمالية

كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»

حصلت الشركة المصرية الأمريكية ambient light - على العربي- على حقوق توزيع الفيلم السوداني وداعاً جوليا في أمريكا الشمالية، وهو الفيلم الذي تم عرضه عالمياً لأول مرة في الدورة ال 76 بمهرجان كان السينمائي الدولي في قسم «نظرة ما» وهو أول فيلم سوداني في التاريخ يشارك في هذا القسم الهام.

ويتولي الموزع والمخرج والمنتج المصري على العربي هذه المهمة من خلال شركته ambient light.

وأكد العربي أنها الأولى لكنها لن تكون الأخيرة، فهو بصدد توزيع مجموعة من الأفلام المصرية والعربية في أمريكا الشمالية سيعلن عنها لاحقاً.

هذه الخطوة كشفتها مجلة فارايتي الأمريكية الشهيرة في عددها الجديد، وهي خطوة جديدة لشركته بعد نجاح فيلمه كباتن الزعتري في منصات Hulu و apple tvودور العرض السينمائية في أمريكا الشمالية، وكل هذا دفعه لتولي توزيع فيلم وداعاً جوليا والدخول كمنتج مشارك فيه.

الفيلم من إخراج وتأليف محمد كردفاني وبطولة الممثلة المسرحية والمغنية إيمان يوسف وعارضة الأزياء الشهيرة وملكة جمال جنوب السودان السابقة سيران رياك ويشارك في بطولته نزار جمعة وقير دويني.

 

موقع "سينماتوغراف" في

21.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004