ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان "كانّ" الـ76... عثرات تنظيمية وفنية وأفلام مخيبة للتوقعات

كان/ محمد هاشم عبد السلام

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لا تزال عثرات الدورة الـ76 (16 ـ 27 مايو/ أيار 2023) لمهرجان كانّ السينمائي تتتالى، بشكل غير معهود من قبل، إلى جانب مشكلات حجز الأفلام، والعثور على البطاقات، واعتراف إدارة المهرجان أخيراً بقبولها اعتمادات أكثر من اللازم، وفوق طاقتها الاستيعابية، ووعدها بإيجاد الحلول في الدورة المقبلة. صحفٌ سينمائية عدّة نشرت مقالات تناولت هذه الأزمة، والشكاوى المتنوّعة بخصوصها، وذكرت، في إشارات صريحة، أنّ غالبية رعاة هذا العام استحوذت على عددٍ كبير جداً من التذاكر، ما أثار تلك المشكلة. هذا دفع البعض إلى مطالبة المهرجان بضرورة الكشف صراحة عن عدد المقاعد المخصصة لبطاقات الصحافيين إجمالاً، بمختلف تراتبيّاتها، وعدد البطاقات المعطاة لهم، والممنوحة إلى الرعاة، والمباعة، والمدفوعة من روّاد السوق.

من جانبه، لم يعتذر المدير الفني تييري فريمو وإدارة المركز الصحافي، كما كان متوقّعاً. فقط تمّ الإعلان عن وعدٍ ببذل أقصى جهد ممكن، وتذليل كافة العقبات، إنْ كانت هناك شكاوى مكتوبة، مع ضرورة التنبّه إلى ضخامة المهرجان، في مقابل قلّة القاعات. لكنْ، هل الأمر كذلك فعلاً، أم أنّ هناك سوءَ تخطيط وبرمجة أدّيا إلى إقامة عروض برنامج "سينما الشاطئ" في "صالة بونويل" في "قصر المهرجانات والمؤتمرات"؟ ما يؤكّد خطأ البرمجة أيضاً أنّ هناك ندرة عروض مهمّة أساساً، معروف مسبقاً أنّها ستحظى بإقبال غير مسبوق، كـ"قتلة زهرة القمر" لمارتن سكورسيزي، الذي عُرض مرّتين فقط، أحدهما للنقّاد والصحافيين، ما تسبّب في عدم تمكن كثيرين من مشاهدته.

الأمر نفسه حدث مع الروائي القصير "طريقة غريبة للعيش"، لبيدرو ألمودوفار. لكنّ إدارة المهرجان تنبّهت للأمر، وأعلنت، في رسالة بريدية مفاجئة، عن إقامة عرضين له، وعن موعد حجز البطاقات. كالعادة، لم تُتَح البطاقات في الوقت المحدد من الإدارة، ولم يعلم كثيرون بالرسالة وبالعرضين المفاجئين إلّا متأخّراً. هذا يعني أنّ إقامة عروض إضافية، لتلافي سوء البرمجة، ممكنةٌ، وهذا يتمنّى كثيرون أنْ تُقدِمَ عليه الإدارة بخصوص "قتلة زهرة القمر".

تأخير ومشكلات تقنية

غير معتاد أبداً في مهرجان "كانّ"، أقلّه في العقد السابق، أنْ تتعرّض العروض لمشكلات مختلفة، منها تأخير بدء العرض، ما أثار غضب الجميع، خاصة أنّ الإدارة لم تعتذر عن هذا. السائد، حتّى اللحظة، تأخّر العروض عن موعدها، ليس 5 دقائق أو 10، وهذا جائز ومعتاد أحياناً، بل نصف ساعة وأكثر، يمضيها كثيرون تحت المطر، الهاطل منذ أيام، مع درجات حرارة منخفضة، خاصة في العروض الليلية، ما يجعل عرض الساعة 11 يبدأ 11 و45 دقيقة، أو بعدها. تكرّر الأمر، وفي أكثر من يومٍ، آخرها مع "بنات ألفة" للتونسية كوثر بن هنيّة، الذي كان مُقرّراً انتهاء عرضه بعد الواحدة بـ5 دقائق (بعد منتصف الليل)، فإذا به ينتهي قبل الـ2 بقليل. حدث أيضاً مع "صحاري"، أو "الربع الثالث" للمغربي فوزي بن سعيدي، في إحدى صالات "أسبوع النقّاد"، بعيداً عن "قصر المهرجانات".

مطالبة المهرجان بضرورة الكشف صراحة عن عدد المقاعد المخصصة لبطاقات الصحافيين إجمالاً

بخلاف هذه التأخيرات غير المُنتهية، كثرت المشكلات التقنية بشكلٍ لافت. مثلاً، تعرّض "المملكة الحيوانية" للفرنسي توما كاييه (فيلم افتتاح "نظرة ما") لمشكلة تقنية، أدّت إلى اختفاء الصوت كلياً. بعد الانتباه إلى الأمر،  توقّف العرض لأكثر من 45 دقيقة، فتأخرت العروض التالية أكثر من ساعة. هذا دفع فريمو إلى الاعتذار رسمياً في العرض الصحافي التالي لـ"بسيط مثل سيلفان" لمونيا شكري (كيبيك)، الذي اختفت الترجمة الإنكليزية عنه لدقائق، قبل تدارك الأمر. كذلك، كانت هناك مُشكلة في عرض "وحش" للياباني هيروكازو كورييدا (المسابقة الرئيسية)، إذْ ظهرت الصورة على هيئة مربع صغير في ركن الشاشة، وفشلت محاولات إصلاح الخطأ، فأُعلن عن توقف العرض. مع عرضه مجدّداً، تكرّرت المشكلة، التي تمّ إصلاحها، لكن مع ضجّة صوتية ومشكلات تزامن، فأوقف عرضه ثانيةً. في المرة الثالثة، اختفت المشكلة.

ليس عرض مشكلات كهذه تصيّد أخطاء مهرجان كبير وعريق مثل "كانّ"، أو التقليل من شأنه، أو لتجاسر البعض، ومقارنة مشكلات "مهرجاناتهم"، الفنية واللوجستية، بمشكلاته، الفرق كبير طبعاً، ولا مجال للمقارنة. مشكلات "كانّ" يصعب التغاضي عنها، نظراً إلى تمرّس القائمين عليه ومهنيّتهم واحترافهم، بدءاً من مديره، وصولاً إلى التقنيّين المُسيّرين أدقّ الأمور. الغرض تبيان أنّ إهدار الوقت والجهد والطاقة ليس في صالح العروض، التي باتت مزدحمة ومتضاربة ومتداخلة إلى حدّ مزعج، فاقمتها هذه الأعطال والتأخيرات غير المبرّرة أحياناً، أو الناتجة عن سوء إدارةٍ لا تُلزم فرق الأفلام بالحضور في الموعد المحدد، واحترام العرض والجمهور، ما يُربك جداول النقّاد والصحافيين، إذْ تفصل بين فيلمٍ وآخر، أحياناً، ساعة أو نصف ساعة فقط، ما يؤدّي إلى ضياع العروض. والتأخير يُفسد برنامجهم اليومي، أو يضطرّون للسهر إلى وقت متأخّر، أكثر من اللازم، ومن دون ذنب.

فنياً، وهذا مؤسف، لم تتألّق أفلام كثيرة في المسابقة الرئيسية، باستثناء "عن العشب الجاف" للتركي نوري بيلجي جيلان، وإنْ اعتُبر من أكثر أفلامه المليئة بالحوار، والأقلّ جمالياً من الناحية البصرية، ليس لضعفه أو لعيب فيه، بل لاهتمامٍ أكبر بالشخصيات والمعالجة والموضوع والطرح. بالإضافة إلى "وحش" لكورييدا، العائد إلى أفلامه القوية الرائعة، وإنْ كانت الحبكة مألوفة، وعولجت سابقاً، لكنّ طريقة تقديمه مرحلة الطفولة، والسياقين الاجتماعي والنفسي، أكسبته أبعاداً وثقلاً، وعمّقت معناه. مع بعض التساهل، يمكن إضافة "منطقة الاهتمام" رابع فيلمٍ للبريطاني جوناثان غلايزر، وأول مشاركة له في "كانّ": مقاربة مغايرة، ووجهة نظر جديدة ومختلفة بعض الشيء للـ"هولوكوست" ومعسكر "أوشفيتز". مع ذلك، هناك أمل معقود على مخرجين آخرين، أمثال الأميركي وس أندرسن والإيطالي ناني موريتي والبريطاني كين لوش، وربما الألماني فيم فندرز والفنلندي آكي كوريسْماكي.

تأمين المدينة واحتفالاتها

نظراً إلى الاضطرابات الراهنة في فرنسا، تصاحب أيام هذه الدورة إجراءات أمنية مشدّدة، إذْ ينتشر نحو ألف عنصر من الشرطة وعاملين في شركات أمن خاصة، للحيلولة دون حدوث أي شيء. كما جرى التأكيد على اتّخاذ تدابير أمنية بحرية أيضاً، والمروحيات تحلّق دائماً فوق القصر تحديداً. كما ينتشر عناصر من الجيش هنا وهناك، في حالة استعداد تام للتدخّل في أي وقت، خاصة أنّ دورة هذا العام يحضرها نجوم ونجمات السينما من العالم.

الصرامة الأمنية عنوان الدورة الـ76، ولا تهاون نهائياً، حتّى إنّ تييري فريمو نفسه تمّ إيقافه، بعد أنْ تجاهل شرطياً، فلاحقه، ما أدّى إلى مُشادّة وتدافع بالأيدي بينهما، سجّلته الكاميرات والهواتف المحمولة، وانتشر بعضها سريعاً على وسائل التواصل والمواقع الإخبارية.

إلى الاحتياطات الأمنية، الملحوظة بكثافة غير معتادة سابقاً، حول قصر المهرجان والشوارع المؤدّية إليه، المدينة غارقة في أعمال البناء والتجديد والترميم، وبعض هذه الأخيرة حاصلة في الشارع الرئيسي أمام القصر، على مسافة أمتار قليلة منه فقط. مع ذلك، تشهد "كانّ" ازدحاماً وسياحة غير معهودين، أقلّه بالمقارنة مع العام الماضي، ورغم ارتفاع أسعار كلّ شيء.

أما الجمال والتجميل السينمائي في المدينة فيزدادان، على نحو يتطوّر وينتشر بشكل لافت من عامٍ إلى آخر. فإضافة إلى لافتات اللقطات السينمائية والصُور الفوتوغرافية للنجوم والنجمات والمخرجين والمخرجات، أو المرسومة يدوياً على جدران وبنايات كثيرة منتشرة في أرجاء مختلفة في المدينة؛ هناك لافتات قماشية عريضة في جوار القصر علّقت في عرض الشوارع، كشارع "أنتيب" المشهور، وامتداداته وتفرّعاته.

اللافتات لقطات فوتوغرافية أرشيفية مُكبّرة، بالأسود والأبيض غالباً، لمشاهير كثيرين، حضروا إلى المهرجان في أعوام مختلفة، ومشوا على الـ"كروازيت". وذلك في احتفال مدينة "كانّ" بـ"20 عاماً كروازيت 2003 ـ 2023". تتمحور الفكرة حول نشر صور لممثلين وممثلات حضروا المهرجان عندما كانوا في العشرينات من أعمارهم. هناك واحدة ضخمة لرومي شنايدر عندما كانت تبلغ 23 عاماً، ومعها آلن دولون، وهو في الـ26 من عمره، وصوفيا لورين ابنة 24 عاماً. لافتة أخرى طريفة وضاحكة، لأنتوني بيركينز (29 عاماً) ومعه إيف مونتان وإنغريد برغمان في عمرين متشابهين. لافتة أخرى أحدث منها، مأخوذة من دورة عام 2015، بألوان غير صارخة، للممثلة اليونانية أديل إكساركوبولوس (21 عاماً)، ومعها الممثل الفرنسي الجزائري طاهر رحيم.

كُتب على كلّ لافتة عبارة: "أنْ تكون في العشرينات على كروازيت".

 

####

 

سكورسيزي يسرق الأضواء في مهرجان كان بفيلمه الجديد "كيلرز أوف ذي فلاور مون"

(فرانس برس)

سرق المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي الأضواء أمس السبت في مهرجان كان السينمائي، مع مواكبته عرض فيلمه "كيلرز أوف ذي فلاور مون" الذي يجمع للمرة الأولى النجمين ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو، ويتناول مرحلة قاتمة من تاريخ الولايات المتحدة على أراضي الأميركيين الأصليين.

وبعد هاريسون فورد الذي واكب الخميس عرض الجزء الخامس من سلسلة أفلام "إنديانا جونز"، تعيّن على سكورسيزي الثمانيني الذي نال السعفة الذهبية لمهرجان كان في 1976 مع فيلمه "تاكسي درايفر"، وترأس لجنة تحكيم المهرجان سنة 1998، إثبات أنّ وجوده على السجادة الحمراء لا يزال ضرورياً.

وشهد مهرجان كان عرضاً عالمياً أوّل لفيلم "كيلرز أوف ذي فلاور مون" الذي يتمحور حول العنف وتصفية الحسابات والخيانة، وتدور أحداثه في مطلع القرن العشرين في أراضي قبيلة أوساج من الأميركيين الأصليين.

وكان النفط الذي اكُتشف بوفرة في أراضي هذه القبيلة وجعل أفرادها أثرياء جداً، بمثابة لعنة لهم، إذ أثار جشع الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء الذين يتزوج الكثير منهم نساء من الأوساج ويسعون بمختلف الوسائل للاستيلاء على النفط.

ويبدأ أعضاء القبيلة بالتعرض فجأة لجرائم قتل واختفاء غامضة، عقب وصول بطل العمل إلى بلدة فيرفاكس الصغيرة على متن قطار.

وأتاح هذا العمل للمخرج مارتن سكورسيزي (80 عاماً) أن يجمع للمرة الأولى في عمل واحد روبرت دي نيرو (79 عاماً) وليوناردو دي كابريو (48 عاماً).

ويجسّد دي كابريو دور إرنست بوركهارت، وهو رجل يعشق امرأة من السكان الأصليين تُدعى مولّي (تؤدي دورها ليلي غلادستون) يواجه مؤامرة من تدبير وليام هيل الساعي للاستيلاء على النفط والذي يؤدي شخصيته دي نيرو. ويتولى عنصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي يؤدي دوره الممثل جيسي بليمونز (ذي باور أوف ذي دوغ) إجراء تحقيق عن بوركهارت وهيل سعياً إلى حلّ جرائم القتل.

يسعى الفيلم الذي وصلت ميزانيته إلى 200 مليون يورو إلى تسليط الضوء من خلال عمليات القتل المتتالية، على الممارسات الاستعمارية والعنصرية التي استمرت في الولايات المتحدة خلال القرن العشرين.

ويؤكد المخرج أنّ الفيلم يبيّن كيف أنّ بعض الأميركيين "برروا العنف حتى ضد مَن يحبون بقولهم "هذه هي الحضارة. تدخل مجموعة أرضاً ما لتخرج أخرى". وفي الفيلم، يواجه أفراد قبيلة أوساج الذين يؤدي أدوارهم ممثلون انخرطوا في هذا المجتمع، أمراضاً وحالات اكتئاب وقوانين تنظم التمييز بينهم.

وصُوّر الفيلم في المواقع التي حصلت فيها الأحداث المروعة، فيما قضى دي كابريو الذي اختير أساساً لتأدية دور المحقق، لكنّه فضّل تجسيد دور سفاح، وقتاً مع هؤلاء الأميركيين الأصليين.

ويشير سكورسيزي إلى أنّ "الهدف كان الانغماس في هذه البيئة" رغم الحر الذي يسيطر على أوكلاهوما والذئاب المنتشرة في مروجها.

ويحمل عرض "كيلرز أوف ذي فلاور مون" في مهرجان كان السينمائي، أملاً للسينما، لأنّ مارتن سكورسيزي كان قد اختار منصة نتفليكس والشاشة الصغيرة لعرض فيلمه السابق "ذي أيرشمان" من بطولة روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيشي.

وتولّت استوديوهات "باراماونت" إنتاج الفيلم الذي يمتد ثلاث ساعات ونصف الساعة، إلا أنّ شركة "آبل" اشترته ووافقت على عرضه في دور السينما قبل إتاحته عبر منصتها "آبل بلس"، مما جعل من الممكن عرضه في مهرجان كان المدافع عن السينما.

وكان القائمون على المهرجان قد أبدوا رغبة في إدراج فيلم سكورسيزي ضمن لائحة الأعمال المتنافسة على نيل السعفة الذهبية، إلا أنّ منتجيه فضلوا أن يبقوا خارج المنافسة.

وبعد حضور نجوم العمل على السجادة الحمراء، سُجّل مساء السبت مرور النجمتين ناتالي بورتمان وجوليان مور لمواكبة عرض فيلم "ماي ديسمبر" للمخرج تود هاينز.

 

العربي الجديد اللندنية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

وداعا جوليا في كان السينمائي.. السودان ستظل ساحة حرب مشتعلة!

البلاد/ عبدالستار ناجي:

تمت كتابة وانجاز فيلم وداعا جوليا للمخرج محمد كوردفاني قبيل أشهر ولربما سنوات من اندلاع الحرب الاخيرة في السودان .ولكنه جاء محملا بالإشارات والدلالات الواضحة والصريحة بان السودان سيظل ساحة حرب وبركان قابل للانفجار في اي لحظة وكل لحظة.

حكاية تبدو للوهلة الاولي مشاهدة من ذي قبل بالذات تأثيرات فيلم 21 غرام للمكسيكي اليخاندرو جونزاليس انرييتو وسيناريو جويلير موارياجا، والفيلم من انتاج عام 2003 وبطولة شون بن ونعومي واتس وبينيشيو دل تورو ، وان كان شون بين قد قتل صدفة فإننا امام حماية (منى) التي صدمت طفل ليلحق بها والده بدراجته وليقي حتفه علي يد زوج منى (اكرم) ولتبدا مهمة منى في البحث عن اهل القتيل الذي ذهب ضحية سكوتها عن فعلتها وحينما تتعرف على زوجة القتيل (جوليا ) تعمل على مساعدتها ومنحها الفرصة للعمل عندها ومنحها السكن هي وطفلها الصغير ولتتطور العلاقة عبر تقديم كل الدعم بل والعمل على مساعدتها لان يتعلم ابنها وان تستكمل جوليا دراسته.

كل ذلك على خلفية احداث عسكرية وتظاهرات ومواجهات لعل اقلها الصراع بين التيارات الدينية الاسلامية والمسيحية التى كانت لاحقا ذريعة للانفصال والتى لا تزال اثارها عميقة وتمتد جذروها في عمق المتجمع.

نص عميق وشخصيات مدروسة ومكتوبة بعناية تمتلك مقوماتها وابعادها والحثيثات التى تنطلق منها وتحركها حتى رغم التاثر في النص الخاص بفيلم 21 غرام الا ان اهمية هذا العمل هويته وعمقه في الكتابة والاخراج والاداء، والتنامي الدرامي الذو يظل هادئا عميقا الشخصيات به تمتلك ابعادها والاهداف التي تحركها لذا ورغم العشق والانتماء للشمال (السودان ) تقرر جوليا الذهاب الى (الجنوب ) حيث الهوية والاصول وهكذا الامر بالنسبة الى (منى) التى تقرران تعود لحياتها حيث تعشق الغناء بعيدا على زوجها الشكوك والذي يملك فكرا يبدو بعيدا عنه حيث عنصريته التى تميز بين ابناء الارض الواحدة.

في فيلم وداعا جوليا هوية وشخصية وصورة بصرية لا تحمل تاثيرات السينما المصرية التى تكاد تهمين على النسبة الاكبر من الافلام السودانية والعربية،  ومن هنا تاتي اهمية هذة التجربة بكتابتها وتكوين المشاهد حيث خلف الكاميرا مدير التصوير بيير دو فيلير التى شكل تكوينات جمالية عالية منحت التجربة بعدا اضافيا وجماليا.

شخصيات وداعا جوليا جسدها سيرين رياق (جوليا) وايمان يوسف (منى) ونزار جمعة (اكرم) وجير دونايي (اجير) .عبر اداء هادئ بعيدا عن المبالغة التقليدية التى الفناها في السينما العربية، شخوص تمثل شرائح المتجمع السوداني وتؤكد باننا امام عينات مختارة هي نبض مجتمعها المشبع بالالم نتيجة الخلافات والفوارق والصراع السلطوي وسطوة العسكر والتيارات والاحزاب السياسية والتاثيرات الاجتماعية والدينية والانسانية.

فيلم وداعا جوليا يصرخ الحرب ستظل قائمة طالما غاب التسامح وغاب الغفران وغاب التفكير بمستقبل الاجيال والابناء والبلاد.

ويبقي ان نقول برافو لمحمد كوردفاني الذي يمثل رهاننا مستقبليا للسينما في بلاده والعالم العربي.

 

####

 

من مهرجان كان السينمائي.. الإعلان عن جوائز النقاد للأفلام العربية

البلاد/ مسافات

ضمن فعاليات الدورة 76 من مهرجان كان السينمائي، أعلن مركز السينما العربية في حفل أقيم بالشراكة مع مؤسسة IEFTA، عن الفائزين في النسخة السابعة من جوائز النقاد للأفلام العربية التي تستهدف الأفلام التي تم إنتاجها في 2022، وشارك في تقييم الأفلام لجنة تحكيم تتكون من  193 ناقداً من 72 دولة، يشاهدون الأفلام عبر الشريك الرقمي Festival Scope.

تشهد النسخة السابعة من الجوائز إضافة ثلاثة تصنيفات جديدة وهي أفضل مونتاج، وأفضل تصوير سينمائي، وأفضل موسيقى تصويرية، إلى جانب التصنيفات الرئيسية التي تضمها الجائزة وهي أفضل فيلم روائي، وأفضل فيلم وثائقي، وأفضل مخرج، وأفضل مؤلف، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة.

قائمة الفائزين بجوائز النقاد للأفلام العربية:

أفضل فيلم جنائن معلقة لأحمد ياسين الدراجي (العراق)

أفضل ممثل آدم بسة عن فيلم حرقة (تونس)

أفضل ممثلة  لبنى أزابال عن فيلم القفطان الأزرق (المغرب)

أفضل مخرج يوسف الشابي عن فيلم أشكال (تونس)

أفضل سيناريو مريم توزاني ونبيل عيوش عن فيلم القفطان الأزرق (المغرب)

أفضل تصوير سينمائي فيرجيني سورج Virginie Surdej عن فيلم القفطان الأزرق (بولندا)

أفضل مونتاج فالنتين فيرون Valentin Féron  عن فيلم أشكال

أفضل فيلم وثائقي اليد الخضراء لجومانة مناع (فلسطين)

أفضل موسيقى تصويرية أمين بوحافة عن فيلم تحت الشجرة (تونس)

جوائز النقاد للأفلام العربية انطلقت في نسختها الأولى على هامش فاعليات الدورة الـ70 من مهرجان كان السينمائي، وتمنح الجوائز لأفضل إنجازات السينما العربية سنوياً في فئات أفضل فيلم روائي ووثائقي ومخرج ومؤلف وممثلة وممثل، وتضم لجنة تحكيم الجوائز هذا العام 193 من أبرز النقاد العرب والأجانب ينتمون إلى 72 دولة بأنحاء العالم، وهو ما يحدث لأول مرة في تاريخ السينما العربية.

وقد وقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام قد عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي خلال عام 2022، وأن تكون إحدى جهات الإنتاج عربية (أياً كانت نسبة وشكل مشاركتها بالفيلم)، بالإضافة إلى أن تكون الأفلام طويلة (روائية أو وثائقية).

مركز السينما العربية مؤسسة غير ربحية تأسست في 2015 على يد MAD Solutions بهدف الترويج للسينما العربية، ويوفر مركز السينما العربية لصناع السينما العربية، نافذة احترافية للتواصل مع صناعة السينما في أنحاء العالم، عبر عدد من الفاعليات التي يقيمها وتتيح تكوين شبكات الأعمال مع ممثلي الشركات والمؤسسات في مجالات الإنتاج المشترك، التوزيع الخارجي وغيرها، وتتنوع أنشطة مركز السينما العربية ما بين أجنحة في الأسواق الرئيسية، جلسات تعارف بين السينمائيين العرب والأجانب، حفلات استقبال، اجتماعات مع مؤسسات ومهرجانات وشركات دولية، وإصدار مجلة السينما العربية ليتم توزيعها على رواد أسواق المهرجانات، كما أتاح مركز السينما العربية التسجيل عبر موقعه في خدمة الرسائل البريدية، وعبر هذه الخدمة يتاح للمستخدمين الحصول على نسخ رقمية من مجلة السينما العربية، أخبار عن أنشطة مركز السينما العربية، إشعارات بمواعيد التقدم لبرامج المنح والمهرجانات وعروض مؤسسات التعليم والتدريب، تحديثات عن الأفلام العربية المشاركة بالمهرجانات، وإلقاء الضوء على تحديثات أنشطة شركاء مركز السينما العربية ومشاريعهم السينمائية.

وقد أطلق مركز السينما العربية، دليل السينما العربية عبر موقعه على الإنترنت باللغة الإنكليزية، وهو دليل سينمائي شامل وخدمي يعتمد على مجموعة أدوات يتم تقديمها مجتمعة لأول مرة، بهدف توفير المعلومات المرتبطة بالسينما العربية لصُنَّاع الأفلام داخل وخارج العالم العربي، وتيسر لصناع الأفلام والسينمائيين العرب الوصول للأسواق العالمية، كما تساعد ممثلي صناعة السينما العالمية في التعرّف بسهولة على إنتاجات السينما العربية.

 

####

 

فيلم "قتلة زهرة القمر" في كان.. مارتن سكورسيزي يصنع تحفة

البلاد/ عبدالستار ناجي:

عن الميلاد الدموي لاميركا، يصنع المخرج القدير مارتن سكورسيزي تحفة سينمائية ستكون من كلاسيكيات السينما الاميركية والعالمية، "قتلة زهرة القمر" فيلم كبير بكل ما تعني هذة المفردة.

نجوم الفيلم هم ليوناردو دي كابريو وروبرت دي نيرو وليلي جلادستون نرحل معهم الى ذلك الغرب المروع حول جرائم القتل المتسلسلة بين قبيلة أوساج في أوكلاهوما في عشرينيات القرن الماضي، مما يعكس محو الأمريكيين الأصليين من الولايات المتحدة، طمعا بالذهب الاسود "النفط" تارة، وبالاراضي الشاسعة تارة اخرى. 

وتدور أحداث فيلم "قتلة زهرة القمر" عن الجرائم الحقيقية للمخرج مارتين سكورسيزي حول جرائم القتل أوساج الأمريكية في أوائل عشرينيات القرن الماضي، استنادًا إلى أكثر الكتب مبيعًا من تأليف ديفيد جران، مع الكاتب المشارك إريك روث، يصنع سكورسيزي ملحمة من الرعب الوجودي الزاحف حول ولادة القرن الأمريكي، وهي قصة مروعة عن عمليات القتل المتسلسلة شبه الإبادة الجماعية التي تحاكي المحو الأكبر للأمريكيين الأصليين من الولايات المتحدة. 

يضع في مقدمة الدراما زواجًا مضاءًا من الأكاذيب والحب المسموم، إنه يردد صدى عمل سكورسيزي السابق حول عنف الغوغاء وولاء الغوغاء والبيع النهائي الذي لا مفر منه للسلطات الفيدرالية، التي يظهر سوء نواياها تدريجياً، لكن في النهاية يدور هذا الفيلم حول ما يدور حوله كل الغربيين، وربما كل التاريخ: ”الاستيلاء الوحشي على الأرض والموارد والسلطة“.

تقدم ليلي جلادستون أداءً للقوة المأساوية عبر شخصية  مولي بوركهارت، وهي امرأة أمريكية أصلية من قبيلة أوساج والتي أصبحت مثل كل شعبها، ثرية بشكل غير متوقع لأن الأرض الحجرية وغير الواعدة على ما يبدو في أوكلاهوما والتي سمحت السلطات لأوسيدج بالاستقرار فيها لديها احتياطيات ضخمة من النفط، لكنهم ما زالوا خاضعين لشرط "الوصاية" العنصري والطفولي: للمطالبة بالدخل وإنفاقه، يحتاج أفراد أوساج إلى توقيع أبيض، وهناك شيء آخر: مولي وعائلتها منزعجون بشدة من الأمراض الغامضة التي تقتل الناس أوساج واحدًا تلو الآخر.

 في وقت لاحق تم العثور على جثث ضحايا قتل أوسيدج، بما في ذلك أخت مولي الضالة آنا (كارا جايد مايرز)، التي تم تشريح جثتها بشكل غريب في الهواء الطلق، في مسرح الجريمة نفسه. في هذه الحالة، يصل شخص نزق  فاسد يدعى إرنست، يلعبه ليوناردو دي كابريو؛ رجل طموح وخاضع وغير ملائم في الأساس جشع وغبي وطيب، عاد إلى الولايات المتحدة بعد انتهاء خدمته في الحرب العالمية الأولى، وأتى إلى العقارات الشاسعة لعمه الثري الذي عرض عليه وظيفة للعمل جنبًا إلى جنب مع شقيقه الصعب براين (الذي يُلفظ بـ "ران ران")، والذي يؤديه سكوت شيبرد، الذي من الواضح أنه تم تطبيعه على نطاق واسع في أعمال العنف والفساد التي يترأسها العم.

الثري الذى يمتلك الماشية والاراضي وطموحات السيطرة  هو ويليام هيل، الذي يلعب دوره روبرت دي نيرو، رجل الاستياء المتكلس والذي يفضي إلى علاقاته الجيدة مع شعب أوساج، يستأجر هيل إرنست في منصب مساعده الغامض، والحاشية والعمل القذر، ويشجعه على المواعدة والزواج أيضًا من مولي، التي التقى بها إرنست بالفعل، الأمر الذي من شأنه أن يمنحه (وبالتالي هيل) مطالبة قانونية بشأن "حقوق رأس مولي"، كما تُعرف استحقاقاتها من النفط، وهكذا يبدأ زواج إرنست ومولي المحكوم عليه بالفشل، معقدًا بسبب المخاوف الرهيبة من والدة مولي المريضة، ليزي كيو (تانتو كاردينال)، التي لديها مشهد موت جميل بهدوء، مرض مولي هو أيضا عامل. ويزداد الأمر سوءًا بشكل غريب بسبب الدواء الذي قدمته هيل لها والذي يديره إرنست بينما كان دائمًا يبدي قلقه بشأن تدهور صحتها.

عندما يصبح الوضع سيئًا للغاية بحيث لا يمكن للسلطات الفيدرالية تجاهله، ترسل واشنطن ضابطًا من مكتب التحقيقات الوليد (الذي أصبح لاحقًا مكتب التحقيقات الفيدرالي). هذا هو توم وايت  الذي يؤديه جيسي بليمونز، لكن سكورسيزي يوضح لنا السياسة: يبدو أن ظهور المكتب المتأخر جزئيًا على الأقل، مسألة احتواء الوضع الصعب الذي يشمل البيض وشعوب أوساج الأثرياء، وتعزيز السيطرة الفيدرالية على ولاية أوكلاهوما الجديدة. 

كما فعل جلادستون ودي كابريو، فإن العلاقة بين مولي وإرنست بها نوع من الغثيان الروحي، إرنست صادق بشأن مشاعره تجاه زوجته بطريقته ، لكنها جزء من سياق سوء النية والعنف. علاقته الحقيقية هي بالطبع مع عمه، فهو بيتا لألفا الرجل الأكبر سنا بغرابة، بدأ دي كابيرو في الظهور مثل دونيرو ، مثل كلب يشبه سيده: نسخة أصغر سنا، ضحية شرير مع نفس الخوف والعداء ونفس فم مصيدة الفئران مع زوايا مقلوبة. قام عمه بإدخاله إلى الماسونيين، وفي القاعة الماسونية المحلية، بكل ما فيها من شعارات، يقود هيل إرنست البائس في مشهد للعقاب البدني عندما يخذله الشاب - وهو العقاب البدني الأكثر غرابة الذي والذى شاهدنا ما يشببة في فيلم – اف - . 

إن قاعدة هيل التي كانت مهتمة وحساسة تجاه أوساج، تخلق في الواقع خللًا كبيرًا في الاكتئاب، وإدمان الكحول والخروج على القانون، والمرض القاتل والقتل. تخلق جلادستون شخصية لمولي معيبة وتؤذي نفسها مع بعض الخجل من تعاونها مع مضطهدها. لديها كرامة وهدوء وترتفع فوق القذارة من حولها، لكن هذا الهدوء هو أيضًا جمود المرض. وهي تعلم أن إرنست لم يكن جيدًا أبدًا، لكنها كانت مفتونة وإغراءًا له على الرغم من ذلك.

يقدم سكورسيزي في المشهد الاخير  لقصته الرائعة، عبر مشهد  جريء لبرنامج إذاعي سريع الحساسية "جريمة حقيقية" يظهر فيه شخصيات أوسيدج يلعبها ممثلون بيض بفظاظة، هذا فيلم ممتع تمامًا، قصة يرى سكورسيزي أنها تاريخ سري للقوة الأمريكية، وباء عنف خفي يلوث منسوب المياه في البشرية، فيلم كبير وعمل سينمائي مصنوع عبر عين وفكر مبدع سينمائي ستظل اعماله وسيظل اسمه خالدة في ذاكرة السينما والفن السابع، وشكرا لمهرجان كان السينمائي الذى منحنا فرصة مشاهدة هذة التحفة الكبيرة التى اردها سكورسيزي خارج المسابقة الرسمية. 

 

####

 

عرض الفيلم المغربي (العصابات) في كان.. وجثة في الدار البيضاء

البلاد/ عبدالستار ناجي

يدهشنا المخرج المغربي كمال الازرق وهو يقدم تجربته السينمائية الاولي من خلال فيلم العصابات الذي عرض في تظاهرة نظرة ما في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته السادسة والسبعين، حيث يقدم هذا المخرج الواعد احترافية عالية عبر ذريعة تلك القصة التي قام بكتابتها واخراجها لتمرير الاسلوب الذي اراده والذي يكشف وبوضوح سافر عن موهبة واحترافية ومقدرة على تقديم القضية بعمق فني سيتوقف عنده الكثير من نقاد السينما العالمية والعربية بكثير من البحث والدراسة والتحليل.

فيلم العصابات عبر حكايته كما أسلفنا يبدو ذريعة لهذا المخرج الشاب لاكتشاف قدرته وموهبته وثقافته السينمائية العالية من خلال حكاية حسين او عصام اب وابنه الذين تجمع بينهم الظروف بعد خروج الاب من السجن ليكون ذلك اللقاء مدخل الى حادث اعتراضي يؤدي لاغتيال أحدهم وتكون مهمتم على مدى نهار والليلة كاملة التخلص من تلك الجثة لتقودهم رحلة الخلاص تلك الى العوالم السفلية لمدينة الدار البيضاء والمافيات المتعددة بالذات مافيا الكحول.

مغامرة سينمائية تقود ذلك الثنائي الى متاهات عوالم صعبة وقاسية اعتبارا من مواجهة المزاعين الى المافيات المختلفة والعصابات الصغيرة منها والكبيرة من التاكيد دائما عبر المؤشرات الجغرافية اننا في تلك المدينة المترامية الاطراف حيث تلك الجثة تظل في مهب الريح والمواقف الصعبة التى تجمع الاب مع ابنه.

علاقة بين جيلين وفكرين مختلفين وعلاقة مع واقع صعب وقاسي وكان الاب في بعض اللحظات يقول ( ليتني بقيت في السجن ) عن تلك الحرية التى قيدته وارهقته وتكاد تصيبة بالجنون لقسوة اللحظات التى تعصف بهما.

المخرج كمال الازرق في فيلمه العاصابات لا يتحذلق بل يمارس حرفته بعناية وتأن وكتابته بكل كثير من التحليل والعمق واشتغاله السينمائي بكعب عال علي صعيد ادارة الممثلين والفريق وتحريك الكاميرا ، وفي منطقة الممثلين نشير الى الايقاع العالي الذى عاشته تلك الشخصيات والاداء المتماسك المحافظ على الايقاع والتنامي وتطور الشخصيات والاحداث.

رحلة مجنونه مسعورة تعري كل شي بلا زيف وبلا تملق وبلا تغييب للاهداف التى عمل النص والفيلم بشكل عام على ايصالها بالذات فيما يخص العلاقة مع مدينة الدار البيضاء وعوالم الليل واسراره.

رحلة سينمائية تجعلنا امام موهبة سينمائية سيكون لها كثير من الشأن والمكانه اذا ما اكمل مشروعه السينمائية وحظي بالدعم والرعاية  والاسناد.

معه في الفيلم الثنائي ايوب العيد ( عصام ) و عبداللطيف مستوري ( حسين)، والذين عاشا الشخوص بتقمص عال وفهم لطبيعة العلاقة والاختلافات وايضا الهوة الواسعة بينهما ومقدرة كل منهما للتفاعل مع اللحظة ومتغيرتها.

خلف الكاميرا مدير التصوير المتميز امين برادا الذى اضاف الكثير من الحلول البصرية بالذات خلال مشاهد الليل وحركة الكاميرا مع ايقاع الموسيقي الرائع الذى يمثل ذات النبض المعادل للحلول التى قدمها المخرج.

في فيلم العصابات نحن امام مخرج مغربي عال الكعب لعله اهم وابرز الاكتشافات خلال السنوات الخمس الاخيرة لانه باختصار مخرج يمتلكة حلوله ولغته وايضا هويته وهنا الاهم.

 

البلاد البحرينية في

21.05.2023

 
 
 
 
 

كلمة و 1 / 2..

(فى يوم فى شهر فى سَنة) حكايتى مع (كان)

طارق الشناوي

فى كل عام حكاية تخطف الضوءَ فى مهرجان (كان) هذا العام أكثر من حكاية، رُغْمَ أننا بصَدد الدورة الأهم فنيًا، والأكثر حفاوةً بالسينما العربية.

على مدَى 31 عامًا أتابع المهرجان، بكل ما يجرى على الشاشة وكل- أيضًا- ما يدور فى الكواليس من حكايات متعددة، يتبَدّل جدول حياتى طبقًا للمهرجان، أصحو طبقًا لعرض أول فيلم وأنام بعد مشاهدة الفيلم الأخير، وعادة ما تصبح الأحلام بمثابة فيلم آخر إضافى.

مواعيد المهرجانات هى دستورى الدائم الذي لا أستطيع أن أخالفه مَهما كانت الأسباب، رُغْمَ ما أتكبّده من نفقات يزداد مُعَدلها عامًا بعد عام بسبب قوة «اليورو» مقارنة بالجنيه المصري، وأترحّم دائمًا على أيام (الفرنك) الفرنسى الطيب المتواضع الذي كان باستطاعة الجنيه المصري أن يتصدّى له ويواجهه ويقول له (قوم أقف وأنت بتكلمنى) أمّا اليورو فإن الجنيه لا يعرف سوى الخضوع أمام سطوته.

أتابع فى المهرجانات الأفلام والندوات وأيضًا الوجوه.. وجوه البَشر وأرَى كيف يرسم الزمن بصماته التي لا تمحى على وجوه زملائى، وأقول من المؤكد أنهم يشاهدون الزمن وهو ينطق بل يصرخ على ملامحى ولكنى أسارع بطمأنة نفسى وأسمع صوتى الداخلى يردد ربما يكون الزمن كريمًا معى أو بتعبير أدق أظن ذلك وأرجو ألا يخيب ظنّى.. أرَى شحاذة فى مدينة «كان» منذ 31 عامًا وهى تحمل طفلاً عمره عام وبَعد مرور كل هذه السنوات لا يزال الطفل فى عامه الأول، إنها تذكرنى بالشحّاذين فى بلادى يؤجرون طفلاً رضيعًا ويظل للأبد رضيعًا.. أرَى القاعات والأشخاص حتى الذين لا أعرفهم شخصيًا فأنا أراهم باعتبارهم من ملامح حياتى.. أتذكر أول مرّة سافرتُ إلى المهرجان عام 1992 كل الإجراءات تمّت قبل أيام قلائل من بداية المهرجان، ولولا أن المُخرج «عمرو عرفة» اعتذر قبل 48 ساعة عن المجىء للمهرجان ما كان من الممكن أن أجد حجرة خالية فى فندق.. جاء اعتذار «عمرو عرفة» المفاجئ لتحل مشكلة مهمة جدًا وهى العثور على فندق به حُجرة شاغرة، وذهبتُ إلى «كان» ودفعتُ ثمَن الإقامة بدلًا من «عمرو»، لا أدرى حتى الآن سر اعتذاره الذي أنقذنى من مهمة ثقيلة وهى البحث عن مكان فى «كان»!!

أتذكر وجوهًا عديدة كانت من مَعالم مهرجان «كان» ثم لم تعد تذهب للمهرجان، عددٌ منهم تخلص من حالة مَرَضية (اسمها إدمان «كان») أمّا أنا فلا أزال مدمنًا، ولا أستطيع أن أجد علاجًا.

فى المهرجانات نكتب عن الأفلام والندوات واللقاءات وحتى الكواليس بكل تفاصيلها لكننا لا نكتب عن أنفسنا وعمّا نشعر به، لسنا آلات تذهب لتغطية المهرجانات. أسعدُ بالأيام وأشعرُ بالشجن على الزمن الذي يُسرَق من بين أيدينا.. نعم المهرجان يعنى عيدًا وفرحة وبهجة وهو بالنسبة لى يحقق كل ذلك إلا أنه أيضًا يخصم من أعمارنا زمنًا.. أشعر بمرارة الأيام والسنوات المسروقة.. يغنّى عبدالوهاب أنا من ضيّع فى الأوهام عمره.. أمّا أنا فأقول أنا من ضيّع فى المهرجانات عمره.. ولا أجد فارقًا كبيرًا بين الأوهام والمهرجانات!!

الحكاية التي استقرت فى وجدانى هذه المرّة فى الدورة التي تحمل رقم (76)، هى ما حدث للنجم العالمى چونى ديب بمجرد الإعلان عن عرض فيلمه (چون دى بارى) فى الافتتاح، والعديد من المنظمات خاصة النسائية تهاجمه على اعتبار أنه مارَسَ السادية ضد طليقته أمبر هيرد، القضية عمرها نحو خمس سنوات، والقضاء الأمريكى أبرأ مؤخرًا ساحته تمامًا وصار على طليقته أن تدفع له على سبيل التعويض عدة ملايين من الدولارات، ورُغْمَ ذلك يهاجمون المهرجان الذي استضاف نجمًا بريئًا بحُكم القانون مدان بإرادة عدد من الجمعيات النسائية فى العالم!!

 

مجلة روز اليوسف في

21.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004