ملفات خاصة

 
 
 

افتتح الدورة برؤية تاريخية لحياة امرأة وملك

«جان دو باري» أخلص للحكاية وأثرى المشاهدين بواقعية

كانمحمد رُضا

كان السينمائي الدولي

السادس والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

«رسمياً، بدأ المهرجان» قال مايكل دوغلاس المُحتفى به في هذه الدورة بعد أن ألقى كلمة تحدّث فيها عمن أثر في شخصيّته من الممثلين (كارل مالدن ووالده كيرك دوغلاس) وعن تاريخه ممثلاً ومنتجاً. وتابع أن الإعلان عن بداية المهرجان لم يكن مخططاً له في تلك اللحظة، إذ كانت لا تزال هناك بعض الفقرات التي لم تُقدّم. كذلك لم يكن مخوّلاً، حسب مصادر، إطلاق هذا الإعلان لكنه تبرّع به ناشداً تعزيز حضوره.

شاركته الوقوف على المنصّة الكبيرة الممثلة كاترين دينوف حاملة 80 سنة من العمر، وباذلة الجهد لكي تجسّد نحو 60 سنة من التمثيل. دوغلاس (79 سنة) ودينوف ظهرا كما لو كانا في زيارة من التاريخ لمهرجان يجمع دوماً بين الماضي والحاضر، كل بتجلياته.

في كل الأحوال، كان الافتتاح السابق لعرض فيلم الافتتاح جيداً ومنضبطاً ومليئاً بالمشاهدين في الصالتين الكبيرتين. تضم الأولى المدعوّين من أبناء صناعة السينما حول العالم، وتشمل الثانية النقاد والصحافيين ومن عرف للدخول سبيلاً.

نجاح مشهود

تبع ذلك فيلم الافتتاح «جان دو باري» (Jeanne Du Barry) إخراج مايوَن وبطولتها بالاشتراك مع جوني دَيب في دور الملك هنري الخامس عشر.

مباشرة بعد اسم شركة الإنتاج الفرنسية (Why Not) يظهر اسم «مهرجان البحر الأحمر» كأول المساهمين في إنتاج هذا الفيلم التاريخي. هذا الظهور هو، في واقعه، إعلان حضور مهم لمؤسسة سعودية جادة في مجال احتلال موقعها المُستحق بين المؤسسات الكبرى كحدث وكمهرجان وكجهة تتطلّع للتعاون على تمويل أفلام ذات قيمة.

يسرد «جان دو باري» مرحلتين من مراحل حياة آخر عشيقات الملك هنري الخامس عشر. الأولى يمر عليها سريعاً وتمثّل نشأتها صغيرة وفي مطلع شبابها. والثانية تبدأ بتسلّل جان إلى حياة النافذين من أعيان فرنسا وتلقيها دعوة من الملك هنري لزيارته. ومن هنا كيف اتخذها الملك هنري الخامس عشر عشيقة له، وهي التي تنتمي إلى بيئة اجتماعية فقيرة وغير مثقّفة. ربما كونها آتية من خارج الحلقة الملكية والمجتمع المخملي كان، يوحي الفيلم، عنصراً لوله الملك بها. شاهدها وأعجبته. لم تتعلم قوانين وإرشادات القصر المعتادة في حضرة الملك، لكنه لم يأبه بذلك.

يواصل الفيلم سرد ما حدث في البلاط الفرنسي في قصر فرساي الشهير عندما رفضت بنات الملك (من زوجات سابقات جئن من خلفية اجتماعية أعلى شأناً) وجود جان دو باري واستحواذها على اهتمام وحب الملك.

الفيلم مشغول إنتاجياً على نحو جاذب يحتوي على استعراض شامل لكل تفاصيل الفترة وتصاميم المكان والملابس وكل ما ينتمي إلى الصورة زمنياً. يسجّل له كذلك حقيقة أن تصويره تم في أماكن الأحداث نفسها بنسبة كبيرة. هذا يعني استخدام قصر فرساي من الخارج بمساحاته الشاسعة والداخل بقاعاته الكبيرة وغرفه الوثيرة. تعرف المخرجة مايوَن شغلها حين يأتي الأمر لإخراج المشاهد كل على حدة، وتدرك كيف تحقق فيلماً جاذباً للانتباه يلعب على الشاشة بوصفه عملاً تاريخياً وكسيرة حياة على نحو متوازن.

على ذلك، هذا النجاح مشهود على صعيد الصنعة الفنية والإنتاجية تثير الإعجاب لدقتها وثراء بصرياتها أكثر مما هو ناضج على صعيد الدراما، التي تعرضها تبدو كما لو أنها فقدت هدفها متأرجحة بين سرد قصة حياة وسرد قصّة عامّة.

هناك، على سبيل المثال، مشاهد طويلة تدور حول مسألة رفض بنات الملك هيامه بامرأة من العموم، ومن دون مستوى ثقافي أو اجتماعي وما آل إليه هذا الرفض من ألم في صدر جان دو باري إلى أن (وبعد مشاهد عدّة تكرر صور هذا الرفض) يقبلن بها فجأة. وتحيد الحكاية عن الدرب قليلاً عندما يُقدّم صبي أفريقي صغير تهتم به دو باري على الرغم من سخرية وعنصرية بنات الملك حياله. هذا أيضاً يبدو نتوءاً في جسد الحكاية ولو إلى حين. يمر عارضاً ليترك تعليقاً ثم يمضي.

مسائل محورية

تخصيص مشاهد مطوّلة لبنات الملك وموقفهن من دو باري أساساً، يكشف عن سيناريو يبحث لنفسه عن نقطة ارتكاز درامية. الفيلم مشغول فنياً بقوانين الفيلم التاريخي، ومصنوع مع دراية كاملة بالتفاصيل الفنية والديكوراتية والتصاميم الدقيقة كافة. تلمع موهبة المخرجة مايوَن في العديد من المشاهد التي تتطلّب حنكة ومهارة في استخدام المشاهد للتعبير عن الفترات الزمنية المختلفة. البداية وحدها واعدة قبل أن ينفض العمل عن الرغبة في سرد حكاية لا تخلو من نزاع على هويّتها بين أن تكون قصّة حياة وقصّة تاريخ.

رغبة مايوَن أن يسود حضورها الفيلم ترك القليل مما يستطيع جوني دَيب فعله، على الرغم من أهمية دوره ووجود لحظات عاطفية تعزز حضوره. لكن ما لا وجود له هو تمكين الممثل من بلورة، ولو محدودة، لشخصيته ودوره يرتفع لمستوى ذاك الذي لدى مايوَن. حضوره بدني أكثر مما هو درامي. هناك انعكاس لدواخل شخصية مساندة هي شخصية مدير شؤون الملك لا بورد (بنجامين لافيرني) أكثر مما منحته المخرجة لشخصية الملك، التي كان عليها أن تؤدي دوراً موازياً لكي تتعمّق الحكاية عوض أن تبقى سرداً قصصياً.

بالنسبة لمايوَن ممثلة، تشير المصادر التاريخية إلى أن جمال جان دو باري كان باهراً، مما منحها القدرة على جذب الرجال إليها والانتقال من الدعة والفقر إلى مخالطة النبلاء وصولاً إلى هنري الخامس عشر نفسه. إذا كان هذا صحيحاً، ولا مانع أن يكون كذلك، فإن جمال الممثلة مايوَن ليس من النوع نفسه. المشكلة هي أن مايوَن ممثلة موهوبة وقادرة على حمل فيلم كبير كهذا من دون عناء كتشخيص وحضور، لكن يبقى هناك ذلك الشك حين المقارنة بين جمالها وجمال الشخصية التي تؤديها في الأصل، مما يترك فاصلاً غير محبب.

ثلاثة ممثلات لعبن هذا الدور نفسه في السابق، وكل منهن كانت أجمل كملامح من مايوَن: بولا نغري في «عاطفة» للألماني إرنست لوبيتش (1919)، ودولوريس دل ريو في «مدام دو باري» لويليام ديتيرل (1934)، وآسيا أرجنتو في فيلم صوفيا كوبولا «ماري أنطوانيت» (2006). هذا الأخير صوّر الصراع بين الملكة ماري أنطوانيت (لعبت دورها كيرستن دنست) وبين دو باري.

الفيلمان يتعادلان في بعض الجوانب، لكن إذا ما أخذنا العملين على نحو كامل، فإن «جان دو باري» أفضل عملاً، خصوصاً لناحية الفترة التاريخية وشخصيات الفيلم المتعددة كما الفيلم نفسه الإخلاص والنوعية الجمالية للعمل ككل.

استقبال جوني دَيب

ما تستعيض به الممثلة مايوَن إخلاصها لمشروع سعت إليه بكل جوارحها ومن ثَمّ مثّلته بتواضع يُلائم مصادر الشخصية. ربما هدفت للاستثئار بالبطولة وربما ليست بجمال دو باري ذاتها، لكن الفيلم، في نهاية مطافه عن امرأة أحبّت «ملكها» (كما نعته) وأخلصت له، وفي سبيل ذلك لم تحاول أن تبدو أي شيء آخر سوى ما تطرحه. ليس هناك من مشاهد مفعمة بالرغبة في احتلال الأهمية ولا تلك اللقطات التي تخصّها وحدها، إلا في تلك المواضع الضرورية. إلى ذلك، اختصار مراحل حياة دو باري إلى مرحلتين، قصيرة وسريعة، وأخرى تحتل معظم الفيلم، هو فعل جيد من مخرجة تدرك أن أفضل سبيل هو التركيز على الفترة الأهم وهي تلك التي أمضتها مع الملك لست سنوات حتى وفاته.

إلى ذلك، أحسنت مايوَن الابتعاد عن الفانتازيا في معالجتها للحكاية. كان بإمكانها تحقيق فيلم يتلاعب بالمشاهد بصرياً ويخرج عن الواقع درامياً، لكنها أبت أن تفعل ذلك وانحازت لفعل جاد رغم ما سبق ذكره من عثرات. إلى ذلك، فإن المشاهد العاطفية تأتي صادقة ومحافظة. فيلم آخر، بين يدي مخرج آخر، كان سيستغل ما يمكن استغلاله لمشاهد جنسية لتأجيج تأثير سهل.

وأحسنت مايوَن، مخرجة، الابتعاد عن الفانتازيا في معالجتها للحكاية. كان بإمكانها تحقيق فيلم يتلاعب بالمَشاهد بصرياً ويخرج عن الواقع درامياً لكنها أبت أن تفعل ذلك وانحازت لفعل جاد رغم ما سبق ذكره من عثرات.

في حين لم يتسنَ لجوني دَيب لعب الدور المطلوب في الحكاية، إلا أن استقباله من قِبل الجمهور قبل دخوله صالة العرض كان حافلاً. صاحبته الكاميرا وهو يوقع صفحات ويمنح الجميع فرصة التقاط «سيلفي» معهم مبتسماً وهادئاً.

قبل وصوله بأيام قليلة جرت محاولة لانتزاع ذلك الجمهور منه وانتقاد حضوره واستقباله بسبب المحكمة التي شغلت الرأي العام والإعلام قبل أشهر تبعاً لقضية رفعتها زوجته السابقة الممثلة أمبر هيرد ضدّه.

التقط الإعلام الفرنسي الراية ووسع دائرة الانتقاد ضد دَيب. زكّى كل ذلك رسائل احتجاج تنتقد استقبال إدارة المهرجان للممثل.

في طبيعة الحال لم يكن جوني دَيب على دراية بأي من الطرفين سيؤثر أكثر على حضوره. المنتقدون والمحتجون أو الجمهور الذي احتشد للترحيب به. لكنه وظّف المناسبة جيداً لصالحه قبل دخول قاعة العرض الكبرى وجلس في مقعده المخصص مع فريق الفيلم متابعاً باهتمام.

حين انتهى الفيلم هب الحاضرون في القاعة الكبرى مصفّقين له. وقفوا للتحية ووقف بدوره متوجهاً إليهم بابتسامة وعينين مغرورقتين بالدموع. فبعد تلك المحنة التي كادت أن تعصف به يشهد تجدد الثقة به وهو موقف لا يمكن أن يُمحى من ذاكرته.

 

####

 

منى زكي تُطل في «كان»... وتجذب الأنظار بمصر

تعليقات من فنانين ومتابعين تحتفي بفساتينها «الأنيقة»

القاهرةإنتصار دردير

جذبت إطلالات الفنانة المصرية منى زكي في مهرجان «كان» السينمائي الأنظار في مصر، وسط تعليقات من فنانين ومتابعين أشادوا بظهورها اللافت وأناقتها. وظهرت منى في الصور وقد غطت «جبيرة» ذراعها الأيسر، التي لا تزال تحت العلاج منذ إصابتها خلال تصوير مسلسل «تحت الوصاية»، ورغم ذلك فقد بدت منطلقة بسعادة وظهرت بثلاث إطلالات، ارتدت في إحداها فستاناً قصيراً للسهرة باللون أسود، كما تألقت في النهار بفستان منقط باللونين الأبيض والأسود، بينما ظهرت مساء على السجادة الحمراء خلال حفل الافتتاح بفستان مستوحى من مسلسل «تحت الوصاية» وبألوان تتقاطع مع ألوان موجات البحر لمصمم الأزياء اللبناني زهير مراد. كما التقطت صوراً لها من شرفة غرفتها بفندق «مارتينيز» حيث تقيم في مدينة كان، وظهر البحر في خلفيتها.

ونشرت منى زكي صورها على حسابها الرسمي بموقعي «إنستغرام» و«فيسبوك» حيث توالت تعليقات الفنانين، ما بين إشادة بأناقتها وتمنيات لها بالشفاء، فكتبت الفنانة المصرية أنغام عبر خاصية «ستوري» في موقعها على «إنستغرام»، «قمر مصر». وعلقت الفنانة المصرية غادة عادل عبر صفحتها على «إنستغرام» بقولها: «قمر، ألف سلامة حبيبتي». وكتبت الفنانة المصرية شيماء سيف عبر صفحتها على «إنستغرام»، «ألف سلامة». وقالت الإعلامية السعودية لجين عمران عبر صفحتها على «إنستغرام» «سلامتك، ألف سلامة». في حين احتفى متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي بفساتينها «الأنيقة» وإطلالاتها. وتحضر منى زكي المهرجان بصفتها سفيرة لواحدة من كبرى شركات مستحضرات التجميل الفرنسية في العالم، التي تعد أيضاً من بين رعاة المهرجان.

وأشادت الناقدة المصرية، ماجدة خير الله، بـ«إطلالة» منى زكي، التي اتسمت بالأناقة والرقي، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن «شركة مستحضرات التجميل العالمية التي تعد منى سفيرة لها، تختار بعناية سفراءها من النجمات العالميات الأكثر شهرة وتأثيراً في بلادهن، ومن بينهن النجمة الهندية إيشوريا راي، والنجمة البريطانية الكبيرة هيلين ميرين، وتُقدّمن في المهرجان بصفتهنّ ممثلات مؤثرات في مجتمعاتهن».

ورأت ماجدة أنه «من المهم أن تستثمر منى وجودها في تظاهرة مهمة على هذا النحو وتشاهد أفلاماً تنتمي لمدارس سينمائية من مختلف دول العالم، لا سيما أن هذه الدورة من المهرجان تشهد حضوراً نسائياً كبيراً، سواء عبر أفلام أخرجتها نساء أو تطرح قضايا تخص المرأة»، مشيرة إلى أن «الفنانة المصرية لبلبة كانت من أكثر الفنانات مواظبة على حضور مهرجان (كان) على مدى سنوات طويلة، وكذلك الفنان المصري محمود حميدة».

وحققت منى زكي نجاحاً لافتاً خلال موسم دراما رمضان الماضي بدورها في مسلسل «تحت الوصاية» الذي جسدت من خلاله دور امرأة بسيطة يتوفى زوجها تاركاً لها طفلين، ويُوضع ميراث أولادها تحت وصاية الجد والعم. وتستعد منى لانطلاقة سينمائية مهمة إذ تنتظر عرض ثلاثة أفلام لها هي «الجواهرجي» أمام محمد هنيدي، ولبلبة، من إخراج إسلام خيري؛ و«القاهرة - مكة» مع محمد ممدوح، وخالد الصاوي، والفيلم من إخراج هاني خليفة؛ و«السرب» أمام أحمد السقا، ونيللي كريم، وهو من إخراج أحمد نادر جلال.

 

####

 

«هيئة الأفلام» تدشّن جناح السعودية المشارك في مهرجان كان السينمائي

الرياض: «الشرق الأوسط»

دشّنت هيئة الأفلام الجناح الوطني المشارك في الدورة الــ76 من مهرجان كان السينمائي الدولي المقام خلال الفترة من 16 إلى 26 مايو (أيار)، وتُسلّط الهيئة عبر هذا الجناح الضوء على صناعة السينما السعودية التي تشهد إقبالاً متزايداً في شباك التذاكر، ونمواً قياسياً في نشاط إنتاج الأفلام.

وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبد الله آل عياف أن هذه المشاركة تأتي بعد عام ناجح من تطوير عروض صناعة السينما المحلية، والمساعي التي تبذل للوصول إلى مركز عالمي لإنتاج الأفلام والمواهب، مشيراً إلى أن إيرادات المملكة من شباك التذاكر الأسرع نمواً في الشرق الأوسط حالياً.

وأشار إلى الاهتمام المتزايد بالقصص المحلية التي تُروى عبر عيون مجموعةٍ جديدة من صانعي الأفلام المتحمسين، يدفعها مساعٍ للتعاون مع صناع السينما الدولية وإقامة شراكات عالمية، وتقديم عروض للتصوير داخل المملكة، والاحتفاء بصناعة السينما.

ويضم الجناح السعودي الواقع في القرية الدولية مجموعة من أهم الجهات المحلية في قطاع السينما، ومن بينها صندوق التنمية الثقافي، ووزارة الاستثمار، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي، وإدارة فيلم العُلا، وشركة نيوم، ومهرجان أفلام السعودية، وأستوديوهات MBC، كما يضم الوفد المشارك مجموعةً من المواهب السعودية الواعدة في صناعة الأفلام التي أنهت إنتاج أعمالها الطويلة مؤخراً، وأسهمت في تطوير ثقافة صناعة الأفلام المحلية.

وتُنظّم الهيئة سلسلةً من الأنشطة والفعاليات خلال المهرجان، ومن بينها فعالية «بضيافة المملكة» على شاطئ النخيل بمدينة كان مستضيفةً خلالَها عدداً من الخبراء في مجال صناعة الأفلام، والمنتجين والمخرجين، ووفد المملكة المشارك؛ للبحث في فرص التعاون، كما يُنظّم الجناح جلستين حواريّتين تتناولان عدة موضوعات ومحادثات مع شركاء قطاع الأفلام، تأتي الأولى منها بعنوان: «قطاع السينما في المملكة»، والثانية بعنوان: «صور في السعودية»، كما ستقيم الهيئة جلسة «الطاولة المستديرة» التي ستكون بالتعاون مع مجلة سكرين، وبحضور عددٍ من المنتجين في قطاع السينما؛ وذلك لمناقشة الاستثمار في الأسواق الناشئة.

وكانت هيئة الأفلام قد أطلقت برنامجها التنافسي لحوافز الاسترجاع النقدي بنسبة 40 في المائة العام الماضي في مهرجان كان؛ لتشجيع منتجي الأفلام المحليين والإقليميين والدوليين لإقامة أعمالهم الإبداعية بالمملكة، ودعم نموّ قطاع الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وزيادة قدرته على المنافسة في الساحة الدولية؛ ليُسهم إلى جانب مواقع التصوير المتنوعة والبنية التحتية ذات المستوى العالمي والزيادة في طواقم العمل الماهرة في النمو الملحوظ في إنتاج الأفلام خلال الربع الأول من عام 2023.

وتحتلّ السعودية الصدارة كأفضل سوقٍ بالشرق الأوسط بعد مرور خمس سنوات على إعادة فتح دُور السينما، لترتفع حصة إيراداتها من 15 في المائة إلى أكثر من 40 في المائة من إيرادات الشرق الأوسط، وكشفت مؤخراً إحصائيةٌ من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع عن أن إجمالي إيرادات شباك التذاكر لدُور السينما السعودية في عام 2022 بلغ حوالي 250 مليون دولار، بزيادة 9 في المائة مقارنة بالعام السابق، وتصَدّر فيلم «Top Gun Maverick» شباك التذاكر بأكثر من 20 مليون دولار من مبيعات التذاكر، متجاوزاً بذلك العدد الإجمالي للتذاكر المُباعة، والتي بلغت 14 مليون تذكرة.

وحقق القطاع نتائج إيجابية، فقد صنع استوديو تلفاز الفيلم الكوميدي الأخير «سطّار» الذي تدور أحداثه حول عالم المصارعة الحرة، محطّماً الأرقام القياسية ليصبح أبرز فيلم سعودي حتى الآن، وحاصداً أرباحاً هائلة أهّلَته ليكون من بين أكثر خمسة أفلام ربحاً في المنطقة بأكثر من 900 ألف تذكرة مُباعة تُقدّر قيمتها بأكثر من 10 ملايين دولار.

ووفّرت المملكة مواقع تصوير مميزة لأفلامٍ هوليوودية كبرى، حيث استضافت «العُلا» فيلم الحركة والإثارة «قندهار» للمخرج ريك رومان ووه، من بطولة جيرارد بتلر، والمقرر إصداره عالمياً في 26 مايو، وفيلم الإثارة «ماتش ميكر» من إنتاج نيتفليكس، كما تَبرُز «نيوم» كأكبر منشأة حديثة بالمنطقة، بأربع مراحل تشغيلية، وست مراحل أخرى من المقرر افتتاحها بحلول نهاية عام 2023، مُقدِّمةً الدعم لما مجموعُه 30 إنتاجاً؛ منها فيلم الملحمة التاريخي «محارب الصحراء» لروبيرت وايت، وبطولة أنتوني ماكي، ومسلسل المغامرة الخيالية «رايز أوف ذا وتشيز» -أكبر مسلسل تلفزيوني أُنتج بالتعاون مع طاقم عمل سعودي-، وفيلم الكوميديا «دونكي» من إخراج راجكومار هيراني وبطولة النجم العالمي الشهير شاروخان.

يُذكر أن المملكة تستضيف مهرجانين سينمائيَّين سنوياً، فقد تميز «مهرجان أفلام السعودية» في نسخته التاسعة المُقام في مركز إثراء بالظهران، ليصبح نقطة انطلاقٍ حاسمة لأصواتٍ جديدة وشَغوفة.

كما حقق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في نسخته الثانية نجاحاً باهراً، وحظِيَ بإشادةٍ واسعة لدوره في تعزيز مجال صناعة الأفلام وأحداثها، عارضاً 143 فيلماً من 66 دولة، منها سبعة أفلام سعودية جديدة، و16 فيلماً محلياً قصيراً.

 

الشرق الأوسط في

17.05.2023

 
 
 
 
 

«بوستر» المهرجان للفرنسية «كاترين دينيف».. والضوء للأمريكى جونى ديب

طارق الشناوي

مع انطلاق فعاليات مهرجان (كان)، الذى افتتح أمس دورته التى تحمل رقم (76)، تعودنا طوال تاريخ المهرجان أن تصاحبه المظاهرات حول القصر، ويختلط الأمر بين الحالة الفنية والسياسية والاجتماعية.. كل فئة لديها مطلب ما، تجد فى فعاليات المهرجان فرصة للتعبير.. كل من لديه إحساس بالظلم، كثيرًا ما يجد فى حالة المهرجان فرصة لا تعوض من أجل جذب الانتباه، ومن ثم وصول رسالة الاحتجاج لدائرة أوسع تشمل العالم كله وبمختلف اللغات.. أغلب الفضائيات بين الحين والآخر تعيد تغيير المؤشر من رصد النشاط الثقافى والفنى المتلاحق فى أجندة المهرجان إلى نقل المظاهرات على الهواء مباشرة.. الحدث غير المتوقع عادة هو الذى يحقق (التريند)، وما أكثر تلك الأحداث التى تعودنا عليها فى مهرجان (كان).

تعيش فرنسا تحت سطوة قدر لا ينكر من الغضب، بسبب تطبيق قانون المعاش التقاعدى الجديد الذى يدافع عنه بضراوة الرئيس الفرنسى ماكرون، وأقره مجلس الشيوخ بفارق ضئيل من الأصوات؛ وهو ما يعنى أن الرأى العام لا يزال منقسمًا حول جدوى تطبيق هذا القانون، ويحاول المتظاهرون إقناع عدد أكبر بعدالة قضيتهم.

ترتفع سن الإحالة المعاش من 60 إلى 62 عاما، كما يؤخر القانون أيضا تسلم راتب التقاعد كاملا من 65 عاما إلى 67 عاما.. قطاع كبير من المواطنين الفرنسيين لديهم قناعة بأن هذا القانون هو عدوهم الأكبر، ولهذا يهاجمونه بعنف، بينما قطاع من الشعب يؤيده قطعًا، ولكن دائما الصوت الرافض هو الأعلى.. وهكذا أصدر مجلس مدينة (كان) قراره بمنع التظاهر حول قصر المهرجان من فجر أمس ويستمر حتى يوم 28، مع إسدال ستار نهاية الأحداث.. حق التعبير عن الرأى مكفول، ولكن هناك تأثيرًا سلبيًا ينعكس على حال البيع والشراء، بسبب هذا التكدس البشرى الذى يؤثر سلبًا على تدفق الحركة فى الشوارع.

المدينة السياحية (كان) تعتبر المهرجان هو أكبر مصادر انتعاش الحياة الاقتصادية، وعندما يعلو صوت المظاهرات يخفت الإقبال على المحال، ولهذا اضطر هؤلاء المتضررون لإصدار هذا القرار من خلال الغرف التجارية التى تمثلهم. تعوّد المتظاهرون الرافضون للمعاش التقاعدى على التعبير عن غضبهم فى الشوارع بوضع (كسرولة) على رأس المتظاهر حتى يصبحوا مميزين، وفى نفس الوقت تحمى رؤوسهم من أى اعتداء.. تعودنا عندما ننقل صورة ساخرة عن مستشفى الأمراض العقلية نضع تلك الكسرولة على رؤوس سكان المستشفى.. وهو قطعًا تعبير ساخر أراده المتظاهرون.

قرار المنع يسرى فقط على الدائرة القريبة من قصر المهرجان، ورغم ذلك، فلقد تم الاتفاق على أكثر من مظاهرة تبتعد نحو كيلومتر بعيدا عن المركز الرئيسى لفعاليات (كان). كثيرا ما كنا نلاحظ تدفق العديد من المظاهرات حول القصر للتعبير عن الغضب، مثلًا (الكومبارس) أو فنانى السيرك وغيرهم فى أكثر من دورة أعلنوا الاحتجاج.

أحيانًا أيضًا عدد من الأعياد الموسمية أشاهدها فى أيام المهرجان مثل: (يوم الأحضان المجانية)، وفى ذلك اليوم لو تصادف تواجدك أمام قصر المهرجان فى الفترة الزمنية بين فيلم وآخر، سوف ينالك حضن نسائى، وأنت وحظك.. لا تثق كثيرا فى مثل هذه الأحضان المجانية، فأغلب من يمنحن الأحضان هن أيضا من أصحاب المعاشات التقاعدية، كما أن هذه التظاهرات كثيرا ما تتحول إلى توجيه نداء للدفاع عن حقوق المرأة.

ورغم أن المهرجان فى الدورات الأخيرة، وتلك الدورة تحديدا، منح المرأة أكبر مساحة من الحضور فى المسابقة الرسمية وغيرها من المسابقات الموازية، ولكن كالعادة تظل هناك الرغبة النسائية فى الحصول على المزيد.

فى العديد من دورات المهرجان، كثيرًا ما يعلو الصوت المطالب بزيادة مساحة الحفاوة بالسينما الفرنسية وأيضا نجومها، فرنسا هى مهد السينما فى العالم، شهدت بداية اختراع (الفن السابع) مع أول عرض سينمائى فى (جراند كافييه) مقابل 2 فرنك، وهى العملة الفرنسية قبل (اليورو)، السينما انطلقت على يد الأخوين لوميير لويس وأوجست فى 28 ديسمبر 1895، بينما الجمهور الفرنسى مثل أغلب الجماهير فى العالم يعتبر أن النجومية الحقيقية تساوى (هوليوود).

أيقونة هذه الدورة كاترين دينيف، صورتها هى (بوستر) المهرجان، بينما نجوم هوليوود يضيئون المهرجان، بدايةً من بطل فيلم الافتتاح (جان دو بارى) جونى ديب، إلى الحاصل على سعفة كان التذكارية مايكل دوجلاس، والعديد من نجوم هوليوود، سوف يتألقون على السجادة الحمراء.

ونكمل الرحلة غدًا!.

 

المصري اليوم في

17.05.2023

 
 
 
 
 

جوني ديب يفتتح "كان" باحتفال شعبي وسجال مفتعل

النجم الأميركي تخطى أزمة المحاكمة ببراءته وعلاقته بالمخرجة لم تخل من توتر

هوفيك حبشيان

بعد عام على المعركة القضائية بين جوني ديب وطليقته أمبر هيرد، عاد أمس الممثل الأميركي الشهير إلى الأضواء من بوابة مهرجان "كان" السينمائي (16 - 27 مايو/ أيار) مفتتحاً الدورة السادسة والسبعين بفيلم "جانّ دو باري" للمخرجة الفرنسية مايوان حيث يلعب دور الملك لويس الخامس عشر. حظي ديب باستقبال الأباطرة، منذ اللحظة التي وطأ فيها على جادة الكروازيت، حيث مجموعة كبيرة من الناس كانت تجمهرت لإلقاء التحية عليه والتقاط الصور معه أو الفوز بتوقيع بخط يده. حرص ديب، كعادته، على تلبية رغبات أكبر عدد ممكن من المعجبين والمعجبات. خصص لحظات طويلة لمقابلة الناس قبل ان يدخل مع فريق الفيلم إلى صالة "لوميير" لحضور الافتتاح. وشوهد يذرف دمعة على خده بعد انتهاء عرض الفيلم.

استقبال جماهيري

هكذا كان المشهد مساء أمس أمام قصر مهرجان "كان": استقبال جماهيري حاشد لفنان فرشت له السجادة الحمراء بعدما عاش أزمة شخصية، وأضحى حديث الجميع لأسابيع عدة، بعدما بُثت وقائع المحاكمة مباشرةً وتابعها ملايين على وسائط التواصل الاجتماعي. أمس، خرج ديب من صفحات القضاء في الجرائد عائداً إلى صفحته المفضلة، السينما. لكن، رغم أنه تمت تبرئته من تهم العنف الأسري التي كانت موجهة إليه، فلا تزال أصداء القضية تطارده إلى المهرجان، وبعض الاعلاميين حاولوا في الأيام الماضية إقحام القضية في سياق الحديث عن فيلم الافتتاح. خلال لقاء الصحافيين مع المدير الفني تييري فريمو، جرى عشية الإفتتاح، سألت مندوبة مجلة أميركية عن الدافع خلف اختيار فيلم يمثل جوني ديب بطولته علماً أن "صورته في أميركا ليست إيجابية"، فجاء رد فريمو حاسماً: "نحن نشاهد فيلماً ونختاره. إني أؤمن بحرية التعبير التي تمارَس تحت سقف القانون. لو كان جوني ديب ممنوعاً من العمل وكان الفيلم نفسه ممنوعاً، لما تحدّثنا عنه. هذا كلّ ما في وسعي أن أقوله، وإذا كان هناك شخص واحد لم يتابع قضية جلسات محاكمة ديب، فهو أنا. لا أعرف حتى عمّا تتحدّث. أهتم بجوني كممثّل".

قضية جوني ديب لم تكن الوحيدة التي ألقت بظلالها على فيلم الإفتتاح. فالمخرجة مايوان التي سبق أن عرضت عدة أفلام في "كان"، أثارت بلبلة بعدما اعتدت على الصحافي الشهير إدوي بلينيل وبصقت على وجهه خلال وجوده في مطعم باريسي خلال فبراير (شباط) الماضي. ونقلت الصحف أن بلينيل رفع دعوة عليها عند السلطات المختصة. أما سبب هذا الإعتداء، فمن المرجح أن المقالات التي نشرتها الصحيفة الإلكترونية "ميديابار" (بلينيل من مؤسسيها) عن لوك بوسون (طليق مايوان وأبو ابنتها) متهماً إياه بالاغتصاب، هي التي دفعتها إلى هذا التصرف.

تُضاف إلى هذا كله الخلافات التي نشبت خلال التصوير بين مايوان وديب، والتي عادت المخرجة ووضعتها في خانة الإختلافات في نمط العمل بين أميركا وفرنسا. روت مايوان أنه كان ممنوعاً عليها طرق باب حجرة ديب خلال التصوير لإبلاغه ببدء التصوير، ومع ذلك خالفت هذا "العرف" ذات يوم، قبل أن تشرح لديب أن المخرج هو صاحب القرار في فرنسا، خلافاً لأميركا حيث الممثّل لا يخضع لأوامره. 

جو متشنج

هذه الأجواء المتشنجة لم تكن مثالية لعرض الفيلم والحديث عنه كعمل فني، ذلك أنها انعكست سلباً على العمل ومنعت البعض من إبداء رأي موضوعي فيه، بعيداً من الشخصنة. ولكن، يجب ألا ننسى أن في "كان"، عدداً كبيراً من الإعلامين ممن يبحثون عن السبق الصحافي والأخبار السطحية، والقليل ممن يكتبون عن الأفلام من وجهة نظر نقدية. 

يعود بنا "جانّ دو باري" إلى القرن الثامن عشر لنتابع الحكاية الكاملة لجانّ فوبرنييه، فتاة من الشعب وابنة طباخة، استطاعت دخول البلاط الملكي، وإغواء الملك لويس الخامس عشر مستخدمةً سحرها، قبل أن تصبح محظيته وتنال لقب كونتيسة، لينتهي أمرها بعد موت الملك تحت المقصلة عند قيام الثورة الفرنسية. الفيلم الذي يخرج في كل فرنسا بالتزامن مع عرضه في "كان" يمكن اختصاره بثلاثة أسطر، لكنه مشهدياً أكثر من هذا بكثير، وهو يمتد على ساعتين من الاستعراض السينمائي الذي يثير المتعة. متعة المشاهدة أقوى من أي شيء آخر في هذا المشروع الضخم والطموح الذي كان يسكن مايوان منذ سنوات، علماً أنه كلّف 20 مليون يورو لسرد قصة امرأة استثنائية صورتها امرأة أخرى بعدما رأت فيها مصيراً استثنائياً، وكان عليها بالتالي انتشالها من النسيان ورد الإعتبار إليها، خصوصاً أن أفلاماً أخرى، منها "ماري انطوانيت" لصوفيا كوبولا، كانت تعاملت معها كشخصية ثانوية. 

ينطلق الفيلم مع عرض لأبرز محطات سيرة هذه الفتاة الطموحة، من نشأتها في دير للراهبات ثم كيفية تثقيفها على يد رجل يأخذها تحت جناحه، فصعودها الاجتماعي التدريجي إلى الذروة. ولكن عليها مواجهة المحيطين بالملك، لا سيما بناته اللواتي يُكنّ كرهاً لها لكونها تأتي من أصول متواضعة. لكن، جانّ، بطابعها الصلب وعفويتها وقدرتها على دبّ الروح أينما حلّت، تصر على أنها تستحق هذه المكانة محدثةً قطيعة مع ماضيها. ولعل أجمل ما في الفيلم هو أننا نرى حياة القصر وبروتوكولاتها من وجهة نظرها، مما يجعلنا نتماهى معها وهي تدخل إلى هذا المكان التاريخي الذي هو قصر فرساي.

تروي مايوان الحكاية بصيغة تذكّر بـ"باري ليندون"، رائعة ستانلي كوبريك، وهو الفيلم الذي تعترف أنه شكّل صدمة لها يوم شاهدته للمرة الأولى. على غرار فيلم كوبريك، تستعين بالتعليق الصوتي الذي يسبق أحياناً الأحداث، وبحركات كاميرا مدروسة ودقيقة تثير الإبهار، وكذلك بحس جمالي يفرض نفسه منذ اللحظة الأولى. أما على مستوى المضمون، فنحن أمام شخصية تشبه إلى حد بعيد شخصية باري ليندون، في طموحها وتسلقها، ثم سقوطها وانهيارها. لا يمكن المُشاهد الذي لا يعرف فيلم كوبريك أن يرى هذا التشابه، ولكنه بديهي لأي سينيفيلي، هاوي سينما. 

بيد ان الفيلم ليس فقط عن صعود شخصية طموحة وتقهقرها، بل ينطوي على موضوعات مثل صراع الطبقات في فرنسا القرن الثامن عشر، والعلاقة بين صاحب سلطة وصاحبة سلطة من صنف آخر. صُوِّر الفيلم في قصر فرساي ليوفّر رحلة عبر الزمن في ذلك الصرح الكبير، مع ما يحفل من شخصيات ملكية قد تبدو مضحكة اليوم بسبب ملبسها وطبقات البودرة على وجوهها، وكيف تضحك أو تغضب.

كل هذه الصورة التي يرسمها الفيلم تقع في منتصف الطريق بين الهجاء المقصود والسقوط الوشيك في فخ الكاريكاتور. هذا كله يقع بعيداً في الزمن، ومع ذلك يمكن لمسه على الشاشة، بفضل استعادة ستغدو حتماً موضوع نقاش بين المؤرخين والمتخصصين بالتاريخ الفرنسي في الأيام القادمة. ما يهمنا نحن ليس القراءة التاريخية للأحداث، بل ما فعلته مايوان من كل العناصر المتداخلة، خصوصاً أنها أردات فيلماً تاريخياً لا يقف عند الماضي، بل يتردد صداه في الواقع المعاصر.

 

الـ The Independent  في

17.05.2023

 
 
 
 
 

جوني ديب ينتقم: لست بحاجة لهوليوود بعد الآن

العربية.نت - وكالات

بنبرة ساخرة، فيها ملامح انتقام لما عاناه على مدى السنوات الماضية من تهميش، جراء ما وصفها بادعاءات كاذبة، أكد الممثل العالمي الشهير جوني ديب أنه لم يعد بحاجة لهوليوود.

وقال بعد يوم من العرض الأول لأول أفلامه منذ ثلاث سنوات، في مهرجان كان السينمائي، اليوم الأربعاء، ردأ على أسئلة الصحفيين، حول ما إذا كان شعر بالمقاطعة: هل شعرت بأن هوليود قاطعتني؟ يجب أن تكون ميتا لتشعر بغير ذلك".

كما أضاف في ظهور نادر لتلقي أسئلة الصحفيين بعد ليلة الافتتاح التي عرض فيها فيلمه "جيان دو باري" الذي يلعب فيه دور الملك لويس الخامس عشر" عندما يطلب منك أن تتنحى عن فيلم بسبب ادعاءات، وكلمات جوفاء في الهواء، نعم تشعر بأنك تعرضت للمقاطعة."

إلى ذلك، أكد أن ما كُتب في حقه كان بجزء كبير منه "ضرباً مريعاً من الخيال".

ضرب من الخيال

وأردف أنّ "ثمّة أناساً يريدون تصديق ما يحلو لهم، لكنّ الحقيقة لا تتبدل فخلال السنوات الخمس أو الست الفائتة، أكثرية ما قرأتموه كان ضرباً مريعاً من الخيال".

أما لدى سؤاله عن حقيقة مشاعره خلال السنوات الأخيرة، فاعتبر أن ما حصل معه اشبه بـ"دعابة سيئة". وسخر من عبارة "العودة" التي استخدمتها وسائل الإعلام لوصف استئنافه نشاطه السينمائي. وقال "يبدو أنّ لديّ 17 عودة حتى الآن... أنا لم أذهب إلى أي مكان".

كما أبدى "فخراً كبيراً" بمشاركته في فيلم "جيان دو باري"، معتبراً أن المخرجة مايوين كانت "جريئة جداً لأنها اختارت رجلا من ولاية كنتاكي الأميركية لتجسيد شخصية لويس الخامس عشر"، ومشيداً بـ"صبرها" معه خلال التصوير.

أقصي بسبب طليقته

وكان ديب أقصي عن تصوير أفلام جديدة من جانب شركات الإنتاج الهوليوودية إثر المحاكمة التي تواجه خلالها مع طليقته أمبير هيرد على خلفية اتهامات بالعنف الأسري.

إذ طلب منه التنحي عن سلسلة أفلام "وحوش رائعة" المشتقة من عالم "هاري بوتر".

لكن الرجل الشهير البالغ من العمر 59 عاما، عاد بقوة إلى عالم السينما من بابه العريض يوم الثلاثاء مع مروره على السجادة الحمراء برفقة فريق العمل الذي افتُتحت به فعاليات المهرجان السينمائي بنسخته السادسة والسبعين.

وقد حظي ديب بترحيب حار بين كوكبة من النجوم الكبار من أمثال أوما ثورمان ومايكل دوغلاس وكاترين دونوف، خلال افتتاح المهرجان، رغم انتقادات جهات نسوية لهذا الاهتمام الممنوح لشخصية شكّلت موضع ملاحقة قضائية بتهمة العنف الأسري.

فيما استعاد نجم فيلم "بايرتس أوف ذي كاريبيين"، طقوس المرور على السجادة الحمراء، والتقط سلسلة صور سيلفي ووقّع إهداءات للحاضرين، قبل حضور حفلة الافتتاح.

 

العربية نت في

17.05.2023

 
 
 
 
 

جوني ديب يرد في كان على منتقديه ويصف ما يقال عنه بأنه "ضرب مريع من الخيال"

أ. ف. ب. كان (فرنسا):

رد الممثل الأميركي جوني ديب الأربعاء في مهرجان كان السينمائي على منتقديه، مؤكداً أن ما كُتب في حقه كان بجزء كبير منه "ضرباً مريعاً من الخيال".

وأكد خلال مؤتمر صحافي خُصص لفيلم "جان دو باري" للمخرجة مايوين والذي يجسد فيه شخصية الملك لويس الخامس عشر، أنّ "ثمّة أناساً يريدون تصديق ما يحلو لهم، لكنّ الحقيقة لا تتبدل (...) خلال السنوات الخمس أو الست الفائتة، أكثرية ما قرأتموه كان ضرباً مريعاً من الخيال".

وبعد إقصائه عن تصوير أفلام جديدة من جانب شركات الإنتاج الهوليوودية إثر المحاكمة التي تواجه خلالها مع طليقته أمبير هيرد على خلفية اتهامات بالعنف الأسري، عاد جوني ديب (59 عاما) إلى عالم السينما من بابه العريض الثلاثاء مع مروره على السجادة الحمراء برفقة فريق العمل الذي افتُتحت به فعاليات المهرجان السينمائي بنسخته السادسة والسبعين.

ورداً على سؤال لمعرفة ما إذا كان يعتبر نفسه لا يزال موضع مقاطعة من هوليوود، رد ديب "كلا، بتاتاً"، ليضيف بعدها "لا أشعر بالمقاطعة لأني لا أفكر في هوليوود".

وتابع قائلاً "نحن نعيش في مرحلة غريبة ومضحكة يرغب الجميع فيها بأن يكونوا على طبيعتهم لكنهم لا يستطيعون ذلك... يجب مجاراة التيار السائد".

ولدى سؤاله عن حقيقة مشاعره خلال السنوات الأخيرة، اعتبر أن ما حصل معه اشبه بـ"دعابة سيئة"، خصوصاً عندما "يُطلب منك أن تنسحب من فيلم ما فقط بسبب كلام يُطلق في الهواء عنك".

وسخر من عبارة "العودة" التي استخدمتها وسائل الإعلام لوصف استئنافه نشاطه السينمائي. وقال "يبدو أنّ لديّ 17 عودة حتى الآن... أنا لم أذهب إلى أي مكان".

كما أبدى "فخراً كبيراً" بمشاركته في فيلم "جان دو باري"، معتبراً أن المخرجة مايوين كانت "جريئة جداً لأنها اختارت رجلا من (ولاية) كنتاكي (الأميركية) لتجسيد شخصية لويس الخامس عشر"، ومشيداً بـ"صبرها" معه خلال التصوير.

وقد حظي جوني ديب بترحيب حار بين كوكبة من النجوم الكبار من أمثال أوما ثورمان ومايكل دوغلاس وكاترين دونوف، خلال افتتاح مهرجان كان السينمائي مساء الثلاثاء، رغم انتقادات جهات نسوية لهذا الاهتمام الممنوح لشخصية شكّلت موضع ملاحقة قضائية بتهمة العنف الأسري.

واستعاد نجم فيلم "بايرتس أوف ذي كاريبيين"، طقوس المرور على السجادة الحمراء، والتقط سلسلة صور سيلفي ووقّع إهداءات للحاضرين، قبل حضور حفلة الافتتاح.

وقد أعربت منظمات نسوية عدة عن استيائها من الاحتفاء بجوني ديب، بينها حركة "Osez le feminisme" ("تجرؤوا على النسوية") التي دعت إلى مقاطعة المهرجان.

 

####

 

السباق إلى السعفة الذهبية ينطلق في كان مع فيلم للياباني كوري-إيدا

أ. ف. ب. كان (فرنسا):

بعد بهرجة الافتتاح والجدل بشأن مشاركة جوني ديب، ينطلق السباق إلى جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، مع فيلم للياباني كوري-إيدا، قبل عرض عمل للمخرجة كاترين كورسيني أثار جدلا بشأن ظروف تصويره.

وتدخل لجنة تحكيم المهرجان التي يترأسها السينمائي السويدي روبن أوستلوند، الأربعاء في صلب الموضوع، مع أحد الضيوف الدائمين على الحدث العريق، الياباني هيروكازو كوري-إيدا، المعروف بأفلامه المشحونة بالعواطف والوصف العائلي. ويُتوقع أن يثير فيلمه الجديد "مونستر" تأثراً كبيراً لدى رواد المهرجان هذا العام أيضاً.

وسبق للسينمائي الياباني الفوز بجائزة السعفة الذهبية سنة 2018 عن فيلمه "شوبليفترز"، قبل أن يصوّر في فرنسا فيلم "لا فيريتيه" ("الحقيقة") مع كاترين دونوف وجوليات بينوش، ثم في كوريا الجنوبية مع فيلم "بروكر" الذي شارك في المنافسة العام الماضي.

وفي فيلم العودة إلى اليابان، اختار كوري-إيدا تتبّع مسار طفل ووالدته الأرملة، وعلاقتهما بأستاذه في المدرسة. وسيكون المخرج الياباني أول من يمر على السجادة الحمراء خلال المهرجان بين السينمائيين الـ21 المشاركين في المنافسة.

وتتبعه إحدى المخرجات السبع المشاركات في المنافسة هذا العام، كاترين كورسيني، مع فيلمها "لو روتور" ("العودة") عن امرأة تعمل لحساب عائلة باريسية تعرض عليها الاعتناء بأطفالها أثناء إجازة لها في جزيرة كورسيكا.

وأسندت المخرجة التي شاركت في المسابقة قبل عامين مع فيلمها "لا فراكتور" وفازت بجائزة أفضل فيلم عن مجتمع المثليين، الدور الأول في فيلمها الجديد إلى أيساتو ديالو سانيا، وهي ممرضة مساعدة اكتشفتها كورسيني في فيلمها السابق.

غير أن اختيار "لو روتور" المتأخر ترافق مع جدل قد يطغى على العمل نفسه.

فهذا الفيلم الذي صُوّر في جزيرة كورسيكا حُرم من التمويل الحكومي بسبب عدم إبلاغ القائمين على العمل عن مشهد جنسي فاضح (غير حقيقي) شاركت فيه ممثلة دون سن السادسة عشرة، وفق الأصول المتّبعة.

هذا الأمر الذي وضعته المخرجة في إطار "التقصير الإداري" كان فادحاً بما يكفي لدفع المركز الوطني للسينما إلى سحب مساعدته للفيلم، في قرار نادر.

ونددت كاترين كورسيني، المعروفة بمواقفها النسوية، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية بما وصفته بـ"منطلقات معادية للنساء" وراء الانتقادات التي طالتها.

وكانت نشرت في ما مضى مع منتجتها إليزابيت بيريز نصاً دعمت فيه الممثلة الشابة إستير غوهورو التي كانت في سن 15 عاما ونصف العام خلال التصوير، مبدية رغبتها في "إنهاء القضية".

وقالت كورسيني وبيريز في الرسالة إن "أي دعوى لم تُرفع في حق كاترين كورسيني ولا في حق منتجي الفيلم".

إلى ذلك، قاد الجو الذي ساد في موقع التصوير بالهيئة المسؤولة عن المساواة بين الجنسين في السينما، المكلفة النظر في ظروف العمل، إلى إيفاد لجنة إثر تلقي بلاغ، لصياغة تقرير عن الموضوع. ورغم إقرارها بأنها "حادة مع طبع انفعالي بلا شك في بعض الأحيان"، نفت المخرجة أي عملية تحرش أو مضايقات خلال التصوير.

غير أن هذه القضية تثير انتقادات نسوية، غداة العودة المثيرة للجدل لجوني ديب والحفاوة في الترحيب بها على السجادة الحمراء في مهرجان كان.

أما جمعية "50/50" النسوية المرجعية في قضايا المساواة بين الجنسين ومكافحة العنف الجنسي، والتي كانت كاترين كورسيني بين المشاركات في تأسيسها في خضم انطلاق حركة "مي تو"، فقد أبدت "الغضب" إزاء اختيار جوني ديب الذي يشكل برأيها "مؤشرا مدمرا يُرسل إلى ضحايا العنف".

كذلك، اعتبرت نقابة "سي جي تي سبيكتاكل" الفرنسية أن "اختيار هذا الفيلم يوجّه رسالة واضحة للغاية مفادها بأن العنف المعنوي والجنساني والجنسي ليس موضوعاً مهماً لدى مهرجان كان".

 

موقع "إيلاف" في

17.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004