ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان «أفلام السعودية» يطرح التنوّع المطلوب بين الدراما الجادّة والكوميديا الترفيهية

الدماممحمد رُضا

مهرجان أفلام السعودية

الدورة التاسعة

   
 
 
 
 
 
 

في «يا حظي فيك» للمخرجة نورا أبو شوشة اقتراب مشغول جيداً لحكاية زوجين اقترنا عن حب، وبدا كل مستقبلهما مزدهراً ومستقراً. فجأة تُصاب الزوجة سلمى بعارض نفسي تبع موت والدتها. تسوء حالتها مقتربة من انهيار كامل. يأخذها زوجها الشاب أحمد إلى الطبيبة التي تصف لها عقاقير تجعلها أكثر توتراً وتدفع بها، في غير ساعات اليقظة، إلى نوم متواصل.

الأزمة ليست أزمتها فقط، بل - حسب الفيلم - أزمته في الأساس. كيف يتعامل من يحب مع زوجة في مثل محنة زوجته. يحبّها ويحاول بشتى الطرق إيجاد حل لإخراجها مما هي فيه، لكن الأزمة أكبر من قدراته في هذا الخصوص. في نحو 22 دقيقة تعالج المخرجة نورا أبو شوشة الدراما، التي كتبتها بمشاهد ممتازة التصميم أمام الكاميرا والتصوير. تميل إلى ألوان غير برّاقة وتشتغل على الإضاءة وعلى ممثليها وتُنتج فيلماً ناضجاً وبعيداً عن معظم ما نراه من أفلام قصيرة تسعى، عبر أساليب إخراجها، لفرض الانتباه فرضاً. عند أبو شوشة يأتي هذا الانتباه طبيعياً غير مدفوع ولا مندفع، ويبرهن عن موهبة لا بد ستثمر عن أعمال أخرى بديعة إذا ما واكبت المخرجة طريقة عملها بالأسلوب نفسه.

مبهر إلى حدٍ بعيد كيف أن المخرجة لا تخطئ الهدف عندما تحاول محاصرة بطليها بالأزمة الشخصية من دون أن تحوّلها (وعلى عكس أفلام أخرى عديدة) إلى مادة لترويج العواطف السهلة والحكايات المسلية. ومبهر أيضاً تعاملها مع تفاصيل المكان الداخلي من نواحٍ متعددة ليس الكادر الصحيح سوى أحدها. كل هذا يمنح الناقد أملاً في حسن انتقال المخرجة من القصير إلى الطويل إذا ما كان ذلك هدفاً لها.

حكايات بوليسية

هذا الفيلم هو جزء من مجموعة كبيرة من الأفلام القصيرة، وينتمي إلى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة التي تعج بأعمال مختلفة في طروحاتها وأساليبها بطبيعة الحال. خذ مثلاً «الشارع 105» لعبد الرحمن الجندل. مفهوم المخرج للعمل السينمائي يختلف كلياً. ليس أن الجندل غير قادر على توفير اللحظات الناجحة أو الحكاية التي تستدعي الانتباه بل الاهتمام بحد نفسه مختلف. حكاية شرطي اسمه مروان يلتحق ذات صباح برفيقه ناصر في دوريّتهما المعتادة. فجأة تمر سيارة منطلقة بسرعة كبيرة. ينطلق الشرطيان بسيارتهما في أعقابها وبعد مطاردة في شوارع المدينة يستسلم الشاب الذي يبدو كما لو كان مُخدّراً. في اليوم نفسه، يطلان إلى حي ويجدان نفسيهما في فخ. رصاصة قنص تنطلق وتصيب ناصر بعد قليل من حديث لصديقه مروان يقول فيه: «كل يوم أغادر البيت أودع العائلة كما لو كنت مسافراً». يشهر مروان مسدّسه ويقتل القاتل، لكن هناك اثنين آخرين وكلهم من خلية داعشية حسب الفيلم المستوحى من أحداث حقيقية. يستعير الفيلم من سينما المطاردات مشاهده. هذا لا بأس به لأن المطاردات السريعة لا تقع في بلد دون آخر حول العالم. لكن بعد قتل مروان لأعضاء الفريق ونقله إلى المستشفى لإصابة في رأسه يغادر الفيلم ما سبق وينحو صوب العاطفة. يتذكّر مروان حديث زميله واستعداده للموت دفاعاً عن أمن الوطن. هذا أيضاً جيد، لكن طريقة التنفيذ (صوت الذاكرة، ودموعها) يقلل من تفعيل الدراما القصيرة ليوجه الفيلم صوب خلاص عاطفي منفرد.

بين الأفلام القصيرة المتسابقة أيضاً فيلم كويتي بعنوان «قصّة شرطي» لداود الشغيل. ينحو بالموضوع صوب التحقيقات التي يقوم بها بطل الفيلم باحثاً عن ذلك القاتل المتسلسل الذي اعتاد قتل سائقي سيارات الأجرة. هو أيضاً يبدو مأخوذاً عن أحداث حقيقية وقعت في الثمانينات ويتمتع بالرغبة في بلورة عمل مشغول بأمانة. وهناك فكرة رائعة يخلق منها المخرج سلطان ربيع فيلماً كوميدياً لطيفاً. حكاية تبدأ بعودة مجموعة من الأصدقاء من سهرة عند الفجر. يغنون ويصفقون (وسرعان ما يشترك جمهور الصالة في هذه البهجة). يغادر بطل الفيلم سامر السيارة منهكاً يبغي النوم. الفيلم هو عن محاولاته النوم مرّة على باب المسجد، مرّة خلال الصلاة ومرّة في أي مكان آخر يمكن له فيه أن يخلد للنوم. في كل مرّة هناك من يوقظه أو ينهره، هذا إلى أن يجد شاحنة صغيرة تحمل فرشة ووسادة فيصعد إليها من دون علم السائق الذي ينطلق بها. تمر الشاحنة في أنحاء المدينة قبل أن يتوقف السائق وينتبه إلى ذلك النائم في شاحنته

جناحا السينما

الفيلم كوميديا شعبية من النوع الذي يتوجه إلى الجمهور الشبابي كحال فيلم «الشارع 5» مع اختلاف الموضوع. وهذا التوجه يبدو شاملاً لأفلام كثيرة في السنوات الأخيرة التي مرّت على انطلاق السينما السعودية مزوّدة برغبة مزدوجة: تحقيق الأفلام والوصول إلى الجمهور العريض سواء عبر العروض التجارية» (كما الحال في «سطّار» لعبد الله عراك، الذي يعرض هنا بعد عرضه في مهرجان «البحر الأحمر» في ديسمبر (كانون الأول) في العام الماضي. منذ ذلك العرض الأول وما حصل عليه من جوائز بدا واضحاً أن «سطّار» بحكايته حول محاولة صنع بطولة في محال الملاكمة من رجل ليس أهلاً لذلك، كان واضحاً أن التوجه المباشر هو الجمهور العريض وما لبث الفيلم، فعلاً، أن حقق الإيراد الأول والأعلى بين كل ما عرض في صالات السينما من أفلام سعودية. التسويق والتجارة والجماهيرية ليست شأناً معيباً لكن في الفترة التي تتأسس فيها سينما سعودية كبيرة وناجحة لا يجب أن يغيب عن البال حقيقة أن السينما تعيش بجناحين وليس بجناح واحد. أحدهما هو الجناح التجاري – الجماهيري، وهذا ما هدفت إليه العديد من الأفلام السعودية خلال السنوات الخمس الأخيرة، والآخر هو جناح السينما، التي تتوّج الفن وتضعه في المقدّمة ولتأتي التوابل التجارية في خانة هامشية أو لا تأتي مطلقاً.

هذا الجانب الآخر هو الغائب لولا فيلم «أغنية غراب» لمحمد السلمان مؤخراً وعدد من الأفلام التي سبق لها أن أنتجت وعرضت في مهرجان دبي السينمائي الدولي قبل توفقه سنة 2018. ما يوفّره الفيلم المبني على الرغبة في معالجة فنية للشكل والمضمون هو الإتاحة الحقيقية لدخول الفيلم السعودي مدارات المهرجانات العالمية. الأفلام الأخرى لها فائدتها في قبول الجمهور السعودي عليها، مما يمنح الفرصة تلو الفرصة أمام العاملين خلف وأمام الكاميرا، لكنها هي أكثر إفادة وصلاحية داخل الحدود منها خارجه. في أفلام هيفاء المنصور (مثل «وجدة»، 2012 و«المرشّحة المثالية» (2019) وفيلمي محمد صبّاغ «بركة يقابل بركة» (2016) «عمرة والزواج الثاني» 2018)، جمع بين الجماهيرية والمستوى الفني الحافظ من انهيار العمل إلى ما دون خط الوسط تلبية للرغبات العامّة. هذا بدوره وضع يمكن الاستفادة منه في هذه المرحلة بالذات من دون أن يُغني عن ضرورة تشجيع التوجه نحو سينما فنية القصد والنتيجة.

إدارة بنتائج رائعة

يوافق عبد الله آل عيّاف، المدير التنفيذي لمؤسسة «هيئة الأفلام»، التي خطت في مضمار صناعة السينما السعودية منذ ثلاث سنوات وبنجاح فاق محاولات دول عالمية مختلفة إنجاز وثبة في فترة زمنية قريبة، على أن هذا التوجه موجود. يقول في رد على سؤال خاص: «معك فيما تقول. الفترة الحالية انصبت على التأسيس الشامل لكل مكوّنات الصناعة السينمائية من إنتاج وترويج وتأمين المتطلبات والشروط التنظيمية والإدارية وكذلك الفنية للمخرجين السعوديين، لكن الجانب الذي تتحدّث عنه ضروري ونحن نوليه كذلك اهتماماً كبيراً الآن. لا بد من أفلام فنية تحمل الفيلم السعودي إلى العالمية، وهذا ما نحن بصدد دعمه في المرحلة القريبة». من يتابع إنجازات «هيئة الأفلام» التي أُسّست بقرار رسمي يدرك حجم الأهداف المناطة بها وحجم الإنجازات أيضاً. إنها هيئة تلم بكل شيء في السينما السعودية من توفير الدعم المالي والوجيستي إلى توثيق الأفلام (بجميع أنواعها وأزمنتها) لتأليف التوثيق الفعلي لها في أرشيف الهيئة مروراً بإرساء الأرضية الصحيحة للعمل وتشجيع المواهب واستثمار المشروعات الأجنبية داخل البلاد. كل واحد من هذه المهام أكبر بكثير من مجرد القيام الأحادي به. يتطلب قدرات ومهارات برهنت الهيئة على استحواذها ونجاحها عبر رؤساء إداراتها المختلفة. عبد الله آل عياف بدوره جاء من خلفية فيلمية مبهرة. أفلامه القصيرة التي حققها في مطلع سنوات هذا القرن كانت مبينة بأسلوب فني رائع تأملي هنا وشعري هناك ودائماً بنجاح. لذلك هو خير من يتسلم مهاماً لا تتوخى أن تكون لامعة في السماء، مطلقاً به تحمل أعباء تحريك عجلة الصناعة إلى الأمام وطرح النتائج التي يمكن البناء عليها والتوسع فيها كمّاً ونوعاً.

 

الشرق الأوسط في

07.05.2023

 
 
 
 
 

آل عياف: نقل اختصاصات «الإعلام» المرتبطة بصناعة السينما إلى الهيئة قريبًا

عبدالله علي عسكر

كشف الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله آل عياف، عن بدء انتقال الاختصاصات المرتبطة بصناعة السينما والأفلام من هيئة الإعلام المرئي والمسموع إلى هيئة الأفلام لتسهيل الإجراءات على صنَّاع الأفلام، إذ سيتم الإعلان عن كافة الإجراءات خلال الأشهر المقبلة.

 مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "رؤية السعودية ٢٠٣٠" تستهدف رفع عدد شاشات السينما من 583 شاشة إلى 2600 شاشة؛ جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي أقامته الهيئة بهدف تعزيز التواصل مع صنَّاع الأفلام والاستماع لآرائهم وملاحظاتهم، وعرض خططها وأهدافها ومنجزاتها، ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية الذي يقام في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء).

وأبان آل عياف أن الهدف من إحداث متغيرات في القطاع هو تمكين الصنَّاع ورفع جودة المحتوى المرئي، مؤكدًا حرص الهيئة على الاستماع لملاحظات ومقترحات صناع الأفلام لما لها من دور في تقويم مسار الصناعة، والتواصل الدائم معهم للارتقاء بقطاع الأفلام المحلي.

مناهج التعليم

واستعرض آل عياف خلال اللقاء، إنجازات الهيئة والجهود التي تبذلها لصناعة ذاكرة سينمائية، مردفًا بأن "صناعة السينما متغيرة ديناميكية وذات تحديات متنوعة لذلك تتطلب مواكبة مستمرة لتجاوزها، وضمن أبرز الإنجازات المشاركة في المحافل الدولية بعد الانتقال من مرحلة الوجود إلى مرحلة تمكين واكتشاف الذات مع لفت الأنظار". كما أشار في معرض حديثه إلى رفع الوعي والعمل مع العديد من الوزارات منها وزارة التعليم لإدراج السينما ضمن الأنشطة اللاصفية، من خلال إطلاق وزارة الثقافة مسابقة المهارات الثقافية لتكون ضمن المناهج اللاصفية في كافة مراحل التعليم العام، وتتضمن مسارًا خاصًا لصناعة الأفلام، مع رفع نسبة الابتعاث الداخلي والخارجي ومضاعفة برامج التدريب المتقدم.

تطوير المواهب والبنى التحتية للصناعة

وعلى الصعيد ذاته، أفصح مدير عام تطوير القطاع وجذب الاستثمار، عبدالجليل الناصر، بأن العمل في الهيئة يتكئ على تطوير المواهب والقدرات البشرية، منوهًا بأهمية البنى التحتية التي تعمل الهيئة على تطويرها بصورة مستمرة، سواءً في الإنتاج أو مواقع التصوير وكل ما يتعلق بعملية الإنتاج والتوزيع والسعي إلى تنظيم الشركات الوطنية، بما ينسجم مع "رؤية المملكة 2030"، وهذا يصب في خلق منظومة سينمائية تحفز من جذب الاستثمارات وتسهم في تصدير منتجات سينمائية محلية للخارج.

سلسلة انتقال الاختصاص

وأشار مدير عام الاستراتيجية والسياسات واللوائح، مشاري الخياط، إلى أبرز خطط الهيئة الاستراتيجية قصيرة وطويلة المدى التي تم إطلاقها منذ عام 2021، والمنبثقة من "رؤية السعودية ٢٠٣٠" لخلق صناعة أفلام مستدامة، من خلال العمل على تحقيق رؤيتها بترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأفلام في الشرق الأوسط بالاعتماد على 6 ركائز رئيسية منها: تطوير المواهب، وتطوير البنية التحتية، والإنتاج المحلي والدولي في المملكة، والإطار التنظيمي، وأخيرًا التوزيع والعرض عن طريق نموذج تشغيلي متكامل. وأضاف «آل عياف» أنه سيتم الإعلان قريبًا عن تفاصيل نقل اختصاص الشأن السينمائي من الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع إلى هيئة الأفلام مع استمرار العمل مع أصحاب المصلحة على تقديم تجربة مستفيد استثنائية.

برنامج ضوء

وأوضح مدير الحوافز والترويج السينمائي، ثامر الصيخان، أن الحوافز جزء من البيئة المتكاملة للأفلام، فهناك العديد من أنظمة الحوافز المعمول بها عالميًا، ومنها الحوافز ذات المردود، وأخرى تأتي كجزء من الضريبة، إلى جانب نوع آخر يتمثل في المنح المقدمة، وأفضلها المنح ذات المردود مع زيادة نسبتها؛ مبديًا الآثار الإيجابية التي عكسها برنامج ضوء الذي دعم المشاركون فيه بما يقارب 40 مليون ريال؛ مردفًا "أهمية المشاركة في المهرجانات لصنَّاع الأفلام ضمن الخطط الترويجية لدعم تلك الصناعة، حيث ينتج عنها العديد من العلاقات وتبادل الخبرات، علمًا أن ذلك يتطلب شروط استيفاء للمشاركة".

مرجع للإرث السينمائي

من جانبه، أولى مدير عام الأرشيف الوطني للأفلام في الهيئة، عبدالله العبدالله، أهمية فائقة لإيجاد مرجع لصنَّاع الأفلام السعوديين؛ لمساعدتهم في صناعة المنتجات وكل ما يستلزم العمل بما أشبه بالذاكرة التاريخية، وهناك رغبة لحفظ الإرث السينمائي بما يوثق التراث والثقافة لنقلها للأجيال، مستشهدًا بالعديد من الأمثلة من الأفلام الدولية التي اندثرت غداة عدم توثيقها والحفاظ عليها بطرق تضمن وجودها على مر العصور؛ في حين اعتبر أن الحفظ الرقمي إحدى الطرق التي تعمل الهيئة على اعتمادها على الرغم من ارتفاع تكلفتها، مضيفًا "نعمل على تحديد الإطار القانوني وتحديد ما يمكن أرشفته عبر المهرجانات والمشاركات السينمائية، كما نعمل على ترميم العديد من الأعمال السينمائية العملاقة وحفظها؛ لتشكل مرجعًا ثريًا ووجهة معرفية مستدامة". كما أشاد بتفاعل وحرص صناع الأفلام المشاركين في هذه الدورة من مهرجان أفلام السعودية، حيث وافق صنَّاع أفلام ما يقارب من ٩٠٪ من الأفلام المتقدمة للمهرجان على إيداعها لدى الأرشيف الوطني للأفلام.

واختتم اللقاء بكلمة من الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، حول الدعم اللامحدود الذي تقدمه القيادة عبر تكاتف الجهود والعمل على دعم المؤسسات، معتبرًا أن "ما تحقق من تعاون مع صنَّاع الأفلام هو من أهم المنجزات"، مؤكدًا على "أهمية تطبيق الحوكمة دائمًا في كل أشكال الشراكات".

وشدد آل عياف على ضرورة تلقي الملاحظات والآراء من كافة المهتمين، مجيبًا عن استفسارات تدور حول أسباب ندرة أفلام الأنيميشن بأنها "فرصة لزيادة المشاركة لأن هناك قلة بعدد المتنافسين".

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

07.05.2023

 
 
 
 
 

الكوميديا هى العنوان فى مهرجان الفيلم السعودى

طارق الشناوي

وسط حفاوة عربية ودولية، افتتح الخميس الماضى مهرجان الفيلم الوطنى السعودى (9) في مدينة الدمام، تصدرت هذه الدورة السينما الكوميدية، التي تنبثق من خلالها كل الأفكار، بقدر رحابة واتساع صدر الكوميديا.

نتابع عن كثب هذا التواجد العالمى للسينما السعودية التي قفزت فوق الحدود، كل هذا لن يتحقق إلا بتوفر العمق الاستراتيجى والبنية التحتية، أقصد طبعًا انطلاقة السينما من الداخل، قبل أن يتعرف عليك العالم، عليك أولًا أن تعرف نفسك، تمتلك القدرة على أن تقول في وطنك (نحن هنا).

وهكذا كان القرار قبل تسع سنوات في المملكة العربية السعودية بإقامة مهرجان السينما من خلال جمعية من الهواة العاشقين للفن السابع، التف كل أعضائها على هدف واحد هو إنعاش السينما، التي كان يعتبرها قطاع من المجتمع (رجسًا من عمل الشيطان)، تاريخ كفاح طويل ومشرف قامت به تلك الجمعية، بمساعدة وتعضيد من بعض الأصوات التي كانت تملك الوصول لصانع القرار. الطريق كان وعرًا ومليئًا بالأشواك.

القيود الاجتماعية كانت مسيطرة، وهناك من يرى أن استمرارها هو الهدف، قبل أن تتوهج السعودية في طريق الانفتاح في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد عراب تلك النهضة محمد بن سلمان.

إلا أنه استراتيجيًّا كان الهدف هو إنعاش السينما في الداخل، وقبل نحو ثلاث سنوات انطلق مهرجان البحر الأحمر في جدة لنرى إطلالة عالمية، وتابعنا جناحًا سعوديًّا يرفع فيه علم المملكة على شاطئ الريفيرا في مهرجان (كان) معلنًا بقوة أن هناك فكرًا قادمًا لصالح المواطن ويصالح الحياة.

في افتتاح مهرجان (كان) 16 مايو، ستقرأ على تترات فيلم الافتتاح اسم السعودية كمشارك رئيسى في الإنتاج، الفيلم يحصل على جنسيته من الإنتاج وهكذا سنرى (جان دور بارى) للمخرجة الفرنسية مايون وبطولة النجم الأمريكى جونى ديب، فيلم سعودى فرنسى مشترك.

إنها أوانٍ مستطرقة تتحرك وفقًا لمنظومة متعددة الأنغام، يقودها مايسترو يدرك بالضبط كيف يحافظ على (الهارمونية)، لا يوجد انفتاح يكسوه الخجل ويعتريه الخوف، ويسكنه التردد، يجب أن يتمتع صاحب القرار بالقوة على إعلانه والقدرة على استمراره، وهذا لا يتحقق عشوائيًّا ولكن من خلال منظومة دولة متعددة الأوجه وتمسك العديد من الخيوط.

في البدء يأتى الوطن، وهكذا نرى كل هذا التقدم في وجهه الثقافى والفنى والترفيهى، وهو يشير إلى أن المهرجان الوطنى الذي تتوافق على دعمه أكثر من جهة، تنظمه جمعية السينما وبمشاركة من مركز الملك عبدالعزيز الثقافى (إثراء) وهيئة الأفلام.

يرأس المهرجان الشاعر والكاتب والمخرج أحمد الملا، والشاعر يسبق السينمائى، دائمًا في البدء كان الخيال، مجرد إنشاء جمعية للسينما في تربة تبدو ظاهريًّا غير مهيأة هو نوع من التحليق بعيدًا عن المتاح والتقليدى والممكن، وقد انطلق المهرجان منذ 2008 حيث تعثر بعض السنوات بسبب هؤلاء الكارهين للحياة، الذين نراهم في العديد من الدول في عالمنا العربى، يتكئ كل هذا أولًا على إرادة شعارها التحدى وقهر المستحيل.

اختيار (ثيمة) في عمقها تحمل سرًّا وسحرًا، الكوميديا أحد أهم عناوين الحرية، الفن الساخر هو دليل على قوة الشعب، الرسوم الضاحكة وجدناها على الأحجار نقشها الفنان الفرعونى يطرح من خلالها أفكاره، وصنعوا لها أيضًا للتأكيد على أهميتها آلهة.

المساحة المتاحة أمامى نفدت، ونكمل رحلتنا غدًا من مدينة (الدمام)!.

 

المصري اليوم في

07.05.2023

 
 
 
 
 

تفاصيل فعاليات اليوم الثالث لمهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة

إسراء زكريا

تواصلت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية بعدد من عروض الأفلام التي لاقت اقبالاً كبيراً، إلى جانب الحضور اللافت للندوات والجلسات الحوارية والورش التدريبية، إضافة إلى تدشين عدد من إصادات المهرجان المعرفية، والتي تنظمها جمعية السينما، ويحتضنها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، في مدينة الظهران، بدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.

ومن أبرز الفعاليات التي عقدت في اليوم الثالث من مهرجان أفلام السعودية أمس السبت: لقاء مفتوح مع الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، وعدد من قياداتها للتعريف بجهود الهيئة ومبادراتها، والإنجازات الحالية والخطط المستقبلية، والتواصل مع مجتمع الأفلام المحلي للرد على تساؤلاته عن قرب، وذلك ضمن الندوات التي قدّمها مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة.

حيث أكد عبدالله آل عياف، الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، خلال الجلسة الحوارية، أنّ مهرجان أفلام السعودية، يعدّ البيت الأول للسينمائيين، وتفخر الهيئة بأنها الداعم الأول للمهرجان، كما تحدث عن الإنجازات التي حققتها الهيئة، كاشفاً عن طموح الهيئة في إنشاء أكثر من 2000 شاشة عرض في عام 2030، وأشار إلى وجود تخصصات الأنيميشن في الجامعات السعودية، متمنياً أن تكون المملكة مركزاً قوياً في صناعة أفلام الأنيميشن.

وبيّن آل عياف أنّ الأعمال المرئية والبصرية كانت موجودة ضمن جهات أخرى، وعند استحداث وزارة الثقافة وهيئة الأفلام، احتاج الأمر إلى إحداث تغييرات في عدد من الأنظمة.

أما عن سينما الطفل، فيرى أنّ السينما الموجهة للطفل مهمة جداً، وما هو موجود في الوسط السعودي والعربي يعد غير كافٍ، وأضاف: "حالياً نبني قطاعاً كاملاَ للطفل، وسيتم عمل برامج وفعاليات تخص هذه الفئة"، كما أشار إلى عمل الهيئة على إدخال تعليم صناعة الأفلام في المدارس بالتعاون مع وزارة التعليم.

وأوضح عبدالجليل الناصر، مدير عام تطوير القطاع والجذب الاستثمار، خلال الجلسة الحوارية، أن الهدف الأساسي لإدارته، هو تنمية سلسلة قيّمة للأفلام منذ بداية الفكرة إلى التوزيع، مشيراً إلى أن قيمة التوزيع والعرض في المملكة تصل إلى 3 مليارات ريال من خلال 5 مشغّلين أساسيين، والمشغل السادس سيفعّل قريباً.

فيما أكد ثامر الصيخان، مدير عام الحوافز والترويج السينمائي، خلال الجلسة الحوارية، على أهمية المشاركة في المهرجانات الدولية و أنها تكمن في الترويج لصناعة الأفلام، وإقامة علاقات وشراكات تخدم الصناعة، إضافة إلى ستفادة المواهب من الجلسات والورش التي تعقدها المهرجانات.

ولفت عبدالله العبدالله، مدير عام الأرشيف الوطني للأفلام، خلال الجلسة، إلى أن الفكرة الأساسية للأرشفة، أن تكون مرجعاً يخدم صناعة الأفلام، كاشفاً أن 90٪ من الأفلام المعروضة في مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، تمت الموافقة على أن تودع في الأرشيف.

فيما عرّف مشاري الخياط، مدير عام الاستراتيجيات والسياسات واللوائح، الاستراتيجية في صناعة الأفلام، بأنها خطط قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، تبدأ من صناعة أفلام سعودية، إلى جمع الطموحات حتى الوصول إلى صناعة مستدامة.

وقال الخياط: "بنينا استراتيجية طموحة لصناعة الأفلام بالكامل، ونسعى لترسيخ مكانة المملكة كمركز عالمي لصناعة الأفلام في الشرق الأوسط، وهذه أولى خطواتنا في المرحلة القادمة".

كما أقيمت ورشتان تدريبيتان في مجال الإنتاج والتمثيل، ضمن فعاليات المهرجان بتوقيع خبراء عالميين متخصصين سينمائياً، بمعدل 20 ساعة وعلى مدى 4 أيام متتالية، وسط حضور أكثر من 60 متدرباً ومتدربة، وذلك بهدف تطوير مهارات المخرجين والممثلين السعوديين، وزيادة المعرفة ومستوى الاحترافية في الصناعة السينمائية.

وناقشت الورشة الأولى "علاقة المخرج والممثل في المشهد السينمائي"، وقدمت باللغة الإنجليزيّة، بالتعاون بين كل من الكاتب والمخرج ومنتج الأفلام المستقلة عضو هيئة التدريس في جامعة جنوب كاليفورنيا جيمس سافوكا، إلى جانب الممثل العالمي والمنتج جوناثن جريس، وتناولت المحاور التالية: تحليل المشاهد للمخرج والممثل، خلق وفهم اللحظات المهمّة في المشهد، تطبيق عملي لتدريبات وقراءة الطاولة، حركة الممثل في المشهد، وتقنيات الممثّل لأداء أفضل.

أما الورشة الثانية، والتي عقدت بعنوان "الإنتاج المشترك بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا"، وقدّمتها المنتجة والمديرة التنفيذية في ACHTUNG PANDA المدرّبة جميلة ونسكه، وتناولت الورشة عدة محاور، كان أبرزها: كيف تبدأ الإنتاج المشترك مع أوروبا، ما هي العوائق والفرص، ونظرة عامة على الأسواق وأين يمكن مقابلة المنتجين الأوروبيين.

من جهة أخرى، انطلقت فعاليات معمل تطوير السيناريو الطويل، الذي صمم ضمن برامج مهرجان أفلام السعودية المُتخصصة، بغرض تطوير ومناقشة المشاريع السينمائية السعودية الفائزة بمسابقة السيناريو غير المنفذ.

وعلى هامش المهرجان، عقدت جلسة نقاش عن فيلم "أغنية الغراب"، الذي حصد تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، وأكد مخرجه أن لدينا رصيد زاخر من الحكايات التي لم تُروَ بعد، وأنّ تركيزه على تناول الفترات الماضية في أفلامه أمر متعمد.

وعن فكرة الفيلم الرئيسية، قال: "تدور فكرة الفيلم حول شاب بسيط محاط بمجموعة أشخاص وكل واحد منهم يسعى لجذبه إليه وجعله جزءاً من الأيديولوجية التي يؤمن بها".

واستكمالاً لحفل توقيع الكتب التي يصدرها مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، والمقام على مسرح سوق الإنتاج في "إثراء"، تم توقيع 4 كتب، هي: "التحديقة ما قبل الأخيرة" ترجمة راضي النماصي، و"المبدأ الملك" لماهر منصور، و"ضحكات إيطالية" لعرفان رشيد، و"قطار الكوميديا" لمحمد رُضا.

وأشار راضي النماصي إلى أن الكتاب عبارة عن حوارات سينمائية لمخرجين عالميين مثل: فورمان، تارانتينو، كريستوفر نولان، فيما أوضح ماهر منصور أنّ كتابه "المبدأ الملك" موجّه لكتّاب السيناريو الجدد، ومطوري النصوص ومقَيّميها، وبين عرفان رشيد أن "ضحكات إيطالية" محاولة لتقديم سرد مختصر لتاريخ وأصول الكوميديا الإيطالية.

وقال محمد رُضا عن كتابه "قطار الكوميديا": "هو كتاب تمهيدي تعريفي لمائة فيلم عالمي، وعربي، وأجنبي، وقد تعمّدت فيه أن تكون الأفلام مختلفة المستويات بهدف التنوع، بينما يجمع بينها جميعا رباط الكوميديا".

أما ما يدور في برنامج "مقهى الأفلام"، فقد تحدثت المخرجتان السعوديتان عهد كامل وهند الفهاد في الحلقة، التي حملت عنوان "دور المرأة في المجال السينمائي ووضعها بين الماضي والحاضر"، عن بدايتهما في العمل الفني، وكيف تعاملتا رفض البعض لعمل المرأة السعودية في مجال السينما، والتحديات التي واجهتهما في تلك الفترة، وعن وضع المرأة السعودية في السينما السعودية اليوم.

وحول وضع المرأة في السينما السعودية، قالت المخرجة عهد كامل: "هناك تحوّلات جذرية كبيرة في وضع المرأة في السعودية، وأنا سعيدة للغاية بأن الأجيال الجديدة من النساء لن تعيش المعاناة التي عشناها نحن في بداية عملنا في مجال الفن."

أما هند الفهاد، فقالت: "هناك معاناة للمرأة العاملة في مجال الفن، على كافة المستويات وحتى على مستوى الأجور، لكن بالنسبة لحضور المرأة في السينما سنجد أن معظم الأفلام السعودية ركزت على دور المرأة في المجتمع، وهو أمر يُحسب للسينما السعودية".

 

الشروق المصرية في

07.05.2023

 
 
 
 
 

شاهدت لكم في مهرجان أفلام السعودية:

فيلم "سطار".. عندما نحارب الفشل بالملاكمة!

البلاد/ طارق البحار

فيلم سطار السعودي حقق النجاحات في العرض التجاري باعلى نسبة إيرادات قياسية رسمية، وتفوق على عديد من الأفلام الأجنبية، وتم إنتاجه  من قبل شركة إنتاج Telfaz11 وأخرجه عبدالله العراك، والمنتج التنفيذي له إبراهيم الخيرالله، وهو نتاج ورشة كتابة لأيمن وتار وأسامة الفاضل ووائل السعيد، ويشارك في بطولة الفيلم كل من إبراهيم الحجاج، وعبد العزيز الشهري، وشهد القفاري، وإبراهيم الخير الله، وهو ومن إنتاج أحمد موسى، وهو من تقديم أفلام الشميسي، وتلفاز 11 ستوديوز وموفي ستوديو.

حظي الفيلم الكوميدي السعودي "ستار" بإشادة كبيرة في عرضه ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان افلام السعودية الدورة التاسعة حاليا في اثراء.

وتدور أحداث الفيلم في إطار أكشن كوميدي، حول "سعد" الذي يحارب الفشل في حياته المهنية والعاطفية، حيث تلوح أمامه فرصة رائعة ليحقق حلم الطفولة ويصبح أحد نجوم المصارعة الحرة، ولكن سرعان ما يتحول الحلم إلى كابوس، وفجأة يظهر أمامه شخص ما ليغير مسار حياته بصورة جديدة، فعندما يستعين بمساعدة علي هوجن غريب الأطوار ، الذي يقدمه الممثل عبد العزيز الشهري ، والذي نصب نفسه أشهر مدير مصارعة في المنطقة، يقوم بتقديمه على شبكة مصارعة تحت الأرض تعرف باسم "The Pit" ، والمدرب الباكستاني عبد الخالق الذي يقدمه خير الله ، والانضمام إلى أكبر بطولة مصارعة حرة في المنطقة بصورة كوميدية مذهلة الخط بدون اي تكلف ابدا، مع سلاسة كبيرة في الطرح.

بينما تركز القصة على المصارعة الحرة ، فهي أيضا عن رجل سعودي لديه شغف بها ، ويواجه صراعات وتحديات في السعي لتحقيق أحلامه، وحول إذا كان لديك حلم، يمكنك الوصول إليه. لكن في الفيلم ، يمكنك أن يكون لديك حلم ، والوصول إليه ، والضحك عليه بصورة كوميدية ذكية.

من أبرز لحظات الفيلم دخول سعد إلى الحلبة "بشيلات غنائية" شعبية والحقيقة ان موسيقى الفيلم من اجمل ما اختير لكي يتناسب مع ذوق الشباب اليوم. ومن الواضح هو ان وجد فريق الكتاب أن هناك علاقة قوية بين هذا النوع ومقاطع المصارعة الشعبية الموجودة على YouTube خلال مرحلة ما قبل الإنتاج والبحث.

هذا الفيلم مهم حقا في سياق صناعة السينما السعودية لأنه فيلم تجاري محلي وأحد المبادرات السينمائية السعودية الشبابية المنطلقة.

وبحسب الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية، تحقيق فيلم سطار الصدارة ببيعه ما يقارب المليون تذكرة كأعلى الإيرادات في تاريخ الأفلام السعودية، ما يثبت الإقبال الكبير على الأفلام السعودية الكوميدية حاليا، وأوضحت الهيئة أنه تحقيقًا لرؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر الدخل والترفيه، ودعمًا لصناعة السينما المحلية، تم إنتاج وعرض 31 فيلمًا سينمائيًا سعوديًا منذ افتتاح السينما في 2018.

خرجنا من الفيلم مع ابتسامة كبيرة على وجهنا وهذا هو المطلوب في صناعة افلام محلية.. ناجحة!

 

البلاد البحرينية في

07.05.2023

 
 
 
 
 

«سطار» الأكثر جماهيرية فى السعودية

طارق الشناوي

عرض فيلم (سطار) لأول مرة شهر ديسمبر الماضى، في مهرجان (البحر الأحمر)، خارج حدود المسابقة الرسمية، لم أشعر وقتها برغبة في مشاهدته، خاصة أن الجدول كان متخمًا بالعروض العالمية الأكثر جاذبية والتى تحمل قطعًا بالنسبة لى العديد من الأسباب الجوهرية تدعونى لكى أعيد جدول المشاهدة طبقا لما تفرضه علىّ طبيعة المهرجان، ولم أشعر وقتها أبدا بأننى ظلمت هذا الفيلم ولا غيره، لأننى أطبق مبدأ الأولويات.

عرض الفيلم تجاريا بالمملكة، نهاية العام الماضى، وصنف الثالث كأعلى إيراد بعد (توب جن) و(سبايدر مان)، وهو في نفس الوقت الأول عربيا. هذه هي أرقام 2023، العام الماضى، كانت هناك أفلام أخرى مصرية تفوقت رقميًا، مثل (بحبك) و(وقفة رجالة) و(عمهم) و(ماما حامل) كانت تعتلى قائمة الإيرادات. الكوميديا محليا تجد الرواج الأكبر، خاصة للأفلام الناطقة بالعربية، ويجب ملاحظة أن فيلم مثل (كيرة والجن)، والذى يعتبر مصريا، واحد من أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات أكرر (من أكثر) و(ليس الأكثر)، داخليا، إلا أن الأرقام في الخليج، وخاصة بالسعودية، لم تشهد لصالحه، الجمهور قطعًا هناك حتى المصرى لن تشغله كثيرًا وهو في الغربة إعادة حادث دنشواى، وتلك المذبحة التي لم تغادر الذاكرة، ولن يشعر بحنين لإعادة قراءة ثورة 19، برغم ألا أحد ينكر براعة المخرج مروان حامد والأداء المميز لنجوم الفيلم كريم عبدالعزيز وأحمد عز وهند صبرى وغيرهم، إلا أننى أتصور أن ما أسفرت عنه الأرقام في التوزيع الخارجى سيؤثر بقوة داخليا هناك معادلة فرضت نفسها على المنتجين في مصر، وهو ما يدفعنا إلى المطالبة بعودة دعم الدولة للسينما بطرق متعددة وليس فقط المادى المباشر.

عودة للفيلم السعودى في كل تفاصيله (سطار) رغم أن به أيضًا مشاركات عربية، إخراج الكويتى عبدالله العراك، وشارك في كتابته المصرى أيمن وتار مع إبراهيم الخيرلله الذي شارك أيضا في التمثيل مع عدد من النجوم السعوديين إبراهيم حجاج وعبدالعزيز الشهرى وعبدالعزيز المبدل وشهد الفقارى.

الملمح المهم في الفيلم أنه يقدم سعودى يعانى، وهناك صورة ذهنية عكس ذلك تماما رسختها الأفلام العربية، وخاصة المصرية، تجعل المعاناة- خاصة الاقتصادية- بعيدا تماما عن المواطن السعودى، وكأنه يعيش في برج عاجى.

الشخصيات كلها مكتوبة بإطار كاريكاتورى وليس فقط الأبطال، حتى يمنحها مذاقا واحدا، هناك دائما هذا الخط العام الذي تلمح فيه تلك المبالغات في رسم الشخصية، وهى مقبولة على هذا النحو لأنك كمتلقى تقرأها بعيون وقانون صانع العمل، لا توجد حالة من الاستظراف، ولكن هناك قطعا دعوة مبهجة للضحك، الفيلم أيضا حرص على ألا يسخر من أصحاب الأجساد المترهلة، وهو خيط رفيع أن تضحك مع الشخصية الدرامية لا أن تضحك عليها، الفارق شاسع حتى لا تفقد نصف جمهورك على الأقل الذي سيشعر وقتها بأنك تتنمر عليه.

بناء الفيلم يقع في إطار التصاعد وبلغة الموسيقى (الكريشندو)، أنت تتابع البطل الذي يريد أن يجمع أموالا وبأى طريقة لكى يرتبط بمن يحب، وتتعاطف معه، وهو يتحمل كل ذلك من أجل حبيبته، وفى كل مقطع تزداد شغفا بما يأتى في المقطع القادم، ينتقل من هزيمة إلى أخرى، ومن علقة ساخنة إلى أخرى، تزداد أنت تعاطفا مع البطل المهزوم، لأنه بالنسبة لك العاشق الولهان، ثم تأتى شفرة النجاح أيضا بوصفة أسطورية من جد البطل تؤكد له أن القوة بداخله وليست أبدًا في العضلات والنهاية السعيدة تصبح مستحقة.

شاهدت الفيلم مع الجمهور وضبطت نفسى أضحك من القلب، لأننى سلمت نفسى وفكرى للمخرج الذي فرض قانونه على كل التفاصيل.

 

المصري اليوم في

08.05.2023

 
 
 
 
 

أغنية الغراب.. سؤال آخر فى السينما السعودية

ناهد صلاح

الأسئلة المطروحة في "أغنية الغراب"، الروائي الطويل الأول للمخرج السعودي محمد السلمان، متعددة وكثيرة بشكل يتوازى مع أسئلة أخرى تتعلق بالسينما السعودية ذاتها، وأحوالها الراهنة والمستقبلية، وهي أسئلة معنية بالعمل السينمائي، وبالحرفية المهنية، كذلك بالجماليات البصرية والدرامية والسردية مما لاشك فيه، من هنا يُمكن اعتباره بمثابة تأكيد إضافيّ على محاولات السينما السعودية الناشئة، الدخول إلى آفاق أوسع بمستويات مختلفة في الشكل والمضمون والبناء الفيلمي، وهذا ما يحققه بأبعاد متنوعة "أغنية الغراب" الذي يُعد أحد ثمار الدعم الحكومي السعودي لصناعة السينما، من خلال مبادرة ضوء للأفلام التابعة لهيئة الأفلام السعودية (يُعرض حاليًا في مهرجان أفلام السعودية، ومن قبل كان في مهرجان البحر السينمائي، كما سبق اختياره لتمثيل السعودية رسميًا في مسابقة الأوسكار).

 حساسية الفيلم وخصوصيته تتسلل إلى المتفرج منذ اللقطة الأولى.. لقطة مكثفة في ثوانٍ قليلة، تُثير القلق مع هذا الأب الذي يحطم شرائط الكاسيت، ومع كل دقة أو "خبطة" تهتز جدران البيت، بينما الأم تقف عاجزة وحزينة، والابن محور الحكاية عاجز هو أيضَا، عجز يساوي الغليان الكبير بداخله والذي لا يستطيع الإفصاح عنه، وحين يخرج من البيت تُمطر السماء أمخاخًا كثيرة، بما يعمق من حالة البطل التي نتعرف عليها تدريجيًا، في نص نوعي بكل ما فيه من فانتازيا ومقاربات واشتغالات رمزية، التزم المخرج بتقديمها وهو بالمناسبة كاتب الفيلم أيضًا، كما أنه يواصل بهذه الطريقة أسلوبه الذي اتبعه في أفلامه القصيرة منذ بدأ مشواره السينمائي منتقلًا من الهندسة إلى صناعة الأفلام، ليكون مخرجًا وكاتب سيناريو ومنتجًا، ومن أفلامه القصيرة:"من بين، لسان، 27 شعبان، ستارة"، وهي أفلام لا تخلو من الفانتازيا والخيال الواسع المنهمك في إنجاز فيلم سينمائي، يعكس جوانب نفسية وانفعالية وفكرية وحياتية لبشر، يعيشون غالبًا تغيرات كبيرة بدأت ارهاصاتها الأمس القريب.

بين اللقطة الأولى والنهاية في "أغنية الغراب"، يصنع محمد السلمان فيلمًا مليئًا بأحاسيس وحالات، تعكس وقائع وتفاصيل وكذلك انكسار وخيبة وأمل.. أشياء عدة مطروحة تعبيء الذاكرة، يرويها الفيلم بحرفية فنية تعبر عن فوران  في روح وجسد البطل كما في روح وجسد جغرافيا بيئته، فالعلاقة الأساسية هنا هي علاقة البطل بذاته، علاقته المتنوعة بالأخر، علاقته بالحيوانات والطيور، بالغراب والحمامة، وكلها تحمل رموزًا وإشارات محفزة على الأسئلة، ومشيرة إلى أن هذه الأسئلة كامنة في رغبة محمد السلمان لسرد الحكاية بهذه الخصوصية، بما يحتمل قراءاتها من زوايا متعددة في نص يثير الدهشة والتأمل.

السياق الدرامي مترع بهواجس غير مرتبطة فقط بـ "ناصر"، الشخصية الرئيسية في الفيلم الذي تم تصويره في مدينة الرياض، الذي يكتشف إصابته بورم في المخ، ويُفتن بشابة غامضة بمجرد لقائهما، ويحاول الوصول لقلبها عن طريق أغنية.. شاب عادي يمر بتجربة تفوق تفكيره، يبدو ساذجًا في مجتمع قاسي: والده، صاحب الفندق، عامل الفندق، جماعات المثقفين التقليديين والحداثيين الذين قدمهم الفيلم بشكل هزلي، ضمن نسيج يجمع بين السخرية والسوداوية، إذن هذه الهواجس تمتد إلى الجميع بما فيهم العجوز الذي يقطن في الفندق، وهو الرمز الأبرز لكل هذا الهزل.

في هذا كلّه، يمتلك الفيلم لغة سينمائية حيوية تعبر عن المتاهة التي يعيش فيها البطل، وإن كان في حوار الفيلم بعض الهنات، لكن هذا لا يمنع أنه مشروع مهم لمخرجه ولسينما بلاده، يغوص في تحديات كثيرة وتم إنجازه في وجهة نظري كمغامرة كبيرة لا تنتظر نجاحات شباك التذاكر، يتضح ذلك من موضوعه وأسلوبيته واختيار الممثل الذي يقوم بالبطولة لأول مرة، وكلها مقومات لا تستهدف جمهور السينما التجارية، بقدر ما تتجه نحو تكريس تجربة فنية شديدة الخصوصية.

 

اليوم السابع المصرية في

08.05.2023

 
 
 
 
 

ملك الصحافة.. فيلم يوثق مسيرة الإعلامي السعودي الراحل تركي السديري

قدم في عرضٍ أول ضمن مهرجان أفلام السعودية

العربية.نت - مريم الجابر

عرض مهرجان أفلام السعودية في نسخته التاسعة بمسرح إثراء"، الفيلم الوثائقي "قصة ملك الصحافة" عن حياة الراحل تركي السديري، الذي أطلق عليه الملك عبدالله بن عبد العزيز لقب ملك الصحافة، وهو لقب لم يأت من فراغ، إذ كان مشوار الراحل تركي السديري مليئًا بالصعاب، ولم تكن رحلته الصحافية سهلة وميسرة.

ويأتي الفيلم الوثائقي، الذي قدم في عرضٍ أوَّل ضمن مهرجان أفلام السعودية، من إخراج حسن سعيد، وإنتاج "ثرو لايت" و"ضوء" و"ظل" للإنتاج الإعلامي المرئي والمسموع، والمنتج علي سعيد وحسن سعيد، وكاتب المحاور علي سعيد.

من جانبه، قال المخرج - عبر حسابه على موقع تويتر - إن الفيلم يتناول التجربة المؤثرة للأستاذ تركي السديري على امتداد نصف قرن، يسردها نخبة من نجوم الصحافة والثقافة، بكل سحر وجاذبية.

بدوره، قال الكاتب رجا ساير المطيري في تدوينة له، إن سيرة ملك الصحافة تركي السديري تستحق أن توثّق وأن تُروى بعينٍ سينمائية مبدعة تلتقط سِمات هذه السيرة وتفاصيلها بحب وفن ووعي، كل التوفيق للأخوين علي وحسن سعيد في هذا الفيلم النوعي عن الرمز والمُعلم أبو عبد الله رحمه الله.

زعماء وشخصيات بارزة

الجدير بالذكر أن السديري تولى رئاسة تحرير صحيفة "الرياض" عام 1974 عندما كان في الـ 30 من عمره، واستمر في منصبه 41 عاماً، وفي 1972 بدأ عموده الصحافي "لقاء" في العدد 2300، وهو العمود الأطول عمراً في تاريخ الصحافة السعودية، إذ استمر نحو 43 عاماً.

وانتُخب السديري أول رئيسٍ لاتحاد الصحافة الخليجية عام 2005 وبقي في المنصب حتى وفاته في 14 مايو 2017، كما كان عضواً في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحافية، وفي رئاسة اللجنة التأسيسية لهيئة الصحافيين السعوديين، واختير رئيسًا للهيئة مرتين.

وأجرى عددًا من الحوارات الصحافية مع عدد من زعماء العالم والشخصيات العربية البارزة، وتُوفي تركي السديري يوم 14 من مايو 2017 بعدما بلغ من العمر 73 عامًا.

نسخة تاسعة

هذا وانطلق مهرجان أفلام السعودية في نسخته التاسعة 4 مايو الجاري، وسيستمر حتى 11 من الشهر نفسه، بتنظيمٍ من جمعية السينما، وبالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، ودعمٍ من هيئة الأفلام.

وتأتي دورة العام الجاري تحت محور الكوميديا، ويترقَّب الجمهور عرض 78 فيلماً، ضمن 48 مجموعة عرضٍ، وأربع مجموعاتٍ للأطفال خلال المهرجان.

 

العربية نت في

08.05.2023

 
 
 
 
 

في "مهرجان أفلام السعودية": هموم السينما والمجتمع في 4 تجارب

الملصق الدعائي للفيلم السعودي "أغنية الغراب" - twitter/FilmMOC

الدمام -عصام زكريا*

يتيح "مهرجان أفلام السعودية"، الذي تستمر دورته التاسعة حتى 11 مايو الجاري، فرصة يصعب أن تتوفر في المهرجانات الدولية الكبيرة، المزدحمة بالبرامج والأفلام من كل الجنسيات.

ذلك أن التخصص النوعي لمهرجان أفلام السعودية، المكرس لعرض الإنتاج المحلي للسينما السعودية، وبعض الأفلام الخليجية، المنتجة حديثاً، يتيح للمتخصص والمتابع أن يكتسب معرفة، ويشكل رؤية، وربما يفحص ويدرس، حركة السينما في هذه المنطقة خلال عام أو يزيد.

ضمت مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 6 أفلام فقط، منها 3 أفلام من انتاج السعودية، وفيلماً أمريكي الإنتاج لمخرجة سعودية، وفيلمين عراقيين.

العدد قليل بالطبع، خاصة حين نعلم أن مسابقات المهرجان تشمل الآن دول الخليج، ولم تعد قاصرة على السعودية.

باستثناء العراق التي تشهد إنتاجاً سينمائياً كبيراً نسبيا، بفضل مهاجريها المقيمين في الخارج بالأساس، والسعودية التي تشهد نهضة سينمائية كبيرة، فإن بقية دول الخليج تعاني من ندرة إنتاج الأفلام الروائية الطويلة

الأفلام السعودية الثلاثة المعروضة في المسابقة هي "أغنية الغراب"، تأليف وإخراج محمد السلمان، "عبد" إخراج منصور أسد و"طريق الوادي" إخراج خالد فهد، يضاف إليهم فيلماً رابعاً خارج المسابقة هو "سطّار" إخراج عبد الله العراك.

نجاح جماهيري

لنبدأ بـ"سطار"، الذي ربما يكون القارئ قد سمع عنه خلال الشهور الماضية، إذ حقق الفيلم منذ بداية عرضه نهاية ديسمبر الماضي نجاحاً جماهيرياً هائلاً، وتخطت مبيعاته 200 ألف تذكرة، متفوقا على "Avatar 2"، ودخل التاريخ باعتباره أكثر الأفلام السعودية تحقيقاً للإيرادات إلى الآن.

"سطار: عودة المخمس الأسطوري"، حسب عنوانه كاملاً، هو فيلم "شعبي" بسيط للغاية، مصنوع وفقاً للمواصفات القياسية "التجارية" لجمهور الشرق الأوسط: كوميديا صاخبة، مع قليل من الأكشن، وقليل من الميلودراما، وقليل من الأغاني ذات الايقاعات والألحان الشائعة.

هو فيلم مسل، خفيف، مع غلاظة فكاهته وخفتها أحياناً، يمكن أن تشاهده مع أطفالك على شاشة التليفزيون لتمضية بعض وقت الفراغ.

فيما عدا ذلك لا شئ مميز في "سطّار" إلا كونه يثير سؤالاً كامناً مقلقاً يشغل بال صناع السينما في السعودية (وبقية المنطقة العربية، بدرجة أو أخرى) حول نوع الأفلام التي يجب إنتاجها حالياً: هل الأفلام ذات الطموح الفني العالي، التي تشارك في المهرجانات والمحافل الدولية، لتشرف اسم البلد المنتجة، والتي تناقش قضايا مهمة إنسانية أو فنية، أم الأفلام التي تجذب الجمهور وتحقق تأثيراً ملموساً في الشارع وإيرادات تبرر وجودها والأموال الكثيرة التي تنفق عليها؟.

تلح الأسئلة الماضية بشكل أكبر حين نقارن "سطّار" بفيلم "أغنية الغراب"، الذي لفت الانتباه منذ عرضه خلال افتتاح دورة مهرجان البحر الأحمر الماضية، حيث حظي باشادة النقاد، ورشحته هيئة الأفلام السعودية لتمثيل المملكة في جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي.

"أغنية الغراب" فيلم فني رفيع المستوى، يحمل مضموناً اجتماعياً وسياسياً، وأسلوب خاص مميز لصانعه على مستوى الكتابة والصورة السينمائية، ولكنه يخلو من مقومات الفيلم الشعبي، وغير مستساغ بالنسبة للقطاع الأكبر من المشاهدين التقليديين.

مكانه الطبيعي في المهرجانات والعروض الخاصة للمثقفين وعشاق السينما الفنية، ولكن من زاوية الصناعة والتجارة والتأثير الأفقي العريض على الجمهور العام فمحدود للغاية!

تتردد أصداء هذه الهوة الواسعة بين "الشعبي" و"النخبوي" عبر الفيلمين السعوديين الآخرين "عبد" و"طريق الوادي" المشاركين أيضا ضمن مسابقة مهرجان أفلام السعودية.

همّ اجتماعي

مثل "أغنية الغراب"، ينتمي "عبد" للسينما الفنية ذات الهمّ الاجتماعي، يبدأ بمواجهة بين أب تقليدي، يعمل محققا بالشرطة، وولده الذي تخرج في كلية الطب، إرضاء لوالده، ولكنه يرغب في السفر لملاحقة حلمه بأن يصبح طباخاً.

في المشهد التالي تعود زوجة إلى بيتها ف ساعة متأخرة تترنح وتحمل زجاجة خمر، وتدب مشاجرة بينها والزوج نعرف أنه السبب في إدمانها، ثم يكتب على الشاشة تحذير من الإدمان لنكتشف أن ما شاهدناه هو مقطع فيديو تمثيلي يبث على مواقع التواصل لزوجين شابين فنانين.

يُحدث المقطع صدمة وينال قسطاً كبيراً من الانتقادات والهجوم يؤدي إلى اعتقال الزوج والتحقيق معه من قبل الضابط، والد الشاب، الذي رأيناه قبلاً.

هنا ينتقل الفيلم إلى نوع آخر، يحيث يتبين أن المحقق لديه بليات سحرية من يبتلعها يعود في الزمن، يقوم المحقق باعطاء أحدها للشاب طالباً منه أن يٌعدل ما فعله في الماضي.

يعود الشاب ويقوم بتعديل الفيديو مع زوجته، ولكن ينال أيضا انتقادات وهجوم ويعتقل ثانية، وهو ما يتكرر عدة مرات، مهما فعل الشاب، حتى لو كان المقطع مجرد تصويره وهو يصلي.

يدرك الأب والشاب في نهاية المطاف أن آراء الناس ليست مهمة، وأن هناك من يعيشون على مراقبة الآخرين وتصيد الأخطاء لهم. والطريف أن الفيلم أثار عاصفة مماثلة من الجدل بمجرد عرض الإعلان التشويقي له، حيث قام صناعه بعرض لقطات من المقطع المشار إليه، وهي حيلة في غاية الذكاء، إذ أدرك المشاهدون بعد نزول الفيلم إلى دور العرض أن المقطع تمثيلي خيالي لم يحدث في "واقع" الفيلم. ولكن بمد اللعبة إلى آخرها، فإن كل الأفلام ينطبق عليها هذا، وهو ما يدركه المشاهدون في معظم بلاد العالم باستثناء المناطق التي يعتقد فيها البعض أن الأفلام هي صورة من الواقع.

الجمهور العائلي

"طريق الوادي"، مثل "سطار"، فيلم بسيط مسالم، يطرح موضوعه الاجتماعي بطريقة هادئة، عن الأخت التي تنتقل للمدينة للدراسة وترغب في الاستقرار بها، والأخ الصغير الذي يعاني نفسياً من غياب أخته، وذلك في إطار كوميدي غنائي، يستعرض الطبيعة الخلابة وحياة الريف الجميلة.

كل من "سطار" و"طريق الوادي" يتوجهان للجمهور العادي، العائلي، وهما يمثلان نقلة في السينما السعودية نحو تشكيل جمهور وذاكرة سينمائية محلية، بينما يحلق كل من "أغنية الغراب" و"عبد" فنياً، بعيداً عن محاولة إرضاء الجمهور، حتى وإن كان الهم الاجتماعي أكثر حضوراً فيهما.

ملحوظة أخيرة: الأفلام الأربعة تنتمي للنوع الكوميدي، وإن كانت تختلف في نوع الكوميديا الذي يقدمه كل منها.

كذلك يسري في الأفلام الأربعة تيار "فانتازي"، مفارق للواقع، حتى لو كانت تناقش هموماً واقعية، تتراوح من السيريالية والخيال العلمي إلى الحكاية الشعبية الخيالية.

4 أفلام جديرة بالمشاهدة والتأمل، تضع لبنات مهمة في بناء السينما الخليجية الذي يزداد ارتفاعاً من عام لآخر.

* ناقد فني

 

الشرق نيوز السعودية في

09.05.2023

 
 
 
 
 

جان لوك غودار.. التجريبي الحقيقي الذي لا يخاف من شيء

تقديم كتب الكاتب أمين صالح والمنتج صالح الفوزان في "أفلام السعودية"

البلاد/ طازق البحار

ضمن فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان أفلام السعودية في إثراء، تم تقديم جلسة توقيع الإصداراتالمعرفية في مقر سوق الإنتاج، وتم فيه توقيع عدد من الكتب في احتفالية تكريمية كبيرة لأهم العناوينالثقافية السينمائية القيمة بحضور الكتاب.

وفي اليوم الثالث تم توقيع إصدارات المهرجان للكاتب القدير أمين صالح وكتابه “جان لوك غودار” والكاتبالناقد عبدالستار ناجي “صالح الفوزان السينمائي المهاجر"، وكتاب “أمين صالح.. التحديقة الواعية” منإعداد الكاتب القدير عبدالوهاب العريض.

وفي مداخلة لأمين صالح عن كتابه الجديد “جان لوك غودار” قال إنه يتابع غودار منذ زمن طويل من أفلاموكل ما يكتب عنه من أخبار وتقارير بصورة مركزة، بسبب أنه من الأسماء التي أثرت على السينما العالميةبصورة خاصة، وقال: “ظل غودار إلى آخر أيامه “تجريبي حقيقي” حيث إنه يجرب في جميع الأشكالوالتقنيات بدون خوف أو تنازل للحالة أو الوقت الذي يعيش فيه، أو حتى الجمهور”.

وفيما إذا كان غودار يتلون مع اللغة، قال أمين "عنوان كتابي (ماقبل الاسم.. ماقبل اللغة) إشارة غودارنفسه للعودة إلى الصف، وإلى جوهر السينما، وإلى البدايات الأولى جداً، حيث كان يصرّ على أنالسينما الصامتة كانت غنية جداً حتى أكثر من الموجود في السينما اليوم، وكان هناك تنوع وتعدد أكثر،وهو يريد في جميع التقنيات والأشكال يرجع إلى درجة الصفر، وهي ما قبل السرد واللغة، بمعنى أنهيرى أن الأسماء والنعوت تضر بالأشياء، وعلى هذه الأشياء أن تبقى بعذريتها، مثل من فيلم (كارمن)  فيلم الجريمة والدراما الموسيقي الفرنسي الذي قدم بالعام 1983 والذي يستند إلى أوبرا كارمن بيزيه،والاعتماد على حوارات كانت موجودة بالأساس قبل الفيلم، وكان غودار يبحث عن هذا الكلام قبل الفيلم”.

وعن مشاريعه السينمائية الجديدة قال أمين صالح إن هناك سيناريوَ درامياً طويلاً عند المخرج الإمارتينواف الجناحي وبإذن الله يشرع في العمل في أقرب وقت، وقال: “أتمنى أن ينتهي من الأمور الإنتاجيةأولاً، وأيضاً الانتهاء من الممولين والفريق ليرى النور”.

صالح فوزان

يعتبر المنتج والسينمائي السعودي القدير صالح الفوزان اسماً كبيراً في عالم تقديم الأفلام، بأدوارمتعددة كمنتج وممثل، وهذه الرحلة الطويلة جاءت في كتابه الجديد الذي كتبه الناقد القدير عبدالستارناجي بمشاركة عدد كبير من المقربين له، عن ذلك قال الفوزان: “أولاً أنا أفتخر بوجودي في يوم تقديمالكاتب البحريني القدير أمين صالح” وأنا هنا أجلس بقرب قامة كبيرة وشرف لي عندما كُرِّمت إلى جانبهفي الدورة الجديدة من المهرجان، فالرجل الذي أفنى حياته في السينما والثقافة شرف لكل من يكونبقربه”.

وأضاف: “بالنسبة لي، إن علاقتي بالسينما جاءت بالصدفة، ولم أكن أحلم أن أصبح سينمائياً، وأنأحقق ما حققته، والحقيقة أنها كانت تجربة مهمة لي للارتقاء الشخصي أو بالسينما السعودية”.

وهن خططه اليوم مع كل الانفتاحات السينمائية فقال: “أذكر في العام 2001 تم تكريم مجموعة منالعرب في مهرجان فرنسي سينمائي بحضور نجوم الخليج العربي، وحينها كان هناك سؤال يحوم حولييقول: “كيف يكون هناك سينمائي من بلد بلا سينما!” وكنت حينها أتجاوز الموضوع، وانظروا اليوم كيفتحوَّل حلمي إلى حقيقة، وكيف أشاهد أمامي الشباب السعودي وهو يبدع في هذا العالم باندفاعه وكلهذه المهرجانات والتجمعات والأفلام، وعلى رأسهم مهرجان أفلام السعودية، وأشكر الله أني أرى ذلك فيحياتي، وكيف تحول المستحيل إلى حقيقة جميلة”.

 

####

 

MBC مواهب تستضيف جناحاً في سوق الإنتاج الفني في مهرجان أفلام السعودية

البلاد/ مسافات

تألق عدد من مواهب ام بي سي على السجادة الحمراء في افتتاح مهرجان أفلام السعودية ليلة الخميس الماضي، حيث شهد افتتاح المهرجان مشاركة كلاً من، الهام علي وخالد صقر وريم الحبيب وعزيز بحيص وأسامة صالح وعبد الرحمن جندل وياسين غزاوي والعديد من المواهب البارزة والمشهورة في صناعة السينما، مثل خيرية ابو لبن و ياسر السقاف وفيصل الدوخي الذين اجتمعوا للاحتفال بهذه المناسبة.

حيث شارك العديد من مواهب ام بي سي في مهرجان أفلام السعودية لدعم افلامهم المشاركة، ومن ضمن النجوم ريم الحبيب عن فيلمها  "كورة" وعبدالرحمن جندل عن فيلم "شارع 105" ومحمد علي عن فيلمه "عبد"وفاطمة الشريف عن أفلامها "أغنية الغراب" "رمل" "زبرجد" وأخيراً فيلم "حوض".

كما شاركت ام بي سي مواهب الى جانب من العديد من الشركات المرموقة في قطاع صناعة السينما في "سوق الإنتاج" الفني الذي يقام بشكل سنوي في مهرجان أفلام السعودية في مركز إثراء – أرامكو، حيث يوفر السوق مساحة خاصة للشركات للعرض والترويج لعلامتها التجارية بالإضافة إلى التواصل مع صنّاع الأفلام في المنطقة وكسب العلاقات، متضمناً العديد من البرامج التي تهدف لتوعية الصنّاع وتطوير صناعة السينما في المنطقة. كما ستقدم ام بي سي مواهب فرص عديدة للمواهب الشغوفة الراغبة في دخول مجال السينمالكي تصبح نجوماً من خلال تقديم الدعم اللازم للنمو والارتقاء الوظيفي والمهني عن طريق شبكة مجموعة "ام بي سي" وخدمات إدارة المواهب.

كما أعلنت ام بي سي مواهب بكل فخر عن التزامها بتقديم الدعم لثلاثة مشاريع بالإضافة لتقديم ثلاث دورات مجانية لتجارب الاداء للفائزين. 

وخلال حفل توزيع الجوائز في نسخة هذا العام سوف يتم تكريم الأفراد الذين قدموا أمثلة نموذجية يحتذى بها من خلال أعمالهم ومشاريعهم. 

حيث تهدف ام بي سي مواهب إلى تحفيز وإلهام المواهب المهتمة بالمجال الفني، وتحديد معايير حديثة للتفوق والامتياز. 

 

####

 

جلسة حوارية نظمها فريق الإدارة الفنية للمهرجان

مسيرة تاريخ "أفلام السعودية".. أكثر من1000 فيلم في 15 عاماً

البلاد/ مسافات

عقدت خامس الجلسات الحوارية، ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته التاسعة، في مسرح سوق الإنتاج أمس الإثنين، بعنوان "بعد أكثر من 1000 فيلم.. ما الذي نعرفه عن الأفلام السعودية؟

وشارك فريق الإدارة الفنية ومبرمجو المهرجان خلال الندوة معلومات وبيانات للأفلام السعودية التي شاركت في دورات مهرجان أفلام السعودية، والتي تجاوز عددها الـ 1000 فيلم سعودي، كما ناقش الفريق التحولات والفجوة بين الواقع والمأمول في ظل الحراك السينمائي السعودي.

وتحدث خلال الندوة كل من المدير الفني للمهرجان أحمد الشايب، مدير برمجة الأفلام محمد عاشور، ومدير التسجيل والمعلومات حسين الغمران، والذين أجمعوا في حديثهم على أن المهرجان "محلي بمعايير عالمية".

تاريخ نضالي لمهرجان بطل
واستعرض المتحدثون تاريخ مهرجان أفلام السعودية منذ دورته الأولى التي انطلقت عام2008م، بشراكة بين النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون، ثم توقفه بعد صدور قرار بمنع إقامة مهرجانات سينمائية، واستمر المنع حتى عام 2015م، العام الذي أقيمت فيه الدورة الثانية، وحولها الكثير من التساؤلات عن إمكانية نجاحه، وبالوصول إلى الدورة الثالثة فقد عقدت أيضاً في جمعية الثقافة والفنون، بالشراكة مع مبادرة إثراء، ثم انتقل المهرجان في دورته الرابعة إلى خيمة إثراء عام 2017، وبعد ذلك صدر القرار الرسمي بفتح دور العرض السينمائية في السعودية، وفي عام 2018 تم افتتاح مركز إثراء الرسمي والذي اعتبر تحولاً كبيراً، لاحتضانه تنظيم فعاليات المهرجان.

بينما في عام 2020م تم إطلاق فعاليات مهرجان أفلام السعودية في دورته السادسة أون لاين بسبب جائحة كورونا.

وأبان المتحدثون أنّ التوجهات الاستراتيجية للمهرجان، هي دعم وتشجيع صنّاع الأفلام المحليين في المملكة، واكتشاف أصوات ورؤى سينمائية جديدة، وتطوير قدرات المساهمين في صناعة الأفلام، وإثراء المحتوى المعرفي والثقافي في السينما، وخلق مناخ للتواصل الفعّال بين المواهب السينمائية.

1095 فيلماً والمسيرة مستمرة
وكشف العرض المقدم من فريق المهرجان خلال الجلسة الحوارية، أن عدد الأفلام المسجلة خلال مسيرة دورات المهرجان بلغ 1095 فيلماً، موزعة على النحو التالي: 40 فيلماً في عام 2008، 104 فلام في عام 2015، 112 فيلماً في عام 2016، 136 فيلماً في عام 2017، 154 فيلماً في عام 2019، 105 أفلام في عام 2020، 89 فيلماً في عام 2021، 125 فيلماً في عام 2022، وأخيراً 230 فيلماً في عام 2023.

 

البلاد البحرينية في

09.05.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004