ملفات خاصة

 
 
 

فيلمان يفيضان بالمشاعر ينالان الإعجاب في مهرجان برلين

تجربة المراهقة بعين مخرجة إيرانية والحب المزدوج ترويه كورية

هوفيك حبشيان

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

لا تتردد المخرجة الفرنكو إيرانية إيميلي آتف ولا تراوغ. لا تخشى من ان تدوس على حقل ألغام في زمن يحاكم كل شيء أخلاقياً. عقلها صادم وحقيقي. مع جديدها "يوماً ما سنقول كلّ شيء بعضنا لبعض" المعروض داخل المسابقة الرسمية للدورة الثالثة والسبعين لمهرجان برلين السينمائي (16 - 26  فبراير - شباط)، تقدّم واحدة من أجمل المقاربات لموضوع المراهقة وبلوغ سن الرشد واختبار تجربة عاطفية ستظل ماثلة في وجدان الإنسان لآخر حياته. هذا كله بالتزامن مع فقدان البراءة واكتشاف الحياة مبكراً. الكثير من أفلام المراهقين متكرر أو مبتذل. آتف غير مهتمة باقتراح شيء مبتذل وهي تقف على مشارف الخمسين من عمرها وفي سجلها بضعة أفلام جيدة.

فيلمها المقتبس من رواية لدانييلا كرين بعنوان الفيلم، يوثق بلغة سينمائية مشبعة بالحسيّة الوعي على المشاعر والجنس في آخر سنوات المراهقة، ويتعقب موضوعه بحذافيره من البداية إلى النهاية، من دون أن يلتهي بأشياء جانبية. ماريا (مارلين بورو) إبنة التاسعة عشرة هي البطلة. تقع الأحداث في صيف حار، بعد فترة قصيرة من انهيار جدار برلين وإعادة توحيد ألمانيا، ضمن أجواء الريف الألماني، حيث مجموعة ناس يعرف بعضهم بعضاً ويعيشون على مسافات متقاربة من القرية نفسها. يبدأ الفيلم مع ماريا وهي مستلقية على الفراش، وينتهي بها وهي تتسلل إلى جانب أمها في الفراش أيضاً. بين المشهد الأول والأخير، هناك 140 دقيقة تعبر بنا إلى علاقة حميمة وعاصفة وشغوفة بينها وبين رجل "ذكوري" في الأربعين من عمره. هذه العلاقة ستجعلها تعيش شيئاً مختلفاً عن الرومانس الممل الذي يربطها بصاحبها اللطيف. 

هناك جو خاص في الفيلم بسبب اللحظة التاريخية التي يحدث فيها: توحيد ألمانيا ودخولها حقبة جديدة من تاريخها. انها نهاية التقلبات وبداية الاستقرار الذي ستتولد منه بلاد جديدة. إلا أن الشخصيات لا تعرف ذلك بعد، تعيش التخبط من دون أن تعلم ما ستؤول إليه الأيام القادمة. في هذا المناخ الضبابي والميلانكولي بعض الشيء، تضع آتف كاميراها لتلتقط المشاعر والشغف وكل تفاصيلها التي تبلغ ذروتها بأسلوب سينمائي ناضج. مارلين بورو (23 عاماً) ساحرة في دور فتاة لا تحتاج إلى أكثر من لمسة لتقع في شباك هذا الرجل، الذي هو بدوره وقع في شباك الحياة، ويملك سراً لن يكشفه الفيلم البتة. هذه العلاقة ستغير ماريا إلى الأبد، فهي ستكتشف أحاسيس ما كانت تظنها موجودة. وهذا كله سيجعلها تنمو وتكبر سنوات في غضون أيام قليلة. ستفقد براءتها بلا شك، لكن في المقابل سيشتد عودها، الأمر الذي سيحصنها أمام تحديات الحياة القادمة. هذا الشغف المتصاعد بكل تفاصيله الجميلة والمدمّرة والذي سيجرف كلّ شيء يصادف طريقه، تصوره آتف من زاوية غير مستهلكة واضعة فيها كثيراً من تعاطفها مع المرأة ورغبتها في تمكينها. 

في "حيوات ماضية" (المعروض ضمن المسابقة الرسمية) الذي حصل على أعلى تقييم في مجلة "سكرين"، تصوّر المخرجة الكورية الكندية سيلين سونغ، قصة من وحي تجربتها الشخصية. يفتتح الفيلم بمشهد لثلاثة أشخاص يجلسون إلى كونتوار إحدى الحانات. المرأة ذات الملامح الآسيوية تتوسط رجلين، أحدهما آسيوي مثلها والثاني أبيض البشرة. الصوت الذي يعلق على المشهد يحاول معرفة مَن هؤلاء وما العلاقة التي تربطهم بعضهم ببعض. في الملف الصحافي تشرح المخرجة أن هذا المشهد حدث فعلاً، ومنه استوحت الفيلم. تروي: "كنت أجلس بين هذين الرجلين. كل واحد منهما كان يحبّني بطريقة مختلفة. حبّان بلغتين مختلفتين وثقافتين مختلفتين. وكنت أنا السبب الوحيد وراء اللقاء الذي حدث بينهما. هناك شيء من الخيال العلمي تقريباً. تشعر وكأنك شخص يستطيع تجاوز الثقافة والزمان والمكان واللغة".

الحب المزدوج

يروي الفيلم قصة فتاة كورية (غريتا لي) تجد نفسها في كندا بعدأن تقرر عائلتها مغادرة الوطن. ومن هناك تنتقل إلى نيويورك وتتزوج رجلاً أميركياً وتعيش معه حياة مستقرة بعيداً من أحلام طفولتها. فهي كانت تطمح أن تصبح كاتبة كبيرة وتنال جائزة نوبل، لكن الأيام قررت عكس ذلك، أقله إلى الآن، فهي باتت في منتصف الثلاثينات من عمرها. فجأةً، من حيث لا تتوقع، تخضع حياتها كلها للمساءلة، مع الظهور المفاجئ للشاب الكوري الذي كان صديق طفولتها، لكن الهجرة بعّدت أحدهما عن الآخر. دخول هذا الشاب في حياتها يشهر الكثير من الأسئلة حول الخيارات التي قامت بها في الحياة، والأحلام التي تخلت عنها، طمعاً بالإستقرار وخوفاً من المستقبل. الفتاة التي سمّت نفسها نورا في موطنها الجديد، تعتبر حياتها في كوريا وهي طفلة، حياة ماضية أو سابقة، وهي حياة لا تعيشها بل "تزورها" بين حين وآخر، كما يزور أي منا أماكن، له فيها ذكريات. لكن هذه الحياة الماضية أو السابقة تتعقب المرء أينما حلّ ولا فرار منها، مهما كان المكان الذي هاجر اليه بعيداً. 

اللقاء المتجدد بين نورا ورفيقها يتيح أيضاً تورط الزوج فيه، وهذا أجمل ما في نص سيلين سونغ. وهنا نعود إلى الصورة في بداية الفيلم. للزوج أيضاً مخاوف وهواجس، ولكن يحب زوجته ويخشى الخسارة. قلقه شبه صامت، يعبّر عما في داخله بامكاناته الخاصة، ولكن من دون انفعال. هو يعرف أن العلاقة التي تربط زوجته برفيقها لا تصنَّف، لا هو حب ولا هو صداقة، بل نوع ثالث يفلت من أي تصنيف. 

العلاقة بين شكل الفيلم ومضمونه متجانسة جداً، أي أن الشخصيات تشبه الأجواء التي تتطور فيها. رقيق وناعم هذا العمل الذي يذكّرنا أحياناً بوودي آلن وأحياناً بإريك رومير. لا عنف، لا ضغائن، لا قسوة… كل شيء يسير كمياه النهر الذي يبحث عن مصب لها في بقعة أوسع. الشخصيات المكتوبة باحساس عال بالمكان، لا تولد صراعاتها أي مواقف مبتذلة. حتى الضحك لا يحمل لؤماً، بل مزيداً من الفهم للمواقف التي حشرت فيها، إما بدافع الظروف أو الخيارات. سيلين سونغ تحاول أن تفهم لا أن تدين، وهذا ما يميز سينماها التي ترتقي بالشخصيات التي تصورها مثلما ترتقي بالمُشاهد.

 

الـ The Independent  في

20.02.2023

 
 
 
 
 

نساء "برلين 73" يأتين إلى المهرجان بالرقّة والجنس والحسيّة

برلين - هوفيك حبشيان

أفلام ممتازة عُرضت في نهاية الاسبوع الأول من #مهرجان برلين السينمائي (16 - 26 شباط) الذي يُقام في عاصمة #ألمانيا، بعدما كان افتُتِح بـ"جاءت إليّ" للمخرجة الأميركية ريبيكّا ميلر الذي كان متوسط الجودة. ما اكتشفناه بعد الافتتاح، بدا مختلفاً تمام الاختلاف، وكأنه انتقامٌ من السطحية السينمائية التي ألقت بظلالها على البرمجة الغنية والغامضة التي نحظى بها هذا العام في البرليناله. ثلاثة أفلام تشارك في المسابقة، أي انها تتنافس على "الدبّ الذهب"، مدّتنا بهذا الانطباع. خرجنا من الصالة مزهوين وفي داخلنا بهجة الاكتشاف. الفيلم الأول هو "يوماً ما سنقول كلّ شيء بعضنا لبعض" للمخرجة الفرنكو إيرانية إيميلي آتف، فيما يأتي الثاني بعنوان "حيوات ماضية" للمخرجة الكورية الكندية المقيمة في الولايات المتحدة سيلين سونغ، أما الثالث فليس سوى أحدث أعمال المخرجة الألمانية الكبيرة مارغريت فون تروتا الذي عنونته "إينغبورغ باخمان - رحلة إلى الصحراء". الأفلام الثلاثة على قدر من الجمال لأسباب مختلفة بعضها عن بعض، لا تتشابه بل تتقاطع، تتحاور من دون ان يعلم أي منها بوجود الآخر. من المعروف ان المشاهدة في المهرجانات الدولية وبوتيرة جهنمية ليست أفضل أنواع المشاهدات، الا انها تتيح أحياناً ولادة مثل هذه الحوارات الضمنية بين الأعمال السينمائية، وهي حوارات ما كانت لتكون ممكنة لولا تجميع الأفلام داخل تشكيلة أو برنامج. المهرجان في هذا الصدد يؤمّن سقفاً للأفلام، والسقف هذا يساعد في تكوين رؤية عن العالم أو فكرة عنه. الأفلام الثلاثة التي نجمعها في هذا المقال، وهي من وجهة نظرنا أفضل ما عُرض إلى الآن في برلين، تحمل حصراً تواقيع مخرجات وهي عن سيدات مثلهن، سيدات يقفزن فوق الأسوار الاجتماعية والأخلاقية والعائلية، منهن مَن ينتمين إلى العالم المعاصر ويحملن قيمهن ويواصلن مسيرة أخريات حفرن الطريق قبلهن، ومنهن مَن يتحدرن من الماضي، أي انهن طليعيات في مجال قضايا كالحرية والجنس والتحليق في فضاء الحياة.

في "يوماً ما سنقول كلّ شيء بعضنا لبعض"، تقدّم آتف فيلماً عن وعي المشاعر والغرائز في آخر سنوات المراهقة. بعد مجموعة أفلام متفاوتة القيمة، تأتينا صاحبة "ثلاثة أيام في كيبرون" بفيلم حسيّ قد يكون أفضل ما أنجزته إلى اليوم. قبل الحديث عن الفيلم، يجدر التذكير بالخلفية الاجتماعية والثقافية التي تتحدّر منها آتف. في مقابلة لي معها، سألتها عن هويتها، فكان ردّها: “أنا فرنكو - إيرانية. أمي من مقاطعة جورا في فرنسا ووالدي من طهران. التقيا في برلين الستينات. كانا يدرسان الألمانية في معهد غوته. ولدتُ في برلين، وعندما بلغتُ السابعة هاجرنا إلى الولايات المتحدة (لوس أنجلس)، حيث يعيش الكثير من الإيرانيين. أمي كانت تكره الولايات المتحدة، وضد فكرة التربية هناك. فأرسلتني وأخي إلى الجورا، في الجبال، حيث تقيم عائلتها. مكثتُ في فرنسا حتى نلتُ البكالوريا، ثم انتقلتُ للعيش في لندن، قبل ان أعود مجدداً إلى برلين، اذ لطالما كان عندي حنين طفولي تجاهها. في برلين، درستُ السينما". اذاً، نحن أمام حالة كوزموبوليتية، أضف اليها الرؤية الواسعة للحياة التي تكونت لدى آتف مع احتكاكها بالثقافة الغربية. اليوم، تحلّق، وهي على مشارف الخمسين من العمر، في فضاء السينما، متجاوزةً نفسها وماضيها. قصّة الفيلم بسيطة وذكّرني بعض فصولها برائعة لوكا غوادانينو، "نادني باسمك". قد يكون أفراد الأسرة الذين يعيشون في الريف بإيقاع هادئ وبشيء من اللامباللاة هم الذين يعززون هذا الانطباع. عدا ذلك، نحن أمام شخصية شابة هي التي ستتولّى الحكاية بأكملها. انها ماريا (مارلين بورو) ابنة الـ19 عاماً التي تتعرف إلى رجل كاريزماتي وقاسٍ وعنيف (فيليكس كرايمر) يكبرها بعشرين عاماً، ستنشأ بينهما علاقة انجذاب وقوة قائمة على الرغبة والجنس والحسية. ستدخل العلاقة في متاهات عدة، وستكون بداية وعي ماريا على أشياء ستغيرها في الصميم. صيف عام 1990 هو مسرح الأحداث، أي في فترة اعادة توحيد ألمانيا. هناك مناخ خاص مرتبط بهذه اللحظة التاريخية. عالم قديم ينهار وآخر يطل برأسه. لكن الأشياء ليست واضحة بعد. في هذا الجو الضبابي يحدث ما يحدث. والزمن كما الأحاسيس مختبر وأرض للتجارب. هذه هي، باختصار، الرحلة التي ستأخذنا اليها آتف التي تقتبس هنا رواية لدانييلا كرين بالعنوان نفسه. لا تحتاج ماريا إلى أكثر من لمسة لتقع تحت سحر هذا الرجل الذي سيفتح عينيها على أشياء لم تكن تعلم بوجودها بعد. ستخسر براءتها، لكنها ستربح أشياء أخرى وهي في مقتبل تجربتها الإنسانية والعاطفية. منذ لحظة دخولها منزله لن تكون ثمة عودة إلى الخلف. يصوّر الفيلم الشغف المتصاعد بكلّ تفاصيله الجميلة والمدمّرة الذي سيجرف كلّ شيء في طريقه.

هناك نقاط مشتركة عدة بين "يوماً ما سنقول كلّ شيء بعضنا لبعض" و"حيوات ماضية" لسيلين سونغ. ما يجمع الفيلمين أولاً هو خلفية المخرجتين، فكلتاهما كوزموبوليتان: آتف إيرانية فرنسية درست وعاشت في أميركا وبريطانيا وألمانيا، في حين ولدت سونغ في كوريا الجنوبية وانتقلت للعيش في كندا وأميركا. هذا في ما يتعلّق بتفاصيل خلف الشاشة، أما قبالتها، فالقصّة قصّة فتاة كورية (غريتا لي) تهاجر مع عائلتها إلى كندا ومنها إلى نيويورك تاركةً خلفها الفتاة الصغيرة التي كانتها عندما كانت في الثانية عشرة. لكن حياة ماضية أو سابقة تعني ذكريات وعلاقات وأول دقّة قلب الخ. والحياة الماضية أو السابقة قد تطارد المرء أحياناً أينما حلّ ومهما كان بعيداً المكان الذي هاجر اليه. فبعد عقدين من الزمن، سيلتقي الطفلان اللذان فصلتهما الظروف. نورا (هذا اسمها الغربي الجديد) كبرت وتزوجت. ولكن لا بأس، قد يساهم الزوج في فهم هذه العلاقة التي لا هي حبّ خالص ولا هي صداقة، بل تشبه واحدة من تلك الروابط التي لا يمكن تصنيفها تحت مسمى. الفيلم رقيق وناعم، يضعنا أمام الشخصيات على نحو يضعنا أمام أنفسنا. على نقيض مشاهد القسوة والعنف، نجد طريقاً سالكة إلى حكاية رومنطيقية بشخصيات كلها أحاسيس منمّقة. هذا فيلم يقول، مرةً جديدة، بأسلوب غير مبتذل، ان الحياة طرق نسلكها، وهي أحياناً ناتجة من خيارات وأحياناً وليدة ظروف. نظرة سيلين سونغ إلى الإنسان فيها محاولة للفهم، وهذا ما يميز سينماها. كلّ شيء أمام كاميراتها يرتقي، والمُشاهد يرتقي معه. يشهر الفيلم أسئلة مهمّة أيضاً عن أحلام الطفولة والمراهقة وكيف تتطور وفق منطقها الخاص لتصل في النهاية إلى حيث الممكن لا أكثر.

أخيراً، في "إينغبورغ باخمان - رحلة إلى الصحراء" لفون تروتا، نقابل عملاً كلاسيكياً أكثر من الفيلمين المذكورين آنفاً، لكن ليت الجميع يستطيع بلوغ هذا القدر من الاتقان في صناعة سينما، وتصوير الوجوه والتقاط المشاعر. فون تروتا بدت معلّمة في هذا المجال، وهذا الفيلم الذي أعادها إلى السينما الكبيرة بعد فترة لم تقدّم فيها أفضل ما لديها، يستحق الاهتمام. تقول فون تروتا ان الروائية والشاعرة النمسوية إينغبورغ باخمان (1926 - 1973) كانت "رفيقتها" لسنوات طويلة، حتى انها قابلتها ذات مرة في روما قبل عام من وفاتها. الفيلم يركّز على السنوات الأربع من حياة الشاعرة، تلك السنوات التي ارتبطت

 

النهار اللبنانية في

20.02.2023

 
 
 
 
 

علا الشافعي تكتب: مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ73

.. she came to me فيلم افتتاح لا يليق بتاريخ المهرجان.. وأفلام متوسطة الجودة.. قضية الجندر تفرض نفسها بقوة.. وThe survival of kindness حالة فنية فريدة

علا الشافعي - رسالة برلين

يومان من عروض أفلام المسابقة الرسمية في الدورة الـ73 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي افتتحت فعالياته في 16 فبراير وتتواصل حتى الـ26 من الشهر نفسه، وحتى الآن لا نستطيع أن نقول إن هناك فيلماً أو أكثر قد لفت الأنظار حتى تلك النوعية من الأعمال التي نتوقف عندها ونقول "برلين يكشف عن مفاجآته".

قد يكون الوقت مبكراً ولا تزال الأيام المقبلة من المهرجان تحمل المزيد لعشاق وصناع السينما حول العالم الذين ينتظرون الكثير من مهرجان بحجم برلين السينمائي.

المستوى المتوسط الذي يغلب على معظم ما عرض حتى الآن، جعل البعض من الحضور ومتابعي المهرجان يتساءلون: "هل ذلك الأمر يرجع لتأثير فكرة (الجندر)، بعد أن أصبح لها القول الفصل في اختيارات الأفلام بغض النظر عن مستواها الفني الحقيقي، خصوصا أن مهرجان برلين من أكثر المهرجانات الدولية التي تراعي هذا الأمر بشكل كبير وهو ما نجده منعكساً على الكثير من التفاصيل بدءا من "أفيش المهرجان" وصولا إلى طبيعة الاختيارات سواء المتعلقة بنوعية الأفلام، وتشكيل لجان التحكيم؟".

عموما هي قضية جدلية تستحق أن تطرح التساؤلات بشأنها، وتدور حولها النقاشات لأن الأمر بدا جليا في فيلم الافتتاحshe came to me” " لريبيكا ميلر، الذي جاء بحسب النقاد والمتابعين متوسط القيمة ولا يليق بافتتاح مهرجان بحجم وعمر برلين وليست هذه هي المرة الأولى التي يأتي فيها فيلم الافتتاح مخيبا للتوقعات والآمال.

ومن الأفلام التي عرضت حتى الآن ضمن المسابقة الرسمية The survival of kindness وsomeday we’ll tell each other every thing وthe shadow less tower، وmonodrama وDisco boy التي لم يحصل معظمها على تقييمات نقدية كبيرة بحسب المجلات السينمائية المتخصصة، ومنها مجلة "سكرين" حيث تركز أغلب تقييمات النقاد على نجمتين أو ثلاث على أقصى تقدير.

 ورغم أننا لا نزال نكتشف أفلام المسابقة الرسمية إلا أن فيلم The survival of kindness” للمخرج الهولندي الأسترالي، رولف دي هير، في عرضه الدولي الأول الذي تدور أحداثه حول امرأة من السكان الأصليين تُركت في قفص وسط الصحراء لتموت لكنها تتمكن من الهرب، وتسافر عبر الصحراء حتى تصل إلى المدينة، هذا الملخص للأحداث قد يراه البعض عاديا، ولكن الفيلم في حقيقة الأمر هو حالة سينمائية خالصة، لا توجد فيه لقطات زائدة ولا حوار بل هو أقرب إلى السريالية في بنائه، ومحمل بالكثير من الأفكار عن البشر وصراعاتهم ويطرح الكثير من التساؤلات حول أطماع البشر وكيف حولوا الأرض إلى مقبرة يضطهدون بعضهم البعض.

وتبدأ اللقطات الأولى من الفيلم حيث نجد امرأة سوداء محبوسة في قفص خارج منزل، ويبدو أن سكان المنزل يرتدون أقنعة الغاز في دلالة لانتشار مرض ما أو حدوث تسربات بيولوجية أو كيميائية خطيرة أودت بحياة الكثيرين.. يقيمون فيه حفلة غريبة ويتم قطع كعكة على شكل منظر طبيعي محلي، وهو ما قد يحمل رمزاً أو إسقاطاً على فكرة تقسيم الأراضي وبالتبعية تصنيف البشر، ثم يأخذ أصحاب الأقنعة تلك المرأة السوداء التي يطلق عليها ببساطة "BLACK WOMAN" إلى الصحراء ويتركونها داخل القفص، تواجه مصيرا محتوما بالموت، بسبب الشخصيات المقنعة وهم من أصحاب البشرة البيضاء الذين يمثلون كل الشرور الممكنة، ومن تبقى منهم يستمرون في اضطهاد أصحاب البشرة السمراء، ثم نجد أنفسنا أمام في مناظر طبيعية جميلة لكنها قاسية لا ترحم من الصحراء والجبل، حيث استخدم الكاتب والمخرج رولف دي هير سلاسل جبال فليندرز في جنوب أستراليا

 ونتابع في لقطات متتالية تلك المرأة التي تركت بلا ماء ولا طعام ولكن غريزة البقاء والرغبة في الحية لا تجعلها تتوقف عن محاولة الخروج من القفص الحديدي، وتنجح بالفعل ولكنها تبدأ رحلة أخرى من المعاناة واكتشاف الشرور تنتهي بمفاجأة، البعض قد يرى أن الفيلم يحمل رسائل مباشرة، ولكنه يظل حالة سينمائية متميزة مليئة بالدلالات والأجواء السريالية الأقرب إلى الكوابيس منها إلى الحلم.

 

####

 

مات ديمون وصناع Kiss the Future فى مهرجان برلين.. صور

برلين: علا الشافعي – لميس محمد

حرص درو فينتون والممثل والمنتج مات ديمون والمخرج نيناد سيسين سين والمنتجة سارة أنتوني وكاتب السيناريو بيل إس.كارتر صناع الفيلم الوثائقي "Kiss the Future" على الترويج للعمل من خلال جلسة تصوير جمعتهما قبل عقد مؤتمر صحفي للفيلم، وذلك خلال الدورة الـ73 من مهرجان برلين السينمائي.

بدأت فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 يوم الخميس الماضى 16 فبراير الجارى، على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

####

 

المخرجة سيلين سونج بمهرجان برلين: Past Lives

يناقش نوعا محددا من الهجرة

برلين علا الشافعي – لميس محمد

قالت المخرجة سيلين سونج مخرجة فيلم Past Lives خلال المؤتمر الصحفى الذى أقيم للعمل بعد عرضه ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ 73: "لقد قمت بتغيير اسمى بعد وصولى إلى الولايات المتحدة الأمريكية من كوريا، وذلك لكى يتناسب أكثر مع الحياة والمفاهيم الجديدة التى سأبدأ فى عيشها، بالإضافة إلى أن تغيير اسمى كان الهدف منه هو المحاولة فى الاندماج أكثر فى المجتمع الجديد".

وتابعت سونج قائلة: "كان على ان أظهر مثلث الحب بشكله الناضج، الصحيح، وبالرغم من صعوبة هذا الأمر، إلا أننى تمكنت من ظهور الثلاث شخصيات الرئيسية بـ شكل محترم وناضج، مع تقديم كل منهم دوره بشكل ممتع وجديد، كما كان يجب على التركيز فى صفة التحضر فى العلاقات لكى تصل رسالة الفيلم بشكل واضح".

وأنهت سونج حديثها قائلة: "قصة فيلم Past Lives تدور حول نوع محدد من الهجرة، وهو ترك مدينتك المفضلة أو حبك الأول، وأنا اعتقد أننا مربوطين ببعض من خلال حياتنا السابقة بشكل أو بآخر".

فيما قالت بطلة الفيلم الممثلة جريتا لى قائلة: "أعتقد من أهم مميزات فيلم Past Lives هو ربط حياة سيلين الحقيقة بالعمل، وهذا ما مكنها من سرد الأحداث بشكل يحبه ويتعلق به الجمهور بسبب إضافة طابع خاص للعمل، من خلال خبراتها الحياتية، خلال تصوير الفيلم كنت أشعر أنن أقوم بـ تقديم عملين مختلفين، لأن لـ نورا شخصيتان مختلفتان، وتتعاملان مع شخصيان مختلفان، وهذه هى صعوبة الأمر، أنه يجب إضافة شئ خاص ومميز بكل شخصية على حدة، الفيلم أمريكى فى فكرته لكن ما يميزه هو التحدث باللغة الكورية فى نصف العمل على الأقل".

كما أكد بطل الفيلم تى يو قائلا:" لم تجعلنا سيلين نتقابل سويا قبل بدء تصوير المشاهد المهمة فى الفيلم، وهو ما جعلها تظهر بـ هذا الشكل الصادق، والواضح، وأعتقد أن ما فعلت لم يكن لـ ينجح ألا فى حالتنا فقط، لأننا بدأنا اكتشاف شخصياتنا الحقيقة بعد التصوير".

وكشف الممثل جون ماجرو قائلا: "كما أكد يو كان ما قامت به سيلين هو الأفضل لـ نجاح فيلم Past Lives، واعتقد أن هذا هو ما حدث حتى الان، الفيلم له تعقيداته الخاصة، وكل شخصية لها سر يجب ألا ينكشف إلى باقى الشخصيات ألا فى مشهد وحيد خلال الفيلم، ولـ هذا كان فى صالحنا أن نتعرف على بعضنا البعض بعد الانتهاء من التصوير".

فيلم Past Lives يدور حول نورا وهاي سونج، صديقان مقربان في طفولتهما، ولكنها يشعران بفقد كبير بعد هجرة عائلة نورا من كوريا الجنوبية، وبعد 20 عامًا، اجتمعوا مجددًا لمدة أسبوع مصيري وهم يواجهون مفاهيم الحب والقدر.

 

####

 

هيلين ميرين بمهرجان برلين: جولدا مائير كان لديها عقل ليس له مثيل

برلين : علا الشافعي – لميس محمد

قالت الممثلة هيلين ميرين الحاصلة على الأوسكار والدب الذهبي الفخري من مهرجان برلين السينمائي في عام  2020 خلال المؤتمر الصحفي لفيلمها Golda المشارك في قسم البانوراما بمهرجان برلين السينمائي في دروته الـ 73، عن شخصية جولدا مائير والتي تقدمها في العمل، "جولدا كانت مدخنة شرهة، حيث كانت تشرب السجائر طوال الوقت، وكانت شخصية ممتعة ومتميزة، كان لديها عقل لا مثيل له، ومع حبها وتفانيها للعمل كانت تقوم بكل ما عليها وأكثر، وكانت تحب شراء الأدوات المنزلية، وأنا مثلها، كانت شخصية متميزة لتقديمها، والفيلم ليس حياتها فى مجملها، ولكنه جانب واحد فى حياتها.

وأضافت هيلين، "كان على وضع مكياج طوال التصوير، الذى ساعد مع الملابس فى رسم ملامح الشخصية، وكانوا يساعدونني بشكل كبير فى دخولى إلى الشخصية".

ومن جانبه قال المخرج جاي ناتيف إن جولدا لم تكن جندية، وبالتالى كانت تعتمد على كل من حولها فى اتخاذ القرارات السليمة، وتتحكم فيما يحدث، ، وأضاف أن تربي وهو يعرف أن شخصية جولدا لديها العديد من الجوانب الشخصية، وانا قررت إخراج العمل وانا فى كامل قواي العقلية، خاصة مع شخصية مثل جولدا التى اكدت على حمل ذنب كل من ماتوا معها إلى قبرها.

 وأضاف جاى ناتيف، "عندما التقيت هيلين لأول مرة شعرت وأننى ألتقى أحد من عائلتي، وشعرت أنها ستؤدى شخصية جولدا بشكل متميز، خاصة وأنها واحدة من أفضل الممثلات فى العالم.

يدور فيلم Golda حول على المسؤوليات والقرارات الدراماتيكية التي واجهتها جولدا مائير، المعروفة أيضًا باسم "سيدة إسرائيل الحديدية" خلال حرب يوم الغفران.

وتجسد هيلين في الفيلم شخصية رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير الفيلم لا يركز على حياة جولدا بشكل عام، بل على فترة محددة في حياتها وتحديدا قبل حرب أكتوبر المجيدة بيوم وطوال أيام الحرب حتي وقف اطلاق النار ، وصولا لتوقيع اتفاقية السلام ووفاتها بعد ذلك.

أحداث الفيلم تركز على تلك الفترة فقط، لذلك نجد أن معظم مشاهده تدور في أماكن محددة معظمها في مكتبها وغرفة عمليات الحرب ورد الفعل الإسرائيلي على الانتصارات المصرية التي كانت تتحقق على جبهة القتال .

 

####

 

ابنة شارلى شابلن وزوجة عمر الشريف فى زيفاجو ترقص بمهرجان برلين

برلين : علا الشافعي – لميس محمد

رصدت عدسات المصورين الممثلة جيرالدين شابلن وهي تتراقص أمام عدسات المصورين في الجلسة الترويجية لفيلم Seneca والذي يشارك في مهرجان برلين السينمائي، وظهرت جيرالدين ابنة تشارلي شابلن والتي سبق وأن لعبت دور زوجة دكتور جيفاغو والذي جسده عمر الشريف، بجوار توم زاندر، والممثل الأمريكي جون مالكوفيتش، والمخرج الألماني روبرت شوينتك.

فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 انطلقت يوم الخميس الماضى على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

####

 

صناع Disco Boy يروجون للفيلم فى مهرجان برلين بدورته الـ73

برلين: علا الشافعي - لميس محمد

حرص صناع فيلم Disco Boy علي حضور مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ73، حيث خضع الممثل الألماني فرانز روجوسكي، والممثل المالي مور ندياي، والفنانة ليتيتيا كي لجلسة تصوير للترويج للعمل قبل عقد مؤتمر صحفي مع الصناع.

فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 انطلقت يوم الخميس الماضى على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

####

 

هيلين ميرين على السجادة الحمراء لمهرجان برلين لحضور عرض فيلمها Golda

برلين: علا الشافعي – لميس محمد

شهدت السجادة الحمراء لمهرجان برلين السينمائي في دورتها الـ 73، حضور النجمة هيلين ميرين، وذلك لحضور عرض فيلمها Golda، المشارك في المهرجان.

وعقدت إدارة المهرجان مؤتمرا صحفيا لفريق عمل الفيلم، قالت الممثلة هيلين ميرين الحاصلة على الأوسكار والدب الذهبي الفخري من مهرجان برلين السينمائي في عام  2020 خلال المؤتمر، عن شخصية جولدا مائير والتي تقدمها في العمل، "جولدا كانت مدخنة شرهة، حيث كانت تشرب السجائر طوال الوقت، وكانت شخصية ممتعة ومتميزة، كان لديها عقل لا مثيل له، ومع حبها وتفانيها للعمل كانت تقوم بكل ما عليها وأكثر، وكانت تحب شراء الأدوات المنزلية، وأنا مثلها، كانت شخصية متميزة لتقديمها، والفيلم ليس حياتها فى مجملها، ولكنه جانب واحد فى حياتها.

وأضافت هيلين: "كان على وضع مكياج طوال التصوير، الذى ساعد مع الملابس فى رسم ملامح الشخصية، وكانوا يساعدونني بشكل كبير فى دخولى إلى الشخصية".

يدور فيلم Golda حول على المسئوليات والقرارات الدراماتيكية التي واجهتها جولدا مائير، المعروفة أيضًا باسم "سيدة إسرائيل الحديدية" خلال حرب يوم الغفران.

وتجسد هيلين في الفيلم شخصية رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير الفيلم لا يركز على حياة جولدا بشكل عام، بل على فترة محددة في حياتها وتحديدا قبل حرب أكتوبر المجيدة بيوم وطوال أيام الحرب حتي وقف اطلاق النار ، وصولا لتوقيع اتفاقية السلام ووفاتها بعد ذلك.

أحداث الفيلم تركز على تلك الفترة فقط، لذلك نجد أن معظم مشاهده تدور في أماكن محددة معظمها في مكتبها وغرفة عمليات الحرب ورد الفعل الإسرائيلي على الانتصارات المصرية التي كانت تتحقق على جبهة القتال.

 

####

 

صناع Disco Boy على السجادة الحمراء لمهرجان برلين بدورته الـ73.. صور

برلين: علا الشافعي - لميس محمد

شهدت السجادة الحمراء لمهرجان برلين السينمائي حضور صناع فيلم Disco Boy ، الممثل الألماني فرانز روجوسكي ، والممثل المالي مور ندياي ، والفنانة ليتيتيا كي.

فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 انطلقت يوم الخميس الماضى على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

اليوم السابع المصرية في

20.02.2023

 
 
 
 
 

خاص برليناله 73:

"بلاك بيري".. رحلة صعود وسقوط أول هاتف ذكي في العالم

أحمد شوقي في سينما وتلفزيون

"سيتحول من أحسن هاتف في العالم إلى الهاتف الذي كان الناس يمتلكونه قبل أن يشتروا آيفون!"

تفصل الجملة السابقة بين نصفي فيلم "بلاك بيري BlackBerry" للمخرج الكندي مات جونسون، الذي أقيم عرضه العالمي الأول في المسابقة الدولية لمهرجان برلين السينمائي الثالث والسبعين، ليخلق انقسامًا كبيرًا في الآراء، بين معجب متحمس للفيلم وآخر يراه عملًا ضعيفًا، وثالث يراه فيلمًا جيدًا لكنه ربما لا ينبغي أن يكون في المسابقة الرسمية للمهرجان.

السر في الرأي الأخير هو كونه فيلمًا أمريكيّ الطابع بامتياز، يروي بطريقة كوميدية رحلة الصعود والسقوط السريعة لهواتف "بلاك بيري" التي أطلقت حرفيًا مفهوم الهاتف الذكي وكانت ملء السمع والبصر، ثم أخفقت في غضون أشهر قليلة في الوقوف أمام التطوّر التقني فباتت "الهواتف التي امتلكها الناس قبل شراء آيفون".

رحلة صعود وهبوط كلاسيكية، تدور داخل عالم عباقرة التكنولوجيا المهووسين، الذين يبدون كأطفال كبار في مظهرهم وتصرفاتهم وتعاملهم مع فكرة العمل، لكنهم يحملون داخل رؤوسهم فكرة قادرة على تغيير العالم بأكمله، بعد أن وجدوا طريقًا لتحقيق لما قاله لهم مدرس العلوم ومثلهم الأعلى: "من سينجح في أن يضع الكومبيوتر داخل الهاتف سيغير العالم".

عباقرة يحتاجون مسوّقًا

النصف الأول من الفيلم يروي رحلة الصعود، وكيف التقط رجل أعمال ذكي إمكانية النجاح في الفكرة التي قدّمها له اثنان من التقنيين غريبي الأطوار بأسوأ طريقة ممكنة، فقرر أن يعرض عليهم شراكة إجبارية تنقذهم من الإفلاس، وتمنحه حق الإدارة، وتفتح له باب تحقيق النجاح الأسرع في عالم التكنولوجيا، بعدما صار "بلاك بيري" علامة على النجاح والثراء وجودة الحياة، وكل من عاش هذه المرحلة يتذكر الشعور الذي ساد بين مستخدمي الهاتف باعتبارهم ناديًا نخبويًا خاصًا لا ينضم له إلا من يشتري أول هاتف ذكي في العالم.

تيمة هذا الجزء من الحكاية هي الصراع بين عبقرية الفكرة وطريقة الإدارة، بين العباقرة الصغار الذي وصلوا لفكرة المليون دولار لكنها لو تركت لهم لبقيت حبيسة عقولهم وسبقهم كيان آخر لبلوغها ونشرها في العالم، وبين المدير البراغماتي الذي لا يكاد يفهم اختراع شركاءه، لكنه يدرك جيدًا أنه أمر سيجلب مئات الملايين إذا ما تم تسويقه في الوقت المناسب.

يمتلئ هذا الجزء بكثير من المواقف الطريفة التي يخلقها التباين بين الشخصيات من حيث الطبيعة والهدف وقدر فهم الفكرة التي صارت بديهية الآن بالنسبة لأي طفل صغير. ويتمكن المخرج مات جونسون (الذي يُمثل أحد الشخصيات الرئيسية أيضًا) من خلق روح صاخبة ملائمة عبر استخدام الكاميرا المحمولة التي تتنقل بشكل خاطف من نقطة لأخرى دون أن تكترث كثيرًا بخروج بعض التفاصيل من دقة الكادر، لتمنح شعورًا بمعايشة اللحظة وحسًا عبثيًا لما يجري أمامنا.

روح سكورسيزي

هناك كذلك عدد لا بأس به من المواقف الكوميدية المنطلقة من وصول هذا المدير المتسلط جيم بيلسلي (يجسده الممثل جلين هوارتن الذي يظهر كرجل أصلع لمحاكاة الحقيقة)، وتفاعله ما يجده في الشركة من وضع غير معتاد. الفيلم يبالغ بعض الشيء في رسم بيئة العمل داخل الشركة (بل والدفاع عنها)، فصحيح أن هؤلاء العباقرة الصغار لا يرتدون البدلات الرسمية ويتعاملون مع عملهم باعتباره مكانًا للمتعة، لكن الفيلم يقدم ذلك وكأنه رحلة إلى حضانة أطفال لا يفعل من فيها سوي ممارسة ألعاب الفيديو ومشاهدة الأفلام معًا.

يستعير الفيلم أيضًا روح فيلم مارتن سكورسيزي الشهير "ذئب وول ستريت" في تتابع تعرض الشركة الصاعدة لخطر الاستحواذ الإجباري من قبل رجل أعمال كبير، ليقوم المدير الجديد باستقطاب أعظم العقول في صناعة الاتصالات عبر تقديم عروض مالية لا تُرفض كي يتركوا شركات مثل جوجل للانضمام له، العروض الذي ستكون لاحقًا أحد أسباب الانهيار في الفصل الثاني للفيلم.

بداية النهاية

في قمة نجاح وصعود مبيعات بلاك بيري يظهر ستيف جوبز في مؤتمر صحفي مبهر ليفجر القنبلة التي بدأت العد التنازلي للقضاء على أبطالنا: آيفون، الاختراع الذي جاء للمستخدمين بتجربة مختلفة تمامًا وغيّر مفهوم استخدام الهواتف. وبينما أدرك المحيطون بمصمم بلاك بيري مايك لازاريتس أن النهاية صارت قريبة، صمم هو على المكابرة والإصرار على أنه يعرف رغبات الجمهور أكثر من الجميع، كيف لا وهو من "اخترع هذا السوق"، قبل أن تأتي آبل لتأخذه منه.

وبينما يواصل المدير بيلسلي محاولاته العبثية لإنقاذ الوضع، تزامنًا مع هوسه بشراء فريق في دوري هوكي الجليد، تبدأ السلطات في فحص التجاوزات المالية التي قام بها لاستقطاب أفضل العناصر لفريقه، لتأتي النهاية بجملة موجزة يقولها له مدير شركة الاتصالات الأمريكية عندما يعرض عليه أنه يقدم تسهيلات ستجلب للشركة المزيد من دقائق المكالمات، فيرد: "المشكلة أن هناك دقيقة واحدة فقط في كل دقيقة"، أي أن زيادة العروض لن تؤدي لزيادة المستخدمين الذين صار لديهم هاتف جديد يقضون وقتهم معه.

أما داخل الشركة، فيحدث شقاق بين مصممي بلاك بيري، بعد أن يستجيب أحدهما للضغوط فيوافق على تغيير نظام العمل وعلى تصنيع الهواتف في الصين، بينما يصمم الآخر على الاحتفاظ بالروح الطفولية شكلًا ومضمونًا، مما يؤدي لإنهاء الصداقة والشراكة بينهما، ويُبشر بزوال عصر هاتف كان وقتها يملك 45% من سوق الهواتف الذكية عالميًا فصارت حصيلته اليوم صفرًا.

تحفظ وتفسير

قد يؤخذ على الفيلم مبالغته في رسم الشخصيات الرئيسية الثلاثة، المصممان والمدير، فكل شخصية منهم مرسومة وقد مُدت كل خطوطها على استقامتها بحيث يمكن توقع المسار الذي ستسلكه فلا تخالف تلك التوقعات، خاصة وأن هناك معرفة مسبقة برحلة الفيلم، فالجميع يعرف أن بلاك بيري سيحقق نجاح فائق يليه سقوط مدوّ.

لكن يبقى العمل إجمالًا ممتعًا، يمتلك الكثير من اللحظات الطريفة والملاحظات الذكية على طفرة القطاع التكنولوجي في نهاية التسعينات ومطلع الألفية. ولعله استفاد من جنسية الحكاية وأبطالها وصناع الفيلم، فهو فيلم هوليوودي الشكل والمضمون لكنها حكاية كندية يصنعها كنديون، الأمر الذي ربما كان سببًا في وجود الفيلم في مسابقة برلين رغم اختلافه عن نوعية الأفلام التي يختارها المهرجان عادةً لمسابقته الدولية.

 

موقع "في الفن" في

20.02.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004