ملفات خاصة

 
 
 

خاص "هي" رسالة مهرجان برلين

- "Blackberry"..  أن تفشل في صناعة فيلم يتحدث عن الفشل

برلين- أندرو محسن

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

في إطار مسابقة مهرجان برلين 73، يعرض فيلم "Blackberry" (بلاكبيري) من إخراج مات جونسون الذي يشارك أيضًا في التمثيل. تدور أحداثه عن قصة صعود وهبوط شركة بلاكبيري للهواتف المحمولة، والتي كانت من الشركات الرائدة في هذا المجال في مطلع الألفية الثالثة، قبل أن تتراجع تدريجيًا وتخسر سوقها تمامًا خلال أقل من 15 سنة.

الفيلم يبدو كأنه مزيج من مجموعة أفكار وأفلام أخرى، رغم أن القصة تسمح بالفعل بصناعة فيلم جيد، لكن يبدو أن المخرج الذي شارك أيضًا في كتابة السيناريو مع ماثيو ميلر، تاه وسط الأعمال المختلفة في فيلمه. وفي السطور التالية سنحاول أن نتابع أقرب الأعمال التي يبدو جونسون متأثرًا بها في بلاكبيري، أو التي تشبه أجواء الفيلم.

السيرة من "The Social Network"

في عام 2010 قدم ديفيد فينشر أحد أفضل أفلام السِيَر في الأعوام الأخيرة، "The Social Network" (شبكة التواصل)، والذي تدور أحداثه عن نشأة موقع فيسبوك الشهير على يد مارك زوكربيرج. لكن ما ميز هذا الفيلم الذي كتبه آرون سوركين، هو كيفية تناول نشأة الموقع الأشهر حول العالم، ومؤسسه، إذ تبدأ الأحداث بقضية مرفوعة من أحد الشركاء المؤسسين ضد زوكربيرج ومن خلال سير القضية نتابع ما حدث في الماضي ونشأة الموقع منذ أن كان مجرد فكرة للتواصل داخل أروقة إحدى الجامعات إلى أن أصبح شبكة التواصل الأضخم.

لا يبتعد "Blackberry" كثيرًا عن هذه الأجواء، إذ أننا أيضًا نتابع بدايات الثنائي مايك لازاريدس (جاي باروشيل) ودوج (مات جونسون) وهما يعملان على تسويق فكرة هاتفهم الجديد، الذي سيصبح لاحقًا هاتف بلاكبيري، وتحول شركتهما الصغيرة التي على مشارف الإفلاس إلى مؤسسة ضخمة تستحوذ على أكبر نسبة من سوق الهواتف المحمولة في وقت من الأوقات. لكن مات جونسون لا يتعلم أي شيء في ما يخص براعة السيناريو من الفيلم المذكور. الأزمة الأبرز تبدو في الشخصيات، لا يبدو أن صناع الفيلم بذلوا مجهودًا في صناعة تاريخ لأي شخصية، إذ أننا على سبيل المثال لا نعرف حتى نهاية الفيلم قيمة شخصية دوج في الشركة، يظهر في البداية كصديق مايك وشريكه، لكن ما هي إمكانياته لتؤهله لهذه الشراكة؟ وما هي الخصال التي تجعله الصديق المقرب لمايك؟ لن نعرف هذا على الإطلاق

الأمر لا يتعلق بشخصية دوج فقط بل بجميع الشخصيات، كل شخصية هنا يمكن تلخيصها في صفتين على الأكثر، مايك هو العبقري الخجول، جيم بالسيلي (جلين هوارتون) شريكه هو الإداري العصبي، ودوج، في الحقيقة لا نعرف ما هي مواصفات شخصية دوج سوى إنه يعمل على إضافة بعض الكوميديا دون مبرر.

الإخراج من "The Office"

مسلسل "The Office" (المكتب) من أشهر الأعمال التي تنتمي لنوع السيت كوم أو كوميديا الموقف، وبعد أن نجحت نسخته الأصلية في إنجلترا، اقتبس لاحقًا في نسخة أمريكية فاقت شهرة النسخة الأصلية. كما يبدو من الاسم، تدور أحداث هذا المسلسل داخل مكتب مع مجموعة من الموظفين بعضهم غريب الأطوار، ومدير عنصري ومغرور ويظن في نفسه عكس ذلك. لكن ليست هذه الشخصيات وحدها هي ما ميزت المسلسل، فهناك عنصر آخر وهو الإخراج الذي كان يعتمد على حركة الكاميرا باستمرار وعدم استخدام القطعات بشكل يصنع توترًا عكس المعتاد في الشكل الهادئ لتلك المسلسلات

منذ بداية "بلاكبيري" ونحن نشعر بهذا التأثر الواضح بأسلوب (المكتب) نفس حركة الكاميرا قربًا وبعدًا من وجوه الممثلين، والحركة السريعة لرصد رد فعل ما من إحدى الشخصيات. يتصاعد هذه الشعور عندما ندخل مكتب الشركة بالفعل، ونشعر بالفوضى والأسلوب الهزلي الذي يعمل به الموظفون، ثم لقاءات التوظيف لبعض الشخصيات الأخرى.

لكن المشكلة هنا أن "The Office" كان ينتمي لنوع الكوميديا بلا مواربة، لكن الكوميديا في الفيلم عنصر يحضر ويختفي طبقًا لهوى المخرج، إذ تكون مساحة الكوميديا كبيرة في البداية بشكل ملفت، حتى لنشعر أنها مكون أساسي في الفيلم، قبل أن تتراجع تدريجيًا حتى تختفي تمامًا في الثلث الأخير، وكأن المخرج نسيها. هذا التغير في "تون" الفيلم أثر أيضًا على الممثلين بشكل واضح.

التمثيل من أي مسلسل سيرة مصري تقليدي

هناك مدرستان شهيرتان في أداء الشخصيات الحقيقية، إما محاولة أخذ روح الشخصية مع مساحة للإبداع من الممثل نفسه، وإما تقليد الشخصية بشكل كامل. الأزمة في النوع الثاني هو وقوع بعض الممثلين في فخ التقليد السطحي، إذ يتحدث الممثل بنفس صوت الشخصية الأصلية ويتحرك مثلها تمامًا، لكنه ينسى إضافة روح لهذه الشخصية فيتحول لمجرد ماكيت يشبه الشخصية.

تنمتي جميع الأداءات في هذه الفيلم للنوع الثاني، بالذات جاي باروشيل الذي نشعر أنه يحاول إقحام بعض تعبيرات الوجه والتلعثم في الكلام بشكلٍ واعٍ تمامًا ليشبه الشخصية الأصلية، لكنه أبعد ما يكون عن منح المشاهد الإحساس بأنه يشاهد شخصًا حقيقيًا، بل شخصًا يحاول أن يشبه شخصًا حقيقيًا. يمتد هذا الأداء غير المقنع لمات جونسون الذي يحاول طوال الوقت أن يصنع الكوميديا بمناسبة ودون مناسبة فيجعل دوج وكأنه شخص أخرق، بينما اعتمد جلين هوارتون على الصوت العالي والصراخ المتواصل مع الكثير من الشتائم في أغلب مشاهده.

يضيف لحالة الانفصال عن هذه الشخصيات المكياج الرديء والواضح والذي يجعلنا نشعر بشكل أكبر بأن هناك شيء هزلي ما في الموضوع، فمن غير الطبيعي أن يكون المكياج في فيلم يشارك في مسابقة مهرجان برلين بهذا المستوى.

فيلم "بلاكبيري" كان يمكن أن يكون ممتعًا وشيقًا نتيجة الأحداث الثرية التي اعتمد عليها، لكنه أخفق في أغلب العناصر.

 

مجلة هي السعودية في

19.02.2023

 
 
 
 
 

ضبط الجرعة السياسية.. الفضيلة الغائبة عن «برلين»

طارق الشناوي

طموح كل فنان هو المشاركة فى مهرجان كبير مثل (برلين) وبديهى أنه كان أحد أحلام الممثل فوليديمير زيلينسكى على الأقل قبل نحو خمسة عشر عاما، وهو ما تحقق على نحو ما، ولكن بطريقة أخرى، فهو يشارك فى المهرجان بفيلم يلعب هو شخصيته الرئيسية ويقدم جزءا من مسيرته يحاوره النجم الأمريكى الحائز على الأوسكار شون بن.

قطعا زيلينسكى شخصية مؤثرة يحمل كاريزما يشعرنى بأنه لايزال محتفظا بداخله بروح الطفل كما يبدو فى العديد من مواقفه، كما أنه لم تغادره أبدا موهبة الممثل، وبنسبة كبيرة أشعر أن الفطرية فى التعبير تسبق عقله فى التخطيط، وهو ما استطاع توظيفه مع الأيام فى مسيرته السياسية بعد أن دفعته الأقدار لقيادة شعب يعيش أدق وأصعب لحظات لتحديد مصيره وإنقاذ هويته.

هذا هو بالضبط ما عبر عنه الفيلم الذى انتظره الجميع وشاهدته مساء أمس الأول، الشريط السينمائى الطويل التسجيلى، اقترب زمنه من ساعتين، ويحمل اسم (قوة عظمى)، إخراج مشترك شون بن وأرون كوفمان، عرض خارج المسابقة، فأصبح أهم من المسابقة، قبل المشاهدة تعتقد أن العنوان يرمى إلى أن تلك القوة تعنى روسيا التى تتحدى العالم، بعدها تتأكد أن المقصود هو أوكرانيا التى أثبتت أن العظمة فى قدرتها على المقاومة، كنت أخشى أن أرى فيلما دعائيا مباشرا، ووجدته محددا فى تبنيه بل إيمانه المطلق بحق أوكرانيا، لم نر وجها آخر للصورة، لكننا شاهدنا الرئيس والممثل الكوميدى صاحب روح الدعابة التى لا تغيب أبدا، كما أن المخرجين لم يستثمرا كثيرا مآسى الحرب، بقدر ما كانت الشاشة تنضح بالمقاومة، ولكن هل من المنطقى أن تلعب المهرجانات السينمائية هذا الدور وبكل تلك الكثافة.

أشعر بأن مفتاح العديد من تفاصيل حياتنا يكمن فى قدرتنا على ضبط الجرعة، هذا هو ما يغيب عادة عن ثقافتنا، واكتشفت أيضا أنه صار غائبا عن العديد من التظاهرات الثقافية فى العالم، وعلى رأسها المهرجانات السينمائية الكبرى الثلاثة (كان) و(فينسيا) و(برلين)، مؤكد أن تاريخ المهرجانات السينمائية هو بمثابة وجه آخر للصراعات السياسية فى أوروبا قبل حتى اندلاع الحرب العالمية، ولكن مع ازدياد وتيرة التناحر الأوروبى الأوروبى الذى بدأت معالمه فى الحرب العالمية الأولى 1914، وجدنا أن موسولينى فى إيطاليا هذا الرجل الفاشى يقيم أول مهرجان سينمائى عالمى فى وقت مبكر جدا عام 1932 وكانت السينما وقتها كصناعة لاتزال تحبو وتتلمس خطواتها بعد أن تعلمت النطق 1927، ولم تكن وقتها كل الأفلام ناطقة، حتى الشريط الناطق منها تتخلله بعض المشاهد الصامتة، لكنها السياسة بوسائل أخرى، وأيضا تستطيع أن تطلق عليها الحروب بوسائل أخرى عندما ترتدى قفازا ناعما، بدأ من وقتها الاستقطاب والتراشق بالأفلام، مثلا الفيلم الأمريكى (الديكتاتور) لشارلى شابلن، انتقد بضراوة هتلر فى عز صولجانه، فكان لابد أن تعلن فرنسا موقفها، فقررت الشروع فى مهرجان (كان) ليقف تماما على الجانب الآخر، إلا أن موعد المهرجان تأجل بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، نهاية الثلاثينيات كما كان مقدرا له، إلى منتصف الأربعينيات وتحديدا عام 1946، وعند تقسيم برلين إلى شرقية وغربية بإقامة الجدار العالى، وتواجد دولتين عبرت كل منهما عن موقفها بمهرجان يشبه ملامحها السياسية (لايبزج) التسجيلى فى ألمانيا الشرقية، و(برلين) الروائى فى الغربية، وطبعا كل منهما كان ينتقى ما يدعم موقفه، وبالمناسبة مصر منذ البدايات شاركت فى المهرجانين.

ولم تبتعد أبدا المهرجانات عن السياسة، حتى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الذى عقد عام 1976 أول مهرجان مصرى عالمى بمبادرة من الكاتب الصحفى الكبير كمال الملاخ، رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما، الذى اكتشفت وأنا أقلب فى صفحات الماضى أنه كان يحلم بهذا المهرجان منذ الخمسينيات، إلا أن الدولة لم تتحمس فعليا إلا فى منتصف السبعينيات، عندما علمت أن إسرائيل تسعى لإقامة مهرجان سينمائى يحصل على موافقة الاتحاد الدولى للمنتجين لينال الصفة الرسمية، الذى كان يمنحها لبلد واحد فى الشرق الأوسط، فقررت مصر أن تصبح هذا البلد، وكان رئيس شرف المهرجان وزير الثقافة يوسف السباعى، وتأكيدا للوجه السياسى افتتح تلك الدورة التى احتضنتها الدولة رئيس الوزراء الأسبق ممدوح سالم، وهى الدورة الوحيدة فى عمر المهرجان التى افتتحها رئيس الوزراء.

تظل السياسة تعبر عن نفسها، حتى إن قرار المقاطعة الثقافية لإسرائيل، حرص سعد الدين وهبة، نقيب السينمائيين، أن يمنحه غطاء عربيا، ومنذ الثمانينيات مع بدء فعاليات إنشاء اتحاد الفنانين العرب الذى أسندت رئاسته أيضا لسعد وهبة، وجاء القرار بالإجماع يمنع مشاركة إسرائيل فى أى تظاهرة عربية، وما يؤرق إسرائيل أن الوجدان الكامن فى القطاع الأكبر من المثقفين العرب يرفض التطبيع وهى تسعى بكل قوة لمحاولة الاختراق، حتى المرة الوحيدة التى أقامت فيها جناحا داخل معرض الكتاب عام 1981، برغم أنه قرار سيادى من أنور السادات، رئيس الجمهورية، حاول الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور وقتها كمسؤول عن معرض الكتاب إلغاءه دون جدوى، واندلعت المظاهرات فى المعرض وتم توثيقها فى فيلم تسجيلى، وكان من التداعيات رحيل صلاح عبدالصبور بعد مناقشة حادة من بعض الأصدقاء، للنيل منه فى أغسطس 81، رغم أنه حاول كثيرا منع إقامة الجناح إلا أنه كان قرار دولة تجاوز صلاحياته وقدرته على المقاومة.

ويبقى السؤال: هل كانت الجرعة كبيرة؟ نعم زادت كثيرا فى مهرجان (برلين) عما هو مطلوب، لأن الحرب أيضا استمرت أكثر من كل التوقعات ومن الجانبين.

الذكرى الأولى للغزو الروسى لأوكرانيا تحل يوم 24 الجارى، لا أحد توقع استمرار الحرب على هذا النحو كل تلك السنوات، الجانب الروسى لم يفكر لحظة أن هذا الشعب يمتلك كل تلك المشاعر الوطنية التى تؤهله للمقاومة معتزا بانتمائه لتراب الوطن، رغم أن اللغة الروسية متواجدة فى الشارع الأوكرانى، يقابلها بقوة اللغة الوطنية، وهذا هو ما لاحظته مثلا فى العديد من الجمهوريات التى كانت تابعة لروسيا فيما كان يعرف بعد الحرب العالمية الثانية بالاتحاد السوفيتى، هناك رغبة للمقاومة حتى باللغة، التى هى أحد أسلحة المقاومة، الفيلم أيضا استخدم اللغة الأوكرانية، تميز باستخدام الموسيقى المصاحبة وتجنب تقديم جرعات كبيرة من المآسى، وانتهى بموسيقى مرحة تؤكد أن القادم أفضل وستعود البسمة، ويشارك الممثل الكوميدى السابق والرئيس الحالى فوليديمير زيلينسكى بفيلمه لأول مرة فى مهرجان (برلين)، وهو حلم أتصور أنه كان متجاوزا كل أحلامه!!.

 

المصري اليوم في

19.02.2023

 
 
 
 
 

انطلاق عروض المسابقة الرسمية في "مهرجان برلين السينمائي"

برلين- عرفان رشيد

بعد أيام من هيمنة الملف الأوكراني والسياسة، عاد مهرجان برلين السينمائي الدولي إلى مساره السينمائي، مع بدء عروض المسابقة الرسمية والبرامج الأخرى الملحقة بأجندة النسخة الثانية والسبعين من "البرليناله"، وفي طليعتها برامج: "لقاءات" و"أجيال" و"بانوراما" بالإضافة إلى منتدى المهرجان، والتي يُنتظر أن تخرج منها أعمال متميّزة، فغالباً ما تحتوي البرامج الملحقة بالمسابقة الرسمية أعمالاً أفضل على صعيد اللغة السينمائية.

وكان حفل افتتاح المهرجان (الخميس)، شهد عرض فيلم "جاءت إليّ" خارج المسابقة الرسمية، وهو عملٌ للكاتبة والمخرجة الأميركية ريبيكّا ميللر، من بطولة پيتر دينكلاج وآن هاثاواي وممثلين آخرين من بينهم النجم الفرنسي ذو الأصول الجزائرية طاهر رحيم.

ترقّبٌ كبير ونتيجة متواضعة

ووصفت إدارة المهرجان الفيلم المذكور ("جاءت إليّ") لدى الإعلان عنه بكونه "كوميديا جذّابة بُنيت على الصراعات اليومية للمجتمع الغربي، بشخصيات تصورّتها ميللر وشكلتها وأوكلت تجسيدها الى ممثلين رائعين“. 

وأضاف بيان "البرليناله" أنّ تلك الشخصيات "تسير بإلهام اللحظة وترفض الانقياد إلى الإملاءات المجتمعية، ما يجعل من She Came to Me  قصيدة سحرية لحرية التعبير".

إلاّ أنّ النتيجة، لم تأتِ على مستوى الترقّب، على الرغم من رغبة المخرجة وأهمية الأسماء المشاركة في الفيلم، إذ كان كمعظم أفلام الافتتاح في المهرجانات الكبرى، والتي غالباً ما تنال قدراً من الاهتمام رغم مستوياتها الفنية المتوسّطة.

تجدر الإشارة إلى أن المخرجة ربيبكّا آوجوستا ميللر المولودة في 15 سبتمبر 1962 هي ابنة الكاتب المسرحي الأميركي الكبير آرثر ميللر، من زوجته الثالثة، وهي زوجة النجم دانييل دَيْ لويس.

وسبق لآوجوستا ميللر أن نالت جائزة لجنة التحكيم الكبرى لـ"مهرجان ساندانس السينمائي" عن فيلم "السرعة الشخصية"، و"جائزة جوثام للأفلام المستقلة" عن فيلم "أنجيلا".

البحث عن الدهشة

وبانطلاق أفلام المسابقة الرسمية، ستشاهد لجنة التحكيم الدولية برئاسة الممثلة كريستين ستيوارت 19 فيلماً.

وقالت كريستين ستيورات، البالغة من العمر 32 عاماً، إنها تشعر "بالرهبة" إزاء هذه المهمة، لكنهّا أكّدت أنّها، ولجنتها المكوّنة من خمس نساء ورجلين، ستبحث "عمًا يُثير الدهشة في الأفلام التي سنشاهدها".

وبدأت عروض المسابقة الرسمية بفيلم "يوماً ما سنُخبر بعضنا بكل شيء" للمخرجة الألمانية الإيرانية الأصول إيميلي آتِف، وبطولة مارلين بورو وفيليكس كرامر.

الفيلم مقتبسٌ من رواية بالعنوان ذاته للكاتبة دانييلا كرين، وتدور أحداثه في عام 1990 في ألمانيا الشرقية السابقة، ويروي قصة امرأة شابة تبدأ علاقة مع رجلٍ عمره ضعف عمرها، ويتمتع بشخصية غامضة وجذابة.

وبطلة الفيلم ماريا، في الثامنة عشر من العمر، فتاة رقيقة وحالمة تعيش مع صديقها يوهانس في مزرعة والديه الواقعة على الحدود بين الجمهوريتين الألمانيتين، قبل أشهر من الوحدة بين شطري ألمانيا.

وفي صيف عام 1990، وبينما كانت تتم إعادة كتابة التاريخ وتُخطُ الصفحات الأولى لبداية نهاية الاتحاد السوفياتي، يعيش سكان ذلك الريف حياتهم بهدوء وكأن شيئاً لا يحدث على الاطلاق، ويتابعون تلك الأحداث الدرامية عبر شاشات التلفزيون، فيما ماريا المغرمة بقراءة دوستويفسكي تواصل تجوالها في المروج، منشغلة في البحث عن معنى الحياة. وستكون تلك الجولات الريفية سبباً في العثور على الرجل الذي سيقلب حياتها رأساً على عقب.

وُلدت الكاتبة والمخرجة إيميلي آتف في برلين في عام 1973، ونشأت بين برلين ولوس أنجلوس وباريس، وعملت لاحقًا في المسرح في لندن

في عام 2001، حصلت على شهادة في الإخراج من الأكاديمية الألمانية للسينما والتلفزيون في برلين. وفاز فيلمها الطويل الأول Molly’s Way  بجائزة New Talent Award لأفضل سيناريو في "مهرجان ميونيخ"، وعرض فيلمها الثاني Das Fremde in mir لأول مرة في "مهرجان كان" وفاز بالعديد من الجوائز

وشهدت المسابقة أيضاً عرض فيلم "منارةٌ بلا ظل" للمخرج الصيني جانج لو، والذي يروي مسيرة أجيال  عدّة من المجتمع الصيني الذي يعيش على أطراف المدن الكبرى.

جمع المخرج أربعة أجيال في المشهد ذاته، وهو يرى بأنّ هذا التجسيد العائلي الصغير أنموذجاً لجانب من جوانب لمجتمع الصيني المعاصر، من دون أن يكون الوحيد او الدالّ المطلق عليه.

وكانت السياسة هيمنت على حفل افتتاح "مهرجان برلين السينمائي الدولي"، الخميس الماضي، إذ حض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال كلمة ألقاها في الافتتاح، حضّ صناع السينما على اتخاذ موقف في ما وصفه بـ"معركة بين الحرية والاستبداد"، مشبهاً بين الغزو الروسي لأوكرانيا وجدار برلين.

واستحضر زيلينسكي ذكريات تجربته الخاصة كممثل، وقال في مداخلة عبر تقنية الفيديو: "لسنوات عدة ظل ميدان بوتسدام مقسماً بجدار برلين.. تريد روسيا اليوم بناء الجدار ذاته في أوكرانيا: جدار بيننا وبين أوروبا، لفصل كييف عن خيارها من أجل مستقبلها"، وحضّ  صنّاع السينما على "تحطيم الجدار الرابع" من خلال مخاطبة جماهيرهم مباشرة.

 

الشرق نيوز السعودية في

19.02.2023

 
 
 
 
 

نجوم الفن على السجادة الحمراء فى مهرجان برلين السينمائى فى دورته الـ73

محمد غنيم ووكالات

شهد حفل انطلاق الدورة الـ73 من مهرجان برلين السينمائي العديد من الفعاليات وذلك انطلاقا من قصر البرينالة بأغنية للمطربة ليسلى كليو، وقدم الحفل كل من المذيعة هادنيت تسفاي، والمذيع جو شوك، وبحضور مجموعة من كبار الدولة منهم كلوديا روث وزيرة الدولة للثقافة والإعلام، ورئيس بلدية برلين فرانزيسكا جيفي، ووزير الزراعة الألمانى، بجانب مجموعة من الشخصيات العامة، ورئيسة لجنة التحكيم لهذا العام كريستين ستيوارت، بالإضافة إلى رؤساء إدارة المهرجان مارييت ريسنبيك وكارلو شاتريال.

وقالت مقدمة الحفل تسفاى إن المهرجان بأجوائه أقرب إلى كرنفال سينمائي، وقدمت الشخصيات العامة من حضور الافتتاح، واستعرضت مقدمة الحفل أهم المشاركات في المهرجان، ووجهت مذيعة تحية للمخرج الإيراني محمد روسلووف الذي سبق وحصل على الدب الذهبي بفيلمه "لا يوجد شر".

وصعد على المسرح مديرا المهرجان كارلو شاتريال، ومارييت ريسنبيك، والذى تحدث عن الدورة الـ 73، وما تحتويه من أعمال مختلفة وجديدة، وأكد شاتريال أن المسابقة الرسمية أفلامها متنوعة ومختلفة وجديدة، ومن ثم تم عرض فيديو يكشف عن الأعمال المشاركة التى وصل عددها إلى 18 فيلما.

 

####

 

أجواء مرحلة لفريق فيلم Totem بمهرجان برلين السينمائى

برلين: علا الشافعي - لميس محمد

شهدت الجلسة الترويجية لفيلم Totem، أجواء مرحة في مهرجان برلين، حيث حضرت الممثلة تيريسيتا سانشيز، والممثلة الطفلة نعيمة سينتيس، والمخرجة ليلى أفيليس، والممثل مونتسيرات مارانون وجمعتهم الأجواء المرحة والضحكات.

فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 انطلقت يوم الخميس الماضى على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

####

 

نيكولاس مارتن بمهرجان برلين: حفيدا جولدا مائير شاهدا Golda وأعجبا بالعمل

برلين : علا الشافعي – لميس محمد

تتواصل فعاليات الدورة الـ 73 لمهرجان برلين السينمائي الدولي حيث عقد مؤتمرًا صحفيًا لفيلم Golda الذي يعرض في قسم البانوراما .

وحضر المؤتمر بطلة العمل الممثلة هيلين ميرين الحاصلة على الأوسكار والدب الذهبي الفخري من مهرجان برلين السينمائي في عام  2020 ومخرج العمل وعدد من الممثلين المشاركين في الفيلم .

يدور فيلم Golda حول على المسئوليات والقرارات الدراماتيكية التي واجهتها جولدا مائير، المعروفة أيضًا باسم "سيدة إسرائيل الحديدية" خلال حرب يوم الغفران.

وتجسد هيلين في الفيلم شخصية رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير الفيلم لا يركز على حياة جولدا بشكل عام، بل على فترة محددة في حياتها وتحديدا قبل حرب أكتوبر المجيدة بيوم وطوال أيام الحرب حتي وقف إطلاق النار، وصولا لتوقيع اتفاقية السلام ووفاتها بعد ذلك.

أحداث الفيلم تركز على تلك الفترة فقط، لذلك نجد أن معظم مشاهده تدور في أماكن محددة معظمها في مكتبها وغرفة عمليات الحرب ورد الفعل الإسرائيلي على الانتصارات المصرية التي كانت تتحقق على جبهة القتال .

وقال كاتب العمل نيكولاس مارتن، خلال المؤتمر: "كتبت العمل بناء على معلومات جديدة كشفت فى خلال  آخر 10 أو 15 سنة، كنت احاول البحث عن حكاية من  خلال هذه القصة، تكون خاصة بجولدا، ومع البحث وجدت القصة التى تستحق أن تنشر حول، مضيفًا: أنه كان عمره 10 سنوات عندما عرض عدد كبير من اللقطات لـ جولدا على شاشات التليفزيون، وكان همها الأول هو حماية أولادها وأحفادها."

وأضاف كاتب العمل نيكولاس مارتن: "اثنين من أحفاد جولدا شاهدا العمل، وكانا سعيدين بما قدمته هيلين عن جدتهما، وأنا فخور بسرد القصة الخاصة بـ جولدا مع مشاركة هيلين وكل فريق العمل، وأود أن أشكرهم دائما.

 

####

 

جلسة ترويجية لفيلم Golda ضمن فعاليات مهرجان برلين بدورته الـ73

برلين : علا الشافعي – لميس محمد

خضعت النجمة هيلين ميرين  والمخرج جاي ناتيف، وكاتب السيناريو والمنتج البريطاني نيكولاس مارتن والممثل ليور أشكنازي لجلسة تصوير للترويج لفيلم Golda المشارك بالمهرجان.

فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 انطلقت يوم الخميس الماضى على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

####

 

مات ديمون على السجادة الحمراء لفيلم Kiss the Future في برلين.. صور

برلين: علا الشافعي - لميس محمد

حرص صناع فيلم الوثائقي Kiss the Future درو فينتون والممثل والمنتج مات ديمون والمخرج نيناد سيسين سين والمنتجة سارة أنتوني وكاتب السيناريو بيل إس.كارتر، والمغني الرئيسي للفرقة الأيرلندية U2، بونو وعازف القيثارة آدم كلايتون علي حضور عرض الفيلم والتقاط الصور على السجادة الحمراء لمهرجان برلين.

فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى دورته الـ73 انطلقت يوم الخميس الماضى على أن تستمر الفعاليات حتى يوم 26 فبراير الجارى، وشهد المهرجان عرض فيلم الافتتاح بعنوان She Came to Me، للمخرجة والكاتبة ريبيكا ميلر، آن هاثاواي، ماريسا تومي، بيتر دينكلاج، جوانا كوليج، إيفان إليسون، دامون كارداسيس، باميلا كوفلر وكريستين فاتشون.

مهرجان برلين تترأس لجنة تحكيمه كريستين ستيوارت (الولايات المتحدة الأمريكية) وتضم اللجنة جولشيفته فاراهاني (إيران / فرنسا)، وفاليسكا جريسيباتش (ألمانيا)، ورادو جود (رومانيا) )، وفرانسين مايسلر (الولايات المتحدة الأمريكية)، وكارلا سيمون (إسبانيا)، وجوني تو (هونج كونج، الصين)، كما تشارك المخرجة المصرية آيتن أمين ضمن لجنة تحكيم جائزة العمل الأول بمهرجان برلين في دورته الـ73 المقامة حاليا.

وتُقدَّم جائزة GWFF من قبل (Gesellschaft zur Wahrnehmung von Film- und Fernsehrechten)، وهي جمعية مكرسة لحماية حقوق السينما والتلفزيون، على أن تقسم الجائزة المالية التي تصل إلى 50 ألف يورو، بين المنتج ومخرج الفيلم الفائز.

ويتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

 

اليوم السابع المصرية في

19.02.2023

 
 
 
 
 

شون بن يكشف خلفيات الهجوم الروسي في مهرجان برلين

اقتحم المخرج الخطوط الأوكرانية الأمامية وحاور الجنود موثقاً الحرب بعمق

هوفيك حبشيان

منذ اللحظة الأولى لانطلاق دورته الحالية، طغت السياسة كالعادة على #مهرجان_برلين السينمائي (16 - 26  فبراير - شباط)، وذلك من خلال كلمة حية ألقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير #زيلينسكي خلال حفلة الافتتاح من مكتبه في #كييف. في الماضي القريب، كانت السياسة وشؤونها وصراعاتها تتغلغل ببطء وبخجل ما في المهرجانات، ولكن بعد الحرب الأوكرانية أصبحت تُمارَس على الأسطح. وعلى رغم وجود عدد من النجوم، فأكثر مَن سرق الأضواء منهم وحاول توجيه البوصلة إلى الحرب التي تشنها روسيا على بلاده منذ سنة، هو زيلينسكي، الممثل الأوكراني الذي أنتُخب رئيساً في العام 2019. وبالتأكيد لا مانع لإدارة المهرجان في تحويل احتفالية السينما هذه، إلى أمسية للتأكيد على المواقف السياسية، ذلك أنها المبادرة في إعطاء زيلينسكي تلك النافذة على الكلام، ليعبر عن أفكاره ويذكر بأهمية الوقوف مع أكورانيا ضد روسيا. هناك بعض التململ في بعض الأوساط من استضافة زيلينسكي للمرة الثالثة على التوالي، مرة في مهرجان كبير (بعد "كان" والبندقية)، لكن البرليناله لا يبدو أنه يكترث لهذا التململ، فهو لطالما كان مهرجاناً مسيساً.

وهذا ما  أكده مديره السابق ديتر كوسليك في مقابلة لي معه، يوم قال: "تأسس المهرجان خلال الحرب الباردة في العام 1951، والإدعاء بأنه مهرجان سياسي يتأتى من كون برلين كانت دائماً عاصمة للسياسة، خصوصاً في كل ما يختص بالعلاقات بين الغرب والشرق. أحد المبادئ التأسيسية لهذا المهرجان هو خلق تفاهم بين البشر. قبول الآخر والتسامح ركيزتان هنا. يا للأسف، هذا الكلام اليوم يُصنَّف في إطار السياسة. ما إن تنطق بإحدى تلك المفردات، تُتهَّم بالتدليس السياسي. هذه أمور يجب ان تكون طبيعية في عالمنا، ولكن عالمنا ليس في وضع جيد. بهذا المعنى، نعم، نحن مهرجان أكثر ميلاً إلى السياسة من المهرجانات الأخرى".

خطاب زيلنسكي

في خطابه، قال زيلينسكي إنّ السينما لا يمكنها أن تغيّر العالم، ولكن يمكنها التأثير في أولئك الذين يمكنهم تغيير العالم. تختار الثقافة معسكرها عندما تقرر رفع صوتها ضد الشر، وتكون طرفاً عندما تظل صامتة وتساعد ذلك الشر ليبقى ويستمر. تريد روسيا بناء نوع من الجدار نفسه في أوكرانيا (جدار برلين). جدار بيننا وبين أوروبا، كي لا نستطيع القيام بخيارات صائبة. جدار بين الحرية والعبودية، بين الحق في الحياة والهجمات الصاروخية، بين التقدم والدمار الذي تخلفه روسيا وراءها. جدار بين الحضارة والإستبداد. اليوم، أوكرانيا هي حصن العالم الحر. حصن يقاوم منذ ما يقرب العام ويناضل من أجل بقائها، ولكن أيضاً من أجل أوروبا والعالم، هذه القلعة يجب ألا تسقط وستظل ثابتة حتى النهاية. سوف نفوز وأنا أعلم أنكم سوف تقتنعون بهذا عندما تشاهدون فيلم "القوة العظمى" لشون بن". 

عندما لفظ زيلينسكي اسم فيلم شون بن خلال حفلة الافتتاح، لم نكن قد شاهدناه بعد، ولكن كان أحد الأفلام المدرجة على لائحة المشاهدة بأقرب وقت وذلك لعدة أسباب. أولاً، لأنه يواكب الحدث وهو مادة صحافية مثيرة، وثانياً لأن شون بن ليس مايكل مور ولا يبحث عن إثارة رخيصة بأي ثمن، وهو سينمائي محترم له هواجسه واهتماماته ويحاول أن يفهم ويحلل انطلاقاً من اقتناعات تكونت لديه بالتجربة، وبناءً على رؤية سياسية ناضجة. 

في "قوة عظمى" الذي أخرجه بالاشتراك مع أيرون كوفمان والمعروض في قسم "خاص برليناله"، يحاول شون بن أن يفهم أوكرانيا. الفيلم وثائقي من 115 دقيقة صوّره بن قبل الحرب وبعدها. في الأصل، كان ينوي أن ينجز فيلماً عن ممثل كوميدي تحول رئيساً، لكن الواقع فرض نفسه، فتكيّف معه وانخرط في الموضوع إلى أن خرج بهذا الفيلم الذي لا يشبه الفيلم الذي كان في باله. وهذا أضفى عليه بعض الصدق المتأتي من فعل التفاعل مع التطورات. بين ليلة وضحاها، أصبح زيلينسكي شخصاً آخر، ظاهراً ومعنى. عندما فكّر في المشروع في أوائل عام 2021، كان الغزو البوتيني الشامل لأوكرانيا تهديداً يلوح في الأفق، وإن بدا بعيداً. سافر بن وكوفمان إلى كييف لمعرفة المزيد عن زيلينسكي، ولكن في 24 فبراير (شباط) 2022، بينما كانا يصوّران في كييف، حدث الهجوم. وعندما هزت الانفجارات المدينة، أصبح المخرجان شاهدين على هذا الصراع التاريخي، الأشبه بالمواجهة بين دافيد وغولياث. 

في الفيلم، نرى الأحداث كما أننا نرى كيفية تصوير بن لها، خلال زياراته المتكررة إلى أوكرانيا (ست زيارات في المحصلة)، في ظروف أحياناً صعبة وتحديات خطرة، أخذها بن على عاتقه لإتمام المهمة. هذا ليس فيلماً آخر يصوّره مخرج أميركي عن نزاع يجري بعيداً من مكان إقامته ويتعاطى معه كمادة. كما اننا لسنا إزاء فيلم على طريقة الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي الذي يسقط في فخ الدعاية. ويجب التوضيح أيضاً ان بن لا يضعنا أمام فيلم أرشيف (على أهميته في بعض الأحيان)، بل نراه في الخطوط الأمامية مع الجنود يستجوبهم ويحاول فهم دوافعهم. في النهاية، بن سينمائي وليس سياسياً - وإن تكن له مواقف واضحة وصريحة في هذا المجال-، وبالتالي فهو يبحث عن السينما في كل قول أو صورة. ومن هنا، كان النجاح حليفه في هذا العمل، لأنه يولي الفن أهمية ويدرك جيداً انه السبيل الوحيد لإقناع المشاهد. 

في هذا الفيلم، يحاول بن أن يأتي بأجوبة على أسئلته الخاصة قبل أسئلة الآخرين. يحاول ان يفهم الصراع بين جارين من وجهة نظر مواطن أميركي، تصله المعلومات "مفلترة" أحياناً، ولا يوجد أفضل من الذهاب إلى أرض المعركة لمعرفة ماذا يحدث فيها. الفيلم يستند إلى شهادات ومقابلات ووقائع. يحاور بن بشفافية يحسد عليها عدداً غير قليل من الضالعين في الشأن الأوكراني الروسي وخبراء فيه. يحاصر المسألة من كل الجوانب، طارحاً إياها سياسياً واجتماعياً وعسكرياً، في دراسة معمقة عن كل التطورات السابقة التي ساهمت في إيصال الأشياء إلى الغزو. خلافاً للكثير من الأفلام السطحية التي تهتم باللحظة، يعرف بن جيداً أنه كي نفهم الحاضر، علينا البحث في الماضي، ذلك أن الحقيقة تكمن فيه. لذلك، يعود بنا الفيلم إلى تظاهرات "الميدان الأوروبي" واحتجاجاته، وإلى الصراع المسلح في منطقة دونباس الأوكرانية، مروراً بأزمة شبه جزيرة القرم، من دون أن يحاول أن يعطي صورة شيطانية عن روسيا، كي لا يقع في التنميط والدعاية، لكنّ ما يريه بشيء من الموضوعية، يكفي أن يختار المُشاهد معسكره.

 

الـ The Independent  في

19.02.2023

 
 
 
 
 

مهرجان برلين يُبرز صوت المعارضين الإيرانيين على شاشته وسجادته الحمراء

(فرانس برس)

يسلّط مهرجان برلين السينمائي الأضواء على معركة الحرية في إيران، وأقيم في هذا الإطار تجمع داعم على سجادته الحمراء السبت، فيما تُعرض على شاشته أفلام لعدد من المخرجين المعارضين.

وينطلق مهرجان برلين في تخصيصه هذه المساحة لأفلام المعارضين الإيرانيين خلال دورته الثالثة والسبعين من رغبته في "إعطاء صوت للشعب في إيران" بعد نحو ستة أشهر من بدء الاحتجاجات ضد نظام طهران، بحسب ما أوضحت المديرة المشاركة مارييت ريسنبيك لوكالة فرانس برس.

وفيما عُرض شعار "جين، جيان، آزادي" (أي "المرأة، الحياة، الحرية") بأحرف ضخمة باللونين الأخضر والأزرق على شاشة المهرجان، رفع حوالى 50 إيرانياً يعملون في المجال السينمائي خارج بلدهم، من مخرجين وكتّاب سيناريو وممثلين، لافتات تطالب بإطلاق سراح محتجين يقبعون في السجون.

وأدمعت عيون عدد من السينمائيين المحتجين في برلين، ومنهم الممثلتان الإيرانيتان اللتان تعيشان في فرنسا غولشيفته فرحاني وزار أمير إبراهيمي.

وقالت فرحاني التي مثّلت في عدد من الأفلام الهوليودية من أبرزها "باترسون" وتشارك في لجنة تحكيم مهرجان برلين في تصريح أدلت به الخميس "في ديكتاتورية كتلك التي في إيران، الفن (...) أمرٌ أساسي. إنه أشبه بالأكسجين".

أما إبراهيمي التي نالت جائزة أفضل أداء تمثيلي نسائي في مهرجان كان العام الفائت عن دورها في فيلم "العنكبوت المقدس" فقالت "نأمل في أن نتمكن يداً بيد من تغيير شيء من خلال السينما".

"نظام ذكوري"

تؤدي الممثلة البالغة 42 عاماً دورين رئيسيين في فيلمين وثائقيين عن المعارضة الإيرانية يعرضان في مهرجان برلين.

ففي "سبعة شتاءات في طهران" للألمانية شتيفي نيدرزول، تؤدي بصوتها دور ريحانة جباري التي تحوّلت رمزاً للكفاح من أجل حقوق النساء في إيران.

وأعدمت الشابة الإيرانية وهي في السادسة والعشرين شنقاً في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2014، بعدما دينت بقتل مسؤول سابق في الاستخبارات الإيرانية أكدت أنه اعتدى عليها جنسياً.

ويتناول الفيلم المعركة التي خاضتها عائلتها عبثاً لإنقاذها، مستخدماً صوراً التُقطت سراً وتسجيلات هاتفية ورسائل ومذكرات كتبتها في السجن بين عامَي 2007 و2014.

ولاحظت المخرجة الألمانية في حديث لوكالة فرانس برس أن زار أمير إبراهيمي التي تحطمت حياتها ومسيرتها المهنية بسبب تسريب مقطع فيديو حميم لها، "هي ضحية المجتمع الذكوري الإيراني، كما كانت ريحانة جباري". وقال إبراهيمي "لم أتعاون مع هذا النظام، تماماً كريحانة".

وتروي الممثلة أيضاً جانباً من قصتها الشخصية في الوثائقي "عدوي اللدود" للمخرج الإيراني المقيم في فرنسا مهران تمدن.

وتجسّد إبراهيمي في الفيلم دور مُحققة تابعة للنظام تتولى استجواب المخرج، فتأمره بخلع ملابسه، ثم تجعل يخرج إلى الشارع مرتدياً فقط سرواله الداخلي.

صُوِّرت عارية

عانى مهران تمدن، كما الممثلة، في حياتهما الفعلية، من ممارسات النظام الإيراني المذلّة هذهوروت زار أمير إبراهيمي أنها اضطرت لخلع ملابسها أمام امرأة بحجة إجراء فحص طبي لها، ثم صُوِّرت عارية.

ومن بين أعمال المخرجين الإيرانيين الأخرى المشاركة في مهرجان برلين فيلم الرسوم المتحركة "الحورية" لسبيده فارسي. ويروي الفيلم قصة فتى في الرابعة عشرة يدعى أوميد بقي مع جده في عبادان، عاصمة القطاع النفطي الإيراني، التي حاصرها الجيش العراقي عام 1980 في بداية الحرب العراقية الإيرانية.

وقالت فارسي خلال مؤتمر صحافي في برلين "لقد كانت نقطة تحول في تاريخ إيران، كما نشهد راهناً نقطة تحول تمثلها الثورة الحالية".

وسبق لمهرجان برلين أن منح جائزته الكبرى "الدب الذهبي" لمخرجين إيرانيين بارزين، من بينهم أصغر فرهادي (عن "انفصال") وجعفر بناهي (عن "تاكسي طهران") ومحمد رسول آف (عن "لا وجود للشيطان").

 

العربي الجديد اللندنية في

19.01.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004