ملفات خاصة

 
 
 

خاص

كل ما تريد معرفته عن أفلام مسابقة مهرجان برلين الـ 73

أحمد شوقي

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الثالثة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة الثالثة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله). أول دورة مكتملة يقيمها المهرجان بعد انقضاء جائحة كورونا التي أثرت على الدورتين السابقتين.

في هذا المقال نُقدم كل المعلومات المتاحة عن الـ 19 فيلمًا المتنافسة في المسابقة الدولية للمهرجان، والتي سيفوز أحدها في النهاية بالدب الذهبي، كبرى جوائز المهرجان وأحد أهم التقديرات السنوية في عالم السينما. فأي هذه الأفلام سيكون المتوّج؟

حيوات سابقة Past Lives (الولايات المتحدة)

واحد من ثلاثة أفلام عمل أول تُعرض في مسابقة برلين هذا العام، لكنه صار من أكثر الأفلام المرتقبة في المهرجان بعدما استضاف مهرجان صندانس السينمائي عرضه العالمي الأول خلال شهر يناير ليُقابله النقاد بحفاوة بالغة جعلت تقييمه حتى الآن على موقع "طماطم فاسدة" هو العلامة الكاملة لكون جميع المراجعات النقدية له إيجابية، بل أن عدة نقاد اختاروه مبكرًا ضمن أفضل أفلام العام الجديد، في رهان يوضح درجة إعجابهم به.

الفيلم مستوحى من حياة المخرجة سيلين سونج التي ولدت في كوريا الجنوبية وهاجرت مع أسرتها إلى كندا، والتي استعادت التواصل مع حبيبها السابق بعد مرور سنوات وقعت فيها في الحب وتزوجت بعيدًا عن مسقط رأسها. الفيلم يطرح مثلث الحب بين البطلة وحبيبها القديم وزوجها الحالي محاولًا الإجابة عن أسئلة الزمن والمشاعر وتقلبات الحياة. الفيلم من إنتاج A24 أحد أكبر شركات السينما المستقلة في العالم، مما يمنحه مزيد من فرص النجاح والانتشار خلال 2023.

طوطم Totem (المكسيك)

الممثل الوحيد للسينما اللاتينية في مسابقة برليناله، الفيلم الطويل الثاني للمخرجة ليلا أفيليس، الممثلة الشابة التي جذبت الأنظار بفيلمها الأول "The Chambermaid" الذي اختارته المكسيك عام 2018 ليكون ممثلها الرسمي في جوائز الأوسكار بخلاف حصوله على جوائز عديدة، ليختار برلين فيلمها الثاني فتكن واحدة من ست مخرجات تتنافس في المسابقة هذا العام.

الفيلم الجديد مثل سابقه تدور أحداثه في مكان واحد، هو في حالتنا منزل عائلة تقضي فيه الطفلة سول ذات السبع سنوات يومًا مع جدها وعمّاتها، يستعدون خلاله للاحتفال بعيد ميلاد والدها، لكن أحداث اليوم تتصاعد بصورة تكشف للطفلة العالم من وجهة نظر جديدة.

بقاء اللطف The Survival of Kindness (أستراليا)

رولف دي هير هو أحد الأسماء الكبيرة في السينما الأسترالية، يمتلك مسيرة طويلة من الأفلام اختيرت فيها أفلامه مرات عديدة للتسابق في مهرجانات مثل كان وفينيسيا وبرلين الذي تنافس في مسابقته الدولية من قبل عام 2003 بفيلم "مشروع أليكسندرا Alexandra’s Project".

يعود دي هير إلى مسابقة برليناله بفيلم تشير المواد الدعائية لغرابته، فيلم مصور بالكامل في صحراء تسمانيا، مستندًا على سيناريو لا يتجاوز 30 صفحة، بدأت فكرته من صورة تخيلها المخرج لصديقه المنحدر من السكان الأصليين في أستراليا داخل قفص الصحراء، ليختار لبطولة فيلمه ممثلة مهاجرة من الكونغو الديمقراطية وممثلان مهاجران من الهند. يحتوي الفيلم أيضًا على مشهد معركة بين جيشين من النمل!

المعلومات المعلنة عن الفيلم تجعل من الصعب تخيل شكله، وترشحه لأن يكون إما إنجازًا بصريًا أو مجرد نزوة لمخرج كبير، لكنه بالتأكيد سيكون عملًا يستحق الاكتشاف.

المحراث The Plough (فرنسا)

مخرج مخضرم آخر يتنافس في المسابقة هذا العام هو الفرنسي فيليب جاريل، الرجل الذي يعد إنجازه الأكبر هو نيل الأسد الفضي لمهرجان فينيسيا مرتين عامي 1991 عن "لم يعد يمكنني سماع الجيتار J'entends plus la guitare" وعام 2005 عن "عشاق عاديون Regular Lovers".

يلعب بطولة الفيلم أبناء المخرج الثلاثة، وعلى رأسهم النجم الشاب لوي جاريل، حيث يجسدون أدوار ثلاثة أخوة يعملون مع أبيهم في فرقة لعروض العرائس، حتى يموت الأب بشكل مفاجئ بعد أحد العروض ويترك الأبناء للتعامل مع الوضع بعد رحيله.

ربما تكون أفلام جاريل الأب قد توقفت عن إثارة الدهشة منذ سنوات، لكن التعاون مع أبناءه الموهوبين يمحنا الأمل أن تكون عودته إلى برلين هذه المرة مختلفة ومفاجئة.

موسيقى Music (ألمانيا)

مزيج مثير للفضول تُقدم عليه الممثلة والمخرجة الألمانية أنجيلا شانيليك في فيلمها الذي تعود به لمسابقة برلين بعد فوزها بالدب الفضي لأحسن مخرج عام 2019 عن "كنت في البيت ولكن I Was at Home, But". شانيليك تمزج في "موسيقى" بين مسرحية "أوديب" الأيقونية لسوفوكليس وبين الغناء داخل إطار معاصر.

في الجبال اليونانية يُترك جون طفلًا ليتربى كلقيط، ينتهي به الحال في السجن وهناك تربطه صداقة بإحدى السجّانات التي تهتم به وتساعده في تسجيل أغنياته، وبينما يبدأ جون في فقدان بصره بالتدريج تتعمق علاقته بالسجّانة التي لا يعرف حقيقة علاقتها به. المعالجة واضحة للحكاية الكلاسيكية ويبقى أن نشاهد كيف ستتعامل معها المخرجة وكيف ستمزج فيها الموسيقى التي وضعها الفنان الكندي دوج تيلي.

صبي الديسكو Disco Boy (إيطاليا)

فيلم أوروبي عابر للجنسيات يأتي به المخرج جياكومو أبروزتسي ليكون أحد ثلاثة مخرجين غامر المهرجان باختيار فيلمهم الطويل الأول للمسابقة. المخرج إيطالي الجنسية يعيش بين فرنسا وإسبانيا، بطل فيلمه هو فرانز روجوفسكي أحد نجوم الصف الأول في السينما الألمانية المعاصرة، وأهم اسمين في فريق الفيلم هما الفرنسيان المصورة هيلين لوفار وصانع الموسيقى فيتاليك.

اجتماع الجنسيات الأوروبية يتماشى مع الحكاية التي تتابع حكاية شاب أوروبي (لا تؤكد المواد المعلنة جنسيته لكن يجسده الألماني روجوفسكي)، يصل إلى فرنسا كي ينضم إلى كتيبة خاصة من الجيش الفرنسي تسمح لغير الفرنسيين بالانضمام لها وتمنحهم جواز سفر فرنسي مقابل تكليفهم بمهمات خطيرة، ليجد البطل مصيرة يتقاطع مع فتاة تعيش في نيجيريا.

رغم كونه الفيلم الطويل الأول لجياكومو أبروزتسي، إلا ان المخرج لديه سمعة عالمية كبيرة كوّنها من خلال عدة أفلام قصيرة ناجحة وفيلم وثائقي ترشح لجائزة سيزار الفرنسية المعادلة للأوسكار، مما يجعل فيلمه من أكثر الأفلام المرتقبة في برلين.

عشرون ألف فصيلة من النحل 20.000 Species of Bees (إسبانيا)

الفيلم الثالث بين الأعمال الأولى التي اختارها برلين لمسابقة هذا العام، وأكثر الأعمال الثلاثة توائمًا مع الأفكار التي تلقى رواجًا ضمن خطط التعددية ومنح مساحة للتعبير عن الهويات الجسدية والجنسية المغايرة، حيث تقوم المخرجة إستيباليز أوريسولا سولاجورين في فيلمها بسرد حكاية طفل يشعر بعدم الراحة من مناداته باسمه، حيث يشعر بالرغبة في أن يتم التعامل معه كفتاة.

بغض النظر عن موقفك من الأمر، تبقى حرية الاختيار مقدسة خاصة في الهويات الجنسية المضطربة، وتظل هذه النوعية من الأعمال مهمة بما تثيره من نقاشات تتجاوز السينما إلى الحياة الاجتماعية، في عمل اختيرت أفلام مخرجته القصيرة والوثائقية في مهرجانات كان وسان سباستيان، مما يجعلنا ننتظر فيلمها الروائي الطويل الأول.

بلاك بيري BlackBerry (كندا)

قصة تستحق أن تُروى يختارها المخرج الكندي مات جونسون في فيلمه الطويل الثالث، هي حكاية صعود وانهيار هواتف "بلاك بيري" أول هواتف ذكية في التاريخ، التي ابتكرها صديقان كنديان دون أن يعرفا أنهما بصدد تقديم الاختراع الذي غيّر كل شيء في نمط الحياة المعاصرة.

يتابع الفيلم كيف قام أحدهما باختراع هاتف بلاك بيري بينما قام الثاني بتسويقه وجعله الهاتف الأنجح في العالم، قبل أن تبدأ عملية الانهيار السريع بسبب نمو حجم العمل والفشل في التعامل مع المنافسين الجدد الذين استغلوا ما حققه بلاك بيري وانتزعوا منه كامل الكعكة دون أن يتركوا له ولو نصيب بسيط منها.

وبالرغم من غياب السينما الهوليوودية عن مسابقة برلين هذا العام، يبدو فيلم "بلاك بيري" هو أحد فيلمين قريبين لصياغات فيلم هوليوود الكلاسيكي. فهل سيكون كذلك أم سيفاجئنا بشكل آخر؟

مانودروم Manodrome (بريطانيا)

الفيلم الثاني المقارب لعالم هوليوود هو فيلم المخرج جون ترينجوف، المخرج جنوب الأفريقي الأبيض الذي عاش بين جوهانسبرج والبرازيل ودرس في نيويورك، ثم استقر في لندن ليصنع فيلمه الجديد بعدما اختارت جنوب أفريقيا فيلمه السابق "الجرح The Wound" ليكون مرشحها الرسمي للأوسكار عن عام 2017.

أحداث "مانودروم" بعيدة عن أفريقيا، يجمع فيها المخرج نجومًا بحجم جيسي أيزنبيرج وأدريان برودي، ليخوض في عالم الذكورية الهشة، عبر حكاية رجل يعمل سائق أوبر، يستعد لاستقبال طفله الأول من حبيبته، لكن شعوره بعدم الراحة يدفعه للانضمام لجماعة سرية تهدف لتفجير الطاقات الذكورية داخل أعضائها، وسرعان ما يجد ما بداخله يطفو على السطح ويبدأ الواقع في الإفلات من يده.

ملخص الحكاية ونجومها وأعمال المخرج السابقة كلها أمور تجعله من الأعمال المرتقبة في مسابقة برليناله 73.

حتى نهاية الليل Till the End of the Night (ألمانيا)

فيلم جديد للمخرج والناقد الألماني كريستوف هوخهاوسلر، مؤسس مجلة "ريفولفر" السينمائية الذي يصنع أفلامًا تتماشى مع إيقاع العصر وتستفيد من الكلاسيكيات وحس النوستالجيا. المخرج يقدم حكاية بوليسية معتادة: ضابط يعمل متخفيًا ويستفيد من سجينة يتم الإفراج عنها بشرط أن تنضم لمهمة التقرب من مجرم خطير.

إلا أن هوخهاوسلر يضيف عنصرًا معاصرًا للحكاية المألوفة، فالضابط مثلي والمتهمة المُفرج عنها متحولة جنسيًا، وهو المزيج الذي يروق للمجرم ويجعل الخطة منطقية. ويبقى السؤال الأكبر: كيف يمكن للمخرج أن يمزج بين الحكاية البوليسية والإضافات الجندرية؟

البرج بلا ظل The Shadowless Tower (الصين)

ممثل السينما الروائية الصينية في المسابقة، وأحد فيلمين صينيين مع فيلم تحريك تمت إضافته مؤخرًا للمسابقة. المواد المنشورة عن فيلم المخرج المخضرم جانج لو توحي بفيلم رومانسي اجتماعي محبب للقلب، يتابع ناقد طعام في منتصف العمر، يعيش منعزلًا عن والده بسبب مشكلة قديمة وعن ابنته بسبب طلاقه عن والدتها، قبل أن تأتيه الفرصة لإعادة اكتشاف الحياة.

البطل يعرف أن والده يعيش وحيدًا في مدينة ساحلية، بالتزامن مع تعرفه على مصوّرة شابة ووقوعه في حبها، ليقرر أن يقطع رحلة لزيارة والده وإعادة تعريف علاقاته بكل من حوله. ربما يكون الفيلم فرصة لمعرفة المزيد عن الحياة الصينية المعاصرة، وعن نفوس البشر في كل مكان بالعالم.

سوزومي Suzume (اليابان)

كان إعلان اختيار فيلم المخرج ماكوتو شينكاي للمسابقة الدولية مفاجأة على عدة مستويات، ليس فقط لكونه أول فيلم تحريك ياباني يشارك في مسابقة برلين بعد مرور عقدين على مشاركة الفيلم الشهير "أرواح هائمة Spirited Away" للمخرج الأسطوري هياو ميازاكي عام 2002، ولكن بالأساس نظرًا لكون الفيلم قد عُرض تجاريًا في بلاد الشمس المشرقة.

"سوزومي" الذي عُرض في بلده خلال شهر نوفمبر الماضي جمع 13.5 مليون دولار جعلته أحد أنجح الأفلام اليابانية في تاريخ البلاد، وجمع إشادات نقدية عديدة حول قصته التي تدور حول فتاة تشارك في فتح باب غامض يقف في مكان ناء، فتكتشف أنها فتحت سلسلة من الأبواب حول اليابان تهدد بأهوال عديدة فتبدأ رحلة من أجل غلقها.

إصرار المهرجان على ضم الفيلم للمسابقة بمخالفة كل التقاليد التي تمنع أي فيلم سبق عرضه تجاريًا من التنافس تخبرنا الكثير عن قدر اقتناع إدارة برليناله بالفيلم ورهانهم عليه، قبل أن يأتي إعلان مشاركة الفيلم التالي لتمنح الأمر أبعادًا أكبر.

مدرسة الفنون 1994 Art College 1994 (الصين)

بعد أيام من المؤتمر الصحفي للمهرجان والإعلان عن مشاركة 18 فيلمًا في المسابقة قال المدير الفني كارلو شاتريان إنه "لا يعتقد أن من الممكن زيادتها"، كشف برليناله عن إضافة فيلم تاسع عشر للمسابقة، والغريب أن تكون الإضافة فيلم تحريك آخر، لتكون المرة الأولى في تاريخ المهرجان التي يتنافس فيها فيلما تحريك في مسابقة نفس العام.

الفيلم من إخراج الصيني المخضرم لو جيان، الرسام وفنان التحريك المتخصص في صناعة أفلام تحريك درامية جادة، موجهة للكبار وخالية من المبالغات الخيالية المعتادة في التحريك، فقط قصص إنسانية يُفضل جيان رسمها بدلًا من اختيار ممثلين للعبها. هذه المرة يعود إلى مطلع التسعينات، حيث ينضم مجموعة شباب إلى مدرسة الفنون في الوقت الذي تبدأ الصين فيه في تغيير سياستها والانفتاح على العالم الخارجي، ليعيش الأبطال عملية تغير وانفتاح على المستويين العام والخاص.

إينجبورج باخمان رحلة في الصحراء Ingeborg Bachmann – Journey Into the Desert (ألمانيا)

الألمانية مارجريتا فون تروتا هي بالتأكيد الاسم الأكبر بين جميع مخرجي المسابقة، المخرجة ذات الثمانين عامًا التي كانت بين مؤسسي الموجة التي عرفت بالسينما الألمانية الجديدة مع زوجها السابق فولكر شلوندورف ومخرجين مثل راينر فاسبندر وفيرنر هيرتزوج وفيم فيندرز، وهي الوحيدة بين المتنافسين الحائزة على أسد فينيسيا الذهبي عن فيلمها الأشهر "الشقيقات الألمانيات The German Sisters" عام 1981.

لكن هذه الخبرة الكبيرة لا تعني بالضرورة الجودة، بل إنه من غير المعتاد أن يفاجئنا مخرج في هذه المرحلة العمرية بعمل كبير يتجاوز أفلامه القديمة. فون تروتا تقدم هنا سيرة لاثنين من المفكرين الأوروبيين: الشاعرة النمساوية إينجبورج باخمان وكاتب المسرح السويسري ماكس فريش اللذين دخلا علاقة غرامية في نهاية الخمسينيات تزامنت مع تغيرات عالمية وتقلبات عاشها كل منهما. فهل يمكن للمخرجة الخبيرة النجاح في تقديم تلك السيرة في فيلم متميز؟

يومًا ما سنقول لبعضنا كل شيء Someday We’ll Tell Each Other Everything (ألمانيا)

عمل آخر لمخرجة ألمانية (بين خمسة أفلام ألمانية تتنافس في المسابقة)، لكن لمخرجة من جيل أحدث هي إيميلي آتيف، المولودة في برلين لعائلة إيرانية فرنسية والتي تمثل وجهًا مألوفًا في السينما الأوروبية المعاصرة العابرة للحدود. أفلام إيميلي الأربعة السابقة عُرض أغلبها في كان وبرلين، وجميعها منحت الشعور بأننا أمام مخرجة موهوبة لكنها لم تصل بعد لتقديم أفضل أفلامها.

هل يكون هذا العمل الأفضل هو الفيلم الخامس للمخرجة؟ ربما. الفيلم مأخوذ عن رواية للكاتبة دانيلا كرين تدور أحداثها في صيف 1990، في الشهور التالية لسقوط جدار برلين، حيث يعيش الأبطال في قرية اعتادوا منذ طفولتهم أنها منطقة حدودية بين الجانبين الألمانيين، قبل أن تتحد الدولة فتتغير ديناميات الحياة داخل القرية تزامنًا مع اكتشافهم لأنفسهم. سيكون لدينا فرصة لعقد مقارنات بين الفيلم وبين فيلم التحريك الصيني "مدرسة الفنون 1994" الذي تدور أحداثه في زمن وأجواء مقاربة بعض الشيء.

أعراف Limbo (أستراليا)

الفيلم الأسترالي الثاني في المسابقة مع فيلم "بقاء اللطف"، لكنه يمتاز بالمسيرة الخاصة لمخرجه إيفان سين، والذي ينتمي إلى مجموعتين خاصتين من صناع الأفلام، فمن جهة ينتمي عرقيًا لسكان أستراليا الأصليين، ومن جهة أخرى هو فنان سينمائي شامل، قام بإخراج وتأليف وتصوير ومونتاج وموسيقى فيلمه الذي وصفه موقع برليناله بأنه فيلم "نوار صحراوي Desert Noir" في مزيج بين نوع الفيلم نوار والأحداث التي تدور في الصحراء.

الصحراء هنا أسترالية، يسافر فيها المحقق ترافيس هيرلي للتحقيق في جريمة قتل وقعت قبل عشرين سنة، الدليل الوحيد المتبقي منها مجموعة من الأشرطة المسجلة التي يحاول المحقق من خلالها الوصول لحل اللغز، وسط سياق معقد من الحياة البرية والعنصرية المتغلغلة في المجتمع.

معيشة سيئة Bad Living (البرتغال)

ربما تكون التجربة الفيلمية الأغرب في برلين هذا العام، والغريب هو طريقة تعامل المهرجان معها. ففي المسابقة الدولية يتنافس المخرج البرتغالي خواو كانيخو فيلم "معيشة سيئة Bad Living" عن خمس نساء تقمن بإدارة فندق قديم تصل إليه فتاة تتسبب في إعادة فتح جروح قديمة اعتقد الجميع أنها قد أغلقت للأبد.

أما في مسابقة "لقاءات Enconters"، المسابقة الثانية في المهرجان من حيث الأهمية والمكافئة لمسابقة "نظرة ما" في مهرجان كان، يتنافس كانيخو أيضًا بفيلم بعنوان "أن تعيش بشكل سيء Living Bad". العنوان الإنجليزي كما هو واضح مقلوب عنوان الفيلم الأصلي، والمواد الدعائية توضح أن الفيلم الثاني هو مقلوب الأول، يحكي فيه المخرج القصة من زاوية مختلفة تمنحها أبعادًا أخرى. علاقة تخلق الفضول لمشاهدة الفيلم وفهم أبعاد التجربة.

مشتعل Afire (ألمانيا)

قد يكون كرستيان بيتزولد هو الاسم الأكثر نشاطًا ونجاحًا في السينما الألمانية خلال العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، بأفلامه المتنوعة وحضوره الدائم في مسابقة برلين التي يشارك فيها للمرة السادسة (والسابعة في المهرجان بشكل عام) بفيلم جديد يُمثل الجزء الثاني من ثلاثية بدأها بفيلم "أوندينه Undine" الذي نال جائزة أحسن ممثلة في المهرجان عام 2020.

في "مشتعل" يجمع بيتزولد أربعة شباب في منزل صيفي، منهم كاتب شاب يحاول إنهاء كتابه الثاني وتطارده مخاوفه وإلحاح ناشره وعدم قدرته على النوم أو الاستمتاع مع أصدقاءه. لكن ما يشير له ملف الفيلم الصحفي أن العمل ينقلب في نصفه الثاني من دراما نفسية ليأخذ منعطفًا آخر عندما تبدأ السماء في التحول للون الأحمر وتُمطر قشًا، بما يوحي بأن المخرج الكبير سيستكمل ما بدأه في فيلمه السابق من مزج عناصر خارج الطبيعة للتعبير عن مشاعر وأفكار تهمه وتهم البشر في كل مكان.

في أدامان On the Adamant (فرنسا)

الفيلم التسجيلي الوحيد في المسابقة هذا العام، من المخرج الفرنسي المخضرم نيكولا فليبير الذي يدخل عالم "أدامان" الخاص، وهو مركز رعاية مكانه عوّامة في نهر السين، يستضيف البالغين المصابين بأمراض عقلية، فيحاول تحسين حالتهم ومساعدتهم في تجاوز الحالة والوصم المجتمعي المحيط بها.

الموضوع يبدو ملائمًا لوثائقي تلفزيوني، لكن التجربة التي خضناها عام 2021 في دورة برليناله الافتراضية، عندما تم اختيار فيلم وثائقي ألماني يحمل فكرة مقاربة عن معلم صف مدرسي يضم أطفال من خلفيات عرقية متباينة، والذي افترضنا أنه عمل موضوع لأسباب سياسية وبهدف التنوع قبل أن نكتشف عملًا كبيرًا اسمه "السيد باخمان وفصله Mr. Bachmann and His Class" نال في النهاية جائزة لجنة التحكيم الخاصة -هي تجربة تجعلنا نترقب "في أدامان" لعله يحقق النجاح الفني نفسه.

 

موقع "في الفن" في

12.02.2023

 
 
 
 
 

"برليناله 73": تكريم سبيلبيرغ والحضور العربي متواضع

برلين/ محمد هاشم عبد السلام

بعد دورتين متوسطتين، فنّياً وإقبالاً سينمائياً وتغطية صحافية وحضوراً جماهيرياً، يأمل منظّمو "مهرجان برلين السينمائي الدولي (برليناله)" أن تُعيد دورته الجديدة إليه بريقه السابق، وشكله الطبيعي المُعتاد قبل انتشار كورونا، بتأثيراته البالغة على تلك الدورتين. فدورة عام 2021، نُظِّمت افتراضياً على شبكة الإنترنت، ثمّ قُدِّمت لاحقاً عروضٌ لأفلامٍ منها في أماكن مفتوحة، في فصل الصيف، لجمهور العاصمة الألمانية. دورة العام الماضي اتّسمت بأفلامٍ ضعيفة، غالباً، وحضور محدود على مختلف المستويات، مع طغيان المحاذير الصحية، والإجراءات الاحترازية والوقائية الزائدة، والفحوصات الطبية الدورية للسماح بدخول الصالات.

هذا العام، ستعمل صالات المهرجان بكامل طاقتها، للمرة الأولى بعد الوباء، من دون الاقتصار على نصف المقاعد، فقط، في كلّ واحدة منها.

تُفتتح الدورة الـ73 (16 ـ 26 فبراير/شباط 2023)، الخالية من بريق النجوم والنجمات العالميين، بالفيلم الأميركي "جاءت إليّ"، للمخرجة وكاتبة السيناريو ريبيكا ميلر، الذي يُعرض خارج المسابقة الرئيسية، في عرض عالمي أول، في قسم "عروض خاصة". كوميديا رومانسية، تدور أحداثها في نيويورك، مع آن هاثاواي وبيتر دينكلَدج وماريسا تومي وجوانا كوليغ، وآخرين.

في المُسابقة الرئيسية، هناك 18 فيلماً، 15 منها تُعرض لأول مرة عالمياً، مُقارنة بـ17 عرضاً عالمياً أول في الدورة الماضية. الأفلام المُتنافسة تمثّل إنتاجات 19 دولة، معظمها أوروبي، 6 منها لمخرجات، مُقارنة بـ7 في العام الماضي. يعود هذا العام 11 مخرجاً شاركوا سابقاً، 8 منهم في المسابقة الرئيسية، كالفرنسي فيليب غاريل مع "المحراث (أو "العربة الكبيرة)"، والألمانية مارغريتا فون تروتا و"إنِبور باخمان: رحلة إلى الصحراء"، والأسترالي رولف دي هير، وجديده "نجاة الشفقة"، المنجز بعد 9 أعوام على توقّفه عن الإخراج.

الكندي جون ترينغوف يُشارك للمرة الأولى في المسابقة، بعد مشاركة سابقة في "بانوراما"، مع فيلمٍ أميركي، قلباً وقالباً: "مانودروم". أما الفرنسي نيكولا فيليبير، أحد روّاد السينما الوثائقية، فيُشارك بجديده "عن أدامان"، وهذا للمرة الأولى في الـ"برليناله". في المسابقة نفسها، 3 أفلام أولى لمُخرجيها، أبرزها "ولد الديسكو"، للإيطالي المقيم في فرنسا جياكومو أبروزيسي، بالإضافة إلى فيلمي رسوم متحرّكة، على غير العادة، من الصين واليابان.

في "لقاءات"، هناك 16 فيلماً من 21 دولة، تعرض كلّها للمرة الأولى عالمياً، 3 منها أولى لمخرجيها، و6 لمخرجات، بينهم الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو مع "في المياه". ولأنّ الدورة الجديدة هذه تُقام عشية الذكرى الأولى لاندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، تعرض الـ"برليناله" أفلاماً مُتعلّقة بالحرب، في مختلف الأقسام، بينها الوثائقي "قوة عُظمى" لشون بن وآرون كوفمان، و"الجبهة الشرقية" لفيتالي مانسكي ويفين تيتارينكو.

احتفالاً بالعودة الكبيرة لأحد أكثر الأحداث الشتوية الفنية المُحبّبة في برلين، أعلن المهرجان عن توسيع شبكة صالات العرض الخاصة به في أنحاء المدينة، مضيفاً صالات جديدة، إلى "قصر المهرجان"، ومجمّعي "آي ماكس" و"كوبكس". أُدرجت هذا العام "قاعة فيرتي الموسيقية" (2000 مقعد)، الواقعة في منطقة "فريدريشاين"، في قلب برلين. تستضيف القاعة إعادات أفلام المسابقة الرئيسية، فضلاً عن العروض الأولى لـ"العروض الخاصة". كما ستكون سينما "أورانيا" المكان الرئيسي لعروض قسم "أجيال"، بعد تعذر العرض في المكان المُعتاد، "بيت الثقافة العالمية"، بسبب أعمال البناء والإصلاحات والترميم، الجارية حالياً.

يُذكر أن مُجَمَّع "سينماكس"، الحيوي للغاية في العروض الرئيسية لـ"لبرليناله"، يخضع لترميم، وإعادة تقسيم على نطاق واسع. التصميم الجديد استلزم خفضاً في سعة المقاعد بنسبة 50 بالمائة، تقريباً، للمسارح الفردية؛ لذا ستستضيف الصالات عروض السوق، من دون العروض الصحافية. نتيجة لذلك، ستنتقل العروض العامة، المُحبّبة لرواد المهرجان، وغيرها الخاصة بالصحافيين والنقاد، إلى صالات أخرى، كـ"حديقة الحيوانات"، ومجمّع "كوبكس" في ساحة ألكسندر، وغيرهما. هذا سيخلق ارتباكاً وإزعاجاً، ناجمين عن حركة التنقلات خارج مُحيط فعاليات المهرجان، لمواكبة العروض في أماكن أخرى، بعيدة عن ساحة بوتسدام، على غير العادة.

في تقليدٍ يرجع إلى أكثر من عقدٍ، تقريباً، اختار المهرجان 7 صالات برلينية فنية قديمة، لعرض أفلام مُختارة من الأقسام كافة، في "برليناله يذهب إلى الضواحي"، أو "برلين في الضواحي"، بهدف الاحتفاء بالصالات المحلية الفنية العريقة في المدينة (سينمات "آرت هوس")، وتشجيعها والقائمين عليها، وتذكير جمهور الأحياء البرلينية بها، وتعريفه بها، ولقاء الجمهور العادي، في الأحياء، بصُنّاع السينما من ضيوف المهرجان.

في الأعوام الأخيرة، كان الحضور العربي في مُختلف الأقسام لافتاً للانتباه. لكنّ دورة العام الماضي لم تشهد أي حضور لأفلام عربية. هذا العام، الحضور العربي يكاد لا يُذكر، ما يثير علامات استفهامٍ كثيرة حول الإنتاج السينمائي العربي، عامة.

في "بانوراما"، الذي يلي المسابقة الرئيسية أهمية، يُعرض "المُرهقون"، لليمني عمرو جمال (1983)، بين 14 فيلماً روائياً طويلاً. تدور أحداثه حول عائلة يمنية تكابد معيشة قاسية، وأم تحاول وضع حملها، على خلفية الحرب في اليمن. فاز "المُرهقون" بالجائزة الكبرى في سوق "مهرجان كارلوفي فاري" للأفلام قيد الإنتاج. إنّه الروائي الثاني الطويل للمخرج، بعد "10 أيام قبل الزفة"، الذي رشَّحته اليمن لتمثيلها في "أوسكار أفضل فيلم أجنبي" عام 2020.

في "البانوراما الوثائقية"، يُعرض "تحت سماء دمشق" لهبة خالد وطلال ديركي وعلي وجيه، في عرضٍ عالمي أول: يتناول تعرّض النساء السوريات للعنف، والاستغلال الجنسي، والخوف من الانتقام، بمتابعته شابات يحاولن كسر المحرّمات، عبر مشروع مسرحي.

في "المنتدى الموسّع"، يعرض الفيلم المصري القصير، "سيميا: ستراتاجيم لعدم التحديد" لعاصم هنداوي، في عرض أول في أوروبا: برنامج ذكاء اصطناعي وهمي، يهدف إلى إنشاء اقتصاد مخطّط، وإدارة مشاريع البنية التحتية في أفريقيا والشرق الأوسط. في "معرض المنتدى الموسّع"، الذي يجمع السينما بأشكال الفنون المختلفة، يعرض المصري تامر السعيد جديده، "استعارة ألبوم العائلة"، الذي يستعرض مقاطع تسجيلية ولقطات خاصة لعائلة، تسعى إلى استعادة ذكرى قريب مفقود. يدعو العمل التركيبي الزائرين إلى البحث عن ذكرياتهم الخاصة والجماعية. في القسم نفسه، يعرض اللبناني وليد رعد "الرفيق القائد، الرفيق القائد، كم أحب أن أراك": مقاطع فيديو لشلالات، مستوحاة من قصة "شلالات فيكل" في لبنان.

إضافة إلى المعرض الفني "على هذا الشاطئ، هنا"، لجاسمينا متولي وعلاء عبد اللطيف، يُعرض الوثائقي الكندي "وادي الخرسانة" لأنطوان بورجيس، في "المنتدى": حياة أسرة سورية، هاجرت إلى كندا بعد الحرب.

تُكرّم الإدارة الفنية لـ"البريناله"، في دورتها الجديدة، المخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرغ (1946)، وتمنحه "الدب الذهبي الفخري"، في 21 فبراير/شباط الجاري. في هذه المناسبة، تُعرض أفلامٌ له، كـ"إي تي" (1982)، و"لائحة شندلر" (1993)، و"ميونخ" (2005)، و"جسر الجواسيس" (2015). يلي التكريم عرض آخر أفلامه، "آل فايبلمان" (2022).

إلى ذلك، تقرّر أنْ يكون عنوان "القسم الاستعادي" للدورة، "المُراهقة في السينما"، فدُعِي سينمائيون من العالم إلى اختيار أفلامهم المُفضلة، شرط أنْ يتناول الفيلم مرحلتي المُراهقة والنضج. أفلام ساهمت في تكوين/تشكيل الفنان، وتطوير أعماله ونظرته إلى الحياة والسينما: بيدرو ألمودوفار، ووس أندرسون، وجولييت بينوش، ونادين لبكي، ومارتن سكورسيزي، ولاف دياز، ولوكا جوادانينو، وإيثان هوك، وآخرون.

أخيراً، وكعادته منذ عام 2006، في إطار "السوق الأوروبية للفيلم"، بالتعاون مع "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، يُقدِّم المهرجان "كتب في البرليناله". فعالية مُكرّسة لترويج الكتب اللافتة للانتباه على مدار العام، اختارها المهرجان، لعلّ شركات الإنتاج تحوّلها إلى أفلامٍ، روائية طويلة أو ذات أجزاء. هذه الدورة، هناك 11 كتاباً اختيرت من 190، من 30 دولة. الكتب مختارة من بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وسلوفينيا والنمسا وفرنسا وهولندا والنرويج والمكسيك.

 

العربي الجديد اللندنية في

13.02.2023

 
 
 
 
 

مهرجان برلين:

لا صوت يعلو فوق صوت السياسة!

شفيق طبارة

شهر شباط (فبراير)، على الأقل في برلين، هو للسينما فقط. يقام «مهرجان برلين السينمائي الدولي» في دورته الثالثة والسبعين هذا العام من 16 إلى 26 شباط. بعد العودة المظفرة لـ«مهرجان كان» و«البندقية» العام الماضي، ستتجه الأنظار إلى برلين لمعرفة ما إن كان المهرجان الألماني قادراً على التعافي بنجاح من قيود عصر كورونا. للمرة الأولى منذ بداية الجائحة، سيقام المهرجان من دون قيود على الجمهور والضيوف. كلنا سننظر إلى أداء المهرجان والحدث المصاحب له، سوق السينما الأوروبية (EFM)، كمقياس للصحة العامة للصناعة السينمائية. أكثر بقليل من «مهرجان كان» وبكثير من «البندقية»، «برلين» هو مهرجان يركز على السينما كفنّ بعيداً عن التجارة والأرباح. الأفلام التي غالباً ما تفتقر إلى الدعم من الاستوديوات الكبرى، تعتمد على فسيفساء الموزعين المستقلين المتواجدين في برلين لتحقيق الانتشار والنجاح في جميع أنحاء العالم. وهذا تماماً ما أشار إليه المدير الفني للمهرجان كارلو شاتريان: «كل فيلم تقريباً يحتاج إلى مهرجان سينمائي ليحيا حياته، الأفلام المستقلّة بدون مهرجان معرّضة لخطر الزوال».

أول فيلم أنيمي يُعرض في مسابقة برلين الرسمية منذ عام 2002 يقدّمه الياباني ماكاتو شينكاي بعنوان Suzume

لطالما كان «مهرجان برلين»، احتفالاً سينمائياً سياسياً. الأفلام السياسية تجد دوماً مكانها بين أروقة المهرجان، وهذه السنة بالتحديد التركيز على السياسة قوي جداً. لن تكون السياسة والحروب والانتفاضات الشعبية داخل الصالات فقط، بل أيضاً على السجادة الحمراء. «يدين البرليناله بشدة حرب روسيا العدوانية المستمرّة، التي تنتهك القانون الدولي، ويعرب عن تضامنه مع الشعب الأوكراني وكل من يناضل ضد هذه الحرب. كما يقف المهرجان مع المتظاهرين الشجعان في إيران وهم يدافعون عن أنفسهم ضد نظام عنيف وغير ديمقراطي. المهرجانات السينمائية أماكن تعزز حرية التعبير والحوار السلمي. مع الحرب العدوانية المستمرة ضد أوكرانيا، والاحتجاجات الشجاعة في إيران، وكذلك في العديد من مناطق العالم الأخرى، يقف مهرجان برلين في عام 2023 بقوة أكبر من أجل القيم الديمقراطية، ويتذكر ضحايا الحرب والدمار والقمع جميعاً، حول العالم». هذا ما جاء في البيان الصحافي الرسمي للمهرجان. ولم يتوقف الأمر على هذه الكلمات، بل ستكون هناك أفلام وفعاليات مختلفة ستركز على إيران وأوكرانيا. كما كشف شاتريان والمديرة التنفيذية مارييت ريسنبيك أن ألوان البرليناله هذا العام ستكون زرقاء وصفراء، لونَي العلم الأوكراني. سيكون الممثل الأميركي شون بن في برلين لعرض فيلمه الوثائقي الجديد «القوة العظمى» (شارك في إخراجه مع آرون كوفمان) الذي صوّر جزءاً منه في أوكرانيا العام الماضي. الشريط يصوّر الصراع بين فولوديمير زيلينسكي، الممثل الكوميدي الذي أصبح رئيساً لأوكرانيا، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والحرب الدائرة في أوكرانيا. بالإضافة إلى الأفلام الكثيرة من إيران وأوكرانيا، سينظم المهرجان فعاليات منفصلة على السجادة الحمراء تضامناً مع شعب البلدين.

مفاجأة الدورة الثالثة والسبعين لـ «مهرجان برلين»، هي الحضور الألماني القوي في أفلام المسابقة الرسمية: هناك أفلام لأنجيلا شانيلك، ومارغريت فون تورتا، وإميلي عاطف، وكريستيان بينزولد، وكريستوف هوشوسلر. الموضوعات المهمة في البرليناله هذا العام هي الوضع السياسي العالمي وتأثيرات تغير المناخ والتنوع والمساواة والنسوية والعائلة والحب والشمولية. مع أفلام متنوعة في جميع أقسام المهرجان مثل «المنافسة الرسمية»، و«البانوراما»، و«المنتدى»، و«العروض الخاصة»، سيعرض المهرجان هذا العام أكثر من 300 فيلم. سيتم تقديم الدببة الذهبية والفضية للفائزين من قبل لجنة تحكيم دولية مكوّنة من سبعة أعضاء، برئاسة الممثلة الأميركية كريستين ستيوارت. كما سيكون المخرج والكاتب الاسكوتلندي مارك كازنز أحد أعضاء لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية، والمخرجة المصرية أيتن أمين مخرجة فيلم «سعاد» (2020) ضمن لجنة تحكيم تقدم جائزة أفضل فيلم أول. 18 فيلماً تتنافس على جائزة الدب الذهبي، ستضم مزيجاً غنياً من أسماء معروفة ووافدين جدد، منها ستة أفلام من توقيع مخرجات. 11 مخرجاً شاركوا في المهرجان من قبل، ثمانية منهم في المسابقة الرسمية، وثلاثة أسماء تشارك للمرة الأولى. سيفتتح المهرجان هذا العام الفيلم الكوميدي الرومانسي «جاءت إلي» للمخرجة الأميركية ريبيكا ميلر من بطولة آن هاثاواي ونيكول كيدمان وستيف كاريل. وسيحصل المخرج الأميركي الكبير ستيفن سبيلبيرغ على جائزة الدب الذهبي الفخرية عن إنجازات مدى الحياة.

يعود الألماني كريستيان بتزولد إلى البرليناله مع Afire ويجتمع مرة أخرى مع بولا بير، التي فازت بجائزة الدب الذهبي لأفضل ممثلة عن فيلمه Undine عام 2020. جديده قصة أربعة شبان في بيت عطلة على ساحل بحر البلطيق، ثلاثة منهم يستمتعون لكنّ واحداً يكافح، خصوصاً بعد احتراق الغابة وتحول السماء إلى اللون الأحمر. حلم يقظة بتزولد الجديد هو دراما مأساوية تتلألأ مع ألوان النيران. الألمانية الفرنسية الإيرانية إيميلي عاطف، تعود إلى برلين بعمل رومانسي بعنوان Someday we’ll tell each other everything تدور أحداثه في صيف عام 1990، حيث تقوم ماريا بإنشاء ملجأ لها في مزرعة على حدود لم تعد موجودة، وتلتقي ابنة التسعة عشر عاماً برجل كاريزماتي يكبرها سناً بكثير لتبدأ علاقة حب بطريقة حسية وخامة لا ترحم. الفيلم الأول للاستيباليز أوروسيولا بعنوان 20000 Species of Bees. المخرجة الباسكية تتبع قصة فتاة تبلغ ثماني سنوات في صيف واحد في منزل قروي جنب مزرعة لتربية النحل. هناك تستكشف هويتها مع نساء أخريات في عائلتها. الكندي مات جونسون يقدّم فيلمه «بلاكبيري» الذي يرسم تاريخ الهاتف الذكي المشؤوم، الذي أصبح أداة الأعمال التي لا بد من امتلاكها في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قبل أن تستسلم الشركة الكندية الأم للنزاعات القانونية وتفقد ميزتها السوقية.

غزير الإنتاج الفرنسي الكبير فيليب غاريل وأطفاله الثلاثة لويس وإستير ولينا معاً للمرة الأولى على الشاشة. Le Grand chariot يتبع ثلاثة أشقاء وهم أحدث جيل في عائلة من محرّكي الدمى. يختبر الفيلم حدثاً مأساوياً يجعلهم يفكرون في رغبتهم في مواصلة العمل الذي ورثوه عن أجدادهم وأهلهم. أول فيلم أنيمي يُعرض في مسابقة برلين الرسمية منذ عام 2002، عندما فاز فيلم هاياو ميازاكي بجائزة الدب الذهبي عن فيلمه Spirited away، يقدمه الياباني ماكاتو شينكاي بعنوان Suzume. الفيلم الذي لاقى نجاحاً باهراً في شباك التذاكر الياباني، يُعرض في «مهرجان برلين» وأوروبا للمرة الأولى. سوزمي، 17 عاماً، فقدت والدتها عندما كانت طفلة صغيرة، وفي طريقها إلى المدرسة، تلتقي بشاب غامض. فضولها يفتح الباب لكارثة تعرّض جميع سكان اليابان للخطر. لذلك شرعت في مغامرة لتصحيح الأمور وإغلاق أبواب الكارثة. فيلم رسوم متحركة آخر يُعرض في المسابقة الرسمية من إخراج الصيني ليو جان، Art College 1994 يتبع طلاباً جامعيين عالقين بين التقاليد والحداثة. يتشابك الحب والصداقات مع مساعيهم الفنية ومثلهم العليا وطموحاتهم، بينما في الخلفية نرى الإصلاحات التي تفتح الصين على الغرب. فيلم آخر من الصين بتوقيع زانك لو بعنوان The Shadowless Tower يتبع حياة والد عازب في منتصف العمر، يتجوّل في المطاعم المحلية في بكين بينما يبحث عن منظور جديد للحياة.

القوة الرائدة لحركة السينما الألمانية الجديدة، مارغاريت فون ترودا تقدّم فيلمها الأول الذي يُعرض في مسابقة برلين، منذ فيلمها Heller Wahn عام 1983 (صاحبة أفلام «روزا لوكسمبورغ» / 1986 و«حنة آرنت»/ 2012). المخرجة الأولى في ألمانيا التي قدّمت النسخة الأنثوية الأكثر استدامة ونجاحاً في تاريخ الأفلام الألمانية بعد الحرب، تعود بفيلمها Ingeborg Bachmann – Journey into The Desert. وكما يكشف عنوانه، يتحدث الفيلم عن الأديبة النمسَوية أنغبورغ باخمان، خصوصاً علاقتها مع الكاتب المسرحي والروائي ماكس فريش عام 1958، عندما يقعان في الحب، يفترقان، ثم تمرض وتهرب أولاً إلى الصحراء ثم إلى إيطاليا. لا يركز الفيلم على نهاية باخمان المروّعة ولكن على تطلعاتها إلى الحب والاحترام في الأدب والحياة.

18 فيلماً تتنافس على جائزة الدب الذهبي، تضم مزيجاً غنياً من أسماء معروفة ووافدين جدد

لقد مرّ 20 عاماً منذ أن فاز الأسترالي أيفان سين للمرة الأولى بجائزة البرليناله عن باكورته Beneath Clouds. فيلمه الجديد Limbo، يتتبع ترافيس المحقّق الذي يعيد فتح قضية امرأة من السكان الأصليين قُتلت قبل 20 عاماً. الناس في بلدة الضحية الصغيرة النائية وعائلتها صامتون لأن الشرطي أبيض والحقيقة معقّدة. كما هو معتاد من إيفان سين، يعود إلى تاريخ أستراليا وحياة شعوبها الأصلية. عادت أنجيلا شانيليك الحائزة جائزة الدب الفضي في عام 2019 عن فيلمها I was at home, But إلى المسابقة مرة أخرى بفيلمها Music الذي تعيد فيه صياغة أسطورة أوديب في إطار معاصر.

أحد أعظم صانعي الأفلام الوثائقية، الفرنسي نيكولا فيليبير يعود إلى برلين بعد فيلمه La Maison De La Radio (2013). جديده Sur L’adamant يدور في مركز رعاية نهاري عائم يطفو على نهر السين في قلب باريس، يستقبل المركز البالغين المصابين باضطرابات عقلية، ويتتبع الحياة اليومية للمرضى ومقدمي الرعاية الذين يبتكرون طرقاً جديدة للعلاج. يقدم المركز نوعاً من الرعاية تساعدهم على التعافي أو الحفاظ على معنوياتهم. يحاول الفريق الذي يدير المركز مقاومة تدهور الطب النفسي وتجريده من إنسانيته.

المشاركات العربية: لبنان وسوريا وشيء من اليمن

على الرغم من عدم وجود أي فيلم عربي في المسابقة الرسمية هذا العام، إلا أن السينما العربية موجودة في مسابقات وأقسام مختلفة من المهرجان. لعل أهم الأفلام العربية المشاركة في قسم «بانوراما» هو «المرهقون» للمخرج اليمني عمرو جمال. نادراً ما نرى أفلاماً يمنية في المحافل الدولية. في «المرهقون»، يصوّر جمال قصة واقعية حدثت داخل دائرة أصدقائه، وفي خلفية أكثر الحروب تدميراً في اليمن. يقدم لنا دراما عائلية ولمحة عن مجتمع وبلد كان رائداً على الساحة الثقافية والعلمية، واليوم الأخبار التي تأتينا منه هي فقط عن الحرب.

يقدم الفيلم قصة إسراء وزوجها أحمد وأطفالهما الثلاثة الذين يعيشون في مدينة عدن الساحلية القديمة في جنوب اليمن. اعتاد أحمد العمل في التلفزيون، ولكن بعد عدم دفع راتبه بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية، أصبح الآن يكسب ماله كسائق. عندما تحمل إسراء بشكل غير متوقع، يواجه الزوجان أزمة. كلاهما يعرفان أنهما لا يستطيعان تحمل كلفة طفل رابع، فهما على وشك الانتقال إلى شقة أرخص، كما أن الرسوم المدرسية للأطفال مستحقة الدفع. يقرّران الإجهاض، ويتحول القرار إلى رحلة ملحمية يحاول فيه الاثنان محاربة المجتمع والدين والسياسة.

بفيلم «مستوحى من الحرير»، تقدم المخرجتان اللبنانيتان ميشيل ونويل كسرواني فيلمهما القصير «يرقة» (30 دقيقة) عن أسماء وسارة، نادلتين تعملان في أحد مقاهي باريس. كلاهما من بلاد الشام تحملان معهما ظلال الماضي، كل على طريقتها الخاصة. تتصادقان وتجدان أرضية مشتركة تعود إلى الوقت الذي كانت فيه مدينة ليون مرتبطة بوطنهما عبر طريق الحرير. في منطقة تمزقها التقاليد والحداثة والحرب ودوائر النفوذ الجيوسياسية والهجرة والدين، اكتشفت المخرجة اللبنانية ليا نجار رابطاً غير عادي: لعبة كش الحمام التقليدية القديمة في بلاد الشام، باعتبارها هواية أو مهنة أو تراثاً أو إدماناً، تمتد عبر شبكة فريدة من سوريا إلى لبنان، تربط الناس من جميع الأديان والانتماءات السياسية. كش الحمام لعبة حظ مع الحمام فوق أسطح المنازل في المدن. كل لاعب يحمل قطيعه الخاص من الطيور على السطح ويسمح لحمامه بالدوران فوق منزله، على أمل جذب حمام جاره إلى سطحه، وبالتالي زيادة قطيعه. تنطلق ليا في فيلمها «كشكش» في رحلة عبر لبنان، من السطح إلى السطح، لنتعمّق في حقائق صائدي الحمام وعوالمهم الموازية المتناقضة. صورة وثائقية لمنطقة تبحث عن القاسم المشترك في مجتمع تحدده الاختلافات.

طلال ديركي وهبة خالد من منفاهما في برلين ومعهما علي وجيه يقدمون فيلمهما الوثائقي «تحت سماء دمشق». شريط يكشف الحياة اليومية السورية خلال سنوات الحرب، وينظر مباشرة إلى حال المرأة في سوريا، حيث الحياة اليومية سمتها العنف ضد المرأة داخل الأسرة وفي مكان العمل. في دمشق، اجتمعت مجموعة من الممثلات الشابات للبحث في موضوع وضع النساء المريضات في أجنحة الطب النفسي ونادراً ما يتم الإبلاغ عن سوء المعاملة الشديدة. يخططن لاستخدام البيانات المجهولة المؤثرة لعدد لا يحصى من النساء لتقديم مسرحية من شأنها كسر المحرمات. لكن إليانا وإينانا وفرح وغريس وسهير يواجهن مقاومةً، من عائلاتهن وحتى أثناء المناقشات داخل المجموعة نفسها. عندما يواجه مشروعهن النسوي فجأة عقبات غير متوقعة، يتعرض حماسهن لأقسى اختبار. تضع هبة خالد صورَ واضطهاد المرأة السورية في سياقها وتقارن بين قصتها وقصة الممثل صباح السالم. السوري يزن ربيع يقدم فيلمه القصير «عودة»، هو الذي غادر وطنه، لكنه لا يستطيع الهروب من كابوس متكرر عن ملاحقته من قبل قوات أمن الدولة بينما يبدو المنزل الذي يمكن أن ينقذه بعيداً عن متناوله.

 

الأخبار اللبنانية في

13.02.2023

 
 
 
 
 

سينما "ضد الإذعان" في الدورة 73 لـ"مهرجان برلين"

تدعم أوكرانيا والمعارضين الإيرانيين بـ9 أفلام عن زمن الحرب وحلقات نقاش حول احتجاجات طهران

أ ف ب 

يعبر #مهرجان_برلين الدولي للسينما في دورته الـ73، التي تبدأ من 16 إلى 26 فبراير (شباط)، عن التزامه الدفاع عن الحريات من خلال دعمه #أوكرانيا والمعارضين الإيرانيين.

وتشهد سجادته الحمراء هذا العام حضور عدد من النجوم أكبر بكثير مما كان عليه الأمر خلال مرحلة قيود جائحة كورونا.

هذا المهرجان، الذي يعد الثالث من حيث الحجم في أوروبا، والأول زمنياً قبل مهرجاني "كان" في مايو (أيار)، والبندقية في سبتمبر (أيلول)، يقام هذه السنة بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

ضد الإذعان

وشدد المدير المشارك للمهرجان الإيطالي كارلو شاتريان، على أن "المشاركة في مهرجان برلين هذا العام تعني، أكثر من أي وقت مضى، دعم من يناضلون للتعبير عن أفكارهم، وأولئك الذين يرفضون الإذعان لرواية سائدة للواقع تملي ما يمكن وما ينبغي قوله".

ومن أبرز ما يتضمنه برنامج المهرجان تسعة أفلام، وثائقية في معظمها، تتناول حياة الأوكرانيين في زمن الحرب، من بينها "سوبر باور"  (Superpower) للممثل المخرج شون بن.

وكان النجم الأميركي الحائز جائزتي "أوسكار" عن "هارفي ميلك" و"ميستيك ريفر"، موجوداً في كييف لإخراج فيلم وثائقي عندما بدأت الحرب في 24 فبراير 2022، ويتناول بعض مشاهد الفيلم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي أشاد وقتها بشجاعة شون بن.

أما موضوع إيران، التي أطلق فيها أخيراً سراح المخرج جعفر بناهي بكفالة بعد أن أمضى سبعة أشهر في السجن، فسيكون حاضراً بقوة أيضاً في مهرجان برلين، الذي يشدد مسؤولوه على كونه منبراً للفنانين المعارضين.

وأدرج عدد من الأفلام عن إيران في الفئات الموازية للمسابقة الرسمية، في ما تتناول حلقات نقاشية تطورات الحركة الاحتجاجية ضد النظام التي اندلعت في سبتمبر الماضي.

وستكون الممثلة الفرنسية الإيرانية الأصل غولشيفته فرحاني ضمن لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة التي تمنح جائزتي "الدب الذهبي" و"الدب الفضي".

وتتولى الممثلة كريستن ستيوارت (32 سنة) رئاسة اللجنة هذا العام، وستصبح بالتالي أصغر من يتولى هذه المهمة في تاريخ المهرجان الألماني.

سبيلبرغ وباخمان وغولدا

ويعود النجوم إلى المهرجان بعد غياب فرضته جائحة كورونا في السنوات الأخيرة، على ما لاحظ مدير مكتب مجلة "هوليوود ريبورتر" في أوروبا سكوت روكسبورو.

ويحضر المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ لمواكبة عرض فيلمه الجديد "ذي فايبلمانز" (The Fabelmans)، الذي يتناول سيرته الذاتية، وسيحصل على جائزة "الدب الذهبي" الفخرية عن مجمل مسيرته التي طبع خلالها تاريخ السينما بأفلامه، من "جوز"  (Jaws) إلى "إي تي" (E.T).

ويتنافس 19 فيلماً (من بينها ستة تولت إخراجها نساء) على الفوز بجائزة "الدب الذهبي" التي نالها العام الماضي فيلم "ألكاراس" للمخرجة الإسبانية كارلا سيمون.

وتتنوع المواضيع التي تتناولها هذه الأفلام، بين قصة "الرغبات المكبوتة" للاعب في رياضة كمال الأجسام يقود سيارة "أوبر" في "مانودروم"  (Manodrome)،  من بطولة الممثل الأميركي جيسي أيزنبرغ، والسيرة الذاتية للشاعرة النمساوية إنغبورغ باخمان التي تؤدي دورها الممثلة فيكي كريبس من لوكسمبورغ.

ويفتتح المهرجان بالفيلم الكوميدي الرومانسي الأميركي "شي كايم تو مي" (She Came to Me) الذي يؤدي دور البطولة فيه بيتر دينكلدج، أحد الممثلين الرئيسين في مسلسل "غايم أوف ثرونز"، إضافة إلى الفرنسي طاهر رحيم، والأميركية آن هاثاوي.

وفي البرنامج العرض الأول لفيلم "غولدا"، الذي تجسد فيه النجمة البريطانية الحائزة جائزة "الأوسكار" هيلين ميرن دور المرأة الوحيدة التي تولت رئاسة الوزراء في إسرائيل غولدا مئير.

ومن الأفلام التي تعرض خارج المسابقة وثائقي عن بطل كرة المضرب الألماني السابق بوريس بيكر، الذي أطلق سراحه في منتصف ديسمبر (كانون الأول) من سجن بريطاني قضى فيه عقوبة بسبب مخالفات مالية، وتولى إخراج الفيلم البريطاني أليكس غيبني الحائز جائزة "أوسكار".

وفتح مهرجان برلين باباً أمام المسلسلات والشاشة الصغيرة من خلال استحداثه مسابقة وجائزة لها هي Berlinale Series أو "جائزة مهرجان برلين للمسلسلات"، وتتنافس عليها سبعة أعمال ويعلن الفائز بها في 22 فبراير.

 

الـ The Independent  في

13.02.2023

 
 
 
 
 

خمسة أفلام عربية تشارك في الدورة الـ 73 من برلين السينمائى الدولى

لميس محمد

تشارك خمس أفلام عربية ضمن قسمي البانوراما وعروض المنتدى الموسع، في الدورة الـ 73 لـ مهرجان برلين السينمائى الدولى الذى سيقام في الفترة ما بين 16 إلى 26 فبراير الجارى.

ويضم قسم عروض المنتدى الموسع ثلاثة أفلام وهي، الفيلم السوري وادي الخرسانة للمخرج  أنطوان بورجيه و تدور أحداثه حول عائلة سورية هاجرت الى كندا وتحاول التأقلم من جديد مع مجتمع جديد وواقع مختلف.

أما الفيلم الثاني فهو الرفيق القائد كم جميل أن أراك للمخرج اللبناني وليد رعد ويتحدث الفيلم عن شلالات لبنان التي تمت تسميتها عدة مرات من قبل الميليشيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية.

والفيلم الثالث هو، هنا،على هذا الشاطئ، للمخرجة المصرية “ياسمينة متولي”.

أما بالنسبة لقسم البانوراما فيشارك الفيلم الوثائقي تحت سماء دمشق من إخرج هبة خالد و طلال ديركي وعلي وجيه، والفيلم اليمني المرهقون للمخرج عمرو جمال وتستند أحداثه الى قصة واقعية حول زوجين فقدا وضائفهما جراء الأزمة الإقتصادية.

وذلك بعد أن كشف مهرجان برلين السينمائي عن تكريم المخرج والمنتج وكاتب السيناريو ستيفن سبيلبرغ لإنجازاته مدى الحياة بحصوله على جائزة الدب الذهبي الفخرية في الدورة الـ 73 من مهرجان برلين السينمائي الدولي ويعرض المهرجان فيلمه الأخير، The Fabelmans ، ويمنحه الجائزة في 21 فبراير 2023 .

حصل سبيلبرج على العديد من جوائز الأوسكار، وهو أحد أشهر صانعي الأفلام في العالم، تتكون أعماله من أكثر من 100 فيلم ومسلسل، وهي فريدة من نوعها في تاريخ السينما العالمية على مدار الستين عامًا الماضية لتنوعها الهائل.

تم ترشيح سبيلبرج لجائزة الأوسكار لـ 19 مرة طوال حياته المهنية، حتى الآن، ويعتبر أنجح مخرج في كل العصور.

حصدت مسيرته العديد من الجوائز، بما في ذلك جوائز جولدن جلوب وإيمي لتصويره السينمائي، بالإضافة إلى مجموعة من الجوائز التقديرية لالتزامه بالقضايا الاجتماعية.

 

اليوم السابع المصرية في

13.02.2023

 
 
 
 
 

مهرجان برلين..

حضور عربى وغياب مصرى!

طارق الشناوي

غدًا، يفتتح مهرجان برلين السينمائى دورته رقم (73) بالفيلم الأمريكى (جاءت إلى) للمخرجة ريبيكا ميلر. الحضور المصرى شحيح هذه المرة، لدينا المخرجة الموهوبة أيتن أمين، التى تشارك كعضو لجنة تحكيم لاختيار أفضل (عمل أول) فى كل مسابقات المهرجان، الرئيسية والموازية، والمقصود بهذا التوصيف هو الفيلم الأول أو الثانى.

أيتن سبق لها المشاركة قبل عامين فى (برلين) بفيلمها الروائى (سعاد)، وهو أحد أهم الأفلام المصرية فى السنوات الأخيرة، وذلك فى الدورة الافتراضية التى عقدت (أون لاين) بسبب (كورونا)، وكان الفيلم أيضا قد اختير رسميًّا قبلها فى مهرجان (كان) فى الدورة التى ألغيت فى اللحظات الأخيرة تحسبًا للفيروس اللعين.

تواجُدنا المصرى من الممكن أن تعثر عليه من خلال حضور حسين فهمى رئيس مهرجان القاهرة السينمائى، ومعه المدير الفنى المخرج أمير رمسيس، لانتقاء الأفلام والتعاقد عليها لعرضها بالقاهرة.. تتشابك الأقسام داخل المهرجان الألمانى، مما يتيح فرصا متعددة للاختيار. قطعًا لسنا وحدنا، الخبير السينمائى المتميز انتشال التميمى مدير مهرجان (الجونة) ومعه فريق العمل سبقنا إلى هناك.

مما يعنى أن قرار عودة (الجونة) الذى اتخذه سميح ساويرس قبل ثلاثة أشهر بدأ تفعيله واقعيا، لم يتم الاستقرار بعدْ على موعد فعاليات الدورة السادسة لـ(الجونة)، لكن التميمى يؤكد العودة بعد توقف المهرجان فى العام الماضى، كما أنه وكالعادة منذ أربع سنوات يشارك مهرجان (البحر الأحمر) بجناح، يعرض من خلاله العديد من الأفلام السعودية لشباب السينمائيين.

عدد من زملاء المهنة من النقاد والصحفيين تحملوا المشقة المادية من أجل حضور فعاليات (برلين) فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وحتى قبلها لم تعد دور الصحف المصرية، حتى الكبرى منها، تشارك فى تحمل أى نفقات، ورغم ذلك ألاحظ فى كل عام تواجد زملاء جدد سواء فى «برلين» أو «كان»، مما يعنى أن الشغف بالمهرجانات الكبرى لاتزال له سطوته على الزملاء، وخاصة الشباب. قبل سنوات كانت (نايل سينما) تحجز لنفسها مكانًا لتقديم تغطية مميزة، أتصور أن الأمر بات صعبًا هذه المرة.

لدينا خمس مشاركات عربية ليس بينها فيلم مصرى.. بعد أن تعودنا الغياب فى العام الماضى شارك فيلم مخرجه مصرى ولكن الفيلم طبقا لجنسية الإنتاج يعد ألمانيًّا، (باشتاقلك ساعات) إخراج محمد حسن شوقى.. وحتى كتابة هذه السطور.

لم أرَ الفيلم، فهو لم يعرض حتى على (المنصات)، واتهم وقتها مخرج الفيلم بالترويج للمثلية الجنسية، وفى حوار لى معه عبر المحمول، أكد لى أنه لا يروج ولا يدافع، فقط يعرض.. فى كل الأحوال، الفيلم رسميًا لا يحمل الجنسية المصرية.

الأفلام العربية المشاركة فى قسم (البانوراما) هى (تحت سماء دمشق)، وثائقى طويل، من إخراج هبة عادل وطلال ديركى وعلى وجيه، وبالطبع التوجه السياسى فى السينما السورية يلعب دوره ولا يمكن إغفاله.. من الممكن اكتشافه بهذا المفتاح «اسم المخرج» و«محل إقامته».

من يقيم بالداخل أو يُسمح له بالدخول إلى سوريا لن يقترب من نظام (الأسد) ولن يشير سوى إلى أن ما حدث فوضى وفعل إجرامى ومؤامرة.. بينما الأفلام التى تُصنع خارج الحدود فهى تتعاطف مع الثوار وتدافع عن الثورة، وتدين حقبة الأسد (الأب والابن) وتحملهما المسؤولية.. غالبا هذا الفيلم سيقف فى مرحلة متوسطة، ولن يحدد موقفه، لأن مخرجيه بينهم من يسكن دمشق، وذلك حتى يضمن صُناعه حرية لعودة إلى الوطن بدون محاكمة أو توقيف.

الحياد فى تلك النقطة الشائكة هو فقط كحد أدنى ما تسمح به الدولة الآن، وهو ما فعلته كندة علوش التى شاركت فى إنتاج وتمثيل فيلم (نزوح) للمخرجة سؤدد كدعان، والذى عُرض فى (البحر الأحمر). الفيلم السورى يتعرض وفقًا لما هو متاح من أوراق للعنف ضد المرأة، وأيضا لسوريا فيلم آخر يعرض فى قسم المنتدى هو (وادى الخرسانة)، يتناول التأقلم فى حياة المهاجرين، تجرى أحداثه فى كندا، ومن الممكن أن ينتقد الفيلم فى هذه الحالة نظام الأسد.

كما يشارك لبنان فى نفس القسم بفيلم (الرفيق القائد.. كم هو جميل أن أراك)، إخراج وليد رعد، عما أطلقوا عليه شلالات لبنان، وأيضا لبنان له فيلم (على هذا الشاطئ هنا) للمخرجة ياسمينة متولى المصرية، وسبق أن شاركت قبل 8 سنوات فى فيلم (بره الدنيا) الذى مثل السينما المصرية عام 2015، وأيضا لاقى هجومًا فى الداخل، وأغلب من وجهوا له اتهامات لم يشاهدوه، ولكن بطريقتنا المعلبة والتى نكرر فيها نفس الاتهام: (نشر غسيلنا القذر).

كما يشارك فى البانوراما الفيلم اليمنى «المرهقون» للمخرج عمرو جمال. الفيلم تشارك فى إنتاجه المملكة العربية السعودية والسودان واليمن، وتجرى أحداثه فى مدينة عدن، ويتناول الأزمة التى يعيشها السكان فى ظل هذا الانقسام داخل الوطن، وكما ترى أن الدول المشاركة رسميا هى التى تعيش فعلا أزمات مثل سوريا ولبنان واليمن، تحاول التعبير والتنفيس عن نفسها.

عندما نتحدث عن (برلين) عبر التاريخ، نتوقف قطعًا بكل تقدير أمام يوسف شاهين، الذى شارك أكثر من مرة بأفلام مثل (باب الحديد)، واقترب- كما يحكى هو كثيرا- من جائزة أفضل ممثل عام 58 عن دوره الأثير (قناوى)، وهذا الفيلم الاستثنائى هو أيضا أول فيلم مصرى شارك فى نفس العام ممثلا للسينما المصرية لاختيار أفضل فيلم فى الأوسكار.

يوسف شاهين شارك بعدها بعام بفيلم (جميلة)، الذى يتناول حياة المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد، ويومها نددت فرنسا بالفيلم وانتقدت المهرجان الألمانى الذى انحاز لفيلم يناصر المقاومة المسلحة ضد فرنسا.. وقالت ماجدة الصباحى فى أكثر من لقاء إنه كانت هناك خطة لاغتيالها، ولهذا كانت تصاحبها فى المهرجان حراسة مشددة.

أما أهم الجوائز التى حصلنا عليها ليوسف شاهين، فهى لجنة التحكيم الخاصة (الدب الفضى) عن فيلم (إسكندرية ليه) عام 1979، الفيلم ضرب فى كل الاتجاهات وتناول التسامح بين الأديان، انتقد الفساد ووجه الدعوة من أجل التوافق بين كل الجنسيات والأديان فى مدينةٍ كانت تعد نموذجًا لمفهوم (الكوزموبوليتان)، وكالعادة هناك من حاول قراءة سياسية للفيلم لأنه يقدم الشخصية اليهودية بإيجابية.

السينما المصرية تعانى بشدة، أرشيفنا (ماضينا السينمائى) عُرضة للهلاك، بينما الحاضر يؤكد غيابنا عن كل المهرجانات الدولية وحتى العربية.. فهل يسمعنا أحد؟!.

 

المصري اليوم في

14.02.2023

 
 
 
 
 

40 % من مخرجى أفلام مهرجان برلين السينمائى الدولى سيدات

لميس محمد

يتمتع مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ73 بسجل إنجازات أقوى من مهرجان كان أو Venice فى الأفلام العالمية، التى قامت بإخراجها سيدات، حيث يشكلن نحو 40% من المشاركين فى المهرجان هذا العام.

وسيكون فيلم ليلة الافتتاح هو فيلم "She Came to Me" التى أخرجته المخرجة ريبيكا ميلر، وهو فيلم كوميدى رومانسى عن مؤلف موسيقى، ومن بطولة الممثل العالمى بيتر دينكلاج بطل مسلسل Game of Thrones، وآن هاثاواى وماريسا تومى.

سيقام مهرجان Berlin International Film Festival فى الفترة بين 16 فبراير المقبل إلى 26 من نفس الشهر.

على أن يعرض الفيلم الوثائقى Superpower ضمن فعاليات مهرجان برلين السينمائى فى دورته الـ73، الذى سيبدأ فى الفترة ما بين 16 إلى 26 فبراير الجارى، العمل من رؤية وإخراج الممثل العالمى شون بن، العمل الذى سيدور عن ما يحدث فى أوكرانيا.

الفيلم الوثائقى الجديد Superpower يدور حول متابعة الأحداث التي تحدث في أوكرانيا وحقيقة الغزو الروسي للبلاد.

وخلال العام الماضى كان لما يحدث فى العالم الحقيقي تأثير كبير على حياة الناس، ومن بين الأفلام التي ستعرض للمرة الأولى هذا العام في مهرجان برلين السينمائى، يشهد فيلم Superpower الصدمة التي شعر بها الكثيرين ممن تابعوا ما يحدث في أوكرانيا، الفيلم أخرجه شون بن وآرون كوفمان في ظل الظروف الصعبة  التي تمر بها البلاد، خاطر مجموعة العمل على الفيلم بحياتهم من أجل تصوير ما يحدث في الحرب، وأثبتوا أن الفن يمكن أن يلهم العمل في جميع أنحاء العالم.

 

اليوم السابع المصرية في

14.02.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004