ملفات خاصة

 
 
 

بدء ورشة فاكتوري لتطوير 10أفلام قصيرة بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

جمال عبد الناصر

الأقصر للسينما الأفريقية

الدورة الثانية عشرة

   
 
 
 
 
 
 

افتتح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته ال 12، فعاليات ورشة فاكتوري الذي يقودها المدير الثقافي البرازيلي، لويز كوورتازي، ويشارك فيها بماستر كلاس حول الفيلم  قليل الميزانية المنتج شريف مندور، وبمشاركة المتخصصة في الانتربولوجي المرئية، فرح حلابة، والمتخصصة في تنمية الموارد المالية، وفاء بن جاسم من تونس، والمتخصصة في الدعم النفسي ومقاومة المخاوف، إيمان بنضاوي مصرية أمريكية.

وبدأت الفعالية اليوم بكلمة مديرة المهرجان لتشجيع المخرجات الطلبة المشاركين على الالتزام ومتابعة الورشة لأنها مكثفة جدا وفي آخرها سيتم اعلان توزيع جوائز لدعم انتاج بعض هذه الافلام في ختام فعاليات منصة المنتجين لورشة فاكتوري، يوم 8 فبراير

رحبت عزة الحسيني، بكل المشاركين في هذه الورشة سواء العشر مشاركين أو الطلبة، أو محاضرين واللذين شاركوا وقائد الورشة لحسهم على الإلتزام وتشجيعهم على الاستمرار.

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، محمود حميدة، الأقصر للسينما الأفريقية، افتتاح مهرجان الأقصر، مهرجان الأقصر 12، مهرجان الاقصر السينمائى، ورشة فاكتورى، الاقصر

 

####

 

مجدى أحمد على: حبيت السينما بعد مشاهدتى فيلم"الانفجار"وقررت العمل بالإخراج

جمال عبد الناصر - سارة صلاح

شهدت فعاليات الدورة  الـ 12 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، اليوم الثلاثاء، ندوة الإخراج السينمائى بين جيلين وأدار الندوة الناقد أحمد شوقى، وروى المخرج مجدى أحمد على، قصة حبه للإخراج من صغره، قائلا:" قررت ابقى مخرج لما شوفت فيلم عجبنى فى السينما وهو فيلم الانفجار وعجبنى جدا وحبيت السينما وقررت من ساعتها أنى هكون مخرج و خلصت صيدلة و بعد كده دخلت معهد السينما ومن ساعتها بدأت مسيرتى".

أما المخرجة كوثر يونس، قالت:" بدأ حبى للإخراج من ناحية والدى كان عاوز يبقى مخرج ومعرفش بسببه نمى عندى جانب الإحساس فى شخصيتى وكنت وأنا صغيرة بخرج فى المدرسة وبعد كده دخلت معهد السينما واشتغلت مساعد مخرج لمدة 12 سنة وقولت هشوف آخر فرصة ليا أكمل فى الإخراج ولا لا وعملت فيلم صاحبتى وجه صديقى ساندروا قالى قدمى بالفيلم فى مهرجان فينسيا و أنا ضد تقديم أفلام المهرجانات بفلوس  وكان التقديم 80 يورو و اتخنقت معاه و هو اللى دفع فلوس تقديم الفيلم، وقولت أكيد مش هيتقبل واتقبل  وما كنتش مصدقة نفسى طبعا وكنت لسه مقفلتش الفيلم وقفلته واستعدت ثقتى بنفسى لما روحت مهرجان فينسيا  وقررت أكمل فى الإخراج.

 

####

 

مجدى أحمد على وكوثر يونس وياسر شفيعي يحكون تجاربهم فى ندوة الإخراج بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

كتب : جمال عبد الناصر

أقام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ضمن فعاليات دورته الـ 12 المقامة حاليا، ندوة حول "الإخراج السينمائى بين جيلين" ضمن فعاليات منصة المنتجين، أدارها الناقد أحمد شوقى، وتحدث فيها المخرج مجدي أحمد علي والمخرجة كوثر يونس، والمخرج ياسر شفيعى، والمخرج شريف الكاتشا

وقالت المخرجة عزة الحسينى مدير المهرجان، إن ندوة "الإخراج السينمائى بين جيلين" لقاء مهم ضمن منصة المنتجين بمبادرة فاكتوري لتطوير 10أفلام، وتحدث كلا من المخرجين عن بدايتهم في مهنة الإخراج وكيف كانت ولماذا، وبدأ الحديث المخرج مجدي أحمد على قائلا: "قررت اتجه للإخرج بعدما شاهدت فيلم أمريكي وعمري 16عاما بعنوان "بلو اب" وكان فى سينما قصر النيل، وكان أول فيلم أشاهده، فحبيت السينما من هنا وبعدما درست فى كلية صيدلة ألتحقت بمعهد السينما، واكتشفت السينما المصرية بعد ذلك، وكانت السينما الأجنبية جزء من الإيقاع السينمائى فى مصر فكنا نشاهد في الأسبوع 7 افلام مجانا في المراكز الثقافية المختلفة الأجنبية فى مصر، واعتبر نفسى محظوظا أنى عشت هذه الأجواء التى خلقت جيلا كبيرا من السينمائيين

وقالت المخرجة كوثر يونس: "سبب اتجاهى للإخرج السينمائي كان والدي دكتور مختار يونس فهو استاذ أكاديمى بمعهد السينما، لأنه كان يتمنى أن يتجه للإخراج بدلا من التدريس فقط بالمعهد، فحاولت أحقق حلمه من خلال اتجاهي للإخراج، اشتغلت مساعد مخرج والتحقت بمعهد السينما، وفي السنة الثالثة بالمعهد أخرجت فيلما تسجيليا عن والدي بعنوان "هديه من الماضي"، وحقق نجاحا كبيرا جدا، وحصلت على جوائز  عديدة، ثم عملت مساعد مخرج لمده 12سنة، وقررت بعدها اتجه للإنتاج لاني كنت أريد أن افهم كل التفاصيل عن صناعة الفيلم، واستمريت في الإنتاج لمده 3 سنوات، ثم قررت أقدم فيلم "صاحبتي" وقت أزمة كورونا، ولم انته من تصويره، قررت ابتعد عن الإخراج وأعود للإنتاج لكن أصر صديقي لي على اكمال الفيلم والتقديم به للمشاركة في مهرجان فينسيا، وبالفعل الفيلم تم قبوله للمشاركة في المهرجان، وكان هذا الدافع ان اركز في الإخراج واستعيد ثقتي بنفسي في جزء الإخراج.

وتحدث المخرج ياسر شفيعي قائلا: "درست في كلية فنون تطبيقية وعملت فترة في تصميم المجوهرات، وحبي للسينما جاء من والدي لأنه كان دائما يصورنا، وفي الجامعة كنت أشارك في المسرح والتمثيل، وقدمت بعدها في معهد سينما دراسات حرة قسم إخراج،   وفي نفس الوقت قدمت في مدرسة الجوزويت للسينما، واشتغلت مساعد مخرج وتعلمت من تلك الفترة ان اعبر عن نفسي، وقدمت أفلام قصيرة عبسبة و"دارك" كوميدي، وأسست شركة لإنتاج أفلام قصيرة.

بينما قال المخرج شريف الكاتشا: "انا  اعمل في الإخراج منذ 20 عاما في الأفلام التسجيلية، ودرست السينما في أمريكا، واشتريت كاميرا وقررت أصنع الأفلام التسجيلية، وأشارك في المهرجان هذا العام بفيلم "بعيدا عن النيل" وهو الفيلم الخامس لي.

وعن دور المخرج في صناعة الفيلم، قال المخرج مجدي أحمد علي: "كل شخص لديه الدافع الخاص به لصناعة الفيلم،  ولكن المخرج هو رب العمل، والمخرج الذي ليس لديه هم أو مهموم بقضية معينة، فهو لا يعمل مخرجا، وأرى أن المخرج ولد مخرجا وليس بالضروري  أن يكون تعلم الإخراج، المخرج هو شخص يعبر عن نفسه لاسعاد ذاته والآخرين وتكون لديه قدرة على التعبير".

وقالت كوثر يونس: " المخرج في مصر هو الأساس، لكن في الخارج المنتج هو الذي له دور أهم في صناعة العمل حيث يفكر بشكل فني، ومهم أن يفهم المخرج في الإنتاج، ومن أسباب نجاح كثير من المخرجين مثل شريف عرفه ومروان حامد أنهم يفهمون في الإنتاج وتفاصيله".

واكد ياسر شفيعي: "المخرج هو رؤية أكثر منه سرعة في التنفيذ فقط، ولابد أن يعرف الإحساس الذي يريد توصيله للمشاهد سواء كان هو كاتب العمل أو مؤلف اخر"، ويرى شريف القشطة، أن المخرج لابد أن يكون مسؤولا عن الفيلم من البداية للنهاية.

ووجهت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، تساؤلا حول مدى إبداع المخرج في الفيلم القصير خاصة أنه المنبع لإبداع المخرج؟، فقال المخرج  مجدي احمد علي:"أحيانا يفسر الفيلم القصير أنه فيلم طويل لكن مختصر، وهذا غير حقيقي، لأن الفيلم القصير له أسس ومعايير خاصة ومستقلة"، وقالت كوثر: "أشعر أن الفيلم القصير هو شئ مستقل بذاته، وبإمكانيات مادية محدودة يمكن صناعته".

 

####

 

مهرجان الأقصر ينادى بضرورة الحفاظ على التراث السينمائى الأفريقي

ندوة "آليات الحفاظ على التراث وفنون الترميم الأفريقى" تفتح ملفا مهما للحفاظ على هويتنا.. ودعوة الوفود المشاركة لإنشاء سينماتيك أفريقى

محمود ترك

سلط مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى دورته الـ12 الضوء على أهمية الحفاظ على التراث السينمائى الأفريقى، فاتحا ذلك الملف المهم من خلال ندوة أقيمت اليوم الأربعاء بعنوان "مناقشة آليات الحفاظ على التراث السينمائى وفنون الترميم الأفريقى"، ناقش خلالها عدد من السينمائيين والمسئولين يناقشها مع عدد من صناع السينما.

تحدثت فى الندوة المخرجة عزة الحسينى، مدير المهرجان، وبيسون فول جونسون رئيس مركز السينما فى كوت دى فوار وكارو توريه مدير اتحاد المبدعين والحفاظ على التراث فى كوت ديفوار، ودياجا تومبان رئيس مكتب التراث السنغالى، ومدير صندوق إنتاج الأفلام بالسنغال عزيز سيسيه وأدارها الناقد محمد سيد عبد الرحيم، بحضور سيد فؤاد رئيس المهرجان وعدد من النقاد والمهتمين بصناعة السينما.

وقال محمد سيد عبد الرحيم، فى بداية الندوة إن مهرجانات السينما العالمية تهتم بالماضى والحاضر والمستقبل فيما يخص صناعة السينما، وأن موضوع الندوة من أهم الموضوعات التى تطرح نفسها فى هذا المجال، وفرصة لمعرفة أن التراث ليس ماديا فقط. بل تراث فنى وسينمائى

وشددت عزة الحسينى على أن هذه قضية مهمة للغاية وفكرت فيها إدارة المهرجان منذ وضع شعار الدورة الحالية "السينما خلود الزمان"، فالشريط السينمائي يحمل دائما تخليدا للحظة زمانية مكانية، والندوة من الندوات الرئيسية في المهرجان لطرح تساؤل حول كيف نحافظ على هذا التراث؟ فليس هناك سينماتيك أو أرشيف للفيلم الأفريقى وكنا عندما نريد عرض أفلام أفريقية بالمهرجان نذهب للسينماتيك الفرنسى نطلب منه أفلاما لبرامجنا، وبالنسة لنا فى مصر ليس لدينا أرشيف حقيقى للحفاظ على هذا التراث، والناقد عصام زكريا طرح بقوة هذا الموضوع في الأسابيع الماضية، وتتميز مصر بصناعة سينما عريقة تمتد لـ120 سنة، ولدينا آلاف الأفلام المنتجة، وبدأ إنتاج السينما في أفريقيا منذ نتصف الستينيات وإنتاجها غزير للغاية

وأضافت عزة الحسينى: نريد كإدارة مهرجان تبنى مبادرة لتشجيع السينمائيين والدول على التعاون فى ترميم الأفلام، ولدينا فى مصر شركة هى الوحيدة التى رممت معظم أفلامها

وأكد محمد سيد عبد الرحيم أنه كلما أنجزنا المشروع فى وقت أقرب كلما كان أقل تكلفة وأصبح أسهل فى العثور على الأفلام التى تحتاج إلى ترميم، والسينما المصرية أنتجت نحو 5 آلاف فيلم روائى مصرى، وللأسف هناك مئات الأفلام مفقودة تماما، ونحتاج إلى وضع الأفلام المرممة في متحف لنتمكن من مشاهدتها، مضيفا أنه كانت هناك بعض التجارب المختلفة لترميم الأفلام مثل جهود أفلام مصر العالمية بالتعاون مع السينماتيك الفرنسي، وأيضا من خلال الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر بالتعاون مع الهند، وهناك أخيرا في مصر تم انشاء وحدة لترميم الأفلام وهذه خطوة عظيمة

ولفت الناقد محمد سيد عبد الرحيم إلى أن موضوع "اللخبطة" فى عدد الأفلام المصرية المنتجة يرجع فى الأساس إلى مشكلة عدم وجود أرشيف للسينما، إذ أن هناك نقادا يرون أننا أنتجنا 3 آلاف فيلم، والبعض يؤكد أنهم 5 آلاف، فيما ذهب آخرون إلى أن العدد يزيد إلى 6 آلاف، أي أن هناك نحو 2500 فيلم لا نستطيع تحديد ما إذا كانوا موجودين بالفعل أم لا، وهذا جزء من مشكلة الارشيف والعثور على الأفلام وترميها

وحول تجربة السنغال في الحفاظ على التراث قال دياجا تومبان رئيس مركز الحفاظ على التراث السينمائي بالسنغال: بدأنا التجربة في الحفاظ على التراث عام 2019 وحافظوا على 387 شريطا سينمائيا فى حالة جيدة، وأنشأوا مبنى مخصوص للحفاظ على التراث بمساعدة خبيرين من إيطاليا، ودخلوا في شراكة مع سينما تاك تولوز في فرنسا لترميم 4 أفلام قصيرة.

فيما قالت رئيس مركز السينما في كوت ديفوار بيسون فول جونسون دي مونديه إن منظمة اليونسكو طرحت عام 1990 مبادرة للحفاظ على الذاكرة في العالم، وفى هذا الإطار أرسلت خبراء لتعليم الشباب الإيفواري ترميم الأفلام، وفي عام 1995 وقت احتفالهم بمرور 50 عاما على السينما الإيفوارية، رمم السينماتيك الأفريقي التابع للسينماتيك الفرنسى 70 فيلما من كوت ديفوار، لكن الموضوع صعب للغاية ومكلف إذ تتكلف دقيقة ترميم الدقيقة الواحدة نحو 1500 يورو.

وأضافت أن المكتبة العامة الفرنسية مع المركز السينمائي الفرنسي تولت "رقمنة الأفلام" وعملوا ترميم لـ4 شرائط سينمائية، وأيضا بدأت َمحادثات مع قرطاج لعمل ترميم للأفلام، ملقية الضوء على أن هناك مشكلة تواجههم تتعلق بمن لديه حقوق الاستغلال، وأيضا مشكلة العثور على هذه الشرائط كما أنها تعرضت لسوء في التخزين اتلفتها، موضحة أنه صدر قانون وزاري عام 2022 لإنشاء كيان للحفاظ على وترميم الأفلام.

ومن جانبه قال كارو توريه مدير اتحاد المبدعين والحفاظ على التراث في كوت ديفوار إن جهودهم في هذا المجال انطلقت من مبادرة اليونسكو للحفاظ على ذاكرة العالم، ومن وقتها لديم خبراء متخصصين وخبراء في الترميم، ويركزوا على التوعية بالحفاظ على التراث علي مستوى جميع الوزارات، أي أي وزارة لديها انتاجات سمعية بصرية يتواصلوا معها للحفاظ على هذا الأرشيف، وليس فقط في مجال السينما.

ولفت شريف مندور إلى أننا في مصر نمتلك تاريخا سينمائيا عريقا الأول، إذ عرض أول فيلم في مصر عام 1897 قائلا: أتشرف بأنني أحد السينمائيين الذين عملوا على أرشفة الأفلام المصرية الترميم الأفلام، موضحا أنه ساهم في ترميم مئات الأفلام رقميا.

وأوضح شريف مندور أن هناك نوعين من الترميم، الأول رقميا عن طريق أخد الصور وعمل مسح إلكتروني لها ليأخذها كأنها صور كومبيوتر لتتم معالجتها رقميا، الأمر الذي يتناسب مع العصر الذي نعيشه، أما النوع الثاني فهو "الترميم البصري" أي نحضر الفيلم نفسه ونستعين بمرممين ليفعلوا ما يشبه ما ينجزه مرممي الآثار، أي يتم التعامل مع كل كادر بمفرده، لكنه يستغرق آلاف الساعات كما أنه مكلف للغاية.

وأشار شريف مندور إلى أن أخر فيلم رممه هو "بورسعيد" وكان متهالكا بالكامل. واستغرق الأمر 8 أشهر، مركزا على أن مصر تمتلك فرصة ذهبية لترميم الأفلام الأفريقية لأنها تكلف الدول الأفريقية نحو 1500 يورو في الدقيقة في يبلغ تكلفتها في َمصر 100 يورو للدقيقة فقط، موضحا أنها فرصة لإرساء تعاون بين مصر والدول الأفريقية في هذا المجال.

وتوجه مدير صندوق إنتاج الأفلام بالسنغال عزيز سيسيه بالشكر إلى إدارة المهرجان على إقامة هذه الندوة المهمة لأن الحفاظ على التراث يعد عملية بحث دائمة عن الأفلام، مشيرا إلى أنهم عرضوا لأول مرة عام 2010 في السنغال فيلم صدر عام 1966، بفضل جهود مواطن سنغالي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية عرف أنهم يبحثون عن الفيلم وذهب إلى روسيا للحصول عليه.

وأشار سيسيه إلى أن السنغال تعتبر مركز مهم للسينما، حيث تم عرض أول فيلم هناك عام 1900، وفي عام 1902 تم إنتاج أول فيلم سينغالي خالص، وخلال الفترة من سنة 1980 حتى 1993 لم تكن لديهم أى ميزانية لترميم الأفلام، وبدأ الوعي منذ عام 2103 إذ بذلوا جهدوا للعثور على الأفلام وشرائها بمساعدة من الهند، وأنشئوا المركز الوطني للأرشيف، وهو صندوق دعم لإنتاج السينما ولديهم استراتيجية في هذا الإطار، متفقا مع طرح شريف مندور بأهمية عمل ترميم رقمي للإنتاجات السينمائية

وأضافت عزة الحسيني: كلما سمعت تجارب الدول الأفريقية الشقيقة في الحفاظ على التراث السينمائي أشعر بأهمية طرح مبادرة أو صرخة للحفاظ على التراث لأنها ذاكرة الشعوب ومهمة لمستقبل أبنائنا، وعند النظر لوضع السينما الأفريقية نرى كيف استولى الاستعمار خصوصا في النصف الأول من القرن الماضي ليس فقط على الثروات بل أيضا التراث الفيلمي، فالنسخ النيجاتيف للأفلام لا نمتلكها، بل موجودة في فرنسا وإنجلترا وبلجيكا.

وشددت عزة الحسيني على أن هذا التراث السينمائي مثل الآثار تمام يخصنا كشعوب أفريقية، لذا يجب ألا تعمل كل بلد تعمل بمعزل عن الأخرى، بل يجب أن تتضافر الجهود في إطار تعاون مشترك، لذا أدعو الاتحاد الأفريقي وأفريق سينماك أنهم مع وزارة الثقافة السينمائية لإطلاق مبادرة لإنقاذ هذا التراث، وأيضا أدعو إلى ذلك اليونسكو باعتبارها منظمة عالمية متخصص، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للمشاركة والحفاظ على هويتنا.

فيما قال سيد فؤاد رئيس المهرجان إنه سعيد بالحضور وبصفة خاصة طلبة المدارس بالأقصر لكي يعرف الجيل الجديد ما هو الأرشيف والسينماتيك وأهمية الحفظ على التراث، فموضوع الندوة شديد الأهمية، فالأرشيف هو الحفاظ على تاريخنا السينمائي كله، أي يكون لدينا نسخ من جميع الأفلام التي تم انتاجها منذ بداية الصناعة، أما السينماتيك  فهو أن يكون لدينا هذه الأفلام وأيضا المعدات السينمائية القديمة، والأفيشات للأفلام، وكل ما يخص تاريخ الصناعة.

وفي نهاية الندوة وجه سيد فؤاد الدعوة إلى وضع تصور مكتوب في هذا الإطار يشارك فيه من يرغب من وفود الدول الأفريقية، ليتم إعلانه في المؤتمر الصحفي بختام المهرجان وتوزيع الجوائز.

 

اليوم السابع المصرية في

07.02.2023

 
 
 
 
 

بالصور.. افتتاح ورشة "فاكتوري" للتطوير بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

افتتاح ورشة “فاكتوري” لتطوير 10 أفلام روائية قصيرة بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

 مريم الجارحي

افتتح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الـ١٢، فعاليات ورشة فاكتوري الذي يقودها المدير الثقافي البرازيلي، لويز كوورتازي ، ويشارك فيها بماستر كلاس حول الفيلم  قليل الميزانية المنتج شريف مندور.

وتشارك أيضا المتخصصة في الانثروبولوجي المرئية فرح حلابة، والمتخصصة في تنمية الموارد المالية، وفاء بن جاسم من تونس، والمتخصصة في الدعم النفسي ومقاومة المخاوف، ايمان بنضاوي مصرية أمريكية.

وبدأت الفعالية اليوم بكلمة مديرة المهرجان المخرجة عزة الحسيني لتشجيع المخرجات الطلبة المشاركين على الالتزام ومتابعة الورشة لأنها مكثفة جدا وفي آخرها سيتم اعلان توزيع جوائز لدعم انتاج بعض هذه الافلام في ختام فعاليات منصة المنتجين لورشة فاكتوري، يوم 8 في قاعة رع .

رحبت الحسيني، بكل المشاركين في هذه الورشة سواء العشر مشاركين أو الطلبة، أو محاضرين واللذين شاركوا وقائد الورشة لحثهم على الإلتزام وتشجيعهم على الاستمرار.

 

####

 

بالصور.. رانيا يوسف تدعم مرضى السرطان على هامش فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

 مريم الجارحي

زارت الفنانة رانيا يوسف على هامش فعاليات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية خلال دورته الـ 12 مستشفى شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان، ورافقتها المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان لتقديم الدعم النفسي والمعنوي لمحاربي الأورام السرطانية الذين يتلقون العلاج بالمستشفى.

وأبدت رانيا يوسف، سعادتها بالتواجد مع الأطفال وتتمني لهم الشفاء العاجل مؤكدة علي أهمية الدعم النفسي والمعنوي ، وأيضا الدعم المادي إذا أمكن ، فهذا الواجب الانساني يجب أن يحرص عليه كل الفنانين وهو دعم المشروعات الخيرية وخاصة في صعيد مصر  لتحقيق الهدف المنشود، والوصول إلى ما تصبو إليه الدولة "صعيد بلا سرطان".

وأكدت المخرجة عزة الحسيني أن المهرجان كل عام حريص علي هذه الزيارة ويدعو الفنانين لتلك الزيارة كل عام لدعم الأطفال ورسم البسمة علي وجوههم، وتفقدت عزة الحسيني" كافة أقسام مستشفى شفاء الأورمان،  للتعرف على أنواع الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمرضي، ومراحل العلاج التي يخضع لها المريض خلال تلقيه الرعاية اللازم ، ورافقتها الفنانة رانيا يوسف، والتقطا  صورا تذكارية مع الأطفال وذويهم، وذلك في سبيل دعمهم وتقوية عزيمتهم فى رحلتهم العلاجية.

من جانبه، وجه محمود فؤاد المدير التنفيذي لمؤسسة شفاء الأورمان، الشكر للفنانة رانيا يوسف والمخرجة عزة الحسيني على زيارتهم للمستشفى ودعمهم للمرضي، مؤكدًا أن الفن رسالة قوية داعمة لمحاربي السرطان، وأن زيارات الفنانين والفنانات لهذا الصرح اكبر داعم المرضى خلال رحلتهم في تلقي العلاج.

 

####

 

بالصور.. تجارب 3 مخرجين من أجيال مختلفة بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

 مريم الجارحي

أقام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ضمن فعاليات دورته الثانية عشر ندوة حول "الإخراج السينمائي بين جيلين" ضمن فعاليات منصة المنتجين، أدارها الناقد أحمد شوقي، وتحدث فيها المخرج مجدي أحمد علي والمخرجة كوثر يونس، والمخرج ياسر شفيعي، والمخرج شريف الكاتشا.

وقالت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، إن ندوة "الإخراج السينمائي بين جيلين" لقاء مهم ضمن منصة المنتجين بمبادرة فاكتوري لتطوير ١٠ أفلام، وتحدث كلا من المخرجين عن بدايتهم في مهنة الإخراج وكيف كانت ولماذا، وبدأ الحديث المخرج مجدي أحمد علي قائلا: "قررت اتجه للإخرج بعدما شاهدت فيلم أمريكي وعمري ١٦ عاما بعنوان "بلو اب" وكان في سينما قصر النيل، وكان أول فيلم أشاهده، فحبيت السينما من هنا وبعدما درست في كلية صيدلة ألتحقت بمعهد السينما، واكتشفت السينما المصرية بعد ذلك، وكانت السينما الأجنبية جزء من الإيقاع السينمائي في مصر  فكنا نشاهد في الأسبوع ٧ افلام مجانا في المراكز الثقافية المختلفة الأجنبية في مصر، واعتبر نفسي محظوظا اني عشت هذه الأجواء التي خلقت جيلا كبيرا من السينمائيين.

وقالت المخرجة كوثر يونس: " سبب اتجاهي للإخرج السينمائي كان والدي دكتور مختار يونس فهو استاذ اكاديمي بمعهد السينما، لأنه كان يتمنى أن يتجه للإخراج بدلا من التدريس فقط بالمعهد، فحاولت أحقق حلمه من خلال اتجاهي للإخراج، اشتغلت مساعد مخرج والتحقت بمعهد السينما، وفي السنة الثالثة بالمعهد أخرجت فيلما تسجيليا عن والدي بعنوان "هديه من الماضي"، وحقق نجاحا كبيرا جدا، وحصلت على جوائز  عديدة، ثم عملت مساعد مخرج لمده ١٢ سنة، وقررت بعدها اتجه للإنتاج لاني كنت أريد أن افهم كل التفاصيل عن صناعة الفيلم، واستمريت في الإنتاج لمده ٣ سنوات، ثم قررت أقدم فيلم "صاحبتي" وقت أزمة كورونا، ولم انته من تصويره، قررت ابتعد عن الإخراج وأعود للإنتاج لكن أصر صديقي لي على اكمال الفيلم والتقديم به للمشاركة في مهرجان فينسيا، وبالفعل الفيلم تم قبوله للمشاركة في المهرجان، وكان هذا الدافع ان اركز في الإخراج واستعيد ثقتي بنفسي في جزء الإخراج.

وتحدث المخرج ياسر شفيعي قائلا: "درست في كلية فنون تطبيقية وعملت فترة في تصميم المجوهرات، وحبي للسينما جاء من والدي لأنه كان دائما يصورنا، وفي الجامعة كنت أشارك في المسرح والتمثيل، وقدمت بعدها في معهد سينما دراسات حرة قسم إخراج،   وفي نفس الوقت قدمت في مدرسة الجوزويت للسينما، واشتغلت مساعد مخرج وتعلمت من تلك الفترة ان اعبر عن نفسي، وقدمت أفلام قصيرة عبسبة و"دارك" كوميدي، وأسست شركة لإنتاج أفلام قصيرة.

وقال المخرج شريف الكاتشا : "انا  اعمل في الإخراج منذ ٢٠ عاما في الأفلام التسجيلية، ودرست السينما في أمريكا،  واشتريت كاميرا وقررت أصنع الأفلام التسجيلية، وأشارك في المهرجان هذا العام بفيلم "بعيدا عن النيل" وهو الفيلم الخامس لي.

وعن دور المخرج في صناعة الفيلم، قال المخرج مجدي أحمد علي: "كل شخص لديه الدافع الخاص به لصناعة الفيلم،  ولكن المخرج هو رب العمل، والمخرج الذي ليس لديه هم أو مهموم بقضية معينة، فهو لا يعمل مخرجا، وأرى أن المخرج ولد مخرجا وليس بالضروري  أن يكون تعلم الإخراج، المخرج هو شخص يعبر عن نفسه لاسعاد ذاته والآخرين وتكون لديه قدرة على التعبير".

وقالت كوثر يونس: " المخرج في مصر هو الأساس، لكن في الخارج المنتج هو الذي له دور أهم في صناعة العمل حيث يفكر بشكل فني، ومهم أن يفهم المخرج في الإنتاج، ومن أسباب نجاح كثير من المخرجين مثل شريف عرفه ومروان حامد أنهم يفهمون في الإنتاج وتفاصيله".

واكد ياسر شفيعي: "المخرج هو رؤية أكثر منه سرعة في التنفيذ فقط، ولابد أن يعرف الإحساس الذي يريد توصيله للمشاهد سواء كان هو كاتب العمل أو مؤلف اخر"، ويرى شريف القشطة، أن المخرج لابد أن يكون مسؤولا عن الفيلم من البداية للنهاية.

ووجهت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، تساؤلا حول مدى إبداع المخرج في الفيلم القصير خاصة أنه المنبع لإبداع المخرج؟، فقال المخرج  مجدي احمد علي:"أحيانا يفسر الفيلم القصير أنه فيلم طويل لكن مختصر، وهذا غير حقيقي، لأن الفيلم القصير له أسس ومعايير خاصة ومستقلة"، وقالت كوثر: "أشعر أن الفيلم القصير هو شئ مستقل بذاته، وبإمكانيات مادية محدودة يمكن صناعته".

 

####

 

بالصور.. «الأقصر للسينما الأفريقية» ينادي بضرورة الحفاظ على التراث الأفريقي

ندوة "آليات الحفاظ على التراث السينمائي وفنون الترميم الأفريقي" تفتح ملفا مهما للحفاظ على هويتنا

 مريم الجارحي

سلَّط مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الثانية عشرة الضوء على أهمية الحفاظ على التراث السينمائي الأفريقي، فاتحا ذلك الملف المهم من خلال ندوة أقيمت اليوم الأربعاء بعنوان “مناقشة آليات الحفاظ على التراث السينمائي وفنون الترميم الأفريقي”، ناقش خلالها عدد من السينمائيين والمسؤولين يناقشها مع عدد من صناع السينما.

تحدثت في الندوة المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان وبيسون فول جونسون رئيس مركز السينما في كوت دي فوار وكارو توريه مدير اتحاد المبدعين والحفاظ على التراث في كوت ديفوار، ودياجا تومبان رئيس مكتب التراث السنغالي، ومدير صندوق إنتاج الأفلام بالسنغال عزيز سيسيه وأدارها الناقد محمد سيد عبد الرحيم، بحضور سيد فؤاد رئيس المهرجان وعدد من النقاد والمهتمين بصناعة السينما.

وقال محمد سيد عبد الرحيم في بداية الندوة إن مهرجانات السينما العالمية تهتم بالماضي والحاضر والمستقبل فيما يخص صناعة السينما، وإن موضوع الندوة من أهم الموضوعات التي تطرح نفسها في هذا المجال، وفرصة لمعرفة أن التراث ليس ماديا فقط. بل تراث فني وسينمائي.

وشددت عزة الحسيني على أن هذه قضية مهمة للغاية وفكرت فيها إدارة المهرجان منذ وضع شعار الدورة الحالية "السينما خلود الزمان"، فالشريط السينمائي يحمل دائما تخليد للحظة زمانية مكانية، والندوة من الندوات الرئيسية في المهرجان لطرح تساؤل حول كيف نحافظ على هذا التراث؟ فليس هناك سينماتيك أو أرشيف للفيلم الأفريقي وكنا عندما نريد عرض أفلام أفريقية بالمهرجان نذهب للسينماتيك الفرنسي نطلب منها أفلام لبرامجنا، وبالنسة لنا في مصر ليس لدينا أرشيف حقيقي للحفاظ على هذا التراث، والناقد عصام زكريا طرح بقوة هذا الموضوع في الأسابيع الماضية، وتتميز مصر بصناعة سينما عريقة تمتد لـ120 سنة، ولدينا آلاف الأفلام المنتجة، وبدأ إنتاج السينما في أفريقيا منذ نتصف الستينيات وإنتاجها غزير للغاية،

وأضافت عزة الحسيني: نريد كإدارة مهرجان تبني مبادرة لتشجيع السينمائيين والدول على التعاون في ترميم الأفلام، ولدينا في مصر نموذج يتمثل في شركة أفلام مصر العالمية هي الوحيدة التي رممت معظم أفلامها.

وأكد محمد سيد عبد الرحيم أنه كلما انجزنا المشروع في وقت أقرب كلما كان أقل تكلفة وأصبح أسهل في العثور على الأفلام التي تحتاج إلى ترميم، والسينما المصرية انتجت نحو ٥٠٠٠ آلاف فيلم روائي مصري، وللأسف هناك مئات الأفلام مفقودة تماما، ونحتاج إلى وضع الأفلام المرممة في متحف لنتمكن من مشاهدتها، مضيفا أنه كانت هناك بعض التجارب المختلفة لترميم الأفلام مثل جهود أفلام مصر العالمية بالتعاون مع السينماتيك الفرنسي، وأيضا من خلال الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر بالتعاون مع الهند، وهناك أخيرا في مصر تم انشاء وحدة لترميم الأفلام وهذه خطوة عظيمة.

َولفت الناقد محمد سيد عبد الرحيم إلى أن موضوع "اللخبطة" في عدد الأفلام المصرية المنتجة يرجع في الأساس إلى مشكلة عدم وجود أرشيف للسينما، إذ أن هناك نقاد يرون أننا انتجنا 3 آلاف فيلم، والبعض يؤكد أنهم 5 آلاف، فيما ذهب آخرون إلى أن العدد يزيد إلى 6 آلاف، أي أن هناك نحو 2500 فيلم لا نستطيع تحديد ما إذا كانوا موجودين بالفعل أم لا، وهذا جزء من مشكلة الارشيف والعثور على الأفلام وترميها.

وحول تجربة السنغال في الحفاظ على التراث قال دياجا تومبان رئيس مركز الحفاظ على التراث السينمائي بالسنغال: بدأنا التجربة في الحفاظ على التراث عام ٢٠١٩ وحافظوا على ٣٨٧ شريط سينمائي في حالة جيدة، وأنشئوا مبنى مخصوص للحفاظ على التراث بمساعدة ٢ خبراء من إيطاليا، ودخلوا في شراكة مع سينما تاك تولوز في فرنسا لترميم 4 أفلام قصيرة.

فيما قالت رئيس مركز السينما في كوت ديفوار بيسون فول جونسون دي مونديه إن منظمة اليونسكو طرحت عام ١٩٩٠ مبادرة للحفاظ على الذاكرة في العالم، وفي هذا الإطار أرسلت خبراء لتعليم الشباب الإيفواري ترميم الأفلام، وفي عام ١٩٩٥ وقت احتفالهم بمرور 50 عاما على السينما الإيفوارية، رمم السينماتيك الأفريقي التابع للسينماتيك الفرنسي ٧٠ فيلما من كوت ديفوار، لكن الموضوع صعب للغاية ومكلف إذ تتكلف دقيقة ترميم الدقيقة الواحدة نحو 1500 يورو.

وأضافت أن المكتبة العامة الفرنسية مع المركز السينمائي الفرنسي، تولت "رقمنة الأفلام" وعملوا ترميم ل ٤ شرائط سينمائية، وأيضا بدأت َمحادثات مع قرطاج لعمل ترميم للأفلام، ملقية الضوء على أن هناك مشكلة تواجههم تتعلق بمن لديه حقوق الاستغلال، وأيضا مشكلة العثور على هذه الشرائط كما أنها تعرضت لسوء في التخزين اتلفتها، موضحة أنه صدر قانون وزاري عام 2022 لإنشاء كيان للحفاظ على وترميم الأفلام.

ومن جانبه قال كارو توريه مدير اتحاد المبدعين والحفاظ على التراث في كوت ديفوار إن جهودهم في هذا المجال انطلقت من مبادرة اليونسكو للحفاظ على ذاكرة العالم، ومن وقتها لديم خبراء متخصصين وخبراء في الترميم، ويركزوا على التوعية بالحفاظ على التراث علي مستوى جميع الوزارات، أي أي وزارة لديها انتاجات سمعية بصرية يتواصلوا معها للحفاظ على هذا الأرشيف، وليس فقط في مجال السينما.

ولفت شريف مندور إلى أننا في مصر نمتلك تاريخا سينمائيا عريقا الأول، إذ عرض أول فيلم في مصر عام 1897 قائلا: اتشرف بأنني أحد السينمائيين الذين عملوا على أرشفة الأفلام المصرية الترميم الأفلام، موضحا أنه ساهم في ترميم مئات الأفلام رقميا.

وأوضح شريف مندور أن هناك نوعين من الترميم، الأول رقميا عن طريق اخد الصور وعملها مسح إلكتروني ليأخذها كأنها صور كومبيوتر ليتم معالجتها رقميا لأمر الذي يتناسب مع العصر الذي نعيشه،  أما النوع الثاني فهو "الترميم البصري" أي نحضر الفيلم نفسه ونستعين بمرممين ليفعلوا ما يشبه ما ينجزه مرممي الآثار، أي يتم التعامل مع كل كادر بمفرده، لكنه يستغرق آلاف الساعات كما أنه مكلف للغاية.

وأشار شريف مندور إلى أن أخر فيلم رممه هو "بورسعيد" وكان متهالكا بالكامل. واستغرق الأمر ٨ أشهر، مركزا على أن مصر تمتلك فرصة ذهبية لترميم الأفلام الأفريقية لأنها تكلف الدول الأفريقية نحو 1500 يورو في الدقيقة في يبلغ تكلفتها في َمصر ١٠٠ يورو للدقيقة فقط، موضحا أنها فرصة لإرساء تعاون بين مصر والدول الأفريقية في هذا المجال.

وتوجه مدير صندوق إنتاج الأفلام بالسنغال عزيز سيسيه بالشكر إلى إدارة المهرجان على إقامة هذه الندوة المهمة لأن الحفاظ على التراث يعد عملية بحث دائمة عن الأفلام، مشيرا إلى أنهم عرضوا لأول مرة عام 2010 في السنغال فيلم صدر عام ١٩٦٦، بفضل جهود مواطن سنغالي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية عرف أنهم يبحثون عن الفيلم وذهب إلى روسيا للحصول عليه.

وأشار سيسيه إلى أن السنغال تعتبر مركز مهم للسينما، حيث تم عرض أول فيلم هناك عام ١٩٠٠، وفي عام ١٩٠٢ تم انتاج أول فيلم سينغالي خالص، وخلال الفترة من سنة ١٩٨٠ وحتى 1993 لم تكن لديهم اي ميزانية لترميم الأفلام، وبدأ الوعي منذ عام ٢٠١٣ إذ بذلوا جهدوا للعثور على الأفلام وشرائها بمساعدة من الهند، وأنشئوا المركز الوطني للأرشيف، وهو صندوق دعم لإنتاج السينما ولديهم استراتيجية في هذا الإطار، متفقا مع طرح شريف مندور بأهمية عمل ترميم رقمي للإنتاجات السينمائية.

وأضافت عزة الحسيني: كلما اسمع تجارب الدول الأفريقية الشقيقة في الحفاظ على التراث السينمائي أشعر بأهمية طرح مبادرة أو صرخة للحفاظ على التراث لأنها ذاكرة الشعوب ومهمة لمستقبل أبنائنا. وعند النظر لوضع السينما الأفريقية نرى كيف استولى الاستعمار خصوصا في النصف الأول من القرن الماضي ليس فقط على الثروات بل أيضا التراث الفيلمي، فالنسخ النيجاتيف للأفلام لا نمتلكها، بل موجودة في فرنسا وإنجلترا وبلجيكا.

وشددت عزة الحسيني على أن هذا التراث السينمائي مثل الأثار تمام يخصنا كشعوب أفريقية،  لذا يجب ألا تعمل كل بلد تعمل بمعزل عن الأخرى، بل يجب أن تتضافر الجهود في إطار تعاون مشترك، لذا أدعو الاتحاد الأفريقي  وأفريق سينماك أنهم مع وزارة الثقافة السينمائية لإطلاق مبادرة لإنقاذ هذا التراث، وأيضا أدعو إلى ذلك اليونسكو باعتبارها منظمة عالمية متخصص، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للمشاركة والحفاظ على هويتنا.

فيما قال سيد فؤاد رئيس المهرجان إنه سعيد بالحضور وبصفة خاصة طلبة المدارس بالأقصر لكي يعرف الجيل الجديد ما هو الأرشيف والسينماتيك وأهمية الحفظ على التراث، فموضوع الندوة شديد الأهمية، فالأرشيف هو الحفاظ على تاريخنا السينمائي كله، أي يكون لدينا نسخ من جميع الأفلام التي تم انتاجها منذ بداية الصناعة، أما السينماتيك  فهو أن يكون لدينا هذه الأفلام وأيضا المعدات السينمائية القديمة، والأفيشات للأفلام، وكل ما يخص تاريخ الصناعة.

وفي نهاية الندوة وجه سيد فؤاد الدعوة إلى وضع تصور مكتوب في هذا الإطار يشارك فيه من يرغب من وفود الدول الأفريقية، ليتم إعلانه في المؤتمر الصحفي بختام المهرجان وتوزيع الجوائز.

 

البوابة نيوز المصرية في

07.02.2023

 
 
 
 
 

عروض «الأقصر للسينما الأفريقية الـ12».. حب وهجرة وحروب

الأقصر ـ «سينماتوغراف»

تسيطر قضايا الحب والهجرة والحروب على قصص أفلام برنامج عروض، اليوم الثلاثاء، ضمن النسخة 12 بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية.

وتتضمن أجندة عروض وفعاليات اليوم من المهرجان تقديم مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة، وندوات فنية متخصصة تعالج بعض القضايا السينمائية ويشارك فيها عدد من نجوم وصناع السينما المصريين والأفارقة.

وفي برنامج عروض مسابقة الأفلام الطويلة، يعرض فيلم "لا عودة سهلة للوطن"، للمخرجة أكوول دي مابيور، من جنوب السودان. وتتزامن أحداث الفيلم مع رايات السلام التي بدأت تلوح في جنوب السودان.

وفي نفس المسابقة، يعرض أيضا فيلم "الحياة ما بعد"، للمخرج الجزائري أنيس جعاد. وتدور أحداث الفيلم حول سيدة تفقد زوجها في هجوم إرهابي، فتضطر للانتقال إلى قرية أخرى، هي وابنها الوحيد، وذلك هربا من الاشاعات الكاذبة والمضايقات. وعندما تستقر في مكان ما وتجد عملاً تتخذ حياتهما منعطفاً جذرياً آخر.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، يعرض فيلم "بمائة رجل"، للمخرج المصري أحمد معوض. وتدور أحداثه حول ندي المدرسة التي فقدت عملها، وتضطر الآن وهي حامل في شهرها الخامس، إلى إجراء مقابلة لوظيفة شاغرة للعمل بإحدى المدارس، لكن الأمور لا تسير على ما يرام بينها وبين منال موظفة الموارد البشرية.

وفي المسابقة نفسها، يعرض فيلم "الرقص على العكازات"، للمخرج السنغالي يورو ليدل نيانج، وتدور قصته حول بيندا التي تعيش بعيدا عن داكار، لكنها تذهب كل صباح إلى وسط المدينة لتسول المال، وعلى الرغم من كونها متعبة على كرسي متحرك، إلا أنها تحب الرقص، وذات يوم تلتقي مع بالا مصمم الرقصات.

وفي نفس البرنامج يعرض فيلم "رحلة" للمخرج جميل نجار من تونس. وتدور أحداث الفيلم حول حبيب الذي يأخذ عائلته في رحلة إلى مسقط رأسه جرجيس لقضاء عطلة الصيف، لكن الطريق يحمل لهم العديد من المفاجآت الغريبة.

وفي برنامج عروض مسابقة الأفلام القصيرة أيضاً، يعرض فيلم "عزيزتي رولا"، للمخرجة المصرية ماري بادير، وتدور قصته حول عماد الذي يعيش وحيداً مع كلبته العجوز رولا، التي تدهورت حالتها الصحية، وذات يوم نصحه الطبيب البيطري بإراحة رولا من آلامها.

وفي برنامج عروض مسابقة أفلام الدياسبورا (سينما الشتات)، يعرض فيلم "على قيد الحياة"، من إخراج حليماتة فيفيانا، وآن ريشار، من فرنسا. وتدور أحداث الفيلم حول حليماتة التي ولدت في ضواحي باريس، لكنها نشأت تحت وطأة المحرمات الموروثة بين الأجيال المختلفة، وذات يوم تجرأت فكتبت عن تجربة صادمة مرت بها منذ خمس سنوات.

وفي نفس البرنامج يعرض فيلم "جووا"، للمخرج نجا نجي موتيري، من الكونغو. وتدور أحداث الفيلم حول ابن يحاول أن يعيد الروابط الإنسانية مع أمه بعد سنوات من ليلة صادمة تركت أثراً كبيراً.

كما تتضمن أجندة، اليوم كذلك، عرض خاص لفيلم "صاحبتي" للمخرجة المصرية كوثر يونس، المشارك ضمن مسابقة أفلام الدياسبورا (سينما الشتات). وتدور أحداث الفيلم حول علي الذي ينصاع لاقتراح حبيبته الذي يضع علاقتهما الحميمة أمام اختبار يخرجها عن خطها المعتاد.

وفي برنامج ندوات الثلاثاء، تقام ندوة خاصة عن آليات الحفاظ على التراث السينمائي، وندوة أخرى عن فنون الترميم في مصر: دراسة حالة شركة أفلام مصر العالمية مع المنتج جابي خوري.

يُذكر أن النسخة الـ 12 من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، تتواصل بمدينة الأقصر التاريخية بصعيد مصر، في الفترة من 5 وحتى 10 من شهر فبراير الجاري، وتتضمن تقديم 55 فيلماً تنتمي لـ 31 دولة، بجانب مجموعة من الندوات والمعارض الفنية.

 

####

 

ضمن منصة المنتجين بمبادرة فاكتوري

تفاصيل ندوة «الإخراج السينمائى بين جيلين» في مهرجان الأقصر

الأقصر ـ «سينماتوغراف»

أقام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ضمن فعاليات دورته الـ 12 المقامة حالياً، ندوة حول "الإخراج السينمائى بين جيلين" ضمن فعاليات منصة المنتجين، أدارها الناقد أحمد شوقى، وتحدث فيها المخرج مجدي أحمد علي والمخرجة كوثر يونس، والمخرج ياسر شفيعى، والمخرج شريف الكاتشا.

وقالت المخرجة عزة الحسينى مدير المهرجان، إن ندوة "الإخراج السينمائى بين جيلين" لقاء مهم ضمن منصة المنتجين بمبادرة فاكتوري لتطوير 10 أفلام، وتحدث كلا من المخرجين عن بدايتهم في مهنة الإخراج.

بدأ الحديث المخرج مجدي أحمد على قائلاً: "قررت اتجه للإخرج بعدما شاهدت فيلم أمريكي وعمري 16عاماً بعنوان "بلو اب" وكان فى سينما قصر النيل، وكان أول فيلم أشاهده، فحبيت السينما من هنا وبعدما درست فى كلية صيدلة ألتحقت بمعهد السينما، واكتشفت السينما المصرية بعد ذلك، وكانت السينما الأجنبية جزء من الإيقاع السينمائى فى مصر فكنا نشاهد في الأسبوع 7 افلام مجاناً في المراكز الثقافية المختلفة الأجنبية فى مصر، واعتبر نفسى محظوظاً أنى عشت هذه الأجواء التى خلقت جيلاً كبيراً من السينمائيين.

وقالت المخرجة كوثر يونس: "سبب اتجاهى للإخرج السينمائي كان والدي دكتور مختار يونس فهو استاذ أكاديمى بمعهد السينما، لأنه كان يتمنى أن يتجه للإخراج بدلاً من التدريس فقط بالمعهد، فحاولت أحقق حلمه من خلال اتجاهي للإخراج، اشتغلت مساعد مخرج والتحقت بمعهد السينما، وفي السنة الثالثة بالمعهد أخرجت فيلماً تسجيلياً عن والدي بعنوان "هديه من الماضي"، وحقق نجاحاً كبيراً، وحصلت على جوائز عديدة، ثم عملت مساعد مخرج لمده 12سنة، وقررت بعدها اتجه للإنتاج لاني كنت أريد أن أفهم كل التفاصيل عن صناعة الفيلم، واستمريت في الإنتاج لمده 3 سنوات، ثم قررت أقدم فيلم "صاحبتي" وقت أزمة كورونا، ولم انته من تصويره، قررت ابتعد عن الإخراج وأعود للإنتاج لكن أصر صديقي لي على اكمال الفيلم والتقديم به للمشاركة في مهرجان فينيسيا، وبالفعل الفيلم تم قبوله للمشاركة في المهرجان، وكان هذا الدافع أن أركز في الإخراج واستعيد ثقتي بنفسي في جزء الإخراج.

وتحدث المخرج ياسر شفيعي قائلاً: "درست في كلية فنون تطبيقية وعملت فترة في تصميم المجوهرات، وحبي للسينما جاء من والدي لأنه كان دائما يصورنا، وفي الجامعة كنت أشارك في المسرح والتمثيل، وقدمت بعدها في معهد سينما دراسات حرة قسم إخراج، وفي نفس الوقت قدمت في مدرسة الجوزويت للسينما، واشتغلت مساعد مخرج وتعلمت من تلك الفترة ان اعبر عن نفسي، وقدمت أفلام قصيرة عبسبة و"دارك" كوميدي، وأسست شركة لإنتاج أفلام قصيرة.

بينما قال المخرج شريف الكاتشا: "أنا أعمل في الإخراج منذ 20 عاماً في الأفلام التسجيلية، ودرست السينما في أمريكا، واشتريت كاميرا وقررت أصنع الأفلام التسجيلية، وأشارك في المهرجان هذا العام بفيلم "بعيدا عن النيل" وهو الفيلم الخامس لي.

وعن دور المخرج في صناعة الفيلم، قال المخرج مجدي أحمد علي: "كل شخص لديه الدافع الخاص به لصناعة الفيلم، ولكن المخرج هو رب العمل، والمخرج الذي ليس لديه هم أو مهموم بقضية معينة، فهو لا يعمل مخرجا، وأرى أن المخرج ولد مخرجا وليس بالضروري أن يكون تعلم الإخراج، المخرج هو شخص يعبر عن نفسه لاسعاد ذاته والآخرين وتكون لديه قدرة على التعبير".

وقالت كوثر يونس: "المخرج في مصر هو الأساس، لكن في الخارج المنتج هو الذي له دور أهم في صناعة العمل حيث يفكر بشكل فني، ومهم أن يفهم المخرج في الإنتاج، ومن أسباب نجاح كثير من المخرجين مثل شريف عرفه ومروان حامد أنهم يفهمون في الإنتاج وتفاصيله".

وأكد ياسر شفيعي: "المخرج هو رؤية أكثر منه سرعة في التنفيذ فقط، ولابد أن يعرف الإحساس الذي يريد توصيله للمشاهد سواء كان هو كاتب العمل أو مؤلف اخر"، ويرى شريف القشطة، أن المخرج لابد أن يكون مسؤولا عن الفيلم من البداية للنهاية.

ووجهت المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، تساؤلاً حول مدى إبداع المخرج في الفيلم القصير خاصة أنه المنبع لإبداع المخرج؟، فقال المخرج مجدي احمد علي:"أحيانا يفسر الفيلم القصير أنه فيلم طويل لكن مختصر، وهذا غير حقيقي، لأن الفيلم القصير له أسس ومعايير خاصة ومستقلة"، وقالت كوثر: "أشعر أن الفيلم القصير هو شئ مستقل بذاته، وبإمكانيات مادية محدودة يمكن صناعته".

 

####

 

«الأقصر للسينما الأفريقية» يطالب بضرورة الحفاظ على تراث الأفلام الأفريقي

الأقصر ـ «سينماتوغراف»

سلط مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الـ12 الضوء على أهمية الحفاظ على التراث السينمائي الأفريقي، فاتحاً ذلك الملف المهم من خلال ندوة أقيمت مساء اليوم بعنوان “مناقشة آليات الحفاظ على التراث السينمائي وفنون الترميم الأفريقي”، ناقش خلالها عدد من السينمائيين والمسؤولين يناقشها مع عدد من صناع السينما.

تحدثت في الندوة المخرجة عزة الحسيني مدير المهرجان، وبيسون فول جونسون رئيس مركز السينما في كوت دي فوار، وكارو توريه مدير اتحاد المبدعين والحفاظ على التراث في كوت ديفوار، ودياجا تومبان رئيس مكتب التراث السنغالي، ومدير صندوق إنتاج الأفلام بالسنغال عزيز سيسيه، وأدارها الناقد محمد سيد عبد الرحيم، بحضور سيد فؤاد رئيس المهرجان وعدد من النقاد والمهتمين بصناعة السينما.

وقال محمد سيد عبد الرحيم في بداية الندوة إن مهرجانات السينما العالمية تهتم بالماضي والحاضر والمستقبل فيما يخص صناعة السينما، وإن موضوع الندوة من أهم الموضوعات التي تطرح نفسها في هذا المجال، وفرصة لمعرفة أن التراث ليس ماديا فقط. بل تراث فني وسينمائي.

وشددت عزة الحسيني على أن هذه قضية مهمة للغاية وفكرت فيها إدارة المهرجان منذ وضع شعار الدورة الحالية “السينما خلود الزمان”، فالشريط السينمائي يحمل دائماً تخليد للحظة زمانية مكانية، والندوة من الندوات الرئيسية في المهرجان لطرح تساؤل حول كيف نحافظ على هذا التراث؟، فليس هناك سينماتيك أو أرشيف للفيلم الأفريقي وكنا عندما نريد عرض أفلام أفريقية بالمهرجان نذهب للسينماتيك الفرنسي نطلب منها أفلام لبرامجنا، وبالنسة لنا في مصر ليس لدينا أرشيف حقيقي للحفاظ على هذا التراث، والناقد عصام زكريا طرح بقوة هذا الموضوع في الأسابيع الماضية، وتتميز مصر بصناعة سينما عريقة تمتد لـ120 سنة، ولدينا آلاف الأفلام المنتجة، وبدأ إنتاج السينما في أفريقيا منذ نتصف الستينيات وإنتاجها غزير للغاية.

وأضافت عزة الحسيني: نريد كإدارة مهرجان تبني مبادرة لتشجيع السينمائيين والدول على التعاون في ترميم الأفلام، ولدينا في مصر نموذج يتمثل في شركة أفلام مصر العالمية هي الوحيدة التي رممت معظم أفلامها.

وأكد محمد سيد عبد الرحيم أنه كلما انجزنا المشروع في وقت أقرب كلما كان أقل تكلفة وأصبح أسهل في العثور على الأفلام التي تحتاج إلى ترميم، والسينما المصرية انتجت نحو خمسة آلاف فيلم روائي مصري، وللأسف هناك مئات الأفلام مفقودة تماماً، ونحتاج إلى وضع الأفلام المرممة في متحف لنتمكن من مشاهدتها، مضيفاً أنه كانت هناك بعض التجارب المختلفة لترميم الأفلام مثل جهود أفلام مصر العالمية بالتعاون مع السينماتيك الفرنسي، وأيضا من خلال الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر بالتعاون مع الهند، وهناك أخيراً في مصر تم انشاء وحدة لترميم الأفلام وهذه خطوة عظيمة.

ولفت الناقد محمد سيد عبد الرحيم إلى أن موضوع “اللخبطة” في عدد الأفلام المصرية المنتجة يرجع في الأساس إلى مشكلة عدم وجود أرشيف للسينما، إذ أن هناك نقاد يرون أننا انتجنا 3 آلاف فيلم، والبعض يؤكد أنهم 5 آلاف، فيما ذهب آخرون إلى أن العدد يزيد إلى 6 آلاف، أي أن هناك نحو 2500 فيلم لا نستطيع تحديد ما إذا كانوا موجودين بالفعل أم لا، وهذا جزء من مشكلة الارشيف والعثور على الأفلام وترميها.

وحول تجربة السنغال في الحفاظ على التراث قال دياجا تومبان رئيس مركز الحفاظ على التراث السينمائي بالسنغال: بدأنا التجربة في الحفاظ على التراث عام 2019 وحافظوا على 387 شريطاً سينمائياً في حالة جيدة، وأنشئوا مبنى مخصوص للحفاظ على التراث بمساعدة 2 خبراء من إيطاليا، ودخلوا في شراكة مع سينما تاك تولوز في فرنسا لترميم 4 أفلام قصيرة.

فيما قالت رئيس مركز السينما في كوت ديفوار بيسون فول جونسون دي مونديه إن منظمة اليونسكو طرحت عام 1990 مبادرة للحفاظ على الذاكرة في العالم، وفي هذا الإطار أرسلت خبراء لتعليم الشباب الإيفواري ترميم الأفلام، وفي عام 1995  وقت احتفالهم بمرور 50 عاماً على السينما الإيفوارية، رمم السينماتيك الأفريقي التابع للسينماتيك الفرنسي 70 فيلما من كوت ديفوار، لكن الموضوع صعب للغاية ومكلف إذ تتكلف دقيقة ترميم الدقيقة الواحدة نحو 1500 يورو.

وأضافت أن المكتبة العامة الفرنسية مع المركز السينمائي الفرنسي، تولت “رقمنة الأفلام” وعملوا ترميم ل 4 شرائط سينمائية، وأيضا بدأت َمحادثات مع قرطاج لعمل ترميم للأفلام، ملقية الضوء على أن هناك مشكلة تواجههم تتعلق بمن لديه حقوق الاستغلال، وأيضا مشكلة العثور على هذه الشرائط كما أنها تعرضت لسوء في التخزين اتلفتها، موضحة أنه صدر قانون وزاري عام 2022 لإنشاء كيان للحفاظ على وترميم الأفلام.

ومن جانبه قال كارو توريه مدير اتحاد المبدعين والحفاظ على التراث في كوت ديفوار إن جهودهم في هذا المجال انطلقت من مبادرة اليونسكو للحفاظ على ذاكرة العالم، ومن وقتها لديم خبراء متخصصين وخبراء في الترميم، ويركزوا على التوعية بالحفاظ على التراث علي مستوى جميع الوزارات، أي أي وزارة لديها انتاجات سمعية بصرية يتواصلوا معها للحفاظ على هذا الأرشيف، وليس فقط في مجال السينما.

ولفت شريف مندور إلى أننا في مصر نمتلك تاريخا سينمائيا عريقا الأول، إذ عرض أول فيلم في مصر عام 1897 قائلا: اتشرف بأنني أحد السينمائيين الذين عملوا على أرشفة الأفلام المصرية الترميم الأفلام، موضحا أنه ساهم في ترميم مئات الأفلام رقميا.

وأوضح شريف مندور أن هناك نوعين من الترميم، الأول رقميا عن طريق اخد الصور وعملها مسح إلكتروني ليأخذها كأنها صور كومبيوتر ليتم معالجتها رقميا لأمر الذي يتناسب مع العصر الذي نعيشه،  أما النوع الثاني فهو “الترميم البصري” أي نحضر الفيلم نفسه ونستعين بمرممين ليفعلوا ما يشبه ما ينجزه مرممي الآثار، أي يتم التعامل مع كل كادر بمفرده، لكنه يستغرق آلاف الساعات كما أنه مكلف للغاية.

وأشار شريف مندور إلى أن أخر فيلم رممه هو “بورسعيد” وكان متهالكا بالكامل. واستغرق الأمر 8 أشهر، مركزا على أن مصر تمتلك فرصة ذهبية لترميم الأفلام الأفريقية لأنها تكلف الدول الأفريقية نحو 1500 يورو في الدقيقة في يبلغ تكلفتها في َمصر 100 يورو للدقيقة فقط، موضحا أنها فرصة لإرساء تعاون بين مصر والدول الأفريقية في هذا المجال.

وتوجه مدير صندوق إنتاج الأفلام بالسنغال عزيز سيسيه بالشكر إلى إدارة المهرجان على إقامة هذه الندوة المهمة لأن الحفاظ على التراث يعد عملية بحث دائمة عن الأفلام، مشيرا إلى أنهم عرضوا لأول مرة عام 2010 في السنغال فيلم صدر عام 1966، بفضل جهود مواطن سنغالي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية عرف أنهم يبحثون عن الفيلم وذهب إلى روسيا للحصول عليه.

وأشار سيسيه إلى أن السنغال تعتبر مركز مهم للسينما، حيث تم عرض أول فيلم هناك عام 1900، وفي عام 1902 تم انتاج أول فيلم سينغالي خالص، وخلال الفترة من سنة 1980 وحتى 1993 لم تكن لديهم اي ميزانية لترميم الأفلام، وبدأ الوعي منذ عام 2013 إذ بذلوا جهدوا للعثور على الأفلام وشرائها بمساعدة من الهند، وأنشئوا المركز الوطني للأرشيف، وهو صندوق دعم لإنتاج السينما ولديهم استراتيجية في هذا الإطار، متفقا مع طرح شريف مندور بأهمية عمل ترميم رقمي للإنتاجات السينمائية.

وأضافت عزة الحسيني: كلما اسمع تجارب الدول الأفريقية الشقيقة في الحفاظ على التراث السينمائي أشعر بأهمية طرح مبادرة أو صرخة للحفاظ على التراث لأنها ذاكرة الشعوب ومهمة لمستقبل أبنائنا. وعند النظر لوضع السينما الأفريقية نرى كيف استولى الاستعمار خصوصا في النصف الأول من القرن الماضي ليس فقط على الثروات بل أيضا التراث الفيلمي، فالنسخ النيجاتيف للأفلام لا نمتلكها، بل موجودة في فرنسا وإنجلترا وبلجيكا.

وشددت عزة الحسيني على أن هذا التراث السينمائي مثل الأثار تمام يخصنا كشعوب أفريقية،  لذا يجب ألا تعمل كل بلد تعمل بمعزل عن الأخرى، بل يجب أن تتضافر الجهود في إطار تعاون مشترك، لذا أدعو الاتحاد الأفريقي  وأفريق سينماك أنهم مع وزارة الثقافة السينمائية لإطلاق مبادرة لإنقاذ هذا التراث، وأيضا أدعو إلى ذلك اليونسكو باعتبارها منظمة عالمية متخصص، ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص للمشاركة والحفاظ على هويتنا.

فيما قال سيد فؤاد رئيس المهرجان إنه سعيد بالحضور وبصفة خاصة طلبة المدارس بالأقصر لكي يعرف الجيل الجديد ما هو الأرشيف والسينماتيك وأهمية الحفظ على التراث، فموضوع الندوة شديد الأهمية، فالأرشيف هو الحفاظ على تاريخنا السينمائي كله، أي يكون لدينا نسخ من جميع الأفلام التي تم انتاجها منذ بداية الصناعة، أما السينماتيك  فهو أن يكون لدينا هذه الأفلام وأيضا المعدات السينمائية القديمة، والأفيشات للأفلام، وكل ما يخص تاريخ الصناعة.

وفي نهاية الندوة وجه سيد فؤاد الدعوة إلى وضع تصور مكتوب في هذا الإطار يشارك فيه من يرغب من وفود الدول الأفريقية، ليتم إعلانه في المؤتمر الصحفي بختام المهرجان وتوزيع الجوائز.

 

موقع "سينماتوغراف" في

07.02.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004