«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز (5):

تحليل أخير لاحتمالات جوائز الأوسكار

تُعلن نتائجها الليلة

هوليوود: محمد رُضا

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 95)

   
 
 
 
 
 
 

مساء اليوم، الأحد، يبدأ حفل توزيع جوائز الأوسكار في مناسبته الـ94، والخبر الأول في هذه المناسبة أنه ما زال مصدر اهتمام صانعي الأفلام وجمهورها الأول حول العالم. الخبر الثاني أن أحداً لن يصفع أحداً، كما فعل ويل سميث في العام الماضي عندما صفع كريس روك، ولو أنه من المنتظر أن تُلقى بعض النكات حول ذلك.

«كل شيء في كل مكان في وقت واحد» ما زال يتصدر التوقعات. لا شيء تغير عما كان الحال عليه بالنسبة لهذا الفيلم. لكن هذا، بدوره، لا يزال عرضة لمفاجأة من نوع أن يتقدم عليه «توب غن: مافيريك» مثلاً أو «جنيات إنيشِرين» أو «كله هادئ على الجبهة الغربية»، وهناك مسببات كثيرة تدعو للنظر جدياً في أن يفوز أحد هذه الأفلام نظراً لفوز «جنيات إنيشِرين» و«كله هادئ على الجبهة الغربية» بعدة جوائز في غضون الشهرين الماضيين.

أما أفلام «ذا فايبلمانز»، و«ألفيس»، و«تار»، و«نساء يتحدثن»، و«مثلث الحزن»، و«أفاتار: طريق الماء»، فإن أحداً لا يتحدث عنها كاحتمال.

- أوسكار أفضل فيلم

تقدم فيلم لا يحتوي على عمق في الدلالات (كما «أفاتار 2»)، ولا على معالجة فنية ذات مستوى (كما «جنيات إنيشِرين»)، أو على هم إنساني (كحال «نساء يتحدثن») ممكن بسبب موجة كبيرة من المقترعين ينتمون إلى موجة كبيرة أخرى من المعجبين بفيلم دانيال كوان ودانيال شاينرت «كل شيء...». بالنسبة لعديدين، من بينهم كبار النقاد في الولايات المتحدة، فإن هذا الفيلم عن صاحبة مغسلة تحاول إنقاذ محلها عبر تأجيل دفع الضرائب أو تفاديها فتتحول خلال الحديث إلى نينجا تستعير من دواخلها الرغبات الدفينة، هو جرعة من أسلوب مسل جديد مع باقة من الممثلين الآسيويين يقودهم مخرج آسيوي الأصل أيضاً ما يكفي لمنح الفيلم المباركة والإعجاب.

للأسف، فإن هذا اللون من التعامل يسود أعضاء الأكاديمية. السؤال هو إذا ما كان يسود لدرجة لا مناص معها من منحه جوائز في مجالات أفضل فيلم، وأفضل إخراج، وأفضل تمثيل نسائي، وأفضل تمثيل رجالي مساند، وأفضل تمثيل نسائي مساند.

للفوز، على كل فيلم مرشح أن يحصل على 51 في المائة من الأصوات. إذا لم يفعل يُعاد التصويت بين الحفنة الأعلى نسبة إلى أن يحقق أحدها تلك النسبة. لهذا يبدو فوز «كل شيء...» أكيداً.

* الأقوى احتمالاً: «كل شيء في كل مكان في وقت واحد».

* ثاني الأفلام احتمالاً: «توب غن: مافيريك».

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: «أفاتار: طريق الماء» (لكن ذلك لن يحدث).

- أوسكار أفضل مخرج

في صميم عمل المخرج، إذا ما قصد تحقيق فيلم جيد يستحق الجوائز التي يهدف إليها، أن يسرد ما هو مهم في مفاداته بكيفية مهمة في أسلوبها. إذا ما مال للخيال فإن تلك المفادات عليها أن لا تضيع في فضاء الخيالات. هذا طبعاً لجانب إدارة الأحداث وتنفيذها والشخصيات وما تقترحه من حالات.

في هذا الصدد حقق دانيال كوان ودانيال شاينرت من 20 إلى 25 من هذه المهام.

ستيفن سبيلبرغ حقق أكثر من هذه النسبة في فيلمه «ذا فايبلمانز»، كذلك فعل كل فيلم آخر تم ترشيح مخرجه لأوسكار أفضل مخرج، وهم: روبن أوستلند عن «مثلث الحزن»، ومارتن مكدونا عن «جنيات إنيشِرين»، وتود فيد عن «تار». على الرغم من كل ذلك احتمال الفوز الأول يذهب إلى:

* الأقوى احتمالاً: دانيال كوان ودانيال شاينرت عن «كل شيء في كل مكان في وقت واحد».

* ثاني المخرجين احتمالاً: ستيفن سبيلبرغ عن «ذا فايبلمانز»

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: ستيفن سبيلبرغ عن «ذا فايبلمانز»، ليس لأنه أفضل أفلام مخرجه، بل لكونه فيلماً جيد الصنعة أكثر من سواه.

- أوسكار أفضل ممثلة أولى

ما زالت المؤشرات هنا على حالها منذ أسابيع: ميشيل يووه، هي أكثر المرشحات توقعاً للفوز بأوسكار أفضل تمثيل نسائي أول. وما زالت كيت بلانشيت صاحبة الموقع الثاني في هذه الاحتمالات. الباقيات هن: أنا دي أرماس عن «بلوند»، وميشيل ويليامز عن «ذا فايبلمانز»، وأندريا رايزبورو عن «إلى لسلي». هذه الأخيرة تكمن في آخر سلم التوقعات.

* الأقوى احتمالاً: ميشيل يووه عن «كل شيء في كل مكان في وقت واحد».

* ثاني الممثلات احتمالاً: كيت بلانشيت عن «تار» (إذا ما فازت به فسيكون ذلك الفوز الوحيد لفيلم تود فيلد).

* نتمنى لو ذهبت الجائزة للممثلة الكوبية آنا دي أرماس، عن أدائها شخصية مارلين مونرو في «بلوند»، الذي لم يستلم ترشيحاً في أي مسابقة أخرى.

* الحصان الأسود: ميشيل ويليامز.

- أوسكار أفضل ممثل أول

هناك ممثلان حصدا جوائز الموسم أكثر من سواهما: أوستن باتلر عن دوره في «Elvis»، وبرندن فريزر عن دوره في «الحوت». هذا ما يساهم في دفع احتمالات فوز أحدهما بأوسكار أفضل ممثل أول إلى الأمام. الآن، وقبل أقل من 24 ساعة على بدء الاحتفالات هما في المقدمة مثل فَرسين على خط واحد. من حسن حظهما معاً أن «كل شيء...» لا يحتوي على تمثيل رجالي رئيسي وإلا لتم ترشيحه، ما يجعل منافسته صعبة ضمن هذا الصخب الذي يشهده هذا الفيلم.

إذا ما فاز برندن فريزر بالأوسكار فسيكون ثاني ممثل في تاريخ الأوسكارات الذي يفوز من دون أن يكون الفيلم الذي تم ترشيحه عنه داخل مسابقة أوسكار أفضل فيلم. هذا حدث آخر مرة سنة 2009 عندما فاز جيف بريدجز عن دوره في «قلب مجنون» (Crazy Heart)، الذي لم يكن في عداد الأفلام المتسابقة.

* الأقوى احتمالاً: برندن فريزر عن «الحوت»، و«أوستن باتلر» عن «ألفيس» على قدم واحد.

* ثاني الممثلين احتمالاً: كولِن فاريل.

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى أي من هؤلاء المذكورين الثلاثة لجدارة كل منهم.

* الحصان الأسود: بيل نيهي عن «Living»

- أوسكار ممثلة مساندة

المرشحات هنا هن جيمي لي كيرتيس عن «كل شيء»، ستيفاني سو عن «كل شيء...» أيضاً، وأنجيلا باسِت عن «بلاك بانثر: واكاندا للأبد»، وكاري كوندون عن «جنيات إنيشِرين»، ومن ثَم هونغ تسو عن «الحوت».

إذا فازت ميشيل يووه بأوسكار أفضل ممثلة أولى، فإن فوز جيمي لي كيرتيس سيتعزز، لكنه لن يكون مضموناً أو مؤكداً. معظم الممثلات المذكورات فزن بجوائز العام الحالي: أنجيلا باسيت خطفت «غولدن غلوبز» عن دورها في هذا الفيلم. جيمي لي كيرتيس نالت جائزة «SAG» (نقابة الممثلين الأميركية)، بينما حازت كيري كوندون على جائزة «بافتا» عن دورها في «جنيات إنيشِرين». هؤلاء الثلاثة هن أقوى المرشحات في هذا السباق. لا بد من الإشارة هنا إلى أن أداء الآسيوية - الأميركية هونغ تسو في «الحوت» هو أفضل من أداء ستيفاني سو في «كل شيء...»، لكن احتمالات فوز أي منهما محدودة.

* الأقوى احتمالاً: أنجيلا باسيت

* ثاني الممثلات احتمالاً: كيري كوندون

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: أنجيلا باسيت، لكن فوز كيري كوندون بها مستحق أيضاً.

* الحصان الأسود: جيمي لي كيرتيس.

- أوسكار ممثل مساند

بعض المصادر المقربة من أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، يعتقد أن الممثل جَد هيرش لديه فرصة كبيرة للفوز بأوسكار أفضل ممثل مساند عن دوره في «فايبلمانز» لكونه من المعمرين (في السابعة والثمانين من العمر)، لكن الواقع هو أن عدداً آخر من الممثلين والممثلات ترشحوا على قاب قوسين من هذا السن لكنهم لم يحققوا الفوز. أحدهم بروس ديرن الذي تم ترشيحه سنة 2014 عن دوره الرائع في «نبراسكا»، وكان بلغ آنذاك 78 سنة من العمر. لكنه لم ينل هذه الحظوة.

* الأقوى احتمالاً: كي هوي كوان عن «كل شيء في كل مكان في وقت واحد».

* ثاني الممثلين احتمالاً: باري برندان غليزون عن

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: برندان غليسون عن «جنيات إنيشِرين».

* الحصان الأسود: جود هيرش.

- أوسكار أفضل سيناريو كُتب خصيصاً للسينما

المخرجان دانيال كوان ودانيال شاينرت كتبا مادة مسلية في «كل شيء...»، كذلك فعل توني كوشنر وستيفن سبيلبرغ عندما تشاركا على سيناريو «ذا فايبلمانز»... المخرج تود فيلد كتب «تار»، والمخرج مارتن مكدونا كتب «جنيات إنيشِرين». والمخرج روبن أوستلند كتب «مثلث الحزن». كما نرى، كل السيناريوهات في هذا السباق من كتابة مخرجيها، وهذا يعزز التوقعات على النحو التالي:

* الأقوى احتمالاً: كي هوي كوان عن «كل شيء في كل مكان في وقت واحد».

* ثاني المرشحين احتمالاً: مارتن ماكدونا عن «جنيات إنيشِرين».

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: مارتن ماكدونا عن «جنيات إنيشِرين».

* الحصان الأسود: «ذا فايلمنانز».

- أوسكار أفضل سيناريو مقتبس

يجرؤ الناقد على توقع أن تفوز المخرجة سالي بولي (وكانت في الأصل واحدة من نجمات السينما في التسعينات)، عن سيناريو اقتبسته عن رواية تحت عنوان «نساء يتحدثن». لكن المنافسة شديدة جداً هنا، فعلى يمين ذلك الفيلم هناك «Living» الذي هو إعادة صنع لفيلم أخرجه وشارك في كتابته الياباني أكيرا كوروسا، وعن يساره «كله هادئ على الجبهة الغربية» للألماني إدوارد برغر، المقتبس عن رواية إريك ماريا ريمارك (ويصح اعتباره كذلك إعادة صنع لفيلم لويس مايلستون الذي نال الأوسكار سنة 1930).

المرشحان الباقيان هنا هما «توب عن، مافيريك» الذي يستخدم شخصيات وردت في «توب غن» الأول قبل نحو 31 سنة، و«غلاس أونيون: لغز خناجر مسلولة» (Glass Onion: A Knives Out Mystery)، الذي كتبه ريان جونسون عن شخصية فيلمه السابق «خناجر مسلولة».

الحال أن سارا بولي استبعدت من مسابقة أفضل إخراج، وربما هذا تمهيد لاستبعادها عن الفوز هنا، ولكن في الوقت نفسه قد ينظر أعضاء الأكاديمية إلى ضرورة منحها الجائزة لأنها المخرجة/ الكاتبة الوحيدة خلال العام الحالي. بناء على ذلك:

* الأقوى احتمالاً: «نساء يتحدثن» (Women Talking).

* ثاني المرشحين احتمالاً: «كله هادئ على الجبهة الغربية»

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: «حياة» (Living).

* الحصان الأسود: «غلاس أونيون: لغز خناجر مسلولة».

- أوسكار أفضل تصوير

من جمال الأشياء أن يقارن المرء بين أنواع ومستويات التصوير السينمائي في كل عام. يختلف الوضع من فيلم لآخر، من كاميرا إلى أخرى، ومن كيفية التعامل مع نوع الفيلم حين يكون ما زال على الورق وما هو مطلوب من مدير التصوير ولماذا.

لنأخذ مثلاً «كله هادئ على الجبهة الغربية» الذي صوره البريطاني جيمس فريند. ألم يكن من الطبيعي أن يشحن مدير التصوير جهداً بدنياً خالصاً لتصوير مشاهد الحرب العنيفة في هذا الفيلم؟ ألم تكن الكاميرا المحمولة ضرورية هنا؟

في المقابل، هناك كاميرا هادئة في «إمبراطورية الضوء» (تصوير روجر ديكنز) الذي تقع أحداثه على الساحل البريطاني، كما الحال مع «جنيات إنيشِرين» الذي صوره بن ديفيز بإتقانٍ أقل ما يفسر عدم وجود «جنيات» في هذه المسابقة.

الأفلام الأخرى تختلف: تصوير داريوش خندجي لفيلم «باردو، مفكرة مزيفة عن حفنة حقائق» جيد في فيلم مرتبك. تصوير ماندي ووكر لفيلم «ألفيس» طغت عليه المتطلبات التقنية. ممتاز بحد ذاته لذلك قد يحقق الفوز هنا. يبقى تصوير الألماني فلوريا هوفمايستر لفيلم «تار» الذي سيخرج بلا فوز ربما لدكانته وتأسيس لقطاته التي لا ترتفع كثيراً عن المتوقع منها.

والأوسكار قد يذهب إلى:

* الأقوى احتمالاً: جيمس فريند عن «كله هادئ على الجبهة الغربية».

* ثاني المرشحين احتمالاً: روجر ديكنز عن «إمبراطورية الضوء».

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: روجر ديكنز عن «إمبراطورية الضوء».

* الحصان الأسود: ماندي ووكر عن «ألفيس».

- أوسكار أفضل أنيميشن

بين الأفلام الخمسة المرشحة هنا فيلم مصنوع من الدمى الطينية بأسلوب «ستوب موشن»، وهو الأصعب خصوصاً بالمقارنة مع كبس أزرار الكومبيوتر في الأفلام الأخرى. هذا الفيلم هو «بينوكيو حسب غويلرمو دل تورو» (Guillermo del Toro›s Pinocchio).

هذا ليس للقول إن الأفلام الأخرى ليست جيدة، أستثني من الحكم «Marcel the Shell with Shoes on» الذي لم أشاهده، وهي «Puss in Boots: The Last Wish» و«Turning Red» و«The Sea Beast».

* الأقوى احتمالاً: «بينوكيو حسب غويلرمو دل تورو».

* ثاني المرشحين احتمالاً: «بوس في البوتس: الأمنية الأخيرة».

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: «بينوكيو حسب غويلرمو دل تورو».

* الحصان الأسود: «وحش البحر» (The Sea Beast).

- أوسكار أفضل فيلم عالمي

المنافسة الفعلية هي بين «كله هادئ على الجبهة الغربية» و«كله هادئ على الجبهة الغربية» أيضاً. السبب أنه لا يوجد من بين الأفلام المرشحة ما هو أكثر هيمنة على المشاعر أكثر من هذا الفيلم. هذا إلى جانب أنه التقط، منذ بداية موسم الجوائز في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، جوائز أخرى عديدة آخرها «بافتا».

الأفلام الأخرى هي «الأرجنتين، 1985» (الأرجنتين)، و«كلوز» (بلجيكا)، و«الفتاة الهادئة» (آيرلندا)، و«إي أو» (EO) (بولندا).

* الأقوى احتمالاً: «كل شيء هاديء على الجبهة الغربية».

* ثاني المرشحين احتمالاً: «الأرجنتين، 1985».

* نتمنى لو ذهبت الجائزة إلى: «الأرجنتين، 1985».

* الحصان الأسود: «كلوز».

 

####

 

كوميديا «إفريثينغ إفريوير آل آت وانس» غير التقليدية تتطلع إلى حصد جوائز الأوسكار

نيويورك: «الشرق الأوسط»

نشطت التكهنات قبل ساعات من حفلة الأوسكار التي تُقام، اليوم الأحد، في شأن إمكان أن يحصد الفيلم الكوميدي الشديد الغرابة وغير التقليدي «إفريثينغ إفريوير آل آت وانس» أبرز الجوائز، بعدما جعلته الترجيحات الأوفر حظاً.

وتطمح الأكاديمية التي تنظّم الأوسكار إلى أن تنجح أمسيتها، وهي الخامسة والتسعون، في استقطاب عدد كبير من المشاهدين، ليتابعوا ربما الفوز المحتمل لهذا الفيلم الذي وُصِف بأنه «مجنون» نوعاً ما، والمرشّح لإحدى عشرة جائزة، بعدما حقق نجاحاً منقطع النظير في دور السينما، إذ بلغت إيراداته 100 مليون دولار.

كذلك يأمل المنظمون في أن تساهم الحفلة المرتقبة في طي صفحة صفعة ويل سميث الشهيرة التي عكرت صفو أمسية العام المنصرم وسرقت أضواءها واستحوذت على اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام.

ويروي «إفريثينغ إفريوير آل آت وانس»، الذي يجمع عناصر الحركة والكوميديا والخيال العلمي، قصة مالكة مغسل تؤدي دورها ميشيل يو، أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع سلطات الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية.

وتصبح هذه المهاجرة الصينية التي تؤدي دورها ميشيل يو بمنزلة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرةً خارقة تهدد «الكون المتعدد» برمّته، يتبين أنه الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئاباً.

وللتمكّن من ذلك، يتوجب عليها استخدام قوى مختلف حيواتها البديلة، من خلال عوالم غريبة، تكون لبعض البشر فيها مثلاً نقانق «هوت دوغ» بدلاً من الأصابع، وفق ما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وحصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية التي وُزعت قبل حفلة الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع معظم أعضائه من الآسيويين.

ولاحظ الكاتب المتخصص في «هوليوود ريبورتر» سكوت فاينبيرغ أن «وراء الفيلم مجموعة من الأشخاص المحببين جداً الذين لا يمكن عدم التعاطف معهم».

إلا أن نظام التصويت لاختيار أفضل فيلم قد يشكّل عائقاً أمام هيمنة الفيلم المتوقعة منذ أسابيع على جوائز الأوسكار، إذ يميل هذا النظام إلى معاقبة الأعمال الشديدة الاستقطاب، بحسب فاينبيرغ.

وكشف أحد ناخبي الأوسكار لوكالة الصحافة الفرنسية في هذا المعنى أن لدى بعض أعضاء الأكاديمية، وخصوصاً من كبار السن، تحفظات حيال ما حققه الفيلم من نجاح.

وقال الناخب طالباً عدم ذكر اسمه: «لقد كان فيلماً جريئاً جداً وفريداً، لكنه لم يكن فيلماً تقليدياً (...) وبالتالي قد يضعه البعض في درجة أبعد بكثير في الترتيب».

وقد يصبّ هذا الأمر في مصلحة فيلم «آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت» المقتبس من رواية ألمانية مؤيدة لمبدأ السلام، أو يفتح باب الفوز أمام فيلم توم كروز الجماهيري «توب غَن: مافريك» الذي ساهم أخيراً في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة.

أما المنافسة بين الممثلين، فتبدو أقوى بكثير. وقال فاينبيرغ: «لا أتذكر سنة (...) كانت فيها المنافسة» بهذه الشراسة «في ثلاث من فئات التمثيل الأربع».

وتتركز المنافسة على جائزة أفضل ممثلة بين كيت بلانشيت المرشحة عن دورها كقائدة أوركسترا في «تار»، وميشيل يو، بطلة «إفريثينغ إفريوير آل آت وانس» التي قد تصبح أول آسيوية تحصل على اللقب في هذه الفئة.

أما في فئة أفضل ممثل، فالمعركة حامية بين كل من براندن فرايزر عن «ذي وايل»، وكولين فاريل عن «ذي بانشيز أوف إنيشيرين»، وأوستن بتلر عن «إلفيس».

وهذه أيضاً حال فئة أفضل ممثلة في دور مساعد التي تتقارب حظوظ الفوز بها بين أنجيلا باسيت المرشحة عن «بلاك بانثر: واكاندا فوريفر» وجايمي لي كورتيس «إفريثينغ إفريوير آل آت وانس» وكيري كوندون «ذي بانشيز أوف إنيشيرين».

وحده كي هو كوان الذي كان برز طفلاً في فيلم «إنديانا جونز آند ذي تمبل أوف دوم» وبقي منسياً من هوليوود لأكثر من 20 عاماً، يبدو شبه واثق من نيله جائزة الأوسكار بعدما استبق الحدث بحصوله على عدد من الجوائز الأخرى عن دوره المساعد كزوج حنون في «إفريثينغ إفريوير آل آت وانس».

 

الشرق الأوسط في

12.03.2023

 
 
 
 
 

دقت ساعة الأوسكار

«فريق أزمات» لمنع تكرار واقعة «صفعة ويل سميث»

لأول مرة فى تاريخ الأكاديمية بعد اتهامات الترويج للعنف

كتب: ريهام جودة

ساعات وينطلق حفل توزيع جوائز الأوسكار فى دورته الـ95، على مسرح دولبى، والتى تمنحها الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة، وسط توقعات متنوعة ومحيرة حول الفيلم الفائز بالأوسكار لعام 2023، بين النقاد وخبراء السينما، فالبعض يميل إلى منح الجائزة إلى الفيلم الملحمى «Avatar2» للمخرج جيمس كاميرون، رغم أنه كان الأقل حظًّا فى سباق الجوائز التى منحت الفترة الماضية، ومنها «جولدن جلوب» و«بافتا»، كما يميل بعض النقاد إلى التكهنات بفوز فيلم «Everything Everywhere All at Once» الذى يخوض السباق بـ11 ترشيحًا، محققًا رقمًا قياسيًّا فى ترشيحات الأوسكار، خاصة بعد فوزه مؤخرًا بعدد من الجوائز سبقت الأوسكار، كما يعد فيلم «The Banshees of Inisherin » من أقوى الأفلام المرشحة هذا العام، إذ تلقى 10 ترشيحات، وكذلك فيلم «Elvis» الذى يعد الحصان الرابح فى المنافسات السينمائية خلال الأسابيع الماضية، إذ فاز بعدة جوائز وخاصة بطله «أوستن باتلر» الذى جسد شخصية المغنى الراحل إلفيس بريسلى، وينافس بـ8 ترشيحات فى السباق الساخن للأوسكار.

ويرى فريق آخر من خبراء السينما ونقادها أن فيلم توم كروز «TOP GUN MAVRECK» يعد الأقرب للفوز، وأنه عمل فنى يستحق الجوائز، لكن هل ستحدث المفاجآت وقت إعلان الجوائز؟!، ساعات وسنعرف كيف ستكون اختيارات أعضاء الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة المانحة للأوسكار.

يقدم حفل الأوسكار هذا العام المذيع جيمى كيميل للمرة الرابعة، فى محاولة لمنظمى الحفل، لاستعادة بريق حفلات الأوسكار، فأعوام قُدم الحفل دون مقدم رئيسى، والعام الماضى انتهى الحفل باتهامات وانتقادات للأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون الصور المتحركة بالترويج للعنف، بعدما صعد الممثل الشهير ويل سميث لصفع زميله كريس مقدم الحفل، إذ سخر من زوجة الأول- جادا بينكيت سميث- لإصابتها بالثعلبة، ورغم اعتذار «سميث» عن فعلته، فإن الأكاديمية قررت معاقبته بمنعه من حضور حفلاتها لـ10 أعوام مقبلة، اللافت أن جيمى كيميل مقدم الحفل المقبل علق ساخرًا حول واقعة الصفعة الشهيرة، فى لقاء له مؤخرًا: «لو صُفعت على المسرح، سأصفع أيضًا»، فهل سيشهد الحفل المقبل مفاجآت من أى نوع؟ أم أنه تصريح أراد به «كيميل» المعروف بأسلوبه الساخر مزيدًا من التشويق والترقب لجذب متابعى الحفل.

وعلى خلفية ما حدث فى حفل الأوسكار الماضى، حفل «صفعة» ويل سميث التى طغت على أى أحداث أخرى لفترة طويلة، تطبق الأكاديمية إجراء جديدًا هذا العام، ولأول مرة، تخوفًا من تكرار واقعة صفعة نجم هوليوود ويل سميث لزميله كريس روك، إذ يستعين منظمو حفل الأوسكار فى دورته الـ95 بفريق أزمات لمواجهة والرد على أى حوادث قد تنشأ فى الحفل المرتقب، ويأتى هذا الإجراء لأول مرة، لمنع أى حوادث مشابهة ومفاجئة، إذ أعلنت الأكاديمية أنها أنشأت فريق أزمات للرد على أى حوادث مؤسفة متوقع أن تحدث، ومشابهة لما فعله ويل سميث، وأوضح بيل كرامر، الرئيس التنفيذى لأكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة: «نأمل أن نكون مستعدين لأى شىء، بسبب ما حدث العام الماضى فتحنا عقولنا لعديد من الأشياء التى يمكن أن تحدث فى حفل توزيع جوائز الأوسكار».

ولم تكشف الأكاديمية عن تفاصيل عضوية «فريق الأزمات» أو كيف يمكن أن يتفاعل مع أى شىء خارج عن المألوف، خلال حفل الأوسكار 2023.

ويتغيب ويل سميث عن حضور حفل الأوسكار الأحد، رغم أن حفل العام الماضى شهد عودة ويل سميث إلى مكانه مرة أخرى وسط الحاضرين، بعد واقعة صفع زميله، وحصل لاحقًا على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن أدائه فى فيلم «الملك ريتشارد»، ما عرّض الأكاديمية لانتقادات شديدة، واتهامات بدعم العنف، فاضطرت لإصدار بيان رسمى ترفض فيه ممارسات سميث وتمنعه من حضور حفلاتها طوال 10 أعوام مقبلة.

وعودة إلى منافسات الجوائز التى تشهد حالة من الحيرة وكثرة التفضيلات هذا العام فى اختيارات الأفلام والتوقع بالفائز منها، فنحن أمام 10 أفلام تخوض المنافسات على جائزة أفضل فيلم، وفقًا لما كشفت عنه أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار فى بث مباشر قبل أسابيع، حين أزاحت الستار عن الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار فى فئة أفضل فيلم عُرضت خلال عام 2022، ويجرى الإعلان عن الفائزين بها فى حفل الأحد على مسرح دولبى بحضور مشاهير هوليوود.

قائمة الأفلام المرشحة لجوائز الأوسكار فى دورتها الـ95:

1-All Quiet on the Western Front

2-Avatar: The Way of Water

3- The Banshees of Inisherin

4-Elvis

5-Everything Everywhere All at Once

6-The Fabelmans

7 -TAR

8-Top Gun: Maverick

9-Triangle of Sadness

10-Women Talking

ويتنافس فى قائمة ترشيحات أوسكار أفضل سيناريو مقتبس أفلام All Quiet on the Western Front، وWomenTalking، وGlass Onion: A Knives Out Mystery وLiving،وTop Gun: Maverick، بينما تضم قائمة ترشيحات أوسكار أفضل سيناريو أصلى لعام 2023 أفلام The Banshees on Inisherin، وEverything Everywhere All at Once، وThe Fabelmans، وTAR، وTriangle of Sadness، ولأول مرة يخوض فيلم أيرلندى سباق أوسكار لأفضل فيلم دولى، وهو فيلم The Quiet Girl، الذى يتنافس معه أيضًا أفلام All Quiet on the Western Front (ألمانيا)، وفيلم Argentina: 1985 (الأرجنتين)، وفيلم Close (بلجيكا) وفيلم EO (بولندا).

وعلى صعيد منافسات الجوائز، لا تزال «كيت بلانشيت» الأقوى فى السباق، بعد فوزها بعدة جوائز الفترة الماضية عن فيلم «TAR» الذى عُرض لأول مرة فى الدورة 79 لمهرجان فينسيا السينمائى فى سبتمبر الماضى، وحصلت كيت بلانشيت على جائزة جولدن جلوب كأفضل ممثلة فى عمل درامى عنه، إلى جانب جوائز أخرى مؤخرًا، عن دورها «ليديا تار» قائدة أوركسترا برلين الفيلهارمونى، التى تعطى الأولوية لعملها، وأول مايسترو سيدة تقف على خشبة المسرح لتقود الأوركسترا.

كما يُعدّ الممثل الشاب «أوستن باتلر» فى دور «إلفيس بريسلى» بفيلم «ELVIS» من أقوى المرشحين فى جوائز التمثيل، لكن ربما يواجه مفاجأة من زميله «براندون فريزر» فى دور البدين المثلى بفيلم «THE WHOLE»، والذى حصد أيضًا الممثلان عنه عدة جوائز متنوعة مؤخرًا.

 

المصري اليوم في

12.03.2023

 
 
 
 
 

لهذه الأسباب يستحق "أفاتار: مجرى الماء" أوسكار أفضل فيلم

هناك إجحاف كبير في سباق الأوسكار لهذا العام في حق الجزء الجديد من فيلم أفاتار من إخراج جيمس كاميرون

لويس تشيلتون 

ما المقصود بـ"فيلم أوسكار"؟ في السنوات الأخيرة، أثبت المصوتون التقليديون المتعجرفون في جوائز الأوسكار - في بعض الأحيان - رحابة أفاقهم على نحو غير متوقع عندما يتعلق الأمر باختيار الأعمال الفائزة بجائزة أفضل فيلم. كان "طفيلي" Parasite مثلاً أبعد ما يكون عن "ذائقة الأوسكار" التقليدية، وكذلك كان "مجرى الماء" The Shape of Water، والمرشح الأقوى في سباق هذه السنة "كل شيء، في كل مكان، دفعة واحدة" Everything Everywhere All at Once، ولكن في حين وسعت الأكاديمية مفهوم أفلام الأوسكار، لا يزال لديها تحيز متحجر تجاه الأفلام التي لا تستحق هذا الوسام[وفق معاييرها المتحجرة]. وأحد الأعمال التي ليست من طينة"أفلام أوسكار" [بحسب المعايير البائتة] هو "أفاتار: مجرى الماء [طريق الماء]" Avatar: The Way of Water.

"مجرى الماء" جزء التتمة الذي استغرق اكتماله وقتاً طويلاً لفيلم المخرج جيمس كاميرون الأول أفاتار، يحكي قصة جيك سولي (يؤديه سام ويرثنغتون) الذي كان ضابط بحرية لما كان على هيئة بشر، وهو ينقل عائلته من كائنات الـ"نافي" إلى منطقة أخرى من كوكب باندورا للعيش مع قبيلة كائنات بحرية ساحلية. إنه واحد من بين 10 أعمال مرشحة لجائزة أفضل فيلم هذا العام، ومن المؤكد أنه سيخسر بشكل أو بآخر (وهذا مؤشر على تغير الزمن: كان أفاتار الأصلي في الواقع المرشح الأقوى في سباق عام 2010، قبل أن يتغلب عليه فيلم "خزانة الألم" The Hurt Locker). فيلم "توب غان: مافيريك" Top Gun: Maverick هو العمل الرائج الآخر الوحيد الذي تمكن من الوصول إلى قائمة ترشيحات أوسكار عام 2023، لديه فرصة أكبر بكثير - نسبة احتمال فوزه هي 1 إلى 20 مقابل نسبة غير منطقية أبداً هي 1 إلى 150 لصالح "مجرى الماء"، لكن على رغم هذا النفور المتوقع، فإن "مجرى الماء" هو فيلم رائع، واستعراض هائل للمهارة الكلاسيكية في صناعة الأفلام ومشاهد عصر الفضاء.

التفاوت [في الاستقبال] مزعج. جرى الترحيب بـ"توب غان: مافيريك" باعتباره منقذ القطاع [السينما]، بعد أن جنى نحو 1.5 مليار دولار (ما يعادل 1.2 مليار جنيه استرليني) في شباك التذاكر في المرحلة الهشة والقاحلة ما بعد الجائحة. في مأدبة غداء جمعت طواقم الأفلام المرشحة للأوسكار، أحيط توم كروز بالحشود والمتزلفين مثلما كان يفعل العبيد المحررون مع الملكة دينيرس في مسلسل "صراع العروش" Game of Thrones، وأعرب ستيفن سبيلبرغ عن امتنانه المتزلف لكروز لأنه "أنقذ عنق هوليوود"، مما يدفعني إلى التساؤل، أين كان هذا الحب [الإيثار] بالنسبة إلى أفاتار؟

ربما يكون العالم الذي تدور فيه أحداث "مجرى الماء" - عالم من الكائنات الغريبة الزرقاء العملاقة، والقيم العائلية والمعرفة الوطيدة بالعلاقة الروحانية مع الطبيعة - بالغ السخافة ولا يستحق التأييد، ولكن طموح "أفاتار" لا قاع له، إنه يرفع لواء العملة السينمائية الأكثر إثارة: الدهشة. لتعيش تجربة "مجرى الماء" بالكامل، يجب أن تستسلم لعظمته وإخلاصه ومثاليته. خلف هذه الواجهة، على رغم ذلك، هناك دقة متناهية. يعد المشهد الذي يقوم فيه قارب من المرتزقة بمطاردة حوت غريب عملاق (يسميه أفراد القبيلة البحرية "تولكون") بشكل منهجي وقتله، أحد الأعمال الأكثر إثارة وإتقاناً في مسيرة كاميرون الفنية برمتها.

ربما تكون المشكلة هي نفور الأكاديمية من الصبغة التجارية للعمل. كان "أفاتار" الأصلي عبارة عن فيلم حطم الأرقام القياسية في شباك الذاكر مثلما تفعل الوحوش العملاقة في الأفلام اليابانية، إنه يتربع الآن على رأس قائمة الأفلام الأكثر ربحاً على الإطلاق. مع ذلك، في السنوات التي تلت صدوره، تعرض للهجوم من قبل المراجعين [النقاد] التقليديين. انتشرت بغزارة مقالات الرأي التي تعلن أن "أفاتار" "من دون تأثير ثقافي يذكر". لا أستطيع التحدث عن التأثير الثقافي لجزئه الثاني، لكن بالتأكيد لا يمكن القول إن هذا العدد الهائل برمته من الأشخاص الذين ارتادوا صالات السينما لمشاهدته لا يعتد بهم [لا يجوز الاستخفاف بهم].

بدلاً من الاستمرار في موضة أفلام الأكشن المعتمدة على صور مبتذلة منشأة حاسوبياً، أعاد "مجرى الماء" الحياة مجدداً لهذه التكنولوجيا، ما يقوله العاملون في الكواليس لتفسير كيفية دمج الصور المنشأة بواسطة الحاسوب في العمل يثير الدهشة. فكرة أنه يجب تصنيفه على سبيل المثال في خانة أفلام عالم مارفيل السينمائي، التي سخر صناع السينما أنفسهم من المؤثرات الخاصة المستخدمة فيها المبتذلة والمطورة المتسرعة من غير تأنٍّ - هي فكرة فظيعة. بفضل مؤثراته البصرية المشرقة والنابضة بالحياة والتحريك الدقيق والخبير بوضوح للصور، فإن "مجرى الماء" هو نقيض الأفلام الرائجة المعاصرة الرديئة.

من بعض النواحي أيضاً، يعتبر "مجرى الماء" ضحية لصدقه [تفانيه]. في هوليوود المعاصرة، الاستخفاف الساخر بالنفس هو غاية بحد ذاتها. لا يسمح أبداً للأفلام الرائجة بأن تتحلى بمستوى تفاني "أفاتار" من دون أن تخسر من بريقها بسبب المزاح المبتذل. على نحو متزايد، نرى أفلاماً يتم ابتكارها مع مراعاة الانتشار الواسع على الإنترنت: ألقوا نظرة على أحدث الإصدارات وستجدون دائماً مجموعة مختارة من اللحظات واللقطات والحركات والحوارات التي تبدو مصممة بقصد أن تتحول إلى "ميمات" بأسرع وقت وأقل جهد ممكن. "أفاتار" لا يقدم على مثل ذلك، وهذا أفضل بكثير.

لا يحتاج كاميرون وفريقه إلى الفوز بأوسكار أفضل فيلم لحماية نجاح "مجرى الماء". سأقتبس مقولة دون دريبر من مسلسل "رجال ماد" Mad Men الذي يقول، هذه الغاية من المال، لكنه [أفاتار] عمل يستحق الفوز في كل الأحوال، ويكون فوزه عودة إلى الوقت الذي كانت السينما أمراً يثير الدهشة وليست مادة للاستهلاك فحسب. أمر قديم يبدو مبهجاً [أخاذاً] وجديداً بلا تردد.

© The Independent

 

####

 

أسوأ 10 أعمال فازت بأوسكار أفضل فيلم

"اندبندنت" تختار أكثر الأفلام التي كان فوزها بأرفع جائزة في هوليوود غير منطقي على الإطلاق

جيفري ماكناب 

كي يتمكن عمل ما من الفوز بأوسكار أفضل فيلم، يجب أن يحتوي على شيء ما يستحق ذلك.

حتى الآن، تمكن 94 فيلماً فقط من الظفر بهذه الجائزة، وهي لم تخضع لتصويت الأعضاء غريبي الأطوار في رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود الذين يختارون الفائزين بجوائز غولدن غلوب، أو من قبل مجموعات متخصصة من النقاد، ولكن من قبل أعضاء أكاديمية فنون وعلوم السينما الذين يصل عددهم إلى 10 آلاف شخص تقريباً. يعني هذا أن الاختيار يتم بواسطة شخصيات بارزة من داخل مجال صناعة الأفلام.

لكن أحياناً، تكون بعض خياراتهم غير مفهومة، وبحلول الوقت الذي توزع فيه جوائز الأوسكار، يبرز ميل لظهور عقلية القطيع.

على سبيل المثال، عندما يحظى عمل ما بتصويت الجميع بالفعل في سباقات الجوائز الأخرى، كما حدث مع فيلمي "خطاب الملك" The King’s Speech أو "شكل الماء" The Shape of Water، يحذو أعضاء الأكاديمية حذوهم. من النادر أن يكون العمل الفائز بأوسكار أفضل فيلم مفاجئاً تماماً. ومع ذلك، هناك عدد قليل من الأفلام الجدلية التي سلبت المجد الذي استحقته أعمال أخرى.

في ما يأتي قائمة بأسوأ 10 أفلام فازت بجائزة هوليوود الرفيعة.

10. "حياة إميل زولا" The Life of Emile Zola

المكانة المرموقة لها اعتبارها في سباق الأوسكار، وهذا هو السبب في أن فيلم سيرة ذاتية أدبية مثل "حياة إميل زولا" فاز بطريقة ما بأهم جائزة في دورة عام 1937. إنه عمل قوي وله قيمته ويقدم فيه بول موني أداء رائعاً (خلف شاربين كثين ولحية كثيفة) في دور الروائي والناشط الفرنسي. على كل حال، من الواضح أن ادعاء كونه واحداً من "الأفلام القليلة الرائعة على مر العصور"، كما أشارت الحملة الدعائية للعمل، هي فكرة حمقاء.

9. "الكتاب الأخضر" Green Book

يروي "الكتاب الأخضر" القصة الحقيقية لصداقة غير متوقعة بين عازف بيانو كلاسيكي أسود (يجسده ماهرشالا علي) وسائقه الإيطالي الأميركي المتعصب (فيغو مورتنسن). في مقابلة أجراها مورتنسن مع "اندبندنت" في عام 2020، قال: "باتت هناك عبارة مطروقة تقول ’هل سيكون هذا الفيلم ’الكتاب الأخضر‘ لهذا العام؟‘. صار ’الكتاب الأخضر‘ ازدراء". ووصف الانتقادات الموجهة للعمل بأنها "مؤذية" و "مدمرة" و"كاذبة وغير مسؤولة". ومع ذلك، لا يزال فوز ’الكتاب الأخضر‘ مخزياً، لكونه عملاً مبتذلاً وممجوجاً وإشكالياً.

8. "حول العالم في 80 يوماً" Around the World in 80 Days

كان هذا فيلم رحلات بموازنة كبيرة ظريفاً، لكن لا يسعك إلا أن تشك في أن منحه أوسكار أفضل فيلم كان مرتبطاً بمهارات التسويق والصخب الذي أحدثه منتجه، مايك تود، أكثر من كونه عملاً سينمائياً رائعاً. أخرجه الإنجليزي مايكل أندرسون، الذي اشتهر سابقاً بفيلم "منتهكو السدود" The Dam Busters، وكان من بطولة ديفيد نيفن بدور الرحالة الجريء فيليس فوغ، الذي يراهن على قدرته على السفر حول العالم في أقل من شهرين.

7. "تصادم" Crash

فيلم "تصادم" للمخرج بول هاغيز هو دراسة لائقة وحسنة النية لعواقب العنصرية والعنف في لوس أنجليس المعاصرة. إنه فيلم مستقل الإنتاج ويتمتع بطاقم تمثيلي كبير قدم جميع أفراده أداءات صادقة. مع ذلك، كان المخرج روبرت ألتمان قد غطى مواضيع مماثلة وبشكل أفضل في فيلم "طرق مختصرة" Short Cuts، وظل الشعور بأن فوز "حطام" بأوسكار أفضل فيلم نتج عن تصميم بعض المصوتين في الأكاديمية على عدم منح الجائزة لفيلم الويسترن المعاصر "جبل بروكباك" Brokeback Mountain الذي يتناول قضية المثلية الجنسية.

6. "شيكاغو" Chicago

من النادر أن يفوز عمل ما بالأوسكار ما لم تكن وراءه حملة تسويقية قوية. كان الموزع والمنتج الذي يتمتع بسمعة سيئة الآن، هارفي واينستين، يعرف أسراراً جعلت مصوتي الأكاديمية في صفه أكثر من أي شخص آخر في الصناعة. سواء كان ذلك باتباع نهج قصف الصحافة التجارية بالدعاية بلا توقف، أو توقيت عرض أعماله في سباقات الجوائز، أو الطريقة التي أبقى بها نجوم الأفلام أمام أعين وسائل الإعلام أو محاولته بلا كلل خطب ود أعضاء الأكاديمية، يمكن القول إنه لعب دوراً في فوز فيلم "شيكاغو" الغنائي بالأوسكار لا يقل أهمية عن الدور الذي لعبته أي من المواهب الإبداعية التي تقف وراء العمل.

5. "عقل جميل" A Beautiful Mind

إنه ليس فيلماً سيئاً. هو قصة حب تتناول الأمراض العقلية والرياضيات (وهما موضوعان لا تحتضنهما هوليوود عادة). يقدم راسل كرو أداء رائعاً في دور جون ناش، الباحث الحائز على جائزة نوبل الذي يمتلك عقلاً جميلاً لكنه غير مستقر. مع ذلك، فإن فيلم السيرة الذاتية هذا الذي أخرجه رون هوارد لا يمتلك مقومات الفيلم الكلاسيكي بأي شكل من الأشكال، وجاء فوزه بأوسكار أفضل فيلم في عام يفتقر إلى الأعمال الجيدة بشكل غير عادي.

4. "مارتي" Marty

هذا الفيلم الذي فاز في سباق عام 1955، ليس حتى أفضل عمل صنع عن الموضوع الذي يتناوله. هذه القصة، التي كتبها العظيم بادي تشايفسكي، عن جزار إيطالي أميركي مكبوت عاطفياً من برونكس يبحث عن الحب، تم تحويلها بالفعل إلى دراما تلفزيونية عرضت في العام السابق مباشرة لفوز الفيلم. في المعالجة التلفزيونية، قدم رود ستايغر أداء فائقاً في دور البطولة. من سوء حظ إرنست بورغنين أن أداءه في النسخة السينمائية يبدو في المرتبة الثانية بالنسبة لأي شخص شاهد ستايغر في الدور عينه. في حين أن بورغنين المتشائم يجعل مارتي شخصية تثير الشفقة، حوله ستايغر إلى بطل مأسوي بكل ما للكلمة من معنى.

3. "الخروج من أفريقيا" Out of Africa

بالتأكيد ستبقى طيور النحام الوردي عالقة في ذاكرتكم، هي وكل تلك المشاهد التي تستعرض المناظر الطبيعية الخلابة لكينيا التي بدت كأنها مأخوذة من فيلم وثائقي عن التاريخ الطبيعي لديفيد أتينبرة. كما أنكم لن تنسوا أبداً لكنة ميريل ستريب الغريبة في دور البارونة الدنماركية والمؤلفة كارين بليكسن (بخاصة وهي تقول عبارة "كان لدي مزرعة في أفريقيا عند سفح تلال نغونغ"). هذه أشياء ضعيفة على كل حال، ولا تستحق فوز العمل بالأوسكار.

2. "قلب شجاع" Braveheart

تشتهر هذه الملحمة المثيرة من القرون الوسطى التي تدور أحداثها في اسكتلندا (ولكنها صورت جزئياً في إيرلندا) بذلك المشهد الذي نرى فيه الجنود في جيش ويليام والاس الذين يغطون وجوههم بطلاء أزرق وهم يرفعون تنانيرهم ويكشفون عن مؤخراتهم العارية.  بغض النظر عن مدى الدقة التاريخية للعمل، فقد غذى المناقشات المستمرة حول انتقال السلطة واستقلال اسكتلندا. كما ساهم الفيلم أيضاً في إنعاش قطاع السياحة الاسكتلندي. يعرف ميل جيبسون تماماً كيف ينقل ساحة المعركة إلى الشاشة، لكن ما إذا كان هذا كافياً لتأهيل عمله لأوسكار أفضل فيلم، فهذه مسألة أخرى.

1. "أعظم عرض على وجه الأرض" The Greatest Show on Earth

من وجه نظر المراقب الآن، بعد 71 عاماً، يبدو قرار منح جائزة أوسكار أفضل فيلم لملحمة السيرك هذه للمخرج سيسيل بي ديميل في عام 1952 أمراً محيراً حقاً. من شبه المؤكد أن المشاهدين البريطانيين قد رأوا الفيلم على شاشات التلفزيون (حيث جعلته مدته البالغة 152 دقيقة مادة مفيدة لسد الفجوات في جدول البرامج). يمتلك الفيلم طاقماً تمثيلياً جيداً ويقدم بعض مشاهد المجازفة المعقولة، لكن مصوتي الأكاديمية كانوا بالتأكيد يمزحون عندما فضلوه على أعمال أخرى مرشحة في العام نفسه التي صمدت في وجه الزمن بطريقة أفضل منه بكثير مثل "الرجل الهادئ" The Quiet Man لجون فورد و"ظهيرة مشتعلة" High Noon لفريد زينمان .

بإمكانكم متابعة تغطية "اندبندنت" لجوائز الأوسكار هنا.

© The Independent

 

الـ The Independent  في

12.03.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004