الفيلم المغربي "أزرق القفطان" يصل إلى قائمة "الأوسكار" القصيرة

الرباط- عبد الكريم واكريم

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 95)

   
 
 
 
 
 
 

وصل الفيلم المغربي "أزرق القفطان" للمخرجة مريم التوزاني، إلى القائمة القصيرة بالأوسكار التي تضم 15 فيلماً عالمياً. وهو مرشح للفوز بجائزة أفضل فيلم أجنبي غير ناطق بالإنجليزية.

ومن ضمن الأفلام المنافسة لـ"أرزق القفطان"، فيلم "قرار بالرحيل" للمخرج الكوري بارك شان ووك، و"باردو" للمخرج المكسيكي أليخاندرو إينياريتو جوزاليس، و"الأرجنتين 85 " للمخرج الأرجنتيني سانتياجو ميتري، و"كورساج" للمخرجة النمساوية ماري كروتزر، و"كلوز" للمخرج البلجيكي لوكاس دهونت، و"العودة إلى سول" للمخرج الكامبودي ديفي شو، والفيلم الدنماركي "العنكبوت المقدس" للمخرج علي عباسي، وغيرها

ويعتبر "أزرق القفطان" ثاني الأفلام المغربية التي تصل إلى القائمة القصيرة للمنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي، بعد "عمر قتلني" للمخرج والممثل المغربي الفرنسي رشدي زم، عام 2011.

وكان "أزرق القفطان"، قد آثار جدلاً واسعاً خلال الأسابيع الماضية، في المغرب، ورآه البعض "مخالفاً لتقاليد المجتمع"، و"خادشاً للحياء". 

إنجاز للسينما المغربية

المخرج إدريس المريني، الذي سبق لفيلمه "عايدة" تمثيل المغرب في مسابقة "الأوسكار" عام 2015، يرى أنه من الصعب وصول أي فيلم مغربي لمراحل متقدمة من المنافسة، لعدم وجود دعاية كافية في منابر أميركية، معرباً عن آماله بأن يُخصص "المركز السينمائي المغربي" ميزانية بقيمة 200 ألف دولار، لإطلاق حملات دعائية للفيلم المرشح للأوسكار.

وقال المريني لـ"الشرق" إنّ وصول "أزرق القفطان" للقائمة القصيرة للأوسكار، يعتبر "إنجازاً كبيراً للسينما المغربية، سيدفع بها للأمام ويساهم في تطورها"، متمنياً وصول الفيلم للمرحة الثالثة، حيث يتنافس أفلام، وهو ما اعتبر أنه "أمر ليس ببعيد".

أما الناقد السينمائي محمد بن عزيز فقال لـ"الشرق"، إن مريم التوزاني فتحت "أُفُقاً عالمياً" للسينما المغربية بدخولها للقائمة القصيرة للأوسكار، معتبراً أن وصولها لهذا المستوى من التنافس، "يُخرجها من ظل وعباءة زوجها المنتج نبيل عيوش، لكي تشق طريقها بموهبتها، الأمر الذي بدا في بداية مسارها، أمراً صعباً". 

وأضاف أن "هذا الاختيار تتويج لموجة المخرجات المغربيات الشابات، وعلى رأسهن مريم بنمبارك ومريم التوزاني". 

إعادة هيكلة 

ورأى المخرج محمد اليونسي في تصريح لـ"الشرق"، أن وصول "أزرق القفطان" للقائمة القصيرة، "أمر مشرف" للسينما المغربية، "رغم ما أشيع عنه بأنه "خالف قواعد اختيار الفيلم الممثل للمغرب في هذه الجائزة، كونه لم يُعرَض في السينما"، متابعاً: "هذا حدث يجب استثماره مستقبلاً وبشكلٍ جيد".

وتساءل: "إن كان فيلماً سيشرف السينما المغربية، لماذا نُقصيه بسبب قانون موجود، ونُرشّح فيلماً رديئاً لمجرد أنه يحوز على المواصفات القانونية؟".

واعتبر أن"هذا الاختيار عِبرَة نأخذ منها الدرس، حتى لا نسقط في نفس المشكلة ثانية. إذ يجب متابعة الأفلام التي يُرجَى منها تشريف المغرب، من خلال اتباع استراتيجية مدروسة لاختيار أفلام تخدم القضايا الوطنية، وأعمال تُغني الخزانة السينمائية، وأخرى تشرف المغرب في المهرجانات الدولية، وزيادة على الأفلام الموجهة لعموم المشاهدين".

وشدد على "ضرورة إعادة هيكلة لجنة الدعم، وتزويدها باستراتيجية بعيدة المدى تخدم السينما المغربية"، فضلاً عن "تخصيص لجنة تتابع الأفلام التي يُرجى منها تمثيل المغرب في المحافل الدولية".

يذكر أن المغرب شارك في "الأوسكار" مرات معدودة، كانت المرة الأولى عام 1977 بفيلم "عرس الدم" للمخرج سهيل بن بركة، و"مكتوب" إخراج نبيل عيوش عام 1998، وهو المخرج ذاته الذي تواجد بعدها في تلك المسابقة الشهيرة 4 مرات، بأفلام "علي زاوا" عام 2000، و"يا خيل الله" عام 2013، و"غزية" عام 2017، و"عَلِّي صوتك" عام 2021

 

الشرق نيوز السعودية في

23.12.2022

 
 
 
 
 

حصاد 2022 السينمائي (5):

السينما العالمية تجتاز نصف المأزق... وينتظرها عام صعب

أرقام ودلالات تحدد مستقبلها

هوليوود: محمد رُضا

لم تعلن بعد الأرقام الرسمية لإيرادات السينما عن سنة 2022 حول العالم، لكن ما هو متوقع أن تزيد عن 20 مليار دولار وهذا أعلى بنحو 40 في المائة عما حصدته السينما في العام الماضي، لكنه ما زال أقل بنحو 30 في المائة عن إيرادات عام 2020 الذي انتشر به وباءان: «كوفيد» و«منصات عرض الأفلام في المنازل».

أميركياً، نحو 7 مليارات و200 مليون دولار تم حصدها سنة 2022 (من دون حساب الغزو الكبير الحالي لفيلم «أفاتار: طريق الماء» الذي بوشر بعرضه أواسط هذا الشهر)، وهو رقم أعلى مما تم جمعه في العام الماضي لكنه أقل بـ35 في المائة مما تم تسجيله سنة 2019.

عام 2022. بتسجيله تقدّماً تجارياً ملحوظاً، هو عام الثقة بأن السينما، في عروضها الكلاسيكية داخل صالات السينما، تستطيع الاستمرار في منهجها. لكن هذه الثقة مهزوزة إلى حد أن الإجماع على الطريقة التي يمكن للسينما العالمية تأكيد هذه الاستمرارية والدفاع عنها في مواجهة التقدّم الذي أحرزته منصّات عروض الأفلام المباشرة على النت. قدر لا بأس به من الارتباك والحيرة حول كيف يمكن الاستفادة من سوق الإنترنت من دون الإضرار بسوق صالات السينما.

- دليل ناصع

يؤدي هذا الارتباك إلى وضع من التخبط وعدم القرار. رجال الأعمال الذين جيء بهم منذ عقود لإدارة صناعة السينما، عوض المنتجين الممارسين في هوليوود الأولى وحتى مطلع الثمانينات، يفهمون لغة واحدة هي لغة المال، والجميع تنافسوا سابقاً وما زالوا يتنافسون على تأدية المهمّة بنجاح كون مصلحة كل منهم المادية (نسب العقود والأرباح بالإضافة إلى الرواتب الهائلة التي يتقاضونها) مرتبطة بتحقيق الأهداف التجارية المناطة لكل استوديو.

هؤلاء اختلفوا في التصرّف حول ما هي الطريقة الأمثل لتسويق الفيلم تجارياً؟ هل بعرضه في الصالات أولاً ولفترة زمنية كافية لاسترداد تكاليفه أو أرباحه منها قبل إحالته إلى المنابر الافتراضية أو إطلاقه على تلك المنابر في وقت واحد (أو بعد أيام معدودة) من إطلاقه في صالات السينما؟

لا تجسيد لهذا التخبط في القرار من حقيقة أنه في مطلع شتاء هذا العام تم إقالة بوب تشابك، رئيس شركة ديزني، بسبب وضع كل بيض الإنتاجات على الإنترنت مباشرة، مما منع تحقيق ما كانت تتوخاه «ديزني» لها من عروضها التجارية الكلاسيكية.

تحديداً في هذا الإطار فيلما «لوكا، صول« (Luca،  Soul) و«تيرنينغ رَد» (Turning Red) الكرتونيين اللذان كانا من بين ما توخت «ديزني» عبرهما قيادة إيرادات السنة. النتيجة هي أن «ديزني» خسرت هذا الرهان على الأولوية، مما انعكس على بورصات وول ستريت وأدّي لطرد تشابك بقرار سريع.

لكن في المقابل، نجد أن شركة باراماونت سرحت رئيس إنتاجاتها جيم جيانولوليس من وظيفته، لأنه أصر على منح الأفلام حقها الكامل في صالات السينما، بينما أرادت الإدارة العليا لباراماونت الإسراع في عملية تحويل أفلامها إلى العروض المنزلية حتى وإن كان لتلك الأفلام احتمالات نجاح كبيرة.

وما حدث لفيلم «توب غن: مافيريك» أنصع دليل على أن الفيلم يستطيع الاستفادة من حياتين عوض حياة واحدة إذا ما مُنح الفرصة لذلك. باراماونت أرادت بث الفيلم على المنصّات بعد أسبوعي عرضه في الصالات. توم كروز، بطل الفيلم وأحد منتجيه، لوّح باللجوء إلى القضاء إذا لم تلتزم باراماونت بالعقد المبرم في عقدها، وهو منح الفيلم ثلاثة أشهر من العروض السينمائية. هو انتصر والفيلم أنجز طنّاً من المال قبل أن يتم تحويله إلى منصّة باراماونت الإلكترونية. بذلك أنقد كروز فيلمه، ولم تخسر باراماونت رهانها على صالات السينما.

أقسى ما في الأمر ذلك القرار التي اتخذته «وورنر» في مطلع 2022 ببث أفلامها في صالات السينما وعلى منصّتها الخاصة (وورنر ديسكفري) معاً أو بعد 45 يوماً من عروضها السينمائية في أميركا كحد أقصى و31 يوماً كحد أقصى في عروضه العالمية. صوني (مالكة كولمبيا التي هي من بين استوديوهات هوليوود العتيدة) باتت الملاذ الأخير، إذ اختارت تخصيص صالات السينما بإنتاجاتها لكن حتى تصمد حيال منافسيها عليها، أكثر من أي وقت مضى، اللجوء إلى أفلام تضمن نجاحاتها كما حدث هذا العام عندما عرضت Spider - Man: No Way Home.

- نقاط مستقبلية

هذه القرارات ليست أخيرة في أي اتجاه. وهناك ممانعة شديدة من قِبل المخرجين والمنتجين للطريقة التي بات من المتوقع أن تُشحن أفلامهم إلى السوق الإلكترونية، عوض أن تتمتع بالعروض التي تستحقها في صالات السينما.

القراءة في مستقبل العروض السينمائية من خلال ما حدث سنة 2022 لا تبعث بالطمأنينة. هناك انعكاسات سلبية ليس فقط بسبب الصراع بين صالات السينما ومنصات الأفلام المباشرة على النت، بل كذلك بسبب شيوع نوع واحد من الأفلام في السنوات الأخيرة، مما حجّم احتمالات منح الأفلام المختلفة عن سينما الكوميكس والأكشن الفرصة المناسبة.

هناك خمس نقاط رئيسية ضمن هذه القراءة قد تهيمن على سوق العام الجديد وهي:

1 - احتمال استمرار فوضى العروض الحالية لفترة زمنية قصيرة قبل أن تطلق هوليوود أفلام الصيف لتقيس عليها أي طريق ستختاره. لن تتخلى عن المنصّات لكنها لا تريد كذلك التخلي عن احتمالات النجاح الكبيرة في صالات السينما.

2 - الفيلم المستقل سيواصل الاصطدام بجدار الممانعة وقلة الاستحواذ على فرص إنتاج وبالتالي فرص عروض.

3 - مهرجانات السينما هي حالة متميّزة: بين تلك الكبيرة رفض مهرجان فينيسيا الإذعان لوباء «كورونا»، حتى في أشد جنوحه وانتشاره، وسيبقى على هذا الوضع. هذا العام عادت معظم المهرجانات للعمل كلاسيكياً من دون اللجوء إلى العروض المنزلية كما كان الحال في العامين الماضيين. الواضح بأنها لا تستطيع تعريض نفسها لأزمة جديدة إذا ما عاد الوباء للانتشار في العام المقبل. هي في وضع حرج.

4 - المنصّات الإلكترونية ستواجه قوانين أوروبية تحد من شيوعها غير المشروط حالياً. هذا لأن السينما الأوروبية (على الأخص) تعاني من ارتباك كبير دلّ عليه تعثر نشاطات الأسواق السينمائية في برلين و«كان» في عام 2022. هناك أزمة تفصح عن نفسها عندما نلاحظ أن معظم شركات التسويق والتوزيع الأوروبية غير قادرة اليوم على برمجة أعمالها، أو هي لا تستطيع معرفة ما سيكون الحال عليه بعد ثلاثة أشهر.

5 - المنتجون المستقلون، أو أولئك الذين ينجزون خارج أميركا أفلاماً جماهيرية الهدف مشتركون في محاولة قراءة المستقبل القريب بناء على حال الأسواق بعد زلزالي «كورونا» و«المنصّات». لا أحد يريد أن يخسر ماله في وضع كهذا غير مأمون العواقب. هنا تتبدّى حاجته الماسة للاشتراك في المهرجانات الكبيرة كسبيل لتسويق الأفلام غير الأميركية. اختيار صائب وإن كان ليس مضمون النتائج أيضاً.

- أفضل 10 أفلام

على صعيد مختلف تماماً فإن الأفلام، بصرف النظر عن منشئها، التي تستحق الإدراج في قوائم نقاد السينما كانت وفيرة هذا العام. نحو 30 فيلماً تستحق الإشادة، لكن ليس من بينها بالضرورة ما ذهب إليه نقاد الغرب في هذا المجال كون النظرة الفاعلة والمفيدة في هذا المجال عليها أن تكون مستقلّة تماماً. قائمة العشرة التالية مرتّبة أبجدياً (قائمة أفضل الأفلام العربية نُشرت هنا في الأسبوع الماضي).

1 -  Avatar: The Way of Water

فانتازيا وأكشن من إخراج جيمس كاميرون في إتقان بصري وتقني فريدين (الولايات المتحدة)

2 - Banshees of Inisherin

حكاية بسيطة حول صداقة تقارب نهاياتها بين رجلين. أفضل ما حققه مارتن مكدوناف إلى اليوم (آيرلندا)

3 - Bardo

سيرة حياة مفتوحة على هواجس متعددة وتعليقات حول الذات والمجتمع من أليخاندرو إيناريتو (المكسيك)

4 -  Blonde

سيرة حياة مارلين مونرو بالأبيض والأسود وعبرها ما تعرّضت إليه من محن ومتاعب (الولايات المتحدة)

5 - Decision to Leave

تحرٍ يقع في هوى المرأة التي يعتقد أنها قتلت زوجها. تشويق وغموض جيدين (كوريا)

6 - Don›t Look Up

كوميديا سياسية ساخرة مما قد يقع في البيت الأبيض والإعلام الرسمي الأميركي إذا ما تعرضت الأرض لنهاية

7 - EO

فيلم البولندي ييرزي سكوليموفسكي عن حمار يعبر رحلة أوروبية تعبر عن أفضل وأسوأ ما فيها من مشاكل

8 - Guillermo del Torro›s Pinocchio

حكاية بينوكيو كما لم نرها من قبل على الشاشة. بصريات مذهلة ورسوم متقنة مع بعد سياسي واضح.

9 - Klondike

دراما رائعة عن امرأة حبلى وزوجها على خط المواجهة في حرب روسيا وأوكرانيا سنة 2014 (أوكرانيا)

10 - Nope

خيال علمي مختلف حول أفرو - أميركي وشقيقته يكتشفان وجود عدو آت من الفضاء (الولايات المتحدة)

تسجيلي

Compationate Spy

في صميم الحرب الباردة تمكن جاسوس يعمل داخل المختبرات النووية الأميركية من تسريب معلومات سرية إلى العدو الروسي (الولايات المتحدة).

رسوم:

The Sea Beast

أنيميشن رائع على أكثر من مستوى، درامياً وفنياً، حول وحش بحري يحاول صياد قتله ويدافع عنه شاب (الولايات المتحدة).

 

الشرق الأوسط في

23.12.2022

 
 
 
 
 

ضمن القائمة المختصرة لترشيحات أوسكار 2023

«ورشة» فيلم لبناني روائي قصير للمخرجة دانيا بدير

«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

كشفت الأكاديمية الأمريكية لفنون الصورة وعلومها، المانحة لجوائز الأوسكار، قائمة ترشيحاتها المختصرة في 10 فئات ضمن منافسات نسختها ال95. وضمّت القوائم المعلنة فئة الفيلم الروائي القصير.

ومن بين عناوين الأفلام التي شملتها القوائم المعلنة لأكاديمية هوليوود، ظهر الفيلم اللبناني الروائي القصير والذي يحمل عنوان «ورشة»، للمخرجة اللبنانية الكندية دانيا بدير.

«ورشة»، الحائز حتى الآن، أكثر من 30 جائزة دولية، يسلّط الضوء على استغلال المهاجرين في لبنان والقضايا الاجتماعية العديدة التي يواجهها عامل سوري في بيروت أثناء محاولته التعبير عن هويته الحقيقية.

يقوم ببطولته محمد خنسا، الحائز جائزة أفضل ممثل مؤخراً في مهرجان إلبا السينمائي في إيطاليا، وهو يلعب دور عامل مهاجر يجد ملاذاً على قمة واحدة من أطول الرافعات في بيروت، عندما يكون بعيداً عن أعين الجميع.

يدور الفيلم، الذي تبلغ مدته 15 دقيقة، حول مهاجر سوري يدعى محمد يعمل كمشغّل رافعة في بيروت، حيث يتطوع لتغطية نوبة عمل أحد زملائه في واحدة من أطول الرافعات وأكثرها خطورة في لبنان.

يبدأ الفيلم باستكشاف نشاط محمد اليومي حيث يعيش مع مهاجرين وزملاء عمل آخرين، ويتعيّن عليه مواجهة الذكورة السامّة من حوله والقيود التقليدية المفروضة التي تمنعه من التعبير بحرّية عن شغفه بالرقص، لكنه يُنشئ لنفسه عالماً مُتحرّراً خيالياً بعيداً عن الواقع، يجعله يُبدع ويغنّي ويرقص ويحلم، ويتصالح مع هويته المختلفة.

 

####

 

مخرج مصري يمثل السويد في القائمة المختصرة لترشيحات «أوسكار 2023»

«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير

رغم عدم ترشيح أي فيلم مصري ضمن القائمة الأولى المتنافسة على جائزة الأوسكار 2023، إلا أن القائمة المختصرة لـ 10 فئات مختلفة، شهدت ضمن فئة «أفضل فيلم دولي» التي تم تخفيض مرشحيها من 92 فيلمًا إلى 15 فيلمًا، وجود المخرج المصري طارق صالح بفيلمه «صبي من الجنة ـ Cairo Conspiracy».

جاء العرض الأول للفيلم في مهرجان كان السينمائي في المسابقة الرسمية ونافس على السعفة الذهبية، وحصل على جائزة أفضل سيناريو، وقدّمته السويد التي انتجته لتمثيلها في جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي.

تدور أحداث الفيلم حول آدم ابن صياد السمك الذي يدرس في جامعة الأزهر في القاهرة، وبعد وقت قصير من وصوله إلى المدينة يُتوفّى الإمام الأكبر للأزهر، ليبدأ صراع بين النخب الدينية والسياسية في البلاد.

المخرج طارق صالح اشتهر بإثارته للجدل؛ ففي عام 2015، مُنِع عرض فيلمه «حادثة النيل هيلتون» في مصر، بعد تحديد موعد عرضه ضمن برنامج «بانوراما الفيلم الأوروبي» في سينما زاوية بالقاهرة، حيث جاء في بيان السينما أن هذا المنع «خارج عن إرادتهم»، وفي أحدث أفلامه يعالج مرة أخرى قضية سياسية في قالب فيلم إثارة.

وبالعودة إلى فيلم «صبي من الجنة»، فقد أثار عرضه في مهرجان كان جدلًا واسعًا في مصر وطاردته اتهامات الإساءة للأزهر، والاغتراب وعدم التحلي بالدقة في لهجة الممثلين، وكذلك تفاصيل التصوير، الأمر الذي اعتذر عنه المخرج وسوّغه بأنه نتيجة لـ «حرمانه من العمل في مصر» منذ منع عرض فيلمه «حادثة النيل هيلتون» في عام 2015، ما جعل خيارته محدودة بخصوص طاقم العمل، ومواقع التصوير، حيث صور فيلمه الأخير في تركيا.

وقد نال «صبي من الجنة» تقييمًا بلغ 75% على موقع «روتن توماتوز».

ومن بين 92 فيلمًا تأهّلت للترشح للأوسكار، تم تقليص القائمة إلى 15 في هذه المرحلة، ومن المنتظر كذلك تقليصها مرة أخرى يوم 24 يناير في قائمة قصيرة من 5 أفلام فقط.

 

####

 

فيلم Black Panther يسيطر على ترشيحات جوائز الأوسكار 2023

«سينماتوغراف» ـ متابعات

سيطر فيلم Black Panther: Wakanda Forever، على ترشيحات جوائز الأوسكار التي أعلنتها الأكاديمية في 10 فئات، منها 5 فئات تخص الأفلام الطويلة.

وجاء الجزء الثاني من فيلم Black Panther ليسيطر على الترشيحات في الفئات الخمسة كأفضل مكياج وتسريحة شعر، وموسيقي تصويرية، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل صوت، وأفضل أغنية أصلية Lift Me Up.

فيلم Black Panther استطاع منذ طرحه الشهر الماضي أن يسيطر علي إيرادات شباك التذاكر السينمائي، وهو فيلم منتظر من محبي شخصية النمر الأسود، والمعجبين كان لديهم فضول في معرفة كيف تسير الأحداث بعد أن رحل تشادويك بوسمان الذي كان يجسد شخصية Black Panther.

وقام رايان كوجلر، مخرج الفيلم والكاتب المشارك، بإعادة صياغة فيلم "النمر الأسود: واكاندا للأبد" تكريماً للممثل الراحل. في الفيلم، حيث تظهر مملكة Wakanda وهي تكافح بعد وفاة الملك تشالا النمر الأسود، فتكافح راموندا والدة تشالا من أجل الحفاظ على ما تبقى من شعبها ومملكتها، وتكشف هجوم فرنسي علي أراضيها لكنها تحبطه وترسل انذار لبقية الدول بينما تشهد واكاندا ميلاد بطل جديد لخلافة تشالا، نري في الجزء الجديد ظهور عالم آخر ثري وعجيب من تحت الماء يحاول الدفاع عن نفسه ضد من يريدون إفساد مملكتهم مما يضع واكاندا بين اختيارات صعبة.

 

موقع "سينماتوغراف" في

24.12.2022

 
 
 
 
 

فيلم "Avatar: The Way of Water"..

جيمس كاميرون ينتصر للعائلة والطبيعة والمؤثرات الخاصة!

إيهاب التركي

صنع "جيمس كاميرون" فيلمه الأول ""Avatar عن كوكب بندورا الخيالي، هذا العالم الحافل بالتفاصيل البصرية الساحرة، وكان رهانه على رفع سقف طموح الصورة في السينما، والسفر بتجربة المشاهدة السينمائية إلى مسافات أبعد من كوكب بندورا نفسه. صنع كاميرون عالماً خيالياً بديعاً، وحرص على أن يصدقه المشاهد؛ ومن أجل هذا أعد له حالة مُشاهدة مختلفة، وشاهد الجمهور الفيلم الأول من خلال تقنية متطورة للصورة ثلاثية الأبعاد، ولمزيد من الدقة أضاف في فيلمه الجديد ""Avatar: The Way of Water "أفاتار: طريق الماء" تقنية تكثيف عدد فريمات الصورة في الثانية الواحدة؛ مما جعل المشاهد يُعايش ما يراه كأنه داخل تفاصيل الفيلم، ولكن هل كافِ لإبداع سلسلة سينمائية عظيمة؟

 ناشيونال جيوجرافيك في بندورا!

في الجزء الأول من أفاتار رأينا "النافي" أو شعب الغابة من الكائنات الزرقاء الشبه بشرية، وهم قوم يعيشون حياة بدائية هادئة مُسالمة يغلب عليها الطقوس الروحانية المُرتبطة بالطبيعة، وفي فيلمه الجديد يكشف عن مناطق مجهولة من هذا الكوكب الأعجوبة؛ فنرى شعب الماء الذين يعيشون فوق وتحت الماء، ولهم نسختهم الخاصة من الطقوس في حياتهم اليومية، ورغم كل الصراعات ومشاهد الحركة التي يضمها الفيلم يبدو هوس كاميرون بتفاصيل عالمه البصري هو هدف سلسلة أفلامه.

صدر الجزء الثاني من فيلم "أفاتار" بعد 13 عاماً من عرض الجزء الأول، وهو وقت طويل للغاية للإنتظار، ولكن المُشاهد لن يجد مشكلة في متابعة أحداث الحبكة الدرامية؛ فالفيلم يُقدم تجربة بصرية سينمائية تؤطرها حكاية درامية بسيطة، وتفاصيل درامية عادية، وسيكون هم المُشاهد إختيار شاشة السينما الأفضل للفرجة على الشو الذي يقدمه "جيمس كاميرون" في مدة تزيد على الثلاث ساعات، ومن المؤكد أن روعة المكان في بندورا تطغى على جاذبية الأحداث التي تدور فيه.

في بعض المشاهد الطويلة التي تستعرض عالم شعب المياه البحري يبدو الفيلم كحلقة من ناشيونال جيوجرافيك، تستعرض جمال الطبيعة في بندورا، وهناك حرص واضح على إستعراض ملامح هذا العالم ومنح المشاهد الفرصة لتأمل تفاصيله؛ فهى ليست مجرد خلفيات للأحداث يُمكن المرور عليها دون تركيز، وعلى الأغلب سينافس الفيلم بقوة على جوائز الأوسكار في فئات المؤثرات البصرية والصوتية والأزياء والديكور، وهى الفئات التي يتفوق فيها الفيلم.

أزمة العائلة الزرقاء!

"جاك سولي-سام ورثنجتون" الجندي القعيد أعاد اكتشاف نفسه وأهدافه حينما أصبح أفاتار شبيه بكائنات النافي التي تسكن الغابة في بندورا في الجزء السابق، لم يحصل فقط على هيئتهم وملامحهم بعد تعرضه لتجربة علمية شديدة التطور، بل حصل أيضاً على ساقين قادرتين على الحركة، وبدلاً من أن يكون جاسوساً لقوات الغزو البشرية للكوكب الجميل يقع في غرام المكان وأهله، ويجد لديهم تقبل للأخر رغم انتمائه لعرق يهدف إلى استعبادهم وتدمير عالمهم للحصول على مصادر الطاقة الوفيرة في أراضيهم، ويقع جاك في حب الأميرة "نيتيري- زوي سالدانا" ويتزوجها، وبالطبع يقف ضد أهداف جماعته من البشر، وينتصر الخير على الشر ويُصبح جاك زعيماً للنافي، ولكن الحدوتة لا تنتهي عند ذلك.

يركز الجزء الثاني على العائلة؛ فقد أنجبت نيتيري ولدين وبنت، بالإضافة إلى ابنة بالتبني، وصبي بشري لم يتمكن والده القائد العسكري البشري نقله معه إلى الأرض، وقد أصبحوا جميعاً في سن المراهقة، وأبناء جاك ونيتيري هجين من الملامح البشرية وملامح قبائل النافي، ولدى الولدين كل الشغف بالقتال وركوب الحيوانات الطائرة، في حين تميل الإبنة لتأمل الطبيعة والتواصل معها.

يهتم سيناريو الفيلم بعائلة جاك سولي ومصيرهم، ويحفل بكلاشيهات حكايات ومشاكل المراهقين اليومية كأى عائلة في مسلسل سوب أوبرا تقليدي؛ أبناء في سن استكشاف العالم والتمرد والحماقة، وأب وأم لديهما خوف دائم على أبنائهما، ويتصاعد الخوف حينما تعود قوات البشر من أجل القضاء على الجندي الخائن وعائلته، ويدفع ذلك جاك سولي للفرار بعائلته إلى جزيرة بعيدة يقطنها قوم الماء.

كاميرون يعود للماء!

كان غرق السفينة تايتانيك هو مفتاح علاقة المخرج "جيمس كاميرون" بالبحر؛ فهو لم يهتم فقط بتصوير ما حدث لتلك السفينة المنكوبة في الواقع، بل شغف بتتبع مصيرها بعد أن غرقت في المحيط، وأخرج فيلمه الوثائقي عن حطام السفينة القابع في قاع المحيط منذ غرقها عام 1912، وجزء من اهتمامات كاميرون الشخصية والإبداعية إكتشاف الأعماق، وقد شارك في تصميم غواصة صغيرة متطورة تستطيع الغوص لأعماق سحيقة في مناطق لم يصل إاليها إنسان من قبل، وفي فيلم "أفاتار: طريق الماء" يعود مرة أخرى للأعماق؛ فقد وصلت عائلة جاك سولي المُطاردة إلى قبائل الشعاب المرجانية، وأصبح عليهم التكيف على الحياة اليومية للمكان الجديد، ومواصلة الكفاح ضد الشر القادم مع غزو البشر.

عالم أفاتار ينتصر للطبيعة والجمال والحب والعلاقات العائلية، وهذه هى أكثر عناصر الفيلم جاذبية رغم أنها على المستوى الدرامي لا تُقدم من خلال حبكة أصيلة ومختلفة، وتفاصيل الدراما بالفيلم عادية ويطغى عليها تفاصيل المكان ومُغامرات الأكشن، وانفعالات الشخصيات وصخبها لا يتغير؛ مشاعر الغضب والإنتقام التي تتحول إلى مشاهد أكشن عنيفة، ومشاعر الحب والتعاطف التي تجعل الطبيعة الجميلة وسيلة للتعبير عنها، ويحاول الفيلم التنقل بين الحالة البصرية الجمالية التأملية وحالة العنف وألعاب الفيديو جيم بشكل متصل؛ ربما لإدراك جيمس كاميرون أن الفيلم ليس ملحمة سينمائية للخاصة، بل فيلم خيالي يسعى لإعجاب شريحة عريضة من الجمهور تُحقق لهوليوود مليارات تعوض بعض خسائرها خلال سنوات جائحة كورونا الماضية.

إذا حاولنا نزع المؤثرات الخاصة أو تقليل دورها إلى أقل قدر ممكن لن يتبقى من الفيلم دراما قوية تمنح الفيلم نفس الزخم، يدخل الجمهور لمشاهدة إبهار عالم أفاتار؛ ولهذا يُدقق في إختيار الشاشة التي سيُشاهد عليها الفيلم، وتأتي الحبكة في الخلفية، وهذا أمر أصبح مقبولاً في أغلب أفلام المغامرات الأمريكية ضخمة الإنتاج.

الصور من صفحة الفيلم على تويتر

 

مجلة هي السعودية في

25.12.2022

 
 
 
 
 

مخرج فيلم "بينوكيو" يحذر من "تدمير ممنهج" للسينما المكسيكية

مكسيكو- أ ف ب

حذر المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو، الحائز على جائزة أوسكار، من "تدمير منهجي" يطال صناعة السينما في بلاده، رغم النجاح العالمي الكبير، خصوصاً مع فيلمه الأخير المستوحى من قصة "بينوكيو" الشهيرة.

واعتبر ديل تورو أن صناعة السينما في المكسيك تواجه تحديات "غير مسبوقة"، وكتب في تغريدة على تويتر أن "التدمير المنهجي للسينما المكسيكية ومؤسساتها، التي استغرق بناؤها عقوداً، كان وحشياً".

وتوقف ديل تورو عند إعلان الأكاديمية المكسيكية للفنون والعلوم السينمائية، تأجيل جوائز "آرييل" التي تعادل جوائز الأوسكار في البلاد، حتى إشعار آخر بسبب "أزمة مالية خطيرة".

وقالت المنظمة "إنها تأسف لأن دعم الموارد العامة قد انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة".

وأضافت: "الدولة التي كانت محرك الأكاديمية ودعمتها لفترة طويلة، تخلت عن مسؤوليتها كمروج رئيسي للثقافة بشكل عام والسينما بشكل خاص"، حتى أن ديل تورو عرض دفع ثمن تماثيل آرييل من ماله الخاص.

وقالت رئيسة الأكاديمية ليتيسيا هويخارا "إنه زميل معطاء، فنان يدرك دائماً ما يحدث ليس فقط في السينما المكسيكية، ولكن للفنون بشكل عام في البلاد". مع ذلك، تفضل هويخارا الاتفاق مع الدولة المكسيكية في هذا الموضوع، مؤكدة نبأ تأجيل حفل توزيع جوائز آرييل.

أفلام السكان الأصليين    

ورأت ماريا نوفارو، المديرة العامة لمعهد الفيلم المكسيكي، وهي وكالة حكومية، أن التحذيرات مبالغ فيها.

وأضافت: "يقول ديل تورو إن السينما المكسيكية انتهت في عام شهد إنتاجات أكثر من أي وقت مضى"، مشيدة بـ"الرقم القياسي" من الإنتاجات المكسيكية والذي بلغ 256 فيلماً في عام 2021.

وتابعت: "حصل 56٪ من هذه الإنتاجات على دعم من المال العام، ويخصص معهد الفيلم المكسيكي 900 مليون بيزو (45 مليون دولار) سنوياً لتمويل السينما المكسيكية".

واعتبرت نوفارو أن من الجيد أن "نتفليكس" تنتج الكثير من المحتوى في المكسيك، لكنها لا تحل محل ما يفعله معهد الفيلم المكسيكي".

"بينوكيو"

وتصدرت نسخة ديل تورو من فيلم الرسوم المتحركة "بينوكيو"، التي يجد فيها نجار مسن نفسه مع دميته الحية في إيطاليا إبان زمن الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي، قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على "نتفليكس" في الأسبوع الممتد من 12 إلى 18 ديسمبر.

وطُرح الفيلم في 9 ديسمبر قبل أسبوع من إطلاق فيلم "باردو"، وهو عمل يحمل توقيع مواطنه المكسيكي أليخاندرو جونزاليس إينياريتو، يقوم على سيرة ذاتية عن صحافي ومخرج سينمائي يعود إلى الوطن بعد سنوات في لوس أنجلوس.

كما حقق الممثلون المكسيكيون نجاحاً أخيراً في هوليوود، بينهم تينوش هويرتا، النجم الصاعد في الجزء الثاني من "بلاك بانثر"، أول فيلم لبطل خارق أسود.

ويمثل ديل تورو وإينياريتو وألفونسو كوارون جيلاً ذهبياً من صانعي الأفلام المكسيكيين، وقد فازوا بجائزة أفضل مخرج في حفل توزيع جوائز الأوسكار 5 مرات منذ عام 2013.

وحاز فيلم ديل تورو الخيالي The Shape of Water على جائزة أفضل فيلم، وأفضل مخرج في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2018.

وحصد كوارون في العام التالي 3 جوائز أوسكار عن فيلم "روما"، وهو عمل بالأبيض والأسود عن عائلة كانت في حالة اضطراب في سبعينيات القرن الماضي في العاصمة مكسيكو.

فترة ركود

وعاشت السينما المكسيكية عصراً ذهبياً بين ثلاثينيات القرن الماضي وخمسينياته، مع نجوم كبار من أمثال دولوريس ديل ريو وبيدرو أرمينديريس، لكن القطاع مر بفترة ركود قبل أن يشهد انتعاشاً في السنوات الأخيرة.

وباتت السينما المكسيكية لامركزية ومتنوعة، بحسب نوفارو، ما يعكس أولويات الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لمساعدة المكسيكيين الفقراء والسكان الأصليين.

وأشارت نوفارو إلى "إنه منذ عام 2019، كان هناك برنامج لتشجيع السينما الخاصة بالسكان الأصليين، والمنحدرين من أصول إفريقية، مع إنتاج 56 فيلماً من هذا القبيل"، مضيفة: "بدأت تظهر أفلام عن الهجرة من منظور المهاجرين من السكان الأصليين أنفسهم". 

 

الشرق نيوز السعودية في

25.12.2022

 
 
 
 
 

ديل تورو يخشى "تدميراً منهجياً" لسينما بلاده رغم نجاح فيلمه الأخير

(فرانس برس)

على الرغم من النجاح العالمي الكبير للمخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو، وخصوصاً مع فيلمه الأخير المستوحى من قصة "بينوكيو" الشهيرة، فإنه يخشى من "تدمير منهجي" يطاول صناعة السينما في بلاده.

وتصدرت نسخة ديل تورو من فيلم الرسوم المتحركة "بينوكيو" قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة على منصة نتفليكس في الأسبوع الممتد من 12 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول الحالي. تدور أحداث الفيلم حول نجار مسنّ يجد نفسه مع دميته الحية في إيطاليا، إبان زمن الفاشية في ثلاثينيات القرن الماضي.

طُرح الفيلم في التاسع من ديسمبر، قبل أسبوع من إطلاق فيلم "باردو"، وهو عمل يحمل توقيع مواطنه المكسيكي أليخاندرو غونزاليس إيناريتو، يقوم على سيرة ذاتية لصحافي ومخرج سينمائي يعود إلى الوطن بعد سنوات قضاها في لوس أنجليس الأميركية.

يمثل ديل تورو وإيناريتو وألفونسو كوارون جيلاً ذهبياً من صانعي الأفلام المكسيكيين، وقد فازوا بجائزة أفضل مخرج في حفل توزيع جوائز أوسكار خمس مرات منذ عام 2013.

وحاز فيلم ديل تورو الخيالي "ذا شيب أوف ووتر" جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج في حفل توزيع جوائز أوسكار لعام 2018. في العام التالي، حصد كوارون 3 جوائز أوسكار عن فيلم "روما"، وهو عمل بالأبيض والأسود عن عائلة كانت في حالة اضطراب في سبعينيات القرن الماضي في العاصمة مكسيكو.

لكن في تناقض صارخ مع الإشادة الدولية بهذا الثلاثي المكسيكي، الملقب بـThe Three Amigos (الأصدقاء الثلاثة)، يحذر ديل تورو من أن صناعة السينما في المكسيك تواجه تحديات "غير مسبوقة".

وكتب في تغريدة نشرها أخيراً على "تويتر": "التدمير المنهجي للسينما المكسيكية ومؤسساتها التي استغرق بناؤها عقوداً كان وحشياً". وتوقف عند إعلان الأكاديمية المكسيكية للفنون والعلوم السينمائية تأجيل جوائز آرييل التي تعادل جوائز أوسكار في البلاد حتى إشعار آخر، بسبب "أزمة مالية خطيرة".

عبرت المنظمة حينها عن أسفها، لأن "دعم الموارد العامة قد انخفض كثيراً في السنوات الأخيرة". وأضافت أن "الدولة التي كانت محرك الأكاديمية ودعمتها لفترة طويلة، تخلت عن مسؤوليتها مروجاً رئيسياً للثقافة عموماً والسينما خصوصاً".

حتى إن ديل تورو عرض دفع ثمن تماثيل جوائز آرييل من ماله الخاص. وقالت رئيسة الأكاديمية ليتيسيا هويخارا: "إنه زميل معطاء، فنان يدرك دائماً ما يحدث، ليس فقط في السينما المكسيكية، ولكن للفنون بشكل عام في البلاد". مع ذلك، تفضل هويخارا الاتفاق مع الدولة المكسيكية في هذا الموضوع، على الرغم من تأكيدها نبأ تأجيل حفل توزيع جوائز آرييل.

لكنّ المديرة العامة لمعهد الفيلم المكسيكي الحكومي، ماريا نوفارو، ترى أن التحذيرات مبالغ فيها. وأوضحت: "يقول ديل تورو إن السينما المكسيكية انتهت، في عام شهد إنتاجات أكثر من أي وقت مضى"، مشيدة بـ"الرقم القياسي" من الإنتاجات المكسيكية الذي بلغ 256 فيلماً عام 2021.

وأضافت نوفارو: "حصل 56 في المائة من هذه الإنتاجات على دعم من المال العام" حيث يخصص معهد الفيلم المكسيكي 900 مليون بيزو (45 مليون دولار) سنوياً لتمويل السينما المكسيكية. وتابعت قائلة: "من الجيد أن نتفليكس تنتج الكثير من المحتوى في المكسيك. لكنها لا تحل محل ما يفعله معهد الفيلم المكسيكي".

عاشت السينما المكسيكية عصراً ذهبياً بين ثلاثينيات القرن الماضي وخمسينياته، مع نجوم كبار من أمثال دولوريس ديل ريو وبيدرو أرمينديريس. لكن القطاع مرّ بفترة ركود قبل أن يشهد انتعاشاً، خصوصاً بفضل أعمال "الأصدقاء الثلاثة" في السنوات الأخيرة.

وباتت السينما المكسيكية لامركزية ومتنوعة، بحسب نوفارو، ما يعكس أولويات الرئيس أندريس مانويل لوبيز أوبرادور لمساعدة المكسيكيين الفقراء والسكان الأصليين.

وقالت نوفارو إنه منذ عام 2019 كان هناك برنامج لتشجيع السينما الخاصة بالسكان الأصليين والمنحدرين من أصول أفريقية، مع إنتاج 56 فيلماً من هذا القبيل. وأضافت: "بدأت تظهر أفلام عن الهجرة من منظور المهاجرين من السكان الأصليين أنفسهم".

 

العربي الجديد اللندنية في

25.12.2022

 
 
 
 
 

آفاتار الجديد /2:

سرد متداخل سيريالي وتصوير تحت مائي مبهر وسينما جديدة غير تقليدية  تؤكد عبقرية المخرج:

ترجمة واعداد وتعليق وتقديم:

م.مهند النابلسي*

*بعد أكثر من عقد من صد "النافي" للغزو البشري لباندورا ، يعيش جيك سولي كرئيس لعشيرة أوماتيكايا وينشئ عائلة مع نيتيري ، والتي تضم أبنائه ، نيتيام ولواك. ابنته البيولوجية توك ؛ ابنته بالتبني ، كيري (ولدت من الصورة الرمزية نافي الخاملة المسماة غريس أوغسطين) ؛ وفتى بشري اسمه سبايدر ، ابن العقيد مايلز كواريتش الذي ولد في باندورا ولم يتمكن من نقله إلى الأرض في حالة تجمد بسبب صغر سنه. مما أثار استياء نافي ، ثم هناك عودة البشر وإقامة قاعدة عمليات رئيسية جديدة تسمى مدينة بريدجهيد لإعداد باندورا للاستعمار ، حيث تموت الأرض. ومن بين الوافدين الجدد ، المؤتلفون ، وتجسيدات Na'vi المزروعة بعقول وذكريات مشاة البحرية المتوفين ، مع Quaritch المؤتلف كقائد لهم.

*****

ينتهي الأمر "بجيك وكواريتش ونيتيري وتوك" داخل السفينة الغارقة. حيث يخنق جيك كواريتش ويتسبب في فقدان وعيه لكن يتم إنقاذه من قبل لواك وباياكان ، وتستدعي كيري مخلوقات بحرية لمساعدتها في إنقاذ نيتيري وتوك. ثم يجد Spider وينقذ Quaritch ، لكنه يتخلى عنه بسبب قسوته وينضم إلى عائلة Jake. وبعد جنازة نيتيام ، أبلغ جيك تونواري ورونال بقراره مغادرة ميتكايينا. ومع ذلك ، فإن Tonowari يعرفه باحترام على أنه جزء من العشيرة ويرحب بعائلته للبقاء. يقبل جايك وعائلته حياة جديدة في البحر ويشكّلونها ، وتعهد جيك بمواصلة محاربة الغزاة البشريين.

*****

يتشاجر لواك مع أونونج شقيق تسيريا. وعندما يعود للاعتذار من إصرار جيك ، فيغريه أونونغ وأصدقاؤه للذهاب في رحلة إلى أراضي حيوان مفترس بحري خطير ويتركونه عالقًا.هناك ثم يتم إنقاذ Lo'ak من قبل Payakan ، وهو tulkun ، الذي هو نوع ذكي ومسالم من الحيتان يعتبره Metkayina بمثابة عائلته الروحية ويصادقه. وعند عودته ، يأخذ لواك اللوم على نفسه ، ويكسب صداقة أونونج ، لكن قيل له إن باياكان منبوذ بين جنسه. وأثناء رحلة خاصة إلى شجرة الروح في Metkayina ، ترتبط كيري بها لمقابلة والدتها ولكنها تعاني من نوبة صرع عنيفة حينها. وقد شفاها رونال بقدراته الخاصة، ولكن عندما اتصل جيك بنورم سبيلمان وماكس باتيل للمساعدة ، كان كواريتش قادرًا حينئذ على تعقبهم إلى الأرخبيل حيث يعيش شعب الشعاب المرجانية. وقد أحضر العنكبوت الخاص معه ، ثم يقود سفينة صيد الحيتان التي تصطاد التولكون لجني إنزيمات الدماغ بغرض خلق علاجات مضادة للشيخوخة تسمى أمريتا/ في تشابه غير مقصود ربما مع حبكة فيلم "دون" /2021 والتنويه بأثر البهارات المكتشفة في الكوكب الصحراوي "الكثيب" الحافل بالأفاعي الضخمة ودورات الكثبان الرملية الماحقة لاعادة الشباب وتأهيل السكان للسفر عبر الزمن/. ثم يبدأ Quaritch في استجواب القبائل الأصلية بوحشية حول موقع Jake ؛ وعندما فشل  في ذلك ، فإنه يأمر طاقم صيد الحيتان بقتل التولكون بشكل تعسفي من أجل إخراج جيك. ويربط هنا لواك ذهنيًا بباياكان ويتعلم أن طولكون قد طُرد منه لأنه خالف طرق جنسه وهاجم صائدي الحيتان الذين قتلوا أمه:

*****

****ناقد ReelViews جيمس بيراردينيلي وصف طريقة الماء بأنها "رائعة" ، قائلاً إنها "قد لا تكون الصورة المتحركة الأكثر تعقيدًا أو صرامة من الناحية الفكرية ، لكنها تمثل ما تعنيه كلمة" سينمائية "اليوم." وصرح بأنه "لن يتمكن أبدًا من وصف القفزة إلى الأمام التي اتخذتها تحفة The Way of Water بشكل كافٍ" وأنا اميل لنفس الطرح وأؤكد أنها قفزة خارقة بامتياز  وأنها "أقرب إلى الواقع الافتراضي كما يمكن الحصول عليه في السينما." ثم قال إن "السرد العام له صفة مألوفة يمكن توقعها" لكن "القصة جذابة بما فيه الكفاية وجميع الشخصيات لها أقواس وسمات خاصة بها.وأزيد بانها تتماثل لحد بعيد مع شخصيات سلسلة "حرب النجوم" المدروسة جيدا.

*****

*****في المقابل ، انتقد بيتر برادشو الناقد في صحيفة The Guardian "الحبكة اللطيفة اللاذعة" وأشار إلى أنه على الرغم من التغيير في الإعداد ، "لا توجد صورة مرئية واحدة مثيرة للاهتمام".وانا كناقد مختص بسينما الخيالي العلمي لا أوافقه الرأي اطلاقا وأجد وجهة نظره متسرعة وغير واقعية ،ثم وصفها ميك لاسال ، المراجع في سان فرانسيسكو كرونيكل ، بأنها "قصة مدتها ساعة واحدة في حقيبة مدتها 192 دقيقة" وربما هو محق نوعا ما في هذا الطرح، حيث ان الشريط طويل جدا لكنه ليس مملا، مع الإقرار بأنها "تبدو جيدة جدًا" وبالغة الدهشة والجاذبية والابهار، وتضم "أحد أفضل استخدامات تقنيةالأبعاد الثلاثية حتى الآن ، مع العناصر المرئية التي يبدو أنها قد تم تصورها في ثلاثة أبعاد. " واستطرد بلا معنى قائلا: انها تجربة تضيق الأفق – في مشهد حزين لمخرج سينمائي عظيم "فريد من صنفه" عكس مسار طريق مسدود إبداعي وكأنه يخرج مغامرا لاطار مشهدي سيريالي يخرج من حدود السينما والفانتازياالتقليدية لآفاق خارقة  بحق  يصعب وصفها بكلمات وجمل نمطية /هذه وجهة نظري/!

*****

ومرة أخرى ، لا مثيل لـ [كاميرون] في تقديم مسح إيكولوجي وإثنوغرافي لعالم خيالي مختلق عميق، يمثل المفهوم الجديد لسرد الخيال العلمي بأكمله ، ولكنه جديد جذاب وممتع وخارق!.

*****

Avatar: The Way of Water تكافئ الانتظار الطويل بمجموعة من المؤثرات الخاصة للمشاهد السينمائية المدهشة.

********AVATAR: THE WAY OF WATER

PG-13 2022, Sci-fi/Adventure, 3h 12m

78%

TOMATOMETER

362 Reviews

93%

AUDIENCE SCORE

*****

كان هناك الكثير من النقاشات حول التأثير الثقافي لفيلم "Avatar" مؤخرًا ، حيث سيطر الأبطال الخارقون على العقد الأخير من ثقافة البوب ​​بطريقة استحواذية وقد سمحت للناس بنسيان Na'vi. لكن أثناء مشاهدة فيلم Avatar: The Way of Water ، تذكرت كيف أصبحت آلة هوليوود غير شخصية على مدار العقود القليلة الماضية وعدد المرات التي أظهرت فيها الأفلام الرائجة التي تؤثر حقًا على الشكل واللمسة الشخصية لمنشئها. فكر في كيف أن أكبر وأفضل أفلام جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ لم يكن من الممكن أن يصنعها أي شخص آخر. لذا فأفاتار الثاني هذا:"Avatar: The Way of Water" هو أحد أفلام جيمس كاميرون الرائجة الجديدة، من خلال بصمته الخاصة التي لا يمكن لغيره أن يضعهاأو ان يحاول تقليدها!

*****

ثم يجب تحذير المشاهدين من أن أذن كاميرون للحوار لم تتحسن فهو لا ينصت الا لنفسه ولهواجسه الابداعية- هناك ، فبعض الأسطر الحوارية بالتأكيد ستكسب ضحكًا غير مقصود - ولكن هناك شيئًا ساحرًا تقريبًا حول مقاربته للشخصية ، وهو أسلوب يجمع بين رواية القصص القديمة والتكنولوجيا المتقدمة. حيث غالبًا ما تشوش الأفلام الضخمة عوالمها بأساطير أو قصص خلفية /زائدة/ غير ضرورية ، في حين أن كاميرون يفعل ما يكفي لضمان بقاء هذا العالم المستحيل مرتبطًا به/كماركة مسجلة خالدة/. فقد تكون موضوعاته الأعمق عن البيئة والاستعمار ضحلة جدًا ومعروفة بالنسبة لبعض المشاهدين المتبصرين– لكن الطريقة التي يتعاون بها مع عناصر ثقافة السكان الأصليين يمكن اعتبارها مشكلة حضارية- ولن أجادل ضد ذلك. ولكن إذا كانت العائلة تستخدم هذا كنقطة انطلاق للمحادثات حول هذه الموضوعات الجدلية، فإنها تكون أكثر إيجابية من معظم الأفلام الرائجة التي لا تقدم أي غذاء للتفكير العميق الايجابي.التفاعلي الهادف.

*****

ينقل الجزء الأوسط من الفيلم تركيزه بعيدًا عن سولي / كواريتش إلى أطفال المنطقة حيث يتعلم أولاد جايك طرق عشيرة الماء الدارجة.: أخيرًا ، يبدو أن عالم "Avatar" يتوسع بطرق لم يتوسع بها الفيلم الأول.اطلاقا في حين أن هذا الفيلم كان يركز بشكل أكبر على قصة واحدة ، يربط كاميرون هنا معًا عدة قصص هنا بطريقة أكثر طموحًا ومكافأة في النهاية. في حين أن بعض الأفكار وتطورات الحبكة - مثل اتصال Kiri بـ Pandora أو "قوس/نمط" شخصية جديدة تُدعى Spider (Jack Champion) - هي في الغالب عبارة عن إعداد سردي تقديمي للأفلام المستقبلية القادمة، فإن المشروع بأكمله أصبح أكثر ثراءً من خلال إنشاء لوحة قماشية عجيبة أصيلة زاهية أكبر لسرد القصص.الجديدة الشيقة (خالقا لها ماضي وحاضر ومستقبل متوقع )...بينما يمكن للمرء أن يجادل بأنه يجب أن يكون هناك خط "بطل / خصم" أقوى من خلال فيلم يتجاهل ربما كلاً من Jake & Quaritch لفترات طويلة ، إلا أنني سأعتقد أن هذه المصطلحات غامضة عن قصد هنا. فبطل الرواية هو العائلة بأكملها وحتى الكوكب الذي يعيشون عليه ، والشخص المضاد /الاعتباري/هو كل "شيء وكائن" يحاول تدمير العالم الطبيعي الانسيابي هذا والكائنات المرتبطة به.

*********** يتوقف الجزء الأكبر من "Avatar: The Way of Water" على نفس السؤال الذي تطرحه سارة كونور في سلسلة أفلام "Terminator" – أهو "قتال أم هروب" من أجل العائلة؟ هل تهرب وتختبئ من العدو القوي لمحاولة البقاء آمنًا أو الانعطاف بشجاعة ومحاربة الشر الجائر؟ في البداية ، يأخذ Jake الخيار الأول ، ويقودهم إلى جزء آخر من Pandora ، حيث يتم افتتاح الفيلم عبر أحد هواجس كاميرون الطويلة:الماء H2O. فقد تم استبدال الألعاب البهلوانية "الجوية/الهوائية" للفيلم الأول بألعاب تحت الماء هنا في منطقة يديرها Tonowari (Cliff Curtis) ، زعيم عشيرة تسمى Metkayina.  وهو نفسه رجل عائلة ملتزم– حيث تلعب "كيت وينسلت" دور زوجته - فيشعر تونواري بالقلق من الخطر المتوقع الذي يمكن أن يجلبه زوار Na'vi الجدد ولكن لا يمكنهم إبعادهم. مرة أخرى ، فيلعب كاميرون ويناور بذكاء مع الأسئلة الأخلاقية حول المسؤولية في مواجهة شر قوي طاغي، وهو أمر يتكرر في مجموعة من الصيادين التجاريين من الأرض. إنهم يجرؤون على اصطياد حيوانات مائية مقدسة في تسلسلات مذهلة عليك خلالها تذكير نفسك بأنه لا شيء مما تشاهده حقيقي.وانما فانتازيا خالصة...تبدو كحلم سيريالي كابوسي طويل ربما!

************ ينكسر نعيم العائلة عند عودة `` أهل السماء '' ، بما في ذلك نسخة أفاتار Na'vi للعقيد مايلز كواريتش (ستيفن لانغ) ، الذي جاء لإنهاء ما بدأه ، بما في ذلك الانتقام من جيك لموت واختفاء شكله البشري. ليعود برفقة مجموعة من جنود سابقين بشريين ، فالآن هو ما يسمى بنآفي الذي يواجه الخصوم الرئيسيين للفيلم ، لكنهم ليسوا الوحيدين. مرة أخرى ، يتهم  فيلم Avatar: The Way of Water العسكريين الذين يدمرون الكوكب وهم بمثابة البشر في هذا الكون بأنهم الأشرار الحقيقيين (في تماثل ربما مع غزو جيوش أمريكا لبلدان مختلفة )، لكن دوافع الأشرار تكون ضبابية في بعض الأحيان. ثم في منتصف الطريق تقريبًا ، أدركت أنه ليس من الواضح تمامًا سبب عزم Quaritch على صيد Jake وعائلته ، بخلاف الحبكة المرغوبة ، ومع كون "لانغ" جيد في اللعب بجنون لافت.

************** ربما ليس على الفور. يكافح فيلم "Avatar: The Way of Water" لإيجاد موطئ قدم له في البداية ، مما يعيد المشاهدين إلى عالم Pandora "السيريالي الآخاذ" بطريقة روائية عالية. حيث يمكن للمرء أن يقول أن كاميرون يهتم حقًا بالجزء الأوسط من هذا الفيلم لبناء العالم المدهش الجديد، والذي يعد أحد أعظم إنجازاته ، لذلك يندفع عبر بعض الإعدادات "المجهدة" للوصول إلى الأشياء الجيدة "المبهرة". لكن قبل ذلك ، كنا نلحق بجيك سولي (سام ورثينجتون) ، وهو إنسان أصبح الآن "نافيًا" بدوام كامل ويتعاون مع نيتيري (زوي سالدانا) ، الذي أسس معها عائلة. لديهما ولدان - نيتيام (جيمي فلاترز) ولواك (دالتون بريطاني) - وابنة تدعى توك (ترينيتي جو لي بليس) ، وهما أوصياء على كيري (سيغورني ويفر) ، نسل شخصية ويفر من أول فيلم

*************** جيمس كاميرون يريدك أن تصدق. أن الفضائيين يقتلون ويبيدون الآلات ، كما يمكن للبشرية أن تهزم "السايبورغ" الذي يسافر عبر الزمن ، ويمكن للفيلم أن ينقلك إلى كارثة تاريخية كبيرة. من نواحٍ عديدة ، هكذا أصبح كوكب باندورا في فيلم "Avatar" أكثر طموحًا لمشاركة هذا الاعتقاد في قوة السينما البصرية.، فهل يمكنك ترك كل شيء في حياتك خلفك وتجربة فيلم بطريقة تزداد صعوبة في عصر يتسم بهذا القدر من الإلهاء الكثير المتنوع؟ مع تقدم التكنولوجيا ، دفع كاميرون حدود قوته في الإيمان إلى أبعد من ذلك ، حيث لعب مع 3D  متطور للغاية، مع معدل الإطار التصويري البديع العالي ، والألعاب الأخرى الجديدة المبتكرة التي لم تكن متاحة عندما بدأ حياته المهنية. ولكن أحد الأشياء العديدة الرائعة حول "Avatar: The Way of Water" هو كيف يتجلى هذا الاعتقاد في الموضوعات التي استكشفها كثيرًا من قبل. فهذا الفيلم الترفيهي ليس إعادة عرض لفيلم "Avatar" كما يتوقع، ولكنه فيلم يمكن للمعجبين فيه اختيار عناصر موضوعية خاصة وحتى بصرية لأفلام "Titanic" و "Aliens" و "The Abyss" و "The Terminator". هكذا يبدو الأمر (والغريب ان معظم اليوتيوبرز العرب المتبجحين لم ينتبوا لهذه الباقة من الأفلام المؤثرة ، بل أن بعضهم قارنه نسبيا مع فيلم توبجن لتوم كروس حيث لا توجد معه اوجه شبه اطلاقا)! وكما لو أن كاميرون قد انتقل إلى باندورا إلى الأبد مستوطنا وجلب معه كل ما يهتم به. (من الواضح أيضًا أنه لا ولن يغادر أبدًا.) حيث يدعو كاميرون المشاهدين إلى هذا العالم المحقق بالكامل لرحلة "سياحية" ممتعة مع العديد من الصور الملونة المذهلة ومشاهد الحركة التي يتم عرضها بشكل مذهل وغير مسبوق بحيث يتلاشى كل شيء آخر.وندخل جميعا في نفق آخاذ جديد اسميه اصطلاحا "ما بعد سينما الخيال العلمي" أي سينما المستقبل: التي ستكون ربما نموذجا لتقليد باقي المخرجين الكبار، اللذين سيعجبهم هذا النمط الجديد ،لكن بصمة كاميرون "الاخراجية" ستبقى خالدة لتدخل تاريخ السينما بلا تبجح!

*في الختام قد يبدو سرد تفاصيل الشريط  حارقا ومشوها للحبكة الدرامية السردية المعقدة للفيلم ولكني وجدته ضروري لتوضيح خفايا الصورة السينمائية المتداخلة والمشوشة ربما لبعض المشاهدين راجيا أن أكون قد نجحت في ذلك!

*في الخلاصة فهذا الفيلم المدهش حقا يطرح ثيمات هامة مثل تقديس الأطفال  وقيم التنشئة العائلية والانتماء ، في زمن يدعو فيه ساسة الغرب الكبار  لاطلاق وتحفيز المثلية الجنسية المرعبة، كما يؤكد على احترام الشعوب الأصلية وعدم المس بكياناتها ومواردها الطبيعية  المكتشفة والكامنة كما فعل الغرب المتوحش في الأمريكتين واستراليا وأفريقيا وبلاد العرب وباقي دول آسيا بالاستعمار والاستيطان ونهب الموارد واحتقار السكان الأصليين وتجارة العبيد، كما انه يسلط الأضواء على أهمية المحافظة على البيئة البحرية  الحيوية  المتوازنة بلا خطابة مملة مباشرة.، ناهيك  عن تقديره العالي لحس الاكتشافات العلمية الخارقة المفيدة لمستقبل اللانسانية ، كما أنه موجه للعائلة والصغار والمراهقين والكبار ، بالاضافة لقدرته الترفييهية العالية  بالاتغماس بالحبكة ومشاهدة اللوحات  التصويرية الاخاذة بنمط  تقنية الثلاثة دي كما لم نشاهدها بمثل هذا الجمال الخلاق قبل الان...ومأخذي الوحيد عليه ربما انه لم يكن يستحق مرور أكثر من عقد من الزمان ليصدر بهذا الشكل الخلاب/تقنيا وتصويريا/ ولا اعرف حقا لماذا انتظر المخرج كل هذا الوقت الطويل لاصدار تحفته هذه؟!   وكان ربما يتوجب اصدار كافة الأجزاء خلال عقد بعد صدور الفيلم الجزء الأول في العام 2009، وذلك لأن الزمن والتقادم يعمل ضد "العمل الابداعي" ويفقده بريقه وربما جمهوره الأصلي المتحمس ، لكني لاحظت من التعليقات الايجابية على الفيلم أن البعض ما زال متيما بالفيلم وينتظر بلهفة  صدور الأجزاء القادمة خلال هذا العقد ، وربما أكد هذا الابداع السينمائي  الخارق على عبقرية المخرج كاميرون الاستثنائية/الفريدة ووضعه باقتدار في مستوى عظماء المخرجين العالميين منذ نشئة السينما.وحتى الان.

*كاتب وباحث سينمائي/عمان-الأردن

 

موقع "الصفصاف" في

26.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004