مخرجون عرب يطرقون باباً واحداً اسمه «الأوسكار»

يحتشدون لفرصة الفوز بتحقيق الحلم الكبير

لندن: محمد رُضا

   
 
 
 
 
 
 

هناك تسعة مخرجين عرب على موعد مهم خلال الأشهر المقبلة. ففي التاسع من فبراير (شباط) 2023 تُعلن القائمة القصيرة للأفلام العالمية التي سيتم التصويت على خمسة منها لكي تدخل نطاق مسابقة الفيلم الدولي.

هؤلاء المخرجون هم السعودي محمد السلمان والجزائري رشيد بوشارب والعراقي شوكت أمين كوركي والأردنية دارين سلاّم والمخرجان الزوجان جوانا حاجي توما وخليل جريج والمغربية مريم توزاني والفلسطينية مها الحاج والتونسية أريج سحيري.

في الواقع يمكن اعتبارهم ثمانية على أساس أن لديهم ثمانية أفلام فقط وليس تسعة. هذا لأن اللبنانيان جوانا حاجي توما وخليل جريج يعملان معاً منذ فيلمهما الروائي الأول «البيت الزهر» سنة 1999 وفيلمهما المتقدّم لنيل حظّه المنتظر في هذه المسابقة هو فيلمهما الحادي عشر.

هما وباقي المخرجين المذكورين، باستثناء الجزائري رشيد بوشارب، لم يسبق لهم دخول معترك الأوسكار من قبل. ويقفون، بالتالي، على خط واحد من الاحتمالات حتى الآن.

{أغنية الغراب}

أما الأفلام التي دخلوا بها هذا المحراب فهي «أغنية الغراب» لمحمد السلمان و«إخوتنا» لرشيد بوشارب و«الامتحان» لشوكت أمين كوركي و«فرحة» لدارين سلّام و«دفتر مايا» لجوانا حاجي توما وخليل جريج و«القفطان الأزرق» لمريم توزاني و«حمي البحر المتوسط» لمها حاج و«تحت شجرة التين» لأريج سحيري.

بتفكيك هذه الأفلام ومعطيات مخرجيها نلحظ أن غالبية المخرجين هم من الإناث: جوانا حاجي توما ومها الحاج وأريج سحيري ومريم توزاني ودارين سلاّم. بينما لا يصنع هذا وحده أي حظوة أو تحبيذ، إلا أنه يساعد المصوّتين في أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في هوليوود على وضع نقطة اعتبار في البال إذا دخل أحد هذه الأفلام ذات الإخراج النسائي إلى مرحلة القائمة القصيرة.

الجو العام المحبّذ للمرأة في مجال الإخراج حول العالم، هذه الأيام، والعدد الكبير من النساء عضوات الأكاديمية يساعد على هذا التبني لكن قيمة الفيلم بحد ذاته هي التي ستتغلب. هذا ومدى قوّة الأفلام غير العربية المتنافسة على المسابقة ذاتها. هذا عامل ما يتناساه المراقبون والنقاد عادة.

بالنسبة لفيلم «أغنية الغراب» هو سادس اشتراك يمثل المملكة العربية السعودية. وكانت الترشيحات السعودية لجوائز الأكاديمية بدأت سنة 2013 عندما تم تقديم «وجدة» لهيفاء المنصور كأول دخول سعودي لترشيحات مسابقة الفيلم الدولي (كان يُسمى «الأجنبي» حينها). المحاولة التالية كانت عبر «بركة يقابل بركة» لمحمد صبّاغ بعد ثلاث سنوات وبعد ثلاث سنوات أخرى تم تقديم فيلم آخر لهيفاء المنصور هو «المرشّحة المثالية». في العام التالي، 2020. شاركت شهد أمين بفيلمها «سيدة البحر» وفي العام الماضي وجدنا السعودي عبد العزيز الشلاحي يقدّم فيلمه «حد الطار» لدخول المسابقة.

ولا واحد من هذه الأفلام تقدّم للخطوة التالية وهي الترشيحات الرسمية، لكنها أوجدت موقعاً لسينما شابّة ولمخرجين يملكون الطموح المطلوب لتحقيق أفلام تتيح لهم مثل هذه الفرصة.

ملاحظة عراقية

بالنسبة للسينما العراقية وجدناها ترسل من عام 2005 عشرة أفلام حتى عام 2001. هذه السلسلة من الاشتراكات بدأت بفيلم «قدّاس الثلج» لجميل رستامي الذي كان، في الواقع فيلماً مشتركاً مع إيران. في العام التالي أرسل محمد الدراجي فيلمه «أحلام» تلاه في سنة 2007 المخرج جميل رستامي بفيلم عراقي بالكامل هو Jani Gal.

تواصلت هذه المحاولات من عام 2010 عندما عرض محمد الدراجي «ابن بابليون»، تلاه، في سنة 2014 المخرج باتن غوبادي بفيلم «ماردان» ثم فيلم «ذكريات الحجر» لشوكت أمين كوركي سنة 2015 (ما يجعل اشتراكه هذا العام هو الثاني له) و«الكلاسيكو» إخراج حالكوت مصطفى (2016) ثم «العاصفة السوداء» لحسين حسّان (2017) و«الرحلة» كثالث اشتراك لمحمد الدراجي (2018) و«أوروبا» لحيد رشيد (2021).

لم ينتج عن هذه الاشتراكات أي ترشيح رسمي، وبالتالي لم يخرج أحدها بأي جائزة، لكن الملاحظة هنا هي أن أفلام محمد الدراجي هي الوحيدة الناطقة بالعربية والمنتجة خارج كردستان. باقي الأفلام كانت من إخراج سينمائيين كرد ونطقت بالكردية (ولو أن «العاصفة السوداء» جمع بين اللغتين).

بالنسبة للأردن عدد أفلامها المقدمة سابقاً خمسة وذلك من عام 2015 عندما تقدّم ناجي أبو نوّار بفيلمه «ديب» ووصل عبره إلى الترشيحات الرسمية. بعد ذلك تكررت المحاولات مع «كابتن أبو رائد» لأمين مطالقة (2008) و«3000 ليلة» لمي المصري (2016) ثم «200 متر» لأمين نايفة 2020) بلا نتيجة مرضية.

وحدث في العام الماضي أن تم تقديم ثم سحب فيلم «أميرة» للمصري محمد دياب بسبب موضوعه الذي لم ترضَ عنه الدولة التي تقدّم الفيلم باسمها.

لبنان كان له باع كبير من التجارب: 17 فيلماً منذ سنة 1998 (عندما عرض زياد الدويري «بيروت الغربية») وحتى العام الماضي عندما شارك «كوستا برافا ليبانون» بالترشيحات الأولى. معظم هذه الأفلام التي تم إرسالها للأكاديمية لتمثل لبنان كانت جيدة، مثل «سكر بنات» لنادين لبكي (2007) و«تحت القصف» لفيليب عرقتنتجي (2008) «القضية 23» لزياد الدويري (2017) لكن ما هو جيد خارج إطار الترشيحات قد لا يكون جيداً بما فيه الكفاية داخلها.

الفوز الوحيد

المغرب دخلت الترشيحات 17 مرّة أيضاً بدءاً بفيلم الراحل سهيل بن بركة «عرس الدم» سنة 1977. إحدى عشر سنة من الغياب مرّت قبل أن يقدّم نبيل عيّوش فيلمه «مكتوب» ثم توالت الأفلام الأخرى وإحداها فقط وصل إلى «القائمة القصيرة» وهو «عمر قتلني» لرشدي زم. آخر المحاولات جرت في العام الماضي مع «علي صوتك» لنبيل عيّوش الذي بقي خارج الترشيحات الرسمية.

حظ فلسطين كان أوفر بسبب المخرج هاني أبو أسعد الذي دخل الترشيحات الرسمية مرّتين الأولى سنة 2005 بفيلم «الجنّة الآن» والثانية سنة 2013 بفيلم «عمر». باقي الترشيحات السابقة (9) بقيت خارج الاعتبار بينها فيلم أبو هاني الثالث «يا طير الطاير» (2016) وفيلم إيليا سليمان «لا بد أنها الجنّة» (2019).

شاركت السينما التونسية منذ عام 1995 (بفيلم «السحر» لعز الدين ميليتي) بتسعة أفلام فشلت جميعها في الوصول إلى الترشيحات الرسمية باستثناء «الرجل الذي باع ظهره» لهنية بن كلثوم قبل عامين. الحظوظ والآمال ارتفعت كثيراً آنذاك لكن الجائزة ذهبت إلى الفيلم السويدي Another Round لتوماس فنتربيرغ.

أما السينما الجزائرية فهي الوحيدة التي كان لها أعلى رقم من الاشتراكات (24 اشتراكاً حتى الآن) وتمتعت بأعلى كم من الترشيحات الرسمية (4) وبالفوز الفعلي الوحيد بين الأفلام العربية الأخرى.

فوزها ذاك حدث باكراً عندما انتزع فيلم Z للمخرج الفرنسي كوستا - غافراس أوسكار أفضل فيلم أجنبي. حقق غافراس فيلمه السياسي هذا لحساب الجزائر التي موّلته. كذلك موّلت فيلم الإيطالي الراحل إيتورا سكولا «قاعة الرقص» (1963) الذي حاز على ترشيح رسمي كذلك حال فيلم رشيد بوشارب «غبار الحياة» (1995) ثم كرر ذلك بفيلمه التالي «بلديون» (أو «أيام المجد») (1995). في عام 2010 نجح في الوصول إلى الترشيحات للمرّة الثالثة بفيلمه «خارجون عن القانون» بذلك يكون المخرج العربي الأول في عدد الأفلام التي وصلت إلى الترشيحات الرسمية.

 

المشهد: إلى العالمية

> لا يكاد يمر أسبوع من دون أن أقرأ أن هذا المخرج وصل أو هو على أهبة الوصول، ربما بعد ساعات أو أيام معدودة، إلى العالمية.

> تُعامل «العالمية»، كما لو كانت مدينة تطير إليها وتحط في مطارها أو تركب القطار فتصل إلى محطتها. أو كما لو كانت بيت صديق تذهب إليه بالتاكسي وبعد ربع ساعة... أنت عالمي.

> بالأمس القريب قرأت تصريحاً صحافياً لممثلة تقول: «أحلم بالعالمية وعندي الكثير من الطموح والإرادة وهذا أهم شيء». مخرج قال: «هذا الفيلم الجديد لي هو طريقي للعالمية».

هل من الممكن أن «ندوزن» هذا الكلام جيداً ونفرّق بين الطموح والخيال؟ العالمية ليست باباً تطرقه برغبتك وحدها. دونها عشرات العوامل (ولا أريد أن أقول العقبات) التي تعترض الطريق أو تتطلب ما قد لا يملكه المخرج أو الممثل من قدرات.

> ربما كان الممثل يحتاج إلى فيلم عالمي يتم تصويره في بلد عربي كما حدث مع عمر الشريف حين طلبه ديفيد لين لدور رئيسي في «لورنس العرب». ربما بحاجة لوكيل أعمال له مكانة استثنائية في هوليوود. أو كانت لدى المخرج علاقات قوية تعود لسنوات من السعي. لكن لا شيء يقع مباشرة تبعاً للرغبة أو التمنّي.

> الأمر نفسه بالنسبة للممثل. كان عليك أن تشق طريقك باكراً عبر إنجاز أفلام توزّع عالمياً ويكون لديك وكيل أعمال يراك دولارات يمكن كسبها. عدا ذلك أنت محكوم عليك بالبقاء في حاضرتك سعيداً وحالماً.

> من ناحية أخرى، لا يجب أن ننسى إنه ليست هناك ضمانات. قد تعمل بجد وتصل وقد تعمل بجد ولا تصل. قد لا تعمل بجد وتصل، وقد لا تعمل بجد ولا تصل.

م. ر

 

الشرق الأوسط في

04.11.2022

 
 
 
 
 

صوت السينما الأوروبية يرتفع بجوائز الأكاديمية

أعلنت ترشيحاتها لهذا العام

لندن: محمد رُضا

أعلنت أكاديمية الفيلم الأوروبي لوائحها التمهيدية لجوائزها التي ستعلن في العاشر من الشهر المقبل. وتحتوي هذه اللوائح على ثلاث مسابقات تخص الأفلام وأربعة تخص السينمائيين.

تحتوي مسابقات الأفلام على مسابقة أفضل فيلم أوروبي وأفضل فيلم تسجيلي أوروبي، ثم أفضل اكتشاف أوروبي.

أما قسم السينمائيين فيتوزع على مسابقات أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل كاتب سيناريو وجوائز أخرى بتعداد الاختصاصات الفنية المختلفة.

إنها المناسبة الخامسة والثلاثين، إذ تم تأسيس هذه الأكاديمية سنة 1988 لأجل المساعدة في نشر الاهتمام بالفيلم الأوروبي. رئيس الأكاديمية حينها كان المخرج السويدي إنغمار برغمن ثم تولى الألماني فيم فندرس الرئاسة وتبعته البولندية أنييشكا هولاند التي ما زالت في موقعها حتى اليوم.

يبلغ عدد أعضاء الأكاديمية حالياً 4400 عضو فاعل. وتضم الأكاديمية 52 دولة شرق وغرب أوروبية. واحد وثلاثون منها تتمتع بوجود 20 مندوباً أو أكثر داخل الإدارة كأعضاء دائمين. من بين هذه الدول الواحد والثلاثين سويسرا والنمسا وفرنسا وألمانيا (المركز الدائم للأكاديمية) وروسيا والمجر والنرويج وكرواتيا وإسرائيل وفلسطين.

الاختيار الإسرائيلي مفهوم نظراً لانضمام إسرائيل كعضو أوروبي في الأساس، لكن الاختيار الفلسطيني غير مفهوم على النحو ذاته، وغالباً من باب التوازن السياسي أكثر منه من زاوية التبعية الأوروبية الفعلية.

معادلة صعبة

في واقعه، فإن الدور المنوط بجوائز أكاديمية الفيلم الأوروبي، يبدو مساعداً أكثر منه فاعلاً في نهاية المطاف. هو جزء من الحملة الكبرى للسينمات الأوروبية بأسرها لاستحواذ الاهتمام بها داخل بلدانها وخارج القارة الأوروبية كذلك.

هناك مؤسسات سويدية ودنماركية وفرنسية وسواها تعمل على تعزيز حضور أفلامها في الأسواق والمهرجانات العالمية كل سنة. الجهد يأتي جامعاً توزيع الأفلام وترويجها على مواقع الإنترنت وحضور المهرجانات وأسواقها التجارية. يشمل كذلك إقامة تظاهرات أو الاشتراك في المهرجانات الأميركية والكندية ودول غير أوروبية أخرى.

لكن هذا الجهد هو ملازم بدوره لجهد آخر يأتي في شكل المهرجانات الأوروبية ذاتها. مهرجانات مثل كارلوفي فاري التشيكي ولوكارنو السويسري وفينيسيا وبرلين و«كان» وروتردام ما زالت خير من يفيد السينمات الأوروبية وصناعاتها كونها أنجح على أكثر من سبيل.

إعلامياً، هناك حشد كبير من النقاد والصحافيين الذين يكتبون ما يكتشفونه في تلك المهرجانات.

فنياً، تضمن الجوائز الممنوحة في «كان» و«فينيسيا» وبعض المهرجانات الأخرى لا القيمة الممنوحة في إطار تلك الجوائز فقط، بل أيضاً قدرة تلك الأفلام على الخروج من إطار المهرجانات الأوروبية إلى التسويق العالمي، خصوصاً إذا ما نجحت في دخول جوائز الموسم وعلى رأسها الأوسكار.

على كل ذلك، كان لا بد لأوروبا أن يكون لها مثل هذا الاتحاد وما يوزعه من جوائز. صحيح أن الأميركي في تكساس لا يعرف عنها ولا الفلبيني في العاصمة مانيلا، على سبيل المثال، لكن تصوّر لو أن السينما الأوروبية ليس لديها جوائزها الخاصّة.

المشكلة التي تعترض كل هذا الجهد باتت تحصيل حاصل، وهي هيمنة الأفلام الأميركية على الأسواق الأوروبية بحيث تقتطع لنفسها ما لا يقل عن 50 في المائة من إيرادات السوق. هذا في حين أن حجم مبيعات الأفلام الأوروبية في السوق الأميركية لا يزيد عن 10 - 12 في المائة سنوياً.

خير دليل على أن جوائز الأكاديمية (وإلى جانبها جوائز أوروبية مثل سيزار الفرنسي وبافتا البريطاني) ما زالت تلعب دوراً إعلامياً أكبر من قدرتها على وضع السينما الأوروبية في أتون التسويق والتجارة هو أن الدورات السابقة كلها لم تلعب إلا ذلك الدور الإعلامي المتاح عبر ليلة توزيع جوائزها التي تهتم بنتائجها مواقع سينمائية تهتم عادة بأمور الصناعة والتسويق.

جمال مُهدد

لا بأس من إلقاء نظرة على أهم جوائز العام الماضي قبل أن ندلف إلى ما هو مرشّح من أفلام هذا العام.

في 2021 أعلنت الأكاديمية فوز فيلم «كيو فاديس، عايدة؟» للمخرجة البوسنية ياسميلا زبانيتس بجائزة أفضل فيلم والمخرجة ذاتها نالت جائزة أفضل ممثل عنونة عن الفرنسية جوليا دوكورناو عن «تيتان» والروماني ورادو جود عن Bad Luck Banging or Loony Porn والإيطالي باولو سورنتينو عن «يد الله» والفرنسي فلوريان زَلر عن «الأب» (تم تقديمه كفيلم بريطاني).

بطلة «كيو فاديس، عايدة»، ياسنا دوريفيتش انتزعت جائزة أفضل ممثلة وذهبت جائزة أفضل ممثل إلى أنطوني كوين عن «الأب».

هذا العام الحشد يختلف بطبيعة الحال، وذلك على النحو التالي:

الأفلام

Alcarràs: فيلم من إنتاج إسباني- إيطالي مشترك من إخراج كارلا سيمون حول عائلة تعيش في قرية صغيرة تفيق يوماً على أن صاحب الأرض الذي تعمل في زراعتها مات وابنه ينوي بيعها لملاك جدد. بذلك يصبح حتمياً على العائلة البحث عن حياة جديدة في مكان آخر.

Corsage: دراما من إنتاج فرنسي- ألماني حول حياة إمبراطورية النمسا إليزابيث في عام 1877.

كانت بلغت حينها الأربعين سنة. شعرت بأنها ستفقد جاذبيّتها بين رجال البلاط حولها وأن عليها أن تحافظ على صورتها الجميلة للأبد إذا استطاعت. الفيلم من إخراج الفرنسية ماري كروتزر.

Holy Spider: فيلم دنماركي - سويدي مع مساهمات فرنسية وألمانية للإيراني علي عباسي. موضوع الفيلم، كما شوهد في مهرجان «كان» الأخير يلاحق محاولات صحافية كشف اللثام عن جرائم قتل مسلسلة في مدينة مشهد ينفذها قاتل خفي يلاحق مومسات المدينة على غرار «جاك ذا ريبر» البريطاني.

Triangle of Sadness هو كوميديا ساخرة شوهدت أيضاً في «كان» من إخراج السويدي روبن أوستلوند هنا تراكم من الملاحظات حول حياة النخبة الثرية التي تلتقي فوق مركب فخم. المخرج هو ذاته الذي قدّم سابقاً «ذا سكوير» (The Square) وحشد فيه انتقادات في الإطار الاجتماعي ذاته.

المخرجون

ثلاثة من مخرجي القائمة أعلاه مرشحون في سباق أفضل مخرج وهم روبن أوستلوند وعلي عبّاسي وماري كررتزر.

المخرجان الباقيان هما البلجيكي لوكاس دونت عن فيلمه الدرامي «كلوز» والبولندي ييرزي سكولوموفسكي عن فيلمه المثير Eo.

الممثلون والممثلات

الممثلون والممثلات المتنافسون هنا ليسوا، في غالبيتهم، من المعروفين بين هواة السينما خارج الدول الأوروبية الرئيسية أو صانعي أفلامها. هنا تبرز قيمة هذه الجوائز بالنسبة للعاملين في حقول السينما الأوروبية أكثر مما تتبدّى في المجالات المذكورة سابقاً.

بالنسبة للممثلات لديها فيكي كريبس عن «كورساج» (فرنسا) وزار أمير إبراهيمي عن «هولي سبايدر» (دنمارك) وليا سيدو عن «صباح يوم ممتاز» One Fine Morning (فرنسا) وملتم قبطان عن «ربيعة كوماز ضد جورج و. بوش» (ألمانيا).

على الصعيد الرجالي، يتقدّم كل من بول مسكال عن Aftersun (بريطانيا) وإيدن دامبرين عن «كلوز» (بلجيكا) وإليوت كروست هوف عن Godland (دنمارك) وبيير فرانشسكو فافينو عن «نوستالجيا» (إيطاليا) وزلاتكو بوريتش عن «مثلث الحزن» (السويد).

 

الشرق الأوسط في

11.11.2022

 
 
 
 
 

ترشيح فيلم "أغنية الغراب" السعودي لمسابقة أوسكار

كتب- باسل عاطف

أُدرج فيلم "أغنية الغراب" السعودي ضمن الأفلام الكوميدية السوداء الساخرة، ليمثل المملكة في مسابقة أوسكار 2023، هذا ما كشف عنه المخرج السينمائي السعودي محمد السليمان.

وقال السليمان: أنا سعيد باختيار فيلمي الروائي الطويل الأول "أغنية الغراب" ليمثل السعودية سواء في الأوسكار أو بالمسابقة الرسمية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، فلا يوجد شعور أفضل من أن تمثل بلدك في مهرجانها السينمائي الأهم، وأن تتواجد أيضًا كممثل لها في ترشيحات الأوسكار بفيلمك الأول.

وأضاف: بعد هذا المشوار مع الأفلام القصيرة، وأول تجربة مع الأفلام الطويلة، من خلال "أغنية الغراب"، ضمن الأفلام الأربعة الفائزة في مسابقة "ضوء" لدعم الأفلام، كأول حصادٍ للسينما السعودية، في الوقت الذي يدخل فيه الفيلم تجربته الروائية الطويلة الأولى، وأحب أن يشاهده الجمهور ويتفاعل معه بالطريقة التي تعجبهم سواءً سلبًا أو إيجابًا.

وتابع خلال حديثه للعربية نت: "عندما قدمتُ على التجربة لم يكن لديّ توقعات، ولكنني قررتُ أن أقدم عملًا أحبه، وسط تطلعي لرؤية الناس والجمهور للفيلم، فتقديم عمل سينمائي ليس مقتصرًا على تحقيق الأرباح أو الجوائز إنما هو مادة ثقافية مهمة للشعوب".

المخرج السينمائي السعودي محمد السليمان

كاتب سيناريو ومنتج، نشط في صناعة الأفلام الناشئة السعودية، وعُرف بأفلامه القصيرة غير التقليدية، وفي بداية مشواره، ذكر أنه أخرج عدة أفلام وثائقية قصيرة حول شخصيات محلية، وكتابة وتحرير إعلانات إبداعية، قبل أن يُخرج في العام 2015 أول

فيلم قصير تجريبي بعنوان «من بين» الذي اُختير كـفلم الافتتاح بمهرجان الأفلام السعودية الدمام 2015، ثمّ عُرض في عدة مهرجانات سينمائية في أوروبا وأمريكا وكندا.

وحصل فيلم "من بين" على جائزة أحمد خضر للتميز في صناعة الفيلم العربي في مهرجان الأفلام الأوروبية المستقلة – باريس 2015، ثم جرى اختياره ضمن الـمشاركة الرسمية في مهرجان الفيلم الوطني لشباب – سياتل 2015، ومهرجان "فلم كويست – يوتا 2015"، ومهرجان الفيلم الأطلسي – كندا 2015، وشارك في مهرجان كان السينمائي 2015 ضمن ركن الأفلام القصيرة.

وفي العام 2017، كتب «محمد السلمان» وأخرج وأنتج فيلم «لسان»، الذي فاز بـ«جائزة لجنة التحكيم الخاصة» في مهرجان الفيلم السعودي، و"الجائزة الذهبية لأفضل فيلم" في مهرجان الأحساء للأفلام، كما شارك في "أيام الفلم السعودي" بـ لوس أنجلوس، كما عُرض للسلمان فيلمان في شبكة نتفليكس وهم "27 شعبان" و"ستارة"، ضمن مجموعة أفلام تحمل عنوان "6 شبابيك في الصحراء" وتم عرضهم في 190 بلدًا حول العالم.

 

الوفد المصرية في

07.11.2022

 
 
 
 
 

جيمى كيميل: اختيارى لتقديم الأوسكار للمرة الثالثة «شرف عظيم أو فخ»

«سينماتوغراف» ـ متابعات

كشف المذيع الأمريكي جيمى كيميل عن شعوره بعد اختياره كمقدم لـ جوائز الأوسكار في دورته الـ 95 الذى سيقام خلال العام المقبل 2023، حيث صرح  كيميل في بيان: “اختيارى لـ تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار للمرة الثالثة هو إما شرف عظيم أو فخ “، وأنهى كيميل البيان، قائلاً: “أنا ممتن للأكاديمية لسؤالي بسرعة بعد أن قال الجميع لا”.

تم الإعلان عن تقديم كيميل لـ الحفل من قبل الثنائى  Glenn Weiss وRicky Kirshner، المنتجين التنفيذيين لـ حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفقاً للتقرير الذى نشر على موقعفارايتي”.

على أن تكون هذه المرة الثالثة لـ كيميل الذى يقدم فيها حفل جوائز الأوسكار، حيث قدم من قبل عامى 2017 و2018.

جيمي كيميل هو مقدم برامج، ومنتج، وكاتب، وممثل صوتى وكوميدي أمريكي، من مواليد 13 نوفمبر من عام 1967، واشتهر جيمي بدوره كمقدم لبرنامج الحوار المسائي  “Jimmy Kimmel Live” الذي يعرض على قناة “ABC” منذ عام 2003.

كما قدم كيميل حفل جوائز الإيمي لعام 2012 وعام 2016، بالإضافة إلى تقديمه حفل جوائز الأوسكار خلال عامي 2017 و2018.

 

موقع "سينماتوغراف" في

07.11.2022

 
 
 
 
 

اختيار جيمى كيميل لتقديم حفل جوائز الأوسكار العام المقبل 2023

لميس محمد

سيقوم المذيع الأمريكى جيمي كيميل بـ تقديم حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته الـ 95 الذى سيقام خلال العام المقبل 2023، تم الإعلان عن تقديم كيميل لـ الحفل من قبل Glenn Weiss وRicky Kirshner، المنتجين التنفيذيين لـ حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفقًا للتقرير الذى نشر على موقع "variety".

على أن تكون هذه المرة الثالثة لـ كيميل الذى يقدم فيها حفل جوائز الأوسكار، حيث قدم من قبل عامى 2017 و2018.

جيمي كيميل هو مقدم برامج، ومنتج، وكاتب، وممثل صوتى وكوميدي أمريكي، من مواليد 13 نوفمبر من عام 1967، واشتهر جيمي بدوره كمقدم لبرنامج الحوار المسائي " Jimmy Kimmel Live " الذي يعرض على قناة "ABC" منذ عام 2003.

كما قدم كيميل حفل جوائز الإيمي لعام 2012 وعام 2016، بالإضافة إلى تقديمه حفل جوائز الأوسكار خلال عامي 2017 و2018.

 

اليوم السابع المصرية في

07.11.2022

 
 
 
 
 

إريك روبرتس : مارجوت روبي ستفوز بالأوسكار عن BABYLON

«سينماتوغراف» ـ متابعات

في مقابلة حديثة مع هوليوود ريبورتر، قال إريك روبرتس، الذي يلعب دور والد شخصية روبي في الفيلم القادم من إخراج داميان شازيل، إن الممثلة البالغة من العمر 32 عامًا “تقدم أفضل أداء لا يُصدق” في بابل، وتحدث كذلك عن أداءه الخاص في مهنة التمثيل.

وعند سؤاله عما إذا كان يشاهد أفلامه الخاصة بالفعل، اعترف روبرتس البالغ من العمر 66 عامًا – شقيق جوليا روبرتس ووالد إيما روبرتس – بأنه لا يشاهد عادةً عروضه الخاصة، قبل توضيح أنه شاهد بابل.

وقال روبرتس: “مارجوت روبي ستفوز بجائزة الأوسكار، لأنها تقدم أداء لا يصدق في بابل لم أراه في حياتي.”

وقارن الممثل أداء روبي بـ “العروض المثالية” لإليزابيث تايلور وساندي دينيس في فيلم 1966 Who’s Afraid of Virginia Woolf؟، مشيراً إلى أن تمثيل روبي في بابل “على هذا المستوى”.

وأضاف روبرتس: “لقد أذهلتني كثيراً ولم أصدق كم كانت رائعة كل دقيقة من كل يوم”.

 

موقع "سينماتوغراف" في

08.11.2022

 
 
 
 
 

جيمي كيميل سيقدم حفل أوسكار 2023

(رويترز)

سيقدم جيمي كيميل حفل توزيع جوائز أوسكار عام 2023، بعد عام من الجدل الذي أثاره الممثل ويل سميث الذي صفع مقدم حفل العام الماضي كريس روك.

وتأمل أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية التي تنظم الحفل أن يتمكن كيميل الذي استضاف حفلي أوسكار في 2017 و2018 من زيادة المشاهدات التلفزيونية المتراجعة، وإعادة اللباقة إلى الحدث، بعد أن صرف غضب سميث الانتباه عن حفل العام الماضي.

وكان حفل العام الماضي الذي بثته شبكة إيه بي سي، المملوكة لـ"والت ديزني"، صاحب ثاني أسوأ عدد مشاهدات عبر التلفزيون. لكن مقطع صفع سميث لروك على المسرح، بعد أن ألقى الأخير مزحة حول زوجة الأول، شاركه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وهيمن على عناوين الأخبار الرئيسية لأيام.

وقال كيميل في بيان ممازحاً: "دعوتي لتقديم حفل أوسكار لثالث مرة هي إما شرف عظيم أو فخ. وفي الحالتين، أنا ممتن للأكاديمية لأنها طلبت مني بسرعة تقديم الحفل، بعد أن رفض الجميع".

ويقام الحفل في 12 مارس/ آذار، على مسرح "دولبي" في لوس أنجليس.

وقال الرئيس التنفيذي للأكاديمية بيل كريمر، ورئيسة الأكاديمية جانيت يانغ، في بيان: "جيمي هو المقدم المناسب لمساعدتنا في تقدير الفنانين المبدعين والأفلام المذهلة في حفلنا الخامس والتسعين".

واعتذر سميث الذي فاز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "كينج ريتشارد" علناً للممثل الكوميدي كريس روك، بعد أقل من ساعة من الواقعة. وسميث ممنوع من حضور حفل أوسكار لعشرة أعوام، ولكنه ما زال مؤهلاً للترشح والفوز.

 

العربي الجديد اللندنية في

08.11.2022

 
 
 
 
 

جيمي كيميل مقدّم الأوسكار للمرّة الثالثة

نجوم/ الأخبار

للمرّة الثالثة، يتولّى الفكاهي جيمي كيميل تقديم احتفال توزيع جوائز الأوسكار المقبلة، بحسب ما أعلن أمس الإثنين منظمو الحدث الهوليوودي الشهير الذي يحاول التعافي من جدل شهدته دورته السابقة.

ويرى المنظمون في مقدّم البرامج البالغ 54 عاماً والذي يتولّى تقديم «جيمي كيميل لايف!» خياراً مناسباً لتقديم الدورة الخامسة والتسعين من احتفال توزيع جوائز الأوسكار التي اهتزّت صورتها خلال نسختها الفائتة عقب توجيه الممثل ويل سميث صفعة على المسرح للفكاهي كريس روك.

وقال جيمي كيميل ممازحاً في بيان إنّ «دعوتي لتقديم حفل الأوسكار للمرة الثالثة تشكّل إمّا تكريماً كبيراً أو فخاً. على أي حال، أنا ممتن للأكاديمية لطرحها اسمي بهذه السرعة بعد أن قال الجميع «كلا»...».

وسبق أن تولّى كيميل تقديم دورتَي 2017 و2018 من الحفلة الهوليوودية.

وخلال تقديمه دورة عام 2017، أُعلن بالخطأ أنّ العمل الفائز عن فئة أفضل فيلم هو «لا لا لاند» بينما كان الفيلم الفائز بالفعل هو «مونلايت».

وأشار كل من مدير الأكاديمية، بيل كرامر، ورئيستها، جانيت يانغ، إلى أنّ جيمي كيميل هو «العرّيف المثالي» للحفل.

وعلى كيميل أن يسعى إلى رفع نسبة مشاهدة الحدث التي تشهد تراجعاً منذ سنوات، لكنّها انتعشت إلى حدّ ما في الدورة السابقة.

وتُقام سهرة إعلان وتوزيع جوائز أكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية في 12 آذار (مارس) 2023 في«مسرح دولبي» في مدينة لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

 

الأخبار اللبنانية في

08.11.2022

 
 
 
 
 

هوليود ونظرية المؤامرة والحرب في أوكرانيا

هلسنكي ــ يوسف أبو الفوز

كثيرون، لا يعتبرون مصطلح (نظرية المؤامرة) مفهوما جديدا، رغم ان اضافته الى قاموس أكسفورد كانت في عام 1997 ــ بالإنجليزية Conspiracy Theor ‏ــ، فعلماء الاجتماع والنفس والتاريخ عرفوه واستخدموه كثيرا، وتداولوه في تفسير كثير من الاحداث، خصوصا المؤمنين بأن لا شيء يحدث بالصدفة، وان الأشياء مرتبطة مع بعضها. في العقود الأخيرة، ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي على تسويق هذا المفهوم للانتشار بشكل واسع.

ولم تغفل هوليود الامر، فقدمت تفسيرات لكثير من الاحداث تبعا لمفهوم المؤامرة، فشاهدنا أفلاما تناولت حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي جون كيندي 1963، فضيحة ووتر غيت 1972 وقبلها مصير الزعيم هتلر الذي انتحر 1945 وغيرها.

ويمكن القول ان حادث اغتيال كيندي، يعتبر من اهم الاحداث التي دفعت السينما والتلفزيون في هوليود لتبني تفسيرها تبعا لنظرية المؤامرة، فبعدها لم يعد من الصعوبة العثور على تفسيرات لأحداث سياسية دبرت من قبل (عدو خارجي) أو (عدو داخلي) متحالف مع نخب فاسدة.

عن اغتيال جون كنيدي سنجد أفلاما مثل فيلم (الإجراء التنفيذي ــ 1973) من اخراج ديفيد ميلر (1909–1992)، وساهم في كتابته كاتب السيناريو الأمريكي الشيوعي دالتون ترامبو (1905–1976)، الذي سبق وسجن لعام كامل مع غرامة من قبل محاكم التفتيش الماكارثية ووضع اسمه على القائمة السوداء لمنعه من العمل، فاضطر لكتابة العديد من الأعمال الناجحة بأسماء مستعارة، ومثل في هذا الفيلم نجوم كبار مثل برت لانكستر (1913–1994)، روبرت رايان (1909–1973)، ويل غير (1902–1978)واخرين، وكان اول فيلم امريكي يشكك في الرواية الرسمية لاغتيال كنيدي. أيضا هناك فيلم (جون كنيدي ــ 1991) من اخراج اوليفر ستون (مواليد 1946)، المعروف بميوله الليبرالية واعتبر ستون هذا افضل أفلامه، ومثل فيه نجوم كبار مثل كيفن كوستنر (مواليد 1955)، تومي لي جونز (مواليد 1958)، جاك ليمون (1925–2001)، ووالتر ماتاو (1920–2000) واخرين، وحصل الفيلم على ثمانية ترشيحات لجوائز الأوسكار وكان أحد أكثر أفلام المخرج نجاحًا رغم فشله في الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل مخرج.

اما عن فضيحة ووتر غيت فهناك فيلم (كل رجال الرئيس ــ 1976) من اخراج الامريكي آلان باكولا (1928 -1998) والذي اشترك في تمثيله داستن هوفمان (مواليد 1937) الى جانب روبرت ريدفورد (مواليد 1936) الى جانب كوكبة من نجوم هوليود، وفي الفيلم يقوم صحفيان من صحيفة الواشنطن بوست بتسليط الضوء وفضح ضلوع الرئيس الأمريكي الجمهوري ريتشارد نيكسون في التجسس على مقر الحزب الديمقراطي الأمريكي ايام انتخابات عام 1972 وزرع أجهزة تنصت هناك، وبعد كشف الملابسات وتجنبا لسحب الثقة منه اضطر نيكسون للاستقالة على اثرها، وحيث اصبح مصطلح ووتر غيت رمزا شعبيا للنشاطات والتآمر غير القانوني واستغلال مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) ودائرة الإيرادات الداخلية (IRS) كأسلحة سياسية.

وهكذا ستقودنا عمليات البحث الى عناوين العديد من الأفلام، التي صيغت احداثها تبعا لمصطلح ومفهوم المؤامرة، وكأمثلة: الفيلم الشهير (ثلاثة أيام من الكوندورــ 1975)، عن الفساد في اجهزة المخابرات وحيث التهديدات للمواطن تمتد إلى أعلى المستويات في الحكومة، والفيلم من اخراج سيدني بولاك (1934 ـ 2008) تمثيل روبرت ريدفورد مع فاي دوناواي (مواليد 1941)، ترشح الفيلم لعدة جوائز منها الاوسكار لأفضل مونتاج.

وفيلم (نظرية المؤامرة - 1997) اخراج ريتشارد دونر(1930 - 2021 (، وتمثيل ميل كبسون (مواليد 1956) وجوليا روبرتس (مواليد 1967)، حيث سائق سيارة أجرة، يؤمن بأن كثير من الاحداث تجري وفق نظرية المؤامرة من أجهزة المخابرات ومليشيات غير قانونية، حتى يكتشف مؤامرة لتصفيته من جهات غامضة، وهناك الكثير من الأفلام التي يمكن ادراجها.

قبل أسابيع، لفت انتباهي أحد الأصدقاء، الى مسلسل حركة ومغامرات امريكي، يعرض على منصة Netflix، أنتج منه ثلاثة مواسم في الأعوام 2018- 2016، تحت عنوان (القناص)، مستوحى عن رواية (نقطة الاصابة) للكاتب الأمريكي ستيفن هانتر، التي صدرت عام 1993 ولاقت ناجحا لافتا، فتم تحويلها أولا الى فيلم عام 2007، من اخراج أنطوان فوكوا والدور الرئيس تمثيل مارك والبيرغ (مواليد 1971). أما بالنسبة لمسلسل (القناص)، فقد تم اعداد الموسم الأول على يد مجموعة كتاب سيناريو، بتصرف كبير، ففي الفيلم ميدان خدمة القناص، الشخصية الأساسية، كان في ارتيريا، بينما في المسلسل، أصبح أفغانستان وأيضا تم تغيير الهدف المراد اغتياله وأصبح له علاقة بالأزمة الأوكرانية!! تصدى لإخراج الموسم الأول من المسلسل عدة مخرجين أمريكيين يتقدمهم سايمون جونز (مواليد 1936)، وكان من عشر حلقات مدة الحلقة 45 دقيقة.

في المسلسل يقوم الممثل ريان فيليب (مواليد 1974)، بأداء دور (بوب لي سواغر)، محارب مخضرم، قناص بارع من مشاة البحرية الأمريكية حائز على اوسمة وجوائز عديدة، متقاعد بسبب الإصابة، يعيش في شبه عزلة، فيتم الاستعانة به من قبل قائده السابق في الجيش، للاستفادة من خبرته كقناص لمنع محاولة لاغتيال الرئيس الأمريكي، فيقوم بأبحاثه وزيارة مكان توقف موكب الرئيس ويدرس احتمالات مواقع الاغتيال الممكنة ويصورها ويرسم ابعادها، لكن يتم الإيقاع به، واستخدمت الكثير من الأدلة التي تركها في الأماكن لتوريطه في عملية اغتيال الرئيس الاوكراني !! الذي كان في زيارة للبلاد. احداث المسلسل، التي لا تختلف عن الطبخة المعتادة من مسلسلات الاكشن الأمريكي، تكشف عن منظمة سرية متطرفة، تتصرف كالدولة العميقة، متغلغلة في أجهزة مخابرات الدولة وتتحكم بولاء الكثير من كبار المسؤولين، تستغل الحرب في أفغانستان للتجارة بالمخدرات، ولتسويق الأسلحة لمناطق الحروب ولديها استثمارات اقتصادية في اوكرانيا، وخططت لاغتيال الرئيس الاوكراني، بالتنسيق مع المخابرات الروسية، بإيعاز مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين، ولكن باستخدام ايدي أمريكية!

واذا نظرنا الى فترة عرض المسلسل، حيث تم عرضه بثمان حلقات من الفترة 15 تشرين الثاني 2016 حتى الفترة 17 كانون الثاني 2017 وزمن احداثه، نجدها تجري في الفترة التي أعقبت ضم روسيا لجزيرة القرم (اذار 2014)، وفي فترة رئاسة الرئيس الاوكراني الحالي فولوديمير زيلينسكي، مما يقودنا للقول بان المسلسل يعطي حافزا للمؤمنين بنظرية المؤامرة للقول بأن دولة مثل الولايات المتحدة الامريكية، أذ تسعى لشيطنة روسيا وتوريطها في نزاعات وإضعافها، فأنها تحاربها على كل الأصعدة، وتعبأ بشكل مسبق الرأي العام بمختلف الوسائل، ومن ذلك الاعمال السينمائية والتلفزيونية، فحلقات المسلسل لم تخلو من الإشارات الى مطامع روسيا وتهديدها لأمريكا ودول حلف الناتو، وتظهرها كدولة محبة للحرب ومتآمرة، تغتال المعارضين بدم بارد، ولا تتردد في التعاون مع جماعات أمريكية متطرفة، خارجة على القانون، توظفها لاغتيال الرئيس الاوكراني الضيف إرضاءا لمصالح ومخططات خاصة.

 

المدى العراقية في

09.11.2022

 
 
 
 
 

«ثم يحرقون البحر» أول فيلم قطري يرشح لجوائز الأوسكار

الدوحة ـ «سينماتوغراف»

تأهل الفيلم القطري “ثم يحرقون البحر” للمخرج ماجد الرميحي إلى سباق الأوسكار ليكون أول فيلم قطري يتم اختياره للترشح لهذه الجوائز العالمية القيمة. وقد أنتج الفيلم الوثائقي القصير من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام.

وصرّحت فاطمة حسن الرميحي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام: “نشعر بالفخر والاعتزاز لمشاهدة صناع الأفلام الشباب من المنطقة يبرزون كقادة إبداعيين ضمن الموجة الجديدة من صناع الأفلام الذي يقدمون قصصاً مؤثرة تحظى بصدى عالمي. ويعد هذا الأمر إنجازاً عظيماً للشباب القطري الواعد وصناع الأفلام العرب ويشكل محطة مهمة في تطور ونمو صناعة السينما في قطر. إن قبول فيلم ماجد في سباق الأوسكار سيلهم المواهب الشابة الواعدة لمواصلة طموحاتهم السينمائية وترك أثر مهم في مجتمع السينما العالمي من خلال قصص أصلية تعكس ثقافات وتقاليد وطننا”.

وأضافت الرميحي: “نشكر الخبير السينمائي الكبير ريثي بان لمساهمته القيمة في فيلم ماجد وكذلك العديد من صناع الأفلام الواعدين الذين ساعدهم على إطلاق العنان لطاقاتهم الإبداعية. إن تفانيهم وإبداعهم دليل واضح على حالة السينما العربية اليوم. وهذا التقدير يؤكد على رسالتنا في مؤسسة الدوحة للأفلام لدعم السرد القصصي المؤثر والمهم ويعطي أهمية للأصوات الجديدة في عالم السينما من خلال توفير منصات للمواهب الإبداعية من مختلف أرجاء العالم بهدف تحقيق طموحاتهم السينمائية وتعزيز التنوع الثقافي في الوقت نفسه”.

الفيلم مقالة شاعرية بصرية عن الحب والفقدان كما اختبرها صانع الفيلم من خلال خسارة والدته لذاكرتها تدريجياً، وهو الفيلم القطري الأول الذي عرض في مهرجان لوكارنو السينمائي 2021 وفاز بأفضل فيلم قصير في مهرجان فيينا للأفلام القصيرة وجائزة التانيت الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي. كما أدرج الفيلم في القائمة القصيرة لجوائز IDA للأفلام الوثائقية.

من جهته قال ماجد الرميحي: “منذ 7 سنوات بدأت أشعر بهوة كبيرة بيني وبين والدتي حيث كانت تعاني من مرض الزهايمر الذي أفقدها إحساسها بالوجود. في عمر 19، لم يكن هناك طريقة محددة لي لأتعايش مع هذه الخسارة المستمرة والمتدرجة، وما سرقته مني، وما تستمر بأن تسرقه من المستقبل والماضي الذي لا يمكن استرداده. لكن السينما، وهذا الفيلم بالتحديد ساعدني على جمع السرديات الغامضة والحوارات التي لا تنتهي نتيجة حاجتي لإشارات للحداد والشفاء. أنا أشعر بالفخر بأن تحظى رسالة الحب لوالدتي بهذا التقدير لأنها تشكل جزءاً مهماً وأساسياً من حياتي، وتكرم المساهمات العديدة للخبراء المدربين والمتعاونين الذي ساهموا في إنجاز هذا العمل”.

وسيحضر صانع الأفلام ماجد الرميحي عرض الفيلم ضمن فعاليات برنامج “المتنافسون في الأفلام القصيرة” في جامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس انجلوس في 14 نوفمبر 2022. ترك الرميحي دراسته في السينما في كلية ميدلبري في عامه الدراسي الأخير للاهتمام بوالدته، وحظي بتدريب وإشراف صانع الأفلام الكمبودي المرشح للأوسكار ريثي بان (الصورة المفقودة).

وقال ريثي بان: “كان لي الشرف بأن أكون المشرف على ماجد في قصته الشخصية والمؤثرة التي تحظى بصدى كبير لدى الجمهور العالمي. وعلى الرغم من صوته العالمي، فإنه بقي مخلصاً لجذوره الثقافية، وشجاعته الاستثنائية في عدم مساومته على رؤيته السينمائية التي ستلهم صناع الأفلام الناشئين من مختلف أرجاء العالم للإيمان بطموحاتهم السينمائية الشخصية”.

أنتج الفيلم “ثم يحرقون البحر” من قبل مؤسسة الدوحة للأفلام ويمثل رسالة المؤسسة في تمكين صناع الأفلام الواعدين من المنطقة.

وأضاف ريثي بان: “أفتخر على الدوام بأن أعمل مع مؤسسة الدوحة للأفلام لمساندة جهودها في دعم الأصوات السينمائية المستقلة والواعدة. إن الاهتمام الذي حظي به ماجد في فيلمه يظهر القدرات غير المحدودة لصناع الأفلام القطريين والعرب الواعدين وهو ما يمهد لمسيرتهم إلى الجمهور العالمي”.

وختم ريثي بان: “تهانينا إلى ماجد ومؤسسة الدوحة للأفلام على تأهل فيلم “ثم يحرقون البحر” إلى سباق الأوسكار، الجوائز الأكاديمية للأفلام والفنون والعلوم”.

 

موقع "سينماتوغراف" في

13.11.2022

 
 
 
 
 

"ثم يحرقون البحر"... أول فيلم يمثل قطر في السباق إلى أوسكار

الدوحة/ العربي الجديد

اختارت قطر فيلم "ثم يحرقون البحر" للمخرج ماجد الرميحي ليمثلها في سباق أوسكار. وهذا الفيلم القطري الأولى الذي يمثل البلاد في السباق إلى هذه الجوائز السينمائية المرموقة، وقد أنتجته مؤسسة الدوحة للأفلام.

والفيلم مقالة شاعرية بصرية عن الحب والفقدان، كما اختبرها صانع الفيلم من خلال خسارة والدته لذاكرتها تدريجياً، وهو الفيلم القطري الأول الذي يعرض في مهرجان لوكارنو السينمائي 2021. كما فاز بجائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان فيينا للأفلام القصيرة وجائزة التانيت الفضية في مهرجان قرطاج السينمائي، وقد أدرج في القائمة القصيرة لجوائز IDA للأفلام الوثائقية.

وقال الرميحي: "منذ 7 سنوات بدأت أشعر بهوة كبيرة بيني وبين والدتي حيث كانت تعاني من مرض الزهايمر الذي أفقدها إحساسها بالوجود. في عمر 19، لم يكن هناك طريقة محددة لي لأتعايش مع هذه الخسارة المستمرة والمتدرجة، وما سرقته مني، وما تستمر بأن تسرقه من المستقبل والماضي الذي لا يمكن استرداده. لكن السينما، وهذا الفيلم بالتحديد ساعدني على جمع السرديات الغامضة والحوارات التي لا تنتهي نتيجة حاجتي لإشارات للحداد والشفاء".

وأضاف: "أشعر بالفخر بأن تحظى رسالة الحب لوالدتي بهذا التقدير لأنها تشكل جزءاً مهماً وأساسياً من حياتي، وتكرّم المساهمات العديدة للخبراء المدربين والمتعاونين الذين ساهموا في إنجاز هذا العمل".

وسيحضر الرميحي عرض الفيلم ضمن فعاليات برنامج "المتنافسون في الأفلام القصيرة" في جامعة كاليفورنيا الجنوبية في لوس أنجليس في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وكان الرميحي قد ترك دراسته في السينما في كلية ميدلبيري في عامه الدراسي الأخير للاهتمام بوالدته، وحظي بتدريب وإشراف صانع الأفلام الكمبودي المرشح لأوسكار ريثي بان.

 

العربي الجديد اللندنية في

13.11.2022

 
 
 
 
 

كل شيء هادئ على الجبهة الغربية .. تحفة بصرية من سينما الحرب

متابعة: المدى

قدم المخرج»ادوارد بيرغر» النسخة السينمائية الالمانية الاولى من رواية «كل شئ هادئ على الجبهة الغربية « للكاتب اريك ريمارك والصادرة عام 1929 بعد شوط طويل من المعاناة مع رقابة دور النشر التي رفضت افكارها المناهضة للحرب وقد سجلت تجربة الكاتب نفسه عن الحرب، وهو ذات المصير الذي ستعاني منه الرواية عقب سنوات، اذ اعتبرها النازيون عملا مفسدا لروح المقاتلين الالمان الشباب فأمروا بإحراق نسخها.

عام 1930 قدم المخرج لويس مايلستون النسخة الامريكية الاولى من الرواية واعتبرت في حينها تحذيرا مبكرا من مخاطر الحروب المستقبلية، لكن هذا النداء ضاع في خضم حرب عالمية ثانية ستقع بعد سنوات وتدمر معظم اوربا. في عام 1979 قدم المخرج «ديلبيرت مان» نسخة امريكية ثانية من الرواية ذاتها باداء ريتشارد توماس وارنست بورغنين. لكن نسخة المخرج الالماني بيرغر (انتاج نتفليكس) والمرشحة للاوسكار القادم مختلفة بالكامل ومدهشة الى حد كبير بروحها المنحازة للإنسان ضد الحرب وبالتقاط مساحات الصمت الدال وسط ضجيج الرصاص في سردية بصرية (كما في فيلم ترينس مالك خط احمر رفيع) تتصاعد وتيرتها بالتناغم مع تاثير الموسيقى-نقر طبول مخيف يستهل ما سيقع من اهوال- ودوما عبر انشغالات تستثمر التأثير الحسي للصورة، لا سيما في دقة ادارة مشاهد الحرب في الخنادق باعتماد اللقطات البعيدة ومتوسطة البعد التي تمنح المشاهد فرصة مثلى للإحاطة بجوانب الحدث والدخول الوجداني في تفاصيله.

بقدر قليل من الكلمات وبمساحة واسعة من الصور السينمائية البليغة متقنة التشكيل (اقرب الى اللوحات الفنية) وبتكوينات سمعية وبصرية نفذت بمهارة عالية ستغدو هذه النسخة خطابا سينمائيا قادما من جحيم الحرب، نداء أليم من جهنم سيمحو عديد الافلام الحربية السابقة بقدرته الفنية العالية وتأثيره الناجز.

كل هواجس وامنيات المجند الشاب باول بويمر (فيلكس كامير) في الدفاع عن وطنه سرعان ما ستتحطم في خنادق الحرب، حيث تتمرغ الانسانية في الوحل وتقاد البشرية باشد نوازعها حيوانية، لا رحمة ولا تسامح، عنف وقتل لا حدود له، يتخفف حينا بصداقات لن يكتب لها الا ان تكون عابرة مثل ذكرى واهية. هذا المسار الاول الذي تنشغل به دراما الحرب هذه التي تنتقل بقطع مونتاجي مدروس بين ما يواجهه الجند من وحشية وترف حياة الجنرلات في الغرف المحصنة، فيما يتركز المسار الثاني حول جهود المستشار الالماني ماتثياس ازبرغر في التوصل مع الجنرلات الفرنسيين الى هدنة سلام توقف الحرب وهو حصل لاحقا في 11 نوفمبر 1918 واعتبره الالمان اتفاقا مهينا سيتسبب فيما بعد بصعود الحزب النازي لاستعادة مكانة المانيا-المهزومة في الحرب-في عموم اوربا.

في خضم دوامة القتل المجاني، سنتذكر في موقف عصيب ما اننا بشر في نهاية الامر ولا يمكن لنا ان نكون مجرد آلات صماء تنفذ ما يطلب منها دون ادنى احساس انساني. شكوك وتساؤلات سرعان ما تغيب حينما يحتدم وطيس المعارك، فتعلو لغة الحراب ثانية على ما سواها. مع هذه السرديات الحربية وبسببها سيحضر امامنا بشدة كتاب «حكاية الجند» لصاموئيل هاينز الذي وثق بكلماته البليغة-رسائل ومذكرات الجند-بقدر ما وثقته الكاميرا بالصورة.

في الغضون قدم المخرج «بيرغر «واحدا من اروع المشاهد التي تلخص محنة الانسان في الحرب، ايما حرب: اذا يقتل بول عشية فرار كتيبته جنديا فرنسيا بطريقة بشعة. وكلما اوغل بول في طعن خصمه، تناهى الى سمعه توسلات الجسد المنهار للإبقاء على النفس الاخير. ينهار بول بالبكاء ويحاول بعد فوات الاوان انقاذ خصمه من موت محقق، بقطرات ماء او بمحاولة مداواة جراحه. الحرب تخلق العميان، فبول ينهار تماما حينما يجد صورة في جيب ضحيته وهو يقف بين زوجته وابنته الصغيرة، وكأنه يكتشف او يشعر للمرة الاولى ان ما نقتلهم في الميدان هم بشر مثلنا تماما لهم من ينتظرهم في المنزل.

ما الذي بقي لدي انا الجندي الخاسر الذي توهمت يوما ما انني سأغزو باريس واضاجع نساءها؟ ما نفع الجند اذا انتهت الحرب؟

تذكر يا من بقيت على قيد الحياة أنك مدين لنا نحن الاموات الذين سقت دماؤنا سوح الحرب. وتذكر أيضا حينما يكون كل شئ هادئ في الجبهة الغربية ستظن أنك فقدت السمع. في نهاية الامر لست سوى زوج من الاحذية البالية مع بندقية.

 

المدى العراقية في

16.11.2022

 
 
 
 
 

مخرجة "حمى البحر المتوسط": تمثيل فلسطين في الأوسكار خطوة مهمة..

والحصول على جائزة "كان" حلم تحقق (حوار)

القاهرة الإخباريةإيمان بسطاوي

يُصاب وليد بالإحباط بعد أن فشل في أن يجد لنفسه مكانة أو يحقق حلمه في ظل معاناته من التخبط والإحباط، وفجأة يصاب نجله بمرض "حُمى البحر المتوسط"، ليكتشف أنه ليس مرضًا صحيًا، ولكنه انعكاس لواقع يعيشه كثير من الفلسطينيين في مدينة حيفا؛ من هذا المنطلق نسجت مها الحاج، مؤلفة ومخرجة الفيلم الفلسطيني "حمى البحر المتوسط"، بذكاء شديد أحداثه، لتحقق نجاحات كبيرة به، سواء بفوزه بجائزة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي، أو ترشيحه ليكون الفيلم الفلسطيني الذي ينافس على جوائز الأوسكار.

تكشف مها الحاج، في حوار مع موقع "القاهرة الإخبارية"، كواليس ترشيح فيلمها لتمثيل فلسطين في الأوسكار، كما تطرقت للصعوبات التي واجهها العمل، وكيف جمع الفيلم في إنتاجه 4 دول، وكيفية مواجهتها أزمة التمويل وتحديات أخرى أدَّت إلى أن تستغرق التجربة 5 سنوات، كما تحدثت عن مشروعها الجديد، وتفاصيل أخرى تحدثت عنها في هذا الحوار:

·        رُشّح فيلمكِ "حُمى البحر المتوسط" لتمثيل فلسطين في جوائز الأوسكار، كيف ترين أهمية هذه الخطوة؟

أرى أن ترشيح فيلمي لتمثيل فلسطين في مسابقة الأوسكار، خطوة مهمة، وأتمنى أن تكتمل على خير، خاصة أن هناك منافسة شديدة وسط أفلام قوية، ورغم ذلك كنت سعيدة للغاية بهذا الاختيار.

·        بالرغم من غرابة الاسم فإنه يتضمن رسائل عدة، هل كان مقصودًا؟

الفيلم يحتوي على أكثر من رسالة، فهو لا يتحدث فقط عن الاكتئاب أو الوضع الداخلي لفلسطين، ولكنه يتناول قضايا عدة، منها الاكتئاب والإحباط لوجود الاحتلال، فبطل العمل شاب لديه طموح ليكون كاتبًا روائيًا، ولكنه يفشل ولا يجد موضوعات يكتب عنها، وفي رأيي أن رسالة العمل المشاهد من يقررها ويستنبطها، بناءً على ما فهمه من الفيلم.

·        حقق الفيلم نجاحًا في مهرجانات عدة لكن تظل الجائزة الأهم هي أفضل سيناريو من مهرجان كان السينمائي.. حدثينا عن هذه الخطوة؟

فكرة قبول مشاركة الفيلم في المهرجان وحدها أسعدتني وأفتخر بها، والحقيقة أنه كان حُلمًا بالنسبة ليّ أن أحصل على جائزة من مهرجان كان السينمائي الدولي، خاصة أنني لم أتوقع نهائيًا أن أفوز بها.

كانت لحظات ترقب مُنتظرة عندما قدّمت الفيلم وأعطوني "جواب إجازة" بقبوله في مهرجان "كان"، وأعدّه شيئًا عظيمًا، ولكن عندما وصلت إلى هناك وعرض الفيلم بالمهرجان تولّد بداخلي حُلمًا جديدًا، وهو أن أحصل على جائزة منه، وأفتخر بهذه الجائزة التي منحتني دفعة معنوية، وكانت مهمة لي ككاتبة السيناريو ومهمة للفيلم لتسويقه ومهمة للمشاهد لأن يستمتع بعرضه.

·        ماذا اختلف هذه المرة خاصة أنه سبق لكِ المشاركة في مهرجان كان؟

بالفعل، شاركتُ في مهرجان "كان" لأول مرة عام 2016 بباكورة أفلامي الروائية الطويلة "أمور شخصية" الذي شارك بمسابقة" نظرة ما"، وهي المسابقة نفسها التي شاركت بها في فيلمي الثاني، ولكن الاختلاف في المرة الأولى هو أن الفيلم "أمور شخصية" لم يحصل على جائزة من المهرجان، بينما حصد جوائز أخرى عالمية، مثل جائزة مهرجان "حيفا" كأحسن فيلم، وجائزة من مهرجان فيلادلفيا السينمائي كأحسن فيلم، وجائزة النقاد بمهرجان بفرنسا.

وفي فيلم "حمى البحر المتوسط"، كانت أول جائزة له من مهرجان "كان" السينمائي، وجائزة أحسن فيلم بمهرجان "هونج كونج" وجائزة النقاد في مهرجان طوكيو، وتنويه خاص من مهرجان "أدنبرة"، وشارك في عدد من المهرجانات العالمية بالمسابقات الرسمية، وهذا في حد ذاته عظيم بالنسبة لي.

·        يواجه صُنّاع السينما في فلسطين صعوبات لتقديم أعمالهم، فما التحديات التي واجهتكِ في فيلمك الأخير؟

الصعوبات الرئيسية تكمن في عدم وجود صندوق لدعم السينما في فلسطين، فمثلًا في مصر ولبنان وتونس وغيرها من بلدان العالم، هناك دعم للأفلام، بينما في فلسطين نحصل على تمويل الأفلام من دول أوروبية أو عربية، وفيلمي الأخير إنتاج مشترك بين ألمانيا وفرنسا وقبرص وقطر، لأنه لا يوجد صندوق فلسطيني لتمويل الأفلام، فهذه هي بداية الطريق الشائك.

الصعوبة الثانية كانت بعد عرض الفيلم في المهرجانات الدولية، وهي عدم وجود دور عرض بفلسطين، ولكن مسارح ومؤسسات خاصة يمكن أن تعرض الفيلم بعد استئجار شاشة، فلا يوجد سينما بمفهومها الاحترافي، التي يأتي من ورائها عائد، ولكنها اجتهادات خاصة من مؤسسات وجمعيات وأفراد، وهذا يقهرني لأني في الأساس أقدم فيلمًا يحكي عن معاناتنا، وأحب أن يحضره كل الفلسطينيين من القدس ورام الله والضفة وغيرها، وللأسف أعداد الحضور تكون قليلة لأنه ليس لدينا دور عرض سينمائي.

·        ماذا عن تحديات التصوير؟

لم تكن لدينا مشكلة في مسألة التصوير لأنه صوّر في حيفا، وهي مدينتي التي أعيش فيها، والفيلم يحكي عن شخصيات يعيشون في حيفا، وهي مدينة يعيش فيها فلسطينيون وإسرائيليون، وهي تطل على البحر، ورغم جمالها والسحر الذي تحتويه لكن الشخصيات مكتئبة ومحاصرة وتعيسة وفاقدة البسمة، لأنها محتلة منذ عام 1948، فالفيلم يحكي عن هؤلاء الشخصيات، وصوّرنا المشاهد الخارجية بحيفا لمدة 3 أسابيع لنبرز جمالها، بينما صوّرنا المشاهد الداخلية لمدة أسبوعين بقبرص.

·        لماذا استغرق الفيلم فترة طويلة لخروجه إلى النور؟

استغرق أكثر من 5 سنوات، وهذا يرجع إلى التمويل، إذ تطلب الحصول عليه 4 سنوات كاملة لكي يكتمل إنتاجه، وكنت أجمع أموال الفيلم، رغم أنه منخفض التكلفة، فمثلًا كنتُ في حاجة إلى منتج ألماني ليشارك في عملية الإنتاج، لأنه من الصعب أن أحصل بمفردي على تمويل من الصندوق الألماني فهو يتكفل بهذا الأمر، والأمر نفسه ينطبق على المنتج الفرنسي والقبرصي، فلا أستطيع الحصول على تمويل من هذه الصناديق مباشرة، لذلك اشترك 4 منتجين من دول مختلفة في الفيلم.

·        هل فرض هؤلاء الممولون الأجانب شروطًا على الفيلم؟

لا بالعكس، السيناريو نال إعجابهم، وشجعوا العمل ودعموه بقوة.

·        إلى أي مدى كان الفيلم انعكاسًا للواقع؟

نعم، يعكسه بشدة، نحن كشعب أثرت علينا نكبة 1948 اجتماعيًا وسيكولوجيًا ونفسيًا وعلى روحنا، وهناك شيء حزين سيظل بداخل الشعب الفلسطيني كونه تهجر من بيوته، وهناك من ظل في بيوته مثلي وعائلتي، بينما هناك عائلات هُجّرت، ولذلك أنا في نهاية الفيلم أضع صورًا ومشاهد من بيوت هُجّرت وهُدمت ونرى حيفا كئيبة وحزينة، وأقوم بعمل تكريم لهذه البيوت المُهجّرة التي شُردت عائلاتها، ولا نعرف أين ذهبت، ولأي مخيم لاجئين وغيره، ولن يعود أهلها إليها بسبب الاحتلال، فالمدينة حزينة والشخصيات بالفيلم "تشربت" هذا الحزن والكآبة، ولا أقول إننا جميعًا مكتئبون، ولكن بداخلنا حزن.

·        اُختير الفيلم مؤخرًا ليكون في افتتاح مهرجان القدس السينمائي الدولي، كيف ترين هذه الخطوة؟

فخورة وسعيدة جدًا بعرضه في مهرجان القدس بغزة، ولن أستطيع الحضور لأنني ممنوعة من الذهاب إلى غزة، ولكنني متشوقة لرؤية أهل غزة للفيلم والاستمتاع به، وأن يكون هناك تواصل بيننا عن طريق الفن والسينما.

·        ماذا يشغلكِ عند كتابة أفلامكِ؟

عندما أكتب فيلمًا لا أفكر في مهرجانات أو جوائز أو من يحضره أو عدد المشاهدين، بينما أفكر فقط بالعمل الذي يخرج من القلب ويصل لقلب المشاهد، وأركز على طريقة سرد القصة، وعندما أنتهي من تصويره، ويكون جاهزًا للعرض وقتها أفكر في تسويقه بالمهرجانات وبيعه وغيرها من المراحل، فتكمن متعتي بالكتابة.

·        ماذا عن مشروعاتكِ المقبلة؟

أجري كتابة سيناريو جديد، ولكن تظل المشكلة نفسها، وهي البحث عن تمويل الذي يستغرق وقتًا طويلًا، فالفرق بين فيلمي الأول والثاني نحو 6 سنوات، فالفيلم الأخير استغرق ما يزيد عن 5 سنين، بينها عام للكتابة و4 سنوات تمويل و6 أشهر تصوير ومونتاج، والعمل على الصوت والموسيقى، وأتمنى في فيلمي الجديد ألا يأخذ الوقت نفسه.

 

القاهرة نيوز المصرية في

25.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004