أكبر من مجرد بيان...

"المهن السينمائية" لا تجد فيلماً مصرياً لائقاً لـ"الأوسكار"

منى شديد

   
 
 
 
 
 
 

على مدار الأيام القليلة الماضية شهدت مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الجدل، بعد بيان نقابة المهن لسينمائية الذي أعلن تراجع مصر عن ترشيح فيلم للمنافسة في مسابقة الفيلم الدولي فى جوائز الأوسكار التي تنظمها أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة سنوياً، وتوزع جوائزها في حفل كبير يقام في شهر آذار/مارس بلوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأصدرت نقابة المهن السينمائية المسؤولة عن تشكيل لجنة لاختيار الفيلم المرشح لتمثيل مصر في مسابقة الأوسكار 2022، بياناً، قالت فيه إن اللجنة المشكلة اجتمعت في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، "وبعد مشاهدة أعضائها للأفلام التي ينطبق عليها شروط الترشح للجائزة، قررت اللجنة بأغلبية الأصوات عدم ترشيح فيلم مصري لهذا العام، متمنية أن تكون ظروف السينما المصرية أفضل في الأعوام المقبلة".

وأثار هذا البيان الكثير من الجدل بين النقاد وصناع الأفلام، مابين مؤيد ومعارض، واهتم بعضهم بمناقشةِ ما ألمح إليه البيان من تواضع فني في مستوى الأفلام المصرية التي عرضت خلال العام.

على الرغم من تقدم مصر بـ36 فيلم إلى الأوسكار خلال الأعوام الستين الماضية، ويعتبر بعضها من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية، وشاركت في عدد من المهرجانات العربية والعالمية، إلا أن أياً من هذه الأفلام لم يصل لقائمة الترشيحات النهائية في الأوسكار أبداً

مصر في ذيل العالم العربي

ترشح دول العالم أفضل أفلامها للمنافسة على فئة الفيلم العالمي في جوائز الأوسكار، والتي تعرف بأنها الفئة المخصصة للأفلام الطويلة المنتجة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر من 50% من الحوار المنطوق بلغة غير الإنكليزية، ويصل عدد المتقدمين سنوياً إلى أكثر من 90 فيلماً تنطبق عليها شروط الأكاديمية، وعلى رأسها أن يكون الفيلم قد عُرض في بلده تجارياً قبل 30 تشرين الثاني/نوفمبرمن العام السابق لموعد إعلان الجوائز.

من المقرر غلق باب التقديم لمسابقة الأوسكار الـ95، يوم الاثنين 3 تشرين الأول/أكتوبر 2022، على أن تُعلن القائمة القصيرة التي تضم 15 فيلماً فقط في 21 كانون الأول/ديسمبر المقبل، تمهيداً للترشيحات النهائية التي تعلن في 24 كانون الثاني/يناير 2023، بينما يقام حفل الجوائز في 12 آذار/مارس 2023 على مسرح دولبي في مدينة لوس أنجلوس.

وتقدمت بعض الدول العربية بأفلامها الحائزة على جوائز في مهرجانات عالمية للمنافسة على الأوسكار، منها المغرب بفيلم "القفطان الأزرق" للمخرجة مريم توزاني الحائز على جائزة الفيبريسى "اتحاد النقاد الدولي" في مهرجان كان السينمائي الدولي.

ورشحت الأردن فيلم "فرحة" للمخرجة دارين سلام الحائز على جائزة أفضل فيلم يورو-متوسطي يتناول قضايا المرأة، وجائزة الاتحاد الأوروبي، وجائزة أفضل مخرجة وأفضل ممثلة في مهرجان أسوان لسينما المرأة، كما حاز تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي أقيم في السعودية، وحظي بعرض عالمي أول فى مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.

ويمثل الجزائر فيلم "إخواننا" للمخرج رشيد بوشارب، ، ومن فلسطين فيلم "حمى البحر الأبيض المتوسط" للمخرجة مها الحاج، والاثنان حظيا بالعرض العالمي الأول في الدورة 75 لمهرجان كان السينمائي الدولي. وحصلت مها الحاج عن فيلمها على جائزة أفضل سيناريو في مسابقة "نظرة ما". ورشحت تونس فيلم "تحت شجر التين" للمخرجة أريج السحيري الذى عرض مؤخراً في مهرجان تورونتو وفئة "نصف شهر المخرجين" بمهرجان كان.

ليست المرة الأولى للغياب

لا تعتبر هذه هي المرة الأولى التي تحجم فيها مصر عن ترشيح فيلم للمنافسة في الأوسكار لأفضل فيلم عالمي. فمنذ تحولت الجائزة في العام 1956 إلى جائزة تنافسيه تتقدم إليها الأفلام الناطقة بلغة غير الإنكليزية من أنحاء العالم، كانت مصر من أوائل الدول التي حرصت على المشاركة بدءاً من العام الثالث للتسابق.

ففي عام 1958 تقدمت مصر بفيلم "باب الحديد"  للمخرج الراحل يوسف شاهين، لكنه لم يصل للترشيحات النهائية، على الرغم من أنه ضُم لاحقاً إلى قوائم عدة لأفضل أفلام لسينما العالمية، ويجري تدريسه ف يالعديد من معاهد السينما في العالم.

ومنذ ذلك التاريخ رشحت مصر 36 فيلماً فقط خلال السنوات من 1958 وحتى العام الماضي 2021، وغابت أكثر من مرة؛ على سبيل المثال خلال الفترة التي تبعت هزيمة 1967، حيث تقدمت للمشاركة في عام 1966 بفيلم "القاهرة 30" لصلاح أبو سيف، وغابت ثلاث سنوات، ثم عادت فى 1970 بفيلم "المومياء" للمخرج الراحل شادي عبد السلام، وعلى غرار "باب الحديد" لم يصل الأخير إلى القائمة القصيرة، إلا أنه يعد واحداً من أهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية.

وتعتبر فترة الغياب الأطول في الثمانينيات ما بين عام 1981 ومشاركة فيلم "أهل القمة" لعلي بدر خان وحتى عام 1990 وترشيح فيلم "إسكندرية كمان وكمان" ليوسف شاهين.

طارق الشناوي: الغياب في الماضي كان لأسباب إدارية؛ إما لعدم اجتماع لجنة اختيار الفيلم الممثل لمصر، أو تأخرها عن الموعد النهائي للتقديم للأوسكار، لكن هذه هي المرة الأولى التي تُقرّر فيها اللجنةُ عدم ترشيح فيلم مصري للتسابق على جوائز الأوسكار "لأسباب موضوعية"

رأى الأغلبية يُحترم

يقول الناقد طارق الشناوي عضو لجنة الترشيح لرصيف22، إن الغياب في الماضي كان لأسباب إدارية؛ إما لعدم اجتماع لجنة اختيار الفيلم الممثل لمصر، أو تأخرها عن الموعد النهائي للتقديم للأوسكار، "ولكن منذ أن تولت نقابة المهن السينمائية مسؤولية تشكيل لجنة الاختيار لم يحدث هذا".

ويؤكد الناقد السينمائي أن هذه هي المرة الأولى التي تُقرّر فيها اللجنةُ عدم ترشيح فيلم مصري للتسابق على جوائز الأوسكار "لأسباب موضوعية"، موضحاً أنه كان من المؤيدين لفكرة اختيار فيلم للحفاظ على الحضور في المسابقة، لكنه يحترم رأي الأغلبية التي قررت عدم المشاركة، لـ"عدم قدرة الأفلام المقدمة على المنافسة"، ويؤكد أنه يدافع عن القرار النهائي للجنة.

فشل متكرر

وعلى الرغم من تقدم مصر بـ36 فيلم إلى الأوسكار خلال الأعوام الستين الماضية، ويعتبر بعضها من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية والعربية، وشاركت في عدد من المهرجانات العربية والعالمية، إلا أن أياً من هذه الأفلام لم يصل لقائمة الترشيحات النهائية في الأوسكار أبداً.

وهو ما يعلق عليه الشناوي، بأن الهجوم العنيف الذى تواجهه اللجنةُ منذ إعلان القرار غير منطقي بالمرة؛ فهذا القرار لا يعدّ هزيمةً للسينما المصرية، ولا المشاركة في حد ذاتها انتصار، فكل بلاد العالم من حقها تقديم فيلم لتمثيلها في المسابقة، وتصل المشاركات لأكثر من 90 فيلم سنوياً، لذلك يعتبر الانتصار الحقيقي في حدّه الأدنى هو الوصول للقائمة القصيرة ضمن الـ15 فيلم في التصفية الأولي التي تعلن في كانون الأول/ديسمبر، ثم الترشيحات النهائية، ثم ضمن الأفلام الخمسة التي تنافس على الجائزة في نهاية كانون الثاني/يناير، وهو ما لم يحدث حتى الأن رغم تكرار المشاركة، في حين تمكنت بعض الدول العربية الأخرى خلال السنوات الماضية من الوصول للقائمة القصيرة والترشيحات النهائية مثل لبنان واليمن وموريتانيا والأردن وسوريا وتونس والجزائر والمغرب، بينما لم تفلح مصر في ذلك.

وتعتبر اللجنة –بحسب تصريحات أعضاء منها لرصيف22- أن قرارها "بمثابة ناقوس خطر للتنبيه إلى أهمية الاهتمام بالسينما، والتواجد العالمي من خلال أفلام قادرة على المنافسة".

ويقول الشناوي إن اللجنة تقدَّمت لها هذا العام 4 أفلام فقط هي "كيرة والجن" للمخرج مروان حامد، و"الجريمة" للمخرج شريف عرفة، و"قمر 14" لهادي الباجوري، و"19 ب" لأحمد عبد الله السيد، وهو فيلم ينتظر عرضه في 23 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ولكن –والحديث لا يزال لطارق الشناوي- التصويت كان أولاً على سؤال مهم وهو "هل يجب أن تشارك مصر هذا العام أم لا؟ ولم يكن على اختيار فيلم معين من الأفلام الأربعة. واستقر رأى الأغلبية النسبية على عدم المشاركة، وبالتالي لم تتم مناقشة الأفلام نفسها للاختيار من بينها".

إلا ان ذلك لا يعني أن القرار منفصل عن مستوى الأفلام، يقول الشناوي: "أغلب الأعضاء يرون أن أياً من هذه الأفلام لن يصل للقوائم الأخيرة. ورغم أني كنت أرى أن أحد الأفلام يستحق الترشيح على الأقل، إلا أن رأي الأغلبية يُحترَم".

أسباب هيكلية

يرى الشناوي أن المنافسة في المسابقات تحكمها عدة عوامل لها علاقة بالأذواق ومستوى الأعمال المتنافسة،  فالسينما المصرية شاركت في الأوسكار بأفلام مهمة جداً، مثل "باب الحديد" و"دعاء الكروان" و"أم العروسة"، وغيرها من الأفلام المتميزة، ولكن أي عمل يحقق النجاح في المسابقات، يكون ذلك من خلال المقارنة بينه وبين الأعمال المتنافسة معه، "بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يكون السبب اختلاف اللغة السينمائية والمزاج الفني للمصوتين عن نوعية الأفلام المقدمة".

ومن جانب آخر حققت السينما المصرية نجاحاتٍ كبيرة في المهرجانات العالمية في السنوات الأخيرة؛ على سبيل المثال حصل فيلم "ريش" للمخرج عمر الزهيري على جائزة النقاد في مهرجان كان.

بعيداً عن الروائي

 يذكر أن الفيلم المصري الوحيد الذي ترشح لجوائز الأوسكار هو الوثائقي "الميدان" للمخرجة جيهان نجيم، الذي ترشح  لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، في مسابقات الأوسكار السادسة والثمانين عام 2014. وأشاد به النقاد في أنحاء العالم بعد عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنه لم يعرض في مصر حتى الآن.

ويشير الشناوي إلى أن الفنان هشام عبد الحميد وزوجته اشتركا أيضاً بفيلم "خريف آدم" في المسابقة العامة للأوسكار عام 2005، التي تضم 24 فئة للمنافسة، بعد عرض الفيلم لمدة أسبوع في الولايات المتحدة الأمريكية مع ترجمة باللغة الإنكليزية وانطباق شروط المشاركة عليه، و"كان السبب الرئيسي لقبول الفيلم في المسابقة هو موسيقى راجح داود، لكن الفيلم لم يصمد في المنافسة".

إنتاج مُحبِط

على الرغم من الإيرادات الضخمة التي حصدتها الأفلام المصرية في صالات السينما هذا العام -"كيرة والجن" حصد أكثر من 114 مليون جنيه في 13 أسبوع- ، إلا أن كل الأفلام التي عُرضت هي  أفلام تجارية خفيفة، لا تصلح للمنافسة على الجوائز، حسبما تؤكد الناقدة هويدا حمدي عضو لجنة اختيار الفيلم المصري، وعضو رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية المانحة لجوائز الغولدن غلوب في الولايات المتحدة الأمريكية.

ترى حمدي أن أفلام هذا العام "محبطة جداً، ولم يكن هناك فيلم واحد مستواه الفني يسمح بترشيحه للمنافسة على مسابقة الأوسكار باسم مصر". ولذلك تعتبر الغياب عن المنافسة هذا العام "أفضل من الحضور المُهين"، خاصة أن هذه الأفلام تعرض على مجموعة من أهم صناع السينما في العالم للتصويت عليها.

وأشارت إلى أن الفيلم الذى يمثل البلد من المفترض أن يكون أفضل إنتاجٍ قدَّمه خلال العام، وبالتالي لا يجب ترشيح أي فيلم لمجرد التواجد.

وأضافت: "من المحزن جداً أن تصل السينما المصرية صاحبة التاريخ الطويل إلى هذا الحال الذى تعجز معه اللجان عن اختيار فيلم للمشاركة في المهرجانات والمسابقات الدولية"، متمنية أن ينبه هذا القرارُ الدولةَ إلى تراجع السينما المصرية، في وقت بدأت تزدهر فيه السينما في عدد من الدول العربية الأخرى، وتصل لأهم المنصات العالمية مثل الفيلم الفلسطيني "حمى البحر الأبيض المتوسط" والمغربي "القفطان الأزرق".

"الفيلم العالمي" أهم مسابقة في الأوسكار

توضح هويدا إن مسابقة الفيلم العالمي "تُعدّ أهم فئة في مسابقات الأوسكار لأنها الفئة الرئيسية التي تتنافس فيها كلُّ دول العالم وتقدّم أفضل ما لديها. والمنافسة تكون قاسية، وليس من السهل الوصول للقائمة القصيرة التي تضم 15 فيلماً من بين أكثر من 90 فيلم تُقدّم عادة في كل عام".

ونفت ما يشاع من أن الأفلام "تصل من خلال التسويق والدعاية الضخمة التي تصل إلى 10 أو 15 مليون دولار"، مؤكدة أن هذا ينطبق على أفلام أستوديوهات هوليوود الكبرى التي تنافس على جوائز الفئات الأخرى، "لكن الأمر مختلف بالنسبة للفيلم الأجنبي، ويكفى عرضه في صالة صغيرة في أي ولاية أمريكية،  خاصة أنه في العصر الحديث تصل الأفلام لأعضاء الاكاديمية في نسخ ديجيتال، ولا يوجد تسامح مع فكرة حصول أعضاء الأكاديمية على هدايا وما إلى ذلك لتوجيه التصويت".

شروط مختلفة للغولدن غلوب

في الوقت الذي تثار فيها ضجة كبير حول غياب التمثيل الرسمي في المنافسة على الأوسكار، تغيب عن الكثيرين معلومة مهمة عن جوائز الغولدن غلوب، والتي تشير هويدا إلى أن شروطها مختلفة عن الأوسكار، حيث لا يتطلب الأمر ترشيحاً رسمياً، كما هو الحال بالنسبة للأوسكار، وإنما يكفى أن يتقدم المخرج أو المنتج بفيلمه للمشاركة في المنافسة على فئة الفيلم الأجنبي طالما أن الشروط تنطبق عليه.

 

موقع "رصيف 22" في

02.10.2022

 
 
 
 
 

عدم ترشيح فيلم مصرى لجوائز أوسكار يثير الجدل..

نقاد يعترضون ويصفونه بالظالم وآخرون يتوقعون الأفضل..

محمود عبدالشكور: يجب أن نثنى على المتميزين والمختلفين..

و"السينمائيين" تشكر اللجنة.. وطارق الشناوي: ليست هزيمة

محمود ترك

أثار قرار لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للمنافسة على الدخول بقائمة أوسكار أفضل فيلم أجنبي الكثير من الجدل في الفترة الأخيرة، إذ يراه البعض أنه كان ينبغي اختيار فيلم للمنافسة، فيما أيد البعض القرار.

قرار اللجنة بترشيح فيلم مصري للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم مصري جاء بأغلبية آراء ذهبت إلى أن الأفلام التي كانت على مائدة الترشيح لم تكن مناسبة رغم أن بعضها حقق نجاحًا كبيرًا في دور العرض ولاقت استحسانًا نقديًا، إذ كان يتم الاختيار من بين كل الأفلام التي عرضت هذا العام ومنها "كيرة والجن"، "قمر 14".

الناقد محمود عبد الشكور يعترض على القرار

وحول هذا الجدل يرى الناقد محمود عبد الشكور إن قرار اللجنة لم يكن صائبًا وكان من الأفضل أن يتم ترشيح فيلم مصري، إذ كتب عبر حسابه بموقع فيس بوك مفندًا في عدة نقاط وجهة نظره معبرًا عن احترامه لأعضاء اللجنة.

وقال الناقد محمود عبد الشكور إن الموضوع فيه جوانب كثيرة ومهمة وجديرة بالتنويه، يمكن إيجازها فيما يلي:

- حق لجنة الاختيار وقرارها يجب احترامه، وأشهد من خلال مشاركاتي السابقة أن إدارة المناقشات وعملية التصويت، تتم بمنتهى النزاهة والشفافية، مع إتاحة الفرصة لكل مشارك في عرض رأيه، والدفاع عنه.

- أرفض الطعن أو تشويه أي زميل أو ناقد أو مشارك في اللجنة، نزاهتهم جميعا وجدارتهم ومحبتهم للسينما المصرية فوق المناقشة، وعيب جدًا أن تختلف في الرأي، فتسيء أو تتجاوز في حق الأشخاص، أو حول تاريخهم ونواياهم.

- تقديري الكامل لأعضاء اللجنة الموقرة لا يمنعني من الاختلاف مع قرارهم بحجب اختيار فيلم مصري هذا العام. وقد لا يكون لدينا فيلم عظيم، ولكن بالتأكيد فإن الأفلام التي ترشحت يمكن الجدل بشأن أحقية أحدها في المشاركة .

- الفيلم الذي يتم اختياره لتمثيل السينما المصرية يرتبط بفكرة الأفضلية النسبية، وتوافر الحدود المقبولة للمشاركة، ولا يمثل تحفة استثنائية تنتزع الجائزة من عظماء مخرجي الأفلام المنافسة في الأوسكار، ولو أن هذا منطق كل دولة، لما شاركت كثير من الدول بالأساس.

-إذا كان هدف الحجب إرسال جرس إنذار حول سوء الأحوال، وصعوبات الإنتاج، وهو أمر نتفق عليه، فإن هذا الجرس في رأيي لم يكن في موقعه الصحيح، لأن مستوى الأفلام المتنافسة يقول إن هناك محاولات واجتهادات، بل وعناصر متميزة جدا داخل الأفلام، بالرغم من أن ذلك ليس ما نطمح إليه، وبالرغم من أن ذلك ليس ما نرجوه لسينما عريقة.

أي أنه رغم الظروف التي نعرفها، والتي تجعل أي سينمائي يفكر ألف مرة قبل أن يحرق دمه وأعصابه، ويصنع فيلما سينمائيا، فهناك من يصر على العمل والاجتهاد، بل ويحاول تطوير الأنواع، والاجتهاد فيها، وإبراز وجوه وأسماء جديدة وموهوبة في عناصر الفيلم السينمائي.

حجب الترشيح مع الأسف يساوي بين هؤلاء واجتهادهم، وبين من يصنعون أفلاما لا علاقة لها بفن السينما، وكأننا نقول للجميع: كله سواء لدينا، ونحن لن نختار فيلما، حتى تعود السينما المصرية لسابق مجدها، وحتى يتحرك من يعنيه الأمر، وحتى نصنع الفيلم العبقري الذي يتحدث عنه العالم كله.

أما اذا كان جرس الإنذار موجها لمن يعنيه الأمر، فهو أيضا غير مؤثر، لأنه سينضم الى أجراس إنذار، ودقات طبول، وربما تفجيرات قنابل، سابقة، لم تحرك ساكنا، وكل ذلك يؤكد أن مشكلتنا ليست في الأجراس، فهي كثيرة ومتوفرة والحمد لله، وتقرع في كل المناسبات، ولكن المشكلة في عدم وجود إرادة إنقاذ، لمن ترتبط سلطته ومواقعه بصناعة السينما المصرية.

أعتقد أن دورنا يكون أخطر وأصعب وأكثر دقة عندما تكون ظروف السينما المصرية سيئة، لأننا سنكون وقتها بحاجة للفرز، حتى لا نضع الجميع في نفس السلة.

والسينما المصرية كانت على الدوام في أزمة، وهي تستحق فعلا ما هو أفضل، ولديها الطاقات والمواهب والإمكانيات التي تجعلها في أفضل مكانة على الساحة الدولية، ولكن وقت أن كانت المعامل والأستديوهات منهارة، كان هناك من يعملون ويبدعون أفلاما، نضعها اليوم في خانة أفضل الأفلام المصرية.

مهمتنا أن نهاجم الرديء، ولكن غير صحيح بالمرة أن كل ما نقدمه ونعرضه رديء، أو أنه لا يستحق، وقرار حجب اختيار فيلم مصري يعطي انطباعا بأن الرداءة شاملة وكاملة، وهو حكم لم يصدق حتى على عصر سينما المقاولات ، فقد كانت لدينا دوما محاولات وأفلام جيدة في أسوأ الظروف.

-أتفهم جدا نوايا طيبة لتحفيز صناع السينما، ولتنبيه أهل الصناعة، ولكني أعتقد أنه في قلب هذا التحفيز، وفي جوهر ذلك التنبيه، أن نقول لمن اجتهد وصنع شيئا مختلفا، إنك تستحق الثناء، رغم أنك لم تصنع عملا عظيما.كان يمكن في الحقيقة اختيار فيلم يمثل السينما المصرية، ثم نقول ما شئنا عن أحوال السينما، منبهين ومحذرين، في نفس الحيثيات.

نقابة السينمائيين تشكر اللجنة

ومن جهتها تقدمت نقابة المهن السينمائية برئاسة النقيب مسعد فودة، بالشكر إلى أعضاء اللجنة التى تم اختيارها لترشيح فيلم مصري لأوسكار 2023، بعد اتخاذ قرارهم النهائي بعدم ترشيح فيلم مصري هذا العام.

وجاء بيان النقابة كالآتي: شكر واجب أحسنتم صنعًا وجهدًا فى حيادية مطلقة وقناعات الواعدين كنتم بمعيار العدالة والشفافية حكما وتحملتم مسئولية فحص وتمحيص الصور السينمائية شكلاً ومضمونًا للأفلام السينمائية المصرية التى شاركت فى اختيار فيلم يرشح للمشاركة بمسابقة الأوسكار فجاء قراركم منزها عن الذاتية وبأغلبية الآراء شكرًا وتقديرًا واعتزاز.

فيما قال الناقد طارق الشناوي، عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار لـ "اليوم السابع" إن الموضوع أخذ أكبر من حجمه لأن ترشح فيلم مصري للأوسكار ليس انتصارًا وبالتالي عدم ترشح فيلم مصري للأوسكار لا يعد هزيمة، لأن الانتصار الحقيقي هو أن تحقق مصر نجاحًا بالوصول للقائمة المبدئية التي تتكون من 15 فيلمًا، ومن وسط 80 فيلما حيث يتم ترشيح فيلم واحد من كل دولة، وتكون اعلان هذه القائمة في شهر ديسمبر، وبالتالي اذا وصلنا للقائمة الطويلة فهذا هو النجاح وللعلم هذا النجاح لم نحققه منذ عام 1958.

وأضاف طارق الشناوي: "وبما أننا لم نصل للقائمة الطويلة منذ هذه المدة الكبيرة، بالتأكيد لم نصل للقائمة النهائية المكونة من 5 أفلام التي يتم الإعلان عنها في شهر فبراير من كل عام، وللعلم هناك عدد كبير من الدول العربية وصلت للقائمة النهائية القصيرة وليست الطويلة فقط مثل، الأردن وموريتانيا وتونس والمغرب والجزائر ولبنان وفلسطين، ونحن لم نصل حتى للقائمة الطويلة".

وتابع: طارق الشناوى: "أنا لا أرى خبر يهم الناس حاليًا بأنه يتم ترشيح فيلم مصري للأوسكار، ولا يعنى أي شيء للجمهور، لأن كل دولة في العالم من حقها أن تترشح إذن الترشح ليس إنجازًا، فبالتالي لا أعتبر الترشيح مكسب وعدم الترشيح ليس هزيمة، وهذا الجزء النظري الذي لا يفهمه البعض".

وأشار طارق الشناوى إلى أن اللجنة قررت بالأغلبية النسبية وليست المطلقة، بأنه لا يوجد فيلم جدير بالترشيح ولم تناقش اللجنة الأفلام الأربعة وهم، كيرة والجن، وقمر 14، والجريمة، وبـ19، فكان للجنة في البداية سؤالا هل نرشح أم لا نرشح؟ فكانت الأغلبية النسبية مع عدم الترشيح".

وأستكمل طارق الشناوى: "أنا شخصياً كنت مع ترشيح أحد الأفلام، ولأنى مؤمن بالديموقراطية ومؤمن بأن قرار اللجنة العام يجب أن يكون موضع احترام من الجميع، أؤيد القرار لأنه طالع من مجموعة من السينمائيين ليس لهم مصلحة سوى حفظ وجه ماء السينما المصرية، حتى لو اختلفت معهم لازم أقول انهم اشخاص شرفاء وليس لهم مصلحة مع أي طرف.

وأختتم طارق الشناوى حديثه: "نحن رصيدنا في الجوائز العالمية بشكل عام قليل جدا، ولكن عندى أمل كبير جدا في الجيل الجديد بأنه يعوض الفترة الماضية ويفوزوا بجوائز من المهرجانات العالمية".

سيد فؤاد: هناك شروط محددة لاختيار الفيلم

فيما كشف السيناريست سيد فؤاد عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار أسباب عدم اختيار فيلم والاعتذار عن الترشيح، قائلا : "هناك ردود أفعال متباينة، فالبعض يرى القرار صائبا لأن الصناعة في أزمة ولا توجد أفلام تسمح بالتنافس، فما الجدوى إذن من ترشيح فيلم لن يصل ولن يتم النظر إليه من الأساس وهذا ما كان يحدث في السنوات الأخيرة بشكل دائم في الوقت الذي تصعد فيه أفلام من دول عربية وأفريقية وتصل للقائمة النهائية.

وأضاف سيد فؤاد: ترشيح فيلم مصري للأوسكار ليس جائزة نعطيها للعمل، بل يجب أن يكون هذا الفيلم به خصوصية ما وشروط محددة تصلح للمنافسة عالميا، ومنها أنه لاقى ردود فعل أو حصل على جوائز بمهرجانات سينمائية عالمية، مشيرا إلى أن "كيرة والجن" فيلم جماهيري جيد وحقق إيرادات ونال إعجاب الجمهور المصري، ولكنه لا يصلح للترشيح لأن هناك الكثير من الأفلام بالسينما العالمية مثله، فهو فيلم جيد بالنسبة لنا، لكنه لن يصمد أمام المنافسة الخارجية.

وحول مناداة البعض باختيار فيلم مصري حتى لو كان مستواه لا يرقى للمنافسة العالمية عملا بمبدأ "أحسن الوحشين" قال سيد فؤاد: لغينا هذه الفكرة تماما، لأننا في النهاية لسنا مجبرين على تصعيد فيلم اعتمادا على هذا المبدأ، لأننا نريد فيلم يمثل السينما المصرية ويجعل هناك احترام لها.

وأيضًا أيدت الناقدة ماجدة خير الله القرار وقالت لـ "اليوم السابع": هناك الكثير من الدول ولها إنتاجات سينمائية محترمة لم ترشح أفلامها للمنافسة على جوائز أوسكار المقبلة، فلماذا نثير كل هذا الجدل الأن!

وأضافت الناقدة ماجدة خير الله: استبعاد فيلم مصري من الترشيح لجوائز أوسكار ليس سبه أو أمر يدعو للخزي، فالمسألة ليست كارثة، ولا بد أن يكون هناك فيلم صالح للترشح وتنطبق عليه الشروط وليس مجرد اختيار فقط.

وحول مستوى الأفلام المصرية هذا العام، قالت ماجدة خيرالله: من الأفضل أن نركز على أن يكون انتاجنا السينمائي متميزا وأن يصبح لدينا فيلمين أو ثلاثة على الأقل في العام صالحة للترشيح للأوسكار، فهذا الأمر يؤثر أيضًا في اختيار الفيلم المصري المنافس بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وليس فقط في ترشيح لجوائز أوسكار التي في الأساس مجرد ترشيح فقط للدخول في التصفيات النهائية، وأكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية المنظمة للأوسكار هي من تختار في النهاية.

وأوضحت الناقدة أنها تقصد بتميز الأفلام المصرية ألا تكون فقط أفلام مستغرقة في النوعية التجارية بل لا بد أن تمتع بجوانب فنية صالحة لتمثيل مصر بالمهرجانات السينمائية وحفلات الجوائز المختلفة.

وأضافت ماجدة خير الله: للأسف بعض من يهاجمون عدم ترشيح أي فيلم مصري للمنافسة على جوائز أوسكار، لا يعلمون شيئا عنها، لكنهم يهاجمون فقط.

وكشفت الناقدة فايزة هنداوي، في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن اللائحة تنص على أن اللجنة من حقها أن تمتنع عن ترشيح فيلم اذا لم تجد فيلماً مناسباً للترشح، وكانت الأغلبية في السنوات الماضية تميل لترشيح فيلم لتشجيع السينما المصرية يمكن ربنا يسهل.

وأضافت فايزة هنداوي: لكن عام تلو الأخر لم يكن يحدث جديدا في السينما المصرية، والفيلم الذي نرشحه لا يتم قبوله للدخول في المنافسة، فشعرنا أن ذلك "تحصيل حاصل"، فقررنا عدم ترشيح أي فيلم مصري للأوسكار، ونأمل أن تثمر حالة الجدل والنقاش الدائرة حاليا، وتحرك المياه الراكدة ونرى أفلاما صالحة .

 

اليوم السابع المصرية في

02.10.2022

 
 
 
 
 

وفاة ممثلة من الأميركيين الأصليين رفضت تسلّم الأوسكار نيابة عن مارلون براندو

بعد أسبوعين من تكريمها والاعتذار لها عن نبذها 50 عاماً

واشنطن: «الشرق الأوسط»

توفيت عن عمر يناهز 75 عاماً الممثلة والناشطة ساشين ليتلفيذر المنتمية إلى السكان الأميركيين الأصليين، التي قوبلت عام 1973 بصيحات الاستهجان خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار عندما رفضت تسلّم جائزة نيابة عن الممثل مارلون براندو، بحسب ما أعلنت الأحد أكاديمية فنون السينما وعلومها.

ونقلت الأكاديمية عن ليتلفيذر في التغريدة التي أعلنت فيها عبر «تويتر» وفاتها قولها: «عندما أرحل، تذكروا دائماً أنكم، في كل مرة تدافعون فيها عن حقيقتكم، تُبقون صوتي وأصوات أممنا وشعوبنا حية».

وكانت الأكاديمية أقامت قبل أسبوعين احتفالاً في متحفها الجديد في لوس أنجليس كرّمت فيه ليتلفيذر واعتذرت منها علناً عن المعاملة التي لقيتها خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار قبل 50 عاماً.

وكانت ليتلفيذر المنتمية إلى شعبَي أباتشي وياكي، قوبلت بالسخرية خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار عام 1973. وهو الأول الذي نُقل تلفزيونياً إلى العالم كله، عندما شرحت سبب امتناع مارلون براندو، الذي لم يحضر الاحتفال شخصياً، عن قبول تسلّم أوسكار أفضل ممثل عن فيلم «ذي غادفاذر» (العرّاب).

وطلب براندو يومها من ليتلفيذر رفض تسلّم الجائزة نيابة عنه احتجاجاً على معاملة هوليوود للأميركيين الأصليين.

وقالت الممثلة خلال الاحتفال التكريمي لها في متحف الأوسكار إنها صعدت قبل 50 عاماً إلى مسرح الأوسكار «باعتزاز وكرامة وشجاعة وتواضع». وأضافت: «كنت أعلم أن علي قول الحقيقة. بعض الناس يمكن أن يتقبلوها، وآخرون لن يستطيعوا ذلك».

وروت ليتلفيذر أن عناصر الأمن في أمسية الأوسكار تلك منعوا نجم أفلام الويسترن المخضرم جون واين من الاعتداء عليها جسدياً لدى مغادرتها المسرح.

وبعد تلك الحادثة، وجدت الممثلة التي كانت عضواً في نقابة السينمائيين المحترفين، صعوبة في الحصول على عقود في هوليوود، بسبب تلقي مديري اختبارات الأداء تعليمات بعدم اختيارها.

وعندما سألها الصحافيون قبل الاحتفال عن شعورها حيال الانتظار طويلاً لتلقي اعتذار، أجابت: «لا يفوت الأوان إطلاقاً على الاعتذار. لا يفوت الأوان إطلاقاً على التسامح».

واستبقت الأكاديمية التكريم برسالة إلكترونية إلى ليتلفيذر في يونيو (حزيران) الماضي شدد فيها رئيسها يومها ديفيد روبن على أن «الإهانات» التي تعرضت لها الممثلة والناشطة بسبب هذا التصريح «لم تكن في محلها ولم يكن لها مبرر». وأضاف: «إن العبء العاطفي الذي تحملته والثمن الذي دفعته من حياتك المهنية غير قابلين للتعويض».

وتابع روبن في رسالته: «لفترة طويلة، لم تحظ الشجاعة التي أظهرتها بالتقدير. لذلك، نقدم لك أخلص اعتذاراتنا ونعرب لك عن إعجابنا الصادق».

وقالت ساشين ليتلفيذر البالغة اليوم 75 عاماً في بيان علّقت فيه على الرسالة: «نحن الهنود شعب صبور جداً، لقد مر 50 عاماً فقط!»، وأضافت: «علينا أن نحافظ على روح الدعابة لدينا طوال الوقت. إنها وسيلتنا للبقاء». وأعربت عن سعادتها «لمدى التغيير الذي طرأ» منذ إعلانها عدم قبول الجائزة قبل 50 عاماً.

وكان المتحف الذي افتُتح في سبتمبر (أيلول) الماضي تعهد بمواجهة «التاريخ الإشكالي» للصناعة السينمائية، إن فيما يتعلق بالعنصرية التي لطخت فيلم «ذهب مع الريح» (Gone with the wind) أو فيما خصّ الجدل الراهن في شأن الحضور الضعيف للمرأة والأقليات. ويندرج في هذا الإطار التطرق إلى رد الفعل على كلمة ساشين ليتلفيذر في الاحتفال الشهير عام 1973.

 

الشرق الأوسط في

03.10.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004