صراع فلسطيني- إسرائيلي على أرض الأوسكار

خالد محمود

   
 
 
 
 
 
 

· «حمى البحر الأبيض المتوسط» يروى حكاية اكتئاب بالمنطقة.. ومخرجته: يعكس إحباطات الفلسطينيين الذين يعيشون فى إسرائيل

· «سينما صبايا» يقدم تسع نساء عربيات ويهود يوثقن حياتهن على الشاشة.. والمخرجة: لمحة نادرة لنقطة التقارب المركزية

· إيران تبحث عن تتويج جديد بـ «الحرب العالمية الثالثة».. و«إخواننا» الجزائرى مالك رمزا للكفاح ضد العنصرية

· «فرحة» الأردن قصة إنسانية تعبر الحدود.. وتونس تبحث عن روابط عميقة «تحت أشجار التين»

منافسات ساخنة ومن نوع خاص كشفت عنها ترشيحات أوسكار أفضل فيلم دولى فى دورته الـ95، وبالتحديد من المنطقة العربية والشرق الأوسط، التى يقام حفل توزيع جوائزها يوم 12 مارس 2023 فى مسرح دولبى فى لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، ومن المقرر الإعلان عن القائمة الأولية للترشيحات المقبولة فى 21 ديسمبر، ثم الإعلان عن المرشحين الخمسة النهائيين فى 24 يناير القادم، حيث ظهرت مجموعة أفلام من المنطقة أثنى عليها النقاد، واستطاعت أن تنال أيضا الإعجاب بالمهرجانات العالمية التى عرضت على شاشتها وتحصد بعض جوائزها.

فى مقدمة هذه المنافسة صراع خاص بين إسرائيل وفلسطين اللذين يشاركان بفيلمين يتعرضان لقضايا اجتماعية مثيرة فى تناولها وذوى خلفية سياسية شائكة، بالإضافة إلى رؤيتها الفنية التى تستدعى الوقوف عندها.

اختارت فلسطين أن تخوض السباق بفيلم «حمى البحر الأبيض المتوسط» تأليف ​​إخراج مها حاج التى تقدم كوميديا ​​سوداء مليئة بالمفاجآت، بطولة عامر حليحل وأشرف فرح وعنات حديد، وتتمحور أحداثه حول قصة وليد «40» عاما ويجسده عامر حليحل، الذى يعيش فى حيفا برفقة عائلته، يظل يعانى من الاكتئاب بسبب عدم تحقيق ذاته وحلمه فى مهنة الكتابة، ويرفض تناول الدواء الذى يريد طبيبه النفسى أن يصفه للاكتئاب المزمن ويتجادل مع زوجته، وهى ممرضة حول كيفية رعاية طفليهما، ويشعر أنه يحمل ثقل العالم على كتفيه، حتى يتعرف على جاره المحتال الصغير «جلال» ويجسده أشرف فرح، فتنشأ بينهما علاقة صداقة غير متوقعة تتحول لاحقا إلى مأساة وتقودهما إلى رحلة لقاءات مظلمة، حيث يبدو أنهما يختلفان حول كل شىء بينما يطلب وليد من جلال أن يريه حياة مجرم من أجل رواية يدعى أنه يكتبها. مع تطور الصداقة، يدرك جلال أن قصة وليد تتغير باستمرار، ويبدو أن بطلى القصة يشيران إلى نموذج الاضطرابات السياسية بالمنطقة.

يشير العنوان إلى مرض حيث يخبر الطبيب وليد أن ابنه الأصغر قد يكون مصابا به. وهو حمى البحر الأبيض المتوسط وأنه موروث وخاص بالمنطقة التى يعيشون فيها ويمكن أن ينطبق على الشرق الأوسط نفسه. «حمى البحر الأبيض المتوسط» ​​التى يثيرها الفيلم ليست مرض الابن الجسدى، بل هى العبء السياسى والاجتماعى والنفسى لكونك فلسطينيا فى حيفا.

أوضحت المخرجة مها الحاج فى فيلمها الطويل الثانى الذى عرض لأول مرة عالميا فى مهرجان كان السينمائى وحصلت على جائزة أفضل سيناريو ضمن قسم نظرة ما : أن شخصية «وليد» هى انعكاس لجانبها المظلم وإحباطات الفلسطينيين الذين يعيشون فى إسرائيل. ثلث سكان مدينة حيفا الساحلية، والتى كانت جزءا من إسرائيل منذ عام 1948، هم فلسطينيون.

وقالت «أنا مخرجة حزينة للغاية، لكن لدى روح الدعابة. لهذا السبب استطعت أن أكتب هذا الفيلم الأسود، حمى البحر الأبيض المتوسط ​​، الذى يدور حول وليد، وهو رجل مكتئب مزمن يطمح لأن يصبح كاتبا. من خلال هذه الشخصية الخيالية، أضغط على الأفكار المتطرفة التى قد تكون مألوفة بالنسبة لى. أنا شخصيا على دراية بشخصيته وشخصيتى. لذلك أسخر من جانبى المظلم من خلال رجل يشبهنى فى جوانب معينة، بينما يظل مختلفا عنى. من خلال اللعب مع الأسئلة الكبيرة عن الحياة والموت، دفعت وليد إلى التطرف الذى لم يكن ليبلغه بمفرده».

وأضافت: فيلمى السابق «شئون شخصية» تحدث عن هوية الفلسطينيين الذين يعيشون فى إسرائيل والضفة الغربية وفى المنفى. تم سجن الشخصيات وإحباطها بسبب تعقيد وجودهم كفلسطينيين. وليد، وهو فلسطينى إسرائيلى يعيش فى حيفا، لا يمكنه الهروب من نفس مشاعر العزلة والمصادرة.

وأوضحت «قررت التركيز على شخصية واحدة فقط ومعالجة الاكتئاب على المستوى الفردى وليس على المستوى المجتمعى. قد تبدو حياة وليد مريحة ومرغوبة لمعظم الناس. ومع ذلك ــ وهذا يتفق مع فهمى الشخصى للاكتئاب ــ فإن الشىء العميق الذى يظلمه المجهول مفقود دائما. أخيرا، يصل وليد إلى نقطة اللا عودة ويقرر أن يصبح سيد مصيره الوحيد. يتخذ قرارا بإنهاء حياته من خلال إخفاء انتحاره كموت طبيعى لأنه، كأب محب، لم يفقد إحساسه به بالمسئولية.

أضع شخصية وليد مع جلال جنبا إلى جنب، وهو محتال متفائل صغير الوقت وملىء بالحياة ومتواضع جدا لدرجة أنه لا يمكن أن يغرق فى الاكتئاب. إنه عكس وليد، لدرجة أن بعدا هزليا يولد من لقائهما الذى يلقى الضوء على تاريخ وليد المظلم. يوفر تقاسم العالمين المتعارضين عمقا للشخصيات ويؤدى إلى حل أزمتهم الوجودية.

وأشارت مها الحاج «ثلث سكان حيفا فلسطينيون. وظلت بعض أحيائها مهملة ومتدهورة منذ بدء الاحتلال عام 1948، مثل أحياء وادى الصليب ووادى النسناس وحليسة. قمنا بالتصوير فى هذه الأماكن بالذات من أجل إظهار الجانب الفلسطينى من المدينة. تم التصوير فى الخريف لترسيخ الفيلم بشكل أفضل فى أجواء المنطقة المعذبة، مع سمائها الرمادية الملبدة بالغيوم وبحارها العاصفة. الجو الكئيب والألوان الحزينة تساهم فى يأس وليد واكتئابه».

قدمت المخرجة من قبل الفيلم الوثائقى «وراء هذه الجدران» فى عام 2010، وفاز فيلمها الشئون الشخصية، الذى تناول قصة ملتوية عن الفلسطينيين الذين يعيشون فى إسرائيل فى الضفة الغربية، بجائزة «نظرة خاصة» بمهرجان كان فى عام 2016.

فى المقابل اختارت إسرائيل للمنافسة على الأوسكار فيلم «سينما صبايا» إخراج أوريت فوكس روتيم، بطولة دانا إيفجى، جوانا سعيد، أمل مرقص، روث لانداو، يوليا تاجيل، مارلين باجالى، أسيل فرحات، أوريت صموئيل، ليورا ليفى، خولة حاج دبسى، وتدور أحداثه حول تسع نساء، عربيات ويهود، يشاركن فى ورشة عمل بالفيديو استضافتها رونا، مخرجة أفلام شابة، تعلمهن كيفية توثيق حياتهن. مع كل لقطة محلية الصنع تم تصويرها من قبل النساء ومشاركتها مع الآخرين، تجبرهم ديناميكية المجموعة على تحدى آرائهن ومعتقداتهن؛ حيث يتعرفون على بعضهم البعض وأنفسهم بشكل أفضل.

وقالت المخرجة اوريت فوكس روتيم: «أعتقد أن الفيلم يقدم لمحة نادرة عن الأعماق الخفية لحياة النساء اليهوديات والفلسطينيات، حيث نقطة التقارب المركزية، وهو الشىء الأكثر عمقا المشترك بينهن، هو مجرد كونهن امرأة.. لقد أصبح هذا أقوى من دينهم أو عالمهم الثقافى.. آمل أن يقدم الفيلم محادثة حميمة وتمكينية، لا يتجاهل الخلفيات المختلفة، بل يثبت أن هذا لا يشكل عقبة فى خلق روابط عميقة وصداقات حقيقية. النساء اللواتى يرغبن فى أن تُسمع قصصهن، لكنهن خائفات أو غير قادرات على إخبارها بضمير المتكلم. لذلك، هذا فيلم يتعامل أيضا مع قوة السينما».

وفى إطار التواجد العربى فى منافسات الأوسكار، الذى خلا من ترشيح فيلم مصرى، تقدمت الجزائر للمشاركة بفيلم «إخواننا» للمخرج رشيد بوشارب، الحاصل على ثلاثة من بين أربعة ترشيحات لاحقة عن أفلام «غبار الحياة» فى 1995، و«أيام المجد» فى 2006 و«خارج عن القانون» فى 2010 ــ ويأمل فى تكرار التاريخ مرة أخرى مع فيلمه الجديد «إخواننا»، الذى تم عرضه الاول بمهرجان كان السينمائى الأخير، وهو مستوحى من قصة مالك أوسكين، الشاب الذى قتلته الشرطة بعد مظاهرات طلابية خلال احتجاج على إصلاحات التعليم الجامعى عام 1986. وأصبح مالك رمزا للكفاح ضد العنصرية، وهو من بطولة رضا كاتب، سمير القاسمى، رفائيل بيرسونازو لينا خدرى.

وقد فازت الجزائز بهذه الجائزة عام 1970 من خلال فيلم «زد» وهو من إخراج اليونانى كوستا جافراس.

وتشارك تونس بفيلم «تحت أشجار التين» من إخراج إريج السحيرى، والذى عرض فى تظاهرة أسبوعى المخرجين فى مهرجان كان السينمائى، وهو دراما إنسانية تدور أحداثها فى بستان خلال يوم واحد أثناء موسم الحصاد الصيفى، حيث يتابع الفيلم مجموعة من الفتيات المراهقات يعملن فى جمع التين ومن خلال يوميات فتاة تدعى «ملك» تخرج صيفا للعمل فى حقول التين بصحبة صديقاتها من أجل كسب بعض المال للمساهمة فى مصاريف عائلتها وتأمين نفقات دراستها.. وتحت هذه الأشجار، تنشأ حكايات صداقة وحب وتولد روابط وعلاقات تحت سماء موسم فلاحى لا تعيق فيه أشعة الشمس الحارقة سكان الريف من كهول وشباب وحتى أطفال للخروج طلبا للقوت والمال.. كما يختبرون بعض الأحاسيس للمرة الأولى، ويتغازلون ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يسعون نحو العثور على روابط عميقة، وأحيانا يهربون منها.

وكان فيلم «تحت أشجار التين» اول فيلم روائى طويل لمخرجته فاز سابقا بجائزة MAD Solutions ومهرجان الجونة فى ورشة فاينال كات فينيسيا، وجائزة أطلس بوست برودكشن فى المهرجان الدولى للفيلم بمراكش.. كما عرض بمهرجان تورنتو وكارلو فيفارى وسراييفو.

وأثنت عليه بعض الكتابات النقدية العالمية، وقالت الناقدة لوفيا جياركاى بموقع هوليوود ريبورتر: «تحت الشجرة تجربة ممتعة أخاذة وتقدم نسيجا بسيطا أنيقا من التفاعلات المعقدة»، أما موقع سكرين دايلى فأشادت فيه آمبر ويلكينسون بالتجسيد الجذاب للمغازلات الصيفية ووصفت الفيلم بالدراما الإنسانية الرقيقة، كما أبدى الناقد كليم أفتاب انبهاره بالطاقم التمثيلى للفيلم فى أول وقوف لهم أمام الكاميرا فى مراجعته على موقع سينيوربا، واتفقت معه الناقدة أمل الجمل عبر موقع العربى الجديد إذ رأت أنه يقترب من الوثائقى لشدة صدقه وتلقائية أداء ممثليه.

وقد وصلت السينما التونسية لأول مرة فى تاريخها إلى القائمة النهائية لجوائز الأوسكار2021 بفيلم «الرجل الذى باع ظهره» للمخرجة كوثر بن هنية. كما كانت تونس على وشك التتويج بجائزة الأوسكار بعد وصول الفيلم الروائى القصير «إخوان» للمخرجة مريم جوبار إلى القائمة القصيرة لترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم قصير عالمى 2019.

كما رشح الأردن فيلم «فرحة»، للمخرجة دارين ج. سلام، لتمثيلها فى الدورة الـ95 لجوائز الأوسكار، الفيلم بطولة أشرف برهوم وعلى سليمان وسميرة الأسير وفراس طيبة ومجد عيد والممثلة الصاعدة كرم طاهر فى تجربتها التمثيلية الأولى، وهو مستوحى من أحداث حقيقية، حيث يروى قصة فرحة، البالغة ١٤ سنة، عندما تحبس فى غرفة صغيرة مع اندلاع الحرب فى مسقط رأسها فى فلسطين عام ١٩٤٨. هى وحيدة فى قريتها المهجورة، تعيش تجربة تُغير حياتها مع تحول حلمها من الحصول على التعليم إلى البقاء على قيد الحياة.

وعن اختيار فيلم «فرحة»، جاء فى بيان اللجنة الخاصة التى رشحته: «برقة وأناقة مميزتان، ينجح «فرحة» فى تقديم منظور سينمائى فريد من نوعه حول موضوع يشكل عبئا عاطفيا لطالما أثار فضول صناع الأفلام العرب مما يجعله فيلما ذا قيمة عالية شكلا ومضمونا. يجمع أسلوبه السردى المركب بين الخصوصية الثقافية والعالمية ليخلق قصة إنسانية تعبر الحدود.

شارك الفيلم فى أكثر من 40 مهرجانا سينمائيا حول العالم، حيث كان العرض العالمى الأول له فى مهرجان تورونتو السينمائى الدولى، وقد فاز بجائزة أفضل فيلم يورو ــ متوسطى يتناول قضايا المرأة/جائزة الاتحاد الأوروبى وجائزة أفضل مخرجة وجائزة أفضل ممثلة فى مهرجان أسوان لسينما المرأة 2022.

كما حاز الفيلم أيضا على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة فى مهرجان البحر الأحمر.

واختارت إيران فيلم، الدراما الكوميدية «الحرب العالمية الثالثة» وإخراج هومان سيدى الحائز على جائزة أفضل فيلم وأفضل ممثلة فى قسم آفاق بمهرجان فينيسيا لينافس على جائزة اوسكار أفضل فيلم دولى بحثا عن تتويج جديد.

الفيلم بطولة محسن طنبنده، محساء حجازى، ندى جبرايلى، ونافيد نصراتى، وتدور أحداثه حول «شكيب» عامل باليومية، متشرد لم يتغلب على فقدان زوجته وابنه فى زلزال وقع منذ سنوات. على مدى العامين الماضيين، طور علاقة مع امرأة صماء بكماء تدعى لادان. تبين أن موقع البناء الذى يعمل فيه اليوم هو مجموعة فيلم عن الفظائع التى ارتكبها هتلر خلال الحرب العالمية الثانية. رغم كل الصعاب، يتم منحه دور الفيلم ومنزل وفرصة ليكون شخصا ما. عندما علمت لادان بهذا الأمر، تأتى إلى مكان عمله متوسلة المساعدة وهو ما يهدد بتدمير وضعه الجديد وما بدا أنه فرصة العمر.

ومن تركيا يأتى فيلم الإثارة «كير» من إخراج طيفون بيرسيلم أوجلو لينافس هذا العام، وتدور أحداثه حول رجل فى انتظار القطار بعد جنازة والده فى بلدة صغيرة منعزلة فى فصل الشتاء، ويشهد جريمة قتل وقرر إبلاغ الشرطة، ليجد نفسه متورطا حيث لا تسمح له الشرطة بالمغادرة بعد شهادته بصفته شاهد العيان الوحيد.

هذه بداية قصته الغريبة فى هذه البلدة الغريبة؛ حيث يواجه اتهاما غامضا وغير منطقي وهو ما يجعله مرعوبا وكل جهوده للمغادرة تذهب سدى.

وكانت أكاديمية علوم وفنون الصور المنظمة لجوائز الأوسكار قد كشفت عن الموعد النهائى لتقديم طلبات الافلام التى تنافس على جائزة أفضل فيلم دولى وهو 3 أكتوبر، على أن تكون الأعمال المتقدمة قد عرضت تجاريا فى بلادها خلال الفترة بين 1 يناير 2022و 30 نوفمبر 2022.

 

####

 

مجدي أحمد علي:

سحبت فيلمي المرشح للمشاركة في مسابقة الأوسكار لعدم احترام اللوائح

هديل هلال

علق المخرج مجدي أحمد علي، على قرار لجنة اختيار الأفلام المرشحة للأوسكار لهذا العام، عدم مشاركة أفلام مصرية في مسابقة أفضل فيلم أجنبي بجائزة الأوسكار في دورتها الـ95، وذلك بعد مشاهدة الأفلام المتطابقة للشروط.

وقال خلال مداخلة هاتفية لبرنامج «حضرة المواطن»، الذي يقدمه الإعلامي سيد علي عبر فضائية «الحدث اليوم»، مساء السبت، إن «صناعة السينما في مصر تواجه مشكلة كبيرة؛ نتيجة ترك الموضوع للقطاع الخاص، ورفع الدولة يدها عن الدعم لأي نوع من السينما».

وأضاف: «رفعنا يدنا عن دور العرض التي تتحمل ضرائب كبيرة، وبدأت تغلق، فمنذ 10 سنوات كانت لدينا 500 دار عرض، وانخفض عددها الآن إلى 400، وهذا في رأيي عار بالنسبة للسينما المصرية».

ونوه في الوقت نفسه، إلى ان «إقرار لجنة مكونة من 18 شخصًا، بعدم وجود فيلم يصلح لتمثيل مصر في مسابقة محلية أمريكية، أمر لا يعني أن السينما المصرية انهارت»، موضحًا أن اللجنة شكّلها مسعد فودة، نقيب السينمائيين.

ولفت إلى أن «آراء اللجان - خاصة لو عددها قليل - لا يعكس مستوى أي صناعة»، مضيفًا عن الأفلام التي صوتت عليها اللجنة: «فيلم ريش المشارك في كان وعامل دوشة ولم يدخل لأسباب لا أعلمها، فيلمي "حدث فى 2 طلعت حرب" الذي سحبته لأسباب أهمها عدم احترام لوائح الأوسكار، فيلم كيرة والجن الذي حقق إيرادات كبيرة لكن اللجنة لم يعجبها، والفيلم الذي يمثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة المقبل، ولم يعجب اللجنة أيضًا».

وذكر أنه فوجئ بوجود فيلمه ضمن القائمة القصيرة، بعد أن أخبره أحد العاملين بذلك، ثم طلبوا منه عرض الفيلم أمام اللجنة لأن بعض الأعضاء لم يشاهدوه، قائلًا إن أحد شروط المشاركة في الأوسكار، عرض الفيلم جماهيريًا قبل 30 نوفمبر.

واستطرد: «في اليوم الذي أرسلت فيه الفيلم، علمت بدخول فيلم خامس لمنتج معين، بناء على حصوله على جواب بأنه سيعرض الفيلم، أنا ضد هذا الأمر لأنه غير موجود في اللوائح وبمثابة تحايل على القانون، ولذلك سحبت فيلمي احتجاجًا على الموقف».

ونوه إلى أن فيلم «سعاد» قدم العام الماضي ورقة باعتزام العرض الجماهيري ولم يعرض، وهو ما أدى إلى ضياع الفرصة على مشاركته بالأوسكار والفيلم المنافس، متابعًا: «مينفعش تعبير (سوف)، لابد أن يكون الفيلم عرض بالفعل، وعدم استجابتهم جعلتني أنسحب وأن يصوتوا لما يختارونه».

وأكد أن اللجنة تضم قامات كبرى في المونتاج والديكور والإخراج ونقاد مهمين، مستطردًا أنه يعارض فكرة اختيار اللجنة برأي نقيب السينمائيين فقط، واقترح أكثر من مرة ترشيح جهات معينة تعمل في الأدب والسينما والفن لأسماء الأعضاء.

وتقدمت نقابة المهن السينمائية برئاسة النقيب مسعد فودة، بالشكر إلى أعضاء اللجنة التي تم اختيارها لترشيح فيلم مصر لأوسكار ٢٠٢٣، بعد اتخاذ قرارهم النهائي لعدم ترشيح فيلم مصري هذا العام.

https://www.youtube.com/watch?v=_AO13q5YDcw

 

الشروق المصرية في

01.10.2022

 
 
 
 
 

فايزة هنداوي: قرار عدم ترشح فيلم مصري للأوسكار يحرك المياه الراكدة بالسينما

كتب بهاء نبيل

علقت الناقدة فايزة هنداوى، عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار، على قرار اللجنة بعدم ترشيح أي فيلم مصري لمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبى لتمثيل مصر في النسخة الـ95 من جوائز الأوسكار.

وقالت الناقدة فايزة هنداوى، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "أولا اللائحة تنص على أن اللجنة من حقها أن تمتنع عن ترشيح فيلم اذا لم تجد فيلماً مناسباً للترشح يعنى ده حق أصيل للجنة، وكنا بناقشه في السنوات الماضية، لما مكنش بيكون في حاجة على المستوى، ودايما بتكون أغلبية التصويت بنظام ديموقراطى، فكان أغلب الناس بتميل بأننا نرشح فيلم ونشجع السينما المصرية يمكن ربنا يسهل وينفخ في صورتهم، فكنا بنرشح أفضل المعروض وخلاص".

وأضافت فايزة هنداوى: "سنة ورا سنة مبيحصلش حاجة جديدة في السينما المصرية والفيلم المصرى اللى بيتم ترشيحه للأوسكار مش بيعمل حاجة، وبيتعمل له دعايا في مصر بس بأنه راح للأوسكار ولكن مش بيعمل أي حاجة، فكان في مناقشة إحنا هنعمل زى كل سنة ونرشح فيلم تحصيل حاصل وخلاص ولا ناخد موقف بعدم الترشح لأن الفيلم هايروح مش هيعمل حاجة".

وتابعت فايزة هنداوى: "فقررنا عدم ترشيح أي فيلم مصري للأوسكار، ويمكن مكسبنا أن الناس تقول ويحصل الجدل والنقاش الحاصل حاليا ودى حاجة مفيدة جدا لأنه يعتبر بيحرك الماء الراكدة وإنها تفوق الناس وتنبئهم بأن عندنا مشكلة في السينما المصرية وعاوزين نحلها".

واستكملت فايزة هنداوى: "في أسئلة بتقول عن سبب عدم ترشح فيلم أبو صدام، وده بسبب أن الفيلم اتعرضفى شهر نوفمبر السنة الماضية، واللائحة تغيرت وأصبح ترشح الأفلام من بداية شهر يناير، أما بالنسبة لفيلم كيرة والجن فهو فيلم عظيم وعمل إيرادات كبيرة ويحيى الروح الوطنية والمقاومة وضد العنصرية ضد المسلمين والمسيحين، وهذا الكلام كتبته في مقال لى ولكن كتبت أيضا بنفس المقال أن الفيلم في شوية مشاكل في البناء والسيناريو والإيقاع وفى أحداث غير منطقية وفى ما يقرب من ساعة إلا ربع ممكن يتشال، فمش هينفع نرشح حاجة وأكون عارفة أنه مش هيعمل أي حاجة في الأوسكار.

وعن مهاجمة البعض لقرار اللجنة قالت فايزة هنداوى: "الناس اللى بتهاجم اللجنة يا ريت يقولولنا هيرشحوا إيه من الأفلام اللى اتعرضت السنة دى، وعامة قرار عدم الترشح يعنى إن فيه مشكلة في السينما وأعتبره تحريك للماء الراكدة وإحنا مش ضد السينما المصرية ولكن بنحافظ على ماء وجه السينما المصرية".

وبخصوص ما أثير من مخرج بأنه يتم أخذ أفلام قبل عرضها، وإنه خارج القانون قالت فايزة هنداوى: "اللائحة بتقول ياما يكون الفيلم معروض ياما يكون في جواب من شركة التوزيع بتواريخ عرضه في الفترة الممسوح بها، لأن إحنا بنبعت في شهر أكتوبر وبيكون في أفلام بيتم عرضها في شهر نوفمبر، فلو لم تشارك هذه الأفلام فلن شارك العام المقبل لأن الترشح بيكون من أول شهر يناير من العام الجديد".

واختتمت الناقدة فايزة هنداوى حديثها قائلة: "يا ريت الناس تبص لمصلحة السينما المصرية ونشوف محتاجين إيه للسينما عشان نقدر نروح للقائمة الطويلة والقصيرة زى دول عربية كثيرة وصلت للقائمة القصيرة".

 

####

 

ماجدة خير الله: استبعاد ترشيح فيلم مصرى لجوائز أوسكار ليس كارثة

محمود ترك

أيدت الناقدة ماجدة خير الله قرار عدم ترشيح أي فيلم مصري ضمن قائمة الأفلام المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم أجنبي، الذي اتخذته لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح لـ أوسكار.

وقالت ماجدة خير الله لـ "اليوم السابع": هناك الكثير من الدول ولها إنتاجات سينمائية محترمة لم ترشح أفلامها للمنافسة على جوائز أوسكار المقبلة، فلماذا نثير كل هذا الجدل الأن! 

وأضافت الناقدة ماجدة خير الله: استبعاد فيلم مصري من الترشيح لجوائز أوسكار ليس سبه أو أمر يدعو للخزي، فالمسألة ليست كارثة، ولا بد أن يكون هناك فيلم صالح للترشح وتنطبق عليه الشروط وليس مجرد اختيار فقط.

وحول مستوى الأفلام المصرية هذا العام، قالت ماجدة خيرالله: من الأفضل أن نركز على أن يكون انتاجنا السينمائي متميزا وأن يصبح لدينا فيلمين أو ثلاثة على الأقل في العام صالحة للترشيح للأوسكار، فهذا الأمر يؤثر أيضًا في اختيار الفيلم المصري المنافس بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وليس فقط في ترشيح لجوائز أوسكار التي في الأساس مجرد ترشيح فقط للدخول في التصفيات النهائية، وأكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية المنظمة للأوسكار هي من تختار في النهاية.

وأوضحت الناقدة أنها تقصد بتميز الأفلام المصرية ألا تكون فقط أفلام مستغرقة في النوعية التجارية بل لا بد أن تمتع بجوانب فنية صالحة لتمثيل مصر بالمهرجانات السينمائية وحفلات الجوائز المختلفة.

وأضافت ماجدة خير الله: للأسف بعض من يهاجمون عدم ترشيح أي فيلم مصري للمنافسة على جوائز أوسكار، لا يعلمون شيئا عنها، لكنهم يهاجمون فقط.

 

####

 

طارق الشناوى: ترشح فيلم مصرى للأوسكار ليس انتصارًا وعدم الترشح ليس هزيمة

كتب بهاء نبيل

علق الناقد طارق الشناوى، عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار، على قرار اللجنة بعد ترشيح أي فيلم مصري لمسابقة أوسكار أفضل فيلم أجنبى لتمثيل مصر في النسخة الـ 95 من جوائز الأوسكار.

وقال الناقد طارق الشناوى في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع": "الموضوع أخذ أكبر من حجمه لأن ترشح فيلم مصري للأوسكار ليس انتصارًا وبالتاىل عدم ترشح فيلم مصري للأوسكار لا يعد هزيمة، لأن الانتصار الحقيقى هو أن تحقق مصر نجاحًا ولو بالوصول للقائمة الطويلة التي تتكون من 15 فيلمًا ويتم من 80 فيلما حيث يتم ترشيح فيلم واحد من كل دولة، وتكون اعلان هذه القائمة في شهر ديسمبر، وبالتالي اذا وصلنا للقائمة الطويلة فهذا هو النجاح وللعلم هذا النجاح لم نحققه من عام 1958.

وأضاف طارق الشناوى: "وبما أننا لم نصل للقائمة الطويلة منذ هذه المدة الكبيرة، بالتأكيد لم نصل للقائمة القصيرة المكونة من 5 أفلام ويتم الإعلان عنها في شهر فبراير، وللعلم هناك عدد كبير من الدول العربية وصلت للقائمة القصيرة وليست الطويلة فقط مثل، الأردن وموريتانيا وتونس والمغرب والجزائر ولبنان وفلسطين، ونحن لم نصل حتى للقائمة الطويلة".

وتابع: طارق الشناوى: "أنا لا أرى خبر يهم الناس حاليا بأنه يتم ترشيح فيلم مصري للأوسكار، ولا يعنى أي شيء للجمهور، لأن كل دولة في العالم من حقها أن تترشح إذن الترشح ليس إنجازا، فبالتالى لا أعتبر الترشيح مكسب وعدم الترشيح ليس هزيمة، وهذا الجزء النظرى اللى الناس مش فهماه".

وأشار طارق الشناوى إلى أن اللجنة قررت بالأغلبية النسبية وليست المطلقة، بأنه لا يوجد فيلم جدير بالترشيح ولم تناقش اللجنة الأفلام الأربعة وهم، كيرة والجن، وقمر 14، والجريمة، و 19 ب، فكان للجنة في البداية سؤالا هل نرشح أو لا نرشح بدون دخول على فيلم الترشيح فكانت الأغلبية النسبية مع عدم الترشيح".

وأستكمل طارق الشناوى: "أنا شخصياً كنت مع ترشيح أحد الأفلام، ولأنى مؤمن بالديموقراطية ومؤمن بأن قرار اللجنة العام يجب أن يكون موضع احترام من الجميع، فرغم أنه لم يكن وجهة نظرى ولكن أؤيد القرار لأنه طالع من مجموعة من السينمائيين ليس لهم مصلحة سوى حفظ وجه ماء السينما المصرية، حتى لو اختلفت معهم لازم أقول انهم اشخاص شرفاء وليس لهم مصلحة مع أي طرف.

وأختتم طارق الشناوى حديثه: "نحن رصيدنا في الجوائز العالمية بشكل عام قليل جدا، ولكن عندى أمل كبير جدا في الجيل الجديد بأنه يعوض الفترة الماضية ويجيبولنا جوائز من المهرجانات العالمية".

 

اليوم السابع المصرية في

01.10.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004