"ألفيس"... الطيران نحو صخرة الأبدية

شريف صالح

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم

(أوسكار 95)

   
 
 
 
 
 
 

يتحدث ألفيس مع مدير أعماله "الكولونيل توم باركر" عن ولعه في الطفولة بأحد أبطال سلسلة مارفل الذي طار نحو صخرة الأبدية.

وبالتزامن مع ذكراه الخامسة والأربعين بدأت صالات سينما ومنصات عرض فيلم عن سيرة ملك الروك ألفيس بريسلي (يناير 1935- أغسطس 1977).

المخرج باز لورمان صاحب "غاتسبي العظيم" و"مولان روج" بدا مولعًا بالاستعراض والشخصيات التاريخية واستعادة قطعة من زمن بعيد عنا نوعًا ما. وهنا يفعل ذلك بامتياز مستعيدًا سيرة أحد ملوك الاستعراض وحقبة الخمسينيات بكل جنونها وبهجتها.

بقرة حلوب

هل كان الشريط مخلصًا بدقة لسيرة بريسلي؟ الإجابة نعم ولا.. فمن ناحية قدم لنا محطاته الأساسية التي يمكن الإطلاع عليها في ويكيبيديا، منها ولادته في توبيلو بولاية مسيسبي ثم انتقاله إلى ممفيس حيث نشأ، واحتراف الغناء مع شركة "صن ريكوردز" وصولًا إلى تجنيده، وانتهاء بوفاته الغامضة المريبة.

لكن هناك دقائق كثيرة- ربما لا نعثر عليها- لأن الفيلم انشغل بدرجة كبيرة بعلاقته مع مدير أعماله "الكولونيل توم باركر" (توم هانكس في أداء محترم ومغاير جدًا) والتي استمرت لعقدين من الزمان.

أسند لورمان إلى "الكولونيل" التعليق السردي على الشريط، فنحن نرى كل شيء من وجهة نظره، وفي معرض الدفاع عن نفسه إزاء اتهامه بقتل ألفيس.

تصلح شخصية الكولونيل نفسه- وهو من أصول هولندية- لرواية، لأنه يحمل لقبًا زائفًا، ولا يملك جنسية أي بلد. مغامر غامض وطموح ومقامر وشره للمال وجد جوهرة تشع بملايين الدولارات فأخلص في استثمارها حتى آخر فلس. وآخر نفس.

تورط الكولونيل في القمار، والاحتيال، جعله عبدًا لشهوة المال، وهو ما يفتح أفقًا على كواليس صناعة الترفيه في أميركا (والعالم عمومًا) والاستغلال البشع للأيقونات الناجحة.

لا شك أنه جعل ألفيس بقرة حلوبًا يأخذ لنفسه نصف إيراداتها، لكنه أيضًا لم يكن الوحيد، فهناك شلة من الأصدقاء والأقارب عاشت في رفاهية وتبذير على حساب ألفيس، وأولهم والده نفسه.

تمتع كلا الرجلين- ألفيس والكولونيل- بالصلابة والعناد، الأول من أجل نجاح أسطوري يضمن له الخلود، والآخر من أجل المال، وهنا تلاقت الإرادتان.

لم يكن المال هو ما يهم ألفيس رغم فقره وحرصه على الارتقاء ماديًا بأهله وشراء كاديلاك زهرية لأمه، والدليل أنه كان مسرفًا حد السفه، وصُدم عندما أخبره والده بعد كل سنوات المجد والتألق أنهم على وشك الإفلاس.

في هذا السياق ثمة تفاصيل لم يتطرق إليها الشريط على طوله لقرابة 160 دقيقة، تتعلق بإرثه المادي، باستثناء الإشارة في سطور النهاية إلى خلافات قضائية نشأت بين باركر والورثة وانتهت بالتسوية.

ولكن إلى الآن مازالت أيقونة ألفيس وأغانيه تجلب ملايين الدولارات، ويُقال إن عدد زوار بيته (وقبره) "غريسلاند" أكثر من نصف مليون زائر، لينافس بذلك "البيت الأبيض" نفسه. ووضعته مجلة فوربس ضمن أصحاب الدخول الأعلى في العالم رغم وفاته مبكرًا عن اثنين وأربعين عامًا.

عقدة أوديب

الجانب الآخر في أسطورة ألفيس يتعلق بعقدة دفينة صاحبته نتيجة وفاة شقيقه التوأم "جيسي"، ما تولد عنه شعور غامض بالذنب، وارتباط عاطفي شديد بأمه التي كانت تقول له ـ على سبيل المواساة ـ ستجتمع فيك قوة رجلين. وعقب تجنيده وسفره إلى ألمانيا، سقطت الأم في فخ الكحول وتوفيت، لنرى في الشريط انهيار ألفيس حزنًا عليها.

وجد سلواه في قصة حب مع بريسيلا (أوليفيا ديجونغ)، حيث تزوجها وأنجب ابنته الوحيدة "ليز ماري" إلى جانب غراميات كثيرة عابرة، لم تزعج الزوجة قدر انزعاجها من كونه "شبحًا" ليس له حياة حقيقية إلا على خشبة المسرح وفي الحفلات وبين جمهوره، لذلك وقع الانفصال بعد نحو خمس سنوات.

يمكن بسهولة تحليل زيجة ألفيس وغرامياته في ضوء العقدة الأوديبية وعلاقته المعقدة بأمه.

ثورة شعبية

ثالث ملامح الشريط الذي يبدو مخلصًا لفكرة عدم الإخلاص لمسار واحد، يتمثل في الثورة الشعبية الموسيقية التي قادها ليصبح أحد رموز القرن العشرين.

عندما رثاه الرئيس الأميركي جيمي كارتر قائلًا "إن جزءًا من أميركا ضاع بموته"، كانت عبارة لطيفة لكن العكس هو الحقيقي، لأن موته الغامض كرس أسطورته وخلد تجربته في الثقافة الأميركية الشعبية والموسيقية. والدليل أنه إلى اليوم يتم استثمار صور ودمى له وتقام مسابقات لتقليده، وتباع أسطواناته.

هذا يفتح سؤالًا حول حقيقة تأثيره الفني وأصالة موهبته. انقطع ألفيس عن الحفلات قرابة سبع سنوات وانشغل بفكرة تدشين نفسه كممثل سينمائي، وتوفرت له الشهرة والمال، لكنه قدم حوالي سبعة أفلام عادية، ولم يصل إلى ما وصل إليه نجماه المفضلان جيمس دين ومارلون براندو، وهو ما قاله لزوجته في آخر لقاء جمعهما ـ بعد الانفصال ـ بأنه لم يقدم الفيلم الكلاسيكي الذي كان يحلم به.

في مجال موهبته الحقيقية أي الموسيقى، لا يخفت الجدل ما بين الإشادة بتأثيره العظيم، وبين ما يعتبره البعض سطوًا على موسيقى الزنوج كالبلوز وموسيقى الإنجيل، بحكم تفتح وعيه كصبي جنوبي على هذه الألوان، وهناك عدة أغاني حققت شهرة كبيرة لم تكن له في الأصل.

يؤكد الفيلم على بدايته وسط ذوي البشرة السمراء في الجنوب (زمن الفصل العنصري) وكيف اندمج مع رقصهم الحيوي جدًا وموسيقاهم التي تلبسته وإيمانه بما قاله له قس أسود آنذاك: "حين تكون الأمور أخطر من أن تقال، غنِ". أي أنه قاد ثورة شعبية فنية موازية لثورة دكتور كينغ ضد التمييز العنصري، ومزج على نحو متكامل موسيقى البلوز مع الكانتري المعروف لدى البيض.

فهو أيقونة إجماع غيرت وجه الموسيقى والثقافة الشعبية والمزاج الأمريكي عامة، وهذا سر الهوس به إلى اليوم.

ولا ينفصل أداؤه الموسيقي عن حضوره الجسدي سواء طريقة تسريحة شعره وإطالة سالفيه، وتلك البدل المبهجة اللامعة التي توحي ببدل لاعبي السيرك ومصارعي الثيران.

الأهم من ذلك حيويته الدافقة وحركاته الراقصة وطريقة تحريك رجليه كالممسوس بالنغم. وهي حركات عُدت ـ آنذاك ـ مبتذلة وتهدد "أخلاق المجتمع" وكاد يتعرض بسببها للسجن. لكن أسلوبه في الغناء لم يعتمد فقط على صوته وإنما على جسده بالكامل.

يبدو ذلك تقليديًا الآن، وهناك موضات وتقاليع تفوقه بمراحل في الحركة والإيحاءات الحسية، لكن هذا كله ما كان ليحدث لولا ظهوره على الساحة وبلغت التجربة أوجها ببث أول حفل غنائي عبر الأقمار الاصطناعية شاهده أكثر من مليار شخص في أربعين دولة، متفوقًا على بث الهبوط على سطح القمر.

وقدم الممثل أوستن باتلر أداء متقنًا لشخصية بريسلي بكل حيويتها ورقصها وأسلوب مشيه ولفتاته واحتضانه للجيتار، مع الاستعانة ب "ريمكس" لصوت بريسلي نفسه، والأهم من ذلك مجموعة كبيرة من أشهر أغانيه.

وهذه أكثر نقطة قوة تميز الشريط، أنه أعاد تقديم أشهر أغاني ملك الروك في توليفة استعراضية مدهشة.

سقوط قبل الأوان

لوّن لورمان شريطه بين مسارات عدة، ولم يلتزم الخطية التقليدية بحذافيرها، ومزج ما بين مشاهد آنية واستدعاءات، ولقطات توثيقية حية، وفوتوغرافيا، ورسوم متحركة.

بالتوازي مع الإيقاع الصاخب للموسيقى جاء المونتاج سريعًا ولاهثًا كأنه يراد للفيلم أن يكون مثل أغنية روك حارة ودافقة تحية لألفيس.

لكنّ السؤال اللغز يتعلق دائمًا وأبدًا بحيثيات الموت، غير المصدق لدى البعض حتى الآن، كيف لشاب مفعم بالحيوية والقوة أن يسقط فجأة هكذا؟

ألمح الفيلم إلى مسؤولية الكولونيل مصاص الدماء الذي طارده بالحفلات والعقود حتى قتله من العمل والإجهاد أو على حد تعبير ألفيس نفسه "أنا عالق في فخ لا أستطيع الخروج منه"، ويؤكد أرشيفه هذا الدأب للغناء وإقامة الحفلات والأفلام والدعاية والبرامج والاستعراضات رغم قصر عمره. وهو اتهام حاول الكولونيل التنصل منه بزعم أنه من صنع منه أيقونة العصر.

إلى جانب الإشارة إلى تعاطيه العقاقير (أو المواد المخدرة) كي تبقيه دافقًا وحيويًا على مدار الساعة وتسببت في إصابته بأزمة قلبية قضت عليه.

كما لا يمكن إغفال صراعاته النفسية، مع تقدمه في العمر وبدانته، وطلاقه، وحياته البوهيمية، وشعوره أنه مستنزف تجاريًا بما لا يسمح له بتطوير تجربته الغنائية كما يحلو له، ولا أن يقدم جولات خارج أميركا، وهي الفكرة التي حاربها الكولونيل.

كان ألفيس ضحية قصته الذاتية عن ذلك البطل الأسطوري الذي حلق نحو صخرية الأبدية، وكان نهمًا لبلوغ الخلود بأي ثمن، وقتله هذا النهم الذي لم يتحمله الجسد.

عبر الفيلم عن ذلك بقصة الطائر الذي لا يملك ساقين يحط بهما على أي شيء، فيقضي كل حياته يطير في الهواء، وحين يتعب يبسط جناحيه وينام فيما الريح تحمله. وإن حط على الأرض، ولو لمرة واحدة، يموت.

 

النهار اللبنانية في

11.08.2023

 
 
 
 
 

المركز السينمائي المغربي يفتح باب الترشح للأوسكار

يتعين على المنتجين الذين تستوفي أفلامهم معايير أكاديمية الأوسكار تقديم طلباتهم في موعد أقصاه 29 أغسطس الجاري.

الرباط ـ أعلن المركز السينمائي المغربي عن فتح باب الترشيح لاختيار العمل الذي سيمثل المغرب في فئة الأفلام الروائية الطويلة الدولية خلال حفل توزيع جوائز الأوسكار، المقرر في 12 مارس 2023 في لوس أنجلس.

وأوضح المركز  أنه من المقرر أن تعقد لجنة اختيار الفيلم المغربي المرشح لتمثيل المغرب في هذه المسابقة الدولية المرموقة، اجتماعا خلال شهر سبتمر المقبل.

وأضاف أن باب الترشيح، الذي ينظم بمناسبة حفل توزيع جوائز الأوسكار الخامس والتسعين الذي أطلقته أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية، يهم وفقا للشروط التي تحددها الأكاديمية، الأفلام الروائية التي تم إنتاجها خارج الولايات المتحدة وأقاليمها، بلغة أجنبية مستعملة غير اللغة الإنجليزية.

وخلص المصدر ذاته إلى أنه يتعين على المنتجين الذين تستوفي أفلامهم معايير أكاديمية الأوسكار تقديم طلباتهم في موعد أقصاه 29 أغسطس الجاري.

 

العرب اللندنية في

12.08.2023

 
 
 
 
 

جائزة الأوسكار تعتذر لـ "ساشين ليتلفيذر" بعد 50 عامًا من الإساءة لشخصها

كتبت: شيماء عبد المنعم

بعد 50 عاما من وقوف ساشين ليتلفيذر، على منصة جوائز الأوسكار لتسلم الجائزة نيابة عن مارلون براندو، لكى تتاح لها الفرصة للتحدث عن إساءة تصوير الأمريكيين الأصليين فى أفلام هوليوود، اعتذرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة - "جائزة الأوسكار"-  لها عن الإساءة التى تعرضت لها فى ذلك اليوم، ففى عام 1973، تم إطلاق صيحات الاستهجان ضدها على خشبة المسرح فى حفل توزيع جوائز الأوسكار.

وقالت الأكاديمية، فى بيان، حسبما نشر موقع hollywoodreporter، إنها ستستضيف ساشين ليتلفيزر، التى أصبح عمرها الآن 75 عاما، فى أمسية "حديث وتضميد جراح واحتفال واعتذار"، يوم 17سبتمبر المقبل.

عندما فاز "براندو" بجائزة أفضل ممثل عن فيلم "الأب الروحى" عام 1973، صعدت ساشين ليتلفيزر، مرتدية فستانا من جلد الغزال وحذاء موكاسين تقليدى خاص بالهنود الحمر، إلى المنصة، لتصبح أول أمريكية من السكان الأصليين تقوم بذلك فى حفل توزيع جوائز الأوسكار، وفى كلمة استغرقت 60 ثانية، أوضحت "ليتلفيزر" أن براندو لايمكنه قبول الجائزة بسبب معاملة صناعة السينما للسكان الأصليين لأمريكا اليوم، وفى تلك اللحظة موسرعان ما أطلق بعض الحضور صيحات استهجان.

فى السنوات التى تلت ذلك، قالت ساشين ليتلفيزر، إنها تعرضت للسخرية والتمييز والهجوم بسبب ظهورها القصير فى حفل توزيع جوائز الأوسكار، إلا أن ديفيد روبين، رئيس الأكاديمية، كتب فى 18 يونيو، أن "كلمة ليتلفيزر، بيان قوى يستمر فى تذكيرنا بضرورة الاحترام وأهمية كرامة الإنسان".

وأضاف موجها خطابه لها، "الإساءة التى تعرضت لها كانت غير مبررة.. العبء العاطفى الذى عايشته وتكلفة ذلك على حياتك المهنية لا يمكن تعويضهما، لم يتم الاعتراف بالشجاعة التى أظهرتها لفترة طويلة للغاية.. لهذا نقدم لك عميق اعتذارنا وإعجابنا الصادق".

وقالت ساشين ليتلفيزر، فى بيان من جانبها "إنه لأمر مشجع للغاية أن نرى مدى التغيير الذى طرأ منذ عدم قبول جائزة الأوسكار قبل 50 عاما"، وأضافت "فيما يتعلق باعتذارالأكاديمية لي: نحن الهنود صبورون للغاية - لقد مرت 50 عاما فقط.. نحن بحاجة إلى الاحتفاظ بروح الدعابة فى جميع الأوقات.. إنه أسلوبنا من أجل البقاء".

 

اليوم السابع المصرية في

16.08.2023

 
 
 
 
 

أكاديمية الأوسكار... اعتذار تأخّر 50 عاماً

نجوم/ الأخبار

تلقّت ساشين ليتلفيذر اعتذاراً من «أكاديمية فنون السينما وعلومها» التي تمنح جوائز الأوسكار بعد نحو 50 عاماً من صيحات الاستهجان التي قوبل بها إعلانها من على مسرح الأوسكار رفضها تسلّم جائزة نيابة عن الممثل مارلون براندو احتجاجاً على معاملة هوليوود للأميركيين الأصليين، بحسب ما أعلنت المنظمة أمس الإثنين.

وكانت ليتلفيذر المنتمية إلى شعبَي أباتشي وياكي، قوبلت بالسخرية خلال احتفال توزيع جوائز الأوسكار عام 1973 عندما شرحت سبب امتناع مارلون براندو، الذي لم يحضر الاحتفال شخصياً، عن قبول تسلّم أوسكار أفضل ممثل عن فيلم «العرّاب».

وأكدت ليتلفيذر لاحقاً أنّ عناصر الأمن منعوا نجم أفلام الوسترن جون واين من الاعتداء عليها جسدياً.
وجاء في الرسالة الإلكترونية التي تلقتها ليتلفيذر في حزيران (يونيو) الفائت من رئيس الأكاديمية يومها، ديفيد روبن، أنّ «الإهانات» التي تعرضت لها الممثلة والناشطة بسبب هذا التصريح «لم تكن في محلها ولم يكن لها مبرر». وأضاف: «إنّ العبء العاطفي الذي تحمّلته والثمن الذي دفعته من حياتك المهنية غير قابلين للتعويض
».

وتابع روبن في رسالته: «لفترة طويلة، لم تحظ الشجاعة التي أظهرتها بالتقدير. لذلك، نقدم لك أخلص اعتذاراتنا (ونعرب لك عن) إعجابنا الصادق».

نشرت الأكاديمية هذه الرسالة بالتزامن مع إعلانها دعوة ساشين ليتلفيذر لإلقاء كلمة في متحف الأوسكار في لوس أنجليس في 17 أيلول (سبتمبر) المقبل.

وقالت ساشين ليتلفيذر البالغة اليوم 75 عاماً في بيان علّقت فيه على الرسالة: «نحن الهنود شعب صبور جداً ــ لقد مرّ 50 عاماً فقط!». وأضافت «علينا أن نحافظ على روح الدعابة لدينا طوال الوقت. إنها وسيلتنا للبقاء»، معربةً عن سعادتها «لمدى التغيير الذي طرأ» منذ إعلانها عدم قبول الجائزة قبل 50 عاماً.

وكان المتحف الذي افتُتح في الفائت تعهّد مواجهة «التاريخ الإشكالي» للصناعة السينمائية، إن في ما يتعلق بالعنصرية التي لطخت فيلم «ذهب مع الريح» أو في ما خصّ الجدل الراهن في شأن الحضور الضعيف للمرأة والأقليات.
ويندرج في هذا الإطار التطرق إلى رد الفعل على كلمة ساشين ليتلفيذر في الاحتفال الشهير عام 1973
.

 

الأخبار اللبنانية في

16.08.2022

 
 
 
 
 

بعد 50 عامًا .. أكاديمية الأوسكار تعتذر لممثلة بسبب السخرية منها خلال إلقاء كلمتها

تعرضت للمقاطعة المهنية والمضايقة والاعتداء شخصيًّا أثناء إلقاء كلمة الممثل مارلون براندو

كتب: ريهام جودة

أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة جوائز الأوسكار عن عقدها أمسية لاستضافة الناشطة والممثلة الأمريكية ساشين ليتل فيزر لتقديم اعتذار رسمي عن المضايقات التي تعرضت لها عام 1973، عندما صعدت بملابسها الوطنية لإعلان اعتذار الممثل الشهير «مارلون براندو» عن الجائزة، وذلك بعد ما يقرب من 50 عاما.

وأقرت الأكاديمية أن الممثلة البالغة من العمر حاليا 75 عاما تعرضت «للمقاطعة المهنية والمضايقة والاعتداء شخصيا أثناء إلقاء كلمتها، والتمييز ضدها على مدى السنوات الـ50 الماضية».

ساشين ليتل فيزر رئيسة منظمة الممثلين المنحدرين من الأمريكيين الأصليين، كان قد فوضها النجم الأمريكي مارلون براندو لإلقاء كلمته عام 1973، عندما فاز بجائزة الأوسكار أفضل ممثل عن فيلم The Godfather «الأب الروحي» الجزء الأول.

وعندما صعدت إلى خشبة المسرح رفضت تسلم التمثال الشهير، وفقا لرغبة الممثل الشهير، وتقدمت لإلقاء كلمة كتبها مارلون براندو تضمنت اعتذارا عن عدم قبول الجائزة أو حضور الحفل ومشاركة نجوم هوليوود هذا الحفل.

وتعرضت «ساشين» للمقاطعة والسخرية أكثر من مرة خلال 60 ثانية خلال إلقاء كلمتها، وارتدت زي الأمريكيين الأصليين، ورددت: «إنني أمثل مارلون براندو الذي طلب مني أن أقول إنه ممتن لكم بهذه الجائزة، لكنه يرفض تسلمها، بسبب سوء تعامل الصناعة السينمائية مع الأمريكيين الأصليين».

 

المصري اليوم في

17.08.2022

 
 
 
 
 

بعد 50 سنة من صافرات الاستهجان..

أوسكار تعتذر لـ ساشين ليتلفيذر.. فيديو

موقف جرىء اتخذه النجم العالمى مارلون براندو لحظة فوزه بجائزة الأوسكار أفضل ممثل عن فيلم "الأب الروحى" عام 1973 وقرر عدم قبوله للجائزة.

صعدت ساشين ليتلفيذر رئيسة منظمة الممثلين المنحدرين من الأمريكيين الأصليين مرتدية فستانا من جلد الغزال وحذاء تقليديا خاصا بالهنود الحمر إلى المنصة لتصبح أول أمريكية من السكان الأصليين تقوم بذلك فى حفل توزيع جوائز الأوسكار.

وفى كلمة استغرقت 60 ثانية أوضحت ليتلفيزر أن براندو لا يمكنه قبول الجائزة بسبب معاملة صناعة السينما للسكان الأصليين لأمريكا، فأطلق بعض الحضور صيحات استهجان على هذه الكلمات.

وفى السنوات التى تلت ذلك كشفت ساشين ليتلفيزر عن تعرضها للسخرية والتمييز والهجوم بسبب ظهورها القصير فى حفل توزيع جوائز الأوسكار.

وبعد 50 عاما من هذا الموقف اعتذرت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة "أوسكار" لها عن الإساءة التى تعرضت لها فى ذلك اليوم، وقالت الأكاديمية فى بيان إنها ستستضيف ساشين ليتلفيزر، 75 عاما، فى أمسية "حديث وتضميد جراح واحتفال واعتذار" يوم 17 سبتمبر المقبل.

 

اليوم السابع المصرية في

17.08.2022

 
 
 
 
 

متحف الأوسكار: أفلام أثّر فيها السود

نجوم/ الأخبار

طبعت أجيال من المخرجين السود السينما الأميركية قبل زمن طويل من بروز دنزل واشنطن أو سبايك لي وكان هؤلاء رواداً أحدثوا ثورة في عالم السابع، وساهموا في التصدي للصور النمطية السائدة، وفق ما يبيّنه معرض يُفتتح الأحد في متحف الأوسكار في لوس أنجليس.

ويسلّط معرض «ريدجينيريشن: بلاك سينما 1898-1971» الضوء على اللحظات المهمة في التاريخ غير المعروف بالقدر الكافي للسينما الأميركية السوداء ولا سيما المئات من الأفلام الروائية المستقلة التي أنجِزَت حتى ستينيات القرن العشرين بمشاركة ممثلين أميركيين سود.

وكانت تُطلق على هذه الأعمال تسمية «الأفلام العرقية» وكانت تتوجه إلى جمهور من الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية في حقبة كان لا يزال تطبيق الفصل العنصري سارياً في صالات السينما.

يبدأ المعرض الذي يُبرز أعمالاً تجاهلتها إلى حد كبير استوديوات هوليوود الكبرى والجمهور في تلك الحقبة، ببكرة فيلم أعيد اكتشافها أخيراً تعود إلى عام 1898 وتُظهر اثنين من ممثلي الفودفيل السود يتعانقان.

وقالت المخرجة آفا دوفيرناي في مؤتمر صحافي: «هل أنتم مستعدون لسماع هذا السر؟ أننا نحن السود كنا حاضرين دائماً في السينما الأميركية منذ البداية». وأضافت: «كنا حاضرين لا كشخصيات كاريكاتورية أو كصور نمطية بل كمخرجين ومنتجين ورواد ومشاهدين متحمّسين (...) وكان يجب أن نُظهر ذلك قبل اليوم بكثير».

يشكّل «ريدجينيريشن» ثاني معرض موقّت كبير تقيمه أكاديمية فنون السينما وعلومها المنظّمة لجوائز الأوسكار والذي تعرّض لانتقادات كثيرة في السنوات الأخيرة بسبب افتقاره إلى التنوع.

ومن بين المعروضات تمثال الأوسكار الذي ناله سيدني بواتييه في فئة أفضل ممثل عام 1964 عن «ليليز أوف ذا فيلد» وكان يومها أول أميركي من أصل أفريقي يفوز بالجائزة السينمائية المرموقة، وأحذية النقر التي كان يستخدمها الثنائي الراقص تيكولاس براذرز، أو حتى الزي الذي ارتداه سامي ديفيس جونيور في فيلم «بورغي أند بِس».

قالت أمينة المعرض دوريس بيرغر لوكالة «فرانس برس»: «فوجئت لأنني لم أكن على علم بوجود هذه الأفلام الروائية قبل البدء بالتحضير» عام 2016 لهذا المعرض الاستعادي واستكشاف أرشيف الأكاديمية.

وأضافت: «سألت نفسي: + لماذا لا نعرف شيئاً عن هذا الموضوع؟ يجب أن نعرف به! +». ورأت أنّها «أفلام جذابة حقاً وتُظهر أن الفنانين الأميركيين من أصل أفريقي كانوا يتولون كل أنواع الأدوار وكان يوجد الكثير من القصص المختلفة».

وبات في إمكان الجمهور الاطلاع على مشاهد رُمِّمَت بعناية من أعمال على غرار فيلم الوسترن الغنائي «هارلم أون ذي بريري» وفيلم الرعب الكوميدي «مستر واشنطن غوز تو تاون» وفيلم العصابات الروائي «دارك مانهاتن» وسواها.

لكنّ الكثير من «الأفلام العرقية» الأخرى التي لم يبقَ منها سوى ملصقاتها الترويجية ضاعت إلى الأبد.

ولاحظت دوريس بيرغر أنّ هذا النوع من الأفلام المستقلة كان يسند إلى الممثلين أدوار «محامين وأطباء وممرضات ورعاة بقر»، فيما لم تكن هوليوود تعطيهم سوى أدوار داعمة يكونون فيها مثلاً خدماً أو مربيات لدى الأسر الأميركية البيضاء الغنية. ورأت في ذلك «دليلاً (على أن هوليوود) كان من الممكن أن تكون أكثر تنوعاً».

ويركز القسم الأخير من المعرض على صعود ما يعرف بالـ «بلاكسبلوتيشن» وهو نوع برز في السبعينيات وكان يضع الممثلين الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية في الواجهة، أطلقه المخرج الأسود ملفين فان بيبلز الذي توفي قبل أشهر قليلة من المعرض، تماماً كسيدني بواتييه.

ويندرج المعرض ضمن جهود الأكاديمية لمواجهة الانتقادات التي أخذت عليها افتقارها للتنوع، وجسّدتها حملة «أوسكارات بيضاء جداً » التي أثارت عام 2015 ضعف حضور السود في ترشيحات الأوسكار.

وضاعفت الأكاديمية بغد هذه الحملة عدد النساء وأفراد الأقليات الإثنية في صفوفها.

لا تقتصر منافع «ريدجينيريشن» على تثقيف الجمهور وتمكينه من الاطّلاع على «الأفلام العرقية»، بل يفاجئ ما كشف عنه المعرض كذلك بعض المخرجين السود المعاصرين.

في هذا الإطار، علّق المخرج تشارلز بورنيت، قائلاً: «لو كنت أعرف - عن الممثلات وكل ذلك - لكانت لديّ رؤية ومقاربة مختلفتان تماماً للسينما».

وشدّدت، آفا دوفيرناي على أنّ هذا المعرض كان يجب أن يقام، وهو تأخر ليس إلاّ. إنه عمل مهم وضروري... وأضافت: «إنه يسلّط الضوء على أجيال الفنانين السود الذين نتبع خطاهم».

 

الأخبار اللبنانية في

22.08.2022

 
 
 
 
 

أوسكار 2023: ألمانيا وكندا اختارتا!

نجوم/ الأخبار

قرّرت ألمانيا المشاركة في السباق على أوسكار أفضل فيلم أجنبي في الدورة الـ95 من احتفال بفيلم All Quiet on the Western Front (كل شيء هادئ على الجبهة الغربية) للمخرج إدوارد بيرغر.

تم اتخاذ القرار من قبل لجنة تحكيم مستقلة تم تعيين أعضائها من قبل جمعيات عاملة في مجال صناعة السينما الألمانية.

يروي الشريط الذي اختير من بين تسعة أعمال، قصة جندي ألماني شاب على الجبهة الغربية في الحرب العالمية الأولى، حيث جرب بول ورفاقه بشكل مباشر كيف تتحول نشوة الحرب الأولية إلى يأس وخوف وهم يقاتلون من أجل حياتهم، وبعضهم بعضاً في الخنادق.

الفيلم مقتبس من الرواية الألمانية المناهضة للحرب التي تحمل الاسم نفسه والصادرة في عام 1928، والتي استندت إلى تجارب إريك ماريا ريمارك في الخنادق.

علماً أنّ الكتاب سبق أن تحوّل إلى فيلم بعدما أبصر النور بعامين.

الشريط من إنتاج Amusement Park Film لصالح منصة البثّ التدفّقي الأميركية «نتفليكس»، سيُعرض عالمياً للمرة الأولى في قسم العروض التقديمية الخاصة بـ«مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» في 12 أيلول (سبتمبر) المقبل. أما عرضه الأوروبي الأوّل، فسيكون خلال الدورة الـ18 من «مهرجان زيورخ السينمائي».

ستشترك «نتفليكس» مع 24 Bilder في عرض الفيلم في السينمات في جميع أنحاء ألمانيا في 29 أيلول، على أن يُفتتح في دور الصالات الأميركية في الشهر التالي، قبل أن يتمكّن مشتركو «نتفليكس» من مشاهدته ابتداءً من 28 تشرين الأوّل (أكتوبر) المقبل.

وعلّقت لجنة التحكيم المكوّنة من تسعة أعضاء، برئاسة ماريا فورتوانغلر من «أكاديمية السينما الألمانية»، بالقول إنّ الفيلم «في تصويره للآلات ونزع الصفة الإنسانية عن الحرب من خلال الرمزية المادية للزي الرسمي الممزّق بالرصاص، والخنادق المنهارة والجثث المحطّمة... يُترجم عنف الأحداث إلى صور قوية لا مفر منها». وأضافت اللجنة: «الجيل الحديدي في العقد الأول من القرن العشرين يقدم نفسه على أنه الجيل الضائع الذي تتلاشى مصائره الفردية بلا رحمة في مشاهد المعارك المزدحمة. يكشف إدوارد بيرغر بوضوح كيف يُظهر صانعو القرار المغرورون المنفصلون عن العالم الواقعي بغرورهم وعجرفتهم في إرسال الجنود الشباب إلى المعركة والتضحية بهم دون أي شعور بتأنيب الضمير، والعمل أول فيلم ألماني مقتبس عن رواية إيريك ماريا ريمارك التي يبلغ عمرها ما يقرب من مئة عام، هو موضوع الساعة بشكل مذهل ويدلي ببيان قوي ضد الحرب».

من جانبها، اختارت كندا فيلم التحريك الوثائقي «الربيع الخالد» لجايسون لوفتوس (بلغة الماندرين ــ رسم الصيني داكسيونغ) لتمثيلها في المسابقة نفسها المقررة في 12 آذار (مارس) 2023.

أعلنت Telefilm Canada عن القرار الصادر عن لجنة الاختيار المكوّنة من 22 عضواً، والتي تضم ممثلين من وكالات الأفلام الحكومية وجمعيات الصناعة الوطنية.

وقال لوفتوس، في مؤتمر إعلامي قبل الإعلان العام، إنه سيتم «قريباً» الإعلان عن منصة بيع كبيرة للفيلم تغطي معظم أسواق اللغة الإنكليزية، وإنّ العمل الذي يحظى بالعديد من شركاء البث الدوليين «سيشهد عرضاً سنيمائياً في العديد من الأسواق». وأضاف المخرج أنّ «الاعتراف الذي تقدمه كندا يغير قواعد اللعبة قبل أن نطرح الفيلم بشكل موسع».

تدور أحداث الفيلم حول عملية اختطاف فالون جونغ عام 2002 لمحطات البث التلفزيوني في تشانغتشون، والقمع المستمر للأقليات العرقية والدينية في الصين.

 

الأخبار اللبنانية في

26.08.2022

 
 
 
 
 

الوجه الاحتفالي للإبادة: من "ضربة توماهوك" إلى اعتذار الأوسكار

محمد هديب

يدخل العقيد المتقاعد وليام لودلو (أنتوني هوبكينز)، في فيلم "أساطير الخريف" (1994)، إلى البار ويطلب أربع كؤوس بيرة، لكنّ الساقي يقدم ثلاثاً فقط، لأن الرابع هنديّ لا يتشرّف بخدمته. يلتفتُ العقيد إلى رفيق العمر الهندي، وان ستاب (غوردون تووتووساس)، ثم يشرح للساقي: "إنه رجل متحضّر".

أمّا تريستان (براد بيت)، البرّي والابن الروحي لـ وان ستاب، فلم يحتمل الإهانة، وما كان منه إلّا أن ضرب الساقي بهراوة، وتابع يرطم رأسه بحاجز البار مصوّباً مسدّسه إلى الصدغ قائلاً للرجل المدمى إن "وان ستاب عضو محترم في قبيلة كري. سلَخ العديد من فروات رؤوس أعدائه، وهو ظمآن ويريد بيرة".

في دقيقة ونصف

وبالطبع فإن تريستان البرّي، الذي وُلد ولادة عسيرة ذات خريف، أشقر وذو عينين زرقاوين، فاحتضنه الهندي ولفّه بجلد الدب، هو مَن سيكبر ليخوض الحرب العالمية الأولى دفاعاً عن "العالم المتحضّر"، وسيسلخ رؤوس الجنود الألمان "المتحضّرين" ويحمل الفروات مشكوكةً في قميصه وهو يركب حصانه مخطوفَ العقل، كأن الحصان يسير على أرض أسطورية، لكنّ الحقيقة أنها ملفّقة.

لقطة البار تلخّص - في دقيقة ونصف - التشويه النمطي الثقافي للأميركيين الأصليين، الذي يقع تحته فيلم غاطس حتى أذنيه في عشق الروح الهندية، وتدور أحداثه بدءاً من أواخر القرن التاسع عشر، إذ كان دم أصحاب الأرض يواصل جريانه، ليتأكّد المستوطنون الأميركيون أن هذه الأرض الشاسعة خالية ممّن يصفونهم بـ"الهمج".

ساشين ليتلفيذر على المسرح

نستعيد هذا، مع رسالة الاعتذار التي أرسلتها أكاديمية الأوسكار قبل أيام إلى الناشطة ساشين ليتلفيذر، من شعب أباتشي، بعد 49 عاماً مضت على إهانتها خلال توزيع جوائز الأوسكار يوم 27 آذار/ مارس 1973، واصفةً ذلك بأنه "غير مبرّر وغير عادل". لقد فاز مارلون براندو بالجائزة عن دوره الشهير دون كورليوني في الجزء الأوّل من فيلم "العرّاب"، وكتب ثماني صفحات للخطبة التي سيلقيها، إلّا أنه قبل الحفل بيوم طلب من ليتلفيذر (جارة المخرج فرانسيس كوبولا) أن تنوب عنه. وبالطبع لم يكن للبيض أن يحتملوا سماع ثماني صفحات من هندية، فأمروها أن تلتزم فقط بستّين ثانية.

ويا لها من ستّين ثانية مخيفة. كلّ ما فعلته ليتلفيذر، الشابة المرتبكة، كان أنْ رفضت تسلّم التمثال الذهبي من مسيّر الحفل، وأوضحت أن براندو "للأسف الشديد" لا يمكنه قبول الجائزة بسبب "معاملة صناعة السينما للهنود الأميركيين اليوم"، فتعالت صيحات الاستهجان، وأمسك ستّة من رجال الشرطة بنجم الكاوبوي العنصري جون واين الذي هجم لينزلها عنوة من المسرح. وبينما هي تخرج بحراسة شرطيين، كان العديد من الأميركيين البيض "المتحضّرين" يواجهونها بأداء "ضربة توماهوك" Tomahawk chop الازدرائية.

لاحظوا أن جون واين، الكاوبوي المتطرّف، والعاطفيين المُغدقين نبالةً في فيلم "أساطير الخريف"، ينظرون باتّجاه واحد نحو شخص متوحّش، يمكن أن يصبح متحضّراً وإنساناً مثلنا، ونحبّه كما يقدمه الفيلم، بينما بالنسبة لواين هو شخص أنانيّ لا يستوعب الأفضال التي جلبها الأبيض المسيحي، ويتنعّم بها ككائن وثنيّ يأكل لحوم البشر، وليس من حقّه أن يقف على مسرح خلق فقط من أجل الأسياد.

المتفضّلون

إذا بحثنا عن نقطة التقاء بين "المتفضّلين" البيض، فسنجدها في "أساطير الخريف"، الفيلم المؤسَّس على رواية بالاسم نفسه للأميركي جيم هاريسون صدرت عام 1979، وفي رواية "موبي ديك" الضخمة الصادرة عام 1851، لهيرمان ملفيل (ترجمها إحسان عباس).

إسماعيل، الراوي في "موبي ديك"، يحبّ كويكويغ، أو يبدأ بمحبّته له رغم صفاته التالية: همجي، متوحش، أمّي، رأسه يشبه رأس جورج واشنطن مع تطوّر باتّجاه بدائيّ. غامر كويكويغ بقاربه ذات مرّة ليلحق بسفينة صيد حيتان. تعلّق بالسفينة وصعدها، والقبطان الذي ازدراه أحجم عن قتله معجَباً بجسارته، ووافق على أن يكون واحداً من عُصبته، وكان هذا المتوحّش "مدفوعاً برغبته الفذّة في التعرف إلى دنيا المسيحية".

هذه هي المرجعية التي ينهل منها "المتحضّرون" بعد خراب بلاد كانت عامرة بأهلها، الذين لم يبقَ منهم إلّا القليل تحت حروب إبادة لا مثيل لها على الإطلاق في تاريخ البشرية.

إنهم متسامحون، ملّوا من الاستباحة والمحو، واكتشفوا أن هذا الكائن الأقلّ شأناً، والذي خسر المعركة ولم يعد ينشد سوى البقاء، ها هو ذا يتطوّر ويصبح بإمكانه أن يشرب بيرة مع عقيد متقاعد، أو يتقاسم السرير في الفندق كما تقاسمه إسماعيل والهمجي السابق كويكويغ.

مارلون براندو

حين أعلن مارلون براندو (1924 ــ 2004) موقفه، كان شجاعاً أمام ماكينة هوليوود الطاحنة التي لا تُبقي ولا تذر. وفي المواد الأرشيفية المُبرزة في فيلم "استمع إليّ مارلون" (2015)، يقول براندو: "هذا ما علّمتنا إياه هوليوود، فالهنود يظهَرون قذرين متوحّشين. كلّ ما تعلمناه عنهم خاطئ".

ويضيف: "وقّعَت الولايات المتحدة 400 معاهدة معهم، وكلّ واحدة جرى خرقُها. نحبّ رؤية أنفسنا ــ ربما كما رآنا جون واين ــ الأكثر عدلاً ومدافعين عن الحرية، لكننا كنا الأكثر عدوانية وتدميراً". وهذه هي الخلاصة في وعي براندو: "الأميركيون لا يريدون مواجهة الحقيقة. نحن لا نواجه حقيقة أننا جميعاً على أرض مسروقة. كلّ هذه العظام ستخرج من القبور". أما جون واين ورصفاؤه الذين ازدروا ساشين ليتلفيذر بأداء "ضربة توماهوك"، فهم الطبقة التي كتبت التاريخ الأبيض، وكيف ستكتبته إن لم تمسخ أصحاب الأرض وتُصوّرهم بعين واحدة ورأس كلب، كما كتب مبكّراً كريستوفر كولمبوس في رسالته إلى ملك إسبانيا؟

الإبادات الثقافية

هذا ما يورده كتاب "أميركا والإبادات الثقافية" للباحث المميز منير العكْش، مبيّناً أن جرائم الإبادة في ما يُسمّى اليوم الولايات المتحدة ذهبت أبعد من الجرائم الإسبانية في أميركا اللاتينية، إذ كانت مؤدلجة. قَتْل السكّان الأصليين أمرٌ مقدس من الرب لأنهم كنعانيون فلسطينيون، وهذا مضحك من فرط فجوره.

آلاف الوثائق والرسوم والشهادات والكتب درسها العكْش في المكتبات الأميركية، هي التي تقرّ، بل وتُفاخر بسلخ فروات رؤوس الملايين من الهنود وطبخ الجثث. لماذا؟ لأن "انتشار الأنغلوساكسون في الأرض توسيعٌ لمملكة الله، وإذا اقتضى الأمر فليكن على جثث الأعراق الضعيفة". هذا ما جادت به قريحة المؤرّخ والروائي البريطاني تشارلز كنغسلي.

ولا يكفي أن تقع المجازر. لا بد من وراثة "التوماهوك" ثم عزله عن أيّ مسار تاريخي عادل.

توماهوك

سنأخذ هذه الآلة المسمّاة "توماهوك" نموذجاً للرمزية التقبيحية التي تنظر فيها دولة المستوطنين في أميركا ــ القوّة العسكرية العظمى حتى اللحظة الراهنة ــ إلى بضعة ملايين من السكّان الأصليين العزّل. كانت "توماهوك" بلطة بساق خشب، لكنّ الرأس من الحجر الصوّان، إذ لم يكن الهنود الحمر يعرفون الفولاذ قبل مجيء المستعمرين الأوروبيين.

أبدعت مصانع بريطانيا في صناعة البلطة، وتنافس الحدّادون في أرياف أميركا على هذا المنتج المربح منذ بدايات القرن السابع عشر، ضمن تجارة الفراء مع الهنود، وسمّوه "توماهوك"، تحريفاً للاسم الأصلي تاماهاك أو تاماهاكان.

سبب تميّز هذه السلعة أنها لم تكن بلطة فقط، بل أصبحت الساق الخشب مجوّفة وطويلة بما يقارب نصف متر، والرأس يتكون من شفرة الفولاذ وفوقها حنجور يوضع فيه التبغ. بمعنى أن هذه القطعة ستؤدي وظيفتين: البلطة والغليون الطويل.

والمؤرّخون لا يستطيعون الجزم بأن قطعة "توماهوك" ــ الاسم الذي سيستخدمه السكّان الأصليون أيضاً ــ يمكن إحالتها إلى المستعمر أو الهندي، فقد طرأت تحوّلات جذرية عليها، ولم تعد بلطة للدفاع عن النفس أو أعمال النجارة، بل باتت مرتبطة بالهيبة والهدايا الدبلوماسية.

وبالهيبة، تشبه الجنبية التي يعلّقها اليمني والعُماني على خصره، أو الشبرية عند قبائل عربية في بلاد الشام. ولنا أن نرى "التوماهوك" وهي مرصّعة بالفضّة والنقوش والشُرّابات الملوّنة، والريش، ويبيعها الأميركي المستوطن، أو يهديها لزعيم قبيلة، كي يتزيّن بها ويدخّن تبغه. كيف لهذه القطعة أن تصبح علامة على دموية الهندي؟

الطبرزين

وبكل التقدير للترجمة الفخمة التي منحنا إياها العلّامة إحسان عباس، فقد أخطأ في تسمية هذه القطعة بـ"الطبرزين"، وهي ذات أصل فارسي تعني الفأس أو البلطة، وتُستخدم في مناطق عربية مختصرة إلى "الطبَر".

ولأنها مصنوعة للتبغ أيضاً، فسماها "الكدوس"، وهو غليون ذو ساق طويلة، مشهور في السودان، حيث أمضى عباس معلّماً في "جامعة الخرطوم" و"جامعة القاهرة ــ فرع الخرطوم" بين عامي 1950 و1960، وأحبّ أن يستعملها في ترجمته.

أي أنّه ورّطنا في كلمتي "الطبرزين" و"الكدوس"، بينما هما تجمعهما كلمة واحدة: "توماهوك"، الذي ببساطة وظيفتهُ البلطة والتدخين. وكان يمكن استعمالها مع شرح في الهامش، ولديه شروح كثيرة كريمة في الرواية تدلّ على بحر معرفته.

"التوماهوك" أصبحت تراثاً في المتاحف الأميركية ومزادات البيع، ناهيك عن استمرار صناعتها كبلطة حربية للجندي الأميركي، وزيادة في الدلال صارت صاروخاً تدكّ به الشعوب "غير المتحضّرة"، سمّوه "بي جي إم-109 توماهوك".

هوس ضربة توماهوك

إلّا أنها لم تحِد قيد شعرة عن هوس الأميركي الأبيض في شيطنة السكّان الأصليين، فهي دلالة على وحشية الهندي، وتُختصر بحركة الضرب والتقطيع التي نشاهدها بين عشرات الآلاف من مشجّعي رياضات البيسبول وكرة القدم الأميركية في الاستادات، ويسمّونها Tomahawk chop. يرفعون أذرعهم للأعلى حاملين بلطات جلدية ثم يهوون بها للأسفل ويردّدون صيحات الهنود الحمر. وحين مرّت ساشين ليتلفيذر وواجهها جمهور الأوسكار بهذه الحركة، ابتلعت الإهانة التي عرفت الكثير منها، بيد أنها تعرضت لإطلاق رصاص تحذيري من زعران البيض.

فإذا لم يترك الهندي تاريخه نهباً للسرقة والتزوير على يد هوليوود تحديداً، فعليه أن يعرف أن الرصاص خيار سهل، ولا يحقّ لـ"الهمجي" أن يقلد ساخراً حركة تصويب بندقية الأبيض، أو مجرد زرّ يضغط عليه بإصبع أنيق فيخرج صاروخ حضاري يسوّي المباني وسكّانها بالأرض، وأنت تواصل أكل البوشار.

ظلّت ليتلفيذر على قيد الحياة، وهي اليوم في عمر الخامسة والسبعين ومصابة بسرطان الثدي، لتشاهد العام الماضي دونالد ترامب، الرئيس الأميركي السابق، وزوجته ميلانيا وهما يشجّعان فريق "بريفز" في بطولة العالم للبيسبول في أتلانتا، بأداء "ضربة توماهوك".

إنهما، ترامب وحرَمُه، يتوعّدان الفريق الخصم بالبلطات الجلدية فاقعة اللون، مع الجماهير الحاشدة، وصيحات الحرب التي رسّختها هوليوود في مئات الأفلام، ويظهر فيها الهنود كائنات غير عاقلة قاصرة عن فهم أن الأبيض "لا يغتصب، ولا يذبح، ولا يعتدي، ولا يمارس العنف بل يُعاقب"، كما يورد كتاب "الإبادات الثقافية".

العِقاب

يعاقِب الأبيض أيّ كنعاني في الأرض من أميركا حتى أستراليا، لأنه يعيق الحضارة التي يحقّ لها تصنيف البشر في السلّم البشري، من الهمج إلى القمة التي رسمها داروين في عبارته: "البقاء للأصلح". ظلّت ساشين ليتلفيذر على قيد الحياة، تناضل مع شعبها نضال الكفّ للمخرز، وهي ترى كنعانياً من أيّ مكان "متخلّف" في العالم يحمل عروسته، قُبيل ولادتها، لتلد كائناً سيحصل على الجنسية الأميركية، ويكبر ويؤدّي "ضربة التوماهوك" دون أن يفهم، أو يفهم ويذعن.

هي تعرف الفارق الفادح في ميزان القوى، ولكنّها الحقيقة، ولا بد من سامع لها حتى لو اخترقت طائرات الحضارة حاجز الصوت.

 

العربي الجديد اللندنية في

26.08.2022

 
 
 
 
 

بعد أرقامه القياسية في السينما..

فيلم توم كروز "Top Gun: Maverick" الأكثر مبيعا رقميا عبر منصات الإنترنت

أسماء مندور

أعلنت شركة باراماونت أن فيلم "Top Gun: Maverick" سجل أرقامًا قياسية جديدة باعتباره العنوان الرقمي الأكثر مبيعًا على الإطلاق في الولايات المتحدة في الأسبوع الأول من إصداره، ويأتي ذلك بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في قاعات السينما، وتجاوز إيراداته حاجز المليار دولار.

رقم قياسي جديد لفيلم "Top Gun: Maverick"

أفادت الشركة أن الإصدار الرقمي من فيلم توم كروز "Top Gun: Maverick"، هو بالفعل أحد أفضل 20 إصدارًا رقميًا مبيعًا، بعد أسبوع واحد فقط من طرحه عبر الإنترنت عبر المنصات المختلفة، بالإضافة إلى ذلك، كان الإصدار الرقمي للفيلم هو العنصر الأكثر مبيعًا على أمازون في الولايات المتحدة عبر كل فئة في يوم إصداره، كما كانت مجموعة الفيلم هي الإصدار الأكثر مبيعًا على الإطلاق، وفقًا لتقرير دايلي ميل.

توم كروز في فيلم "Top Gun: Maverick"

بحسب المعلومات الواردة في التقرير، لم تكشف شركة باراماونت عن المبالغ المالية التي حققتها مبيعات الفيلم، لكن أفاد متحدث باسم الشركة أن تقديرات المبيعات تستند إلى موارد تتبع الصناعة، والتحليل المستقل، ومعاملات بائعي التجزئة.

محتويات النسخة الرقمية من "Top Gun: Maverick"

بحسب تقرير مجلة فارايتي، يتضمن الإصدار الرقمي لـ "Top Gun: Maverick" حوالي 110 دقيقة من المحتوى الإضافي، بما في ذلك لقطات من وراء الكواليس في برنامج تدريب الطيران المكثف للممثلين، كما يشارك توم كروز شغفه بالطيران وهو يقود طائرته الخاصة ويناقش حياته المهنية في مهرجان كان السينمائي في نسخته الخامسة والسبعين، وتشمل الإضافات أيضًا مقطعي فيديو موسيقيين من ليدي جاجا وفرقة OneRepublic أثناء أداء أغاني الفيلم.

الأرقام القياسية السابقة لفيلم توم كروز الجديد

في الإصدار السينمائي، حقق فيلم "Top Gun: Maverick" أكثر من 1.4 مليار دولار في شباك التذاكر العالمي، و692 مليون دولار محليًا بعد 14 أسبوعًا في دور السينما، ويحتل حاليًا المرتبة السادسة بين الأفلام الأكثر ربحًا في تاريخ شباك التذاكر المحلي، والفيلم رقم 1 لعام 2022، وهو أيضًا الفيلم الأكثر ربحًا في مسيرة توم كروز.

مهمة توم كروز المستحيلة

يتناول الفيلم، وهو الجزء الثاني من فيلم "Top Gun" لعام 1986، قصة مافريك ميتشل، الذي بعد أكثر من 30 عامًا من الخدمة كطيار بحري كبير، ما زال يتم الاستعانة به في مهمات خطيرة، وهو ما يضطره لمواجهة ماضيه عندما يعود إلى تدريب مجموعة من نخبة الخريجين، ويواجه الملازم برادشو (مايلز تيلر)، نجل طيار سابق، وتشتعل المنافسات بينما يستعد الطيارون لمهمة متخصصة، والتي تتطلب التضحية القصوى من أولئك الذين تم اختيارهم.

 

مجلة هي السعودية في

03.09.2023

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004