ملفات خاصة

 
 
 

أنطونيو بانديراس من "البحر الأحمر": بعد مرضي انهار كل شيء

رمز السحر الإسباني تخطى التربع على عرش شباك التذاكر في هوليوود

هوفيك حبشيان

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

حل أنطونيو بانديراس ضيفاً خفيفاً على مهرجان "البحر الأحمر السينمائي" في دورته الثانية التي انتهت أمس، وكانت له جلسة حوارية استغرقت نحو ساعة أدارتها الإعلامية ريا أبي راشد، تحدث فيها بصراحته المعهودة، مصارحاً الجمهور السعودي والعربي والأجنبي بعديد من التفاصيل الشخصية عن حياته ومسيرته المهنية التي بدأها في مطلع الثمانينيات عندما كان في بداية العشرينيات. وشهد حضور الممثل والمخرج الإسباني إلى جدة عرض "القط ذو الحذاء: الأمنية الأخيرة"، وهو فيلم تحريك من بطولة بانديراس.

يعتبر بانديراس من رموز السحر اللاتيني على الشاشة. طموحه تخطى التربع على عرش شباك التذاكر في أفلام هوليوودية، فلم يكتف بالتمثيل بل تولى إخراج فيلمين طوال مسيرته. بدأت رحلته مع التمثيل في دور صغير في إدارة بدرو ألمودوفار. كان ذلك في "متاهات الشغف" قبل 40 عاماً. وفاء المخرج الإسباني لممثليه، إضافة إلى موهبة الشاب أنطونيو، جعلا التعاون يمتد على ثمانية أفلام، وتبلور تصاعدياً حتى البطولة المطلقة في أفلام مثل "ماتادور" و"اربطيني" و"نساء على حافة الانهيار العصبي". آخرون أيضاً أسهموا في خروج بانديراس إلى الضوء، بعد أن كان مجرد صبي يحلم أن يكون لاعب كرة قدم، ومنهم كارلوس ساورا وخوسيه لويس غارثيا سانتشيز.

في منتصف الثمانينيات انهالت عليه العروض من كل صوب، وله، نتيجة ذلك، أفلام إسبانية كثيرة معظمها لم يصنع ليخلد. أما "تبني" السينما الأميركية له فجاء من طريق الصدفة خلال حملة دعائية في أميركا لأحد أفلام ألمودوفار في أواخر الثمانينيات، وبدأت حكايته معها من خلال "مامبو كينغز" لأرنولد غليمشر (1991)، ثم كرت سبحة مجموعة أعمال. في تلك المرحلة لم يكن يتكلم الإنجليزية بعد، فتعلم نصوصه سمعياً، وصار ينتقل من فيلم أوروبي إلى أميركي فإسباني. منذ البداية صنفته هوليوود "عاشقاً لاتينياً" امتداداً لتراث قديم يعود الفضل في تأسيسه إلى رودولف فالانتينو، أيام السينما الصامتة. في البداية وظف هذا الإتيكيت لمصلحته طامحاً للشهرة، ثم استطاع تعطيل هذا التنميط نسبياً مذ تعاون مع سينمائيين أكثر جدية أمثال جوناثان ديمي ونايل جوردان وبيلي أوغست. وفي حين أطلقه "ديسبيرادو" لروبرتو رودريغيز و"مجرمون" لريتشارد دونر، فبلغ الذروة مع ميوزيكال آلان باركر "إفيتا" ودخل قلوب الملايين عبر العالم مع عمل "قناع زورو"، عمل محض تجاري لمارتن كامبل. 

النوبة القلبية

استهل بانديراس الجلسة الحوارية مع الأزمة الصحية التي تعرض لها. ففي عام 2017، نوبة قلبية ألمت به وأتاحت له أن يولد مجدداً ويستعد للعمل مع ألمودوفار، وكان يومها "ألم ومجد" الذي فاز عنه بجائزة التمثيل في مهرجان "كان" السينمائي. قال "عندما تعرضت للعارض الصحي كل شيء انهار من حولي، ما عدا ابنتي وعائلتي وأصدقائي والتزامي عملي. كل شيء عدا هذا ما عدت أهتم به". صفق له الجمهور بحفاوة، وعلقت ريا أبي راشد بأن لا شيء كالتواصل الحي مع الجمهور، عندما يكون المرء ممثلاً يقف على خشبة المسرح، فأكد بانديراس صحة هذا الكلام قائلاً بأنه يشعر جيداً كيفية تلقي الجمهور عمله، مضيفاً "حياتي كلها منظمة لخدمة الساعات الثلاث التي أصعد فيها على خشبة المسرح لأقابل المشاهدين". 

لقاء ألمودوفار كان محطة مهمة في حياة بانديراس. يتذكر "من بعد ذلك اللقاء، تغيرت سينماه كلياً. ليس فقط فنياً، بل اجتماعياً. اتسمت أعماله بالجرأة. كنا في إسبانيا خرجنا لتونا من الديكتاتورية، وكنا ندفع بحدود السينما إلى الأمام. ظل ألمودوفار وفياً لأسلوبه ونمط عمله، لم يتراجع وهذا شيء نادر. أنجزنا معاً ثمانية أفلام. في إسبانيا كان معروفاً لكونه يخرج كوميديات لذيذة، وهكذا كان يعبر عن أفكاره. مع الزمن صار أكثر عمقاً وتعقيداً وبدأ يخسر حس الدعابة. دخلت هوليوود لكني عدت إليه لأصور تحت إدارته (الجلد الذي أسكنه). عرف ألمودوفار بكونه مخرجاً يعمل على إسقاط التابوهات، وكان يغضب كثيراً من الناس، وهذا شيء محبب في الفن، لعله وظيفة الفن الأولى، وإن كان هناك كثير من الأشياء التي تزعجني اليوم في هذا المجال". 

عشاء مع مادونا

يتذكر بانديراس كيف جاءت المغنية مادونا إلى إسبانيا، ودعته إلى العشاء، وخلال العشاء راح طاقم تصوير يصوره. "لم أعر ذلك اهتماماً، لم أكن أفهم الهدف من التصوير. كانت مادونا تحب أفلام ألمودوفار التي كانت تضحكها كثيراً. ثم خلال وجودي في هوليوود لتصوير فيلم تلقيت مكالمة منها تفيد بأنها أنجزت فيلماً وثائقياً أظهر فيه، فكان (في السرير مع مادونا). بعد بضع سنوات شاءت الصدف أن نلعب معاً بطولة فيلم (إيفيتا). كان من المفترض لأوليفر ستون أن يخرج الفيلم. أتذكر أنه طلب مني أن أوقع عقداً على منديل مائدة الطعام، لكن آلان باركر هو الذي أخرجه في النهاية، بناءً على سيناريو لستون. سألني عن مادونا فقلت له إنها ممتازة للدور. أحببت هذا الفيلم، لأنني أميل إلى الميوزيكال. الصورة شكلها الكبير داريوس خونجي والفيلم يدرس اليوم في الجامعات". 

عند ذكر "قناع زورو" الذي يلعب فيه شخصية المغامر الثري المقنع الذي يحاول فرض العدالة، صفق جمهور المهرجان بشدة. فالفيلم حقق شهرة دولية في نهاية التسعينيات، وكانت له تتمة في 2005. يروي بانديراس "عرض عليَّ الدور ليلة توزيع جوائز الـ(أوسكار) عام 1994. كنت أقدم الـ(أوسكار) لبروس سبرينغستين الذي نالها عن (فيلاديلفيا). مخرج إسباني أيضاً (فرناندو ترويبا) كان نال جائزة أفضل فيلم أجنبي، ثم ذهبنا لحضور حفل إلتون جون، هناك سئلت إذا كنت متفرغاً غداً للذهاب إلى استوديوهات (يونيفرسال)، فرددت بالإيجاب. يا إلهي، كنت مستعداً للذهاب زحفاً! التقيت سبيلبرغ الذي سألني إذا كنت أعرف زورو. نعم، كنت أعرفه، ثم أراد أن يعلم إذا كنت مهتماً بتجسيد هذا الدور. في البداية كان روبرتو رودريغيز هو الذي سيتولى الإخراج، لكن في ما بعد استقر الموضوع في يد مارتن كامبل". 

يروي بانديراس أنه عندما وصل إلى هوليوود قال له كثر إنه إذا أراد أن يبقى في عاصمة السينما الأميركية ويعمل فيها فعليه التخصص في أدوار الأشرار، لكن في رأيه أن زورو غير كثيراً من المعادلة، مؤكداً أنه أعطى مكاناً تحت الشمس للجالية الإسبانية في هوليوود. فالخير هذه المرة، أي زورو، هو إسباني الهوية، يحارب أشراراً من ذوي العيون الزرقاء. 

الممثل مخرجاً

أخرج بانديراس فيلمين في مسيرته. كانت سينما تعبر عن هواجسه بعيداً من خدمة مصنع الـ"الإنترتنمنت" الهوليوودي الذي ذاع صيته من خلاله. وإذا بدا نجاحه نسبياً في باكورته "كرايزي في ألاباما" (بطولة زوجته ميلاني غريفيث)، فالآفاق توسعت أمامه مع ثاني محاولاته الإخراجية، "طريق الإنجليز"، الذي عاد فيه إلى أيام الصبا في الأندلس تحت حكم فرانكو. عن هذا الجانب من عمله يقول "أفلامي كمخرج أتاحت لي العمل في المسرح. الإخراج يسمح لك بالعمل بالأدوات الحقيقية، ثم عندما تدير الممثل تفهم مشكلاته. عندما ترى من الخارج تفهم ماذا يحدث بالضبط، ويمكن أن يساعدك هذا في تحسين أدائك أيضاً. ذات مرة كنت أدير ممثلاً في ثاني أفلامي مخرجاً، وكان هناك مشهد دقيق على الممثل أن يظهر أحاسيسه فيه عبر البكاء حزناً على زوجته الراحلة. فخلال التصوير أعطيته حذاء الزوجة قائلاً له (هذا الحذاء أنت الذي أهديته لها)، فانهار بالبكاء. عندما توفي والدي شعرت بحزن عميق، لكن أكثر ما آلمني هو أني وجدت ذات يوم حزامه على سريره. في السينما لا يمكن معرفة من أين تنبعث الانفعالات". 

هذا كله يوصلنا إلى الحديث عن أحد أفلامه الأخيرة ممثلاً، "مسابقة رسمية" لغاستون دوبرات وماريانو كون، الذي عرض في مهرجان البندقية العام الماضي. يتشارك بانديراس البطولة مع أوسكار مارتينيز للعب دور شقيقين متناحرين على خلفية حادثة سيارة تسبب بها أحدهما وأودت بحياة والديهما، فتبدأ عملية شد حبال طويلة ومضنية بين الممثلين اللذين ينتمي كل منهما إلى مدرسة مختلفة، سواء في كيفية التعامل مع الدور أو في النظر إلى العالم والجمهور والمهنة. يقول بانديراس "في هذا الفيلم الساخر تظهر سخافة عالم التمثيل وحماقته، لكننا استمتعنا جداً ونحن ننجزه، لأن كثيراً مما قيل فيه حقيقي ومستوحى من تجربتنا. لن أذكر أسماء، لكن هناك نوعين من الممثلين، ثمة منافسة مستمرة بين نهجين. أتذكر ممثلاً كان تدرب على منهج الـ(أكتورز استوديو)، وكان استعداداً لتصوير كل مشهد يطلق صوتاً غريباً من داخل حنجرته مثيراً خوفي. ممثل آخر وهو صديق لي شاركني في مسرحيات كان قبل كل جملة له خلال التمارين ينطق عبارة (كارتاخينا غراكو). في المقابل لم يوفق الفيلم في المهرجانات، لأننا شتمنا الجميع ولم نوفر أحداً. أي جائزة كان ممكناً أن نحصل عليها في مهرجان البندقية، ونحن قلنا كل ذلك السوء عن الجوائز؟".

عطر ومال

تجارة العطور، جانب آخر من حياة بانديراس تناولته ريا أبي راشد في أسئلتها، فكان رده "بالنسبة إليَّ هذا بزنس. أصدقاء لي يعملون في هذا المجال استعملوا اسمي ولم أمانع، هذا بزنس يدر عليَّ المال، وهو يستمر منذ 20 عاماً، وهي أطول علاقة بين شخصية عامة ومنتج. هذه التجارة سمحت لي بتأسيس مسرح في مدينتي مالقة، إنني فخور به، وهذا واحد من أهم الإنجازات التي حققتها في حياتي. إنه مشروع غير ربحي وهذا يرضيني جداً. يعمل فيه العشرات، ومن دواعي سروري أن أوفر فرص عمل لأبناء مدينتي. المشروع يتطور باستمرار. تمت دعوتنا إلى مسارح كثيرة حول العالم ومنها برودواي، ولي انطباع بأني أصنع شيئاً مهماً لمدينتي وانطلاقاً منها. العطور كانت مفيدة ورائحتها جميلة". 

كشف بانديراس عن أنه صور أخيراً الجزء الخامس من "إنديانا جونز" الذي سيعرض في أواسط العام المقبل. دوره فيه كان صغيراً، لكن التصوير حمله إلى أماكن عدة وكان متعباً. يقول "لم يكن الوقوف أمام إنديانا جونز مع ما يمثله من هالة بالأمر العادي. خلال وجودي في مقصورتي، سمعته يصيح اسمي: أنطونيو، أنطونيو! فقط لهذه اللحظة، كان الأمر يستحق أن أشارك في الفيلم".

على وسائل التواصل الاجتماعي يحاول بانديراس أن يحافظ على شيء من الحياد، كما يقول. يتجنب المشكلات ولا يفتعلها كبعض المشاهير والمؤثرين "أحافظ على الصواب السياسي. لا أدخل في صدامات ومهاترات. أعطي رأيي باعتدال في السينما والمسرح بشكل عام". خلال اللقاء الذي عقد بعد مرور ثلاثة أيام على فوز المغرب على إسبانيا رفض القول إن إسبانيا خسرت. "المنتخب الإسباني لعب جيداً. ثقافة المغرب كانت في منزلي منذ الطفولة، خصوصاً على مستوى الأكل، لكن المغاربة خربوا اللعبة. أحب الرياضة وهي تأتي بكثير من الأشياء الجميلة للمجتمع، لكني بت أفضل التزلج على كرة القدم، ما عدت أؤمن بالأخيرة، بعد أن رأيت فيها كثيراً مما يجعلني أنفر منها. تراجعت حماستي تجاهها، هي اليوم مجرد استعراض إلى حد أن الخسارة لم تؤلمني، خسارة مماثلة في السابق كانت تعني ثلاثة أيام إحباطاً". 

اختتم بانديراس الجلسة الحوارية بالاعتراف بأنه حاول أن يعود إلى نقطة الانطلاق وإلى المكان الذي بدأ منه في الفترة الأخيرة من حياته، واصفاً مشاعره وهو على خشبة المسرح بالتفاصيل الدقيقة "عندما أقف أمام الجمهور أشعر بانفعالاته وبكل ما يمر به من أحاسيس. كل هذا يصبح ملموساً، لهذا السبب أنا ممثل. صرت اليوم في الثانية والستين، وأريد أن أعود إلى ما هي عليه مهنة التمثيل فعلاً لدوافع أشعر بها جيداً، على رغم أنه يصعب عليَّ شرحها". 

 

####

 

"جنائن معلقة" يفضح حقائق الغزو الأميركي للعراق

الفيلم مستوحى من قصة حقيقية ويعرض بمهرجان البحر الأحمر ومخرجه يكشف التفاصيل والتحديات

نجلاء أبو النجا 

ما زالت المعاناة التي يعيشها العراقيون منذ الغزو الأميركي هي البطل الأساسي لموضوعات أفلامهم، فالألم يطغى على كل شيء، ومرارة الدمار الذي أحدثته الولايات المتحدة لا يمكن ترميمه داخل أرض ووجدان أهل بلاد الرافدين.

في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة تفجرت تلك القضايا بقوة من خلال الفيلم العراقي المثير للجدل "جنائن معلقة"، الذي تدور أحداثه حول الشقيقين طه وأسعد، اللذين يعملان في جمع المخلفات من مكب نفايات في بغداد.

الأخ الصغير أسعد، الذي يبلغ (12 سنة) يعثر على دمية جنسية في مكب نفايات الجيش الأميركي، مما يشكل تغيراً كبيراً في حياته ويؤثر في علاقته بأخيه.

كما يتطرق العمل إلى حكايات الدمار في العراق، الذي سببته الحروب التي نتج عنها عديد من الآثار السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الفيلم من بطولة وسام ضياء وحسين محمد وإنتاج مصر والعراق وفلسطين والسعودية، ومن إخراج أحمد ياسين الدراجي.

أبرز التحديات

في لقاء مع "اندبندنت عربية" تحدث مخرج الفيلم عن أبرز التحديات التي واجهته وسبب اختيار هذه الفكرة وطغيان السياسة على السينما العراقية.

وقال الدراجي "عشنا تجارب قاسية جداً، والتصق اسم العراق بالويلات والحرب والتدمير، وربما كانت التجارب السابقة في السينما والفن العراقي جميعها تتحدث بصراحة ومباشرة عن هذه الأمور، لكني في جنائن معلقة أردت تقديم عمل إنساني يعبر عن الدمار من دون ذكر حتى كلمة واحدة تخص الحرب".

وأضاف "كان هدفي الوحيد أن أقدم حكاية تشبه العراقيين لمجتمع ما بعد الحرب، خصوصاً أن الأجيال الجديدة من العراقيين متطلعة لمعرفة الحقيقة، لكن بشكل جديد، لأن لديها رغبة في الانفتاح على العالم كله وتبادل الثقافات، وتتميز تلك الأجيال أن لديها تقبلاً وسعة صدر وتفهماً وذكاء تجاه مختلف الأشياء، عكس الأجيال القديمة، مثل جيل الآباء والأمهات والعقليات التقليدية في النظرة إلى الفن والقضايا الحساسة عندما يكون بها مسحة من الجرأة".

وعن فكرة الفيلم وجرأة تناول دمية جنسية في أحداثه، قال الدراجي "أعلم أن المهمة خطيرة جداً، والتعبير عنها بواسطة ما أريده كان ضرباً من ضروب الخيال والجرأة، وربما يطلق البعض أسماء وعبارات أكثر تجريحاً مما سبق، لكني كنت مصمماً أن أقدم ما أريده كما أريده".

وأشار إلى أن "الفكرة بدأت عن تجربة حقيقية حدثت لي، حيث وجدت صديقاً مقرباً يحمل شنطة بها دمية جنسية كبيرة وأخبرني أنه عثر عليها في مكب نفايات الجيش الأميركي بالعراق، وبعد سنوات طويلة من هذه الواقعة قررت تقديمها بشكل يعكس الأحداث التي عاشتها البلاد والويلات التي تسببت فيها القوات الأميركية".

وأوضح "بدأت الفكرة في رأسي منذ 2006، وبدأت كتابتها في 2016، وتنفيذها في 2020، وللأسف تفشى فيروس كورونا وقتها بشكل مزعج، لكننا تحدينا كل الصعاب للتنفيذ".

تنفيذ عربي

وقال الدراجي "حتى ينفذ الفيلم كان عليَّ أن أجد جهة إنتاج مقتنعة بالعمل، وتعبت كثيراً في رحلة البحث، لكن المنتجة هدى الكاظمي تحمست جداً للفكرة ووضعت كل ما تملك في سبيل تنفيذها، كما جمع الفيلم بين جهات إنتاج عديدة، مثل مهرجان البحر الأحمر ممثلاً عن السعودية، ومي عودة من فلسطين ومحمد حفظي من مصر وعدد كبير من المنتجين الآخرين".

وأشار إلى أن ما أسعده أن "الفيلم عمل عربي وفكرته وطنية، ومن إنتاج عربي بالكامل، فلا يوجد أي منتج أجنبي بالمشروع، كما تم تصوير الفيلم بالكامل في العراق، وبطاقم عمل محلي من دون الاستعانة بأي كوادر أجنبية، وهذا شيء يجعلني أفتخر وأعتز بالتجربة كلياً، حيث كانت رغبتي منذ البداية أن يتم العمل بهذا الشكل".

رمزية مقصودة

سألناه عن رمزية وجود الدمية الجنسية في مكب نفايات الجيش الأميركي داخل العراق، وهل قصد التلويح بأن الولايات المتحدة دنست العراق وخربته ولكن بشكل غير مباشر؟ فأجاب "نعم، وبكل صدق هذا هو السبب الأساسي وهدفي من تقديم الفيلم، فالغزو الأميركي للعراق دمرنا كلياً وحطم بلادنا، وهو ناتج عن ظلم وافتراء، وكان يؤرقني مثل غيري إثبات ذلك في عمل فني يصدر للعالم ويوضح كيف ظلم الأميركيون العراق من دون سبب حقيقي".

قاطعناه بأن هناك أعمالاً أميركية تظهر هذه الحقيقة بكل وضوح، وتؤكد أن الغزو كان مؤامرة مثل فيلم "أسرار رسمية" للنجمة كيرا نايتي ورالف فينيس، الذي يحكي أنه خلال التحضير لغزو العراق تصل أسرار لمخبر بريطاني عن مؤامرة أميركية، واقتراح لابتزاز الدول الأصغر حجماً لكي تصوت لصالح الحرب على العراق، وعندما نشر الصحافي مارتن برايت تلك الوثيقة المسربة في صحيفة "ذا أوبزرفر"، غضب مجلس الأمن وتصدرت القصة عناوين الصحف.

ورد الدراجي بأن "الجميع كان يعلم أن الغزو الأميركي مؤامرة على العراق لأسباب تخص أميركا، لكن العالم صمت تجاه المؤامرة فدمر شعباً ما زال يعاني حتى الآن، ولهذا لا تكفي عشرات الأعمال للتعبير بشكل أو بآخر عن تلك المأساة، ونبه أن بعض الأفلام الأميركية الحديثة بالفعل تتحدث عن مساوئ الغزو على الشعب العراق والأميركي وتكشف عن كل المؤامرات بوضوح".

مشاركات عالمية

شارك فيلم "جنائن معلقة" في مهرجان فينيسيا السينمائي، وكذلك البحر الأحمر، وعن ردود الأفعال أشار الدراجي إلى أنه "أمر رائع أن يكون الفيلم الأول الذي يمثل السينما العراقية في مهرجان عالمي ومهم مثل فينيسيا، فهذا أمر يدعو إلى الفخر بالتأكيد، لأنه عراقي الصناعة مئة في المئة، وعربي الإنتاج، لذلك مشاركته في فينسيا هو وجود تاريخي للدولة في فترة حساسة جداً، وبمرحلة انتقالية صعبة تمر بها البلاد وشعبها".

وقال إن "مشاركة العمل دولياً ونجاحه وكونه مؤثراً في نظر المشاهدين منح الأمل للشباب العراقي، ورفع من روحه المعنوية كثيراً، لأنه أكد بشكل مباشر أنه في الإمكان صناعة شيء يليق بنا كعراقيين، ولأكون أكثر صراحة، أنا فخور وسعيد بهذا الحدث التاريخي، وأشعر أنني انتصرت للسينما العراقية، لأن حجم استقبال الفيلم كان رائعاً".

ولفت الدراجي إلى أن مشاركة الفيلم في محافل دولية وعالمية هي بالفعل رسالة موجهة للعالم كله، خصوصاً الدول الكبرى المتسببة في حجم الدمار الذي فتت دولة كبيرة وعريقة ما زالت تعاني تلك الويلات الأميركية.

وأكد أن عرض الفيلم في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة له وقع خاص، لأن المهرجان منصة مهمة، وما يقوم به المسؤولون عن الثقافة في السعودية أعاد له ولزملائه كثيراً من الأمل.

الرد على برادلي كوبر

كشف الدراجي صحة ما تردد بأنه استفز كثيراً من فيلم للنجم العالمي برادلي كوبر بعنوان "القناص الأميركي"، ولهذا حاول الرد من خلال فيلم عراقي على أكاذيب شهدها بالفيلم، بحسب قوله.

وقال "بالفعل مشاهدتي هذا الفيلم عام 2015 كانت دافعاً قوياً لتنفيذ مشروع فيلم، لأنني شعرت بالإهانة الشديدة من طريقة التناول، حيث صور الفيلم القناص الأميركي الذي يقتل الناس في الشوارع وعبر الشرفات بأنه بطل، بل وضحية أيضاً، وصور العرب أنهم مجرد توابع لشهواتهم فقط ولا يحركهم غير ذلك، وهذا ازدراء كبير جداً، وصورة مشوهة مزدوجة تثير الغضب والمرارة، لذلك قررت تقديم فيلم لأقول للعالم فلنر ماذا فعلت أميركا ونفاياتها في الشعب العراقي".

وشدد على أنه قرر أن يقدم قصة من واقع الشارع العراقي بشكل إنساني وحقيقي وصادق وبيد عراقية أمينة، بدلاً من أن يأتي أجنبي ليعبر عن أي قصة عراقية بطريقة تشوبها الشبهات أو المعلومات المغلوطة.

الرفض من "كان"

ونفى الدراجي معلومة أن الفيلم رفض من قبل مهرجان "كان" في الدورة الماضية لأسباب سياسية.

وأوضح أن الفيلم خرج في اللحظات الأخيرة لعدم الانتهاء من مراحل الصوت والمكساج.

وأشار إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيشارك الفيلم في مهرجانات أخرى، متمنياً أن يعرض بجميع الدول العربية وأن يحظى بتوزيع جيد ليراه الجمهور العربي في كل مكان.

 

الـ The Independent  في

12.12.2022

 
 
 
 
 

حكيم جمعة لـ «الشرق الأوسط»: الأفلام السعودية في طريقها للمنافسة عالمياً

المخرج السعودي قال إن رسالة «كينج الحلبة» هدفها «التمسك بالحلم»

جدة: محمود الرفاعي

توقع المخرج والمؤلف السعودي حكيم جمعة أن تحقق السينما السعودية نجاحات كبرى خلال السنوات المقبلة بعدما استطاعت التطور سريعاً والدخول في منافسة إقليمية خلال فترة وجيزة.

وقال حكيم في حواره مع «الشرق الأوسط»: «كان شعوراً جيداً عندما شاهدت عرض فيلمي (كينج الحلبة) ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي رفقة عدد كبير من الفنانين العالميين، لذلك أعتقد أن هذا إثبات واضح وصريح لقدرة المملكة على جذب أنظار العالم لكي يتعرفوا على هويتنا وإمكانياتنا السينمائية».

وأوضح المخرج السعودي قائلاً: «السينما السعودية قادمة بقوة، خلال السنوات المقبلة للمنافسة عالمياً وليس إقليمياً فقط، ربما تكون صناعة السينما والفن قد بدأت متأخرة بالمملكة مقارنةً بالصناعات الفنية بجميع أرجاء الوطن العربي، ولكن نحن نتعلم سريعاً، وهذا ما ظهر خلال السنوات القليلة الماضية منذ الانفتاح الفني، وأرى أنه خلال السنوات القليلة المقبلة سيكون الفيلم السعودي قادراً على المنافسة عالمياً وليس إقليمياً فقط، بل ربما تستطيع الأفلام السعودية دخول القائمة القصيرة لجوائز الأوسكار، بل تفوز بها، فنحن كسينمائيين نعمل بكل قوة وجهد خلال الفترة الحالية من أجل إثبات موهبتنا الفنية وقدرتنا على إظهار الهوية الفنية السعودية»، على حد تعبيره.

وعن رسالة فيلمه الجديد «كينج الحلبة» قال حكيم، إنها «تهدف إلى التمسك بالحلم والسعي وراء تحقيقه مهما كانت الظروف، فقصة الفيلم تدور حول شخص لديه أحلام كبرى، وهو يعلم جيداً أن هناك عوائق كثيرة تعطّل هذه الأحلام، لكنه يستمر في حلمه ويحاول تحطيم القيود كافة، كل شخص سيشاهد الفيلم سيرى نفسه في بطل العمل، فهدفنا الرئيسي من الفيلم خلق حالة من التعاطف بين المُشاهد وأبطال العمل».

ويشير المخرج السعودي إلى أن الفنانين المصريين أعطوا نكهة خاصة لفيلمه: «لا يوجد فنان عربي لا يعشق الفن المصري والفنانين المصريين، وأرى أن مشاركة فنانين مصريين بالفيلم منحته نكهة مميزة، خصوصاً الفنان محمد لطفي، وسلمى أبو ضيف التي تشارك لأول مرة في عمل سينمائي سعودي، وأيضاً الفنان شادي ألفونس».

ويلفت حكيم جمعة إلى أن «أجمل ما في التمثيل هو أنه لا يتقيد باللغات والجنسيات، لذلك لا بد أن تشارك المدارس الفنية المختلفة بعضها مع بعض، لكي نسعد الجمهور بتقديم عمل فني جيد وهادف».

وتمنى حكيم جمعة أن يحوز فيلمه «كيان» الذي قام بإخراجه وكتابته جائزة في الدورة الثانية من «joy Awards»، موضحاً: «فيلم (كيان) مرشح لأكثر من جائزة في سباق جوائز الدورة الثانية من (joy Awards) منها أفضل فيلم، وأيضاً ترشح أيمن مطهر لجائزة أفضل ممثل، وسمر ششة لجائزة أفضل ممثلة، وأتوقع بنسبة كبيرة أن يفوز الفيلم بجائزة من تلك الجوائز، حتى لو لم يفز بجائزة، فإن فكرة الترشح في حد ذاتها بالنسبة لي جائزة كبرى؛ فالفيلم يتنافس على الجوائز رفقة أفلام كبرى من شتى دول العالم».

وأشار المؤلف والمخرج السعودي إلى أنه يعمل حالياً على كتابة نص فيلمه الجديد، متمنياً تصويره مع بداية العام الجديد لكي يكون ممثلاً للفن السعودي في الدورة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ويحوز من خلاله جائزة.

 

الشرق الأوسط في

13.12.2022

 
 
 
 
 

كيف شاهد النقاد وجمهور المهرجانات فيلم "حديد نحاس بطاريات"؟

البلاد/ مسافات

قبل 3 أشهر، انطلق الفيلم اللبناني "حديد نحاس بطاريات" للمخرج وسام شرف لأول مرة عالميًا في أحد أعرق المحافل السينمائية بمهرجان فينيسيا، واحتفى بها حينها جمهور السينما الذي اجتمع في إيطاليا لمشاهدة الأفلام، وتوّج حينها بجائزة Europa Cinemas لأفضل فيلم أوروبي ووصفته لجنة التحكيم بالفيلم الممتع والأصيل ويدعو للتفاؤل، وقالت عن مخرجه "شرف قدم قصة حب تحمل عناصر خيالية قوية، هناك لمسات حانية، راحة سببها الابتعاد عن الوعظ، وبعض اللحظات السوداوية المرحة".. فكيف اجتمع السواد بالمرح في نفس الموضع؟

وأثناء العرض الأول للفيلم في العالم العربي بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وهو العرض الذي شهد حفاوة واضحة من الجمهور والنقاد، وعند سؤال المخرج عن اللجوء إلى الهزل رغم سوداوية القصة قال "هذا فيلم حزين يائس، لكنّه مُثير للضحك. لا نهاية محددة المعالم له، لا سوداء ولا بيضاء. من يرد رؤية الأمل، وجود الباخرة يدعم موقفه. ومن يريد رؤية اليأس، يجد ما يدفعه إليه، أريد للمُشاهد أنْ يفتح قلبه ويختار، أما بسؤاله عن اختيار الخيال في تحول الجسد إلى معدن والتعامل مع قصة حزينة بضحك قال "السينما الواقعية موجودة، وتعبّر عن كل عذابات العالم، وليس علينا سوى إخراج المحارم الورقية ومسح الدموع. أجد في هذا سهولة ورُخصًا، هناك مأساة السوريين، يا لها من فكرة حسنة، لنعمل عنهم أفلامًا".

لنفهم السياق بشكل أفضل يجب أن نتعرف أولًا على قصة الفيلم الذي يحكي عن أحمد اللاجئ السوري الذي يجوب شوارع بيروت بحثًا عن المعادن لإعادة تدويرها وهو ما يفعله لكسب قوته. تركت له نجاته من انفجار قنبلة في سوريا ندبة غريبة، حيث تستمر يده اليسرى في التحول لمعدن جزء تلو الآخر. حياته كئيبة وعزائه الوحيد هو علاقته بمهدية، عاملة المنازل الأثيوبية، يتمكنان الاثنان دومًا بطريقة ما من اختطاف قُبلة أو اثنين رغم صرامة رئيسها في العمل. لكن تواجه الفتاة مشاكلها الخاصة، إذ يصاب الرجل الكبير الذي تعتني به نوبات متكررة من العنف، ويزداد موقفها سوءًا بمصادرة وكيلها لجواز سفرها ومنعه لرجوعها إلى بلدها ولو لفترة قصيرة. بينما تتطور أحداث الفيلم، يزداد الأمر سوءًا على كليهما، حتى تقرر مهدية تولي زمام الأمور. لكن في كل الأحوال، يصعب العثور على الأمل في أي مكان.

فيلم حديد نحاس بطاريات تلقى العديد من الإشادات النقدية عربيًا وعالميًا فقد وصفه موقع آي سي إس العالمي بالفيلم المٌتقن ومخرجه قدم شيئًا استثنائيًا بالغوص بعمق في حيوات الشخصيات، أما موقع سيني يوروبا فكتب "حكاية تشع بالسحر والحقيقة تحت غطاء من المرح"، فيما قال الناقد هوفيك حبيشان "ألقى المخرج نظرة لم يسبق أن حضرت بهذا الشكل في السينما اللبنانية، وبلغة سينمائية تتراوح بين الحزن والخفّة".
وفي موقع
Asian Movie Pulse كُتب "تمكن المخرج من تصوير فكرة صعبة حقًا في فيلمه، إذ يقدم قضيتين غاية في الجدية، قضية اللاجئين وقضية كيفية تعامل المنظومة مع عمال المنازل المغتربين عبر نهج كوميدي في بعض الأحيان لكن بدون سلب أهمية القضايا أو إخفاء البؤس الذي يحيط بالشخصيتين فهناك مشاهد على مدار الفيلم تبرز حس شرف الفكاهي الذكي الساخر الجاد، توفر تلك المشاهد راحة من كل الكآبة في الفيلم وتحول دون ذرف الدموع".

وأشاد الموقع أيضًا بطاقم التمثيل وخاصة الأبطال فوصف أداء زياد جلاد وكلارا كوتور بالمذهل، والمخرج ركز على شكلهم وتعبيراتهم أكثر من كلماتهم في أسلوب مبدع. كما وصف الموقع المصري الدستور زياد جلاد بـ"عمر الشريف الجديد"، وقال جلاد لموقع ديدلاين العالمي "استطعت الشعور بالقصة جيدًا لأنني نشأت في هذا الجانب من العالم، لذلك شعرت بمواضيع اللاجئين وطريقة التعامل مع عمال المنازل في كل أنحاء العالم. أعتقد أن الفيلم رسالته عالمية".

الفيلم من إخراج وسام شرف يشاركه التأليف هالة دباجي ومارييت ديسير، وبطولة زياد جلاد  وكلارا كوتور ورفعت طربيه ودارينا الجندي.​

 

البلاد البحرينية في

13.12.2022

 
 
 
 
 

”عَ مفرق طريق“ اللبناني ينشر الفرح في "البحر الأحمر السينمائي"

البلاد/ طارق البحار

اختار مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي رسميا الفيلم اللبناني ”عَ مفرق طريق“ في فئة ”الروائع العربية“ في نسخته الثانية بحضور صناع ونجوم الفيلم الجميل، وهو من إنتاج لارا سابا وشادي حداد. ويحكي قصة هادي، الممثل الشهير الذي تم ترشيحه لدور البابا الشاب، واستعدادًا لهذا الدور، يهرب من حياته المحمومة، وتقوده 4 راهبات وشابة إلى تحقيق تحول حقيقي.

”عَ مفرق طريق“ أو All Roads Lead To Rome هو فيلم كوميدي رومانسي، من تأليف جوزفين حبشي وبطولة شادي حداد وربى زعرور وجوليا قصار وبيتي تاوتيل وميرنا مكرزل وسينثيا كرم.

الفيلم عرض بهيج لجمال لبنان على الرغم من كل شيئ، وفي صورة كوميدية رومانسية نظيفة وعفوية توفر بصيص أمل نحتاجه جميعا في أيامنا الحالية، ويشجع على العودة إلى الطبيعة والقيم مثل بساطة الحياة، بفضل شخصياته المحبوبة والقصة والإخراج والمناظر الخلابة من شمال لبنان.

في تفاصيل الفيلم الذي شارك في إنتاجه أفلام ART و Wakanda وبدعم من المركز الوطني الفرنسي للسينما والأنيمي (CNC)، يحكي قصة ”هادي" الممثل اللبناني الشهير في القائمة المختصرة، مع ممثل إيطالي آخر لدور البابا الشاب في فيلم دولي، ومن أجل التحضير لاجتماعه مع البابا، الذي سيكون له الكلمة الأخيرة، يتوجه هادي إلى منطقة ”قنوبين“ للابتعاد عن حياته العادية الصاخبة، وهناك يتعثر في مجموعة من الراهبات اللواتي يصرن على استضافته في ديرهن، حيث يلتقي بشابة جميلة، اسمها ”سيلين“، وهنا تبدأ رحلة من الضحك والاكتشافات والحب والصلات بالطبيعة والناس ونفسه الحقيقية وسيلين، مما يقوده إلى تحول حقيقي.

تم تصوير الفيلم في منطقة ”قنوبين“ الخلابة والتي تعد أحد أجمل المواقع الطبيعية الشمالية في لبنان، ما سمح بإظهار جمالها الطبيعة اللبنانية المعروفة خارج حدود بيروت؛ في منطقة من الجمال الطبيعي البكر، وبقعة من السلام الخفي والهدوء الهادئ يتناسب مع القصة التي تروي في وادي أشبه أن تكون احد أبطال الفيلم، في رؤية خاصة تدعمها قصة حب جميلة وشخصيات رائعة وحياة جماعية رائعة تتطور حول دورات الطبيعة، حيث الأصالة والأرض والكرم واللطف والسلام وتقديمها بطريقة فكاهية ورومانسية وسلسة على الشاشة.

أجاد الفنان شادي حداد دوره بإتقان كبير في دور هادي نجم بطل الرواية، الذي تدور حوله جميع أحداث الفيلم اللبناني الذي ابتعد عن اللغة أو لبنان أيضا بفضل لغته الموجه إلى جميع المجتمعات اليوم في كل مكان.

المخرجة اللبنانية لارا سابا استطاعت عبر الكوميديا التطرق إلى قضايا نعيشها اليوم جميعا مثل الانفتاح على الآخر والمحافظة على البيئة والأرض، بمستويات عالية.

"ع مفرق طريق" كوميديا رومانسية "عابقة براحة الأرض والقرية اللبنانية والطبيعة الخلاّبة"، كما في بيان صادر عن المكتب الإعلامي التابع للفيلم، الذي أضاف أن هذا كله سيكون "مسرحًا لمغامرات طريفة وإنسانية، تتناسب مع أجواء أعياد نهاية العام“.

حاز الفيلم السينمائي اللبناني "عَ مفرق طريق" على جائزة التسويق للأفلام التي هي في مراحل ما بعد الإنتاج في "مهرجان مالمو للفيلم العربي - "Malmo Arab Film Festival" السينمائي في السويد.

 

####

 

بطولة نجوم دوليين في مقدمتهم اللبناني جورج خباز ونجمة Game of Thrones

MAD Solutions تحصل على حقوق توزيع يونان للمخرج أمير فخر الدين

البلاد/ مسافات

كشفت مجلة Deadline  العالمية عبر موقعها الرسمي، عن استحواذ MAD Solutions -الشركة الرائدة في توزيع الأفلام العربية عالمياً- على حقوق التوزيع في العالم العربي لفيلم يونان للمخرج السوري أمير فخر الدين، وهو إنتاج مشترك يتضمن مؤسسات من ألمانيا، فرنسا، إيطاليا وفلسطين، وسينافس المشروع على جوائز مرحلة التطوير والإنتاج في سوق مهرجان البحر الأحمر السينمائي (1-10 ديسمبر/كانون الأول) المقبل، ويونان هو التجربة الروائية الطويلة الثانية لـ أمير بعد فيلم الغريب (2021) الذي نال ترحيباً نقدياً واسعاً وجوائز عديدة في أهم المهرجانات الدولية.

وأعلنت المجلة عن عدد من الأسماء المشاركة في بطولة الفيلم، وهم نُخبة من الممثلين من العالم العربي وألمانيا، من بينهم الممثل والمخرج والمنتج اللبناني الشهير جورج خباز الذي شارك في كتابة الفيلم المرشح للأوسكار وصاحب أعلى إيرادات عالمية لفيلم عربي كفرناحوم (2018) للمخرجة نادين لبكي. وستشاركه بالتمثيل النجمة الألمانية سيبل كيكيلي المعروفة بدورها في المسلسل الشهير Game of Thrones، وقبلها فازت بجائزة أفضل ممثلة من جوائز السينما الألمانية في 2004 عن دورها في فيلم Head-On للمخرج فاتح أكين الذي فاز بالدب الذهبي من مهرجان برلين عن الفيلم. إضافة إلى نجوم عرب وعالميين سيتم الإعلان عنهم تباعاً.

وتدور أحداث فيلم يونان حول كاتب عربي منفي من بلده يسافر إلى جزيرة نائية من أجل الانتحار، وهناك يلتقي بسيدة عجوز توقظ داخله الرغبة في الحياة مرة أخرى. ووفقاً للمخرج فخر الدين، يتعمق فيلمه في تناول الشعور بالاغتراب تجاه المحيط الاجتماعي وأن "يونان هو قصة خلاص وولادة جديدة. الفيلم يتناول المسافات التي تمتد بلا هوادة في المنفى بين الماضي الذي لا يمكن نسيانه والحاضر، وبين الحاضر والمستقبل الذي لا يمكن استشرافه. إنه عن الوحدة والكآبة، وخاصة تلك الكآبة التي يعانيها هؤلاء الذين اختاروا مشاعراً لا يمكنهم معايشتها وعلقوا في أعماق يأسهم".

وفي مشروع يونان، يعود المخرج للعمل مع شركة الإنتاج Red Balloon بعد تعاونه معها في فيلمه الغريب الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي حيث فاز بجائزة Edipo Re Award، ثم عرضه الأول في العالم العربي في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حيث فاز بجائزتي شادي عبد السلام لأفضل فيلم في مسابقة أسبوع النقاد وأفضل فيلم عربي في المهرجان، فضلاً عن عرضه في مهرجانات عديدة بأنحاء العالم، مثل ديربان، ملبورن، هامبورغ، فانكوفر، سيدني وفالنسيا، كما تم اختيار الفيلم ليكون مرشح فلسطين لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي. ومؤخراً فاز فيلم الغريب بـجائزة أفضل تصوير سينمائي في جوائز شاشة آسيا والمحيط الهادي.

وتتعاون Red Balloon في إنتاج الفيلم مع شركات Les Films Du Veyrier وIntramovies وFresco FilmsK، وسيجري تصويره بين ألمانيا وإحدى الدول العربية، وهو من إنتاج دوروثي بينماير المديرة التنفيذية لشركة Red Balloon Film، في ثاني تعاون لها مع MAD بعد مشروع فيلم بيت في القدس للمخرج الفلسطيني مؤيد عليان.

وتشير المنتجة بينماير إلى أن يونان هو الفيلم الثاني في ثلاثية للمخرج بعنوان الوطن بدأها بفيلم الغريب قائلة "الإحساس بالاغتراب الذي لا يمكن مغالبته، والاشتياق إلى الطمأنينة بوطن يصعب الوصول إليه؛ هما قلب السردية السينمائية لهذا المخرج السوري الشاب. في فيلمه الأول الغريب، كان تركيز فخر الدين على انسلاخ الإنسان من مجتمعه وأهله، بمشروعه الجديد يونان عن اغتراب الكاتب المنفي منير في ألمانيا، يلمس أمير وتراً حساساً بسيناريو شعري ولغة بصرية عابرين للأزمنة، ويظهران بالفعل نضج أسلوبه السردي".

ومن جانبهما قال ماهر دياب وعلاء كركوتي الشريكان المؤسسان في MAD Solutions "يونان هو أحد المشاريع النموذجية التي يتوافر فيها كل العناصر المثالية: مخرج عربي موهوب للغاية، وفريق تمثيل مكون من نجوم عرب وعالميين، مع منتجة استثنائية لديها شغف وحب حقيقيين لكل مشروع شاركت في صناعته، وأخيراً، نص سينمائي بديع وشديد الخصوصية".

 

####

 

سيكون ترميم الأفلام القيمة تقليدًا سنويًا يتم كل دورة جديدة بالقاهرة..

حسين فهمي لـ"البلاد": سعيد بترميم الأفلام للحفاظ على إرث السينما العربية

البلاد/ طارق البحار:

أكد الفنان القدير حسين فهمي في تصريحات خاصة لـ "البلاد" أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام قام بمهمة كبيرة جدا في موضوع ترميم مجموعة من الأفلام المصرية، وقال ”الفيلم بدء حاليا في التحلل بسبب المادة التي كنا نصنع منها الأفلام فهي غير موجودة ومتاحة، ومع مرور كل هذه السنوات أصبحت تتحلل وتختفي الملامح، وهنا جاء دورنا في إنقاذها بترميمها مجددا لكي نحافظ عليها، إذ قمنا مع الدورة الـ 44 مؤخرا، بترميم فيلمين الأول هو فيلم "يوميات نائب في الأرياف" للمخرج توفيق صالح، والذي تم إنتاجه العام 1969، والثاني هو "أغنية على الممر" للمخرج علي عبد الخالق، والذي تم عرضه العام 1972“.

وأكد فهمي أن ترميم الفيلمين سيتم بالتعاون مع مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما خالد عبد الجليل، والمشرف على نشاط السينما بالشركة القابضة للصناعات الثقافية والسينمائية، التي ستقوم بدورها بتوفير كافة التسهيلات اللازمة لعملية الترميم.

وعبر عن سعادته أيضا بالتعاون مع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي والاحتفال بمرور خمسين عاما على أشهر الأفلام العربية الكلاسيكية مثل “خلي بالك من زوزو” و “غرام في الكرنك” بإعادة ترميمها أيضا استكمالًا لمهمة الحفاظ على تاريخ وإرث السينما العربية من النسيان، حيث تجري عملية الترميم في مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر.

وذكر رئيس مهرجان القاهرة في تصريح مصور عبر القناة الرسمية لمهرجان القاهرة على "يوتيوب"، وقال: إن السينما المصرية عريقة ولها تاريخ كبير صنعه مخرجين وكُتاب وممثلين عظماء قدموا الكثير على مدار سنوات عملهم الفنية، مضيفا ”لا نستطيع أن ننسى المجهود الكبير من المختصين في المعامل وغرف المونتاج والاستوديوهات لتصميم الديكورات والملابس، وتابع أن الكاميرات السينمائية التي استخدمت في السينما المصرية تؤكد عراقة الصناعة في مصر، وهو ما أوحى له بفكرة الترميم، إذ يوجد الكثير من كلاسكيات السينما المصرية التي لم تعرض للمشاهد الحديث ولا يوجد مجال آخر لعرضها إلا بترميمها وإعادة رونقها من جديد، لافتا إلى أن المهرجان سيبدأ بترميم فيلمي "يوميات نائب في الأرياف"، و "أغنية على الممر".

ولفت رئيس المهرجان أنه يسعى لأن يكون ترميم الأفلام القيمة هو تقليدا سنويا يتم كل دورة جديدة، وذلك لتكون هذه الأعمال العظيمة في لذاكرة باستمرار.

 

البلاد البحرينية في

14.12.2022

 
 
 
 
 

المخرجة هناء العمير: أتأمل ماضي السعودية بفيلم "الرقص على حافة السبيل"

جدة- محمد عبد الجليل

كشفت المخرجة السعودية هناء العمير، تفاصيل مشروعها السينمائي الجديد "الرقص على حافة السيل" وذلك بعد فوزه بجائزة مالية مُقدمة من "mbc" بقيمة 70 ألف دولار، في حفل جوائز سوق البحر الأحمر، الذي أقيم على هامش الدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

وأوضحت خلال حديثها لـ"الشرق"، أنّ فيلمها الجديد مأخوذ عن الرواية التاريخية "غواصو الأحقاف" للكاتبة السعودية أمل الفاران، قائلة: "أنا مُحبة للأدب منذ صغري، وأميل لتقديم أعمال فنية مُقتبسة من الروايات، كونها تُزيد من قيمة وثراء الحوار في النهاية".

وأضافت: "انجذبت لتلك الرواية منذ القراءة الأولى لها عام 2018، لأقرر بعدها بعامٍ واحد البدء في تحويلها إلى فيلم، وتواصلت مع الكاتبة وطرحت عليها الفكرة، ورحبت بالأمر على الفور، وظللت أعمل على الكتابة وإحداث تغييرات في السيناريو والحوار بما يتناسب مع الإطار السينمائي".

وتابعت أنّ "المنتجة سهى سمير تحمست هى الأخرى للفيلم وتبنت إنتاجه، قبل تقديمه لمعمل البحر الأحمر، ولم نكن نتعجل لتنفيذ الفكرة وكانت هناك حالة من التريث الشديد، لذلك السيناريو تطور كثيراً، وأعتقد أن هناك حالياً جاهزية وثقة لتنفيذ الفيلم بشكلٍ جيد، خاصة وأنه ينتمي إلى الأعمال الإنتاجية الضخمة".

التأمل في الماضي

وقالت المخرجة السعودية هناء العمير، إنّ فيلم "الرقص على حافة السيل" يدعو إلى التأمل في الماضي، متابعة "نحن بحاجة إلى فهم الماضي، والاطلاع على شكل الحياة قديماً داخل المملكة، إذ أنّ الأحداث تعود للوراء قبل أكثر من 100 عاماً".

وأضافت أنّ تفاصيل الفيلم بها حالة من الثراء، لاسيما على مستوى الموسيقى والرقص وقصة البطلة التي ستُلامس قطاع كبير من الجمهور، نافية تخوفها من عدم انجذاب الأجيال السعودية الجديدة لمُشاهدة فيلم تاريخي، قائلة: "لدينا حالة حنين للماضي، والغالبية تريد معرفة الماضي في ظل عدم إتاحة مواد مصورة كثيرة عن تلك الفترة التي يتناولها الفيلم". 

ولفتت إلى أنها لازالت في مرحلة ترشيح المُمثلين ولم تستقر على مُمثلة بعينها حتى الآن، إذ أن الفيلم يتطلب فريق عمل كبير، موضحة أنّ "الأحداث تتركز في وادي الدواسر، وهي منطقة ثرية بالتفاصيل، وكان لأهلها لهجة وعالم خاص، لذلك علينا بناء هذا الوادي من جديد، الأمر الذي يحتاج إلى دقة شديدة في اختيار وشكل وملامح الشخصيات التي ستُشارك في الفيلم".

المرأة في السينما

وأشادت المخرجة هناء العمير، باحتفاء مهرجان البحر الأحمر السينمائي، بدور المرأة في السينما، موضحة أنّ "حجم النساء داخل عالم السينما صار في تزايد كبير مؤخراً، ولم يقتصر على فرعي السيناريو والإخراج فحسب، بينما يمتد إلى فروع أخرى في صناعة الفيلم، منها الإنتاج".

وأشارت إلى ترأسها جمعية السينما في السعودية، المعنية برفع وتنمية مستوى الثقافية السينمائية، فضلاً عن وجودها كعضو مجلس إدارة جمعية الأفلام بالمملكة، موضحة أنّ "خطوة إنشاء هذه الجمعية، بجانب وجود الهيئات والمؤسسات الفنية الأخرى، تأتي للإسهام في مواجهة المشاكل والتحديات التي تواجه صناعة السينما، التي لم تُعد موجودة لدينا من قبل".

وأكدت أنّ "جمعية السينما، غير ربحية، وحصلنا على موافقة من وزارة الثقافة وهيئة الأفلام أولاً، ووجودي على رأسها يُحملني مسؤولية ضخم في دعم الوسط الفني والمُضي قدماً للارتقاء بالقطاع، والمُشاركة في وضع تشريعات تضمن تطور الصناعة ورفع مستواها".

وتابعت أنّ الجمعية حالياً تبحث عن ممولين وداعمين جُدد من المؤسسات المختلفة، حيث يتعاون معهم مركز "إثراء" وهيئة الأفلام السعودية كشريكٍ أساسي، بجانب رعاة آخرين، منهم "نيون" ومؤسسة البحر الأحمر، لافتة إلى "البحث القائم حالياً عن سبل للتعاون مع مؤسسات أخرى سواء دولية أو محلية".

"لأنها أبدعت"

وتطرقت المخرجة السعودية هناء العمير، بالحديث إلى مُشاركتها في الإصدار الثاني من مبادرة "لأنها أبدعت" التي أطلقتها منصة "نتفليكس"، حيث تُشارك بمسلسلها "وساوس".

ورأت أنّ "اهتمام نتفليكس ومنحها مساحة خاصة لصانعات الأفلام العربية، مبادرة رائعة ومهمة وفي وقتٍ مناسب، خاصة بالتزامن مع الانفتاح الذي تشهده المملكة حالياً على مستوى الثقافة والفنون، كما أنّ تسليط الضوء على المُبدعات العربيات سيمنح المواهب الجديدة بالسعودية حالة من الحماس والإلهام، لذلك سعدت للغاية كوني جزءاً من هذه المبادرة".

ولفتت إلى تقارب عدد النساء والرجال داخل مواقع التصوير حالياً بالسعودية، واصفة ذلك بقولها: "توازن صحي ومطلوب، وكنا نفتقده حتى سنواتٍ قريبة"، مُشيرة إلى تجربتها في صناعة أحد الأفلام الوثائقية عام 2009، حيث كانت هي المرأة الوحيدة بين أكثر من 60 رجلاً داخل "اللوكيشن".

وتابعت "لم أكن أتخيل وجودي داخل موقع تصوير وسط هذا العدد من الرجال، ولولا شغفي وسيطرة الفن على تفكيري، لم أكن أنجز المشروع، وأعتقد أنّ هناك نماذج نسائية كثيرة كانت تأمل دخول الصناعة لكنها تفقد القدرة والصلابة على مواجهة هذه التحديات".

منصات البث الرقمي

وأكدت هناء العمير، أنها ليست متخوفة من مصير السينما أمام انتشار منصات البث الرقمي في الخليج والدول العربية، قائلة إنّ: "السينما باقية، ووجود المنصات لا يُمثل خطراً عليها، خاصة وأنّ تجربة المُشاهدة عبر هاتين الوسيلتين مُختلفة للغاية".

وأضافت أنّ "السينما حالياً صار بها وسائل حديثة تُزيد من حجم تعايش المُشاهد مع أحداث الفيلم المعروض، عكس المنصات"، لافتة إلى أنّ الجمهور السعودي لازال لديه حالة تعطش لدور العرض، لذلك تحظى بإقبال جماهيري كبير يومياً، وصارت جزءاً من روتين يومه الطبيعي

وأعتبرت أنّ "منصات البث الرقمي ساهمت في فتح الآفاق لأشكالٍ فنية أخرى، وتوفير مساحات للمسلسلات القصيرة متنوعة، دون تقديمها تحت قيود معينة".

 

الشرق نيوز السعودية في

15.12.2022

 
 
 
 
 

الجنائن المعلقة.. فيلم يعيد تشكيل السينما العراقية لوطن مزقته الحرب

خالد محمود

ينتمي المخرج أحمد ياسين الدراجي إلى جيل جديد يعيد تشكيل السينما العراقية، وفق رؤية اجتماعية مغايرة، وهو فى فيلمه الجديد "الجنائن المعلقة"، إنتاج عراقي مصري سعودي بريطاني، اختار قصة رمزية ليرويها عن العراق اليوم، وأراد بشدة العودة إليها، على الرغم من الصعوبات الكبيرة.. فصنع الأفلام هناك له نكهة الاكتشاف.

الدراجي أراد أن يطرح أسئلة ببساطة عن طريق سرد قصة جذابة من ناحية التعاطف الاجتماعي تنظر فيها الشخصيات إلى "ماذا لو؟"، ويتساءل الجمهور "ماذا أفعل في مكانهم؟"

أتى بممثلين صغار وجمع الطاقم الداعم من الحي الذي نشأ فيه وظهروا كشركاء فى مسألة الإبداع، قطعوا خطاً رفيعًا لنقل حقيقة قصة صبي بتفاصيلها الأكثر حميمية وتأثيرًا. والنتيجة تشهد على ما يتطلبه الأمر ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن للعيش بمعنى في عراق اليوم.

في أحداث الفيلم الذى عرض بمسابقة مهرجان البحر الأحمر وفاز بجائزة اليسر الذهبية، نتتبع قصته من خلال جامع قمامة صغير ويتيم يدعى أسعد "حسين جليل" يبلغ من العمر 12 عامًا، يجد في كيس نفايات من قاعدة أمريكية ببغداد ، دمية شقراء مثيرة جنسيا تدعى "شريك" سيليكون بالحجم الطبيعي حيث تلعب دورا مهما في الفيلم، فالدمية لها وجه تعبيري يتعرف فيه على صورة والدته التي لم يعرفها من قبل "يسميها سلوى ويعتني بها" ويستغلها ويعبر إلى منطقة حمراء محفوفة بالمخاطر؛ ليجد نفسه عالقًا في تبادل إطلاق النار بين قوى متعددة في عالم فقد فيه المدافعون عن الإنسانية قوتهم.

ويتحلى أسعد بالشجاعة التي يتطلبها ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن للعيش أيضا هو وأخيه طه 28 عاما "وسام ضياء" اللذان يكسبان لقمة العيش بالكاد من جمع القمامة في "الجنائن المعلقة" - اللقب المحلي لمقالب نفايات واسع في ضواحي بغداد، حيث يبحث عن الخردة القابلة للبيع، وخاصة الخردة المعدنية والبلاستيكية لإعادة التدوير، والتي يتم شراؤها من قبل تاجر القمامة "جواد الشكرجي" بعد أن أصبحوا أيتامًا بسبب الحرب .بالنسبة لأسعد، من الواضح أنها مغامرة أيضًا، حيث يبحث عن نفايات قواعد الجيش الأمريكي بشكل خاص.

وفي تتابع الأحداث، عندما يحضر أسعد الدمية إلى المنزل ويقدمها على أنها شيء من الجمال، يعتدي طه على أخيه الصغير أسعد يتراجع إلى الحدائق المعلقة ليصنع منزلًا جديدًا لنفسه واكتشافاته المعجزة، حيث اكتشف وصديقه أمير أن الدمية تستطيع التحدث، علموها لغة الإغراء باللغة العربية وجعلوها تعمل لصالحهم كعنصر إغراء للمراهقين وربحوا منها قبل أن يتم اختطاف الدمية ومطاردة أسعد.

في سياق السرد الدرامي المفعم بالمشاعر، يحذر طه اسعد قائلاً: "أنت سيء الحظ"، وما زال يشعر بالصدمة والكراهية للأحداث التي قتلت والديهما، لكن أسعد لا يكترث كثيرًا، يجني بالقليل من المال من خلال بيع أكثر الصور جاذبية؛ ما يثير غضب طه في نفس الوقت: "نحن بالكاد ننجو بالطريقة الحلال، وتريد إضافة هذا الحرام!".

بينما يؤمن سعد بعد استخدام الدمية أنه لن تظل الأمور كما هي لفترة طويلة، حيث قرر مواصلة استغلال العروسة الدمية لتقف أمامها طوابير طويلة من المشتاقين للقاء الشقراء الاصطناعية التى تبدو كمارلين مونرو، وعندما تختفي الدمية، يجب على أسعد أن يتصالح مع عواقب خطته المحفوفة بالمخاطر، فهو فتى لطيف يحلم بحياة أفضل ويحرص على كسب بعض المال. خططه حسنة النية، إذا كانت مشكوك فيها من الناحية الأخلاقية، ومن السهل فهم سبب المخاطرة بها. الحياة الحلال صعبة.

المخرج الدراجي، معالج بارع للوجوه والأماكن ، يتنقل بحرية بين المناظر الطبيعية العاطفية، ويوفر المرح والكآبة في أي لحظة واستحضر عنصر الخيال العلمي إلى الفيلم؛ ليحكي قصته الخاصة هنا؛ ليكتشف الجميع هذا العالم المختلف من خلال نفاياته مع هذه اللعبة الجنسية في كيس بلاستيكي.

فى الصورة ندرك إنه مجتمع أبوي للغاية، حيث يتحدث هذا الفيلم عن عدم التوازن - عن مجتمع تُجبر فيه النساء على الاختفاء. ويتسم الرجال بالعنف، وبمجرد خروج النساء من الصورة، يزداد الأمر سوءًا.

إنه فيلم مجازي للغاية ، ويمكن أن تمثل دمية الجنس هذه أشياء كثيرة: التأثير الأمريكي والرأسمالية، وكل هذه الحياة التي تحيط بنا، ولسنا مجهزين للتعامل معها حتى الآن

الطفل دون شك يمثل جيل العراق الجديد الذي ولد أثناء الغزو. تم العثور عليه في مكب النفايات بنفس الطريقة التي عثروا بها على آخر لاحقًا، ويذكرنا الفيلم بالواقعية الإيطالية الجديدة: طفل آخر يعيش وسط الدمار، ويبدو ان المخرج متأثر بتلك الواقعية استخدم الإضاءة الطبيعية فقط، ليتخطى هذا الخط الرفيع بين الواقع والخيال.

نحن أمام فيلم مؤثر يتناول موضوعات تجد ثقافتها العراقية من المحرمات في كثير من الأحيان.

وبينما لا يحاول المخرج أحمد ياسين الدراجي إثارة ضجة، من الواضح أيضًا أنه لا يخشى استكشاف الموضوعات التي غالبًا ما يُنظر إليها على أنها "من المحرمات" مع فيلمه الطويل الأول. الجنس والرغبة في الثروة المادية هما الموضوعان الرئيسيان في الحدائق المعلقة

غالبية الممثلين هم من السكان المحليين، ومن الواضح أن صانعي الأفلام يفهمون هذا العالم، وقد عاشوا فيه، ولديهم الرغبة في سرد القصص التي ربما لم يروها على الشاشة من قبل

ويقدم ضياء أداءً مذهلاً لمثل هذا الممثل الشاب. إنه يشعر وكأنه طفل لائق، ولديه تلك البراءة والطبيعة المفعمة بالحيوية، ولكن أيضًا لديه إحساس بالنضج؛ لأنه عاش حياة صعبة ومعرفة ما يعنيه النضال

مع اقتراب الفيلم من نهايته، مع احتراق الحدائق المعلقة، يكون رمزًا مؤثرًا وقويًا لمدى زوال التحرر من النضال بالنسبة لأولئك مثل أسعد، إنها تبدو وكأنها لحظة تشعر فيها بأن آخر بقايا براءته تتلاشى بعيدًا.

"الجنائن المعلقة" بداية مؤثرة وواثقة للغاية من الدراجي، على الرغم من فرضيتها التي تثير الدهشة. إنها قصة مؤثرة حقًا عن الروح الحرة للطفل والرغبة في إبعاد الصراع عن الحياة في العراق الذي مزقته الحرب، وهي بالتأكيد تستحق البحث عنها.

 

الشروق المصرية في

15.12.2022

 
 
 
 
 

"ع مفرق طريق": كوميديا غير مكتملة وتصوير أقرب إلى السياحة

نديم جرجوره

مأزقان اثنان يعاني لبنان تأثيراتهما السلبية، يمرّ "ع مفرق طريق" (2022) للمخرجة اللبنانية لارا سابا عليهما، من دون إطالةٍ، بل باختزال مُكثَّف، يكفي لقول موقفٍ واضح منهما، رغم نتائجهما الكارثيّة في البلد: سطوة نجوم/نجمات الدراما اللبنانية على كلّ مشروعٍ جديد، بما فيهم/فيهنّ من تشاوفٍ ونرجسية ولامبالاة وتعالٍ وجهلٍ في أصول المهنة، كما من انعدام سلوكٍ سويّ في الاشتغال؛ وتسلّط تجّار على مزارعين، من دون اكتراثٍ بغير مصالحهم الذاتية، لاهتمامهم الفاقع في تحقيق أرباحٍ مالية تتجاوز كلّ تخيّلٍ ومعقول.

لكنّ "ع مفرق طريق" غير معنيّ بتفكيك هذين المأزقين، لاهتمامه بسرد قصّة ممثل نجم يُدعى هادي نجم (شادي حداد)، يواجه ضغوطاً كثيرة في مهنته ونجوميته، كما في حياته اليومية رفقة والدته (هيام أبو شديد)، التي يُضيف اهتمامُها الكثير به ضغوطاً على أعصابه ونفسيّته. شابٌ وسيمٌ، يُسحر كثيراتٍ، لكنّه لا يُتقن فعل أشياء عدّة، تُعتبر عادية للغاية، لانتمائه إلى طبقة اجتماعية ميسورة، ولكونه ممثلاً مشهوراً. اختياره للقاء بابا الفاتيكان، مع ممثل أجنبي آخر، في إطار مشروع سينمائيّ يتناول سيرته الحياتية (يُفترض بهادي أنْ يؤدّي شخصية البابا شاباً، في حال اختير للدور، علماً أنّه مؤدّي شخصية المسيح في فيلمٍ سابق)، هذا الاختيار يُثير فيه حماسةً وحيويةً وفرحاً، لكنّه سيكون سبباً إضافياً (لعلّه مطلوبٌ) للهرب من المدينة وصخب المهنة والشهرة وضغط الوالدة، فينتقل إلى منطقة ريفية شمالية، ويلتقي صدفةً، بعد حادث سير مع راكبة درّاجة هوائية شابّة تُدعى سيلين (ربى زعرور)، 4 راهبات، ستكون الأم باولا (جوليا قصّار) بينهنّ عمّتها. الأخت ماري برنار (بيتي توتل) مسحورةٌ به، والأختان غابي (ميرنا مكرزل) وسيلستين (سينتيا كرم) تفرحان به. الراهبات الثلاث، باستثناء ماري برنار، يبدّلن عجلة سيارة هادي (فهو لا يعرف هذا إطلاقاً)، ويُقرّرن دعوته إلى الإقامة معهنّ في الدير، الذي تُقيم سيلين فيه أيضاً، بعد عودتها من فرنسا، إثر صدمةً نفسيةً (تكشفها سيلين لهادي لاحقاً).

التفاصيل الأخرى، في "ع مفرق طريق" ـ المعروض دولياً للمرّة الأولى في برنامج "روائع عربية"، في الدورة الثانية (1 ـ 10 ديسمبر/كانون الأول 2022) لمهرجان البحر الأحمر السينمائي ـ ترتكز على نَفَسٍ كوميديّ مُبسَّط للغاية، لمتابعة التغيّر النفسي لهادي نجم، قبل لقائه بابا الفاتيكان، وفي الوقت نفسه لمتابعة خروجه من مآزقه الحياتية والمهنية، باستعادة سكينةٍ وهدوء وسلام في ذاته وروحه.

لكنّ النَفَس الكوميديّ غير مُكتمل، وبعض الأداء مُبالغ به إلى درجة الافتعال، أحياناً. كما أنّه غير مُثير للضحك دائماً، باستثناء لقطات قليلة، إضافةً إلى الشخصية الطريفة لصاحبة الفرن، التي تؤدّيها جوزيان بولس، مع عجزها عن إتقان اللهجة الشمالية كما يجب (الأفضل عدم فرض هذه اللهجة، لصعوبة إتقانها أصلاً، علماً أنّ اعتمادها غير الموفَّق يُراد منه تحديد الجغرافيا، الذي لن يهتمّ به أي مُشاهد غير لبناني، وربما اللبناني أيضاً). بالإضافة إلى حيوية المُزارع (نقولا دانيال)، الذي سيتعرّف على هادي نجم لكونه (هادي) يلعب مع ابنه في طفولة ومراهقة سابقتين، رغم أنّ لقاءهما الأوّل (المُزارع والممثل) حاصلٌ فور وصول الراهبات وسيلين وهادي إلى الباحة الكبيرة، وطَلَبُ الأم باولا منه تصليح عجلة سيارة النجم المشهور، من دون أنْ يعرفه، وهذه زلّة درامية.

هادي نجم نفسه غير مُعبِّر عن معرفته بالمنطقة التي يُفترض به أنْ يمضي فيها أعواماً من حياته، كما يقول المُزارع. لكنّه (نجم) سيمضي أياماً عدّة فيها، بين راهباتٍ في دير، يزورهنّ كاهن يقترب من الشيخوخة (رفعت طربية، الذي يُبالغ في أداء دوره، خاصة بالنسبة إلى النبرة والحركة). سيتعرّف على سيلين أكثر، التي تعاني آثار صدمةٍ (منبثقة من أحد مآزق العمل في الغرب)، ستخرج منها بفضل علاقتها بهادي، واستراحتها في الدير والطبيعة المحيطة به. أما كيفية سفر الممثل إلى الفاتيكان، وعودته منها (لقطتان في مطار بيروت)، فيُراد منهما أنْ يزيدا جرعةً إضافية من الضحك، لكنّها (الجرعة) غير موفّقة، وفيها استخفافٌ بعقل المُشاهِد، لعدم واقعيّتها (وهذا يُمكن التغاضي عنه)، ولعدم اشتغالها بشكلٍ أفضل سينمائياً وتمثيلاً، رغم أنّ الهدف منها (الجرعة الإضافية) مزيدٌ من الضحك، غير الموجود إلا نادراً جداً، قياساً بمعنى الكوميديا وثقافتها.

كلّ شيءٍ هادئ وجميل وفَرِح في "ع مفرق طريق" (كتابة جوزفين حبشي)، باستثناء المأزقين (العمل في الدراما اللبنانية وتعامل التجّار مع المُزارعين) وصدمة سيلين. كلّ شيءٍ سلسٍ وطبيعي في فيلمٍ (تبدأ عروضه التجارية اللبنانية في 15 ديسمبر/كانون الأول 2022)، يُروَّج له بكونه "قصيدة بصرية تُبرز لبنان الجمال نقيضاً لبشاعة الزمن" (الملف الصحافي)، وتوصف الكوميديا فيه بأنّها "نظيفة وراقية وعفوية". للفيلم حقٌّ في ترويجٍ كهذا، وإنْ يكن غير صحيح؛ وللمُشاهد حقّ في التمتّع بهذه الكوميديا، إنْ يعثر عليها، وفي هذا الجمال المناقض للبشاعة، إنْ يشعر بهما (الجمال والبشاعة) في بلدٍ يغيب فيه كلّ جمال، حتّى في طبيعته "الجميلة"، فطالما أنّ روح البلد معطوبةٌ، سيغيب كلّ جمالٍ عنه. لكنّ المُنجز البصري هذا يصعب أنْ يكون فيلماً لمخرجةٍ (لارا سابا)، لها "قصّة ثواني" (2012)، الأهمّ درامياً وجمالياً، والأفضل فنياً واشتغالات، والأجمل والأصدق سردياً.

محاولة إبراز الجمال في طبيعة لبنان الشمالي (مدير التصوير جوني أبي فارس) تتمثّل، في جانبٍ منها، بتصوير الطبيعة نفسها، جبلاً وودياناً وفضاءات، بلقطاتٍ تقترب كثيراً من صورة سياحية للبلد (بطاقة بريدية)، ما يُبعد الفيلم عن الصورة السينمائية. الابتسامات الكثيرة للراهبات، وطريقة تعاطيهنّ مع الممثل المشهور، وتعاطي صاحبة الفرن معه أيضاً، تقترب من الكاريكاتورية أحياناً، ما يُسقِط الفعل التمثيلي عن الأداء السينمائي. إكثار الضحك عند بعض الشخصيات غير مُفيدٍ، دائماً، في إبراز النَفس الكوميدي المطلوب، فالإضحاك يُثيره أداءٌ وموقف وسلوك للشخصيات، لا في أنْ تضحك الشخصيات نفسها، بوفرةٍ غير محتَمَلة أحياناً.

"ع مفرق طريق" فيلمٌ لبناني جديد، فقط لا غير. عروضه التجارية اللبنانية، السابقة على عروضٍ عربية وغير عربية في الأسابيع القليلة المقبلة، كفيلةٌ بتبيان مدى تمكّن هذه "القصيدة البصرية" و"الكوميديا النظيفة والراقية والعفوية" من إثارة حشرية أناسٍ يُعانون أهوالاً ومصائب، وينفضّون عن كلّ فعلٍ عمليّ لمواجهة تنانين "البشاعة". لعلّ المناظر الطبيعية السياحية ستمنحهم شيئاً من "هدوء وسكينة وسلام"، تُشبه ما يُفترض بهادي نجم أنْ يشعر به. أو لعلّها لن تمنحهم شيئاً.

 

العربي الجديد اللندنية في

15.12.2022

 
 
 
 
 

شادي حداد: "ع مفرق طريق" عمل سينمائي انساني

البلاد/ مسافات

عبَّر النجم اللبناني شادي حداد، بطل فيلم "ع مفرق طريق"، الذي عُرض خلال الأيام الماضية بالنسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر، عن سعادته بردود الأفعال حول الفيلم الجديد، الذي قدَّمه بمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين تحت إدارة لارا سابا.

وقال شادي إن الفيلم كان كالعلاج النفسي لفريق العمل خلال فترة التصوير، التي تزامنت مع الكثير من الأزمات التي مر بها لبنان والمنطقة بشكل عام، لافتاً إلى أن تصوير الفيلم في جبال لبنان والطبيعة الخلابة كان له بالغ الأثر على فريق العمل، الذي شعر بأنه كان بحاجة إلى تلك الأجواء.

وذكر أنه حين تلقى السيناريو والفكرة من المخرجة لارا سابا والمؤلفة جوزفين حبشي شعر بأنه مختلف تماماً، وبه الكثير من المشاعر الإنسانية، التي لو قدمت في عمل سينمائي فسيكون مختلفاً، وهو ما تم بالفعل.

 

البلاد البحرينية في

15.12.2022

 
 
 
 
 

محمد قناوي يكتب:

الأقصر والبحر الأحمر

الملاحظة الأساسية على بعض المهرجانات المصرية أنها لا تكترث لفكرة الجمهور المستهدف، أو شرائح المتلقين الذين يريد المهرجان أن يستقطبهم من أجل الحضور، والمشاهدة والتفاعل، ومن يقيم مهرجانا سينمائيا لا يحضره جمهور المدينة التى يقام فيها فمن الأولى أن يُغلق أبوابه، بعد أن فقد المهرجان أول أهداف وجوده ، فالمهرجانات صُنعت من أجل جمهور للاطلاع على ثقافات مختلفة ومتنوعة لا تحققها عروض الأفلام التجارية طوال العام، وقبل أيام حضرت فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى بجدة بالمملكة العربية السعودية فى نسخته الثانية وظهر واضحا حرص إدارة المهرجان على التواصل بصورة أكبر من الدورة الأولى مع جمهور وأهل جدة ليكونوا جزءا من الحدث السينمائى ومتابعة أفلامه وحضور جلساته الحوارية مع نجوم العالم ومتابعة مناقشته السينمائية، وقد ظهر واضحا حالة التفاعل والاندماج بين أهل جدة وبين أفلام وفعاليات المهرجان وتمت ترجمة ذلك بامتلاء قاعات العروض والندوات سواء فى الفندق مقر المهرجان أو شاشات السينما المتعددة فى «رد سى مول» ، ولم يقتصر الجمهور على أهل المدينة بل وصل إلى طلاب المعاهد والأكاديميات السينمائية التى تم افتتاحها فى المملكة العربية السعودية خلال السنوات الأخيرة ، الذين حولوا  قاعات وطرقات المهرجان إلى ما يشبه خلية نحل مليئة بالمناقشات فحقق المهرجان الهدف الرئيسى منه، وهو تحقيق التواصل مع الجمهور والدارسين والصُناع.

فى المقابل لفت انتباهى الخطوة التى اتخذها صُناع مهرجان الأقصر للسينما الافريقية بالتواصل المبكر مع أهل مدينة الأقصر لحضور فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان التى تعقد خلال شهر فبراير القادم - وبالمناسبة هذه الخطوة ليست جديدة  فمنذ دورته الأولى هناك تواصل بين المهرجان وطلاب المدارس ومراكز الشباب وأهل المدينة لحضور المهرجان وهم الذين تمتلئ بهم قاعات قصر الثقافة ومركز المؤتمرات والمكتبة العامة التى تقام فيها عروض المهرجان - حيث عُقد قبل أيام قليلة لقاء ضم السيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر، والمخرجة عزة الحسينى مدير المهرجان مع صلاح رشوان مدير عام مديرية الشباب والرياضة بالاقصر، ود.محمد عبد الوهاب وكيل المديرية للرياضة، وتم الاتفاق على حضور جمهور من مراكز الشباب على مستوى محافظة الأقصر لتغطية المهرجان وحضور الفعاليات، وهذه خطوة مهمة لربط المهرجان بشباب محافظة الاقصر، واعتقد أنها لن تكون الأخيرة فهناك ترتيبات لعمل برنامج لأفلام المهرجان بجامعة الأقصر، وترتيبات أخرى لحضور طلاب المدارس الإعدادية والثانوية للمهرجان مثل كل عام.

لا شك ان الحضور الجماهيرى للأفلام والفعاليات يجذب الأضواء، لانه يعطى رونقا خاصا للمهرجان ويساهم بلا شك فى تحقيق النجاح المأمول.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

16.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004