ملفات خاصة

 
 
 

جاكي تشان متحدّثاً عن سيرته السينمائية في "البحر الأحمر":

"بوم بوم كيك كيك"… هذا هو أسلوبي الذي فرضته على هوليوود!

هوفيك حبشيان

البحر الأحمر السينمائي الدولي

الدورة الثانية

   
 
 
 
 
 
 

همروجة صغيرة داخل احدى صالات "#مهرجان البحر الأحمر" (1 - 10 الجاري). المناسبة: مشاركة #جاكي تشان في جلسة حوارية. كثر من هواة هذا الرجل الذي جمع الحركة بالطرافة جاؤوا ليصفقوا له. هناك فرق كبير بين ان تشاهده على الشاشة وان تسمعه يتحدّث عن تجربته ال#سينمائية في جلسة حية. الفضول لاكتشاف المستوى الفكري لرجل ارتبط اسمه بفن شعبي وجماهيري، هو الذي دفعني للذهاب إلى الجلسة. الدقائق الأربعون التي استغرقها اللقاء مع الفنان الستيني، كانت محاولة للرد على هذا الفضول. بدا تشان طريفاً، ذكياً، عفوياً، يعرف ماذا يريد، يغنّي ويستعرض ويشرح مستخدماً الإيماء. حركته متواصلة، حسه ترفيهي بالفطرة، عقله متجدد رغم 150 فيلماً في سجله.

استهل اللقاء بطفولة تشان الذي بدأ مسيرته المهنية في عمر مبكر. أُرسِل إلى الأكاديمية الصينية للدراما وتعلّم فنون القتال وهو لا يزال في السادسة. تسأله ريّا أبي راشد التي تدير الحوار اذا كان أصل رغبته في التمثيل يعود إلى تلك الفترة. يرد تشان بضحكة: "كنت أريد ان أكون حارساً يقف على باب نوادي الليل أو مرافقاً. أعتقدت ان هذا أمر مسلٍّ وظريف”. لكن الأشياء في حياة تشان تغيرت مع الزمن، وصولاً إلى انه بات ينتقل في جدة مع ستة مرافقين. في الثامنة، أراد إنجاز فيلم، ثم أدرك ان صندوق الغداء أهم. لم تكن يده تطال الأكل، أما خلال تصوير الأفلام، فكان الأكل متوافراً. لهذا أحب دخول "بزنس" السينما. ليأكل؟ بلى، ليأكل! ضحك الجميع على تلك القصّة، فأخذ تشان نفَساً عميقاً سمعته رغم وجودي على بضعة أمتار منه، وقال: "هل تعلمون كم كنت فقيراً آنذاك؟". ثم، مزح عن أحوال المدرسة بين الماضي والحاضر، بحركات إيمائية للكمات التي كان يسددها للإستاذ. "اليوم كلّ شيء تغير"، يقول تشان، "يضرب طالب رفيقه، فيرفع ضده قضية في المحكمة".

عند بلوغه الثامنة عشرة، ظهر جاكي تشان في فيلم "قبضة الغضب"، مع بروس لي. رداً على سؤال عمّا اذا كان بروس لي قدوة في طفولته، ذكر تشان بالأحرى باستر كيتون وتشارلي شابلن اللذين أدهشاه. قبل ان يقول، بصوت عال أقرب إلى الصراخ: "صدقاً، ما كان يقدّمه بروس لي في أفلامه، كنت أعرفه جيداً. كنت أمارسه يومياً! ولكنه أول مَن استخدم هذه التقنيات ووضعها في أفلامه. الجميع اعتقد انها من اختراعه. لا! هذه اختُرِعت قبل آلاف ملايين السنوات. في ذلك الوقت، كنت أعمل بديلاً في الأفلام. لم يكن حتى في وسعي الاقتراب من بروس لي. عند وجوده على البلاتو، كان هناك مئات البدلاء من حوله. كنّا نراقبه من بعيد ونقول "واو"! كنت أقبض ثمانين سنتاً في اليوم. كان هذا قبل خمسين عاماً… يا إلهي… خمسون عاماً، أتكلّم عن خمسين عاماً".

بالكثير من حركات التقليد والإيماء والاستعراض الهزلي، روى جاكي تشان تفاصيل مشاركاته كبديل في أفلام من تمثيل بروس لي. وفي كلّ مرة كان ينهض من على كرسيه، ليستعيد أشياء حدثت قبل نصف قرن أو أكثر، لكنه يرويها كما لو حدثت أمس، بحماسة شديدة وبشيء من السخرية. والجمهور يضحك بملء أسنانه.

لا يفصل جاكي تشان قدراته القتالية عن موهبته الكوميدية: "بعد موت بروس لي، لاحت حاجة للنجوم. لا أحد كان يهتم بموهبة التمثيل، ما دمت تجيد فنون القتال". روى انه عانى في بداياته من المقارنة ببروس لي. كان المخرج يطلب منه تقليده، إلى ان صرخ في وجهه: لا، أنا لستُ بروس لي. لا أحد يستطيع ان يكون بروس لي. لكن المخرج أصرّ انه البروس لي الجديد. وعندما خرج الفيلم رأى الملصق فخاب أمله. كان اسم بروس لي بالأحرف الكبيرة واسمه كان بالكاد يُقرأ.

يعتقد جاكي تشان ان الجمهور ليس غبياً ولا يمكن خداعه. مقارنته ببروس لي جعلته يفكّر كيف يكون نفسه. كيف يصبح جاكي تشان. فعدد جملة التقنيات التي عدّلها. استبدل الضربة الدنيا بالعليا، وبدأ يفعل عكس ما كان يفعله بروس لي. هكذا أصبح نفسه. مرة بعد مرة، فرض اسلوبه. لكن، في هوليوود، قيل له: لمَ هذه السرعة في تسديد الضربات، تكفي ضربة "بوم" واحدة، بدلاً من الـ"با با با با". علّق قائلاً: "ضربة واحدة؟ هذه سهلة جداً. سألتُ المخرج: هل تريدني ان أضرب ضربة واحدة طوال الفيلم؟ فأخبرته انه الأفضل لي ان أعود إلى بلادي. لكن، انظروا اليوم: كلّ هوليوود تفعل ما كنت أفعله من "با با با با با".

تناول تشان محدودية فيلم الحركة. "الضرب واللكم ليسا كلّ شيء. اذا لم تستخدم كرسياً خلال العراك، يصبح الأمر مملاً. فعلتُ الكثير في أفلامي: الكوميديا والقفز من أماكن عالية والمَشاهد الخطرة. هذا أسلوبي".

عن هوليوود ورغبته في الذهاب اليها في بداياته، رغم شهرته الواسعة في آسيا، قال تشان انها كانت قبلة فنانين أمثاله. الجميع كان يحلم بها. روى انه أمضى تسعة أشهر وهو يتعلّم الإنكليزية ولم يكن له الوقت ليتمرّن. لا يزال يتذكّر كيف في كلّ مرة كان ينتهي فيها تصوير مشهد، يفرح المخرج لنطقه الجيد للإنكليزية متجاهلاً جودة مَشاهد القتال. لم يكن يتحدّث سوى القليل من الإنكليزية، ومع ذلك يتلقى التهاني عليها، في المقابل لا أحد كان يكترث للـ"أكشن" الذي يقدّمه. وكان هذا يثير جنونه. شرح على نحو ظريف جداً، كيف قضى على أحد الممثّلين ببضعة "بوم بوم" و"كيك كيك"، رغم ان الأخير كان يطالب بالمزيد.

إنكليزيته الرديئة وعدم اعحاب البعض بأسلوبه، جعلاه يفكّر في الابتعاد عن هوليوود والاستمتاع بنجاحاته في آسيا. أحد الأشياء التي كانت تزعجه فشله في تسلّم أدوار غير دور الشرطي؛ شرطي من ماكاو أو هونغ كونغ أو الصين. كان هذا تكراراً بليداً يغلق في وجهه باب الطموحات. سأل: "هل لي ان أجسّد شيئاً آخر غير الشرطي؟". فقيل له: "لا". وهو يروي هذا الفصل من سيرته، صرخ أحدهم من بين الحضور: "جاكي، لقد نلتَ الـ"أوسكار"، تهانينا لك!"، دعماً له وفي إشارة إلى "أوسكار" الفخرية التي نالها قبل ستّ سنوات. "ثم، ذات يوم اقترح عليّ مدير أعمالي سيناريو "ساعة الذروة"، أول شيء أوضحتُه له أني لن ألعب دور شرطي من هونغ كونغ مجدداً. فترجاني ان تكون هذه آخر مرة. قال لي ان الشرطي في هذا الفيلم ليس صينياً من مواليد أميركا، بل يأتي من هونغ كونغ ولا يتحدّث الإنكليزية بطلاقة والدور كُتِب خصيصاً لي. عندما انتهيتُ من تصوير الفيلم، قلتُ لمدير أعمالي ان هذا العمل سيكون الأخير لي في هوليوود، ولن أعود اليها مجدداً. صدقاً، كنت أعتقد ان الفيلم سيحظى باستقبال سيئ. لكن، فجأة، تلقيتُ اتصالاً من المخرج وهو يصرخ من البهجة ويبلغني ان الفيلم حقق 70 مليوناً في أول ويك أند عرض. لم أكن أفهم ماذا تعني هذه الأرقام. ثم، صوّرنا أجزاء أخرى للفيلم، والآن نحن نتحدّث عن جزء رابع".

يؤمن تشان بأن الفنّان يجب ان يكون متعدد الموهبة. طوال ستين سنة تعلّم الكثير، ممّا يجعله اليوم يستخدم كاميرا في موقع التصوير ويساهم في المونتاج ويكتب السيناريوات. "لا يكفي ان تكون ممثّلاً. عليك ان تعرف أشياء عدة. هناك الكثير من ممثّلي أفلام الحركة. لماذا أنا أفضل من غيري؟ لأنني أعرف كيف استخدم تقنيات السينما وكيفية اختيار الزوايا المتعددة لأحسّن من مشَاهد الحركة. وعندما أعود إلى البيت ليلاً، أنكب على المونتاج. بعض نجوم أفلام الحركة يقومون بعملهم، ثم يذهبون إلى البيت للنوم ويتركون المونتاج لمونتير لا يكترث. أنا أبقى طوال الوقت داخل غرفة المونتاج، واذا كان هناك من خلل ما، أعود لتصوير المشهد مجدداً. كلّ فيلم أنجزه هو طفل لي".

كشف تشان خلال اللقاء ان المخرج مايكل مان دعم ترشيحه لنيل جائزة "أوسكار" فخرية عن مجمل أعماله، وانه لم يكن ليصدق خبر نيله الجائزة المهيبة عندما تم الاتصال به: "كنت أصوّر وتلقيتُ اتصالاً فقيل لي إنني سأتسلم "أوسكاراً"، فأخبرتُ المتّصل ان لا فيلم مرشّحاً لي، ثم اعتقدتُ ان المطلوب مني تسليم "أوسكار" لأحد الفائزين. طُلب منّي عدم اخبار أحد لـ24 ساعة، وبعد مرور تلك المهلة قرأتُ الخبر في الصحف وبدأتُ أتلقّى التهاني. كان هذا أشبه بحلم. لا ممثّل يعمل في سينما الحركة ينالها عادةً. عندما قابلتُ رئيس الـ"أوسكار"، سألته "لماذا أنا؟". فعلمتُ ان هناك 50 عضواً ضمن لجنة يرشّحون فناناً. هكذا اكتشفتُ ان مايكل مان اقترح اسمي وتم التوافق عليه بالاجماع، وكان هذا يحدث للمرة الأولى في تاريخ الجائزة".

حكى تشان انه كان يُطلب اليه، خلال جولات الترويج الدولية لأفلامه، ان يستعرض حركات قتالية، وكان يستجيب. "في أحد الأيام، هجم عليّ أحدهم، ثم قال لي: "هيّا، دافع عن نفسك!"، فدافعتُ عن نفسي، قبل ان يترجاني ان أتوقّف. مدير أعمالي طلب مني ألا أفعل هذا النوع من الأعمال الخطرة مرةً أخرى. بعد فترة، طلب إليّ أحد أصدقائي ان أغنّي. هذا ولّد فيّ الرغبة في الغناء. والآن، أينما أذهب، ما عاد أحد يطلب مني حركات قتال بل يطلبون مني الغناء، فأستجيب. لا عمر للغناء. تستطيع ان تغنّي حتى في الثمانين والتسعين".

لا يزال لجاكي تشان الكثير من المشاريع يأمل تحقيقها في السنوات العشر المقبلة، معظم تلك المشاريع هي نصوص يود أفلمتها. أحد هذه الأفلام يجمعه بطير. فقط هو والطير. فيلم آخر سينجزه على الأرجح العام المقبل وهو عن علاقة جد بباندا. وطبعاً، سيلعب تشان دور الجد.

 

النهار اللبنانية في

15.12.2022

 
 
 
 
 

آدم بيسا بطل "حرقة": جسدت "بوعزيزي" ولم أخش الجرعة السياسية

تناول الفيلم المعاناة ضد الفساد بإنسانية ودور الفن تغيير المجتمع

نجلاء أبو النجا 

الجرأة هي السمة الغالبة على السينما التونسية، وفي فيلم "حرقة" كانت هناك رسائل صريحة ضد الظلم وانتهاك المواطن البسيط، قدمها ببراعة المخرج المصري - الأميركي لطفي ناثان، ولعب الممثل التونسي الشاب آدم بيسا دور "علي" الشاب المقهور الذي يجد نفسه فجأةً مسؤولاً عن شقيقتيه الصغيرتين بعد وفاة والده الذي ترك له تركة هائلة من الديون، ويحاول الشاب بيع الغاز، لكنه يواجه سلسلة من الفساد متجسدة في الإتاوات والتعنت ضد حصول الفقير على لقمة العيش. وفي النهاية، وبعد محاولات كثيرة لمواجهة الظلم، لا يجد مفراً من حرق نفسه أمام الجميع اعتراضاً على ما يتعرض له الفقير المعدم، وفي مشهد مأسوي يدمي القلوب يحترق الشاب وسط الشارع ولا يحرك أي شخص ساكناً في إشارة واضحة لعدم القدرة على الاعتراض أو حتى الصراخ.

والفيلم يدور بعد 10 سنوات من وفاة الشاب التونسي محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه بعد صدام سيطر فيه الظلم من قبل الشرطة والمسؤولين في تونس، ليشير بكل شفافية لعدم جدوى الثورة أو الحديث عن التغيير وتسيد الاستسلام من الناس المتعايشة مع منظومة الفساد.

وعرض الفيلم في مهرجان "كان" السينمائي بنسخته الأخيرة في قسم "نظرة ما"، وحصل آدم بيسا على جائزة أفضل ممثل، وكذلك أحدث الفيلم ردود فعل كبيرة أثناء عرضه في مهرجان البحر الأحمر السينمائي بدورته الثانية، ليحصل آدم كذلك على جائزة أفضل ممثل.

محاربة الفساد

التقت "اندبندنت عربية" آدم بيسا، حيث تحدث عن مشاركته بالعمل وردود الفعل، ورسالته، والتعاون مع مخرج غير تونسي في ما يخص قضايا تونسية ملتهبة لها علاقة بالمواطن البسيط.

وقال بيسا إنه سعيد بمشاركته في مهرجان البحر الأحمر السينمائي وزيارته السعودية، وانتابته فرحة غير عادية من الاستنارة والتلقي والحفاوة التي قابل بها الجمهور العربي والسعودي والعالمي الفيلم على رغم تعبيره عن شأن تونسي داخلي، لكنه يمس كل عربي مهموم بالتغيير ومحاربة الفساد.

وأضاف بيسا أنه لم يدهش من التفاعل الكبير لكون الفيلم إنسانياً من الدرجة الأولى ويعالج قضية محلية يرى فيها المواطن العربي نفسه جزءاً منها. وتابع، "لا تحتاج المشاعر الصادقة إلى وسيط، ولا تجد عقبة في الوصول إلى القلوب والعقول طالما القضية حقيقية وواقعية وتوضح ظلماً يعرفه الجميع وتناقش فساداً يحتاج إلى وقفة".

وقال الممثل التونسي إنه أحب التمثيل منذ صغره على رغم أنه لم يدرسه بشكل أكاديمي، لكنه قرأ كثيراً عنه وتدرب على يد متخصصين، حتى ترشح لأفلام عدة، كان منها فيلم "حرقة"، مشيراً إلى أن مخرج الفيلم لم يلتقه في البداية وجهاً لوجه، لكنه قابله عبر تطبيق "زووم"، وكان ذلك وقت تفشي فيروس كورونا، وتم التحضير للفيلم والتصوير خلال أشهر قليلة بعد اقتناع المخرج به.

وأضاف آدم أنه تفاعل كثيراً مع القصة ومعاناة الشاب الفقير بائع الغاز الذي يعاني الأمرين في الحصول على لقمة عيشه ومواجهة الفقر من جهة، والفساد والظلم من جهات أخرى.

مستوحى من بوعزيزي

وأوضح أن الفيلم بالفعل مستوحى من قصة بوعزيزي مفجر الثورة التونسية، ولم يخش أن يقدم فيلماً به هذه الجرعة السياسية الضخمة والتي تحمل مواجهة قوية واتهاماً لا يقبل المناقشة لكل الفاسدين، وقال، "لم أخش تقديم فيلم بهذه الجرأة، فالفنان صوت من لا صوت له، ولا يمكن أن يتخلى عن قضايا وطنه ومواطنيه، ولعل الفيلم رسالة تؤكد استمرار الفساد واحتياج الجميع للوقوف في وجهه، ويكفي أن نعرف أن هناك أكثر من 100 شاب تونسي حرق نفسه بعد بوعزيزي".

رؤية محايدة

وعن عمله مع المخرج المصري - الأميركي لطفي ناثان وكونه غير تونسي ما قد يراه البعض بعيداً من قضايا المجتمع، قال، "بالعكس، مثل ذلك الشخص ينظر بشكل شامل ويقدم رؤية صريحة ومحايدة وعادلة، وهو أبرز ما يميز مخرج الفيلم، فالرؤية الخارجية قد تكون الأفضل لأنه رأى من بعيد كل شيء واستطاع التعبير بحيادية وشفافية وبشكل فني رائع أعجب كل من شاهد الفيلم. وهو صاحب رؤية رائعة وموهوب".

ويرى بيسا أن دور الفن هو تغيير المجتمع قائلاً، "تحمست جداً عندما قابلت مخرجة مصرية أوضحت لي أن هناك فيلماً غير القانون في مصر وهو فيلم (أريد حلاً)، ولهذا فالفن ليس دوره فقط الترفيه، لكن طرح القضايا ومحاولة التغيير وشحن الوعي الخاص بالمواطنين والتعبير عن القضايا الإنسانية".

قسوة النهاية

وعن قسوة مشهد النهاية كشف بيسا عن أن الشاب حرق نفسه ولم يتحرك الناس، وهذا قد يصدر فكرة عدم وجود أمل من الصراخ في هذه الفترة، واستمرارية الظلم واستشرائه بشكل أكبر حتى من فكرة الاعتراض الفردي مهما كان قاسياً وموجعاً.

ونبه أنه يحب تقديم الشخصيات المؤثرة والملهمة التي تمس الناس. وقال إنه ابن الثورة والقومية العربية، وتعايش مع الشخصية بشكل فعلي وتلاحم مع الناس أشهر عدة قبل تصوير الفيلم.

وكشف آدم عن أن الفيلم حقق رد فعل عالمياً خلال عرضه في مهرجانات عالمية وشعر الناس بمأساة الشخص العربي.

سعداء والموصل

وحول مشواره الفني بالسينما العالمية والعربية كشف بيسا عن أنه قدم فيلم "سعداء" مع المخرجة الجزائرية صوفيا جاما، وهو فيلم فرنسي - جزائري أنتج عام 2017، ومن بطولة كل من سامي بوعجيلة ولينا خضري وفوزي بنسعيدي ونادية قاسي وأمين لنصاري. وتجري أحداث الفيلم في الجزائر بعد سنوات على انتهاء الحرب الأهلية، وعرض الفيلم بمهرجانات عالمية، وحصل على كثير من الجوائز، وبعدها تعرف عليه بعض صناع السينما العالمية وقدم فيلم "الموصل"، وهو فيلم أكشن أميركي من إخراج ماتيو مايكل كارنهان وبطولة سهيل دباش وإسحق إلياس، وتم عرضه يوم 26 نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 على منصة "نتفليكس".

وفيلم "الموصل" مقتبس من تحقيق صحافي نشر بإحدى الصحف الأميركية، عن عناصر من قوات الشرطة العراقية يقررون الانشقاق عن مهامهم ومقاتلة تنظيم "داعش" الإرهابي، ويأتي كل ذلك في صراع من أجل إنقاذ مدينتهم الموصل من بطش عناصر التنظيم.

ثم قدم فيلم "ثور" وجسد دور رئيس مع النجم العالمي كريس هيمسورث، ولم يقدم دور غير عربي، بل شخصية عادية، ورفض في البداية أن ينحصر في دور عربي أو إرهابي. وأشار إلى أن نظرة الغرب للممثل العربي اختلفت كثيراً ويرون أنه قادم بقوة، وهو الذي سيخلف الممثل الأميركي والإيطالي قريباً جداً.

 

الـ The Independent  في

17.12.2022

 
 
 
 
 

رانبير كابور: منفتح على التصوير في السعودية مثل شاروخان

البلاد/ طارق البحار

بعد شاروخان وأكشاي كومار وبريانكا شوبرا وكارينا كابور وسيف علي خان، حضر النجم الهندي المحبوب رانبير كابور ضمن ضيوف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي أخيرا ضمن جلسة حوارية جماهيرية، ويعد النجم من عائلة فنية، فهو ابن الأسطورة الراحل ريشي كابور والممثلة الكبيرة نيتو كابور، وقام المهرجان هذا العام بتكريمه بحصوله على الجائزة الفخرية من مجلة فارايتي الدولية.

وشارك نجم السينما الهندية رانبير كابور في الكثير من المناقشات هذا العام في الجلسة حول فيلمي "براهماسترا" و ”شمشيرا"في الجلسة الخاصة في سينمات فوكس بجدة وقال إنه من خلال "Shamshera"، عاد إلى الشاشة الكبيرة بعد ما يقرب من 4 سنوات، وتحدث عن أول ظهور له في هوليوود وقال: "أنا مرتاح جدا لعمل أفلام بلغتي، لأنني أعرفها جيدا، وفي الوقت الحاضر، أحصل على عروض جيدة جدا من مجال عملي، وفي مثل هذه الحالة لا يمكنني تركها وأنا راض تماما عنها، لهذا السبب لا أفكر كثيرا في المستقبل“، ويمكن الاستدلال بوضوح من بيان رانبير كابور هذا على أنه في الوقت الحالي، لا يهتم بظهوره الأول في هوليوود، خصوصا أن زوجته ممثلة بوليوود علياء بهات ستظهر قريبا لأول مرة في هوليوود من خلال فيلم "The Heart of Stone“.

خلال الجلسة الحوارية بالبحر الأحمر السينمائي الدولي، أخبر رانبير أنه مهتم جدا بإخراج الأفلام، لكنه يجد عمل كتابة الأفلام ”متعبا“ للغاية، وقال للجمهور: "لطالما أردت إنتاج أفلام، لكن ليس لدي الشجاعة لكتابة نصوصها، سيكون إخراج الأفلام أحد خططي في السنوات الـ 10 المقبلة“.

وتحدث أيضا في الجلسة عن مؤثراته التكوينية بالسينما مثل جده، الذي جسد شخصية متشردة في Chaplinesque، ودروس التمثيل في مسرح Lee Strasberg ومعهد السينما في نيويورك، وتعلم حرفته كمساعد للمخرج سانجاي ليلا بهنسالي، وتذكر للجمهور نصيحة من المخرج عامر خان بالسفر إلى الهند دون الكشف عن هويته، قبل أن يصبح مشهورا من أجل فهم بلاده.

ناقش صداقته وعلاقة العمل الوثيقة مع أيان موكرجي، بعد أن عمل على فيلمه الشهير لعام 2022 "Brahmastra Part One: Shiva"، وفي الأعمال السابقة مثل "Wake Up Sid" و "Yeh Jawaani Hai Deewani“.

ووصف متطلبات طريقة التمثيل والجهد وأحيانا الانزعاج الشخصي الكبير المرتبط بالأطراف الاصطناعية المعقدة المطلوبة لأدوار مثل فيلم السيرة الذاتية "سانجو" للعام 2018، والذي لعب فيه لحظات مختلفة في حياة الممثل سانجاي دوت الذي مزقته الفضائح والملحمة التاريخية للعام 2022 "شمشيرا" التي تحمل من أجلها لحية مزيفة في حرارة الصحراء الحارقة، وتناول كابور أيضا تخبطاته، وكشف عن أن أكبر خيبة أمل له كانت الخيال الموسيقي للعام 2017 "Jagga Jasoos"، الذي قال إنه كان مشروعا شغوفا.

وكشف الممثل عن أنه منفتح على التصوير في أي مكان في العالم وسيكون مهتما بالتصوير في المملكة العربية السعودية، مستشهدا بمثال الممثل شاروخان الذي قام أخيرا بتصوير فيلم "Dunki" القادم في الصحراء السعودية، من إخراج راجكومار هيراني.

كان أول ظهورٍ لكابور في فيلم التراجيديا الرومانية "ساواريا" (2007) وأصبح نجمًا عالميًا بعد فيلم "روكستار" (2011) وفيلم "بارفي" حيث لعب دور الأصم الأبكم. بعد توقف دام 4 سنوات، تألق رانبير مرة أخرى بفليم "براهما أوشترا الجزء الأول: شيفا" (2022) وهو الفيلم الهندي الأعلى ربحا لهذا العام حتى الآن.

 

البلاد البحرينية في

17.12.2022

 
 
 
 
 

مشروع فيلم خلف أشجار النخيل يفوز بجائزة MAD في سوق البحر الأحمر

البلاد/ مسافات

منحت MAD Solutions جائزتها ضمن فعاليات سوق البحر الأحمر لمشروع فيلم خلف أشجار النخيل للمخرجة المغربية ميريام بن مبارك وذلك على هامش النسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وتضمن الجائزة منحة توزيع وتسويق بقيمة 50 ألف دولار أميركي تقدمها MAD للعام الثاني ضمن المهرجان.

وبالإضافة لجائزة MAD، فاز خلف أشجار النخيل بجائزة وكالة OTICONS للاستشارات الموسيقية وقيمتها 2000 دولار أميركي.

الفيلم من تأليف وإخراج ميريام بن مبارك وتدور أحداثه في مراكش حيث يعيش مهدي حياة مثالية مع عائلته وحبيبته الجديدة سلمى، تسير الأمور بسلاسة بين الحبيبين حتى يلتقي مهدي بماري، وهي شابة فرنسية منخرطة بالحياة الاجتماعية للمغتربين.

وتقول المخرجة ميريام بن مبارك "فخورة بشراكتنا مع MAD Solutions، هذا الدعم يعزز من موقف صُناع الأفلام في العالم العربي".

ومن جانبهما يقول ماهر دياب وعلاء كركوتي الشريكان المؤسسان لـ MAD Solutions "متحمسون لتعاوننا القادم مع المخرجة، فبعد نجاحها الباهر بفيلمها الروائي الأول صوفيا نعتقد أن خلف أشجار النخيل سيكون علامة فارقة في مسيرتها كأحد أكثر المخرجات جرأة وكسرًا للحواجز في العالم العربي".

ميريام بن مبارك مخرجة مغربية نشأت بين المغرب وفرنسا وبلجيكا، بدأت بدراسة الإخراج في 2010 بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض وتقنيات النشر والتوزيع (إنساس) في بروكسل حيث أخرجت عددًًا من الأفلام القصيرة مثل جنة (2014) الحائز على الجائزة الكبرى لأفضل فيلم قصير في مهرجان رود آيلاند السينمائي في الولايات المتحدة وتأهل لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير بالعام التالي. وحاز فيلمها الروائي الأول صوفيا (2018) على جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان السينمائي في مسابقة نظرة ما.

خلف أشجار النخيل ومن إنتاج عدة شركات عالمية إذ تنتجه شركة Les Films du Veyrier (جان بريا - فرنسا) وتشارك في إنتاجه شركة Furyo (إيما بينييه - فرنسا) شركة Agora Films (سعاد لمريقي - المغرب) وشركة Novak Prod (أوليفييه دوبوي -بلجيكا)، وتتولى شركة Pyramide Films مبيعات الفيلم العالمية وتوزيعه في فرنسا، فيما تتولى MAD توزيعه في العالم العربي.

ويقول المنتج جان بريا "سعيد بالتعاون مع MAD في المشروع القادم لميريام بن مبارك، التزامهم الدؤوب بمساندة الأصوات الجريئة في السينما العربية تجعلنا متلهفين لمعرفة إلى أين ستأخذنا رحلة هذا الفيلم".

فيما عبر إريك لاجيز، المدير التنفيذي لـ Pyramide Films، عن سعادته بالمشروع: "فخورون بتولي المبيعات العالمية وحقوق التوزيع بفرنسا لأحدث أفلام ميريام بن مبارك بعد فيلمها الأول الرائع صوفيا. تربطنا علاقة عمل طويلة مع المنتج جان بريا ويسرنا العمل معه مجددًا. نثق في قدرة MAD على تقديم إضافة كبيرة بتوزيعها للفيلم في العالم العربي، ونؤكد حماسنا للعمل على هذا المشروع".

وتحرص MAD على تقديم جائزتها في مهرجانات وأسواق السينما الدولية، فبالإضافة لسوق البحر الأحمر، قدمت MAD الجائزة في ورشة فاينال كات فينيسيا بـمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، ملتقى القاهرة السينمائي، مهرجان لوكارنو بسويسرا عندما تم تخصيص الجوائز لأفلام المغرب العربي، سوق وملتقى مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، أيام فلسطين السينمائية، الملتقى الاحترافي بسوق المهرجان الوطني للفيلم في طنجة بالمغرب، منطلق الجونة السينمائي.

 

البلاد البحرينية في

18.12.2022

 
 
 
 
 

"حديد، نحاس، بطاريّات": مصارحة الذات اللبنانية

قيس قاسم

باختياره الحرّ، يحاصر المخرج اللبناني وسام شرف معرفته بالموضوعات الإشكالية، التي تلازم القصّة الرومانسية لفيلمه. حبّ يجمع بين لاجئ سوري وعاملة منزلية إثيوبية في لبنان، لحظة انهياره المحتمل. محاولة لجمها مردّها خشية من أنْ تأتي على حساب الجمال السينمائي، المُراد له أخذ أكبر مساحة ممكنة في نصّه السينمائي، "حديد، نحاس، بطاريّات" (2022). هذا حاصل ومتقارب مع تصريحات صحافية له في هذا المعنى. الحاصل أيضاً أنّ متن نصّه السينمائي لا تفارقه أبداً هواجس البحث في حال لبنان، في ذروة اللحظة الآنية، الكاشفة مآزق أخلاقية وسياسية، وتشوّهات بنيوية بشعة. عنوان الفيلم بالعربية يشي بها ضمناً، وعنوانه الإنكليزي مختلف تماماً: Dirty, Difficult, Dangerous (قذر، صعب، خطر).

"حديد، نحاس، بطاريّات" نداء يُردّده اللاجئ السوري أحمد (زياد جلّاد)، وهو يجول في شوارع بيروت. بصوتٍ عالٍ ورتيب، يريد إسماعه لسكّان بيوتها الراغبين في التخلّص من بقايا أشياء قديمة لم تعد تنفعهم. وجوده في المشهد اللبناني طارئ. جاء السوري في وقتٍ أضحى البلد كلّه قطعة "سكراب"، لا نفع منها. لم يعد لبنان مكاناً يرغب المرء في العيش فيه. لهذا، كان حبّه لمهديّة، العاملة المنزلية الإثيوبية (كلارا كوتوري)، مُهدَّداً مثل جسده، الذي أخذت المعادن تتوغّل في خلاياه، وتكاد تُحوّل أجزاء منه إلى معدن صلب، يشبه ذاك الذي يجمعه ويبيعه ليعيش منه على هامش حياة لبنانية مُذلّة.

وجود أحمد السوري ومهدية الإثيوبية في المشهد اللبناني يستقدم أسئلة الهجرة، والتناقضات الوجودية الناشئة من علاقتهما بالوسط الاجتماعي الذي يعيشان فيه. وجودهما المرفوض يضع لبنان المأزوم أمام مرآة ذاته، خائفاً من مواجهة نفسه في أشدّ اللحظات حاجة إلى المصارحة والاعتراف بكونه كياناً هجيناً وهشّاً، وعاجزاً عن قبول الآخر، القريب منه قبل البعيد عنه. وسام شرف، في روائيّه هذا -الفائز بجائزة أفضل فيلم أوروبي في مسابقة "جورناتي دل أوتوري" الموازية، في الدورة الـ79 (31 أغسطس/ آب ـ 10 سبتمبر/ أيلول 2022) لـ"مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي"- يستدعي اللبناني طالباً منه الجلوس على مقعد صالة سينما ليرى نفسه على شاشة كبيرة، عبر قصّة حبّ أحمد ومهدية في زمن خراب بلده، العاجز عن قبولهما، والمُهدِّد لوجودهما إلى درجةٍ يغدو الهروب منه خلاصاً نهائياً لعذابهما فيه. دعوة شرف إلى المكاشفة والمصارحة لا تأتي عبر عرض الواقع كما هو، بكلّ فجاجته وقبحه.

هناك وسيلة أخرى يملكها، قادرة على عرض مشهد واسع منه، إذا أحسن توظيفها. يُصدّق صانعه حين يدّعي ميله إلى الجمالي في صنعته. كلّ ما في فيلمه مُسخَّر لتحقيق تلك الغاية. النصّ المكتوب لا زوائد فيه (سيناريو شرف وهالا دبجي ومارييت ديزير)، منفتح وقابل لإضافة مساحات من الكوميديا المُرّة إليه، كما يقبل الفانتازيا تتسرّب إلى جوانب من سرده البصري.

يذهب إلى تخوم الواقعية، ويظلّ مُنتبهاً إلى مخاطر الوقوع في هوّتها. يقارب أسئلة الهجرة، بمعرفته الدقيقة لتفاصيلها. يُمرّر كلّ ذلك الخليط عبر قصص جانبية، تتداخل مع قصّة الحب العجيبة في زمن قاسٍ لا يتحمّلها. العمالة الأجنبية يدخل إليها من طرف مهديّة، العاملة في منزل الكولونيل المتقاعد إبراهيم (رفعت طربيه)، المُغيّب عن واقعه بسبب الخَرَف الذي يعانيه، ويدفعه أحياناً إلى التهجّم عليها، متوهّماً فيها عدواً يريد التخلص منه. زوجته ليلى (دارينا الجندي) تحتار بين الاحتفاظ بوجود مهديّة، العاملة المطيعة، وعدم طاقتها على تحمّل معانداتها. العنصرية غير الواعية، والتفوّق الوهمي على الغير، يتسرّبان من ثنايا سلوكها ومعاملتها لها. الجميع لاجئون، وأبناء البلد ينظرون إلى الأنثى والأفريقية الشابّة كفريسة وهدف جنسي سهل، عاجز عن المقاومة.

تفاصيل دقيقة تلامس حال العاملات المنزليات. تتقارب هذه التفاصيل ودقّة تناولها مع "مخدومين" (2016)، الوثائقي المهمّ للّبناني ماهر أبي سمرا، وشرف يُضيف إليها رؤيته العميقة لحالة اللاجئ السوري في العاصمة والمناطق البعيدة عنها، حيث الملامسة الجغرافية بين سورية ولبنان تقدّم أنماطاً مستحدثة من أشكال الاستغلال البشع لحاجة الغريب إلى البقاء حيّاً، أو الهروب من الواقع المؤلم الذي يعيش فيه.

الزمن، في "حديد، نحاس، بطاريّات"، مدهش في تطويعه واستيعابه قوساً واسعة من الواقع اللبناني، المنقول سينمائياً بلغة باهرة في جمالها وحلاوة طرحها أسئلةً، لا تدّعي قدرةَ الإجابة عنها، بل تتعمّد إضفاء غموضٍ مُحبّب عليها، يُبرّر أحياناً، بالفانتازيا، تَقبّل فكرة تحوّل إحدى ذراعي أحمد إلى حديد بالكامل، تسقط منه على الطريق التي تقوده مع حبيبته إلى مرفأ، لا نعرف هل سيُبحران منه إلى عالم آخر أحسن من ذاك الذي عرفاه في بلدٍ يقدّم نفسه جميلاً، بينما القبح والقساوة يستوطنان دواخله، ويُحيلان عيش الغريب فيه إلى جحيمٍ لا يقلّ فظاعة عن الجحيم الذي يعيشه اللبناني نفسه، الملتبس عليه واقعه، والمتناقض مع الصورة الراغب في تقديم نفسه عبرها إلى العالم.

بيد أنّ السينما لا تكفّ عن معاندة تلك الصورة، ورفض التورّط في مجاراتها. إذ إنّ هناك دائماً سينما تنشد عرض صورة مختلفة صادقة، كالتي يقدّمها وسام شرف بمعرفة عميقة، لكثرة ما عنده منها، محاولاً وضعها في مرتبة أدنى من مرتبة الجمال الطافح به فيلمه، والمتسرّب الكثير منه إلى أداء ممثليه وفريق عمله، الذي أنجز عملاً سينمائياً يعاكس قليلاً ما قاله النفّري يوماً: "كلّما اتّسعت الرؤية ضاقت العبارة". فرؤية صانعه متّسعة، ولأنّه سينمائيّ موهوب، يعرف أنّ لغة صنعته تختلف عن بقية اللغات، بصُوَرها الجميلة مُحكمة التكوين، وأنّه يمكنه قول الكثير والكثير عن بلدٍ، يشهد لحظة انهياره.

 

العربي الجديد اللندنية في

23.12.2022

 
 
 
 
 

محمد قناوي يكتب:

الأسباب الحقيقية لأزمة "القاهرة – مكة" مع الرقابة

خلال الأيام الماضية أثيرت أزمة للرقابة علي المصنفات الفنية مع فيلم"القاهرة- مكة "والذي تقوم ببطولته النجمة مني زكي ومن اخراج هاني خليفة وانتاج محمد حفظي برفضها منح الفيلم تصريح بالعرض أو المشاركة في مهرجاني القاهرة السينمائي ومن بعده البحر الأحمر السينمائي بجدة ، ورغم التصريحات الصحفية الوردية المتبادلة بين رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية د.خالد عبد الجليل ومنتج الفيلم السيناريست محمد حفظي والذين نفي وجود أزمة للفيلم مع الرقابة ، مؤكدا أن حقيقة غياب الفيلم عن عرضه بمهرجان البحر الأحمرالسينمائي، طبقا لما أُعلن حول مشاركته في المهرجان، هي أن هناك بعض الملحوظات على الفيلم، مثل ما يحدث مع الكثير من الأفلام وأنه تم الاتفاق على تأجيل عرض الفيلم لحين انتهاء النقاش حول الملحوظات الرقابية، وهو شيء صحي وطبيعي، إلى أن نصل لحل يرضي جميع الأطراف حول هذه الملحوظات، مشيرا إلى أنه سيتم التوصل لنتيجة قريبا، وأن الفيلم سيُعرض تجاريا في مصر والعالم العربي.
 إلا أن الحقيقة غير ذلك فالأزمة ليست ملحوظات الرقابة علي المصنفات الفنية حول النسخة النهائية للفيلم، ولكن أكبر من ذلك بكثير ،فالرقابة علي المصنفات الفنية تري - ولديها كل الحق - أن الفيلم تم تصويره كاملا دول حصول سيناريو الفيلم علي موافقة الرقابة من الأساس، فكيف يتم التصريح  للفيلم في صورته النهائية، وهو لم يحصل علي اجازة للسيناريو من الأساس؟ ثم كيف تم الحصول علي تصاريح تصوير الفيلم من الجهات المعنية طوال مدة تصويره سواء في الأماكن العامة أوالشوارع دون أن يكون هناك سيناريو يحمل ختم الرقابة؟

البداية كانت قبل عامين عندما تقدمت الشركة المنتجة لفيلم"القاهرة- مكة "للرقابة علي المصنفات الفنية بالسيناريو، وقد أبدت الرقابة عددا من الملحوظات منها  بالحذف أو التعديل وتم الاستجابة لهذا وحصل السيناريو علي الموافقة الأولي، وكان من المفترض أن يبدأ التصوير، ولكن لظروف ما لم يحدث ، ومر عام علي الحصول علي موافقة الرقابة علي السيناريو فسقطت الموافقة طبقا لقانون الرقابة، وبالتالي كان علي الشركة المنتجة التقدم بالسيناريو من جديد وهو ما حدث وأبدت الرقابة عددا من الملحوظات مرة أخري طلبت تعديلها حتي يتسني لها تجديد الموافقة ، ولكن الشركة المنتجة تجاهلت ملحوظات الرقابة ولم ترد عليها، وشرعت في تصوير الفيلم، حتي انتهت منه تماما، وتقدمت للرقابة للحصول علي تصريح بالعرض، وهو ما اعترضت عليه الرقابة علي المصنفات الفنية ورفضت التصريح بعرض الفيلم، وبالتالي تم حرمانة من المشاركة في مهرجان القاهرة السينمائي ومن بعده مهرجان البحر الأحمر السينمائي، فالرقابة تصر علي ضرورة الالتزام بتنفيذ الملحوظات التي أبدتها والتي تتطلب إعادة تصوير عدد من المشاهد في الفيلم الذي تم الانتهاء منه تماما، وهذه الأزمة تذكرنا بما حدث "حرفيا" مع فيلم "جواب اعتقال" للنجم محمد رمضان والذي رفضت الرقابة منحه تصريح بالعرض قبل اعادة تصوير المشاهد التي أبدت ملحوظاتها عليها والغاء عدد من المشاهد وهو ما تم الاستجابة له من منتج "جواب اعتقال" فهل يفعلها منتج"القاهرة – مكة" ويُعيد تصويرالمشاهد التي اعترضت عليها الرقابة ؟

 

بوابة أخبار اليوم في

23.12.2022

 
 
 
 
 

«سطار»... فرصة تتقوض وحلم طفولة يصبح كابوساً

أحدث إنتاجات الشركات السعودية إلى دور العرض المقبل

الرياض: عمر البدوي

تطلق «أفلام الشميسي» أول أعمالها مع الفيلم الكوميدي «سطار» الذي يحكي قصة اجتماعية كوميدية، في ظل ازدهار تشهده صناعة السينما في السعودية، وتطلُّع لدى شركات الإنتاج في السعودية لأخذ حيز من فضاء السينما العربية، والمنافسة في المحافل الدولية.

الفيلم الذي قدم أول عروضه في النسخة الأخيرة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي وحظي بتقدير النقاد وإشادة المشاركين، سيصبح متاحاً للجمهور والدور، ابتداءً من الخميس المقبل، كأحدث إنتاجات الشركات السعودية التي تتطلع لأخذ حيز من فضاء السينما العربية.

وقال إبراهيم الخير الله، الرئيس التنفيذي لـ«أفلام الشميسي»: «فخورون بإطلاق أول أعمال (أفلام الشميسي)، وهي إحدى العلامات التجارية التي تعمل تحت مظلة مجموعة «تلفاز 11»، وتهدف لإنتاج أفلام جماهيرية شعبية تتصدر شباك التذاكر وموجهة للجمهور السعودي في المقام الأول والعربي في المقام الثاني».

وبدأت «أفلام الشميسي»، إحدى شركات «ستوديو تلفاز11»، في طرح التريلر الخاص بالفيلم الكوميدي والأكشن العائلي الجديد «سطار: عودة المخمس الأسطوري»، الذي يحكي قصة فرصة رائعة تلوح أمام «سعد» ليحقق حلمه ويصبح أحد نجوم المصارعة، لكنَّ الحلم سرعان ما يتحول إلى كابوس.

وتنطلق القصة عندما يفقد «سعد» الأمل، بعد أن تركته حبيبته، لكنّ «علي هوغن» أشهر مدير أعمال للمصارعين في المنطقة، يقرر استئناف حلم «سعد»، وتشجيعه على الدخول إلى عالم المصارعة والوصول إلى طريق المجد، حيث يلتقي مدربه الباكستاني «عبد الخالق» الذي يقوم بالتحضيرات الضرورية ليشارك في البطولة الكبرى للمصارعة الحرة.

ويشارك في البطولة كل من إبراهيم الحجاج بدور «سطار»، وعبد العزيز الشهري بدور «علي هوغن»، كما تشارك في البطولة النسائية شهد القفاري بدور «فلوه»، وينضم إليهم إبراهيم الخير الله بدور «عبد الخالق».

وعبّر الخير الله عن سروره بأن تكون هذه الانطلاقة مع الفيلم الكوميدي الأكشن والعائلي «سطار»، مضيفاً: «أثق بأن الفيلم الذي صنعناه بعقول وقلوب سعودية سينال إعجاب الجمهور والمشاهد السعودي والعربي، وكلنا حماس لرؤية شهد القفاري في تجربتها الأولى في التمثيل وهي تشارك إبراهيم الحجاج في الكثير من المواقف الكوميدية والرومانسية التي لم نشاهدها من قبل في المحتوى السعودي، بالإضافة إلى الدور القوي الذي يلعبه عبد العزيز الشهري في مسيرة (سطار) إلى طريق المجد».

الفيلم من إخراج المخرج الكويتي عبد الله العراك، ومن إنتاج المنتج أحمد موسى، والمنتج المنفذ إبراهيم الخير الله، وتقدمه «أفلام الشميسي» كأول أعمالها ضمن «تلفاز 11 ستوديوز» و«موفي ستوديو»، ومن توزيع شركة «فرونت رو أرابيا».

يُذكر أن العرض الخاص لفيلم «سطار: عودة المخمس الأسطوري» أُقيم خلال النسخة الثانية من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، الذي أُقيم مؤخراً بمشاركة مجموعة من أبطال ومنتجي الفيلم، كما حضره وقدمه كل من رئيس المهرجان محمد التركي، ورئيسة مجلس إدارة المهرجان جمانة الراشد، ومجموعة من الصحافيين والنقاد.

وأعلنت «أفلام الشميسي» عن موعد طرح الفيلم يوم 29 ديسمبر (كانون الأول) في جميع دور العرض في المملكة العربية السعودية، بعد أن انطلقت من يوم السبت 17 ديسمبر إمكانية الحجز المسبق للتذاكر، مشيرةً إلى توفر الكثير من المفاجآت لجمهور ومحبي «تلفاز 11» خلال الأيام المقبلة من فترة عرض الفيلم.

 

الشرق الأوسط في

23.12.2022

 
 
 
 
 

المخرج التونسي الشابي لـ«الشرق الأوسط»: السينما العربية تخرج عن مألوفها

بيروت: فيفيان حداد

مع فيلم «أشكال» للمخرج التونسي يوسف الشابي، اختتم مهرجان «مسكون» لأفلام الرعب والإثارة فعالياته في بيروت. ويعدّ هذا العمل؛ الذي يمزج بين الخيال والواقع، أول فيلم سينمائي روائي لمخرجه الشابي، فهو سبق أن صوّر فيلماً من النوع الوثائقي في عام 2013. ومن المقرر أن يُعرض الفيلم في صالات السينما اللبنانية ابتداءً من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

يركز الشابي في فيلمه؛ الذي استضافته سينما «مونتاين» في «المركز الثقافي الفرنسي» في بيروت، على أحد أهم رموز ثورة تونس في عام 2010؛ فقصة الشاب محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في نفسه فكان الشرارة التي أدت إلى اندلاع الثورة، تطغى على سياق العمل. وانطلاقاً من هذه القصّة؛ يركّب أحداث عمله المشبع بالفانتازيا والخيال، ويستخدم النار؛ التي يحترق بلهيبها أكثر من شخصية في الفيلم، طريق خلاص نحو الحرية.

يحاول المخرج من جانب آخر عدم حصر موضوع فيلمه في المحلي، فربط الأحداث في تونس بما يجري في العالم. كما يطرح الشابي تساؤلات كثيرة عما حققته ثورة تونس؛ إذ لم يرسُ التونسيون على بر منذ اندلاعها حتى اليوم، فشبك الأمور والأحداث بعضها ببعض لتؤلف فضاءً خيالياَ يعكس حالات اجتماعية وسياسية في تونس وخارجها.

يحكي الفيلم، ومدته نحو 90 دقيقة، عن الشرطية «فاطمة»؛ التي لعبت دورها فاطمة أوصيفي، وزميلها «بطل» (محمد حسين قريع)، اللذين يكتشفان جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد مباني «حدائق قرطاج».

ويبدأ البحث في هذه الحالة الغامضة التي تليها أخرى مشابهة، قبل أن يتمكن «بطل» و«فاطمة» من الكشف عن ملابسات الحالة الأولى. وضمن تحقيقات بوليسية دقيقة؛ ينطلق الفيلم في قصته التي تأخذ مشاهدها إلى عالم غريب ومبهم في آن، وتدور أحداثه في قالب تشويقي مثير يشد متابعه منذ اللحظة الأولى إلى حين نهايته مع اكتشاف الحقيقة.

وكان «أشكال» قد حاز منحة مادية من قبل «مهرجان البحر الأحمر» أسهمت في إكمال تنفيذه؛ كما ذكر الشابي لـ«الشرق الأوسط». صُوّر الفيلم منذ نحو عام في تونس بمجمع سكني ضخم يعرف بـ«حدائق قرطاج» كان قد توقف العمل فيه إثر اندلاع الثورة ليعود من جديد تدريجياً. فلماذا اختار الشابي هذا المكان تحديداً لتدور فيه كاميرا فيلمه؟ يرد: «اخترته؛ لأنه يحمل خصوصية ترتبط ارتباطاً مباشراً بتونس»؛ فهو مدينة سكنية كانت تُنفّذ لتشبه بكيانها وعماراتها مدناً كبرى مثل دبي، فتمثل حلماً راود النظام الحاكم القديم، الذي سقط إثر الثورة. كما أن عماراته تشكل فسيفساء هندسية لافتة تشبه المعابد والآثارات القديمة. ومن ناحية ثانية؛ فللمدينة طابع يشبه المتاهة التي رغبت في أن يدخلها المشاهد من خلال أحداث الفيلم».

يصف الشابي فيلمه بـ«حلم تحقق»؛ إذ كان يراوده منذ زمن طويل... «كنت أرغب في تنفيذ شريط سينمائي من هذا النسق تتداخل فيه الفانتازيا مع الواقع. وهو نوع من الأفلام لا نصادفه كثيراً في السينما العربية عامة، والتونسية خاصة».

وعما إذا كان يعدّه تحدياً واجهه بصعوبة؛ يقول: «التحدي الحقيقي يكمن في موضوع الفيلم، وإمكانية إقناع المشاهد بفكرته. فهذا الأخير سبق أن تابع أفلاماً بوليسية ومن نوع الإثارة والتشويق فتماهى معها بسهولة. ولكن في (أشكال) الأمر يختلف؛ لأنه ينطوي على فكرة كونية، اجتهدت لتقريبها من المعقول».

يتحدث الشابي عن السينما العربية التي يتابعها، ولكنه يصب اهتمامه أكثر على التونسية؛ لا سيما التي تبصر النور وتوزع خارج تونس، أي في باريس وغيرها... «أشعر بأن السينما العربية بدأت تنفصل عن الواقع، وراحت باتجاه عالم آخر يسهم في اكتشاف الخيال». وهل يفقدنا هذا الأمر هويتنا العربية؟ يجيب: «أبداً؛ على العكس تماماً، أرى في ذلك انفتاحاً يثري ثقافاتنا ويغنيها».

تلفت يوسف الشابي المواهب العاملة في صناعة السينما السعودية. هو يثني على أفكارها؛ سيما أنه تعرّف إلى بعض الكتاب السينمائيين؛ بينهم مؤلف فيلم «آخر زيارة». ويعلق: «لدى السينما السعودية طاقات بشرية ممتازة تتجه نحو الخروج عن الأفكار التقليدية، وهو أمر لفتني وأعجني. فالمملكة جاهزة اليوم لتكون صاحبة صناعات سينمائية مميزة واستثنائية، شرط تسلحها بأفكار جميلة».

وكان فيلم «أشكال» قد شارك في مهرجانات سينمائية عالمية عدة؛ بينها «كان» و«مراكش» و«تورنتو» و«البحر الأحمر»، وأخيراً في «مسكون» اللبناني. كما فاز بجائزتي «النقاد» و«أفضل موسيقى» في مهرجان «مونبيلييه الفرنسي للسينما المتوسطية».

ويعبر الشابي عن سعادته للتفاعل الذي يشهده فيلمه من قبل مشاهديه: «إنه يشهد اهتماماً من قبل المشاهدين العرب والأجانب. وهو أمر يسعدني كثيراً».

ويختم الشابي: «لطالما عشقت فن العمارة والهندسة بشكل عام؛ فهي تحفزني لتقديمها في كادرات تبرز جماليتها. ولكنني أعول على رأي المشاهد بشكل أكبر، فوحده باستطاعته أن يميز بين فيلم من تنفيذي وغيره».

 

الشرق الأوسط في

27.12.2022

 
 
 
 
 

محسن منصور: متفائل بمستقبل السينما السعودية

أكد لـ «الشرق الأوسط» أنه يترقب عرض «حوجن»

القاهرة: انتصار دردير

قال الفنان السعودي محسن منصور إن شخصية «سالم الحلواني» التي ظهر بها في ثلاثة مشاهد بالحلقة الأخيرة من مسلسل «الغرفة 207» قد أعجبته منذ قراءة السيناريو، مشيراً في حواره مع «الشرق الأوسط» إلى أن للشخصية امتداداً في الجزء الثاني سيكشف جانباً من اللغز، منوهاً بمشاركته في مسلسل «دفعة لندن» الذي يعرض في رمضان المقبل، وترقبه عرض الفيلم السعودي «حوجن» الذي يشارك به، مشيراً إلى أنه «متفائل بمستقبل السينما السعودية».

ولفت محسن منصور الأنظار إليه بشدة بعد ظهوره ضيف شرف في الحلقة الأخيرة من مسلسل الإثارة والرعب «الغرفة 207»، حيث جسد شخصية شاب سعودي يصل إلى الفندق ويطلب الإقامة في «الغرفة 207»، التي شهدت أهوالاً عديدة، ويعد منصور أحد شباب الممثلين السعوديين، وقد وُلد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وقضى أغلب طفولته في بريطانيا، حيث درس في مدرسة ليدز، ومن ثَم عاد إلى السعودية ودرس الحقوق في جامعة الملك عبد العزيز.

يروي الفنان السعودي كيفية اختياره لهذا الدور، مؤكداً أنه خاض تجربة أداء ووقع اختيار المخرج محمد بكير عليه، مشيراً إلى «حماسه الكبير للدور وللعمل كله بعد قراءته السيناريو والحوار الذي شارك فيه بمونولوغ طويل (زمان لما كنت صغير أبويا أخذني وطلعنا الجبل مرة)»، موضحاً: «أعجبني الحوار جداً، وفي الجزء الثاني من المسلسل سيكتشف الجمهور شخصية سالم الحلواني بشكل أكبر، وقد سعدت بالتجربة وبحجم المتابعة التي شهدها المسلسل».

ويعاود محسن العمل مع المخرج محمد بكير في مسلسل «دفعة لندن» المقرر عرضه في شهر رمضان المقبل، الذي يقول عنه: «أظهر في المسلسل ضيف شرف، ولكن بشكل مختلف عن (الغرفة 207)، وأشارك في حلقات عدة ومن خلال دور محدد له بداية ونهاية، مع مجموعة كبيرة من الممثلين العرب».

وكان منصور قد شارك في المسلسل المصري «وادي الجن» الذي عرض على منصة «فيو»، ويقوم فيه مجموعة من الشباب برحلة لاستكشاف أحد الكهوف في الصحراء، ويجبرون على دخول عالم سفلي تسيطر عليه أرواح شريرة، وجسد من خلاله شخصية جواد، وعنه يقول: «المسلسل من بطولة مشتركة مع يوسف عثمان وليلى زاهر، ومن لبنان سينتيا خليفة، وإخراج حسام الجوهري، وقد سعدت به لأنه جعل اسمي معروفاً أكثر في مصر، وأتاح لي فرص المشاركة في أعمال درامية أخرى».

ويسعى الفنان السعودي للمشاركة في أعمال مصرية وسعودية بشكل متوازن: «عندما أفتح لنفسي أكثر من سوق، يتيح لي ذلك اختيار العمل الأفضل بين ما يعرض علي، وأكتسب من خلالها خبرات متنوعة، ولا أقبل عملاً إلا إذا كنت مقتنعاً به تماماً، وأشعر بأنه يأخذني إلى خطوة أكبر».

وينتظر منصور عرض الفيلم السعودي «حوجن»، الذي يشارك به ويعد ثاني أفلامه في المملكة، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب إبراهيم عباس وإخراج ياسر الياسري، وتدور أحداثه من خلال قصة بطلها «جني طيب»، يعيش بين البشر في مدينة جدة، ويخوض رحلة مغامرات ملحمية في مواجهة الشر وإعادة حقه.

ويقول عنه: «حققت الرواية نجاحاً كبيراً، وأنا من مدينة جدة التي ينتمي إليها حيث تدور الأحداث، لذا شعرت بفخر، وأترقب عرضه في موسم عيد الفطر بشغف كبير».

وقدم محسن أعمالاً مسرحية خلال دراسته بلندن، كما شارك في تجربة «مسرح السعودية» الذي قام الفنان أشرف عبد الباقي بتدريب شباب الممثلين به، ويحكي عن ذلك: «أشرف عبد الباقي فنان كبير ويعد مدرسة في حد ذاته، وقد تعلمت منه كثيراً، كما أن تجربة المسرح قيّمة جداً بالنسبة لي، لتصقل موهبتي في التمثيل بشكل أكبر. المسرح مدرسة للممثل لكنني أحاول التركيز في السينما أكثر الفترة المقبلة».

وتوسعت أعمال منصور بين التمثيل والموسيقى، حيث شارك في أعمال موسيقية عديدة مع فنانين سعوديين، ويقول: «توقفت عن أعمالي الموسيقية فترة لرغبتي في التركيز على التمثيل، لكنني عدت أخيراً إليها، وسأصدر عملاً موسيقياً قريباً».

ويبدي الممثل الشاب تفاؤله بمستقبل السينما السعودية، قائلاً: «متفائل جداً بمستقبل السينما والفن بشكل عام بالمملكة. نعم نحن نحتاج خبرات كبيرة لا بد من تأسيسها، وأعمالاً جيدة جداً نقدمها»، متابعاً بالقول: «كنا قبل ذلك لا نقدم مسلسلات سوى في رمضان، وكان (يوتيوب) ملاذاً لنا، لكن حالياً صارت لدينا مهرجانات وإنتاجات من أنحاء العالم تنتشر في السعودية، وأتوقع خلال خمس سنوات أننا سندخل في منافسة عربية».

 

الشرق الأوسط في

28.12.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004