ملفات خاصة

 
 

جودار والبحث عن الانتماء

أمير العمري

عن رحيل جودار

سحر السينما

   
 
 
 
 
 
 

ننشر هنا الفصل الـ 19 من كتاب “عصر نادي السينما” المخصص لتسليط الأضواء على تجربة السينمائي الكبير الذي رحل عن عالمنا اليوم، جان لوك جودار

في النصف الأول من عام 1973 عرض نادي القاهرة للسينما فيلم “المرأة هي المرأة” وهو عمل تجريبي كان جودار يجرب فيه الشكل الغنائي المضاد لهوليوود، لكني لا أظن أنه نجح. أما ما كان يثير الاهتمام وقت عرض هذا الفيلم، فهو اتجاه جودار إلى نوع جديد آخر من السينما وهجر السينما التقليدية نهائياً. وكان فيلمه “كل شيء على ما يرام” بمثابة “البيان” العملي الأول على فترة التحول التي كان يمر بها المخرج الفرنسي الكبير بعد انتفاضة 1968.

من المقالات التي لفتت النظر كثيراً ما كتبه نبيل زكي، وهو صحفي يساري معروف ولم يكن من نقاد السينما، وقد رأس تحرير جريدة “الأهالي” في مرحلة تالية. ففي العدد العاشر من نشرة نادي السينما، بتاريخ 14 مارس 1973، كتب نبيل زكي عن لقائه مع جودار في باريس:

سمعت أن المخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار يصارع التيار السائد في السينما. وشاهدت زحاماً شديداً أمام دار سينما “لاتان” في الحي اللاتيني التي كانت تعرض فيلمه “عطلة نهاية الأسبوع”، وكنت قد سمعت عن الفيلم الذي يعده عن النضال الفلسطيني، وعن حملته التي يشنها ضد الأفلام التي سبق أن أخرجها هو نفسه. وقد التقيت به في مكتبه بالدور الأرضي من منزل بسيط في أحد شوارع مونبارناس الذي يستخدمه أيضاً كاستديو يعمل فيه.

بادرته بالسؤال عن فيلم “عطلة نهاية الأسبوع”، فقال:

إنه فيلم سيء. وهو من طراز الأفلام التي توقفت عن إخراجها الآن. وأنت تسألني: ماذا تريد أن تقول؟ يهمني أن أوضح لك أنني لا أريد أن أقول شيئاً، فأنا لم أقدم من خلال أفلامي سوى انطباعات، ولهذا السبب لم تكن هذه الأفلام جيدة. ولكني أحاول الآن أن أعرف ما إذا كانت هذه الانطباعات أو الأحاسيس تمثل شيئاً حقيقياً وصادقاً، ذلك لأنه لا يكفي أن تقدم انساناً متمرداً بل ينبغي أن توضح الطريق الذي يجب على هذا الإنسان أن يسلكه لكي يحقق هدفه”.

لم أكن أعرف من قبل لمن أقدم أفلامي، وبالتالي كان من الخطأ أن أزعم أنني أقدم أفلامي للجمهور كما يقول المنتجون. والآن أحاول معرفة لمن أخرج أفلامي؟ وأستطيع القول إنني أخرج الأفلام لأكبر عدد ممكن من الناس. ولكني أدرك في الوقت نفسه أن “أكبر عدد ممكن من الناس” في فرنسا في الوقت الحالي، تعني ثلاثة أشخاص: أنا وزوجتي والزميل الذي أناضل معه، أو العشرين شخصاً الذين أعمل وأكافح معهم، وهؤلاء العشرون شخصاً هم الذين يمثلون في الوقت الحالي “أكبر عدد ممكن من الناس”.

قيل إن الطبقة العاملة لم تكن هي التي اخترعت فن التصوير ولم يكن “الكوميون” هو الذي اخترع التصوير وإنما البرجوازيون وبالتالي كان البورجوازيون، هم الذين استخدموا هذا الفن لتصوير رجال الكوميون، وكانت الصور الأولى التي التقطها البورجوازيون والتي ظهرت هي صورة الشرطي وهو يلقي القبض على أحد ثوار الكوميون، وكان لهذا مغزى سياسي. وعندما نقول البورجوازية فالمقصود هو البورجوازية الصغيرة، وهي التي استخدمت السينما بعد ذلك مباشرة وجعلت منها صناعة متطورة”.

إن الشرق الأوسط منطقة هامة من العالم وقد احتلها الفرنسيون لفترة طويلة، وتصرفوا فيها كاستعماريين وتشكل السيطرة الاستعمارية الفرنسية على العالم العربي جزءاً من تاريخنا ولكي ننتج أفلاماً في فرنسا اليوم يجب أن نعرف تاريخنا، ليس التاريخ الذي علموه لنا في المدارس وإنما التاريخ الذي اكتشفناه عبر النضال”.

كان اهتمامي بجودار مبكراً بحكم ذلك البحث الشاق عن صلة ما بين السينما والسياسة، والسينما والثورة، الثورة على الأشكال التقليدية في التعبير والثورة السياسية والاجتماعية. وكانت شخصية جودار هي الأقرب إلى نفسي ولعلها لا تزال. ولكن جودار لم يعد هو نفسه جودار الذي عرفناه في السبعينيات. فقد أصبح حالياً شيخاً طاعناً في السن، يميل للعزلة، لا يتكلم إلا نادراً. صحيح أنه مازال يقدم فيلماً كل بضع سنوات، ويكون فيلمه مثيراً للجدل كالعادة وكما كان دائماً منذ فيلمه الأول “على آخر نفس” (1960) إلا أن العالم الذي كان يريد جودار تغييره عن طريق السينما لم يعد هو نفسه، لم يعد قابلاً للتغيير. ولم ينته مهرجان كان مثلاً أو يتحول إلى “مهرجان ثوري” بل ظل يجذب النخبة من “غلاة البورجوازيين” دون أن يعدم وجود بعض الظواهر المتمردة على البورجوازية بطريقتها الخاصة، أو تلك التي تصفع صناع السينما التقليدية وتتمكن من اختراق قلاعهم بالموهبة الجامحة وحدها.. وأذكر هنا لارس فون تريير وكوينتين تارانتينو وروي أندرسون. ولكل من هؤلاء أسلوبه ولغته التي ترتبط “روحياً”- على الأقل- بجودار.

في سياق اهتمامي بفهم عالم جودار المتغير، بدأت أبحث مبكراً عما يشفي غليلي. كان جودار قد صور في الأردن فيلمه عن المقاومة الفلسطينية الذي لم يكمله، ثم أخرج عام 1972 فيلمين بمعاونة المناضل الماركسي جان بيير جوران Jean-Pierre Goorin الذي التقى به عام 1966، وقرر أن يؤسس معه “خلية لا تنتج سينما سياسية بل سينما سياسية من خلال السياسة”- على حد تعبير جودار نفسه.

الفيلم الأول كان “كل شيء على ما يرام” Tout Va Bien (1972) وهو أول فيلم احترافي كبير يصنعه الاثنان معاً، مصور بكاميرا سينمائية من مقاس 35 مم، لأغراض التوزيع التجاري، لذلك استعان جودار فيه باثنين من كبار نجوم السينما: إيف مونتان وجين فوندا. ويصور هذا الفيلم إضراباً في مصنع، تنقل أحداث الإضراب مراسلة صحفية أمريكية (جين فوندا) متزوجة من رجل فرنسي (إيف مونتان) يعمل مخرجاً لأفلام الإعلانات التجارية التليفزيونية. والفيلم مصاغ في قالب بريختي، يكشف للمشاهد من البداية أنه يشاهد فيلماً من خلال إزالة الفواصل بين غرف المصنع الذي تتجول فيه الكاميرا مخترقة الجدران، كما أن أداء الممثلين يظهر أنهم يمثلون ويتعمد جودار الغاء منطق التتابع، كما يكسر نمط السرد كونه لا يسرد قصة بل يصور حدثاً يريدك أن تتأمل في مغزاه، وتخرج بنتيجة تتعلق بالمجتمع الاستهلاكي، وبحالة الصراع الطبقي التي كانت تعيشها فرنسا في 1968.

أما الفيلم الثاني فهو بعنوان “رسالة إلى جين” (بحث في صورة) وهو فيلم مصور بكاميرا من مقاس 16 مم ويقع في 45 دقيقة، ويعتبر دراسة بالكاميرا أو “تأمل” في صورة الممثلة الأمريكية جين فوندا، وهي تقف وسط الفيتناميين الشماليين، وقد وصف جودار تلك الصورة بأنها “الرد العملي على ماهية الدور الذي ينبغي على المثقفين القيام به في الثورة”.

وفي أكتوبر 1972 قام جودار ورفيقه جوران، بزيارة إلى الولايات المتحدة للاتفاق على عرض الفيلمين هناك، وقاما خلال ذلك، بزيارة جامعة “ماري لاند” حيث عقدا مؤتمراً أدليا خلاله بملاحظات وتصريحات تسلط الضوء على التطور الكبير الذي طرأ على فكر فنان السينما الفرنسي الكبير، بعد ثورة مايو 1968 في فرنسا، كما تعطي فكرة عن طبيعة العلاقة الفكرية التي أصبحت تربط بين جودار وجوران. وكان من حسن الحظ أن تنشر مجلة “سايت آند ساوند” Sight & Sound الفصلية البريطانية (عدد صيف 1973) تسجيلاً لتلك الآراء. وقد قمت بترجمة النص المنشور ووجد طريقه للنشر على صفحات نشرة نادي السينما (العدد 5، النصف الأول، 30 يناير 1974).

ونظراً للأهمية “التاريخية” لهذا النص رأيت أن أضمه إلى هذا الكتاب عن “نادي السينما” فهو أفضل ما يعبر عن ذلك العصر الذي كنا فيه نحلم بتغيير العالم عن طريق السينما، تماماً كما كان جودار يحلم.

وإلى نص المؤتمر:

تحدثت ذات مرة عن أفلامك السابقة فقلت إنها كانت أفلاماً بورجوازية، وأنك كنت مخرجاً بورجوازياً..

جودار: لقد كان من الخطأ أن أقول ذلك. والآن ينبغي أن أعترف أنني مازلت نجماً، وإن كنت أود أن أصبح نوعاً مختلفاً من النجوم.

جوران: ولكن المسألة هي أن جودار هو الفنان الوحيد الذي استطاع أن يغير وجه السينما في عشرين عاماً. وكان الفنان الوحيد الذي اعتنق الأفكار الجديدة وقدم أول الأفلام التي تعكسها.

لقد أثمرت علاقتنا لأنه كان باستطاعتي إثارة الأسئلة (له ولنفسي) حول أفلامه السابقة، واكتشفت خلال ذلك، أشياء ساعدتنا في التقدم قليلاً. وهناك في “كل شيء على ما يرام” بعض الأفكار المقتبسة من أفلام جودار السابقة. إنه أكثر أفلام جودار “جودارية”. وقد قمت أنا في الحقيقة، بإدخال بعض “اللازمات” الجودارية. إنه أمر طبيعي فالجديد يولد دائماً من القديم.

نحن لا نؤمن بإمكانية الفصل بين “التسجيلي” و”الخيالي” فهذا غير صحيح. فكل ما يبدو على الشاشة “خيال” وهذا ما أثبته دزيجا فيرتوف في الجرائد السينمائية للثورة البلشفية. وقد أُخذ مصطلح “سينما الحقيقة” من فيرتوف مباشرة، ولكنه تُرجم خطأ، فقد كان الاصطلاح الذي استخدمه فيرتوف هو “كينو- برافدا”، وبرافدا في اللغة الروسية معناها “الحقيقة”، وهي أيضاً اسم الجريدة البلشفية، أما ما كان يقصده فيرتوف بـ “كينو برافدا” فهو “كينو ب” و”الباء” هنا هي اختصار لكلمة البلشفية.

لقد كان فيرتوف يصنع بالفعل أفلاماً خيالية مستخدماً كل عناصر الواقع كما يفعل الجميع، فليس هناك ما هو أقرب إلى الخيال من خطاب لنيكسون في التليفزيون. إنه خيال كريه حقاً.. ولكنه يتضمن نوعاً من الواقع!

جودار: إن ما هو واقعي هو علاقتك أنت بهذا الخيال. ولذلك فنحن نقبل أن نتكلم اليوم بمصطلحات “الخيال المادي” وذلك كرد فعل معاكس لـ “الخيال المثالي”.

إنني أستطيع أن أصف فيلم “كل شيء على ما يرام” بأنه “قصة حب”. هذا هو العنوان الحقيقي، ولكننا حاولنا أن نقدم قصة الحب حسب المفهوم المادي وذلك في تعارض مع قصة حب طبقاً للمفهوم المثالي.

جوران: لقد سئلنا عن رأينا في الأفلام الأمريكية التجارية الشائعة، وهو ما يشبه أن يسألك أحدهم عن شعورك إزاء مدينة نيويورك. إنه نفس السؤال.

لقد شاهدنا فيلمين هما “القادة الجدد” The New Centurions (أو الدائرة 45 شرطة لوس انجليس) وهو فيلم تبريري فاشستي، و”الطائر الخرافي” (سوبر فلاي) وهو فيلم أسود تبريري فاشستي. وكدنا نموت رعباً. لقد تأثرنا حقاً. إن من المخيف فعلاً أن تكون في أمريكا وترى جمهور الأمريكيين السود في سان فرانسيسكو، وهم على هذه الدرجة من الانفعال أمام “الطائر الخرافي”، أو المشاهدين البيض وهم بمثل هذا التوتر أمام “القادة الجدد” (فيلم المخرج ريتشارد فلايشر- 1972 (المترجم)، وطالما أن فرنسا مستعمرة أمريكية، كنا نخشى مما يمكن أن يحدث للوطن!

كل شيء على ما يرام

جودار: إن ما يمكنك استخلاصه من فيلم “كل شيء على ما يرام” يعتمد على خلفيتك الفكرية والثقافية وعلى وضعك الاجتماعي. نحن نحب النظر إلى الشاشة باعتبارها سبورة. سبورة بيضاء. وعلى هذه السبورة ثلاثة عناصر.. ثلاث قوى اجتماعية تمثلها ثلاثة أصوات: السلطة.. أي صوت الرئيس، وصوت الحزب الشيوعي، والصوت اليساري. ولكني لا أحب أن أسميه كذلك. دعنا نطلق عليه “صوت الجماهير” خارج الساحة.

هذه هي القوى الاجتماعية الثلاث التي تعمل في فرنسا اليوم. لقد أخذنا هذه “الأصوات الصاخبة” خارج الواقع. نحن لم نخترعها، بل جمعناها فقط في نسق ما. إن هذا الفيلم هو في الواقع جريدة سينمائية. لقد لخصنا فيه ما وقع في فرنسا خلال عامين في ساعتين ونصف.

جوران: لقد تم إنجاز “كل شيء على ما يرام” ببساطة شديدة رغم عدم وضوح ذلك. فقد وقعت أحداث “السوبرماركت” بالفعل، فقبل تصوير المشهد بأسبوع كان الحزب الشيوعي يبيع برنامجه في نفس “السوبرماركت”. وقبل تصوير المشهد بثلاثة أشهر قام اليساريون بنهب المتاجر واستولوا على السلع الفاخرة ثم قاموا بتوزيعها في ضواحي باريس.

تلك هي العناصر التي يتكون منها الفيلم. لقد أنجزنا لأول مرة فيلماً شديد الواقعية، ولكن أي نوع من الواقعية؟ وكيف اخترناها؟ لقد جاء اختيارنا لها من خلال نوع ما من “اللاوعي”. ولذلك فالفيلم فيه الكثير من المبالغات. إنه فيلم بريختي بهذا المعنى.

إنها وسيلة للوصول إلى مستوى التقاليد المتبعة في فيلم مثل “ملح الأرض” وهو المرجع الأساسي عند المخرجين وهم يعالجون موضوع “الفساد الاجتماعي”.

ملحوظة: فيلم “ملح الأرض” الذي يستشهد به جودار هو الفيلم الذي أخرجه هربرت ج بيبرمان عام 1954 وهو أحد “العشرة الكبار” في هوليوود الذين سجنوا بسبب رفضهم الإجابة عن أسئلة تتعلق بعضويتهم في الحزب الشيوعي الأمريكي، أمام لجنة التحقيق في النشاط المعادي التي عرفت بلجنة مكارثي. وفيلم “ملح الأرض” يصور إضراب عمال مناجم وكيف تعاملت السلطة معه. وهو يستند إلى أحداث حقيقية، وشارك فيه عمال مناجم حقيقيون.

يمضي جودار يقول:

ولكن الحصول على البساطة لا يعني بالضرورة التوصل إلى وضوح أكثر. وعلى سبيل المثال فقد فكرنا في الربط بين مؤثرات “الموسيقى الاجتماعية” التي يزدحم بها شريط الصوت، مع الضوضاء التي كنا نسمعها طوال الوقت، في محاولة لتفادي “الربط” التقليدي الذي نراه في التليفزيون والصحف. وهكذا.

لقد تم إنجاز الفيلم كله طبقاً لتقاليد تتعارض مع تقاليد التمثيل، فالنجوم الحقيقيون هنا ليسوا ايف مونتان وجين فوندا، بل الممثلون العشرون الثانويون الذين قاموا بأدوار العمال في مشهد المصنع. وهؤلاء لم يسبق لهم التمثيل من قبل. لقد اكتشفوا تقاليد معينة للتمثيل كتلك التي أرسيت في أفلام الثلاثينيات في فرنسا. وأصبح لدينا شاب مثل جابان، وفتاة تؤدي مثل أرليتي (يقصد الممثلة الفرنسية التي لمعت في سينما الثلاثينيات)، وشاب يذكرنا في أدائه بإحدى شخصيات أول أفلام جان فيجو. ونفس الشيء حدث مع الممثل الذي قام بدور مدير المصنع. إنه مخرج أفلام وممثل بريختي. ولم نشأ أن نجعل منه مهرجاً رغماً عنه، ولكننا أردنا أن نعرض لتلك الأنواع من الخطباء التي تظهر كل يوم على شاشة التليفزيون، فنيكسون يمثل مثل مديرنا. ولكنهم لا يسببون لنا إزعاجاً فأنت تدرك فجأة خلال الفيلم، أنهم تافهون!

سؤال: ألم يواجه جودار متاعب بسبب طبيعة شخصية إيف مونتان؟

جودار: إن ما يظل عالقاً بذهنك هو أسطورة “المؤلف”. فالناس غالباً، يرجعون المونولوج الخاص بإيف مونتان إليَّ أنا باعتباري النجم. ومن حياتي كمخرج سينمائي تجد الكثير في المونولوج الخاص بجين فوندا. أما عندما تقول هي إنها لا تستطيع الاستمرار في كتابة تلك المواد التافهة للصحيفة التي تعمل لها، فهذا التعبير مستمد من حياة جان بيير جوران.

لقد ساعدنا وجود إيف مونتان وجين فوندا على إنجاز “كل شيء على ما يرام” ولكن بسبب اسميهما وما يتمتعان به من شهرة، فقد ارتفعت الميزانية بمقدار ربع مليون دولار. وكانت أكبر ميزانية عملت بها. ولكننا كنا بحاجة إلى ذلك لكي نصنع فيلماً للجمهور الفرنسي العريض. ولكننا فشلنا تماماً في توزيعه في فرنسا، لذلك قمنا بتلك الرحلة إلى الولايات المتحدة.

رسالة إلى جين

جوران: بالنسبة لنا هناك خمس دقائق ممتعة في هذا الفيلم. إنه خلاصة تجربة قديمة قام بها كوليشوف في بداية الثورة الروسية.  إنها بالنسبة لنا طريقة لإعادة التفكير جدياً في ترتيب الكادرات وزوايا الكاميرا وأشياء أخرى اختفت تماماً من الأفلام اليوم.

لقد كنا طوال الوقت نتعرض للأسئلة.. جين فوندا ونحن أيضاً. و “كل شيء على ما يرام” يجب إلى حد ما عن هذه الأسئلة. وعلى سبيل المثال كان أحد الأسئلة الموجهة إلى جين فوندا على النحو التالي: لقد أتيتِ إلى فرنسا لتعملي معنا في فيلم “كل شيء على ما يرام”، وقد عملتِ مؤخراً في فيلم “كلوت” Klute، وبعد “كل شيء على ما يرام” سوف تقدمين “كلوت” آخر، وربما تذهبين إلى هانوي. ولكننا نتساءل مع كثير من المخرجين والعاملين في الوسط السينمائي: هل يتعين عليكِ أن تصنعي “كلوت” حتى يمكنك الذهاب إلى هانوي؟ ربما كان العمل في “كلوت” طريقاً خاطئاً إلى هانوي؟ وهذه إحدى المشاكل التي كان يتعين علينا أن نحسمها في “رسالة على جين”.

ملحوظة: فيلم “كلوت” هو الفيلم الذي أخرجه آلان باكولا عام 1971، وتقوم فيه جين فوندا بدور عاهرة يلجأ إليها صديق رجل يدعى كلوت، قُتل في جريمة غامضة، لكي يعرف من الذي قتله لكنه سرعان ما يكتشف أن حياتها هي أيضاً مهددة.

سؤال: ألم يكن ممكناً استخدام صورة لشخصية غير معروفة محل صورة جين فوندا؟

جودار: كلا، على الإطلاق. فالفيتناميون الشماليون لم يكونوا في حاجة قط إلى أمريكيين غير معروفين لكي ينادوا بـ “السلام في فيتنام”. بل كانوا في حاجة إلى أشخاص معروفين جيداً لأن نيكسون ليس أمريكياً مجهولاً.

إن نظام النجوم هام جداً. إنك تنظر إلى نفسك باعتبارك النجم في حياتك الخاصة، وربما لا يكون الأمر يتعلق بفيلم يصور ثم يرسل إلى المعمل، ولكنك تواصل بناء شيء ما كل يوم. لديك برنامج معين لنفسك. إنك كومبيوتر نفسك.. مثل نوع من آلات صنع الحلوى. أنت تنظم نفسك كل صباح. تضع برنامجك، وتحسب حساباتك بدقة. إنك تصنع من نفسك نجماً في فيلمك الخاص، وتصبح أنت المصور والممثل والممثلين الثانويين والمعمل.

سؤال: إذا وجهت نقداً لتعبير جين فوندا.. ترى ماذا كان ينبغي أن تفعل بدقة؟

جودار: في هانوي، أنا لست مخرجاً. إنني أستطيع توجيهها فقط ونحن في باريس. لقد طلبنا من جين أن تأتي إلى فرنسا لتعمل معنا في فيلم نخرجه سميناه “كل شيء على ما يرام”. وقبل ذلك بشهرين كان الفيتناميون الشماليون قد طلبوا منها أن تذهب لتشاركهم في عمل أطلقوا عليه “النصر على أمريكا”.

في “رسالة إلى جين” هناك صورتان: جين فوندا القديمة وجين فوندا الجديدة. لقد كان ضرورياً أن يتبين لنا الفارق بين الصورتين لأن الفروق تهمنا. الصورة الفوتوغرافية الثابتة كانت تكشف الصورتين معاً، ولكننا لم نلحظ الفرق. إنها مسألة جمالية. وهذا الفيلم يتناول الجماليات التي فُهمت كمقولة سياسية. ولكننا نفضل الحديث عن الجماليات لا عن السياسة. نحن نهتم فقط بمعرفة التغييرات المختلفة. إنني إذا كنت في فيتنام ونظرت إلى طفل قتيل فسوف يكون تعبيري تماماً كما لو كنت أنا نيكسون أو جون واين.

إننا نشعر شعوراً قاتلاً بأن الناس قد فقدوا القدرة على الرؤية هذه الأيام. إننا نقرأ فقط، ولكننا لا نرى الصورة قط. لقد كان دزيجا فيرتوف هو الذي قال إنه يتعين علينا أن نرى العالم لكي نتعلم ونعلم الناس كيف يرونه بدورهم. وقد قال أيضاً إنه ينبغي أن نرى العالم باسم الثورة البروليتارية، ولكننا لا نستطيع أن نسلك الطرق نفسه اليوم. فتعبير “الثورة البروليتارية” أصبح يستخدم استخداماً خاطئاً في بلادنا اليوم. لذلك نفضل القول إننا نهتم بالجماليات. نحن نحاول أن نبتكر، وأن نعثر على أشكال جديدة تناسب مضامين جديدة. ولكن الأشكال والمضامين الجديدة تعني أن عليك أن تفكر في العلاقة القديمة – التي مازالت قائمة، بين الشكل والمضمون.

لقد أردنا أن نوصل شيئاً ما، ولكننا سألنا أنفسنا: ما الذي نريد توصيله؟ وكيف يتعين علينا أن نوصله؟ إننا نستطيع أن نتعامل مع فيلم “المليون دولار” بصنع فيلم مكون من صورتين ثابتتين. لقد ابتكر الفيتناميون الشماليون حرب الصورتين الثابتتين في مواجهة حرب فيلم المليون دولار من إنتاج البنتاجون- هوليوود. ولسنوات عديدة كنا نقول إن من الممكن عمل أفلام بإمكانات ضئيلة للغاية: مجرد صورة أو صورتين أو ثلاث صور ثابتة وشريط كاسيت. ولهذا رأينا أنها فرصة مناسبة أن نصنع فيلماً (بطول الفيلم الروائي) يبرز الحرب الفيتنامية، يبرز جين فوندا، ويبرز الفيتناميين الشماليين، ويبرز وجهة نظرنا إزاء هذا كله. وقد تم تصوير الفيلم في يوم واحد. بالطبع استغرقت الكتابة يوما آخر، ولكن التصوير احتاج يوماً واحداً، والمونتاج يوماً آخر، والتحميض يوماً آخر. وبلغت تكاليف صنع الفيلم 500 دولار، وأخذنا نحن ألف دولار لكي نأتي إلى هنا!

جوران: إنه فيلم تجاري تماماً وقد قمنا بتوزيعه بأنفسنا. في فلسطين أثناء العمل في الفيلم الذي قمنا بتصويره هناك قبل عامين، اكتشفنا طبيباً في جنوب الأردن كان يصنع أفلاماً باستخدام الصور الفوتوغرافية الثابتة. لقد كان يتلقى كل أسبوع عدة صور من عمَّان، من منظمة فتح، ويقوم بتركيب تلك الصور معاً، ويضع مساحات سوداء فيما بينها، ثم يقوم بالتعليق عليها أمام الجمهور مباشرة. لقد كان فناناً سينمائياً حقيقياً. وتلك هي الإمكانية التي كانت موفرة لدينا.

لقد قضيت ساعة تشاهد فيلماً عن صورة ثابتة لن تحتاج منك إلى أكثر من ثانيتين للنظر إليها. أعتقد أنه كان من الممكن أن تقضي عشر ساعات في التطلع إليها. إننا إذا نظرنا إليها لمدة ثانيتين فخلال الثانيتين هناك مليون شيء يحدث ويمكن أن يعيد تشكيل طريقتك في الحياة، الطريقة التي أحيا بها فأنا أحيا في عالم أخضع فيه لآلاف الصور والأصوات في الثانية الواحدة. وأنا أريد أن أعرف كيف يعمل هذا كله. هذا هو السؤال الذي يثيره فيلم “رسالة إلى جين”. لقد كان باستطاعتي استغلال الوقت في عمل فيلم دعائي.

جوران: الناس يقولون إن السينما “عاطفة” أو “استغراق عاطفي” ولكن أي نوع من الاستغراق العاطفي؟ إنك ترى على الشاشة فجأة شخصاً يواجه نفس الألغاز التي اعتدت عليها طوال الوقت.

إن الفيلم وسيلة لقطع الصلات العادية التي تربطنا بالواقع الذي نخضع له. فليس هناك ما هو أكثر تجريدية من صورة أو صوت. ولكن هذا التجريد يأتي من واقع معين ويمكن أن يقودك مرة أخرى إلى واقعك. لذلك فنحن نصنع أفلاماً تقود المشاهدين إلى الوراء حتى يشاهدوا الفيلم ويتمكنوا من التقاط عنصرين أو ثلاثة عناصر ثم يحاولون التعامل معها في حياتهم. إنه التأثير عن طريق “الإمداد العكسي”.

 

####

 

وفاة أعظم التجريبيين في عصرنا: رحيل جان لوك جودار

أخبار وتحقيقات

غادر المحرج الفرنسي- السويسري الكبير جان لوك جودار الحياة اليوم حسبما أفادت مصادر صحفية، عن 91 سنة.

كان جودار أحد ابرز أبناء جيل حركة الموجة الجديدة الفرنسي في السينما التي ظهرت في أواخر الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وأحدثت ثورة في السينما.

وقد اشتهر جودار بأسلوبه في التصوير السينمائي الحر الذي يبدو مرتجلا، بالإضافة إلى مواقفه السياسية الراديكالية. وقد ترك بصمته على سلسلة من الأفلام المسيّسة بشكل كبير في الستينيات، قبل أن يستمتع بإحياء مهني غير متوقع في السنوات الأخيرة، مع أفلام مثل “فيلم الاشتراكية” و”وداعا للغة” كما تعامل جودار مع التكنولوجيا الرقمية.

ولد جودار في باريس عام 1930، ونشأ وترعرع وذهب إلى المدرسة في نيون على ضفاف بحيرة جنيف في سويسرا. وبعد عودته إلى باريس بعد إنهاء دراسته في عام 1949، وجد جودار موطنًا طبيعيًا في “نوادي السينما” التي ازدهرت في العاصمة الفرنسية بعد الحرب، ونتجت عنها الموجة الفرنسية الجديدة.

وبعد أن التقى أمثال الناقد أندريه بازين وزملائه من نقاد السينما الذين سيصبحون مخرجين في المستقبل مثل فرانسوا تروفو وكلود شابرول وجاك ريفيت، بدأ جودار كتابة النقد السينمائي لمجلة “كراسات السينما” التي ستصبح مؤثرة كثيرا.

دافع جودار في البداية عن أفلام هوليوود التقليدية وروج لمخرجين مثل هوارد هوكس وأوتو بريمينجر وفضلهم على شخصيات أكثر عصرية. كان لدى جودار أيضًا تقديس لهمفري بوجارت، وهو ما سينعكس على أول فيلم له، “النفس الأخير”Breathless ، والذي عرض في عام 1960.

قبل ذلك، شق جودار طريقه في صناعة الأفلام عبر سلسلة من الأفلام القصيرة، مثل شارلوت وفيروني”، و”كل الأولاد اسمهم باتريك” عام 1957، وهي أفلام ظهر فيها أسلوبه الفضفاض في الاخراج السينمائي.

وعن فكرة كتبها تروفو حول مجرم صعلوك أخرج فيلمه الروائي الطويل الأول “النفس الأخير” الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وصور جودار فيلمه في شوارع باريس عام 1959، مع استخدام ضئيل للإضاءة الاصطناعية، وسيناريو كان يتم كتابته يومًا بعد يوم، وتحولت الفيلم إلى ظاهرة ثقافية، مما جعل بطله جان بول بلموندو نجما كبيرا، وفاز الفيلم بجائزة أفضل إخراج في مهرجان برلين السينمائي.

واصل جودار إنتاج سلسلة من الأفلام الأساسية في الستينيات بمعدل كبير. وكان  فيلمه التالي “الجندي الصغير”Le Petit Soldat ، يصور كيف تغاضت الحكومة الفرنسية عن التعذيب، وقد تم حظره حتى عام 1963، لكنه كان أيضًا الفيلم الذي التقى فيه جودار بزوجته المستقبلية، آنا كارينا، وكذلك صاغ أشهر قول مأثور له، “السينما” هي الحقيقة 24 لقطة في الثانية”.

ومن بين أفلامه البارزة الأخرى فيلم “المرأة هي المرأة” والذي قامت ببطولته أنا كارينا مرة أخرى، جنبًا إلى جنب مع بلموندو وحصل على المزيد من جوائز برلين؛ ثم أخرج فيلم “الاحتقار” الذي يسخر فيه من صناعة السينما، من بطولة ميشيل بيكولي وبريجيت باردو وجاك بالانس وفريتز لانغ ، ثم فيلم “الفافيل” Alphaville ، وهو مزيج غريب من الفيلم نوار والخيال العلمي.

بحلول عام 1965، انتهى زواج جودار من كارينا بالطلاق؛ وكان آخر فيلم لهما معًا هو “صنع في الولايات المتحدة” Made in USA ، تكريمًا لأدب الخيال الرخيص الأمريكي. وقد واجه الفيلم مشاكل تتعلق بحقوق الملكية في الولايات المتحدة.

في تلك الفترة الصاخبة من الستينيات أصبح جودار مرتبطًا تمامًا بالسياسة الثورية وعكس إنتاجه السينمائي هذا: فقد أسس وحدة إنتاج سميت على اسم دزيجا فيرتوف، المخرج السوفيتي الشهير صاحب فيلم “الرجل والكاميرا”. وذهب جودار إلى مهرجان كان السينمائي في عام 1968 مع زملائه وتضامنوا مع الانتفاضة الطلابية في باريس، وتعاون مع الطالب الماركسي الشاب جان بيير جورين في اخراج فيلم “كل شيء على ما يرام”، الذي يعتبر دراسة عن إضراب في مصنع، وشاركت فيه جين فوندا.

التقى جودار في عام 1970، مع المخرجة السينمائية آن ماري ميفيل التي ستصبح رفيقة له في مسيرته العملية، وشريكة حياته بعد انهيار زواجه الثاني من الممثلة آن ويزيمسكي، التي لعبت دور البطولة في فيلمه الشهير “الصينية” عام 1967 عن الطلاب الراديكاليين. واعتبر هذا الفيلم نيوءة بالانتفاضة الطلابية اللاحقة.

مع مجيء السبعينيات، بدأت مواقف جودار السياسية والفكرية الصارمة تفقد طابعها، وتقلص تأثير عمله في الثمانينيات رغم أن فيلمه عام “الملك لير” (1987)، أعيد تشكيله في شكل مهزلة بعد نهاية العالم بطلها زعيم عصابة يدعى ليرو.

كان فيلمه الطويل في عام 2001 “في مديح الحب” ” In Praise of Love بمثابة عودة قوية له، حيث تم اختياره للعرض في مهرجان كان السينمائي، في حين أن فيلمه “فيلم الاشتراكية” عام 2010 سبق منحه جائزة الأوسكار الفخرية في عام 2010 ولم يذهب جودار ليتسلم الجائزة.

عرض فيلمه  “وداعا للغة” عام 2014 بمهرجان كان حيث حيث على جائزة خاصة من لجنة التحكيم، كما حصل فيلمه التالي “كتاب الصورة” (2018) على جائزة السعفة الذهبية التي ابتدعت له خصيصا هذا العام. وسميت السعفة الذهبية الخاصة.

 

موقع "عين على السينما" في

13.09.2022

 
 
 
 
 

حنان أبو الضياء تكتب:

«جان لوك جودار» فكر في الانتحار مرتين ونجح بالثالثة!

«جان لوك جودار» الذي أنهى حياته اليوم بالموت الرحيم؛ بعد أسمع في عالم السينما مثل لويس جويس في الأدب.. هو واحد من أكثر صانعي الأفلام نفوذاً في القرن العشرين وأحد قادة الموجة الفرنسية الجديدة. صاحب التأثير الأكبر على المخرجين الآخرين؛ له علاقة خاصة مع جمهوره.

نساء جودار «آنا كارينا»، «آن ويزيمسكي»، «ماري مييفيل». ذات مواصفات خاصة.. لقد أنتجت علاقته مع كارينا على وجه الخصوص بعضًا من أكثر أفلامه شهرة، وتم نشر علاقتهما على نطاق واسع؛ ووصفتهما الإندبندنت على أنهما «أحد أكثر الأزواج شهرة في الستينيات». ووصف تعاونهما بأنه «أكثر الأعمال تأثيرًا في تاريخ السينما».

أخرج ميشيل هازانافيسيوس فيلمًا عنه Godard ، Redoubtable ، استنادًا إلى مذكرات عام واحد بعد (Un an après) تتمحور أحداثه حول حياته في أواخر الستينيات ، عندما صنع هو و «آن ويزيمسكي» أفلامًا معًا.

عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي عام 2017. قال جودار عن الفيلم إنه «فكرة غبية وغبية».

وُلِد جان لوك جودار في 3 ديسمبر 1930في الدائرة السابعة بباريس، ابن أوديل ( ني مونود) وبول جودار، وهو طبيب سويسري. جاء والداه الأثرياء من عائلات بروتستانتية من أصول فرانكو سويسرية، وكانت والدته ابنة جوليان مونود، مؤسس بنك باريبا.

كانت حفيدة عالم اللاهوت أدولف مونود. من بين الأقارب الآخرين من جانب والدته الملحن جاك لويس مونود، وعالم الطبيعة تيودور مونود، والقس فريديريك مونود، ورئيس الوزراء السابق ورئيس بيرو فيما بعد بيدرو بابلو كوتشينسكي بعد أربع سنوات من ولادة جان لوك، انتقل والده إلى سويسرا.

عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان جودار في فرنسا، وعاد بصعوبة إلى سويسرا. قضى معظم الحرب في سويسرا، على الرغم من قيام عائلته برحلات سرية إلى منزل جده على الجانب الفرنسي من بحيرة جنيف، التحق جودار بمدرسة في نيون بسويسرا.

ذهب للدراسة في باريس، واختلط من خلال العلاقات الأسرية بأعضاء النخبة الثقافية استضاف الكاتب جان شلمبرجير، بعد أن رسب في امتحان البكالوريا عام 1948 عاد إلى سويسرا.

مذكّر مؤنث

أمضى وقتًا في جنيف أيضًا مع مجموعة ضمت متعصبًا سينمائيًا آخر، رولان تولماتشوف، والفيلسوف اليميني المتطرف جان بارفوليسكو. شجعته أخته الكبرى راشيل على الرسم، وهو ما فعله، بأسلوب مجرد. بعد الوقت الذي أمضاه في مدرسة داخلية في ثونون للتحضير لإعادة الاختبار، الذي اجتازه، عاد إلى باريس في عام 1949. سجل للحصول على شهادة في الأنثروبولوجيا في جامعة باريس (السوربون)، لكنه لم يحضر الفصل.

في باريس ، في الحي اللاتيني قبل عام 1950 ، كانت نوادي السينما (جمعيات الأفلام) تكتسب شهرة. التقى في هذه النوادي بزملائه المتحمسين للسينما بما في ذلك جاك ريفيت وكلود شابرول وفرانسوا تروفو.

كان جودار جزءًا من جيل أخذت السينما فيه أهمية خاصة. قال: في الخمسينيات من القرن الماضي كانت السينما لا تقل أهمية عن الخبز – لكن الأمر لم يعد كذلك. كنا نظن أن السينما ستثبت نفسها كأداة للمعرفة، مجهر.. تلسكوب.. في سينماتيك اكتشفت عالما لم يكلمني أحد عنه، لقد أخبرونا عن جوته، لكن ليس دراير.. شاهدنا أفلامًا صامتة في عصر الحديث، حلمنا بالسينما، كنا مثل المسيحيين في سراديب الموتى.

بعد أن غادر باريس في خريف عام 1952، عاد جودار إلى سويسرا وذهب للعيش مع والدته في لوزان. أصبح ودودًا مع عشيق والدته، جان بيير لاوبشر، الذي كان عاملاً في سد جراند ديكسنس .

وفي يناير 1956 عاد إلى باريس أثبتت خطة لفيلم روائي طويل عن الصلات الاختيارية لجوته أنها كانت طموحة للغاية ولم تسفر عن شيء، استعان تروفو بمساعدته للعمل على فكرة كانت لديه لفيلم مبني على قصة الجريمة الحقيقية لمجرم صغير، ميشيل بورتيل، الذي أطلق النار على شرطي دراجة نارية وسلمته صديقته إلى الشرطة، لكن تروفو فشل في ذلك مصلحة أي منتجين.

اللاهث

تم التخلي أيضًا عن مشروع آخر مع Truffaut ، وهو فيلم كوميدي عن فتاة ريفية تصل إلى باريس.

عمل مع رومر على سلسلة مخطط لها من الأفلام القصيرة التي تركز على حياة فتاتين، شارلوت وفيرونيك.

وفي خريف عام 1957، أنتج بيير برونبيرجر أول فيلم في السلسلة بعنوان All the Boys Are Called Patrick ، من إخراج جودار من سيناريو رومر.

تم إنشاء قصة المياه (1958) إلى حد كبير من لقطات غير مستخدمة تم تصويرها بواسطة Truffaut. في عام 1958، قدم جودار، مع طاقم الممثلين الذي شمل جان بول بيلموندو وآن كوليت، قصته الأخيرة قبل أن يكتسب شهرة دولية كمخرج أفلام شارلوت وابنه جول، تكريمًا لجين كوكتو.

تم تصوير الفيلم في غرفة فندق جودار بشارع رين وعكس على ما يبدو شيئًا من «التقشف الرومانسي» لحياة جودار في هذا الوقت لاحظ صديقه السويسري رولاند تولماتشوف: «في باريس كان لديه ملصق بوجارت كبير على الحائط ولا شيء آخر».

تمتد فترة جودار الأكثر شهرة كمخرج تقريبًا من أول فيلم له ، Breathless(  1960) حتى نهاية الأسبوع (1967). ركز عمله خلال هذه الفترة على الأفلام التقليدية نسبيًا التي غالبًا ما تشير إلى جوانب مختلفة من تاريخ الفيلم.

عبَّر فيلم الاهث، بطولة جان بول بلموندو وجان سيبرج ، بوضوح عن أسلوب الموجة الفرنسية الجديدة، ودمج اقتباسات من عدة عناصر من الثقافة الشعبية، مستخدما تقنيات مختلفة .

آنا كارينا، بعد أن رفضت دورًا في Breathless ، ظهرت في فيلم الجندي والذي يتعلق بحرب فرنسا في الجزائر.

يبدأ الفيلم في 13 مايو 1958 تاريخ محاولة الانقلاب في الجزائر، وينتهي لاحقًا في نفس الشهر. ومنع من قبل الحكومة الفرنسية حتى يناير 1963.

ازدراء

ظهرت مرة أخرى مع بيلموندو في أول فيلم ملون لجودار بعنوان «امرأة امرأة» (1961) ، والذي كان يهدف إلى تكريم المسرحية الموسيقية الأمريكية. التعديلات التي أدخلها جودار على النسخة الأصلية من القصة أعطتها أصداء في سيرته الذاتية، «خاصة فيما يتعلق بعلاقته مع آنا كارينا».

كان فيلم جودار التالي حياتي للعيش، أحد أكثر أفلامه شهرة بين النقاد. لعبت كارينا دور البطولة في دور نانا، وهي أم خاطئة وممثلة طموحة قادتها ظروفها المالية المتوترة إلى حياة بائعة في الشوارع.

كان فيلمه ليه كارابينيرز والازدراء، يدور حول رعب الحرب وظلمها المتأصل. كان تأثير واقتراح روبرتو روسيليني هو الذي دفع جودار إلى إنتاج هذا الفيلم الذي يتبع فلاحين ينضمان إلى جيش ملك، فقط ليجدوا عبثًا في الأمر برمته حيث يكشف الملك عن خداع قادة إدارة الحرب.

كان فيلمه الأكثر نجاحًا تجاريًا ( ازدراء ) (1963)، بطولة ميشيل بيكولي وواحدة من أكبر النجمات في فرنسا، بريجيت باردو . إنتاج مشترك بين إيطاليا وفرنسا، أصبح الازدراء معروفًا بأنه قمة في الحداثة السينمائية مع انعكاساتها العميقة. يتابع الفيلم بول (بيكولي) ، كاتب السيناريو الذي كلفه بروكوش ( جاك بالانس ) ، منتج أفلام أمريكي متعجرف ، بإعادة كتابة السيناريو لتصوير ملحمة هوميروس ، التي كان المخرج النمساوي فريتز لانج يصورها.

في عام 1964 ، أسس جودار وكارينا شركة إنتاج، وهو تعاون آخر بين الاثنين ووصفه جودار بأنه «تلتقي أليس في بلاد العجائب بفرانز كافكا»، تدور أحداث الفيلم حول شابين، يتطلعان إلى التسجيل في عملية سرقة، يقع كلاهما في حب كارينا، ويقتبس من العديد من اتفاقيات أفلام العصابات .

في عام 1965 ، أخرج جودار Alphaville ، وهو مزيج مستقبلي من الخيال العلمي، وأفلام النوار، والهجاء. قام إيدي قسطنطين بدور البطولة في دور المحقق الذي تم إرساله إلى مدينة يسيطر عليها جهاز كمبيوتر عملاق يُدعى Alpha 60. وتتمثل مهمته في الاتصال بالبروفيسور فون براون ( هوارد فيرنون ) ، وهو عالم مشهور سقط صامتًا في ظروف غامضة ، يعتقد أن الكمبيوتر قمعه.

تبع جودار كتاب «صنع في الولايات المتحدة الأمريكية» (1966)، الذي كان مصدر مادة فيلم The Jugger لريتشارد ستارك . واثنان أو ثلاثة أشياء أعرفها عنها (1967)، حيث تصور مارينا فلادي امرأة تعيش حياة مزدوجة كربة منزل وعاهرة. فيلم الإثارة والجريمة الكلاسيكي الجديد «صنع في الولايات المتحدة» مستوحى من أفلام American Noir. آنا كارينا تلعب دور البطولة المناهضة للبطل التي تبحث عن عشيقها المقتول .

وفيلم رأى لجودار يعد أكثر صوره صراحة من الناحية السياسية. ركز الفيلم على مجموعة من الطلاب وانخرطوا في الأفكار التي خرجت من مجموعات الطلاب الناشطين في فرنسا المعاصرة.

تم إصدار الفيلم قبل أحداث مايو 1968 مباشرة، ويعتقد البعض أن الفيلم كان ينذر بالتمرد الطلابي الذي حدث في تلك السنة.

عش حياتك

في نفس العام، قدم جودار فيلمًا أكثر حيوية وسياسية، هو نهاية الأسبوع. حيث يتبع الزوجان الباريسيان أثناء مغادرتهما في رحلة نهاية الأسبوع عبر الريف الفرنسي للحصول على الميراث. ما يترتب على ذلك هو مواجهة العيوب المأساوية للبرجوازية المفرطة في الاستهلاك. يحتوي الفيلم على بعض أكثر المشاهد طولا في تاريخ السينما. واحدة منها، وهي لقطة تتبع لمدة ثماني دقائق للزوجين العالقين في ازدحام مروري مستمر أثناء مغادرتهم المدينة، تم الاستشهاد بها على أنها تقنية جديدة استخدمها جودار لتفكيك الاتجاهات البرجوازية.

كانت السياسة ليست بعيدة عن السطح في أفلام جودار. كانت إحدى سماته الأولى، في فيلم الجندي، التي تعاملت مع حرب الاستقلال الجزائرية، جديرة بالملاحظة لمحاولتها عرض تعقيد النزاع بدلاً من متابعة أي أجندة أيديولوجية محددة. على هذا المنوال، تقدم Les Carabiniers حربًا خيالية تم إضفاء الطابع الرومانسي عليها في البداية بالطريقة التي تقترب بها شخصياتها من خدمتهم، ولكنها أصبحت اسمًا صارمًا مناهضًا للحرب . بالإضافة إلى النزاعات الدولية التي سعى جودار إلى الرد الفني عليها، فقد كان أيضًا مهتمًا جدًا بالمشاكل الاجتماعية في فرنسا. أقرب وأفضل مثال على ذلك هو تصوير كارينا الفعال لعاهرة في Vivre sa vie .

في الستينيات في باريس، لم تكن البيئة السياسية غارقة في حركة معينة. ومع ذلك، كان هناك مناخ متميز بعد الحرب شكلته صراعات دولية مختلفة مثل الاستعمار في شمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا. لم يتضح موقف جودار الماركسي بوضوح حتى لا تشينواز ونهاية الأسبوع .

اتهم البعض جودار بإيواء آراء معادية للسامية: في عام 2010 ، في الفترة التي سبقت تقديم أوسكار جودار الفخري، لفت مقال بارز في صحيفة نيويورك تايمز بقلم مايكل سيبلي الانتباه إلى الفكرة، التي تم تداولها من خلال وذكرت الصحافة أن جودار قد يكون معاديًا للسامية وبالتالي لا يستحق التكريم.

يشير سيبلي إلى كتاب ريتشارد برودي «كل شيء سينما: الحياة العملية لجان لوك جودار»، وألمح إلى مقال سابق أطول نشرته المجلة اليهودية على أنه يقترب من أصل النقاش.

وتعتمد المقالة أيضًا على كتاب برودي، على سبيل المثال في الاقتباس التالي، الذي أدلى به جودار على شاشة التلفزيون عام 1981: «موسى هو عدوي الرئيسي.. موسى، عندما تلقى الوصايا رأى الصور وقام بترجمتها. النصوص، لم يظهر ما رآه. لهذا السبب فإن الشعب اليهودي ملعون».

مباشرة بعد نشر مقال سيبلي، أوضح برودي نقطة واضحة في انتقاد «الاستخدام الانتقائي والضيق للغاية» للفقرات في كتابه. وأشار إلى أن عمل جودار اقترب من الهولوكوست «بأكبر قدر من الجدية الأخلاقية».

في الواقع، تعرض أفلامه الوثائقية صورًا من الهولوكوست في سياق يشير إلى أنه يعتبر النازية والمحرقة بمثابة الحضيض للتاريخ البشري.

أصبحت وجهات نظر جودار أكثر تعقيدًا فيما يتعلق بدولة إسرائيل. في عام 1970 ، سافر جودار إلى الشرق الأوسط ليصنع فيلمًا مؤيدًا للفلسطينيين لم يكمله، وأصبحت لقطاته في النهاية جزءًا من فيلم عام 1976 Ici et ailleurs . في هذا الفيلم، يبدو أن جودار ينظر إلى القضية الفلسطينية على أنها واحدة من العديد من الحركات الثورية اليسارية العالمية.

في مكان آخر، عرّف جودار نفسه صراحةً على أنه معاد للصهيونية، لكنه نفى الاتهامات بمعاداة السامية.

أنتج جودار العديد من القطع التي تتناول حرب فيتنام بشكل مباشر. علاوة على ذلك هناك مشهدان في Pierrot le fou يعالجان هذه المشكلة. الأول هو مشهد تدور أحداثه في أول رحلة بالسيارة بين فرديناند (بلموندو) وماريان (كارينا). عبر راديو السيارة ، استمع الاثنان إلى الرسالة “ذبحت الحامية على يد الفيتكونج الذين فقدوا 115 رجلاً”. ترد ماريان بتأمل مطول حول الطريقة التي تجرد بها الراديو المقاتلين الفيتناميين الشماليين من إنسانيتهم.

في نفس الفيلم ، اعتاد العشاق مجموعة من البحارة الأمريكيين على طول مسار جرائمهم التحريرية. رد فعلهم الفوري، الذي عبرت عنه ماريان، هو «الأمريكيون الملعونون!»، وهو منفذ واضح للإحباط الذي شعر به العديد من الشيوعيين الفرنسيين تجاه الهيمنة الأمريكية . ثم يعيد فرديناند النظر، «هذا جيد، سنغير سياستنا. يمكننا تقديم مسرحية. ربما يعطوننا بعض الدولارات.» تشعر ماريان بالحيرة، لكن فرديناند يشير إلى أن ما يرغب فيه الأمريكيون هو حرب فيتنام. التسلسل الذي أعقب ذلك هو مسرحية مؤقتة حيث ترتدي ماريان ملابس امرأة فيتنامية نمطية وفيرديناند بحار أمريكي. ينتهي المشهد بلقطة قصيرة تكشف رسالة طباشير تركها الزوج على الأرض «ماو ! »( Vive Mao! ).

والجدير بالذكر أنه شارك أيضًا في Loin du Vietnam كمشروع مناهض للحرب، ويتكون من سبعة رسومات تخطيطية من إخراج جودار (الذي استخدم لقطات مخزنة من La Chinoise ) ، كلود لولوش ، جوريس إيفينز ، ويليام كلاين ، كريس ماركر ، آلان رينيه وأجنيس فاردا .

ينبع تفاعل جودار مع الشاعر والكاتب المسرحي الألماني بيرتولت بريخت في المقام الأول من محاولته تغيير نظرية بريشت عن المسرح الملحمي واحتمال إبعاد المشاهد من خلال فصل جذري لعناصر الوسط (المسرح في حالة بريخت، ولكن في حالة جودار تأثير بريخت محسوس بشدة من خلال الكثير من أعمال جودار، خاصة قبل عام 1980 ، عندما استخدم جودار التعبير السينمائي لغايات سياسية محددة.

الفترة التي امتدت من مايو 1968 إلى السبعينيات أعطيت تسميات مختلفة – من فترة «النضال»، إلى الفترة «الراديكالية»، إلى جانب مصطلحات محددة مثل «الماوية» وغامضة مثل «سياسية» على أي حال، شهدت تلك الفترة استخدام جودار لخطاب ثوري متسق في أفلامه وفي تصريحاته العامة.

مستوحاة من اضطرابات 68 مايو، قاد جودار، جنبًا إلى جنب مع فرانسوا تروفو، الاحتجاجات التي أغلقت مهرجان كان السينمائي لعام 1968 تضامناً مع الطلاب والعمال.

وسط الاضطرابات التي حدثت في أواخر الستينيات، أصبح جودار متحمسًا لـ «صناعة الأفلام السياسية». على الرغم من أن العديد من أفلامه من 1968 إلى 1972 هي أفلام طويلة، إلا أنها منخفضة الميزانية وتتحدى فكرة ما يمكن أن يكون عليه الفيلم.

بالإضافة إلى التخلي عن صناعة الأفلام السائدة، حاول جودار أيضًا الهروب من عبادة الشخصية التي تشكلت من حوله. عمل دون الكشف عن هويته بالتعاون مع صانعي أفلام آخرين، أبرزهم جان بيير جورين، صنع جودار أفلامًا في إنجلترا وإيطاليا وتشيكوسلوفاكيا وفلسطين وأمريكا، بالإضافة إلى فرنسا.

قام هو وجورين بجولة في عملهما، في محاولة لخلق نقاش ، بشكل أساسي في حرم الجامعات. وصلت هذه الفترة إلى ذروتها مع الإنتاج ذو الميزانية الكبيرةTout Va Bien ، الذي قام ببطولته إيف مونتاند وجين فوندا . بسبب حادث دراجة نارية أدى إلى إعاقة جودار بشدة، انتهى الأمر بكورين بتوجيه هذا العمل الأكثر شهرة معًا تقريبًا بمفرده.

بعد أحداث مايو 1968، عندما شهدت مدينة باريس اضطرابًا شاملاً رداً على «ديجول الاستبدادي»، وأعيد النظر في هدف جودار المهني، بدأ في التعاون مع الأفراد ذوي التفكير المماثل في مجال صناعة الأفلام.

كان أبرز المتعاونين هو جان بيير جورين، الطالب الماوي للويس ألتوسير، وميشيل فوكو ، وجاك لاكان (الذي أصبح فيما بعد أستاذًا لدراسات السينما في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو) ، ولديه شغف بالسينما جذب انتباه جودار. .

بين عامي 1968 و 1973 ، تعاون جودار وكورين لإنتاج خمسة أفلام تحتوي على رسائل ماوية قوية.  قرب نهاية هذه الفترة من حياته، بدأ جودار يشعر بخيبة أمل من مُثله الماوية وتخلت عنه زوجته آن ويزيمسكي. في هذا السياق، وبحسب كاتب السيرة أنطوان دي بيك، حاول جودار الانتحار في مناسبتين.

في عام 1972 ، بدأ جودار والمخرجة السويسرية آن ماري مييفيل شركة إنتاج وتوزيع .

عاد جودار إلى روايات أكثر تقليدية إلى حد ما وسلسلة أفلام أكثر انتشارًا تميزت بتيارات السيرة الذاتية.

في عام 1990 ، حصل جودار على جائزة خاصة من الجمعية الوطنية لنقاد السينما .

في 2004 ، حول جودار تركيزه إلى الحرب ، على وجه التحديد ، الحرب في سراييفو ، ولكن مع الانتباه إلى جميع الحروب، بما في ذلك الحرب الأهلية الأمريكية، والحرب بين الولايات المتحدة والأمريكيين الأصليين، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني .

يتكون الفيلم من ثلاث ممالك دانتية: الجحيم والمطهر والجنة إن افتتان جودار بالمفارقة ثابت في الفيلم. يبدأ الكتاب بمونتاج طويل ومرهق لصور الحرب التي تتلاشى بين الحين والآخر في الكوميديا؛ تظهر الجنة كشاطئ مشجر خصب يحرسه مشاة البحرية الأمريكية .

تم عرض فيلم جودارد فيلم الاشتراكية (2010)؛ ترددت شائعات عن أن جودار يفكر في إخراج فيلم مقتبس عن رواية دانيال ميندلسون The Lost: A Search for Six of Six Million ، وهو كتاب حائز على جائزة عن الهولوكوست

فيلمه عام 2014 Goodbye to Language ، المصور ثلاثي الأبعاد ، يدور حول زوجين لا يستطيعان التواصل مع بعضهما البعض حتى يعمل كلبهما الأليف كمترجم فوري لهما. تم اختيار الفيلم للتنافس على السعفة الذهبية في قسم المنافسة الرئيسي في مهرجان كان السينمائي 2014 ، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

موقع "نون أونلاين" في

13.09.2022

 
 
 
 
 

وفاة المخرج الفرنسي الشهير «جان لوك»

هبة الخولي

توفي المخرج الفرنسي الشهير جان لوك جودار عن عمر يناهز  الـ 92 عاماً بعد مسيرة فنية حافلة .

جان لوك جودار مخرج ومؤلف ومونتير فرنسي، ولد في 3 ديسمبر 1930 في باريس، فرنسا. التحق بالمدرسة في نيونز بسويسرا

وفي عام 1949 درس جان لوك جودار  في جامعة السوربون للتحضير لشهادة في علم الأعراق البشرية.

 عمل جان لوك جودار بمجال الفن ومن أعماله (Breathless) و(Vivre Sa Vie) و(Contempt) و(Pierrot le Fou).

قدم جان لوك جودار أفلام  تتحدى الأعراف السينمائية المتبعة في هوليوود أو في السينما الفرنسية في تلك الفترة. يعتبره البعض أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفا. تعبر أفلامه عن آرائه السياسية ومعرفته بتاريخ السينما وكثيرا ما يستعين بأفلامه بالفلسفتين الوجودية  أثناء عمل جان لوك جودار  كـ  عامل بناء في سد عام 1953 قام تصوير فيلم وثائقي حول عملية البناء بعنوان العملية باطون Opération béton (1955).

وبينما كان يعمل جان لوك جودار  في مجلة كراسات السينما أنجز  فيلمه Une femme coquetteوهو  فيلم قصير من 10 دقائق؛ وفى عام 1958 قام بفيلمه القصير Charlotte et son Jules ، الذي حاز بفضله على شهرة كبيرة ، واستمر “غودار”  بكتابته النقدية وأصبح أحد أهم مؤيدي الموجة الجديدة.

 

####

 

يسري نصر الله ينعي وفاة جان لوك جودار: كان حارسا رائعا للسينما

محمد طه

نعى المخرج الكبير يسري نصر الله، المخرج جان لوك جودار، الذي رحل عن عالمنا اليوم عن عمر ناهز الـ 91 عاما.

وقال نصر الله، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: الرجل الذي علمني أنه يمكنك أن تكون حرًا مع الأفلام وفي الأفلام.. وكان حارسا رائعا للسينما.. أشعر بحزن شديد.. علمني أنه من الممكن أن تكون حرًا في السينما وبها.. كان بمثابة حارسها.. حزين للغاية.

جان لوك جودار مخرج ومؤلف ومونتير فرنسي، ولد في 3 ديسمبر 1930 في باريس، فرنسا. التحق بالمدرسة في نيونز بسويسرا

وفي عام 1949 درس جان لوك جودار في جامعة السوربون للتحضير لشهادة في علم الأعراق البشرية.

 عمل جان لوك جودار بمجال الفن ومن أعماله (Breathless) و(Vivre Sa Vie) و(Contempt) و(Pierrot le Fou).

قدم جان لوك جودار أفلام  تتحدى الأعراف السينمائية المتبعة في هوليوود أو في السينما الفرنسية في تلك الفترة. يعتبره البعض أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفا. تعبر أفلامه عن آرائه السياسية ومعرفته بتاريخ السينما وكثيرا ما يستعين بأفلامه بالفلسفتين الوجودية، وأثناء عمل جان لوك جودار  كـ  عامل بناء في سد عام 1953 قام تصوير فيلم وثائقي حول عملية البناء بعنوان العملية باطون Opération béton (1955). وبينما كان يعمل جان لوك جودار  في مجلة كراسات السينما أنجز  فيلمه Une femme coquetteوهو  فيلم قصير من 10 دقائق؛ وفى عام 1958 قام بفيلمه القصير Charlotte et son Jules ، الذي حاز بفضله على شهرة كبيرة ، واستمر “غودار”  بكتابته النقدية وأصبح أحد أهم مؤيدي الموجة الجديدة.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

13.09.2022

 
 
 
 
 

نعاه ماكرون.. المخرج الفرنسي جان لوك جودار في سطور

 محمد قدري

رحل عن عالمنا صباح اليوم المخرج الفرنسي جان لوك جودار عن عمر 91 عاما بعد صراع مع المرض خلال الفترة الماضية، وأعلنت عائلته في بيان أنه توفي "بسلام" في منزله ببلدة رولّ السويسرية حيث أنه مخرج فرنسي سويسري.

من هو المخرج الفرنسي جان لوك جودار

أخبار وفاة المخرج الكبير دعت عدد كبير من أهل الفن والسياسة لنعيه بعد أن ترك أعمال خالدة حققت نجاحا كبير، ونعاه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من خلال تدوينة قال فيها "لقد فقدنا كنزا وطنيا وشخص ذكي هو أستاذ السينما".

يعد المخرج الراحل من مقتحمي السينما الحديثة وخلال مشواره الفني أقحم موضوعات محظورة واستخدم قوالب روائية جديدة أحدثت ثورة في صناعة الأفلام، وكان ملهم للمخرجين المتمردين.

المخرج الراحل جان لوك جودار هو مخرج ومؤلف ومونتير فرنسي، ولد في 3 ديسمبر 1930 في باريس، فرنسا وله أصول سويسرية.

كانت بدايته حين التحق بالمدرسة في نيونز بسويسرا،  في عام 1949 درس في جامعة السوربون للتحضير لشهادة في علم الأعراق البشرية. عمل بمجال الفن ومن أعماله (Breathless) و(Vivre Sa Vie) و(Contempt) و(Pierrot le Fou).

يعتبر أحد أهم رموز السينما الفرنسية خلال القرن العشرين يُذكر أن جودار قد أطلق، مع زميليه آلان رينيه وفرانسوا تروفو، “الموجة الفرنسية الجديدة” في نهاية خمسينات القرن الماضي، والتي غيَّرت شكل السينما ومواضيعها في العالم كله.

حقق خلال مشواره الكثير من الجوائز ومنها حين وقع اختيار الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين على الفيلم الفرنسي Goodbye to Language للمخرج الكبير جان لوك جودار كأفضل أفلام عام 2014.

قام بالإضافة للإخراج بعدة أعمال أخرى منها المونتاج والكتابة فكتب أعمال هامة منها The Image Book وGoodbye to Language.

 

####

 

مهرجان القاهرة السينمائى ينعى رحيل المخرج الفرنسى جان لوك جودار

 هاجر رضا

نعت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي، رحيل المخرج الفرنسي السويسري البارز جان لوك جودار، الذي رحل عن عالمنا اليوم عن عمر يناهز الـ91 عاما، معربين عن بالغ حزنهم لرحيله وفقدان السينما واحد من أهم المخرجين العالميين.

وكتبت الصفحة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منشورا تنعي فيه رحيل المخرج العالمي جان لوك جودار، قائلًة: "فقدت السينما العالمية المخرج الفرنسي السويسري البارز جان لوك جودار، الذي رحل عن عمر يناهز 91 عاما، والذي يعد أحد أهم الشخصيات التي أحدثت ثورة سينمائية في أواخر ستينيات وخمسينيات القرن الماضي، وترك بصمته من خلال العديد من الأفلام التي ميزت مسيرته".

وتابع البيان الذي صدر عن إدارة المهرجان قائلًا: "من أبرزها "الكراهية - Le Mepris"، "على آخر نفس - A Bout de Souffle"، "وداعا للغة - Adieu au Langage"، الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان، و"كتاب الصور - Le Livre d'image" الحائز على السعفة الذهبية الخاصة.. يعرب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن حزنه الشديد لفقدان المخرج القدير متمنيا لأسرته ومحبيه في العالم الصبر والسلوان".

المخرج الفرنسى البارز جان لوك جودار

 وخرجت أفلامه عن التقاليد الراسخة للسينما الفرنسية وساعدت في إطلاق طريقة جديدة في الإخراج تعتمد على التصوير بالكاميرا المحمولة والانتقالات الفجائية في المشاهد والحوارات الوجودية.

ولا ينسب الفضل إلى جودار وحده في إطلاق الموجة السينمائية الجديدة في فرنسا، حيث شاركه في تأسيس تلك المدرسة ما لا يقل عن 12 من أقرانه، من بينهم فرانسوا تروفو وإريك رومر، ومعظمهم أصدقاء من حركة (الضفة اليسرى لباريس) وهي حركة بوهيمية نشأت في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي.

ومع ذلك، فقد أصبح الرمز الأشهر لهذه الحركة السينمائية التي امتدت إلى اليابان وهوليوود، وحتى في تشيكوسلوفاكيا الشيوعية وكذلك في البرازيل.

وكتب وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانج في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "نحن مدينون له بالكثير... لقد ملأ السينما بالشعر والفلسفة. بصيرته الحادة والفريدة جعلتنا نرى ما لا يمكن لأعيننا رؤيته".

وكان جودار واحدا من أغزر أقرانه إنتاجا، إذ أخرج عشرات الأفلام القصيرة والطويلة على مدار أكثر من نصف قرن منذ أواخر الخمسينيات.

وجاءت معظم أفلامه الأكثر تأثيرا ونجاحا من الناحية التجارية في الستينيات، ومن بينها (فيفر-سا-في) "حياتي التي سأعيشها" و(توأور ثري ثينجس آي نو أبوت هير) "شيئان أو ثلاثة أعرفها بشأنها" و(ويك أند) "عطلة نهاية الأسبوع".

 

الدستور المصرية في

13.09.2022

 
 
 
 
 

وفاة الفنان الفرنسي جان لوك جودار “الطفل الرهيب” عن 91 عاما | Ents &

by فيوتشر نيوز

توفي مخرج الموجة الفرنسية الجديدة جان لوك جودار عن عمر يناهز 91 عامًا.

أطلق جودار لقب “الطفل الرهيب” على الموجة الفرنسية الجديدة بسبب عمله الاستفزازي، وقد أحدث ثورة في السينما الشعبية في عام 1960 مع ظهوره الأول Breathless.

الفيلم، الذي يحمل عنوان A bout de souffle بالفرنسية، صنع نجوم ممثليه الرئيسيين Jean Seberg و Jean-Paul Belmondo. يُشار إلى استخدامه غير التقليدي لقطع القفز على أنه ثوري في الفيلم، وغالبًا ما يتم تصنيفه من بين أفضل الأفلام التي تم إنتاجها على الإطلاق.

أفادت وكالة الأنباء السويسرية ATS التي نقلت عن شريكة غودار آن ماري مييفيل ومنتجيها، أن جودار توفي بسلام، وسط أحباؤه في منزله في بلدة Rolle السويسرية على بحيرة جنيف، الثلاثاء.

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجودار، واصفا إياه بـ “الكنز الوطني”.

قام بتغريد صورة للمخرج الأيقوني، واصفاً إياه بأنه “أكثر مخرجي الموجة الجديدة تحرراً للأيقونات” الذين “اخترعوا شكلاً فنياً عصرياً وحرياً للغاية”.

وأضاف: “خسرنا كنزًا وطنيًا، عين عبقري”.

بدأت مهنة جودار السينمائية في الخمسينيات من القرن الماضي، ومع ذلك، بدأ العمل كناقد سينمائي قبل أن يتحرك خلف الكاميرا، حيث أعاد كتابة قواعد التصوير والصوت والسرد.

احتلت مسرحية مولده الحديث المثير للجدل، هيل ماري، التي قام ببطولتها أيضًا بلموندو، عناوين الصحف عندما شجبها البابا يوحنا بولس الثاني في عام 1985.

غالبًا ما كانت أفلامه مشحونة سياسياً وتجريبية، حيث كانت تجذب دائرة صغيرة من المعجبين وتحبط العديد من النقاد الذين اعتبروها فكرية بشكل مفرط.

وقال مدير مهرجان كان السينمائي تيري فريمو لوكالة أسوشيتيد برس إن وفاة جودار كانت: “حزينة، حزينة. للغاية.”

ولد جودار في عائلة ثرية فرنسية سويسرية في 3 ديسمبر 1930 في باريس، ونشأ في نيون بسويسرا، وواصل دراسة علم الأعراق البشرية (دراسة مختلف الناس وثقافاتهم) في جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية.

كان هناك انجذب إلى المشهد الثقافي الذي ازدهر في “نادي السينما” بالحي اللاتيني بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح أصدقاء مع المخرجين المشهورين في المستقبل فرانسوا تروفو وجاك ريفيت وإريك رومر.

في عام 1950 أسس جازيت دو سينما التي لم تدم طويلاً ، وبحلول عام 1952 كان قد بدأ الكتابة لمجلة السينما المرموقة كارير دو سينما.

بعد العمل على فيلمين من قبل زملائه المخرجين جاك ريفيت وإريك رومر في عام 1951، حاول جودار إخراج فيلمه الأول أثناء سفره عبر أمريكا الشمالية والجنوبية مع والده، لكنه لم يكمله أبدًا.

كان أول فيلم ناجح له عبارة عن فيلم وثائقي مدته 20 دقيقة حول بناء سد في سويسرا يسمى عملية الخرسانة. عرضًا للمبادرة، تولى وظيفة في الموقع كعامل بناء لتمويل المشروع.

صدر أول فيلم قصير حقيقي له – All Boys Are Called Patrick – في عام 1959، مع فيلمه المميز Breathless – استنادًا إلى قصة Truffaut – صدر في العام التالي.

يحكي الفيلم قصة لص شاب مفلس يصور نفسه في فيلم عصابات أفلام هوليوود، هارباً في إيطاليا مع صديقته بعد إطلاق النار على ضابط شرطة.

شارك جودارد أيضًا في مشاريع أفلام جماعية بما في ذلك الفيلم الفرنسي The Seven Deadly Sins والفيلم الإيطالي Let’s Have a Brainwash.

اشتهر بآرائه اليسارية المتشددة، وغالبًا ما ظهرت أفكاره الاشتراكية في الصدارة في عمله.

كما أن دفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية جلب له اتهامات متكررة بمعاداة السامية، على الرغم من إصراره على تعاطفه مع الشعب اليهودي ومحنته في أوروبا المحتلة من قبل النازيين.

في ديسمبر 2007، تم تكريمه من قبل أكاديمية السينما الأوروبية بجائزة الإنجاز مدى الحياة وفي عام 2010 حصل على جائزة أوسكار فخرية إلى جانب مؤرخ الفيلم والمحافظ كيفن براونلو والمخرج والمنتج فرانسيس فورد كوبولا والممثل إيلي والاش.

ومع ذلك، قرر عدم الذهاب إلى هوليوود لاستلام الجائزة، التي كانت “لمساهماته في السينما في عصر الموجة الجديدة” ، مفضلاً البقاء في منزله في سويسرا بدلاً من ذلك.

تزوج جودار من عارضة الأزياء والممثلة الدنماركية المولد آنا كارينا عام 1961، وواصلت الظهور في سلسلة من أفلامه. انفصلا عام 1965.

تزوج زوجته الثانية آن ويزيمسكي عام 1967 لكنهما انفصلا عام 1979.

ترك وراءه شريكة عمره 44 عامًا، المخرجة السويسرية آن ماري مييفيل.

 

فيوتشر نيوز في

13.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004