ملفات خاصة

 
 

رحيل جان-لوك غودار... المخرج النابغة الذي عاش لسينماه

لندن: محمد رُضا

عن رحيل جودار

سحر السينما

   
 
 
 
 
 
 

التزم بأسلوبه وأفكاره على مدى سنين طويلة

توفي اليوم المخرج السويسري جان-لوك غودار وفازت صحيفة «ليبراسيون» بالخبر قبل سواها. نعته وذكّرت بما لا يحتاج إلى تذكير من نبوغ هذا المخرج وصدق اتجاهاته الفنية والسياسية. غودار مارس السينما بأسلوب مختلف تطوّر واختلف منذ البداية تبعاً لمراحل وظروف، لكنه لم يخرج من الخط الذي رسمه لنفسه: أن يكون مخرجاً هو أن تعبّر عن موقفك من السياسة والثقافة والتاريخ. إذا كنت قادراً على مزج كل ذلك بأسلوبك الخاص. وغودار مارسه بأسلوبه الخاص بلا ريب.

لقاء بدأ مسيرة

بالنسبة إليه، فإن الفيلم عليه أن يحكي الموضوع الذي يطرحه من جهة، وأن يحكي عن الفيلم ومكوّناته من جهة أخرى، ومرجعياته الفكرية أيضاً. هذا ما عمد إليه في أكثر من 70 فيلم روائي وغير روائي بدءاً من فيلمه الأول «نفس لاهث» سنة 1960 وصولاً إلى آخر فيلم له، ذاك الذي حققه سنة 2018 تحت عنوان «كتاب الصورة» The Image Book.

وُلد غودار في باريس لعائلة بروستانتينية ميسورة في الثالث من ديسمبر (كانون الأول) سنة 1930. في سن الثالثة عاد والداه إلى سويسرا. وعاد هو إلى باريس ليدرس علم الأجناس في السوربون سنة 1941. خلال فترة دراسته تلك واظب على حضور الأفلام في «نادي سينما الكارتييه لاتان» حيث تعرف على المنظر أندريه بازان وعلى هاويين للسينما انتقلا لاحقاً لصنع الأفلام هما جاك ريفيت وإريك رومير.

كانت لقاءات لطرح الأفكار وتبادل الآراء حول الأفلام التي يشاهدونها والحديث عن السينما الفرنسية والأميركية غالباً. هذه الأحاديث قادت إلى التفكير بتأسيس مجلة سينما. والمجلة فعلاً تأسست في العام 1950 باسم «كاييه دو سينما» التي لا تزال تصدر إلى اليوم.

أول مقال نقدي كتبه غودار لمجلة «كاييه دو سينما» نُشر في العام 1952 عن فيلم ألفريد هيتشكوك «غريبان في قطار» Strangers on a Train، لكن شغف غودار الأساسي لم يكن الكتابة فقط بل توخاها للوصول إلى غاية أخرى هي الإخراج. عندما وجد أن الكتابة لن تصنع له هذا المستقبل، عاد إلى سويسرا وعمل في البناء (من بين أشغال أخرى) بغية جمع ما يكفي لتحقيق ذلك الهدف.

في العام 1956، عاد إلى الكتابة من جديد ثم توقف مرة أخرى عنها لكي يخرج فيلمه الروائي الطويل الأول «نفس لاهث» الذي صوّره سنة 1959 وعرضه في العام 1960 عن سيناريو كتبه رفيقه الآخر فرانسوا تروفو. وهو منذ ذلك الحين لم يتوقف عن العمل باستثناء فترة منعزلة من حياته امتدت من العام 1972 إلى العام 1978 أخرج فيها أفلاماً قلما شوهدت نسبة إلى شروط حياة وتقاليد عمل وضعها لنفسه.

عندما غلبت السياسة

من العام 1959، تاريخ تحقيقه أول أفلامه، إلى اليوم، مرت سينما غودار بمراحل أربعة. كل منها يتميّـز بخضم من الأفكار التي أنجزت له مكانته الكبيرة الحالية على الرغم ما مر به من صعاب.

امتدت المرحلة الأولى من فيلمه الأول «نفس لاهث» إلى «واحد زائد واحد» سنة 1968. في تلك الفترة جرّب غودار عدة حلول لرغبته بكسر التقليد السردي المتّبع. شغله على أسلوبه كان قائماً، حسب تفسيره، على «الشكل المختلف ضد الشكل التقليدي» وشمل تأسيس كل ما قامت عليه سينماه لاحقاً.

المرحلة الثانية شهدت تبلور غودار من الإيمان بالوجودية إلى الإيمان بالماوية (حسب تعاليم ماو تسي سونغ). كذلك بدت تأثيرات السينمائي الروسي دزيغا فرتوف ومنهجه المسمى بـ«سينما الحقيقة» واضحة على أعماله. إنها الفترة التي بدأت بفيلم «حكمة مرحة» (1968) وامتدت لبضع سنوات رفض فيها العمل ضمن «النظم البرجوازية» كما وصفها فرتوف في أبحاثه التي حلّل فيها التركيبات الاجتماعية، وبيّن أوجه ما سمّاه بـ«الصراع الذي يعايشه المخرج الملتزم إذا ما سمح لنفسه بالتعامل مع النظام الرأسمالي».

إعجاب غودار بدزيغا فرتوف دفعه، وجان بيير كورين، لتأسيس «جمعية دزيغا فرتوف» وإلى إعلان غودار أن منهجه بات «صنع أفلام ثورية بأسلوب ثوري». خلال هذه الفترة، انقطع غودار عن التعامل مع أبناء الصناعة السينمائية في فرنسا ملتزماً بتحقيق أفلامه عن الطبقة البروليتارية وحدها.

أما المرحلة الثالثة، فتقع أيضاً في السبعينات، وفيها بلغ تطرّف غودار السياسي حداً انقلب فيه حتى على أعماله السابقة. انتقل للعيش في بلدة غرينوبل مع زوجته الثالثة آن ماري ميافيل وأسس شركة اسمها دالٌ على منحاه الجديد في هذه المرحلة وهو SonImage أو «بلا صورة».

أعماله القليلة في تلك الفترة كانت أقرب الى «أفلام البيت» Home movies وأنجزها بعيداً عن أدوات السينما وبكاميرا فيديو مبكرة. الملاحظ أن هذه الفترة وقعت مباشرة بعد أن تعرّض غودار لحادثة حين كان ينطلق بدراجته النارية كاد أن يُقتل فيه. تأثير ذلك النفسي عليه ليس معروفاً لنا على نحو معمّق لكنه أدى، بوضوح، إلى عزلته واختيار الطريق الذي انعزل فيه وسينماه عن التواصل مع الآخرين حتى ولو كانوا من المؤيدين لطروحاته السابقة، فنية أو سياسية.

مع نهاية السبعينات بادر إلى التبلور من جديد فيما يمكن أن يطلق عليه الآن مرحلة رابعة. إنها فترة النضج الفني حتى ضمن أسلوبه الخاص. لكن عوض التبعثر فكراً وأسلوباً، صار أكثر تنظيماً، وضّب غودار أفكاره وصاغ منها مواضيع شيّقة سردها بأسلوب يحكي أكثر مما يُبدي.

هذا واضح في كل أعماله المتوالية في الثمانينات مثل «الاسم الأول كارمن» و«هايل ماري» و«تحري»، وصولاً إلى التسعينات وما بعدها كما الحال في «موتزار للأبد» و«موسيقى أخرى» و«فيلم سوشياليزم» و«غودار عن غودار: بورتريه شخصي»، وحتى «كتاب الصورة» الذي لم ينجز بعده شيئاً وإن قيل إنه كان يحضّر لتحقيق مشروع آخر على الأقل في القريب العاجل.

الفيلمان الأول والأخير

ما بين فيلمه الأول وفيلمه الأخير مسافات شاسعة ونبوغ واحد.

«نفس لاهث» فيلم روائي ويمكن له أن يوصف بفيلم بوليسي في الوقت الذي ينتمي إلى «سينما المؤلف» (تلك التي تبنتها جماعة نقاد «كاييه دو سينما») بكل راحة.

هو عن ميشيل (جان- بول بلموندو) الذي يسرق سيارة أميركية موديل أواخر الخمسينات لسبب يعلن عنه لاحقاً بقوله «أنا معجب بصناعتين أميركيتين: السيارات والأفلام». بعد مطاردة قصيرة يقتل ميشيل رجل بوليس ثم يعود إلى باريس ليسترد ديناً لصديق وليقابل المرأة الأميركية التي يحب (جين سييبرغ). يقول لها إن «الرجل لا يحب إلا من لا تناسبه» وهناك جزء طويل من الفيلم يدور في غرفة فندق يتبادلان فيه الكثير من الحديث الكاشف عن نقاط نفسية وعاطفية ستقود لما سيلي. تحاول باتريشا تجنّب فعل الحب معه رغم إصراره.

يدرس غودار العلاقة بينهما من منطلق منظور ميشيل أساساً إلى الحياة وموقف كل منهما حيال الآخر. هو مشهد طويل ليس لاختيار خطأ من المخرج، بل لأسلوبه في سرد الحكاية. الغاية إظهارهما قريبين-بعيدين: هي الباحثة عن شيء لا تعرفه، وهو ذو القناعة بأشياء يؤكد عليها: «أنتم الأميركيون معجبون بأغبى الشخصيات الفرنسية: لا فاييت وموريس شيفالييه». يقول لها موقظاً الحس بأن غودار هو الذي يقول. وغودار أيضاً هو الذي يضع على لسانها العبارة التالية (ولو في مشهد آخر): «لا أعرف إذا ما كنت غير سعيدة لأنني غير حرّة أو غير حرّة لأنني غير سعيدة».

حب ميشيل لفتاته لا يقابله حب متبادل، إذ تخبر عنه وينتهي مقتولاً في أحد شوارع العاصمة الفرنسية.

إلى جانب ما تبثه الحكاية من مشاعر وآراء فإن الإنجاز المنفرد هو التوليف المتوتر الذي نتج عن حذف فقرات من ثواني الفيلم بحيث تقفز اللقطة على الشاشة قصداً. هذه الحلول جاءت مدروسة وخالية من الخوف، ما صنع عملاً فنياً نموذجياً لسينما جديدة أرادت تغيير وجه السينما الفرنسية وكان لها ما أرادت.

أما فيلمه الأخير «كتاب الصورة» فهو تسجيلي، أو على وجه الدقة، فيلم غير خاضع للتصنيف. وينتمي إلى أعمال غودار الأخيرة التي لا تحكي شيئاً محدداً، لكنها في الوقت ذاته عن كل ما يخطر على بال غودار من أفكار عن الموسيقى وعن الحياة وعن الثقافة والسياسة و-طبعاً- عن الصورة.

شغل كهذا تطلّب منه التركيز على التوليف كيف يستطيع أن يخلق منه الشكل الطاغي والفريد عوض أن يسرد مواضيعه، تسجيلية كانت أو روائية، بالتتابع التقليدي وحسب لقطات رقمية.

هذا التوجه مارسه في «موسيقى أخرى» و«تاريخ السينما» و«وداعاً للغة» ولو امتد به العمر لمارسه لاحقاً كذلك.

شخصية مثيرة للاهتمام

كان غودار دوماً شخصية مثيرة للإهتمام، لا كمخرج فقط (وهذا كافٍ بالتأكيد) لكن كشخصية شاركت في ثورة 1968 الثقافية وكان لها موقف مؤيد لفلسطين، وعندما رفض نياشين الدولة (مثل «نيشان الجدارة الوطنية الفرنسي» قائلاً: «لا أحب تلقي أوامر وليس عندي أي جدارة»)، وكذلك عندما هاجم غولدا مائير في فيلمه «هنا وفي غير مكان» (1976) فاتهم بمعاداة السامية وطُلب منه نفي ذلك لكنه لم يكترت للرد وأكمل طريقه في السينما كما أحب ورغب.

مهما كان من أمر غودار ومواقفه، فإنه من أولئك الذين يمكن وصف السينما به كأحد أركانها ومحدثيها وفنانيها الكبار.

 

الشرق الأوسط في

13.09.2022

 
 
 
 
 

وفاة المخرج الفرنسى العالمى جان لوك جودار عن عمر 91 عاما

لميس محمد

توفى المخرج الفرنسى السويسرى جان لوك جودار، الذى كان شخصية رئيسية فى حركة Nouvelle Vague، وهى حركة صناعة الأفلام التى أحدثت ثورة فى السينما فى أواخر الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى، عن عمر ناهز 91 عامًا، حسبما ذكرت صحيفة ليبراسيون الفرنسية.

اشتهر جودار بأسلوبه فى التصوير الفوتوجرافى، كما ترك بصمته بسلسلة من الأفلام المسيسة بشكل متزايد فى الستينيات، وله أفلام مثل Film Socialisme وGoodbye، وغيرها من الأعمال المهمة، وفقا للتقرير الذى نشر على موقع " theguardian".

ولد جودار في باريس عام 1930، ونشأ وذهب إلى المدرسة في نيون، على ضفاف بحيرة جنيف في سويسرا، وبعد عودته إلى باريس بعد إنهاء دراسته في عام 1949، وجد جودار موطنًا طبيعيًا فى "نوادي السينما" الفكرية التى ازدهرت في العاصمة الفرنسية بعد الحرب.

وبعد أن التقى جودار أمثال الناقد أندريه بازين وزملائه المخرجين، بدأ جودار الكتابة للمجلات السينمائية الجديدة، بما في ذلك مجلات بازين التي ستصبح مؤثرة قريبًا.

ودافع  جودار عن صناعة أفلام هوليوود التقليدية وروج لأمثال هوارد هوكس وأوتو بريمينجر على شخصيات أكثر عصرية، وكان لدى جودار تقديس لهامفري بوجارت، وهو الشيء الذي ظهر في أول فيلم له، Breathless، والذي طرح في عام 1960.

 

####

 

بعد مسيرة فنية رائعة..

الرئيس الفرنسي ينعي المخرج جودار: فقدنا كنزًا وطنيًا

توفى المخرج الفرنسي جان لوك جودار هذا الصباح 13 من سبتمبر الجاري عن عمر 91 عاما بعد أن ترك أعمال خالدة يتذكره بها المشاهدين، وعن وفاته قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون "لقد فقدنا كنزا وطنيا وشخص ذكي هو أستاذ السينما".

بدأ المخرج جودار أول أعماله بإخراج أفلام قصيرة، وكان أول علم أخرجه هو فيلم وثائقي بعنوان   Operation Concrete عام 1955، وكانت أول اعماله في مجال السينما الروائية هو فيلم روائي قصير بعنوان   Breathless اصدر عام 1960  وبهذا الفيلم أعاد جودار كتابة قواعد الأفلام السينمائية من جديد، ومع إخراجه لفيلم  Alphaville  اثبت أنه لا يمكن التنبؤ بخياله فهو خارج عن القواعد المعروفة، ويعد هذا  أول فيلم خيال علمي له.

استطاع جودار في فيلمه  Masculin Féminin عام 1966 أن يجسد الحركة السياسية والثقافية في عصره، و أخرج فيلم King Lear عن مسرحية من كتابة ويليام شيكسبير و لكن لا يوجد إيجاد أي تشابه بين الفيلم و المسرحية إذ وضع جودار حسه الخاص في الفيلم.

وتخلى جودار في بعض أفلامه عن السردية و التقليدية ومنها  Goodbye to Language  عام2014 وأضاف لتجربته الاخراجية في هذا الفيلم التصوير بصيغة ثلاثي الابعاد وتألق جودار في هذا العمل بطريقة غير ملحوظة وفقا لموقع collider.

و حصل جودار على العديد من الجوائز تكريما لما قدمه في صناعة السينما ومنها جائزة الأسد الذهبي للمسيرة الفنية في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 1982 وجائزة الأوسكار الشرفية عام 2010 وجائزة ساثرلاند عام 1965 وهى تقدم من معهد الفيلم البريطاني كجائزة سنوية وجائزة الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين لأفضل فيلم وهذا بجانب العديد من الجوائز الأخرى.

 

####

 

يسري نصرالله ينعي جان لوك جودار: علمني أن أكون حرا مع الأفلام

وداد خميس

نعى المخرج يسري نصرالله المخرج الفرنسي جان لوك جودار الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم 13 من سبتمبر الجاري عن عمر يناهز الـ 91 عاما، بعد مسيرة فنية خالدة، ونشر صورة للراحل عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، معلقًا عليها: "الرجل الذي علمني أنه يمكنك أن تكون حرًا مع الأفلام وبها، وكان "حارس" رائع للسينما، أشعر بالحزن الشديد".

بدأ المخرج جودار أول أعماله بإخراج أفلام قصيرة، وكان أول علم أخرجه هو فيلم وثائقي بعنوان   Operation Concrete عام 1955، وكانت أول اعماله في مجال السينما الروائية هو فيلم روائي قصير بعنوان   Breathless اصدر عام 1960  وبهذا الفيلم أعاد جودار كتابة قواعد الأفلام السينمائية من جديد، ومع إخراجه لفيلم  Alphaville  اثبت أنه لا يمكن التنبؤ بخياله فهو خارج عن القواعد المعروفة، ويعد هذا  أول فيلم خيال علمي له.

استطاع جودار في فيلمه  Masculin Féminin عام 1966 أن يجسد الحركة السياسية والثقافية في عصره، و أخرج فيلم King Lear عن مسرحية من كتابة ويليام شيكسبير و لكن لا يوجد إيجاد أي تشابه بين الفيلم و المسرحية إذ وضع جودار حسه الخاص في الفيلم.

وتخلى جودار في بعض أفلامه عن السردية و التقليدية ومنها  Goodbye to Language  عام2014 وأضاف لتجربته الاخراجية في هذا الفيلم التصوير بصيغة ثلاثي الابعاد وتألق جودار في هذا العمل بطريقة غير ملحوظة وفقا لموقع collider.

و حصل جودار على العديد من الجوائز تكريما لما قدمه في صناعة السينما ومنها جائزة الأسد الذهبي للمسيرة الفنية في مهرجان فينيسيا السينمائي عام 1982 وجائزة الأوسكار الشرفية عام 2010 وجائزة ساثرلاند عام 1965 وهى تقدم من معهد الفيلم البريطاني كجائزة سنوية وجائزة الجمعية الوطنية للنقاد السينمائيين لأفضل فيلم وهذا بجانب العديد من الجوائز الأخرى.

 

####

 

نساء شكلن سينما جان لوك جودار من آنا كارينا إلى ماشا ميريل

لميس محمد

رحل عن عالمنا المخرج الفرنسي العالمي جان لوك جدار، أحد أبرز مخرجي السينما العالمية والذي تألق على يديه العديد من النجوم والنجمات. وغالبًا ما درس  جودار الروابط المعقدة بين الرجال والنساء، واستخدم ذلك في إبراز الطريقة التي ينظر بها إلى الجنس الآخر كمبدأ إرشادي في أفلامه، وبالتالي في موقع التصوير، لم يتوقف المخرج عن إحاطة نفسه بأجمل ممثلات ذلك الوقت.

وفي السطور التالية نرصد أبرز الممثلات اللائي جسدن دور البطولة في أفلامه:

آنا كارينا

كانت واحدة من الممثلات المفضلة لـ جان لوك جودار بلا منازع، حيث قاموا بتصوير سبعة أفلام معًا، وكانت الممثلة الدنماركية الأصل لا تنفصل عن سينما الموجة الجديدة وكل دلالاتها، كانت كارينا جريئة وكانت تفعل الأشياء دائمًا عن اقتناع، لتصبح تجسيدًا لامرأة قوية ومستقلة وملهمة.

آن ويزيمسكي

كانت ابنة فرانسوا مورياك وولدت في برلين عام 1947، صعدت إلى الشهرة من خلال أفلام جان لوك جودار، حيث ظهرت في ستة من أفلامه، La Chinoise عام 1967 ، Weekend عام 1967 ، Joy of Learning عام 1968 ، Sympathy for the Devilعام 1969 ، Vladimir and Rosa عام 1969، Just Great عام 1972 ثم تزوجا عام 1967، واستمر زواجهما ثلاث سنوات فقط، حيث انفصل الزوجان عام 1970.

جين فوندا

كانت جين فوندا بطلة فيلم Just Great لجان لوك جودار وجان بيير جورين، الذى طرح في عام 1972، وظهرت فيه فوندا على البوستر الرسمى مع إيف مونتاند، وكان من الطبيعي أن تلعب جين دور المرأة القوية المتمردة التي تدرك معاناة العالم.

جين سيبرج

لعبت جان سيبرج دور بائعة صحيفة في شارع الشانزليزيه في فيلم Breathless ، عام 1960 ،جنبًا إلى جنب مع جان بول بيلموندو.

مارينا فلادي

Two or Three Things I Know About Her الذى طرح خلال عام  1967

ميراي دارك

فيلم  Weekend، 1967 وظهرت فيه على الملصق مع جان يان

ناتالي باي

فيلم  Every Man for Himself الذى طرح عام 1979، وفيلم Detective الذى طرح عام 1985

ماشا ميريل

 فيلم A Married Woman الذى طرح عام 1964

وعبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن حزنه لرحيل جودار إذ قال: "لقد فقدنا كنزا وطنيا وشخص ذكي هو أستاذ السينما".

اشتهر جودار بأسلوبه فى التصوير الفوتوجرافى، كما ترك بصمته بسلسلة من الأفلام المسيسة بشكل متزايد فى الستينيات، وله أفلام مثل Film Socialisme وGoodbye، وغيرها من الأعمال المهمة، وفقا للتقرير الذى نشر على موقع " theguardian".

ولد جودار في باريس عام 1930، ونشأ وذهب إلى المدرسة في نيون، على ضفاف بحيرة جنيف في سويسرا، وبعد عودته إلى باريس بعد إنهاء دراسته في عام 1949، وجد جودار موطنًا طبيعيًا فى "نوادي السينما" الفكرية التى ازدهرت في العاصمة الفرنسية بعد الحرب.

وبعد أن التقى جودار أمثال الناقد أندريه بازين وزملائه المخرجين، بدأ جودار الكتابة للمجلات السينمائية الجديدة، بما في ذلك مجلات بازين التي ستصبح مؤثرة قريبًا.

ودافع  جودار عن صناعة أفلام هوليوود التقليدية وروج لأمثال هوارد هوكس وأوتو بريمينجر على شخصيات أكثر عصرية، وكان لدى جودار تقديس لهامفري بوجارت، وهو الشيء الذي ظهر في أول فيلم له، Breathless، والذي طرح في عام 1960.

 

اليوم السابع المصرية في

13.09.2022

 
 
 
 
 

«القاهرة السينمائي» ينعى جان لوك جودار:

«أهم المخرجين الذين أحدثوا ثورة سينمائية»

كتب: أنس علام

حرصت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي على نعى المخرج العالمي جان لوك جودار، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم عن عمر ناهز الـ 91 عامًا.

وقال مهرجان القاهرة السينمائي، في بيان رسمي: «فقدت السينما العالمية المخرج الفرنسي السويسري البارز جان لوك جودار، الذي رحل عن عمر يناهز 91 عاما، والذي يعد أحد أهم الشخصيات التي أحدثت ثورة سينمائية في أواخر خمسينيات وستينيات القرن الماضي».

وأضاف البيان: «جان ترك بصمته من خلال العديد من الأفلام التي ميزت مسيرته، ومن أبرزها الكراهية- Le Mepris، على آخر نفس- A Bout de Souffle، وداعا للغة- Adieu au Langage، الذي حصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان كان، وكتاب الصور- Le Livre d'image، الحائز على السعفة الذهبية الخاصة».

وتابع البيان :«يعرب مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عن حزنه الشديد لفقدان المخرج القدير، متمنيا لأسرته ومحبيه في العالم الصبر والسلوان».

 

المصري اليوم في

13.09.2022

 
 
 
 
 

رحيل عراب السينما الحديثة جان لوك غودار عن عمر 91 عام

باريس (أ ف ب)

·        الموت يغيب المخرج العالمي جان لوك غودار

·        الفن السابع يفقد المخرج الفرنسي جان لوك غودار

·        إمانويل ماكرون ينعى المخرج السينمائي غودار

غيّب الموت المخرج السينمائي الفرنسي السويسري جان لوك غودار، أحد آباء ما يُعرف بـ"الموجة الجديدة"، وأعلنت عائلته في بيان أنه توفي "بسلام" الثلاثاء في منزله ببلدة رولّ السويسرية عن عمر يناهز 91 عاماً.ونقل البيان المقتضب عن زوجة جان لوك غودار آن ماري مييفيل ومنتجيه أنه "توفي في 13 أيلول/سبتمبر 2022". وأفاد البيان بأن "أي مراسم رسمية لن تقام"، موضحاً أن غودار "توفي بسلام في منزله محاطاً بأفراد عائلته، وأن "جثمانه سيُحرق".

وقال وكيل العائلة للشؤون القانونية والضريبية باتريك جانريه لوكالة فرانس برس إن الإعلان عن الوفاة كان يُفترض أن يحصل بعد "يومين"، موضحاً أن البيان الموزع كُتب على عجل بعد تسرّب خبر الوفاة إلى الإعلام.

واشار إلى أن غودار مات "بسلام في منزله ، محاطاً بزوجته".

وأضاف أن حرق الجثة سيحصل "خلال يومين وربما غدا" ، موضحا أن "الرماد سيبقى مع زوجته".

وشدد على أن حرق الجثة "يجب أن يحدث فعلاً في جو من الخصوصية".

نعى الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون المخرج جان لوك غودار قائلا " كان صانع الأفلام الأكثر تحررا في الموجة الجديدة.. لقد اخترع فنا عصريا وحرا للغاية"

ولد غودار في عائلة ثرية فرنسية سويسرية في 3 ديسمبر 1930 في الدائرة السابعة بباريس. كان والده طبيباً، وكانت والدته ابنة لرجل سويسري أسس بنك باريبا، ثم بنكاً استثمارياً لامعاً.

درس في جامعة سوربون في باريس. حيث انضم هناك إلى مجموعة هواة سينما فرنسيين وبدأ حياته المهنية.

تحدى جان لوك غودار الأعراف السينمائية المتبعة في هوليوود وفي السينما الفرنسية، وكان من أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفاً، كما عبرت أفلامه عن آرائه السياسية في تلك الحقبة.

وقد تميزت أفلام جان لوك غودار بأنها من أكثر الأفلام صعوبة في الاستيعاب والفهم، نظراً لانتقالاته المفاجئة الحادة المرهقة أحياناً للعين، خصوصاً أن شريط الصوت يستمد وجوده من خصوصيته واستقلاليته بمعزل عن شريط الصورة، مما يستدعي الانتباه الشديد من جانب المتفرج لكي يلم بالفكرة من خلال إعادة رسم العلاقة بين الصورة والصوت، وهو أمر ليس سهلاً بسبب التعاقب السريع للصور والأصوات.

 

موقع "أخبارنا" المغربي في

13.09.2022

 
 
 
 
 

وفاة المخرج الفرنسي جان-لوك غودار عن 91 عاماً

باريس/ العربي الجديد

توفي عرّاب الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، المخرج جان-لوك غودار، اليوم الثلاثاء، عن 91 عاماً، وفق ما أعلنت صحيفة ليبراسيون نقلاً عن أشخاص مقربين منه. وقد أكدت زوجته آن ماري مييفي وفاته في ظهر اليوم موضحين أنه "مات بسلام في منزله محاطًا بأحبائه" ، في رول، على ضفاف بحيرة جنيف. "لم يكن مريضًا ، لقد كان مرهقًا بكل بساطة: بحسب ما نقلت "ليبيراسيون" عن أحد أقاربه. وتكمل الصيحفة الفرنسية نقلاً عن قريب آخر: "اتخذ قرارًا بإنهائه. لقد كان قراره وكان من المهم بالنسبة له أن يُعرف ذلك". إذاً لجأ غودار إلى الانتحار بمساعدة طبية ليضع حداً لحياته، علماً أن هذا النوع من الانتحار مسموح به وفق القوانين السويسرية.

غودار من المخرجين الأكثر شهرة في العالم، وفي رصيده أعمال سينمائية كلاسيكية، مثل Breathless وContempt، ألهمت أجيالاً من المخرجين لاحقاً، بينهم بريان دي بالما ومارتن سكورسيزي وستيفن سوديربرغ وكوينتن تارانتينو وجيم جارموش.

ولد غودار في العاصمة الفرنسية باريس عام 1930، وترعرع وارتاد المدرسة في نيون، على ضفاف بحيرة جنيف في سويسرا. عقب عودة غودار إلى باريس بعد إنهاء دراسته عام 1949، وجد ملاذاً في "نوادي السينما" الفكرية التي ازدهرت في العاصمة الفرنسية بعد الحرب.

بعد أن التقى أمثال الناقد أندريه بازين وزملائه المخرجين لاحقاً فرانسوا تروفو وكلود شابرول وجاك ريفيت، بدأ غودار بالكتابة للمجلات السينمائية الجديدة، وبينها مجلات بازين البارزة. دافع عن العصر الذهبي لهوليوود، وكان لدى همفري بوغارت مكانة مميزة عنده، ما سيظهر في فيلمه الأول Breathless الذي أطلقه عام 1960.

عام 2010، منح جائزة أوسكار فخرية عن مجمل مسيرته السينمائية، رغم كونه منتقداً شرساً لهوليوود وشخصية مثيرة للجدل، بسبب مواقفه من الاحتلال الإسرائيلي ودفاعه العلني عن القضية الفلسطينية. وأعلن غودار حينها أنه لن يذهب شخصيا لتسلم الجائزة. وضم غودار في فيلمه الوثائقي "هنا وهناك" (1976) صوراً لزعيم النازية أدولف هتلر، إلى جانب صور لرئيسة وزراء الاحتلال السابقة غولدا مائير.

 

####

 

رحيل جان لوك غودار: سينما مضادّة للسائد

باريس/ العربي الجديد

لم يكن جان لوك غودار الذي رحل اليوم الثلاثاء، قد بلغ الثلاثين من عمره عندما خرج فيلمه الأوّل، "منقطع النفَس"، إلى صالات السينما في فرنسا، عام 1960. مُنع عرض الفيلم لمَن هم دون الثامنة عشرة، باعتبار أن تصرّفات بطله الطائش، ميشيل بواكار (جان بول بيلموندو)، الذي يبدأ الشريط بسرقة حافلة وقتْل شرطيّ، قد تترك أثراً سلبياً على المراهقين من مشاهديه

لكنّ المنع لن يحول دون نجاح الفيلم في الصالات، حيث حصد أكثر من مليونَيْ مشاهدة في فرنسا، كما حظي بإشادة عدد من أبرز نقّاد الفن السابع في ذلك الوقت، ليتحوّل غودار، ومعه بيلموندو، إلى شخصيتين تلاحقهما الأضواء وطلبات الصحافيين لإجراء المقابلات. أضواءٌ سترافقهما طيلة مسيرتهما، وكأن "منقطع الأنفاس" ولادة مشتركة لهما، رغم أن كلّاً منهما كان قد وضع أعمالاً قبله: غودار عبر فيلمه المشترك مع فرنسوا تروفو "تاريخٌ للماء" (1958)، وبيلموندو عبر العديد من الأعمال التي أدى فيه البطولة أو أدواراً رئيسية منذ مطلع الخمسينيات.

رحَل غودار (1930 ــ 2022) في منزله ببلدة رول السويسرية، تاركاً وراءه نحو سبعين فيلماً، بين إخراج فرديّ أو مشترك، وضعها خلال ستّة عقود من العمل، كثيرٌ منها يُعَدّ اليوم من كلاسيكيات السينما وتُحفها، مثل "أن تعيشي حياتك" (1962)، و"الازدراء" (1963)، و"بييرو المجنون" (1965)، و"أنقذْ ما استطعت إنقاذه: الحياة" (1980).

ولا يختلف نقّاد السينما ومؤرّخوها على استثنائية تجربة المخرج الفرنسي ــ السويسري، إن كان في نصوصه (وهو الذي كتب أغلب سيناريوهات أفلامه أو شارك في كتابتها) التي أخرجت الحبكة السينمائية من سذاجتها شكلاً ومضموناً، أو في الجرأة التي ميّزت إخراجها ومونتاجه، أو حتى في مواضيعه، التي قد تبدو، للوهلة الأولى،مفرطة في عاديتها، وغير قادرة على الإمساك بالمشاهدين لساعتين كاملتين، كما قد تفعل أفلام الإثارة.

ورغم أن تيّار "الموجة الجديدة" في السينما قد ظهر في النصف الثاني من خمسينيات القرن الماضي، لدى عدد من المخرجين الفرنسيين الذين أنجزوا أفلاماً قبل غودار، إلّا أن صاحب "شغف" (1982) هو من ثبّت صورة هذا التيار في أذهان المتابعين والنقّاد، ليتحوّل مع الوقت إلى أبرز رموزه وأكثرهم شهرة وإثارة للجدل في أوروبا وخارجها، إلى جانب فرنسوا تروفو، وكلود شابرول، وأنييس فيردا، وإريك رومير، وجاك ريفيت، وجاك دمي، وألان رينيه.

ومن أبرز صفات هذا التيار، التي ساعدت أفلام غودار في التعبير عنها وإظهارها للجمهور الواسع، تلك الرغبة في الخروج من السينما التقليدية، في الشكل كما في المضمون، والذهاب نحو أعمال لا تلهث وراء إنتاجات ضخمة، ومعدّات من الطراز الأول، ولا وراء أبطال وسيمين وخارقين، بل تعمل بأدوات بسيطة نسبياً، وتنشغل بأشخاص عاديين، ثائرين في الغالب على التقاليد، ومشغولين بالمجتمع والآخر، مع تركيز على الأسئلة الوجودية والأساسية في الحياة.

كلّ هذ العناصر جاءت، لدى غودار، ضمن تجريب بصريّ مستمرّ، إن كان في حركة الكاميرا وطريقة تصوير الشخصيات، أو حتى المونتاج، الذي يغيّر من طبيعته بحسب الحالة: فقد نكون أمام مشهد طويل، حدّ الملل، عندما نعيش ازدحاماً مرورياً ــ وهو خيارٌ يجعلنا نعيش ملل الشخصية وعدم صبرها خلال الازدحام ــ، أو قد نلهث وراء تقطيعات المونتاج المتسارعة وهي تُلاحق حواراً متصاعداً أو تقلّباً في مزاج إحدى الشخصيات.

وضع المخرج الراحل ما يُعادل فيلماً واحداً خلال كلّ عام من مسيرته، وصولاً إلى عام 2018 الذي شهد خروج فيلمه الأخير "كتاب الصورة" إلى الصالات، وتوّج فيه مسيرة من التجريب والبحث عن وسائل تعبيرية مختلفة (الفيلم أشبه بمقالة فكرية بصرية من كونه فيلماً سردياً). وخلال هذا المشوار، ظلّ غودار متمرداُ على السائد، ورافضاً هيمنة السينما التجارية.

 

العربي الجديد اللندنية في

13.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004