ملفات خاصة

 
 

مصر تشيّع علي عبد الخالق بعد مسيرة فنية طويلة

أخرج 55 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً

القاهرة: انتصار دردير

عن رحيل المخرج

علي عبدالخالق

   
 
 
 
 
 
 

شيعت مصر بعد ظهر (السبت) جنازة المخرج الراحل علي عبد الخالق الذي وافته المنية مساء (الجمعة) بأحد المستشفيات بالقاهرة، عن عمر يناهز 78 عاماً، إثر مضاعفات مرض السرطان. وشارك في وداعه إلى مثواه الأخير وزيرة الثقافة المصرية، نيفين الكيلاني، وعدد من السينمائيين من زملاء وتلاميذ الفقيد.

وكان عبد الخالق قد أصيب قبل شهور بعدوى «كورونا»، وبعد تماثله للشفاء طلب منه الطبيب إجراء أشعة بالمسح الذري للاطمئنان -حسبما روى في تصريحات سابقة- ليكتشف إصابته بالسرطان في الكتف واليد اليسرى والرئة والحوض، وخضع لجلسات العلاج الإشعاعي، وطالب سينمائيون ونقاد بعلاجه على نفقة الدولة. وصدر قرار رئاسي بذلك.

أخرج عبد الخالق -عبر مسيرة فنية استمرت على مدى 40 عاماً- 55 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً، وتنوعت أفلامه بين الأعمال الوطنية، على غرار «أغنية على الممر»، و«يوم الكرامة»، والاجتماعية، مثل «العار»، و«جري الوحوش»، والكوميدية، ومنها «أربعة في مهمة رسمية». وقدم كبار نجوم السينما في أدوار لافتة أثرت مسيرتهم الفنية، من بينهم حسين فهمي، ونور الشريف، ومحمود عبد العزيز، وأحمد زكي، ونبيلة عبيد، ونادية الجندي، وإلهام شاهين.

ونعى الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، المخرج الراحل؛ مشيراً إلى أن مشواره المهني انطلق في سبعينات القرن الماضي، وأخرج عديداً من الأعمال السينمائية المهمة، والتي بدأها بفيلم «أغنية على الممر»، ثم توالت الأفلام التي كان أبرزها: «العار»، و«جري الوحوش»، و«إعدام ميت»، و«شادر السمك»، و«بئر الخيانة»، و«أربعة في مهمة رسمية»، و«البيضة والحجر»، وغيرها.

يتذكر مدير التصوير، سمير فرج، بكثير من الحزن، صديقه الذي فقده، وعمل معه في عدة أفلام كان آخرها «يوم الكرامة»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «كان المخرج الراحل مبدعاً وإنساناً في كل الأحوال. وخلال تصوير فيلم (يوم الكرامة) كان يبدو لي كما لو كان قائداً عسكرياً، يدرك قيمة وأهمية الفيلم، وكان مسيطراً على كل شيء، فلا صوت يعلو أثناء العمل، ويحقق كل ذلك بروح إنسانية عالية دونما تسلط. وأتذكر جيداً أن نصف فريق العمل أصيب بدوار البحر؛ حيث كانت أغلب مشاهد الفيلم تصور في عرض البحر، وكنت أنا وهو فقط الذين لم نتعرض للدوار، وعرفته ودوداً حتى في عمله، يأخذ رأيي كمدير تصوير، ويستقبل ملاحظاتي بالاهتمام والنقاش، لذا كان العمل معه متعة كبيرة، وكان مصنفاً منذ بدايته كمخرج كبير بشخصيته ومهارته في العمل وذكائه في اختياراته، وحققت أفلامه نجاحاً جماهيرياً، وقد جمعتنا صداقة كبيرة، وإضافة إلى أنه مخرج بارع، كان يتمتع بالصبر، ويظل وراء الممثل ليستخرج منه أداء مختلفاً».

ونعت الفنانة نبيلة عبيد المخرج الراحل عبر حسابها على «إنستغرام»، قائلة: «وداعاً المخرج السينمائي الكبير علي عبد الخالق، كان صديقاً غالياً وزميلاً عزيزاً. التقينا في خمسة أعمال سينمائية كبيرة من أهم أفلام السينما المصرية، هي: (الوحل)، و(شادر السمك)، و(درب الرهبة)، و(الحناكيش)، و(عتبة الستات)، كما التقينا على شاشة التلفزيون من خلال مسلسل (البوابة الثانية). بالإضافة لهذا كله كانت تجمعنا صداقة وأخوة غالية».

كما نعته الفنانة إلهام شاهين على صفحتها في «فيسبوك»، فقد كان أول من اكتشفها وقدمها في فيلم «العار»، ثم في أربعة أفلام أخرى، هي: الفيلم التلفزيوني «إنهم يسرقون عمري»، و«الجنتل»، و«عليه العوض»، و«خادمة ولكن»، ومسلسل «نجمة الجماهير». وأكدت أنها «قدمت معه أدواراً مختلفة، وأنه مخرج رائع أثرى الحياة الفنية بأفلام قيمة، وأن الفنان لا يموت؛ بل يعيش بأفلامه».

ويصف الناقد السينمائي خالد محمود، المخرج الراحل، بأنه «كان صاحب رؤية»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «اختار المخرج الكبير أن يطرح عبر أفلامه ثالوثاً اجتماعياً يجسد صراعات متعددة، تارة بين العلم والدين، وتارة بين الحلال والحرام، وثالثة في مواجهة تسيد قيم (الفهلوة)، وتندرج تحت هذا الصراع أفلام: (العار)، و(جري الوحوش)، و(البيضة والحجر)، و(الكيف)، ولعل أجمل ما يميزه قدرته على طرح هذه القضايا بروح جماهيرية، جعلت الجمهور بمختلف طبقاته يقبل عليها. وقد توحدت رؤيته والمؤلف الراحل محمود أبو زيد، وتمكنا من الاستحواذ على شباك التذاكر واستقطاب كبار النجوم».

ويشير محمود إلى قدرة عبد الخالق على تقديم أبطاله على نحو مغاير ومفاجئ، محققاً لهم جماهيرية مختلفة، مؤكداً: «أعتقد أن فيلم (البيضة والحجر) كان مرحلة فارقة في مسيرة أحمد زكي، ما بين الأفلام الميلودرامية واكتشاف قدراته كممثل كوميدي، كما في (أربعة في مهمة رسمية)، كذلك يحيى الفخراني الذي حقق له فيلم (الكيف) جماهيرية في السينما، كما أن الخطوة الكبرى في تاريخ محمود عبد العزيز واكتشافه كنجم كوميدي وميله للغناء، تحققت له في (جري الوحوش)، ولا يزال الجمهور يردد عباراته التي جاءت ضمن حوار هذه الأفلام».

ويشيد محمود بفيلم «الحقونا» الذي تعرض بطله لسرقة إحدى كليتيه، وفيلم «الحب وحده لا يكفي» الذي عكس أزمة خريجي الجامعة، وقدمها بنعومة شديدة دونما افتعال أو تعالٍ على الجمهور، مؤكداً: «سيبقى علي عبد الخالق مخرجاً مميزاً بالعمق الذي طرحه لقضايا اجتماعية في صيغة ناجحة».

 

الشرق الأوسط في

04.09.2022

 
 
 
 
 

أحمد محمود أبو زيد يروى تفاصيل علاقة والده بالمخرج علي عبد الخالق

كتب محمد زكريا

امتدت صداقة المخرج الراحل علي عبد الخالق والسيناريست الراحل محمود أبو زيد لسنوات عديدة حيث بدأت من خلال المعهد العالى للسينما واستمرت على المستوى العملى، اذ كونا ثنائية سيمنائية بارزة قدم فيها أفلام تعد من الأبرز في تاريخ السينما المصرية، فخلال حقبة الثمانينات قدم علي عبد الخالق ومحمود أبو زيد ثلاثية سينمائية شهيرة، وهى ثلاثية "العار" و"الكيف" و"جري الوحوش"إضافة إلى فيلمى "البيضة والحجر" عام 1990، "عتبة الستات" عام 1995.

السيناريست أحمد محمود أبو زيد نجل المؤلف الراحل تحدث لـ"اليوم السابع" عن المخرج علي عبد الخالق وعلاقته بوالده وكواليس عملها سوياً، حيث قال:"على عبد الخالق ليس مجرد مخرج تعاون مع والدى محمود أبو زيد في عدد من الأفلام، وانما كان أخ وصديق عمر وكان هو الأقرب لوالدى في الوسط الفني، ليس ذلك فقط بل كانت العلاقة أسرية قوية أيضاً، وعمل "عبد الخالق" مع والدى في السينما جاء بعد صداقت بدأت من المعهد".

وأضاف أحمد محمود أبو زيد :"عندما فكر والدى في إنتاج فيلم "العار" و"الكيف" وجد أن أنسب شخص يأتمنه على الشغل يكون يد بيد معه هو على عبد الخالق، وبالفعل حققت الأفلام التي جمعتهما نجاحاً منقطع النظير وتحديداً "العار والكيف وجرى الوحوش والبيضة والحجر" ويعتبرهم والدى أهم أفلام قدمها وأكثرهم قربا ً إلى قلبه لأنه صنعوا اسمه وأوصلوه إلى أعلى نقطة من النجاح".

وتابع أحمد محمود أبو زيد:"علي عبد الخالق كان متواجد دائماً في المكتب مع والدى، وبرغم الصداقة القوية التي بدأت من المعهد، إلا أن شركاتهما في النجاح خلال الأفلام التي جمعتهما قربهم أكثر من بعضهما على مدار العمل، حتى عندما لا يجمعهم العمل كان هناك تواصل دائم بينهما فأوقات كان يرسل على عبد الخالص سكربتات لوالدى لمعرفة رأيه فيها قبل البدء في تصويرها ووالدى أيضاً كان يستشيره في العديد من الأمور".

واستكمل أبو زيد حديثه:"في فترة التسعينات فكر والدى وعلي عبد الخالق في مشاريع سينمائية جديدة، ولكن لم يكن هناك نصيب في تعاون جديد، خاصة وانهما مرا بمراحل مختلفة في الصناعة وتاريخ السينما وكل المراحل لها ظروفها وتفاصيلها، فالسينما في النهاية هي للشباب وهما اشتغلوا خلال شبابهما وعندما جاءت الموجة الجديدة في نهاية التسعينات كانوا شغالين ولكن ليس بنفس القدر بتاع زمان فالأفكار اختلفت والموضوعات المطلوبة اختلفت أيضاً".

وعن تحويله لفيلم العار في مسلسل تليفزيونى عام 2010 وقام ببطولته مصطفى شعبان وأحمد رزق وشريف سلامة كشف أحمد محمود أبو زيد أن على عبد الخالق بارك له على المسلسل وأعجب به جداً لافتاً:"كلمنى على عبد الخالق ونور الشريف ومحمود عبد العزيز وفرحوا جداً أننا قدرنا نعمل المسلسل بروح الفيلم وكانوا مبسوطين أكثر ان أنا اللى كتبت المسلسل مش حد تانى"؟.

 

اليوم السابع المصرية في

04.09.2022

 
 
 
 
 

حكاية اعتزال علي عبد الخالق السينما واتجاهه للدراما بسبب «يوم الكرامة»

كتب: ضحى محمد

مسيرة فنية طويلة قدمها المخرج على عبد الخالق خلال مشواره الفني الطويل، قبل أن يرحل عن عالمنا منذ يومين، وعمل مع كبار نجوم الفن في مصر والوطن العربي، وله باع كبير في السينما والدراما على مدار مشوار فني امتدت لسنوات طويلة .

علي عبد الخالق يتحدث عن فيلم «يوم الكرامة»

وقال علي عبد الخالق في حوار سابق لـ«الوطن»، إنه في الألفية الجديدة قدم فيلم «يوم الكرامة»، وكان يتصور أنه سيحقق نجاحا جماهيريا، لأن الفيلم به مشاهد تشويق تم تصويرها في البحر، وهذا يعتبر شكلاً جديداً على السينما المصرية، والفيلم كان من إنتاج قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري، ورئيس القطاع قدم دعاية كافية للعمل، سواء في الصحافة أو التليفزيون، ولكن الفيلم لم ينجح جماهيريا.

علي عبد الخالق يتحدث عن فشل الفيلم

وتحدث علي عبد الخالق عن إحساسه بعد فشل الفيلم قائلاً: «أصُبت بصدمة شديدة، وشعرت بغربة تجاه هذا الجمهور، حتى أعلنت اعتزالي للسينما بسببه، ولكن بدون مقدمات وجدت منتجي الفيديو يطلبونني في أعمال درامية، وبالفعل قدمت أعمالاً درامية رغم أنى لست مخرج فيديو».

وفاة المخرج على عبد الخالق

يذكر أن المخرج علي عبد الخالق، رحل عن عالمنا يوم الجمعة، بعد صراع مع مرض السرطان، إذ تم الإعلان عن إصابته بالمرض قبل شهر تقريبا.

وكشف نجل المخرج الكبير علي عبد الخالق عن آخر الجمل التي قالها والده قبل وفاته بأيام، قائلا: «الدكتور قاله هنعمل كذا متخافش، فرد عليه: أخاف وأنا وفي وسط قوات بلدي؟.. أنا مش خايف».

 

####

 

أعماله خالدة للأبد.. ماذا قال أبطال فيلم «العار» عن علي عبد الخالق؟

كتب: محمد عزالدين

يعد فيلم «العار» واحدا من أهم الأفلام للمخرج علي عبدالخالق، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام، ليشكل مع فيلم «الكيف» و«جري الوحوش» ثلاثية عظيمة أضافت الكثير للسينما المصرية والعربية، ووصفها البعض بأنها ثاني أفضل ثلاثية سينمائية في تاريخ السينما بعد ثلاثية نجيب محفوظ.

إلهام شاهين: أول من اكتشفني فنيا

كشف بعض أبطال فيلم «العار» ذكرياتهم مع المخرج علي عبدالخالق، منهم الفنانة إلهام شاهين، التي قامت بدور «ليلى» في الفيلم، وأكدت أنها كانت تشعر بالسعادة عندما كانت تشترك في أفلام من إخراج علي عبد الخالق، فكان يصنع حالة من البهجة والسعادة، خاصة أنها عملت معه أفلام كثيرة للغاية، كما أنه أول من اكتشفها في فيلم «العار»، ويعد ثاني فيلم في حياتها، وكانت تبلغ من العمر حينها 17 عاما.

وأضافت إلهام شاهين، خلال اتصال هاتفي ببرنامج «التاسعة»، المذاع على شاشة التليفزيون المصري، ويقدمه الإعلامي يوسف الحسيني: «علي عبد الخالق جعلني ألعب ألوان مختلفة من الأدوار، وكل مرة كان يفاجئني بدور أكون مستغربة بأنه يوجد مخرج فكر فيا لهذا الدور، كما أنني اشتركت معه في أول مسلسل يخرجه في حياتي وهو (نجمة الجماهير) وقدمت فيه دورا من أهم الأدوار في حياتي، من المسلسلات الرومانسية الجميلة مع محمود قابيل».

وواصلت: «يوجد الكثير من الأشخاص الغاليين علينا لا نستطيع استيعاب فكرة فقدانهم، هي مسألة صعبة ولكن أعمال المخرج أو الممثل أو الإعلامي موجودة وتاريخهم سيظل أمام أعيننا طوال الوقت، وبالتالي لا نستطيع القول بأنه رحل».

حسين فهمي: قريب جدا على قلبي وصديق عزيز

من جانبه قال الفنان حسين فهمي، والذي أدى دور «شكري» في فيلم العار، إن المخرج الكبير الراحل علي عبد الخالق الذي استمرت مسيرة إبداعه 56 عاما كان زميلا له في معهد السينما، وكان صديقه الشخصي، وأنتجا معا أكثر من فيلم ضمن مسيرته الفنية الغنية، لافتا إلى أنه ظهر معه في عدد من المسلسلات، «علي كان قريب جدا لقلبي وصديق عزيز، وكنت على اتصال به دائما».

وأضاف «فهمي»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «مساء DMC»، وتقدمه الإعلامية إنجي القاضي، والمذاع على فضائية «DMC»: «علي كانت أخلاقه راقية جدا وكان إنسان في تعاملاته وفنان بمعنى الكلمة، ومكانش بيتعالى على أحد، ولينا زملاء كثيرين فقدانهم هذا العام، وأنا كرئيس للمهرجان أتمنى تكريم الجميع، والمرة السابقة كرمت كل زملائي، وكل ما أقدر أكرم حد هكرمه، وعلي عبدالخالق يستحق الكثير».

 

الوطن المصرية في

04.09.2022

 
 
 
 
 

على عبدالخالق مخرج متعدد الأنغام عابر للتصنيف

طارق الشناوي

عندما قدم أول أفلامه (أغنية ع الممر) عام 1972 باكورة إنتاج ما كان يعرف بـ(جماعة السينما الجديدة) سخر المخرج الكبير حسن الإمام من الفيلم قائلا لماذا لم يغير اسمه إلى (أغنية ع المُر)؟، وبرغم أن عبدالخالق وقتها لم يكن قد بلغ الثلاثين من عمره، فلم تأخذه حمية الشباب فى الرد، ترك المسؤولية للشريط السينمائى الذى حصل على أكثر من جائزة فى المهرجانات التى مثل فيها السينما المصرية مثل (كارلوفيفارى) و(طشقند)، ولايزال الفيلم قادرا حتى الآن على الدفاع عن نفسه وعن السينما المصرية.

تفهم على عبدالخالق دوافع أستاذه حسن الإمام، الذى كان يدافع ليس فقط عن حسن الإمام، ولكن عن جيل وجد نفسه بعد هزيمة 67 تحت مرمى نيران المتطاولون على تاريخهم المرصع بعشرات من الأيقونات السينمائية، وكثيرا ما كانوا يعتبرون أفلامهم أهم أسباب ما أطلقنا عليها على سبيل التخفيف (نكسة).

بعض المخرجين والنقاد ممن ينتمون إلى (جماعة السينما الجديدة)، كان يحلو لهم فتح النيران على الأساتذة الكبار، وحسن الإمام، بطبيعة تكوينه الشخصى، لا يتورع عن الدخول فى معارك، لو اقترب منه أو جيله أحد، كما أن حسن الإمام كان يقصد ما هو أبعد من مجرد السخرية، يريد توجيه نصيحة، يعتبرها أساسية فى الشريط السينمائى، من الممكن إيجازها بضرورة أن يتخلل العمل الفنى، مهما بلغت جدية القضية التى يتناولها ملمحا مبهجا، التزم عبدالخالق، بالصمت، متأملا ما وراء سخرية الأستاذ، ولم يفعل مثل بعض من ينتمون إلى جيله فى مواصلة الهجوم على أكثر مخرج جماهيرى عرفته السينما العربية قاطبة، ولهذا أطلقوا عليه لقب صار لصيقا به (مخرج الروائع).

بعد مرور نحو 12 عاما على سخرية حسن الإمام، قرر عبدالخالق أن يسند إليه بطولة فيلمه الاجتماعى (مدافن مفروشة للإيجار) مع محمود ياسين ونجلاء فتحى، وكانت صورة الإمام تتصدر (أفيش) و(تترات) الفيلم.

عادة ما يرتبط المخرج بنوعية محددة من الأفلام، عبدالخالق مخرج متعدد الأنغام الدرامية عابر للتصنيف، قدم كل النوعيات، حتى الكوميديا والفانتازيا، ناهيك عن تلك التوأمة الفنية التى جمعته مع رفيق الرحلة الكاتب الكبير الراحل محمود أبوزيد فى ثلاثية (العار) و(الكيف)، (جرى الوحوش)، ويلحق بها أيضا فى نفس السياق (البيضة والحجر) و(عتبة الستات)، لتصبح خماسية، حيث تلمح فى الشريط السينمائى اتساعا للدائرة الجماهيرية، مع رؤية أخلاقية تسيطر على ملامح الفيلم، ولا يخلو الأمر من رؤية كوميدية.

محمود أبوزيد من كتاب السيناريو الذين لديهم سطوة طاغية على العمل الفنى، يمنح الشريط رائحة مميزة، دائما لديه رسالة فيها الكثير من الموعظة الحسنة، يمررها داخل نسيج السيناريو، فهو صاحب أشهر عبارة التصقت بالحشيش فى الثقافة المصرية (إذا كان حلال أدينا بنشربه، وإذا كان حرام أدينا بنحرقه)، عبدالخالق من هؤلاء القادرين على تقمص روح الكاتب، وهكذا نجح فى التعبير عن عالم أبوزيد برؤية بصرية عميقة، وفى مثل هذه الأمور إذا لم يمتلك المخرج تلك المرونة فى التلون الإبداعى تشعر على الفور بتناقض بين المكتوب والمرئى.

ستجد أيضا أن أفلام الكاتب الراحل إبراهيم مسعود الذى يستلهم قصصا عديدة من أوراق المخابرات، احتلت مساحة مميزة على خريطة عبدالخالق، مثل (إعدام ميت) و(بئر الخيانة)، وهناك أفلام أقل إبداعا مثل (الكافير)، إلا أن على عبدالخالق من هؤلاء الذى يطبقون فى علاقتهم بالسينما مبدأ المخرج الكبير هنرى بركات الذى يجيد التعامل مع كل النوعيات، بركات كان يقدم (دعاء الكروان) و(الحرام) و(الخيط الرفيع) وغيرها، وفى نفس الوقت تجد على خريطته أفلاما مثل (العسكرى شبراوى)، وهكذا عبدالخالق أحيانا تجده يتألق محلقا مع سينما مثل (أغنية ع الممر)، إلا انه لا ينسى أبدأ أنه كمخرج حرفى عليه أن يقدم أيضا فيلما قليل الطموح الفنى مثل (راندفو).

فى فيلمه الروائى الأخير (ظاظا) عام 2006 والذى كان يحمل فى البداية اسم (ظاظا رئيس جمهورية) بطولة هانى رمزى وكمال الشناوى تأليف طارق عبدالجليل قدم قالب (الفانتازيا)، وهو يحمل نقدا سياسيا بقدر ما تسمح به الرقابة، وهكذا شاهدنا تلك الرؤية التجريدية التى تنضح بنقد لاذع، فى اللازمان واللامكان، وهو لون مغاير لما تعود عليه، وقبلها ستجد على خريطته الفيلم الكوميدى (بونو بونو) بطولة نادية الجندى.

حاول عبدالخالق أن يجد مساحة له مع جمهور الألفية الثالثة، بعد أن أدرك تغييرا حادا فى أمزجة جمهور السينما، ولهذا ذهب للتليفزيون مثل عدد كبير من المخرجين الكبار عندما ضاقت أمامهم المساحة المتاحة على الشاشة الكبيرة، وذلك مع بزوغ عدد من المخرجين الشباب صاروا هم الأكثر طلبا، وهكذا وجه البوصلة إلى مسلسلات تليفزيونية مثل (البوابة) و(نجمة الجماهير) ليظل على الخريطة.

قطعا ستلمح تباينا فى المستوى، وهو ما تجده أيضا مع عدد من الكبار مثل المخرجين أشرف فهمى، وحسين كمال، وسعيد مرزوق، لا أتصور أن على عبدالخالق كان راضيا مثلا عن فيلم مثل (يوم الكرامة) أو (الناجون من النار)، إلا أنه أيضا عانى دون جدوى فى انتظار سيناريو جيد، يعيده للسينما.

فى السنوات الأخيرة كان يتردد داخل الكواليس معاناة عبدالخالق من المرض الشرس، وأنفق فى صمت ورضا كل مدخراته، رافضا تماما أن يتبرع أحد بتكاليف العلاج، انتظر فقط أن تتحرك الدولة، وجاء القرار قبل أسابيع قليلة بعلاجه، إلا أن المرض الشرس كان قد تمكن منه.

هل منحنا مخرجنا الكبير ما يستحقه من حفاوة وتقدير على قدر إنجازه عبر نصف قرن؟ يقينا لا، لم يحصل مثلا على جائزة الدولة التقديرية برغم كل هذا العطاء.

قبل نحو شهر تواصلت معه تليفونيا وكانت مكالمة دافئة، وجدته قويا ومتماسكا، وشامخا، ورحل وهو مرفوع الرأس تسبقه العديد من إنجازاته، التى كانت وستظل قادرة على أن تذكرنا بأنه كان يعيش بيننا مخرجا كبيرا، لم يكن يجيد تسويق نفسه إعلاميا، وظل حتى اللحظة الأخيرة (نبض عروقه كبرياء)!!.

 

المصري اليوم في

04.09.2022

 
 
 
 
 

على عبدالخالق.. شغف السينما ويأس الفراق

خالد محمود

أعترف أننى تأثرت كثيرا برحيل المخرج على عبدالخالق، ليس فقط لأننا فقدنا مبدعا كبيرا فى السينما ورمزا «أصيلا» لها، لكن أيضا لرحيل إنسان عاش حياته فى حالة صدق خالص، وروح «طبيعية» لم تعرف لحظة طريق الادعاء، حالة خاصة توحد فيها الإنسان والمبدع معا، كل لحظات التوهج والنجاح والتألق لم تنل من إنسانيته وشغفه، لكن أيام من اليأس هى التى نالت منه، فلم يكن يتخيل أنه سيبقى بعيدا عن ممارسة شوقه الأول «السينما» سنوات، حتى هزمته آلام الفراق.

كان على عبدالخالق صاحب رؤية طرحت نفسها منذ بدايته وسط جيل أمن بطموحه وأحلامه وقدرته على صناعة تيار يمكنه أن يطرح أفكاره ويجدد ويجذب الجمهور إليه، اختار المخرج الكبير أن يطرح عبر أفلامه ثالوثا اجتماعيا يجسد صراعات متعددة، تارة بين العلم والدين، وتارة بين الحلال والحرام، وثالثة فى مواجهة تسيد قيم الفهلوة، وتندرج تحت هذا الصراع أفلام مثل: العار، جرى الوحوش، البيضة والحجر، الكيف، ولعل أجمل مايميزه قدرته على طرح لهذه القضايا بروح جماهيرية، جعلت الجمهور بمختلف طبقاته يقبل عليها، وذلك يكمن فى سر توليفته الخاصة وصورته الفنية التى أحدثت حالة من التوازن البصرى والفكرى، وقد توحدت رؤيته والمؤلف الراحل محمود أبو زيد وتمكنا من الاستحواذ على شباك التذاكر واستقطاب كبار النجوم.

قدرة عبدالخالق على تقديم أبطاله على نحو مغاير ومفاجئ محققا لهم جماهيرية مختلفة، كان لها نصيب وافر فى تاريخ هؤلاء الأبطال لتفتح أمامهم آفاقا جديدة فى مشوارهم، أعتقد أن فيلم «البيضة والحجر» كان مرحلة فارقة فى مسيرة أحمد زكى ما بين الأفلام الميلودرامية واكتشاف قدراته كممثل كوميدى، كما فى «أربعة فى مهمة رسمية»، كذلك يحيى الفخرانى الذى حقق له فيلم «الكيف» جماهيرية فى السينما، كما أن الخطوة الكبرى فى تاريخ محمود عبدالعزيز واكتشافه كنجم كوميدى وميله للغناء تحققت له فى «العار» و«جرى الوحوش» ولا يزال الجمهور يردد عباراته التى جاءت ضمن حوار هذه الأفلام.

كما أن فيلم «الحقونا» الذى تعرض بطله لسرقة إحدى كليتيه، والذى كان من أوائل الاعمال التى تناولت بواقعية شديدة قضية سرقة الاعضاء البشرية والاتجار بها، وفيلم «الحب وحده لا يكفى» الذى عكس أزمة خريجى الجامعة فى عصر الانفتاح، وقدمه بنعومة شديدة دونما افتعال أو تعال على الجمهور، كشف أبعادا جديدة فى مسيرة نور الشريف بطل العملين.

والحق ان أبطال المخرج الكبير عاشوا فى عباءة على عبدالخالق بأداء تمثيلى حديث الطابع جعل جميع الشخصيات تخرج من عالم الشاشة الفضية لتعيش معنا حتى الآن ربما ب«شيزوفرينيا» السلوك البشرى التى جاءت بمعظم الأعمال ومنها على سبيل المثال «العار» بشخصيات الاب «الحاج عبدالبديع» ومن الابناء «شكرى» رئيس النيابة، و«اعدام ميت» بشخصية «ابو جودة»، وبئر الخيانة بشخصية «جابر»، والبيضة والحجر بشخصيتى «مستطاع».

سيبقى على عبدالخالق مخرجا مميزا بالوعى الذى طرح به قضايا اجتماعية مؤرقة فى صيغة جماهيرية ناجحة، واعتقد أنه وصل لهذه الصيغة بعد لقائه بالمؤلف محمود أبو زيد.

لم يكن على عبدالخالق، الذى ينتمى إلى جماعة السينما الجديدة، صداميا مع الجمهور، حتى فى أكثر أعماله جدية، لكنه كان يضع يده على موطن هواجسه وحيرته وجرحه، ربما يؤلمه المشهد، لكنه كان أيضا يأخذ بيديه لتناول جرعات تداوى الروح بعد أن نكتشف موطن الخلل.

أتذكرون باكورة أعماله الروائية الطويلة «أغنية على الممر»، كان بحق صورة تعكس تحديا ضد الهزيمة، غنينا معه الامنا بمرارة، أراد الفيلم أن يصف ما حدث فى موقع معين خلال حرب 1967 عندما وجد خمسة جنود مصريين أنفسهم منعزلين عن باقى الجيش المصرى الذى انسحب من سيناء أو دمرته المقاتلات الإسرائيلية فى تلك الحرب الدامية.. أنشودة حزينة عن تجربة إنسانية متمثلة فى فيلم عن الحرب انطلق أبطالها من واقع محبط وانتهوا إليه أيضا، وبقيت التساؤلات التى طرحتها الصورة عقب العرض لتشكل انتفاضة وجدانية ضد اليأس، إيمان بحب تراب هذا الوطن والدفاع عنه واستعادة الأرض والروح مهما كان الثمن، وهو ما حدث تاريخيا فيما بعد.

ويبقى العمل محطة مهمة فى تاريخ السينما المصرية والعربية عموما بنماذج أبطاله التى أتت من أعماق المجتمع المصرى، جغرافيا ووطنيا وأخلاقيا.

 

الشروق المصرية في

04.09.2022

 
 
 
 
 

أحد رموز السينما المصرية الجديدة في السبعينيات:

علي عبد الخالق يتلو «أنشودة الوداع»

عبدالله رامي

القاهرةبعد معاناة طويلة مع السرطان، رحل علي عبد الخالق (1944 – 2022) قبل أيام، لتفقد السينما المصرية أحد أعمدة الإخراج وأحد أبناء ما سمّي بجيل السينما الجديدة التي بدأت في السبعينيات. بدأ علي عبد الخالق مشواره بالعديد من الأفلام التسجيلية؛ أشهرها «أنشودة الوداع» الذي حصل وقتها على جوائز عدة، منها الجائزة الثانية من «مهرجان لايبزيغ السينمائي» في ألمانيا. كما حصل فيلمه «السويس مدينتي» على الجائزة الأولى من «مهرجان وزارة الثقافة الأول للأفلام التسجيلية» عام 1970.

في عام 1972، قدّم باكورته الروائية «أغنية على الممر»، التي تعدّ أشهر أعماله. الشريط الذي حصد حفاوة نقدية وجماهيرية، تناول نكسة الـ 1967، وأهّله للفوز بالعديد من الجوائز، منها الجائزة الثانية في «مهرجان كارلوفي فاري». يتوقف الناقد عصام زكريا، عند ثلاث محطات رئيسية في مشوار علي عبد الخالق السينمائي. بدأت مرحلته الأولى التي اتسمت بمقاومة الهزيمة بعد تخرجه، من خلال الأفلام التسجيلية وصولاً إلى «أغنية على الممر»، موضحاً أنها فترة غلب فيها الجانب التعبوي والتسجيلي على رؤيته الإخراجية. المحطة الثانية كانت تعاونه مع السيناريست محمود أبوزيد، وهي الأهم وفق زكريا: «إذ اتسمت بالجماهيرية من خلال أفلام اجتماعية تميّزت بالحس الشعبي الذي كان يميزه عن الكثير من مخرجي جيله الذين عالجوا حتى القضايا الاجتماعية من خلال أبعاد أكثر فنية أو ذاتية، لكنها كانت تفتقد الحس الكوميدي والشعبي الموجود لدى عبد الخالق الذي كان يظهر في أدق تفاصيل الحوار والتمثيل».

يضيف زكريا أن أفلام صاحب «الكيف» اتسمت أيضاً بميلها إلى إلقاء الدروس الأخلاقية أو الجانب التعليمي، فيما تتمثل المحطة الأخيرة في مشواره في ظهور موجة جديدة من السينما وضعت عبد الخالق بين خيارين: إما الانسحاب أو محاولة البحث عن بدائل إنتاجية أخرى، لكنه اختار الانسحاب إلى الدراما التلفزيونية.

مع بداية الألفين، اتجه إلى الدراما التلفزيونية، فقدم مسلسلات عدة منها: «نجمة الجماهير» (2003)، و«البوابة الثانية» (2009). لكنها أعمال لم تحقق أي جماهيرية، فـ «الدراما أمر مختلف، وليس كل مخرج سينمائي ناجح، يستطيع أن يحقق نجاحاً في الدراما. أيضاً، لم يكن عبد الخالق من الجيل الذي يستطيع التعامل مع كاميرات الديجيتال وتوظيف جماليّتها، وبالمناسبة لا يوجد أحد من هذا الجيل استطاع أن يقدّم دراما تلفزيونية جيدة. يمكننا القول بأنّ هذا الجيل توقف عند مرحلة معينة، ولم يستطع مواكبة التطور المتسارع في مجال السينما، سواء على مستوى التقنية أو الفنيات» على حدّ تعبير زكريا.

يصف الناقد طارق مرسي، المخرج الراحل بأنّه «أحد أهم أعضاء مجلس قيادة الوعي في تاريخ السينما المصرية» قائلاً: «برحيل هذا المخرج العملاق، فقدت السينما المصرية آخر فرع من جيل الرواد الذين كتبوا تاريخاً كبيراً وبصمات خالدة».

رحلة علي عبد الخالق كانت ضمن سياق جديد للسينما المصرية ككل وفق ما يوضح مرسي: «تشكلت جماعة السينما الجديدة من علي عبد الخالق، وداود عبد السيد، ورأفت الميهي، ومحمد راضي، وأحمد متولي، ونبيهة لطفي، وسامي المعداوي، وهاشم النحاس، وخيرى بشارة، ومحمد كامل القليوبي ويسري نصر الله، وسعيد شيمي وأشرف فهمي». ويشير مرسي إلى أن هذه الحركة السينمائية الجديدة ابتكرت أساليب تسويق بالجهود الذاتية، فيما نجح عبد الخالق مع أقرانه في كسر جمود السينما التجارية والموضوعات النمطية المستهلكة وتقديم أسماء جديدة لم تكن نجوم شباك مثل محمود مرسي، ومحمود ياسين وصلاح السعدني الذين كانوا في بداياتهم الفنية».

من وجهة نظر الناقد والمؤلف رامي عبد الرازق، تتمثل السمة الأهم في مشوار عبد الخالق في جديته في التعامل مع السينما وإيمانه بدور حقيقي للفن في المجتمع، وهو ما ظهر بشكل واضح في باكورته «أغنية على الممر» التي أعلنت ولادة مخرج شاب ذي بصمة ورؤية مختلفة. وأشار إلى التنوع الشديد في طرح الموضوعات التي تشتبك مع الواقع من زوايا وأنواع مختلفة بين الملاحم الوطنية وأفلام الجاسوسية مثل «إعدام ميت» و«بئر الخيانة»، فضلاً عن الأفلام الاجتماعية كما ظهر في ثلاثيته الشهيرة مع السيناريست محمود أبو زيد: «الكيف»، و«العار»، و«جري الوحوش». مقارنة بمخرجي جيله، يوضح عبد الرازق أن الاختلاف الأبرز في سينما صاحب «الكيف» أنه اشتبك مع «أفكار المجتمع» أكثر منه اشتباكه على مستوى الصورة كما فعل أقرانه محمد خان وعاطف الطيب.

تعاونه مع السيناريست محمود أبوزيد أضفى على أفلامه جماهيرية تميّزت بالحسّ الشعبي

من زاوية أخرى، ترى الناقدة آية طنطاوي، أنّ عبد الخالق مخرج مرتبط بالجمهور طوال مشواره، بمعنى أنه رغم التنويعات المختلفة التي قدمها في أفلامه، إلا أنّه امتلك في كلّها ما سمّته «شفرة الجمهور» التي مكّنته من جذب شرائح من مختلف الأجيال والطبقات الاجتماعية، موضحة أنّه انطلاقاً من هذه النقطة، يمكننا تحليل سينما صاحب «البيضة والحجر» وحتى فترات ارتباك مشواره بعد ظهور الموجة السينمائية الجديدة في بداية الألفية.

عندما شعر عبد الخالق باندثار هذه الشفرة التي تتحدث عنها طنطاوي، اعتزل الإخراج بعدما ضلّ فيلمه «يوم الكرامة» طريقه إلى جمهور من جيل مختلف، لتتحوّل تلك الشفرة التي لعب بها واستخدمها طوال مسيرته إلى غربة وحاجز بينه وبين جمهور جديد. هذا الحاجز الذي لم يستطع صاحب «الكيف» تجاوزه؛ يطرح سؤالاً حول علاقة الأجيال الجديدة بأعمال عبد الخالق. وهو ما يمكن أن نجد إجابته عند حازم أحمد، طالب النقد المسرحي والسينمائي. إذ اعتبر عبد الخالق «فارس التغيير في السينما المصرية». ويرى حازم أيضاً أنّ الميزة الأكبر في سينماه أنه دائماً ما كان يهتم برؤية الطبقات الشعبية والبسيطة للحياة، بل يشتبك مع أفكارها بشكل عميق كأنه يناقشها. هكذا، نجده يواجه الجهل والدجالين في فيلم «البيضة والحجر»، ويفكك أزمة المخدرات في «الكيف» وغيرهما من الأفلام التي شكلت علامات مهمة في تشكيل وعي المصريين وحافظت في الوقت نفسه على المتعة والجماهيرية.

 

الأخبار اللبنانية في

05.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004