ملفات خاصة

 
 

ذكريات شخصية مع المخرج علي عبد الخالق

فارس يواكيم

عن رحيل المخرج

علي عبدالخالق

   
 
 
 
 
 
 

في مطلع يوليو/تموز الماضي، قرأت نبأ عبر "فيسبوك" عن إصابة المخرج السينمائي المصري علي عبد الخالق بمرض عضال، مع دعوة للقراء للدعاء له بالشفاء. اتصلت به مستفسراً، فشرح لي آلامه من دون أن يحدّد المرض، لكنني من الأعراض أدركتُ ووجلت وكتمت انفعالي، إلى أن ختم كلامه بالقول: "يا صديقي العزيز الغالي، أنا في بداية رحلة العلاج الطويلة، ادع لي".

منذ نحو ثلاثة أسابيع، اتصلت به مجدداً، فأخبرني أنه في قسم العناية المركزة في مستشفى المعادي، وتوسّع في شرح تفاصيل المرض؛ إنه السرطان اللعين. حاولت أن أخفف عنه الألم، ورجوت الله أن يهبه الشفاء العاجل والتام، فقال لي: "لم يعد لي سوى رحمة الله".

وشغلني عن الاتصال به سلسلة أمراض صغيرة انتابتني على التوالي. وما إن بدأت أتعافى حتى بلغني أمس الجمعة أن صديقي العزيز أسلم الروح. أوجعني رحيلك يا علي.

تعود صداقتنا إلى ستين عاماً بالضبط، إلى صيف 1962. أول لقاء في القاعة الرئيسة في المعهد العالي للسينما في القاهرة، على لوحة عُلقت أسماء الطلبة الذين قبلوا للدراسة. فرحت بوجود اسمي بين المقبولين لدراسة الإخراج، ولمحت اسماً لفت نظري: علي عبد الخالق صالح. ثمة لواء في الشرطة متقاعد احترف التمثيل هو عبد الخالق صالح. في أول أيام الدراسة تعارفنا، وأخبرني أنه فعلاً ابن الممثل المعروف.

بسرعة نشأت صداقة مع علي عبد الخالق، وزميل آخر في قسم الإخراج هو السيناريست الشهير لاحقاً محمود أبو زيد. صرنا ثلاثياً لا نفترق، أثناء الدراسة وبعدها. كنت قادماً من الإسكندرية أقيم في غرفة مفروشة لدى عائلة لبنانية، لكنني قلما اضطررت للمبيت هناك، إذ كنت أسهر يومياً إلى طلوع الفجر، ليلة في بيت أهل علي عبد الخالق، وليلة في بيت أهل محمود أبو زيد. ننام ساعتين أو ثلاثاً، ونعجل في الذهاب من مصر الجديدة إلى حي الهرم حيث المعهد. وكان في دفعتنا زميل آخر درس الإخراج هو محسن زايد، وكما محمود أبو زيد وأنا احترف الكتابة. وحده علي عبد الخالق أصرّ على خوض تجربة الإخراج، وكان له ما أراد. وإلى حلقة الثلاثي علي ومحمود وفارس، انضم زميل من قسم التصوير هو شوقي علي محمد، الذي أصبح لاحقاً عميد المعهد لسنوات.

ظلت طقوس اللقاءات اليومية طول سنوات الدراسة الأربع، وسنة التدريب بعد التخرج. انتقلتُ بعدها إلى بيروت، وصرت ألتقي بعلي ومحمود وشوقي لدى زياراتي إلى القاهرة. ومنذ نحو 15 سنة لم أزر القاهرة، وتكاسلنا عن التواصل من دون سبب. مجرد كسل. كنت أتبلغ أخبار علي عبد الخالق من محمود أبو زيد، وبصفة خاصة من شوقي علي محمد، إلى أن انتقلا إلى رحمة الله.

منذ سنة ونصف السنة قررت معاودة الاتصال بعلي عبد الخالق. وجدت اسمه مكتوباً في "فيسبوك" على غير الطريقة المألوفة في كتابة اسم علي. ظهر اسمه بالأحرف اللاتينية Aly. المهم تواصلنا وكانت سعادتنا كبيرة. سألته عن أخيه الأكبر مهيب، رفيق السهرات حتى الفجر، فأخبرني أنه توفي قبل 12 سنة. طلبت لروحه الرحمة. وكنت على وشك الانتهاء من كتابة مؤلفي الأخير "الأسراب الشامية في السماء المصرية" (دار ميريت، القاهرة)، فوعدت أن أوجّه لذكراه تحية. وبالفعل، خصصت الصفحة الأخيرة من الكتاب له، ذكرت فيها: "حين بدأت تحرير الكتاب، ألحّ على خاطري مهيب عبد الخالق صالح، وقد عرفته أيام دراستي في المعهد العالي للسينما بالقاهرة من طريق زميلي، أخيه المخرج علي عبد الخالق. كان مهيب مثقفاً واسع الاطلاع على خصائص بلاد الشام التاريخية والاجتماعية والأدبية، وكان موضوع الشوام في مصر أثيراً لديه، تناقشنا بشأنه كثيراً. رحمه الله". وحين صدر الكتاب اتصل بي علي عبد الخالق مهنئاً، وشكرني على ما كتبته عن أخيه. فهنأته بدوري على ملصق شاهدته في "فيسبوك"، عبارة عن كولاج متقن من ملصقات الأفلام التي أخرجها، فأخبرني أنه من تصميم ابنته وتنفيذها.

وتحدثنا عن أفلامه. قلت له إني معجب بالعديد منها، لكن الأربعة الأثيرة لدي هي التي كتبها محمود أبو زيد: "العار"، و"الكيف"، و"جري الوحوش"، و"البيضة والحجر". ليس بسبب علاقتي الأخوية مع كليهما، محمود وهو، وإنما لأنها أفلام جميلة وحيوية ومتقنة. وقال لي: "لك أن تتصور سعادتي البالغة وأنا أتعاون مع رفيق العمر محمود. السعادة التي كبرت بعد نجاح الأفلام".

كان نجاح الأفلام مصدر غبطة لعلي عبد الخالق. لم يكن يحفل بالنخبة، بل كان يفرح عندما يعبر الجمهور الغفير عن إعجابه بأفلامه. قال لي: "أنا أخرج أفلامي للناس، وليس لكلمات في صفحات الجرائد". طبعاً إذا حظي الفيلم بإعجاب النقاد أيضاً، فزيادة الخير خير. من أيام الدراسة، أخبرني علي عبد الخالق أن مثله الأعلى هو المخرج عز الدين ذو الفقار، وكان معجباً به أيّما إعجاب. كما كان معجباً ببعض أفلام المخرج هنري بركات، خصوصاً "في بيتنا رجل". وظل علي عبد الخالق معجباً بأفلام عز الدين ذو الفقار، حتى بعدما استراح وتوقف عن الإخراج. في أحاديثنا الأخيرة كان يصف لي مشاهد من "نهر الحب" و"رد قلبي" و"بين الأطلال"، وهو ما زال متذكراً تفاصيل إخراج لقطاتها. قلت له إن "نهر الحب" هو الأثير عندي، فذكّرني بفيلم رابع هو "امرأة على الطريق"، فهتفت "نعم، فيلم جميل".

رضى الجمهور لا يعني أن علي عبد الخالق تنازل لأجل الحصول عليه. فبعض أفلامه حصدت الجوائز في المهرجانات. فيلمه الروائي الأول "أغنية على الممر" نال الجائزة الثانية في "مهرجان كارلوفي فاري" في تشيكيا، وجائزة "مهرجان طشقند". فيلم "السادة المرتشون" نال جائزة "مهرجان الإسكندرية السينمائي". حتى أفلامه التسجيلية، وهي التي بدأ بها مسيرته المهنية، حصدت الجوائز أيضاً. فيلم "أنشودة الوداع" نال الجائزة الثانية في "مهرجان لايبتزغ السينمائي الدولي"، وفيلم "السويس مدينتي" حظي بالجائزة الأولى في "مهرجان وزارة الثقافة للأفلام التسجيلية".

أخرج علي عبد الخالق 39 فيلماً روائياً، شارك في بطولتها أبرز نجوم السينما المصرية. كما أخرج عدة مسلسلات تلفزيونية. لم يكن مجرد مخرج يحترم مهنته ويحبّها فحسب، بل كان في الوقت نفسه إنساناً خلوقاً، شديد التهذيب، وفيّاً لأصدقائه، ظريفاً متذوقاً للنكتة، مبتكراً بعضا منها. كنا على وفاق تام، أثناء الدراسة وبعدها. لم نختلف سوى في أمر واحد؛ كان يشجّع "نادي الزمالك" لكرة القدم، وكنتُ من مشجعي "الأهلي".

 

العربي الجديد اللندنية في

03.09.2022

 
 
 
 
 

أبرز أعمال علي عبدالخالق مع محمود عبدالعزيز وأحمد زكي ونور الشريف.. 14 فيلما

كتب: محمود الرفاعى

المخرج الراحل علي عبد الخالق، قدم عشرات الأعمال السينمائية الدرامية المهمة في مسيرته مع كبار نجوم الفن بمصر والوطن العربي.

كان من بين كل هؤلاء النجوم ثلاثة نجوم لهم مكانة خاصة في أفلامه وهم محمود عبدالعزيز وأحمد زكي ونور الشريف.

علي عبد الخالق قدم أبرز أفلامه مع نور الشريف

قدّم علي عبد الخالق مع نور الشريف أفلام «الحب وحده لا يكفي» عام 1980 و«العار» عام 1982 و«بئر الخيانة» عام 1987 و«جري الوحوش» عام 1987 و«الحقونا» عام 1989 و«الوحل» عام 1987.

وقدم مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز أفلام «العار» عام 1982 و«الكيف» عام 1985 و«إعدام ميت» عام 1985 و«الجنتل» عام 1996 و«النمس» عام 2000.

«إعدام ميت» و«الكيف» أبرز أفلامه مع محمود عبدالعزيز

أما أفلامه مع أحمد زكي فأبرزها «شادر السمك» عام 1986 و«أربعة في مهمة رسمية» عام 1987 و«البيضة والحجر» عام 1990.

علي عبد الخالق كان قد قدم أول أفلامه «أغنية على الممر» الذي كان السبب في رفع الروح المعنوية للجنود على جبهات القتال في مصر وسوريا بعد نكسة 1967.

أول أفلامه كانت «أغنية على الممر» بعد نكسة 1967

وقدم أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان «أغنية على الممر» عن مسرحية بنفس الاسم للأديب «علي سالم»، وحقق الفيلم نجاحا فنيا هائلا، وحصل على الجائزة الثانية من مهرجان كارلو في فاري السينمائي الدولي، وجائزة من مهرجان «طشقند» السينمائي.

 

####

 

مؤرخ فني: علي عبدالخالق قدم أعظم ثلاثية سينمائية بعد نجيب محفوظ

أفلام علي عبدالخالق اهتمت بالقضايا الشائكة

كتب: محمد عزالدين

نعى المؤرخ الفني محمد شوقي، وفاة المخرج علي عبدالخالق الذي رحل أمس الجمعة، قائلا: «نعزي أنفسنا وكل مصري والوطن العربي».

أفلامه اهتمت بالقضايا الشائكة

وأضاف «شوقي»، خلال اتصال هاتفي ببرنامج «8 الصبح»، المذاع على شاشة «dmc»، وتقدمه الإعلامية داليا أشرف، اليوم السبت، أن المخرج علي عبدالخالق اهتم في معظم أفلامه بالقضايا الشائكة في المجتمع بأسلوب مختلف، موضحًا أنه لا يوجد خط درامي إلا وتناولته أفلامه، سواء الرومانسية منها أو الكوميدية أو الأكشن أو الواقعية أو الجاسوسية أو الوطنية.

وأشار إلى أنه لا أحد ينسى الثلاثية الكبيرة التي قدمها على شاشة السينما المصرية، وهي «العار» و«الكيف» و«جري الوحوش»، وهي ثاني أعظم ثلاثية سينمائية بعد ثلاثية نجيب محفوظ، لافتًا إلى أن فيلم «جري الوحوش» قدم الصراع النفسي مع الإنسان وبين ما يتمناه الإنسان، وهذه فلسفة جميلة.

أعماله عابرة للزمن وتخاطب كل الأجيال

ولفت أن أفلام المخرج علي عبدالخالق مازالت تُشاهد إلى وقتنا هذا، وعابرة للزمن وتخاطب كل الأجيال، ويجري تداول اقتباسات منها على «السوشيال ميديا» كما لو كانت جرى عرضها منذ وقت قليل.

وأوضح أن المخرج علي عبدالخالق قدم مع المؤلف محمود أبوزيد نموذجًا لم يقدم في السينما المصرية من قبل المتمثلة في شخصية «روقة» الزوجة المثالية في تاريخ السينما المصرية، وهو النموذج الذي يُحكى عنه حتى الآن.   

 

####

 

نهال عنبر تكشف تفاصيل آخر مكالمة مع المخرج علي عبد الخالق: «أنا تعبان»

كتب: أحمد عبد الرحمن

تصوير: محمود عبد المغني

حرصت الفنانة نهال عنبر، عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، على حضور جنازة المخرج الراحل علي عبد الخالق، التي خرجت من مسجد السيدة نفسية، وذلك لتوديعه إلى مثواه الأخير.

علاقة صداقة

وقالت نهال عنبر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن علاقة صداقة قوية كانت تجمعها بالمخرج الكبير، واصفة إياه بأنه كان متديناً، ولا يترك صلاة أبداً حتى في أوقات مرضه، وكان حريصاً دائماً على فعل أعمال الخير.

وأشارت «عنبر» إلى أنها كانت حريصة على التواصل مع المخرج الراحل باستمرار، وكانت آخر مكالمة بينهما قبل وفاته بيومين، إذ أخبرها بأنه مريض، موضحة: «كنت كل ما أقول له عامل إيه، يقول لي أنا تعبان أوي يا نهال، ادعي لي»، وناشدت الجمهور الدعاء للراحل بالرحمة.

نجوم الفن في جنازة الراحل علي عبدالخالق

وتوافد عدد كبير من نجوم الفن على جنازة المخرج الراحل علي عبد الخالق، أبرزهم الدكتور الفنان أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، وطارق النهري، والمخرج خالد جلال، والمخرج عمر عبد العزيز رئيس النقابات الفنية، وخالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.

وقدم المخرج علي عبد الخالق مسيرة فنية طويلة، مليئة بالنجاحات الكبيرة، وعمل معه أبرز نجوم الفن المصري، أبرزهم الفنان الكبير الراحل نور الشريف، والذي قدم معه أعمالاً ناجحة.

معاناة علي عبد الخالق مع سرطان الرئة

وعانى المخرج علي عبد الخالق في آخر أيامه من سرطان الرئة من الدرجة الرابعة، وانتشر في القصبة الهوائية، وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بعلاجه على نفقة الدولة.

 

####

 

هاني رمزي ينعى علي عبد الخالق: ستظل أعمالك باقية

كتب: أحمد عبد الرحمن

حرص الفنان هاني رمزي على نعي المخرج علي عبدالخالق، الذي رحل عن عالمنا أمس الجمعة، عن عمر ناهز 78 عاما، وذلك بعد صراع كبير مع المرض.

هاني رمزي ينعى المخرج علي عبدالخالق

ونشر «رمزي» صورة للمخرج علي عبدالخالق، عبر حسابه الشخصي على موقع الصور والفيديوهات «إنستجرام»، معلقا عليها: «الله يرحمك يا أستاذ علي، رحلت لكن أعمالك السينمائية ستظل باقية.. علي عبد الخالق».

تشييع جثمان  الراحل علي عبد الخالق

وشيع جثمان الراحل علي عبد الخالق، اليوم بعد صلاة الظهر من مسجد السيدة نفيسة، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، والدكتور الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، والمخرج عمر عبد العزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، ونهال عنبر عضو مجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية، والمخرج خالد جلال، وطارق النهري.

آخر أعمال المخرج علي عبد الخالق

الجدير بالذكر أن آخر أعمال المخرج علي عبد الخالق، كانت مسلسل «البوابة الثانية»، عام 2009، والتي كانت تدور أحداثه حول دكتورة في الجامعة لديها ابن أثناء قيامه برحلة في سيناء مع أصدقائه يتم اعتقاله داخل السجون الإسرائيلية فتكتشف الدكتورة ذلك وتبدأ في عملية البحث عنه ومحاولة إخراجه من المعتقل.

وشارك في بطولة المسلسل نبيلة عبيد، هشام عبد الحميد، أحمد ماهر، غرام هندي، عزة بهاء، أحمد أسامة عبد الخالق، شعبان حسين، نزار أبو زياد، حازم علي، كارمن لبس، يوسف عثمان، فادي إبراهيم.

 

الوطن المصرية في

03.09.2022

 
 
 
 
 

علي عبدالخالق .. (أغنية على الممر) في شريط السينما

خلف الكاميرا في حالة إبداعية

كتب : أحمد السماحي

غيّب الموت خلال الساعات الماضية المخرج الكبير (علي عبد الخالق)، عن عمر ناهز (78 عامًا)، بعد معاناة مع مرض السرطان، رحل قبل أيام من احتفاله بعيد ميلاده الـ 78 حيث أنه من مواليد 6 سبتمبر 1944، في الوقت الذي قال كثير من الزملاء أنه من مواليد شهر يونيو، لكن كثير من الكتب السينمائية التى سجلت بداياته ذكرت أنه من مواليد 6 سبتمبر! – وعلى أسرته أن توضح الحقيقة – وسيقام عزاء للمخرج الكبير بعد غد الاثنين الموافق ٥ سبتمبر بمسجد الحامدية الشاذلية بعد صلاة المغرب.

أفلامه ترسم شخصية إنسان بسيطة أهدرت حقوقه

رحل (علي عبدالخالق) الذي أضحكنا وأبكانا من خلال أفلامه الـ (30)  التى بدأها عام 1972 بفيلم (أغنية على الممر) وأنهاها عام 2006 بفيلم (ظاظا) هذه الأفلام التى أضاء من خلالها مصابيح كثيرة في ظلام حياتنا، وقد نعته الدكتورة (نيفين الكيلاني) وزيرة الثقافة، قائلة: (إن الحركة الفنية فقدت فنانا ذات طابع مميز، حيث يعد مدرسة خاصة في الإخراج، وتميزت أعماله السينمائية بطابعها الخاص الذي وضعها في مكانه خاصة لدى الجمهور والنقاد، وقدمت العزاء لأسرته وتلاميذه وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمده برحمته).

كون مع (محمود أبوزيد) ثنائيا فنيا قدما أفلاما عالجت موضوعات اجتماعية مهمة

ولد الراحل لأسرة متوسطة تهتم بالثقافة والفنون، فوالده لواء الشرطة الفنان (عبدالخالق صالح) أشهر نجم الأدوار الثانية في مرحلتي الخمسينات والستينات حيث قدم العديد من الأفلام مثل (الرجل الثاني، السبع بنات، خان الخليلي، الطريق، عروس النيل) وغيرها، ونظرا لنشأة (علي) في هذه الأسرة التحق بالمعهد العالي للسينما قسم إخراج، وعقب تخرجه في عام 1966 عمل مساعداً لفترة مع المخرج (ممدوح شكري)، ثم اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية والقصيرة التي حاز عن بعضها جوائز دولية، أولها كان عام 1968  من خلال فيلم (عدو الفلاح)، ثم (مدينة رشيد)، كما قدم في نفس العام فيلم قصير عن بعض أجزاء من المجلة السينمائية، (مجلة الفلاحين) التى أصدرها المركز القومي للأفلام التسجيلية.

في عام 1970 قدم الفيلم القصير – 10 دقائق – (السويس مدينتي)، تصوير رجائي عتيق، مونتاج أحمد متولي، ويصور هذا الفيلم صمود أهالي السويس في المعركة بينهم وبين العدو الأسرئيلي، وإستمرار الحياة والعمل بالرغم من استمرار المعارك واستعدادنا لها، وقد حصل عن هذا الفيلم على جائزة الإخراج في مسابقة الأفلام التسجيلية المصرية في مارس 1970.

بعد رحيل الزعيم (جمال عبدالناصر) مباشرة شارك مع بعض زملائه منهم (حسن رضا، جون فيني، شادي عبدالسلام، أحمد راشد، محمد قناوي، سمير عوف)، في إخراج فيلم قصير مدته 35 دقيقة عن رحيل الزعيم جمال عبدالناصر تحت عنوان (أنشودة الوداع)، يسجل هذا الفيلم الأيام المريرة التى عاشها الشعب ومظاهر الحزن على وفاة الرئيس عبدالناصر، ويتابع اليوم الأخير وكل مراسم الجنازة الرسمية والشعبية التى صاحبته حتى مثواه الأخير، وقد حصل على الجائزة الثانية في مهرجان (لايبزج) عن اشتراكه في إخراج هذا الفيلم.

جاسوسية وأمن

بعد هذا الفيلم وفي عام 1971 قدم فيلمه الروائي التسجيلي (جاسوسية وأمن) بلغت مدة الفيلم 80 دقيقة، وكتب السيناريو له السيناريست مصطفى محرم، وكان إنتاج هيئة الأمن القومي، وهو فيلم تعليمي في قالب روائي يوضح الأساليب التى يلجأ إليها العميل الذي تجنده المخابرات الأجنبية لحسابها، وكيف يحافظ على أسرارنا وأمننا القومي حتى لا يمكن لهذا الجاسوس أن يحصل على المعلومات.

كرامة الإنسان وكبريائه الجريحة

من خلال نظرة خاطفة على الأفلام المتعددة التى قدمها لنا (علي عبدالخالق) يمكننا أن نستشف بسهولة اهتمامه العميق بقضية كرامة الإنسان وكبريائه الجريحة، وحقوقه المهضومة، فمنذ فيلمه الأول (أغنية على الممر) قصة علي سالم، الذي يعتبر أحد أيقوناته السينمائية، وهذا المخرج يضع يده على الجرح، وينظر نظرة تعاطف ممزوجة بكثير من الحنان إلى قضية الإنسان المسحوق الذي أهدرت حقوقه في التراب، مهما كان عطاؤه، ونبل قلبه وتضحياته.

أغنية على الممر

لهذا لم يكن غريبا أن يقول أثناء إنجازه لفيلمه الأول (أغنية على الممر): لم تتعرض السينما المصرية من قبل لتصوير مصر ما بعد النكسة، وفيلمي هذا يعتمد على (البني آدم) وليس على الحدوتة، وبالنسبة لي أعتبر الكاميرا بطلا من أبطال الفيلم، كما أن هذا الفيلم من ناحية الإنتاج يعد تجربة جديدة تماما، إذ يتم إنتاجه وفقا لنظام المشاركة، وهذا يحدث لأول مرة في السينما المصرية حيث قدمت جماعة السينما الجديدة 30% من ميزانيته، وقامت مؤسسة السينما بتقديم الباقي، أما الفنانين والفنيين المشتركين في الفيلم حصلوا على 20% فقط من أجورهم المتفق عليها، وسيحصلون على باقي أجورهم من إيراد الفيلم بعد إنتهاء عرضه، وأتمنى أن يصل فيلمي إلى كل مستويات الشعب، إذ يقوم بمعالجة مشاكل تهمهم ومن خلال شكل جديد ومفهوم.

حقوق الإنسان

تتابعت أفلام (علي عبدالخالق) ومعظمها إن لم يكن كلها ترسم شخصية إنسان بسيطة أهدرت حقوقه وديست بالأقدام سواء كانت هذه الشخصية تلعب الدور الرئيسي مثل (إلحقونا، شادر السمك، مدافن مفروشة بالإيجار، أربعة في مهمة رسمية، جري الوحوش)، أو تلعب أدوار ثانوية مؤثرة كما في (درب الرهبة، خادمة ولكن، بنات إبليس).

فكر فلسفي وخيانة الوطن

لا يمكن ونحن نتحدث أن ننسى لهذا المخرج المتميز أفلام مهمة مازالت حاضرة في ذهن الجمهور ولا يمل من مشاهدتها، بل وتعتبر من علامات السينما المصرية منها ثلاثية (الكيف، والعار، وجري الوحوش) التى قدمها مع الكاتب والسيناريست الراحل (محمود أبوزيد) الذي كون معه ثنائيا فنيا قدم من خلاله أفلاما عالجت موضوعات اجتماعية مهمة، فإذا كانت الأفلام الثلاثة السابقة حملت بعدا فكريا فلسفيا، ومفعما بمضمون أخلاقي، فنجد أنهما حاربا الشعوذة والسحر في (البيضة والحجر، وعتبة الستات)، و ندد بخيانة الوطن ولعن الخائنين والمأجورين مع الكاتب (إبراهيم مسعود)  في (بئر الخيانة وإعدام ميت).

رحم الله (علي عبدالخالق) الذي غادرنا بجسده لكن ستظل أعماله باقية، فهذه الأعمال الإجتماعية والوطنية جزء من ذاكرة ووجدان المصريين والعرب، وسيظل تراثه الفني خالدا مع الزمن.

 

موقع "شهريار النجوم" في

03.09.2022

 
 
 
 
 

نجل علي عبد الخالق عن رحيل والده: أعيش في كابوس

كتب: محمد عزالدين

روى المخرج هشام علي عبد الخالق، نجل المخرج الكبير علي عبد الخالق، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام، عن تفاصيل اللحظات الأخيرة لوالده الراحل، قائلا: «المرض الذي تعرض له كان شديد نظرا للسن وطبيعة المرض، التحدث عن هذا الموضوع بالنسبة لي ما زال مؤلما، بعتبر نفسي أنا في حالة نصف غيبوبة كأني في كابوس مش قادر أصحى منه».

استجابة سريعة لعلاجه على نفقة الدولة

ووجه «عبد الخالق»، في تصريحات تليفزيونية، الشكر للأشخاص الذين وقفوا بجانب والده الراحل علي عبد الخالق في فترة مرضه وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلا: «استجابة رئيس الجمهورية لعلاج والدي على نفقة الدولة في مستشفى المعادي العسكري كانت بسرعة مذهلة وأسعدت والدي للغاية».

وأكد أن التقدير لمشوار والده شكل دعما نفسيا كبيرا له في أيامه الاخيرة، متابعا: «والدي كان مهتم جدا بالتأريخ لنضال القوات المسلحة، وكان راضيا بمرضه ويستمر في تصريحاته للجرائد رغم أنه كان يعاني من سرطان الرئة والكلام كان صعب».

آخر الجمل التي قالها

وكشف عن آخر الجمل التي قالها والده قبل وفاته بأيام، قائلا: «الدكتور قاله هنعمل كذا متخفشي، فرد عليه: أخاف وأنا وفي وسط قوات بلدي المسلحة؟.. أنا مش خايف».

ولفت إلى أنه تلقي والده العلاج في مستشفى المعادي العسكري الذي كان محببا لقلبه نظرا لتعلقه الشديد بالقوات المسلحة، مؤكدا اهتمامهم الشديد بوالده من خلال النظام الطبي والتمريض على أعلى مستوى.

وعن الوصايا التي أعطاها والده له قبل رحيله، قال: «كان لديه الحس الوطني وأن الفن لابد أن يحمل قيمة مهمة ورسالة وحس وطني، وكان يرى أن إغفال الرسالة يؤدي لهبوط الفن درجات كثيرة ويقلل من قيمته وقيمة الفنانين».

 

####

 

أعماله خالدة للأبد.. ماذا قال أبطال فيلم «العار» عن علي عبد الخالق؟

كتب: محمد عزالدين

يعد فيلم «العار» واحدا من أهم الأفلام للمخرج علي عبدالخالق، الذي رحل عن عالمنا منذ أيام، ليشكل مع فيلم «الكيف» و«جري الوحوش» ثلاثية عظيمة أضافت الكثير للسينما المصرية والعربية، ووصفها البعض بأنها ثاني أفضل ثلاثية سينمائية في تاريخ السينما بعد ثلاثية نجيب محفوظ.

إلهام شاهين: أول من اكتشفني فنيا

كشف بعض أبطال فيلم «العار» ذكرياتهم مع المخرج علي عبدالخالق، منهم الفنانة إلهام شاهين، التي قامت بدور «ليلى» في الفيلم، وأكدت أنها كانت تشعر بالسعادة عندما كانت تشترك في أفلام من إخراج علي عبد الخالق، فكان يصنع حالة من البهجة والسعادة، خاصة أنها عملت معه أفلام كثيرة للغاية، كما أنه أول من اكتشفها في فيلم «العار»، ويعد ثاني فيلم في حياتها، وكانت تبلغ من العمر حينها 17 عاما.

وأضافت إلهام شاهين، خلال اتصال هاتفي ببرنامج «التاسعة»، المذاع على شاشة التليفزيون المصري، ويقدمه الإعلامي يوسف الحسيني: «علي عبد الخالق جعلني ألعب ألوان مختلفة من الأدوار، وكل مرة كان يفاجئني بدور أكون مستغربة بأنه يوجد مخرج فكر فيا لهذا الدور، كما أنني اشتركت معه في أول مسلسل يخرجه في حياتي وهو (نجمة الجماهير) وقدمت فيه دورا من أهم الأدوار في حياتي، من المسلسلات الرومانسية الجميلة مع محمود قابيل».

وواصلت: «يوجد الكثير من الأشخاص الغاليين علينا لا نستطيع استيعاب فكرة فقدانهم، هي مسألة صعبة ولكن أعمال المخرج أو الممثل أو الإعلامي موجودة وتاريخهم سيظل أمام أعيننا طوال الوقت، وبالتالي لا نستطيع القول بأنه رحل».

حسين فهمي: قريب جدا على قلبي وصديق عزيز

من جانبه قال الفنان حسين فهمي، والذي أدى دور «شكري» في فيلم العار، إن المخرج الكبير الراحل علي عبد الخالق الذي استمرت مسيرة إبداعه 56 عاما كان زميلا له في معهد السينما، وكان صديقه الشخصي، وأنتجا معا أكثر من فيلم ضمن مسيرته الفنية الغنية، لافتا إلى أنه ظهر معه في عدد من المسلسلات، «علي كان قريب جدا لقلبي وصديق عزيز، وكنت على اتصال به دائما».

وأضاف «فهمي»، خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج «مساء DMC»، وتقدمه الإعلامية إنجي القاضي، والمذاع على فضائية «DMC»: «علي كانت أخلاقه راقية جدا وكان إنسان في تعاملاته وفنان بمعنى الكلمة، ومكانش بيتعالى على أحد، ولينا زملاء كثيرين فقدانهم هذا العام، وأنا كرئيس للمهرجان أتمنى تكريم الجميع، والمرة السابقة كرمت كل زملائي، وكل ما أقدر أكرم حد هكرمه، وعلي عبدالخالق يستحق الكثير».

 

####

 

هاني رمزي يتحدث عن الجوانب الإنسانية للراحل علي عبدالخالق: كان متواضعا

كتب: ياسمين محمود

حالة من الحزن الشديد سيطرت على الفنان هاني رمزي بعد إعلان خبر وفاة المخرج القدير علي عبدالخالق، والذي رحل عن عالمنا بعد صراع مع مرض السرطان.

وكشف هاني رمزي لـ«الوطن» الجوانب الإنسانيه في حياة الراحل علي عبدالخالق قائلا: «المخرج علي عبدالخالق كان متواضع جدا وفي نفس الوقت محب للصغير قبل الكبير، محب للناس واللمة، تعاملت معه في فيلم ظاظا، كنت أروح اللوكيشن أجده جالس وسط العمال بياكل معاهم، الكل عارف إنه مخرج كبير ونجم في اللوكيشن، عاشرته فترة الفيلم اكتشفت إنه أسري كده ومراته رحمة الله عليها وابنه وابنته كانوا بيزوروه في اللوكيشن، كان إنسان جميل ومتواضع، وهو في مكان أحسن وارتاح من الألم والمرض وربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته».

بصمة في السينما المصرية

وأضاف «رمزي» قائلا: «أستاذ علي الله يرحمة من المخرجين العظماء الذين عملوا بصمة في السينما المصرية، وأفلامه طبعا معروفة وناجحة وخاصة أفلامه الوطنية كانت من الحاجات المتخصص فيها جدا، وهو دقيق في شغله وعن نفسي وقت تصوير فيلم ظاظا كان فيلم ناجح وكبير وبذل فيه مجهود وكان علامة في مشواري الفني أعتز بها

وفاة علي عبدالخالق 

وتوفي المخرج علي عبدالخالق أمس بأحد المستشفيات بعد صراع مع مرض السرطان دام لـ60 يوما فقط، وأعلن خبر وفاته ابن شقيقه أحمد عبدالخالق عبر فيسبوك قائلا: «إنا لله وإنا إليه راجعون، توفي إلى رحمة الله تعالى يوم الجمعة عمي الحبيب الغالي علي عبدالخالق، توفاه الله وهو يصارع الوحش القاتل السرطان، ماتت القدوة ومات الخلق».

 

####

 

أشرف زكي لـ«الوطن»:

ياسر جلال وقف مع علي عبد الخالق في محنة مرضه

كتب: أحمد عبد الرحمن

أبدى الفنان الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، حزنه الشديد، بسبب وفاة المخرج الكبير علي عبد الخالق، الذي شيعت جنازته أمس، بمسجد السيدة نفيسة.

أشرف زكي ينعي المخرج الراحل علي عبد الخالق

وقال أشرف زكي في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن علي عبد الخالق،  كان مخرجًا وإنسانًا عظيمًا، وسيظل سعيدًا لأنه كان صديقه، وأنه كان يتواصل معه حتى آخر لحظاته الأخيرة قبل وفاته.

ووجه «زكي»، الشكر للفنان ياسر جلال، على مجهوداته تجاه المخرج الراحل علي عبد الخالق، في فترة مرضه، ولكنه رفض الافصاح عن هذه المجهودات.

وفاة المخرج علي عبد الخالق 

وغيب الموت المخرج علي عبد الخالق، أمس، ورحل عن عالمنا عن عمر يناهز 78 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان، لينهي مشوارًا حافلًا بالأفلام والمسلسلات التي مثلت علامة فارقة سواء في السينما أو الدراما.

وحرص عدد كبير على حضور جنازة المخرج الراحل علي عبد الخالق، من أبرزهم الدكتور نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، ونهال عنبر عضو مجلس ادارة نقابة المهن التمثيلية، والمخرج خالد جلال، المخرج عمر عبد العزيز رئيس النقابات الفنية، وخالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية.

آخر عمل فني بين ياسر جلال والمخرج علي عبد الخالق

جدير بالذكر آن آخر عمل فني جمع بين الفنان ياسر جلال والمخرج علي عبد الخالق، كان فيلم «يوم الكرامة»، عام 2004، التي كانت تدور أحداثه حول استعداد القوات البحرية المصرية لعملية عسكرية مهمة ومصيرية، وهى إغراق المدمرة الاسرائيلية إيلات، ويقوم بالمهمة مجموعة من الضباط والجنود الذي يحمل كل منهم قصة.

وشارك في بطولة الفيلم أحمد عز، محمود عبد المغني، محمد رياض، أحمد صلاح السعدني، محمود قابيل، حلمي فودة، سمية الخشاب، روجينا، فكري أباظة، أشرف زكي.

 

الوطن المصرية في

04.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004