ملفات خاصة

 
 

رحيل المخرج علي عبدالخالق أحد رموز السينما الجديدة

صاحب "الكيف" و"العار" و"جري الوحوش" وعديد من الأعمال المثيرة للجدل

نجلاء أبو النجا صحافية

عن رحيل المخرج

علي عبدالخالق

   
 
 
 
 
 
 

رحل المخرج المصري علي عبدالخالق عن عمر ناهز 78 سنة بعد صراع مع مرض السرطان.

وقال رئيس نقابة المهن التمثيلية أشرف زكي لـ"اندبندنت عربية"، "هناك حالة حزن كبيرة بسبب رحيل القدوة علي عبدالخالق، المخرج الذي تميز بالثقافة والفن والوطنية، وقدم أعمالاً تخاطب العقل والوجدان، وكان مهموماً بقضايا مجتمعه، ويشعر بمسؤولية كبيرة تجاه جمهوره".

ونعى فنانون وصناع السينما والدراما الراحل في منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم نبيلة عبيد، ونادية الجندي، ونجلاء بدر، وليلى علوي، وأحمد وفيق، والأمير أباظة، وخالد سرحان.

المرض ونفقاته

وأعلن المخرج علي عبدالخالق منذ نحو شهر عن إصابته بمرض السرطان، مشيراً إلى الكلفة المرتفعة للفحوصات والعلاج (نحو 100 ألف جنيه شهرياً، أي 5500 دولار).

ورفض عبدالخالق، في البداية، تكفل أي جهة بالعلاج، على الرغم من ارتفاع الكلفة التي تفوق طاقته المادية، لكن مقربين منه من صناع الفن نشروا الموضوع، وتوجهوا إلى الجهات الحكومية، ولا سيما نقابة السينمائيين، للتكفل بالعلاج، كون ذلك من "حق المخرج على بلده".

ومنحت الدولة المصرية حق العلاج للمخرج الراحل، ولكن بحسب اللوائح، فإن الدولة قد تتحمل قرابة 600 ألف جنيه فقط (33 ألف دولار) كحد أقصى.

السينما الجديدة

تخرج عبدالخالق الذي ولد في 9 يونيو (حزيران) 1944 بالقاهرة في معهد السينما، قسم الإخراج، عام 1966. وكان هذا الشاب اليساري من جماعة السينما الجديدة التي نشأت في ستينيات القرن الماضي، ومن أبرز أعضائها رأفت الميهى، ومصطفى محرم، وداوود عبدالسيد، وقدمت أعمالاً مميزة في تاريخ السينما.

عقب تخرج عبدالخالق عمل مساعد مخرج، ثم اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية، ومن أشهر أعماله "أنشودة الوداع" الذي حصل على عديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنها الجائزة الثانية من مهرجان "ليبزغ" السينمائي في ألمانيا. وحصل فيلمه "السويس مدينتي" على الجائزة الأولى من المهرجان الأول لوزارة الثقافة للأفلام التسجيلية عام 1970.

قدم أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان "أغنية على الممر"، عن مسرحية تحمل الاسم نفسه للأديب علي سالم. وحصل هذا العمل على الجائزة الثانية من مهرجان كارلو فيفاري، وجائزة من مهرجان طشقند السينمائي. وكان سبباً في رفع الروح المعنوية للجنود على جبهات القتال في مصر وسوريا في حرب 1973.

إثارة الجدل

كان تعاونه في فترة الثمانينيات مع صديقه المؤلف محمود أبو زيد في أفلام سينمائية عدة أثارت الجدل، وشكلت قفزة في مشواره الفني، ومنها "العار" (1982)، و"الكيف" (1985)، و"جري الوحوش" (1987)، و"البيضة والحجر" (1990).

وتنوع إنتاجه السينمائي لتشمل سيرته "إعدام ميت"، و"السادة المرتشون"، و"شادر السمك"، و"درب الرهبة"، و"الوحل"، و"بئر الخيانة"، و"الجنتل"، و"عتبة الستات"، و"الحب وحده لا يكفي"، و"مدافن مفروشة للإيجار"، و"اغتصاب".

وقدم أعمالاً كوميدية، منها "أربعة في مهمة رسمية"، و"راندفو".

ومع تراجع الإنتاج السينمائي في نهاية التسعينيات، اتجه عبدالخالق مع عدد من مخرجي السينما نحو الدراما التلفزيونية، وقدم عدداً من المسلسلات، منها "نجمة الجماهير"، و"البوابة الثانية"، و"أولاد عزام"، و"أحلامنا الحلوة".

كرمه مهرجان الإسكندرية السينمائي عام 2004 تقديراً لمشواره السينمائي، وكان ضيفاً دائماً على المهرجان، وشارك في لجان تحكيم المهرجان في عدد من الدورات، وترأس لجنة تحكيم مسابقة نور الشريف للفيلم العربي في 2018.

وأعلن عبدالخالق في 2006 اعتزاله، بعد آخر أفلامه "ظاظا رئيس جمهورية" مع هاني رمزي، مشيراً إلى أن الاعتزال جاء نتيجة اختلاف بيئة العمل في الوقت الحالي.

 

الـ The Independent  في

02.09.2022

 
 
 
 
 

بورتريه | المخرج علي عبد الخالق.. أغنية على ممر السينما العربية

«سينماتوغراف» ـ منى حسين

تعتبر إبداعات المخرج السينمائي المصري الراحل علي عبد الخالق من أهم العلامات الفارقة بسجل السينما المصرية، فهو واحد من أبرز مخرجي فترة الثمانينات، ويمثل أحد أعمدة سينما الواقعية الجديدة التي حمل لواءها مجموعة كبيرة من المخرجين المتميزين بهذه الفترة الثرية بتاريخ السينما المصرية أمثال عاطف الطيب ومحمد خان وخيري بشارة وغيرهم من المبدعين الذين حفروا بصماتهم السينمائية بوجدان الشعوب العربية جميعاً.

تميز المخرج علي عبد الخالق بأسلوب خاص في تناول القضايا المجتمعية بأسلوب واقعي مشوق يخلو من الاصطدام بمشاهد القبح بالواقع إن جاز التعبير، ولكنه حرص بأفلامه المهمة على تناول القضايا التي تشغل المجتمع والإنسان البسيط والطبقة المتوسطة على حد سواء، من دون إزعاج عين المشاهد بما يصدمه، بل على العكس برع المخرج الفنان في تقديم الحياة الواقعية ومشاكلها وتناقضاتها في إطار محبب من الصورة الطبيعية للأماكن المفتوحة والطبيعة المسالمة لحد بعيد، وقدم للسينما ما يزيد على 37 فيلماً، أبرزها وأكثرها شعبية ونجاحاً، أفلام «العار» و«الكيف» و«جري الوحوش» و«أغنية على الممر» (أول أفلامه الروائية)، و«أربعة في مهمة رسمية» و«الوحل» و«اغتصاب» و«الجنتل» و«البيضة و الحجر» و«يوم الكرامة» و«إعدام ميت» «بئر الخيانة» و«السادة المرتشون» و«مدافن مفروشة للإيجار» و«شادر السمك» و«عتبة الستات» وغيرها الكثير.

ارتبطت أعمال علي عبد الخالق بكتابات السيناريست المبدع محمود أبوزيد، وشكلا سوياً «دويتو» ثنائياً ناجحاً بالسينما، واشتركا معاً في عمل الكثير من الأفلام البارزة، وتميزت الأفلام التي قدماها ببراعة وخصوصية الديالوج والحوار بين أبطال العمل، لدرجة جعلت من الديالوج والحوار الطويل في أفلامهم بطلاً رئيسياً بالعمل بمفرداته المؤثرة والمنتقاة بعناية والموظفة بحرفية لا تصيب المشاهد بالملل ولا تدفعه بعيداً عن الأفكار الفلسفية العميقة التي تتناولها هذه الأفلام بأسلوب عفوي بسيط قريب من لغة وفكر المشاهد وتعلق بذاكرته، غالباً ما تناقش قضايا مجتمعية تتعلق بالمعتقدات السائدة بالمجتمع والأفكار الشائعة وتوضيح الصواب والخطأ بها ومناقشة الحلال والحرام أيضاً في نظر العامة والمثقفين، وخير مثال على هذه النوعية من الأفلام التي يشكل بها الديالوج والحوار الطويل بطلاً رئيسياً في تقريب الفيلم للمشاهد بأسلوب سينمائي مشوق ومتفرد أفلام: «جري الوحوش»، و«العار»، و«الكيف»، و«البيضة والحجر»، و«عتبة الستات» وغيرها.

كما اهتمت سينما علي عبد الخالق بالتعبير عن البطولات الوطنية المصرية وملحمة حرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، وتناول ببعض أفلامه موضوعات من ملفات المخابرات المصرية، حيث أخرج في الثمانينات فيلمين عن عمليات مخابراتيه مصرية مهمة (إعدام ميت، وبئر الخيانة) ونسب إليه إخراج فيلم وثائقي و«بدأت الضربة الجوية» الذي يتناول أحداث ما قبل حرب أكتوبر 1973، كما قدم واحداً من أهم أفلامه عن فترة الاستنزاف وهو الفيلم الشهير «أغنيه على الممر» 1972.

كما قدم المخرج علي عبدالخالق 4 أفلام من تأليفه، أبرزها «أربعة في مهمة رسمية»، وشارك ببطولة فيلم واحد من إخراجه هو فيلم «الكافيير»، وتميز المبدع الكبير بنظرته الثاقبة لقدرات الممثل بأفلامه وقدرته على اكتشاف نمط جديد ومختلف بأدائه، غيَّر به المستقبل الفني لكثير من النجوم أبرزهم النجم محمود عبدالعزيز الذي حوله من أدوار الرومانسية لأدوار الكوميديا الرصينة النابعة من الشخصية والموقف خاصة عندما قدمه بفيلم «الكيف» في شخصية غيرت رؤية المخرجين والمنتجين له وفجرت طاقاته الكوميدية والغنائية وقدم به أغنيات برع محمود أبوزيد في صياغتها لتعيش داخل وجدان المشاهد للأبد.

 

موقع "سينماتوغراف" في

02.09.2022

 
 
 
 
 

«وداعا المخرج علي عبد الخالق»..

أبرز من قدم الأعمال الوطنية بتفاصيل إنسانية | صور

هبة إسماعيل

كان المخرج الراحل علي عبد الخالق من أبرز المخرجين الذين قدموا أعمالا وطنية متنوعة في فترات زمنية مختلفة، فمن خلال أعماله رصد بطولات الجيش المصري وبسالة جنوده الذين يضحون من أجل الوطن.

كان عبد الخالق يرى أن الكاميرا وشاشة السينما سلاح يستخدمهما لفضح العدو وفي نفس الوقت ليوصل رسالة للعالم من خلال تلك الأعمال بحقيقة الوضع الذي ظهر فيه الجندي المصري بشجاعة لا توصف في كل المواقف مهتما بإبراز كل التفاصيل الإنسانية التي تحملها الأحداث.

وأول فيلم قدمه عبد الخالق في سلسلة أفلامه الوطنية والتي شاركت معظمها في عدة مهرجانات ونالت جوائز ، كان فيلم "أغنية على الممر"  من إنتاج عام 1972، سيناريو وحوار مصطفى محرم وبطولة محمود مرسي، وصلاح قابيل، ومحمود ياسين، وأحمد مرعي، وصلاح السعدني، قصة الفيلم عن مسرحية "أغنية على الممر" للكاتب علي سالم، الأغاني للشاعر عبد الرحمن الأبنودي.

تدور أحداث الفيلم حول فصيلة مشاة مصرية يتم حصارها أثناء حرب 1967 وهم يدافعون عن أحد الممرات الإستراتيجية في سيناء ويرفضون التسليم، يتناول الفيلم مشاعر الجنود أثناء الحصار وهي مزيج من إحباطهم وذكرياتهم وطموحاتهم قبل الحرب وأمانيهم إذا ماعادوا من الحصار، أثناء وقت الحصار الطويل يحكي كل جندي عن حياته ومعاناته الإنسانية وعثراته وفشله.

ومن الأفلام الشهيرة التي تناولت الوضع بعد احتلال سيناء فيلم "إعدام ميت" من إنتاج عام 1985، بطولة محمود عبد العزيز، وفريد شوقي، ويحيى الفخراني، وبوسي، وليلى علوي.

وتدور أحداثه في عام 1972 عندما ألقي القبض على منصور مساعد الطوبجى العميل للمخابرات الإسرائيلية ويحكم عليه بالإعدام، تستغل المخابرات المصرية الشبه الكبير بين منصور وضابط المخابرات المصري عز الدين فينتحل عز شخصية منصور ليتولى مهمة معرفة أسرار المفاعل الذري الإسرائيلي (ديمونة). 

وذكر المخرج علي عبد الخالق خلال ندوة تكريم أسماء النجوم الراحلين، والتي أقيمت ضمن فعاليات الدورة 65 من المهرجان الكاثوليكي للسينما في مارس 2017 أن محمود عبد العزيز "بكى بشدة" بعد انتهاء تصوير مشهد الإعدام في الفيلم، وقال أنه "تقمص الشخصية وعاش اللحظة بكل تفاصيلها".

أما فيلم "بئر الخيانة" من إنتاج سنة 1987، فيلم وطني من نوع آخر لا يتناول الحرب علي الجبهة لكنها حرب التجنيد والجاسوسية، وهو من تأليف إبراهيم مسعود، ومن بطولة نور الشريف، عزت العلايلي، عبد العزيز مخيون، هدي رمزي.

والعمل من وحي ملفات المخابرات المصرية، تدور أحداث الفيلم حول جابر العامل في الميناء في الإسكندرية، ويعيش حياته من سرقة البضائع في الميناء ويحاول جاهدًا إرضاء زوجته، إلا أن الأمور تضيق به بعد القبض عليه وترحيله للجيش، فيقرر الهروب من الجيش وبعدها إلى إيطاليا، وذات يوم يدخل السفارة الإسرائيلية دون علم بحثًا عن عمل يسترزق منه، وهنا تجنده المخابرات الإسرائيلية وتبدأ منذ ذلك الحين قصته مع الجاسوسية، ولكن العقيد نادر لاشين يوقع به .

وعاد المخرج الراحل علي عبد الخالق ليجسد بطولات حرب 67 من خلال فيلم حديث هو "يوم الكرامة"من إنتاج عام 2004.

تدور أحداث الفيلم حول القوات البحرية المصرية في الفترة التي أعقبت حرب 1967 ، وبعد خطاب التنحي للرئيس جمال عبد الناصر، وحتى يوم 21 أكتوبر، أعدت القوات البحرية المصرية لأكبر عملية عسكرية وهي إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات، بواسطة صواريخ سطح - سطح، أُطلقت من جانب سرب لنشات أمام سواحل بورسعيد، تُوكل المهمة إلى مجموعة من ضباط وجنود القوات البحرية، لكل منهم قصته الحياتية الخاصة، يبدأون في التدريب، وينتظرون إصدار الأوامر بأي ثمن، وقام قائد سرب اللنشات عونى عازر بدخول معركة مع إيلات ليدمرها بنفسه، فاستشهد وأصيب 7 من بحارة إيلات، وهو الذي ترك وراءه قصة حب، وينتهي الفيلم بتدمير المدمرة إيلات ونجاح العملية ورد الكرامة.

وشارك في بطولة العمل ياسر جلال، أحمد عز، خالد أبو النجا، محمود عبد المغني، محمد رياض، أحمد السعدني، سمية الخشاب.

ولم تقتصر الأفلام الوطنية للمخرج الراحل علي الافلام الطويلة، لكنه لها أعمال أخري تسجيلية من أهمها فيلم "السويس مدينتى" يتحدث عن أهالى السويس الذين لم يهاجروا بعد 67، وعُرض فى مهرجانات كثيرة وحصل على جائزة الدولة التقديرية، كما قدم فيلم "الرجال والسلاح" عام 1980.

 

####

 

«علي عبد الخالق ومحمود أبو زيد».. ثنائية سينمائية قدمت أبرز أفلام الثمانينيات | صور

هبة إسماعيل

شكل المخرج الراحل علي عبد الخالق مع المؤلف محمود أبو زيد في بداية الثمانينيات ثنائية فنية قدما من خلالها أعمال بارزة في تاريخ السينما المصرية.

فيلم "العار"

وكان أول تجاربهم الناجحة سويا معا فيلم "العار" إنتاج عام 1982، وتدور أحداثه حول عبدالتواب تاجر العطارة المعروف بالتقوى الذي يسافر إلى الإسكندرية للاتفاق على صفقة مخدرات يدفع فيها ثروته وعند عودته يلقى مصرعه، يعترف الابن الأكبر كمال بحقيقة مصدر ثروة العائلة، ليقع الجميع أمام إختيار صعب ما بين إتمام الصفقة والحصول على المال، أو رفض الصفقة من الأساس وضياع الميراث.

العمل بطولة نور الشريف، حسين فهمي، محمود عبدالعزيز، نورا، أمينة رزق، إلهام شاهين.

فيلم "الكيف"

وفي عام 1985 قدما معا فيلم "الكيف" وفيه بعد فشل جمال في الدراسة يقرر العمل مطربًا في فرقة شعبية لإحياء الأفراح، ويحاول شقيقه الكيميائي صلاح إقناع جمال بالإقلاع عن المخدرات فيقوم بإعطائه قطعة حشيش صُنعت في المعمل من مواد عطارة غير ضارة وينصحه باستخدامها وتقديمها لأصدقائه بدلًا من الحشيش، وتنال التركيبة إعجاب أحد تجار المخدرات، ويسقط صلاح أمام إغواء المال الذي يتوالى عليه بسبب تركيبته.

العمل بطولة محمود عبدالعزيز، نورا، يحيى الفخراني،  جميل راتب،  محيي الدين عبدالمحسن.

فيلم "جري الوحوش"

كما قدما معا في في عام 1987 فيلم "جري الوحوش" والذي يدور حول سعيد، ونبيل صديقان، يعاني سعيد من عدم الإنجاب، فيقرر نبيل الطبيب مساعدته بطريقة مبتكرة، وذلك عن طريق زرع جزء من مخ رجل فقير له، حيث يعاني عبدالقوي الذي تبرع بالجزء المطلوب بعد العملية من حالة إعياء شديدة، أما سعيد فزوجته لا تستطيع الإنجاب برغم نجاح العملية، وتتأزم الأمور.

والعمل بطولة نور الشريف، محمود عبدالعزيز، حسين فهمي،  نورا، حسين الشربيني.

فيلم "البيضة والحجر"

وآخر أعمال عبد الخالق وأبو زيد سويا هو فيلم "البيضة والحجر" إنتاج 1990، وهو من أفضل الأعمال التي قدمت حول فكرة الدجل والخرافات والنصب، ويبدأ العمل بمدرس فلسفة، يستأجر غرفة فوق السطوح بحي شعبي، يُطرد من عمله بسبب اتهامه بالقيام بنشاطات سياسية مما اضطره لاحتراف مهنة الدجل والشعوذة مستغلًا في ذلك ذكاءه العقلي وجهل المجتمع حتى أصبح رجلًا معروفًا وثريًا من خلال نصبه على كثير من الناس.

العمل بطولة أحمد زكي، معالي زايد، ممدوح وافي.

 

بوابة الأهرام المصرية في

02.09.2022

 
 
 
 
 

بعد رحيله.. سينما على عبد الخالق بين الوطنية وفلسفة أخطاء النفس البشرية

محمد حسين

توفي المخرج على عبد الخالق، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 78 عاما، بمستشفى المعادي العسكري، والتي نقل إليها منذ نحو شهر بعد تدهور صحته لحد كبير بصراع مع مرض السرطان.

ولد عبد الخالق بالقاهرة في يونيو عام 1944، ودرس بمعهد السينما، وتخرج فيه في منتصف الستينيات، ليبدأ رحلته المهنية في الإخراج بعدد من الأفلام التسجيلية، والتي نالت إعجابا وقتها، ليتوجه للأفلام الروائية بأول أعماله "أغنية على الممر" في عام 1972.

ويكمل من بعدها مشواره السينمائي، الذي شارك فيه مع أشهر النجوم، وذلك في أفلام مثل الكيف و العار والبيضة والحجر.

واتسمت أفلام علي عبد الخالق، بأن لبعضها قضية فلسفية تبحر داخل النفس البشرية، وتبين الخطايا كالطمع أو التدين الكاذب:

* العار

من بين أشهر أعمال عبد الخالق يأتي ذكر فيلم" العار" والذي كتبه محمود أبو زيد وعرض في 1982 ببطولة جماعية للفنانين نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي، وتناول في أحداثه قضية تستر البعض خلف الصورة المتدينة لتحقيق أغراض ومنافع مادية، والتي ستمثل تحد لدى أبطال الفيلم كل أمام مبادئه التي انهارت وسقطعت بفعل التبريرات المتصلة، ليتعاون رجل القضاء مع الطبيب النفسي المعالج للإدمان مع شقيقهم في صفقة لتهريب المخدرات، ليواجهم في النهاية الكابوس الذي حاولوا الهروب منه، بعد أن تضيع وتتآكل المخدرات في مياه الملاحات، لعدم خبرتهم في تخزينها، ليصاب أحدهم بالجنون ويقدم آخر على الانتحار!

* البيضة والحجر.

وتعاون عبد الخالق أيضا مع الفنان أحمد زكي في فيلم " البيضة والحجر" الذي عرض في 1990 من تأليف محمود أبو زيد، وتناول لقضية "الخرافة" وأسباب انسياق الناس لها، من خلال شخصية مدرس الفلسفة الذي يسكن بغرفة فوق أحد أسطح القاهرة، ليواجه غضب جيرانه، بأن تلك الغرفة مسكونة بالجن، وأن وجوده بها سيفتح عليهم غضب تلك العفاريت؛ لكنه يرفض الاقتناع برأيهم، ويقوم أتباع أحد الدجالين بتخويفه عن طريق ألاعيب ساذجة!

ويعتبره الناس من بين أصحاب البركة والكرامات، بقدرته علي الشفاء وغيره، ويجني لذلك ثروة كبيرة، لكنه يعترف بالنهاية بأن مخادع وكاذب أمام الشرطة، ليتفاجىء بين بعض من الضباط مقتنعين بامتلاكه لتلك الكرامات، للتأكد أن المصيبة مصيبة مجتمع بأكمله!

* الكيف

من بين الأعمال المميزة في سجل عبد الخالق الإخراجي، ويمكن اعتباره استكمالا لرؤيته بفيلم العار، حيث أن الموضوع يتعلق هو الآخر بالمخدرات، لكن من زاوية أخرى وهي الصراع بين الانتهازية والاستغلال وبين العلم، من خلال الشقيق (يحيى الفخراني) الذي يعمل كميائيا بأحد شركات الأدوية بينما شقيقه الآخر (محمود عبد العزيز) يعمل في وسط إحياء الأفراح ويدوام على تعاطي أنواع من المخدرات، ويرفض روية أخيه العلمية بأنها مجرد وهم، ويثبت له ذلك، بإنتاجه لتركيبة كميائية تعطي نفس التأثير، ومع التشابه الذي يصل التطابق بينها، ولم تقنعه تلك التجربة بالتخلي عن المخدرات بل يلعب في وسطها دورا آخر وهو التجارة، الذي يتورط نتيجته هو وأخيه في مصير من الضياع!

* أغنية على الممر

أول أعمال عبد الخالق السينمائية، كانت في السينما الوطنية، متأثرا كغيره بهزيمة يونيو 1967، ليقوم بتقديم مسرحية "أغنية على الممر" للكاتب علي سالم لشاشة السينما في فيلم من بطولة الفنان محمود مرسي ومحمود ياسين وصلاح السعدني، وتروي الأحداث قصة مجموعة من الجنود المصريين، والذي كانت مهتم الدفاع عن أحد الممرات الإستراتيجية في سيناء ويرفضون التسليم، يتناول الفيلم مشاعر الجنود أثناء الحصار وهي مزيج من إحباطهم وذكرياتهم وطموحاتهم قبل الحرب وأمانيهم إذا ماعادوا من الحصار، أثناء وقت الحصار الطويل يحكي كل جندي عن حياته ومعاناته الإنسانية.

 

####

 

الوسط الفني يفقد أحد قاماته برحيل المخرج علي عبد الخالق

أ ش أ

رحل عن عالمنا، اليوم الجمعة، المخرج الكبير علي عبد الخالق، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 78 عاما.

ويعد المخرج الراحل علي عبد الخالق، واحدا من كبار المخرجين الذين قدموا للسينما المصرية والعربية أعمالا مهمة ومتميزة على مدار أكثر من 50 عاما، ليثري بها الساحة الفنية لتظل خالدة في ذاكرة الفن العربي.

درس المخرج الراحل علي عبد الخالق، في المعهد العالي للسينما قسم إخراج عام 1966، وعقب تخرجه في المعهد، عمل مساعد مخرج لفترة ثم اتجه إلى إخراج الأفلام التسجيلية، واستهل مسيرته في الإخراج بتقديم الأفلام التسجيلية ومن أشهرها "أنشودة الوداع"، الذي حصد العديد من الجوائز الدولية من مهرجانات الأفلام التسجيلية والقصيرة، ومنها الجائزة الثانية من مهرجان "ليبزج" السينمائي بألمانيا، كما حصل فيلمه "السويس مدينتي" على الجائزة الأولى من مهرجان وزارة الثقافة الأول للأفلام التسجيلية عام 1970.

وقدم الراحل علي عبد الخالق، أول أفلامه الروائية الطويلة عام 1972 بعنوان "أغنية على الممر"، وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا كبيرا، وحصل على الجائزة الثانية من "مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي"، وقدم في نهاية فترة السبعينات العديد من الأعمال مميزة منها "مسافر بلا طريق"، شكل خلال فترة الثمانينات ثنائيا ناجحا مع المؤلف "محمود أبو زيد" في عدة أفلام سينمائية ناجحة مثل "العار"، "الكيف"،"جري الوحوش"،"البيضة والحجر".

واتجه الراحل للدراما التليفزيونية وقدم عددا من المسلسلات الناجحة منها نجمة الجماهير، البوابة الثانية، بعد الضياع، أصحاب المقام الرفيع، أحلامنا الحلوة، وأولاد عزام.

ومن الأعمال السينمائية التي أثرى بها الفن العربي: بيت بلا حنان، عذاب الحب، الحب وحده لا يكفي، الأبالسة، وضاع حبي هناك، إنهم يسرقون عمري، السادة المرتشون، بنات إبليس، إعدام ميت، مدافن مفروشة للإيجار، شادر السمك، الحناكيش، جري الوحوش، بئر الخيانة، الوحل، أربعة في مهمة رسمية، الحقونا، اغتصاب، درب الرهبة، البيضة والحجر، المزاج، خادمة ولكن، الناجون من النار، عتبة الستات، الجنتل، الكافير، الإمبراطورة، النمس، يوم الكرامة، ظاظا.

وقام بتأليف أعمال سينمائية مهمة منها "السادة المرتشون" و"أربعة في مهمة رسمية" لأحمد زكي، وأخرج الراحل فوازير "دولا وأمشير وزغلول" ليونس شلبي وأحمد بدير".

وكان المخرج الراحل علي عبد الخالق، قد كشف قبل وفاته سبب اعتزاله مجال الإخراج.

وقال علي عبد الخالق، في تصريحات تليفزيونية، إنه "لا يعمل منذ 10 سنوات، ولا يفكر في العودة لأسباب عديدة في مقدمتها الظروف المتعلقة بعملية الإنتاج".

بدوره، نعى رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الفنان حسين فهمي، المخرج الكبير علي عبد الخالق، الذي غيبه الموت اليوم الجمعة عن عمر يناهز 78 عاما، بعد صراع مرير مع المرض.

وذكر المهرجان في بيان، اليوم: "رحل المخرج الكبير علي عبد الخالق بعد أن قدم على مدار مشواره المهني الذي انطلق في سبعينيات القرن الماضي، العديد من الأعمال السينمائية الهامة، والتي بدأها بفيلم "أغنية على الممر"، ومن ثم توالت الأفلام التي كان أبرزها "العار"، "جري الوحوش"، "الكيف"، "إعدام ميت"، "شادر السمك"، "بئر الخيانة"، "أربعة في مهمة رسمية"، "البيضة والحجر" وغيرها".

من جهتها، نشرت الفنانة نجلاء بدر، صورة للمخرج الراجل- عبر حسابها الرسمي على موقع "إنستجرام" وعلقت عليها بقولها- وداعا يا حبيب قلب الفن والضحكة سلام، البقاء لله ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهمكم الصبر والسلوان"، وقالت روجينا: "إنا لله وإنا إليه راجعون المخرج الكبير علي عبد الخالق في ذمة الله مدرسة كبيرة في الإخراج أستاذي اللي اتعلمت منه كتير على المستوى الفني، اللهم ارحمه واغفر له، واسكنه فسيح جناتك".

بدوره، قال السيناريست والمؤلف عبد الرحيم كمال- عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"- "انتقل إلى رحمة الله المخرج المصري الكبير شديد العذوبة والجمال والمصرية، انتقل صاحب أغنية على الممر والأفلام المصرية ذات الطعم والطابع والمعنى المصري، رحمة الله رحمة واسعة وأقبل عليه بفضله ورضاه ومنح أولاده واحبابه الصبر والسلوان".. وكتب أيضا الإعلامي عمرو الليثي على "تويتر": "إنا لله وإنا إليه راجعون وفاة المخرج علي عبد الخالق بعد صراع مع المرض".

في السياق، قال الإعلامي مصطفى بكري: "رحل الأخ والصديق الغالي المخرج السينمائي على عبد الخالق، الوطني، المبدع، مخرج فيلم (أغنية على الممر) اختار علي عبد الخالق منذ بداية حياته الفنية الانحياز إلى الوطن وقضاياه، كان دوما معنا في كل القضايا الوطنية والدفاع عن ثوابت الوطن، يشارك في اللقاءات والمؤتمرات ويعكس مواقفه في أفلامه العظيمة رحم الله علي عبد الخالق الأخ والصديق وألهم أسرته الصبر والسلوان".

بدوره قال الفنان جمال عبد الناصر: "وداعا المخرج الكبير على عبد الخالق.. المتميز في جيل المخرجين العباقرة الرائعين.. وأحد الأساتذة الذي أسعدني وشرفني العمل معهم.. لن أنساك ماحييت ياصديقي".. كما نعى الناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، المخرج الراحل، وكتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "رحمة الله تعالى عليك وغفرانه وأسكنك بفيض رحمته فسيح جناته مع الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين".

على صعيد متصل، نعى نقيب المهن التمثيلية الفنان أشرف زكي، المخرج الراحل، عبر صفحته الرسمية بموقع الصور الشهير انستجرام، قائلا: "وداعا المخرج الكبير علي عبد الخالق".

 

الشروق المصرية في

02.09.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004