ملفات خاصة

 
 
 

من أفلام مهرجان القاهرة السينمائي:

“ضحية

محمد كمال

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

كان هناك شبه اتفاق على عدم منطقية جوائز المسابقات الرسمية للدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي أقيمت في الفترة من 13 إلى 22 نوفمبر الحالي، وخاصة جوائز المسابقة الدولية الرسمية، فقد حصدت أقل الأفلام في المستوى على الجوائز، مع ذلك تظل جوائز مسابقة أسبوع النقاد الدولية هي الأكثر موضوعية بالفعل.

الفيلم الأوكراني “بامفير، والباكستاني “جويلاند” يستحقان جائزتي أفضل فيلم ولجنة التحكيم، أما الفيلم الثالث الذي حصل على تنويه خاص فكان السلوفاكي “Victim” أي “ضحية”، للمخرج ميخال بلاسكو الذي يعد التجربة الأولى له في السينما بعد عدد من المسلسلات التليفزيونية.

وفيلم “ضحية” يعتبر التمثيل الرسمي لسلوفاكيا في المنافسة على جائزة أفضل فيلم أجنبي في الأوسكار، ويعد من أبرز الأفلام التي عرضت خلال مهرجان القاهرة بشكل عام.

يحمل الفيلم الجنسية السلوفاكية وفق الإنتاج الرسمي وأيضا الموطن الأساسي للمخرج المولود في مدينة براتيسلافا التي كانت قديما من أهم مدن دولة “تشيكوسلوفاكيا” قبل الانفصال لتصبح بعد ذلك العاصمة الرسمية لدولة سلوفاكيا، ومع ذلك الفيلم يعتبر الفيلم تشيكي الهوية وبه خط متعلق بالجانب الأوكراني، ويبدو أن الفيلم استند إلى المشكلة السياسية الحادة التي وقعت العام الماضي بين الجارتين التشيك وسلوفاكيا، بسبب أزمة المهاجرين غير الشرعيين، فتتهم كل منهما الأخرى بأنها المتسببة في عدم السيطرة على الحدود. وحتى وقتنا هذا لم تحل تلك الأزمة التي شهدت خلاف كبير بين الحكومتين في أكتوبر الماضي.

كانت تلك الأزمة العامة هي نقطة الانطلاق فقط لكن الحبكة مختلفة تماما والربط هنا يتمثل في أن بطلتها أرينا عاملة أوكرانية مهاجرة إلى جمهورية التشيك بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتسعى بكل جهد للحصول على الجنسية التشيكية وتحاول الحياة على الهامش دون أن تدخل في أزمات تعرقل أوراق الطلب الذي قدمته لأكثر من مرة حتى تحصل على الجنسية ورفض في أكثر من مناسبة، لكن فجأة تجد أرينا نفسها في مشكلة تبدو عادية لكن أخذت منحنى متصاعد غير تقليدي.

في المشهد الأول الذي يظهر فيه المخرج الوضع على الحدود والزحام الشديد والعراقيل التي تضعها الشرطة قبل بوابات الدخول تعرف أرينا أن ابنها إيجور تم نقله للمستشفى في مدينة على الحدود بعد أن تعرض للأعتداء من قبل مجموعة من الألبان مناصري التيار اليميني المتشدد بالتالي تبدأ تلك القضية في الحصول على اهتمام الجميع في التشيك وتتصدر “الترند” على مواقع التواصل الاجتماعي لكن المفاجأة كانت اكتشاف أرينا بمصارحة ابنها بأنه كذب في شأن الحادث وانه تعرض لحادث سقوط أثناء الترفيه مع صديقته.

بدون مقدمات تتحول مشكلة المراهق الأوكراني الأصل إيجور إلى قضية رأي عام وبدأت أطراف أخرى تتداخل فيها للحصول على أكبر قدر من المنفعة الترويجية كلا حسب توجهه، فنجد أن عمدة المدينة التي تخوض انتخابات جديدة على منصبها تتقرب من إيجور ووالدته لتستغل المشكلة بل وتحاول أن تبرزها لتغطية الفساد الذي يحيط بالدولة التشيكية بشكل عام وبشكل خاص عدم قدرة العمدة على تنفيذ أي من وعودها السابقة.

ويظهر ميخال الناشط السياسي المعارض ذو الأراء اليسارية الذي يحاول عن طريق جماعته مواجهة الفساد الحكومي بواسطة التحرك في الشارع بإقامة المظاهرات والاعتصامات والوقفات الاحتجاجية. وبالفعل يقوم بتنظيم وقفة احتجاجية واتفق مع أرينا أن تكون هي العنصر الأساسي والمحرك للتحدث عن ما تعرض له ابنها، ويبدو ان اختيار اسم ميخال لم يأتي مصادفة بل انه نفس اسم المخرج ومن هنا تظهر إشارات حول توجهات المخرج السياسية.

وسط كل هذا تبدو أرينا مرتبكة فهي لا تعرف ماذا تفعل، الأزمات تحيطها من كل جانب القضية أصبحت ترندا والقوى السياسية تعرض المساهمة والتيارات اليمينة المتطرفة في حالة تربص، في نفس الوقت القضية مبنية على كذب شهادة غير حقيقية من ابنها وإذا تم اكتشاف الأمر لن تحصل على الجنسية، وما يزيد الضغوطات على أرينا إصرار ضابط الشرطة المكلف بالتحقيقات في القضية فهو يجد أن شهادة الابن بها تضارب لكنه في نفس الوقت متعاطف معه إنسانيا، وفيكتور أيضا يدخل في حالة ارتباك لكن على مستوى أقل من إيرينا، فهذا الضابط منحاز للعدالة وتطبيق القانون لكنه في نفس الوقت يعي تماما أن الفساد تغلغل في الدولة مما جعل القانون في حالة ترنح قليلا.

اعتمد المخرج ميخال بلاسكو على أسلوب قريب الشبه من أسلوب المخرج المجري لازلو نيميس في فيلميه “ابن شاؤول” و”الغروب”، خاصة في المشاهد الخاصة بتحركات أرينا، فالكاميرا تسير مع أرينا من الخلف دائما في حركة سريعة متذبذبة وذلك لإظهار جانبي سرعة الأحداث في حياة أرينا وأيضا ارتباكها وتذبذب مستوى التفكير في الأمر الطارئ الذي حدث كأنها تسأل نفسها ماذا أفعل ؟ لكن في المشاهد الخاصة بالمستشفى وقسم الشرطة والتي فيها أرينا تتحدث مع فيكتور أو إيجور اعتمد المخرج على اللقاطت المتوسطة حيث يقوم بتثبيت الكادر على الشخصتين دون أي قطع.

تزيط الضغوط أكثر أرينا بعد الإعلان عن الوقفة الاحتجاجية وإصرار ميخال على أن تحضر وتلقي كلمة عن ازمة ابنها في نفس الوقت تحاول العمدة في أن تمنعها من التواجد في الوقفة حتى لا تجذب أنصار التيارات اليمينية المتطرفة الذي أطلق عليه في الفيلم “النازيون الجدد” وتعرض العمدة على أرينا الحصول على شقة جديدة في العاصمة براج وأيضا مبلغ من المال.

ترفع أرينا شعار الغاية تبرر الوسيلة وتحاول أن تخرج من الوضع السئ بأقل الأضرار وتقرر للمرة الأولى في حياتها أن تنتصر لصوتها فقط دون الانصياع لرغبات الآخرين، في البداية اضطرت على مواصلة الكذبة لأن كشف الحقيقة يعني عدم الحصول على الغاية الأهم وهي الجنسية في نفس الوقت تحاول الضغط على الشرطة لإخلاء سبيل المراهق المتهم الأساسي بالاعتداء على ابنها لأنها تعرف ان الشاب رغم موقفه اليميني المتطرف تجاه ابنها لكنه لم يعتدي عليه، وتقرر أرينا التبرع بالمبلغ المالي الذي حصلت عليه من العمدة لصالح إصلاح البنية التحتية في المدينة.

اختار المخرج ميخال بلاسكو ان يكون عنوان فيلمه “ضحية” وهو بالفعل انغمس تماما في توضيح وإظهار مفهومه ورؤيته حول من الضحية أو بمعنى أدق الضحايا، لأن أرينا ليست الضحية الوحيدة، إيجور الابن ضحية الحياة كغريب في بلد اخر يتعرض فيه للعنصرية من اليمين القومي، الضابط ضحية لأنه يفشل في التوازن بين تحقيق العدالة ومواجهة الفساد.

الجميع ضحايا الحرب الروسية الأوكرانية وتدني الأوضاع والفساد في التشيك، ضحايا محاولات الاستغلال والتلاعاب سواء من جانب السياسيين أو قوى المعارضة، ضحايا حكومات تستنزف الآخر ولا تحقق لهم الشعور بالأمان، تجعل المواطن الأصلي يشعر بالغربة بالتالي ماذا عن شعور المهاجرين أو الأقليات؟

وجاء مشهد النهاية ليكون خير تتويج وهو الخاص بالاحتفال الذي تقيمه التشيك للحاصلين على الجنسية وقيام أرينا باستلام أوراق الحصول على الجنسية التشيكية تلك الغاية التي سعت لها منذ البداية حتى وان جنحت قليلا في الوسائل التي أضطرت لاستخدامها لتحقيق الهدف، في هذا المشهد تقوم أرينا بترديد النشيد الوطني التشيكي الذي هو بالمصادفة يبدأ بجملة “أين موطني” كأنه سؤال تطرحه أرينا على نفسها، برغم حصولها على الجنسية لكنها ستظل تشعر بالغربة ليس فقط في التشك لكن في هذا العالم.

 

موقع "عين على السينما" في

29.11.2022

 
 
 
 
 

أفلام مهرجان القاهرة السينمائي بدورة 44:

لعبة الربح والخسارة

وائل سعيد

شهدت فترة منتصف سبعينيات القرن الماضي ميلاد الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تحديدًا في 16 أغسطس/ آب 1976، حين قامت الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما بتدشينه، وتولى رئاسته على مدار سبع سنوات حتى عام 83 أحد مؤسسي الجمعية؛ الناقد الراحل كمال الملاخ. في المهرجانات السينمائية، لن تجد ذلك الشخص الذي تمكن من رؤية جميع الأفلام المعروضة وبلا استثناء؛ الأيام معدودة، والأفلام كثيرة، وهو ما ينطبق على الوجبة التي قدمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته 44 المنعقدة على مدار عشرة أيام من 13 إلى 22 نوفمبر/ تشرين الثاني.

تنوعت أفلام المهرجان بين التسجيلي والروائي الطويل والقصير، ولا جدال في أن مُشاهدة الأفلام هي الحدث الأهم في أي فعالية سينمائية، لأجل هذا تقام المهرجانات حول العالم، أما عن الجوائز فقد يذهب بعضها لأفلام تمت المراهنة على أحقيتها بالفوز، فيما تفوز أفلام أخرى لم تكن في الحسبان، وتغيب بعض أفلام كانت على قدر يؤهلها للربح، فالسباق حتما يقبع في مكان آخر يحدث في بعض الأحيان أن تخطئه لجان التحكيم.

"حصل بطل فيلم "علم" الشاب محمود بكري على جائزة أفضل ممثل مناصفة مع الممثل السوداني ماهر الخير عن فيلم "السد" إخراج علي شري، فيما ذهبت جائزة الهرم الفضي للفيلم البلجيكي "الحب بحسب دالفا" إخراج إيمانويل نيكو"

جوائز الهرم المصري

للقضية الفلسطينية مكانة راسخة في وعي الوطن العربي، تتوارثها الأجيال منذ نكبة تهجير المواطنيين الأصليين سنة 1948، خلال هذه العقود الزمنية حدثت تطورات وتبدلات غيرت موازين القوى، خلق ذلك حالات من الصعود والهبوط الأيديولوجي ومن ثم فنحن أمام قضية جديدة تماما الآن يعيشها جيل جديد من الشباب سمع وقرأ ودرس في المناهج عن بطولات غابرة ومواقف كانت حديث العالم في حينها، لكن وعيه تفتح على مناخ حديث يعيش من خلاله مواطنة جديدة ومباشرة وجها لوجه مع المعتدي، وحين ينظر إلى خريطة غوغل باحثًا عن مكانه لن يجد أمامه سوى اسم اسرائيل بالقرب من القدس عاصمة فلسطين التي كانت يومًا ما هنا.

ينطلق فيلم "علم" من هذه الخلفية متأملًا هذه العلاقة الجديدة، حيث كل ما يريده مجموعة من الشباب المتحمسين هو رفع علم فلسطين على مدرستهم عوضًا عن العلم الصهيوني. الفيلم من إخراج فراس خوري في أولى تجاربه الروائية الطويلة، حاز على جائزة الهرم الذهبي في المسابقة الدولية، كما حصل بطله الشاب محمود بكري على جائزة أفضل ممثل مناصفة مع الممثل السوداني ماهر الخير عن فيلم "السد" إخراج علي شري، فيما ذهبت جائزة الهرم الفضي للفيلم البلجيكي "الحب بحسب دالفا" إخراج إيمانويل نيكو، وفيه تُفاجئنا المخرجة بعلاقة شائكة بين مراهقة وأبيها برهافة وقسوة في ذات الوقت.

شهد التاريخ الإنساني الكثير من الحركات والمناشدات التي دافعت عن المساواة الكاملة بين الجنسين الرجل والمرأة، حدث ذلك بالطبع قبل موجات الحركات النسائية العالمية الحديثة خلال أوائل القرن الماضي في صراعهن الدائم حول الحريات. ولا شك في أن للمرأة إرثًا طويلًا من المعاناة - مهما اختلفت الثقافات والسياسات- في رحلتها الوجودية ووضعها الجندري، ربما تأتي السلطة الأبوية في مقدمة هذا الإرث الثقيل كونها أولى آليات السطوة والسيادة في حياة المرء في العموم ذكرا كان أو أنثى؛ وإن كانت محنة الأخيرة أكثر تعقيدا بالطبع.

"يُقدم فيلم "إيو" الجانب الوحشي في الإنسان من خلال نظرة الحمار "إيو" الذي يجد نفسه فجأة مطرودًا من السيرك الذي كان يعمل به جراء مطالبات جمعيات الرفق بالحيوان بعدم الاستغلال. يتجوّل الحمار في شوارع المدينة شاهدًا على عدد من الجرائم التى كاد بعضها أن يودي بحياته"

يُتهم الأب في الفيلم باغتصاب ابنته المراهقة "دالفا" التي تجاهد طوال الأحداث في إبعاد التهمة عن أبيها، بعد أن يُزج به في السجن وتدخل هي مؤسسة رعاية حكومية. على أن كفاح الابنة لا يقف عند هذا؛ فمع سير الأحداث يتضح لنا أنها تبحث عن جلادها بل تعشقه أيضًا في حالة مرضية لا تتناسب مع سنها. برعت المخرجة في خلق أجواء هذا الارتباك النفسي للبطلة زيلدا سامسون، التي استحقت عن جدارة جائزة أفضل ممثلة عن دورها. أما جائزة الهرم البرونزي فكانت من نصيب الفيلم البولندي "خبز وملح" كأفضل عمل أول، إخراج داميان كوكر، وقد تكررت الأعمال الأولى لمخرجين في هذه الدورة منها الجيد والمبشر وفيها أيضًا تجارب ما تزال تبحث عن رؤيتها الخاصة، أظن أن "خبز وملح" واحدًا منها.

تشكلت لجنة تحكيم المسابقة الدولية من نانسي عبد الفتاح، مديرة تصوير من مصر، والممثلة الهندية سوارا بهاسكار، ورئاسة المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي.

الأرض الطاهرة

في السينما العالمية، هناك عدد من السينمات المهضومة، الضائعة بين أقدام الإعلام الجمعي بخلاف تشابهها مع سينمات مماثلة، السينما الباكستانية واحدة من هولاء، فإذا كنت من عشاق السينما الهندية من الممكن أن يمر أمامك فيلم باكستاني دون أن تنتبه، حيث اللغة متقاربة والأجواء والوجوه والغرام بالاستعراضات في كلتا السينماتين. في فيلمه "جويلاند" يطرح المخرج الشاب صايم صادق عالمًا غرائبيًا حول موضوع الذكورة والمفهوم القبلي، من خلال قصة البطل الذي يعاني بين رغبة والده في استمرار اسم العائلة مما يحتم عليه إنجاب وريث، وبين ميوله المرتبكة مع راقصة من عابري النوع.

"إذا كان "جويلاند" يبحث عن أرض جديدة قد تكون غير موجودة، فإن أرضًا أخرى يعود إليها بطل الفيلم الأوكراني "بامفير - دميترو سوكوليتكي"، في مطلع أعياد الحصاد يعود بامفير إلى قريته راجيًا أن يبدأ حياة جديدة بعد ماضيه الإجرامي"

يدين الفيلم فكرة الذكورة في المجتمع الباكستاني المحافظ ويطرحها برهافة يُحسد عليها باحثًا عن أرض جديدة تستطيع مواكبة العصر الحديث لا ترزح تحت ثقل العادات والتقاليد، خصوصًا وأن اسم باكستان في الأساس يحمل معنى الأرض الطاهرة. بين أب العائلة الكسيح وبين الشاب المرتبك الذي نراه في مشهد رائع مع الراقصة المتحولة يريد ممارسة الحب بشكل عكسي بأن يتخذ موقف المفعول به لا الفاعل، خصوصًا وأن علاقته بزوجته متوترة طوال الأحداث. لا شك في أن الفيلم كان مُفاجأة على كل المستويات، لذلك فقد استحق عن جدارة الفوز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، أما بطلة الفيلم ألينا خان فسوف تُبهرك بأداء الراقصة المتحولة جنسيًا لكنك حتما ستندهش حين تعلم أنها بالفعل عابرة سابقة للنوع.

إذا كان "جويلاند" يبحث عن أرض جديدة قد تكون غير موجودة، فإن أرضًا أخرى يعود إليها بطل الفيلم الأوكراني "بامفير - دميترو سوكوليتكي"، في مطلع أعياد الحصاد يعود بامفير إلى قريته راجيًا أن يبدأ حياة جديدة بعد ماضيه الإجرامي، إلا أن الظروف تضطره لمعاودة التهريب من جديد، الأمر الذي لن تحمد عقباه. قدم الفيلم عالمًا وحشيا للطبقات المعدومة من المزارعين والعمال وأجاد المخرج في توجيه الممثلين وتحريك الأحداث بسلاسة، فيما برع بطل الفيلم ببنيانه الضخم على أداء الشخصية باقتدار. حصل الفيلم على جائزة شادي عبد السلام كأفضل فيلم ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية التي تشكلت لجنة تحكيمها من الممثل المصري كريم قاسم، والمخرج بن شاروك من اسكتلندا، ومن لبنان الناقدة هدى إبراهيم.

بعيدًا عن التوقعات وقريبًا منها

من الصعب الإجماع على نتيجة الجوائز في أي مهرجان، فدائمًا ما تكون النتائج مثارًا لاعتراضات البعض انحيازًا لفيلم عن آخر، في نهاية الأمر لا تعبر نتائج المسابقات سوى عن ذائقة اللجنة، وفقط بدليل أن عددًا كبيرًا من الأفلام العالمية لم تحصد الجوائز التي ذهبت لأفلام أقل منها جودة. هناك بعض الأفلام التي خرجت هذا العام عما كان متوقعًا لها، حيث كانت في صدارة قوائم الفوز، ربما يأتي في مقدمة هذه الأفلام الفيلم التونسي "جزيرة الغفران" للمخرج الكبير رضا الباهي.

كما ضم القسم الرسمي خارج المسابقة عددًا من الأفلام الجيدة نذكر منها فيلم "السباحتان- سالي الحسيني"، والفيلم الأسباني "ألكاراس – كارلا سيمون" وفيه استعانت المخرجة بأشخاص حقيقية لا بممثلين يُصارعون من أجل الحفاظ على أرضهم مما أضفى واقعية مميزة على أداء الفريق. ومن إيطاليا شارك المخرج ماريو مارتوني بفيلم "حنين"، وهو من الأفلام القوية التي لا تنسى بسهولة، وفي نفس السياق جاء الفيلم الأيرلندي "جنيات إنيشيرين – مارتن ماكدوناه" كواحد من أقوى الأفلام في هذا الموسم. وكعادتها تتعامل السينما الرومانية برهافة مع موضوع لا تزال وطأته تخيم على بلاد كثيرة في العالم حول مسألة العرق من خلال فيلم "لمحة – كريستيان مونجيو".  

في قسم العروض الخاصة كان الفيلم البولندي "إيو – جيرزي سكوليموفسكي" حديث الجميع منذ أن شاهد البعض عرضه سابقًا بمهرجانات كفينيسيا وكان وغيرهما وحصوله على عدد من الجوائز، لذلك لم يكن من الغريب أن تُضاف جائزة جديدة إلى رصيده، هي جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز النقاد العرب للأفلام الأوروبية. يُقدم الفيلم الجانب الوحشي في الإنسان من خلال نظرة الحمار "إيو" الذي يجد نفسه فجأة مطرودًا من السيرك الذي كان يعمل به جراء مطالبات جمعيات الرفق بالحيوان بعدم الاستغلال. يتجول الحمار في شوارع المدينة شاهدًا على عدد من الجرائم والمخالفات الإنسانية التى كاد بعضها أن يودي بحياته. 

"حصل الفيلم المصري "19 ب" على جائزة أفضل فيلم عربي بالإضافة إلى جائزة "اتحاد النقاد الدولي – الفيبرسي"، وفي حفل توزيع الجوائز التقطت عدسات المصورين صورة لانطباعات بطل الفيلم سيد رجب أظنها كانت تحمل من المصداقية أكثر من أدائه في الفيلم نفسه"

عرض أيضًا ضمن قسم العروض الخاصة فيلم وثائقي بعنوان "سنوات السوبر 8" من إخراج الكاتبة الفرنسية آني إرنو، الحائزة على نوبل في الآداب هذا العالم، وبلغت إرنو منذ شهرين 82 عامًا بحصيلة تتجاوز العشرين رواية منها "الحدث" و"شغف بسيط" اللتان تحولتا إلى الشاشة وحصدتا العديد من الجوائز لمخرجيهما. ويبدو أن موضوع السينما أو التصوير بدأ منذ الصغر عند إرنو حيث واظبت على التصوير بكاميرا للهواة في فترات مختلفة من حياتها، تستعيد هذه المشاهد وبعض من الذكريات في فيلمها الجديد.

أما في مسابقة الأفلام القصيرة، فقد فاز فيلم التحريك الأميركي "روزماري – إيثان باريت" بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير، فيما حصل الفيلم المصري القصير "صاحبتي – كوثر يونس" على جائزة لجنة التحكيم، وعُرض الفيلم لأول مرة بمهرجان فينيسيا الدولي في دورته الفائتة ويعتبر عرضه بالقاهرة هو العرض الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ضمت لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية كلا من المنتجة التونسية مفيدة فضيلة والمخرج اللبناني ميشال كمون ومن مصر مصممة الأزياء ريم العدل. فيما تشكلت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة من: أحمد عامر – مؤلف من مصر، ريم تركي – ممثلة تونسية، برئاسة المخرج الإيطالي مايكل فرامارتينو.

وبخصوص الفيلم المصري "19 ب" فقد أثار نفس الأزمة السنوية؛ سواء على مستوى الجوائز أو العرض كامل العدد؛ ودائمًا ما تُثار حول ذلك اتهامات موجهة لشركة الإنتاج أو المخرج نفسه حول شراء عدد كبير من التذاكر مما يجعل الحفلة كاملة العدد. يُرجع البعض هذا التصرف - إذا حدث بالفعل- إلى خوف شركة الإنتاج من قرصنة الفيلم قبل عرضه بالسينمات. حصل الفيلم على جائزة أفضل فيلم عربي بالإضافة إلى جائزة "اتحاد النقاد الدولي – الفيبرسي"، وفي حفل توزيع الجوائز التقطت عدسات المصورين صورة لانطباعات بطل الفيلم سيد رجب أظنها كانت تحمل من المصداقية أكثر من أدائه في الفيلم نفسه.

 

ضفة ثالثة اللندنية في

29.11.2022

 
 
 
 
 

أحمد عبدالله لـ«الشروق»:

السينما بالنسبة لي لعبة للاستمتاع والتواصل مع الناس

حوار ــ محمد عباس

·          «19ب» مرتبط بالتغيرات التى حدثت فى الشارع وانعكاسها داخل المنازل وعوالمنا الداخلية

·          كنا نعدل جدول تصوير الفيلم بشكل يومى حسب حالة الحيوانات

·          تصنيف الأفلام لـ«مهرجانات» و«تجارية» رؤية متكاسلة.. والجمهور دائمًا له رأى آخر

·          التكنولوجيا جعلت الإنتاج الفنى متاحًا بأجهزة بسيطة

يواصل المخرج أحمد عبدالله حصده للجوائز، من خلال السينما، والتى يصفها بأنها بالنسبة إليه «لعبة» يلعبها ليستمتع ويتواصل مع الناس، عن طريق سرد الحكايات، ومشاركة أفكاره الفريدة والمختلفة، التى يحاول تطويرها وتغييرها فى كل فيلم.

التقت «الشروق» المخرج أحمد عبدالله، صاحب فيلم «19ب» الفائز بثلاث جوائز بمهرجان القاهرة السينمائى، وتحدثت معه عن رأيه فى تصنيفه كمخرج أفلام مهرجانات، وصعوبة التعامل مع الحيوانات وتوظيفها فى الفيلم.

·          فى البداية من أين أتت لك فكرة فيلم «19ب»؟

ــ فى أثناء فترة العزلة وقت الكوفيد، كنت مأخوذا بتساؤلات عديدة حول حياتى، وحول الوحدة والعزلة، والتقدم فى السن، وكنت أكتب كثيرا فى هذه الفترة، وتذكرت خلال وقت كتابتى رجلا كنت أمر أمامه بشكل منتظم فى أثناء طريقى للعمل، وكان رجلا فقيرا رث الثياب يحرس مبنًى متهدما، لكنه كان يطعم حيوانات الشارع بشكل يومى على الرغم من أنه بالكاد قادر على إعالة نفسه، وحاولت تخيل حياة هذا الرجل لكننى انتهيت مقحما تساؤلاتى ومخاوفى على هذه الحياة المتخيلة.

·          كم أخذت من الوقت للعمل على الفيلم؟

ــ استغرقت الكتابة والتحضير والبروفات والتصوير حوالى سنتين، أما فترة التصوير الفعلية فكانت حوالى شهر وأسبوع.

·          ما أصعب شىء قابلك بالفيلم وفى أثناء التصوير؟

ــ العمل مع الحيوانات بلا شك. فى الفيلم 14 كلبا وقطة أغلبهم من حيوانات الشارع، وهى عصية على التدريب، وعلى الرغم من قدرتنا على تكوين صداقة معهم من قبل كل فريق الفيلم فإنها كحيوانات قد تأتى عليها أى لحظة ويقرر الكلب أنه لن يقف أمام الكاميرا وسيذهب ليستظل تحت شجرة، هنا كان دور فرق الإخراج خاصة مروان حرب، وفريق الإنتاج بقيادة جيمى، حيث كانوا يقوموا بإعادة الجدول بشكل شبه يومى على الهواء وتبديل المشاهد واللقطات لتتماشى مع حالة الحيوانات فى كل يوم. وهى عملية شاقة ومجهدة جدا كما يعرف العاملون فى الصناعة.

·          بعد موت «نصر» بنهاية الفيلم شعرنا كأنه شخص لم يكن له وجود وتم تجاوز اختفائه حتى إن أصدقاءه لم يسألوا عنه، فما الذى قصدته من هذا الأمر؟

ــ لا أفضل الحديث عن النهاية كقصة أو كأحداث، خاصة أنها ذات طابع مختلف عن بقية كتاباتى، لكن لأجيب عن سؤالك بدون سرد لما حدث على الشاشة، فإننى دوما ما رأيت أن «نصر» وبطل الفيلم الذى بلا اسم هم شخصيات على هامش المجتمع، لا أحد يكترث بما يحدث لهم، ووجودهم دوما وجود هامشى يحاولون كسب قوتهم بشكل يومى ولن يعبأ سكان الشارع ولا حتى جيرانهم إن تواجدوا أو غابوا.

·          قلت سابقا إن الحيوانات بالفيلم لم توجه وكانت بحريتها، فى مشهد موت الكلب.. كيفت تم التعامل مع الكلب وإبقائه مستلقيا على الأرض؟

ــ هذا الكلب تحديدا «قطمير» كان من الحيوانات القليلة التى اخترناها من إحدى مؤسسات رعاية الكلاب فى الجيزة، و«قطمير» كان لديه مدربه الخاص الذى يطعمه ويراعيه وطبيب بيطرى أتى فى يوم التصوير لإعطاء الكلب مهدئا ليستلقى على الأرض لبضع ثوان كانت كافية لتصوير هذه اللقطة السريعة قبل أن ينهض ويستكمل تصوير مشاهد أخرى يبدو فيها أكثر نشاطا.

·          دائما ما تتسم أفلامك بالتجول بالشوارع.. لماذا اخترت أن يكون الفيلم فى إطار مكان واحد؟

ــ أنا دائما أحب التجديد من فيلم لآخر، وأحاول طوال الوقت ألا يكون هناك شىء مكرر، وفى كل فيلم أحب أن أذهب إلى أبعد نقطة من الفيلم الذى قبله، فى فيلمى السابق «ليل/خارجى»، كانت عبارة عن ليلة نتجول خلالها فى شوارع القاهرة لنرى أشياء مختلفة عنا، أما فى هذا الفيلم فحاولت أن يكون مغلقا وفى مكان واحد، على الرغم من أننى أعتقد أن «19ب» مرتبط بالشارع، وبالتغيرات التى حدثت فى الشارع وانعكاسها على منازلنا، والعالم الداخلى لأبطال الفيلم.

·          كنت فى فيلمك الأخير «ليل/خارجى» مدير التصوير لحبك للتصوير.. لماذا فضلت فى «19ب» الاستعانة بمدير تصوير؟

ــ دوما أفضل الاستعانة بفنان أو فنانة يؤدى مهمته فى الفيلم حتى لو كانت لدى شخصيا بعض القدرة أو الخبرة فى مجاله، لأننى أؤمن أن السينما عمل جماعى، وبدون مشاركة الفنانين لأفكارهم، وبدون ضخ مواهب إضافية سيصبح الفيلم ضعيفا يحمل صوتا واحدا وهو صوتى، ولذا أنا فخور أننى عملت مع مصطفى الكاشف وهو مصور من طراز فريد لم أقابل مثله منذ سنوات، وأتمنى أن استمر فى العمل معه.

·          فى رأيك هل يجب أن يكون المخرج قد جرب العمل على تخصصات مختلفة فى السينما كالتصوير والمونتاج؟

ــ كما أسلفت لك، قد يكون المخرج على دراية بتخصص كالكتابة والمونتاج، لكن دوما اختيارى الأول أن أعمل مع مؤلف آخر لأستفيد بمدخلاته ورأيه، أو مع مونتيرة أخرى لتضيف للفيلم وجهة نظرها، وهذا ما فعلته سارة عبدالله فى أفلامى الثلاثة التى قامت بعملية المونتاج فيها، وأظن أنه بدون رأيها الذى كثيرا ما يختلف عن رأيى وبدون إقناعى بما تراه لخرج الفيلم بشكل أضعف كثيرا.

·          ألاحظ أنك حريص على مشاركة أفلامك فى مهرجان القاهرة السينمائى ولا تهتم بالسينما التجارية فلماذا؟

ــ قيل لى هذا سابقا فى أثناء عرض فيلمى «ليل/خارجى»، والحقيقة أن الفيلم حقق إيرادات جيدة فى الشباك، بل وكان الفيلم الأعلى مشاهدة على منصة عالمية طوال أكثر من أسبوعين عندما طرح عليها، لذا أتمنى ألا نتعجل فى إسباغ صفات على أفلام لم يرها الجمهور ولم يقل رأيه فيها بعد.

·          كيف ترى فكرة تصنيف «أفلام المهرجانات» و«الأفلام التجارية»؟ وهل تعتبر نفسك مخرج أفلام مهرجانات؟

ــ هذان التصنيفان هما تصنيفان كسولان فى رأيى اخترعتهما بعض الصحافة الفنية منذ عقود وللأسف التصقا واستمرا، وهى تصنيفات غرضها استباق الوضع وتأطير الفيلم فى إطار عام عادة ما نجد أن للجمهور رأيا آخر، فلا داعى لأذكر لك عدد الأفلام التى نجحت فى المهرجانات ونجحت أيضا تجاريا والعكس صحيح.

·          لماذا يفصل بين أفلامك كمخرج مدة يعتبرها البعض طويلة تصل إلى 4 سنوات؟

ــ الحقيقة أن طبيعة أفلامى ليست من الأفلام التى يتم كتابتها سريعا وعمل كاستنج متوقع من ممثلى السوق وتصويرها فى جدول ضيق وإطلاقها فى دور العرض، أنا لا أعمل بهذه الطريقة. وإن لم أشعر بأننى وفريقى جاهزان للعمل، أفضل دوما التأجيل وذلك لمصلحة الفيلم أولا.

·          قلت إنك لا تصنع أفلاما لمجرد الاستمرارية.. حدثنا عن مدرستك السينمائية؟ وما المدارس السينمائية التى تحبها؟ ومن هم المخرجون المفضلون لك من العرب والأوروبيين؟

ــ السينما بالنسبة لى هى «لعبة» ألعبها لأستمتع وأتواصل مع الناس، خاصة أننى لست اجتماعيا جدا، ولذا أجد فى حكى الحكايات عبر الشاشة ضالتى فى الحديث عن نفسى ومشاركة أفكارى، وأحاول فى كل فيلم صناعة فيلم مختلف عما سبقه، لا أجد أى سعادة فى تكرار طبيعة فيلم ما حتى إن كان ناجحا، ولذا كثيرا ما يستاء محبو فيلم ما مثل محبى «ميكروفون» حينما لا يجدون فى أفلامى التالية ما يشبه ما يحبونه فيه، لأننى أؤمن بالتطور والتغيير وأتمسك بحقى فيه.

أما المخرجون المفضلون هم صناع السينما الشباب من الجيل القادم، لا أعرف شيئا أكثر إلهاما من مشاهدة أفلام العمل الأول لمخرجات ومخرجين يبدأون حياتهم، ولهم صوتهم الخاص الفريد جدا. وفى هذه الدورة من المهرجان على الرغم من انشغالى بتفاصيل الفيلم فإننى قد حرصت أن أشاهد مسابقة الأفلام القصيرة.

·          ما نصيحتك لصناع الأفلام من الشباب فى الوطن العربى؟

ــ نصيحتى ألا يستمعوا لنصيحة أحد، وألا ينتظروا أن يتم قبولهم فى منصات أو مؤسسات، وأن يشرعوا فى عمل أفلامهم لأنه كما ــ قال بيلا تار فى حواره ــ قد أصبح فى جيب كل منا تكنولوجيا تسمح له بصناعة فيلم، وسيظل السؤال الأهم هو عن الحواديت، وطبيعة هده الأفلام وهمومها.

·          كنت أول مخرج يتحدث عن مغنى الـ«راب» ويقتحم هذا العالم فى فيلمك «ميكروفون».. هل ما زلت تتابع هذا العالم؟ ومن هم المفضلون لك من المتواجدين على الساحة حاليا؟

ــ الحق أننى احترم الراب والمهرجانات كثيرا، وأكن تقديرا خاصا لهذه الموسيقى كوسيلة تعبير شديدة الخصوصية، وأنزعج جدا من محاربتهم من مؤسسات بعينها، ولكن على الرغم من تقديرى الشديد لهم فإننى لست مستمعا جيدا للراب لأن ذوقى الموسيقى يميل إلى منطقة موسيقية أخرى.

·          كيف ترى التطور الذى حدث فى ساحة الـ«راب»؟ وفى رأيك ما الأسباب التى أدت لهذا التطور؟

ــ مثل تطور السينما، التكنولوجيا جعلت الإنتاج الفنى متاحا من خلال أجهزة بسيطة، وسعيد أن الشباب اقتنصوا الفرصة واستخدموا ما أتيح لهم فى صنع موجة موسيقية سيطرت على الساحة الموسيقية فى وقت قليل. والأهم أنها قضت على المألوف والمكرر من ألحان وكلمات اعتدنا عليها منذ عقود.

·          هل تفكر فى إعادة التجربة فى ظل الانتشار الحالى للـ«راب»، أو تفكر فى تقديم جزء ثان من فيلم «ميكروفون» خاصة أن عددا ممن شاركوا فى الفيلم أصبح لهم جمهور كبير كـ«مسار إجبارى» و«شاهين»؟

ــ كما قلت، آخر ما يحمسنى فى هذه المهنة هو إعادة إنتاج شىء قد جربته وعشته من قبل، «ميكروفون» كان وليد لحظته ووقته والحالة الراهنة آنذاك فى الإسكندرية، ربما تأتى أفكار أخرى موسيقية أو متقاطعة معه فى أعمال قادمة، لكنها بالتأكيد لن تكون إعادة زيارة لهذه الحالة التى عشتها وانقضت.

·          هل تفكر فى الاتجاه لإخراج المسلسلات قريبا؟

ــ لدى فكرة لاقت اهتمام إحدى المنصات، لكن طبعا العمل بشكل مؤسسى يستغرق وقتا طويلا للكتابة والتحضير.

 

الشروق المصرية في

29.11.2022

 
 
 
 
 

حوار| سيد رجب: «19ب» فيلم جماهيرى.. والإيرادات في علم الغيب

كتب: عصام عـطـية/ آخر ساعة

النجم سيد رجب، صاحب شخصية حارس العقار القديم الذى تركه أصحابه وسافروا فى فيلم «19ب» يتحدث عن كواليس مشاركته فى هذا العمل والصعوبات التى واجهها فيه، وتشابه مشاعر البطل مع الواقع، وحكاية تعاونه الأول مع المخرج أحمد عبداالله..

·        ما سبب قبولك تجربة خاصة مثل فيلم «19ب»؟ وهل واجهت صعوبات فى تصويره؟ 

الفيلم يعتمد بالدرجة الأولى على المشاعر الداخلية التى تظهر فى نظرة العين والحركة والإحساس أكثر من الكلمة بكثير، وهذا يمثل صعوبة للممثل لأنه عليَّ أن أنقل مشاعر ودوافع حركة أو إيماءة أو نظرة عين، وعموما أحب الشخصية والفيلم بشكل عام. ورغم صعوبته لكنه ممتع فى الوقت نفسه، وحارس العقار الذى جسـدتة هو دور إنسانى بالدرجة الأولى وكلنا عشنا مشاعر الوحدة والعزلة التى مررت بها فى أحداث الفيلم.

·        هل يصنف دورك على أنه شعبي؟

هو دور إنسانى بالدرجة الأولى، وكل الناس ممكن تعيش فيما مر به هذا الرجل من مشاعر الوحدة والعزلة والخوف والقلق من المستقبل، والخروج عن إطار المكان الذى حبس نفسه فيه سنوات.

·        هذه ليست المرة الأولى التى تشارك فيها بفيلم فى مهرجان القاهرة، هل هناك جديد فى مهرجان هذا العام؟ 

سبق وشاركت أكثر من مرة فى مهرجان القاهرة، الأولى كانت 2009 عندما شاركت كمؤلف وممثل بفيلم «الشوق» للمخرج خالد الحجر، وقتها الفيلم حصل على جائزة أحسن فيلم وأحسن ممثلة للفنانة سوسن بدر، والمرة الثانية العام الماضى من خلال فيلم «أبو صدام» للمخرجة نادين خان، والحمد هذا العام بفيلم «19ب»، والفرق أنه فى المرة الأولى والثانية كانت المشاركة بدور صغير، وهذا العام دور رئيسى وأنا سعيد بذلك.

·        حدثنا عن التعاون للمرة الأولى مع المخرج أحمد عبدالله فى «19ب»؟

منذ زمن وأنا أتمنى العمل مع أحمد عبد الله لأننى أعلم أنه متميز ويتمتع بفكر جديد فى السينما، بجانب أنه يتمتع بشاعرية فى كل شىء، وينقل هذه المشاعر إلى الناس بتفاصيلها.

·        وما أهم الأعمال التى شاهدتها له وأعجبت بها؟

كل أعماله أحبها مثل «ميكروفون» و«ليل خارجي» و«18 يوم» و«فرش وغطا» و«ديكور».

·        هل نقول إن الفيلم يقدم لفئة معينة من الناس؟

«19 ب» أعتبره فيلما جماهيريا يصلح للعرض السينمائى على أعلى مستوى، أما فكرة أنه يحقق إيرادات فى شباك التذاكر فلا أستطيع أن أجزم بها، فهو أمر فى علم الغيب، وهناك أعمال تحقق إيرادات كبيرة ونجاحا جماهيريا رغم أنها سينما مستقلة، وفى رأيى أن الأفلام المستقلة يشترط أن تكون غير تجارية أو إنتاجها ضعيفاً، فهذا ليس صحيحًا، وأنا ضد فكرة التصنيف، فالفيلم يتناول فكرة معينة قد تبدو أنها خاصة وكل الناس ممكن تلمسها وتشعر بها وليس فئة معينة، فكلنا نعيش الوحدة والخوف من المستقبل والجبن بشكل عام.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

30.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004