ملفات خاصة

 
 
 

آلام الناس.. وأفلام مهرجان القاهرة

ماجدة موريس

القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والأربعون

   
 
 
 
 
 
 

عن آلام البشر في كل مكان تحدثت أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي اقيم حفل ختامه مساء أمس الثلاثاء لقد استولت آلام البشر في كل مكان بالعالم تقريبا علي أغلب قصص افلام الدورة الرابعة والاربعين للمهرجان مع تنوع القصص بين القارات والبلاد والطبقات، وبين القصور والبيوت وحتي الخيام، فنحن أمام دورة الآلام بامتياز، دورة إعادة حسابات الزمن مع كتاب ومخرجي الأفلام، الكبار، ذوي التاريخ الحافل بالأعمال، ومع الكتاب والمخرجين الجدد القادمين بوجهات نظر مختلفة، أو الباحثين عن تاريخ سابق، أو تاريخ تتم صناعته من جديد.

ومن هنا استطاع عشاق السينما المواظبون على حضور المهرجان أن يجدوا في أفلامه ما يستحق الاهتمام والتفكير، والحيرة، وربما محاسبة الذات لان الأعمال الفنية الصادقة تدفع مشاهدها الي استعادة ذاكرته، وربما التماهي معها، وهو ما رأيناه عبر فيلم الافتتاح (آل فابلمان) للمخرج الامريكي الكبير (ستيڤن سبيلبرج) الذي قدم فيه رحلته مع الحياة منذ الطفولة وحتي قرر أن يعمل في السينما، وأيضا فيلم اليوم الاخير، الختام، (الابن) للكاتب والمخرج الفرنسي الكبير ( فلوريان  زيلر)الذي يطرح فيه قضية وجودية هي علاقة الآباء بالابناء وهل على الأب، أو الأم، تقديم حياتهما بالكامل للأبناء، أم تقسيمها بين الابناء والحياة الشخصية والمهنية؟ وبين أسئلة فيلما الافتتاح والختام دارت عشرات الأسئلة حول الحياة الآن، ودور العائلة بكل أفرادها، وعلاقات الزوجين واسباب الفراق، وموقف الابناء، قبل وبعد الفراق، ومن الحياة العائلية المستقرة إلي الحياة المهددة بفعل الحروب، والتي تدفع البشر إلي إلقاء انفسهم في البحر عبر قوارب مطاطية كما في فيلم (السباحتان) أو الهروب من افريقيا الفقيرة إلي بلچيكا لإعالة الأسرة كما في فيلم (توري ولوكيتا) وصولا لفراق وهروب نهائي لمواطنين من بلدهم حين تأتي ساعة الحساب كما في فيلم (العايلة).

من البلاستيك إلى المنسيين

من المدهش في افلام المهرجان ايضا ظهور قضية البيئة بوضوح من خلال موضوعات الافلام التي تقدم قسوة البيئة وتأثيرها المادي والمعنوي علي أبطال الفيلم مثل فيلم (مهر الحرب) الذي تدور أحداثه في محمية امريكية وسكانها الأصليين، وفيلم (المبدأ) من بوليڤيا وبطلاه الزوجان المسنان اللذان يحاولان التكيف مع موجة جفاف حلت بالهضبة التي يسكنانها، اما فيلم (قصة البلاستيك) الذي شاركت في إنتاجه ست دول فهو يوثق بصراحة شديدة كيف أصبحت منتجات البلاستيك مشكلة حقيقية تواجهنا جميعا، ومن قضايا البيئة الي قضايا الشتات الانساني والسياسي بكل ملامحها المعبرة عن أطياف كثيرة لا يمكن تخيلها إلا من خلال السينما والسينمائيين المهمومين بقضايا العالم، وأوطانهم في المقدمة، وهو ما رأيناه عبر أفلام عربية مهمة، أولها الفيلم التونسي (جزيرة الغفران) للمخرج رضا الباهي، والذي تدور أحداثه في نهاية الحرب العالمية الثانية في جزيرة چربة التي ضمت سكان من التوانسة والطلاينة وجنسيات أخرى اندمجوا معا في حياة مستقرة حتى بدأت المشاكل من الطرفين فعكرت صفو الحياة الهادئة في الجزيرة حين اعتنق البعض من كل فريق أفكار ضد التسامح والمساواة قبل أن تنتبه الأغلبية إلى قيمة ما لديها من قيم وتصر عليها والفيلم يأخذك ببراعة إلي رحلة في المكان والزمان ويدفعك إلي تذكر الحياة ومتغيراتها عندك، اما فيلم (علم) للمخرج فراس خوري فهو فيلم مختلف عن فلسطين الآن لكنه يطرح صورة من صور اليوم تقودنا إلى الأمس من خلال مدرسة ثانوية فلسطينية يعلوها العلم الاسرائيلي الذي يثير غضب طلابها وطالباتها، ومنهم (تامر) المنقول حديثا والذي يتشاجر مع (صفوت) بسبب (ميساء) قبل أن تربطهم الصداقة، وتدفعهم للتفكير في افساد احتفال تقيمه المدينة المحتلة بيوم الحرية، الذي هو تاريخ النكبة واحتلال فلسطين، وبعد مداولات كثيرة، ومراوغات مع الأهل يقرر الثلاثة انزال العلم ورفع العلم الفلسطيني في المساء وبدون أن يدري أحد، ولكن تمضي الأحداث في اتجاه آخر لتكشف لنا عن اختلافات عديدة لم ينتبهوا اليها قبل تنفيذ الخطة، اما فيلم (رحلة يوسف، المنسيون) للمخرج چود سعيد فيذهب بنا الي ما يواجهه الكثير من السوريين بعد أحداث الحرب، وهجرة من هاجروا الي بلاد اخرى، وما يواجهه الذين بقوا مثل بعض اهالي  قرية صغيرة وجدوا انفسهم وسط الدمار والفوضى بلا اي دعم  ومنهم الجد يوسف (بأداء أيمن زيدان) وحفيده زياد، وقريبة لهم، والذين يقومون بجهد شاق لبناء وتعزيز خيمة تحميهم من العراء، وتعيدهم الي زمن ما قبل التاريخ، لكن لا المكان ولا الفقر أستفزا العجوز يوسف ومن معه، وانما سلوك بعض امثالهم من البشر الذي توحش الي درجة إيذاء الآخرين أمثالهم طالما خرجوا من بيوتهم واصبحوا في مخيمات، وهو ما يدفع بيوسف وحفيده الي صراعات فورية مع من لا يعرفهم، بل ويضطره الي عقد قرانه علي قريبته الشابة لحمايتها ممن يريدون تزويجها قسريا واختطافها، وهو ما يدبرونه ايضا لحبيبة زياد الصغيرة، ولتصبح القضية هي هل يسمح اهل المخيم بان تسود شريعة الغاب، وبأن يعيشوا تحت رحمة العصابات الجديدة، ام يتكاتفون للحفاظ علي ما تبقي من انسانيتهم، فيلم كبير ومؤثر استطاع مخرجه المشارك ايضا في كتابته ان يضعنا كمشاهدين امام كل القضايا التي تواجه العالم، وامام انفسنا.

 

الأهالي المصرية في

23.11.2022

 
 
 
 
 

الفيلم المصري (19ب) يفوز بأكبر عدد من جوائز القاهرة السينمائي الدولي

سيد محمود سلام

جائزة أفضل ممثل مناصفة بين الممثل السوداني ماهر الخير عن فيلم "السد"، والممثل محمود بكري عن فيلم "علَم".

توج الفيلم المصري (19ب) بأكبر عدد من جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولى الذى أختتم فعالياته فى  حفل الختام الذى  أقيم بالمسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني، وعدد كبير من نجوم الفن، وصناع السينما في مصر والعالم العربي، والصحفيين والإعلاميين، والشخصيات البارزة.

وبدأ الحفل بصعود الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان على المسرح لإلقاء كلمته الافتتاحية، قائلًا: إن المهرجان على مدار تسعة أيام متتالية، استطاع أن يقدم عروضًا وأفلامًا مختلفة للجمهور، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الحضور لمشاهدة الأفلام، مشيرًا إلى أنه تناقش مع وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلاني حول جعل المهرجان من أكبر 3 مهرجانات في العالم.

وتوجه”فهمي”، بالشكر لجميع رعاة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتحدث عن فيلم “يوميات نائب في الأرياف” للمخرج توفيق صالح، الذي عرض لأول مرة بنسخته الُمرممة ضمن فعاليات الدورة الـ44، وأيضًا النسخة الُمرممة لفيلم “أغنية على الممر” للمخرج علي عبد الخالق، مع عرض مشاهد منهما على الشاشة للجمهور.

وتوجهت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، إلى المسرح لإعلان ختام الدورة الـ44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مشيدة بجهود الفنان حسين فهمي رئيس المهرجان وجميع القائمين عليه.

وجاءت جوائز مهرجان القاهرة السينمائي، كالتالي:

القائمة الكاملة لجوائز الدورة الـ 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي

أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن جوائز دورته الـ 44، وذلك خلال حفل الختام الذي انتهى قبل قليل، في دار الأوبرا المصرية، بحضور عدد كبير من نجوم الفن وصناع السينما والصحفيين والإعلاميين.

المسابقة الدولية

أعلنت لجنة تحكيم المسابقة الدولية عن منح جائزة الهرم الذهبي لأحسن فيلم لفيلم “علَم”، والفيلم عرض لأول مرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو من إنتاج فرنسا، تونس، فلسطين، السعودية، قطر.

ومنحت لجنة التحكيم إيمانويل نيكو، مخرجة فيلم “الحب بحسب دالفا”، الذي شارك ضمن المسابقة الدولية، جائزة الهرم الفضي (جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مخرجة)، والفيلم عرض لأول مرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ، وهو إنتاج مشترك بين بلجيكا وفرنسا لعام 2022.

كما فاز الفيلم البولندي “خبز وملح”، بجائزة الهرم البرونزي لأفضل عمل أول، والفيلم عرض لأول مرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو من إنتاج بولندا.

وحصد الكاتب كوسوكي موكاي جائزة نجيب محفوظ، لأفضل سيناريو عن فيلم “رجل ما”، والفيلم من إخراج كي إيشيكاوا، وعرض لأول مرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو من إنتاج اليابان.

وأعلنت لجنة التحكيم حصول مدير التصوير “مصطفى الكاشف” على جائزة هنري بركات لأحسن إسهام فني، وهو من إخراج أحمد عبد الله، وعرض لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات الدورة الـ44، وهو من إنتاج مصر.

وفيلم “السد” من إخراج علي شري، وعرض لأول مرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومن إنتاج فرنسا، لبنان، السودان، قطر، ألمانيا، صربيا، أما “علَم” فهو من إنتاج فرنسا، تونس، فلسطين، السعودية، قطر.

كما فازت الممثلة (زيلدا سمسون) بجائزة أحسن ممثلة ضمن المسابقة الدولية، عن فيلم “الحب بحسب دالفا”، إخراج إيمانويل نيكو، والفيلم عرض لأول مرة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات الدورة الـ44، وهو إنتاج مشترك بين بلجيكا وفرنسا لعام 2022.

ولجنة تحكيم المسابقة الدولية ترأسها المخرجة اليابانية ناعومي كاواسي، وشارك في عضويتها مديرة التصوير المصرية نانسي عبد الفتاح، والممثلة الهندية سوارا بهاسكار، ومؤلف الموسيقى المصري راجح داود، والممثلة الإيطالية ستيفانيا كاسيني، والمخرج المكسيكي خواكين ديل باسو، والممثل الفرنسي سمير قواسمي.

مسابقة آفاق السينما العربية

كما أعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، فوز كارلوس شاهين مخرج فيلم “أرض الوهم” المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية، بجائزة سعد الدين وهبه لأحسن فيلم عربي، وعرض الفيلم لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات الدورة الـ44، وهو من إنتاج فرنسا ولبنان.

كما منحت لجنة التحكيم فيلم “بِركة العروس” جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، والفيلم من إخراج باسم بريش، وعرض لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات الدورة الـ44، وهو من إنتاج لبنان وقطر.

وحصد فيلم “بعيدًا عن النيل” جائزة أحسن فيلم غير روائي، وهو من إخراج شريف القطشة، وعرض لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات الدورة الـ44، وهو من إنتاج مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

وفازت الممثلة اللبنانية كارول عبود بجائزة أحسن أداء تمثيلي، عن فيلم “بِركة العروس”، وهو من إخراج باسم بريش، ومن إنتاج لبنان وقطر.

وحصلت الممثلة الجزائرية لينا خضري، على تنويه خاص عن فيلم “حورية” وهو من إخراج مونيا ميدور، إنتاج فرنسا وبلجيكا، وعرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن فعاليات الدورة الـ44.

وأعلنت لجنة التحكيم عن حصول فيلم “نرجعلك” المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية، على تنويه خاص، وهو من إخراج ياسين الرديسي، وإنتاج تونس.

وشارك في لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، المخرج اللبناني ميشال كمون، والمنتجة التونسية مفيدة فضيلة، ومصممة الأزياء المصرية ريم العدل.

مسابقة أسبوع النقاد الدولية

وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد الدولية عن حصول المخرج دميترو سوكوليتكي سوبتشوك، عن جائزة شادي عبد السلام لأحسن فيلم ضمن مسابقة أسبوع النقاد الدولية، عن فيلمه “بامفير”، والفيلم عرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن فعاليات المهرجان، وإنتاج أوكرانيا، فرنسا، بولندا، تشيلي، لوكسمبورج.

وفاز بجائزة فتحي فرج (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) فيلم “جويلاند” الذي عرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج صايم صادق ، وإنتاج باكستان.

كما حصل فيلم “ضحية” على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة، والفيلم عرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج ميشال بلاسكو، وإنتاج سلوفاكيا، جمهورية التشيك، ألمانيا.

وشارك في لجنة تحكيم مسابقة أسبوع النقاد الدولية، المخرج البريطاني بن شاروك، والممثل المصري كريم قاسم، والناقدة الفرنسية هدى إبراهيم.

مسابقة الأفلام القصيرة

وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة عن حصول فيلم “روزماري ب. أ- بعد أبي”، المشارك ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير، وقيمتها 100 ألف جنيه ويؤهل المهرجان الفيلم الفائز للمشاركة في تصفيات جوائز الأوسكار لأفضل فيلم قصير.

وفاز فيلم “صاحبتي”، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، والفيلم عرض لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخراج كوثر يونس، وإنتاج مصر.

كما حصد فيلم “أمنية واحدة لعينة One F*cking Wish”، على تنويه خاص من لجنة التحكيم، والفيلم عرض لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات المهرجان، وهو من إخرج بيوتر جاسينسكي، وإنتاج التشيك.

ولجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، يترأسها المخرج الإيطالي مايكلأنجلو فرامارتينو ويشارك في عضويتها السيناريست المصري أحمد عامر، والممثلة التونسية الفرنسية ريم تركي.

جائزة أفضل فيلم العربي

وأعلنت لجنة تحكيم مسابقة جائزة أفضل فيلم عربي عن منح فيلم “19 ب”، وقيمتها 10 آلاف دولار، والفيلم عرض لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو من إخراج أحمد عبد الله، إنتاج مصر.

كما حصل فيلم “بِركة العروس”، على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وهو من إخراج باسم بريش، وعرض لأول مرة عالميًا ضمن فعاليات الدورة الـ44، والفيلم من إنتاج لبنان وقطر، ومدته 84 دقيقة.

ولجنة تحكيم جائزة أفضل فيلم عربي، شارك فيها كل من الممثل المصري أحمد مجدي، والمبرمجة البولندية دوروتا ليخ، والممثلة اللبنانية نور.

جائزة الجمهور

وأعلن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي خلال حفل ختام دورته الـ44، الذي انطلق قبل قليل، فوز فيلم “علَم” بجائزة يوسف شريف رزق الله (جائزة الجمهور)، وقيمتها 15 ألف دولار.

جائزة الفيبريسي

وأعلنت لجنة جائزة الفبريسي عن فوز فيلم “19 ب” بجائزتها، وتتكون لجنة التحكيم من الناقدة التونسية هندة حوالة، والناقد المصري محمد عاطف، والناقدة الإيطالية ريتا دي سانتو.

 

التقرير المصرية في

23.11.2022

 
 
 
 
 

45 ألف تذكرة تزين الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائى

تقرير ــ أحمد فاروق:

·        الهرم الذهبى للفيلم الفلسطينى «علَم».. وثلاث جوائز لـ«19 ب» بينها أفضل فيلم عربى

·        «بعيدًا عن النيل» أحسن فيلم غير روائى فى آفاق السينما العربية.. و«صاحبتى» يفوز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة فى المسابقة القصيرة

اختتمت أمس، فعاليات الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائى، بحفل توزيع جوائز المسابقات الرسمية والجوائز النقدية، وذلك بحضور وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، وعدد من نجوم الفن، وصناع السينما.

بدأ الحفل بكلمة لرئيس المهرجان الفنان حسين فهمى، أكد خلالها على أن المهرجان استطاع على مدار 9 أيام متتالية، أن يقدم عروضًا وأفلامًا مختلفة للجمهور، وصلت إلى 108 أفلام من 52 دولة بينها عروض عالمية أولى، وأخرى تعرض لأول مرة فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى الندوات وحلقات النقاش، موجها الشكر لوزراة الثقافة والرعاة الذين لم يبخلوا بتقديم الدعم للمهرجان، كما أكد على أنه تناقش مع وزيرة الثقافة، حول ما يمكن أن يقدمه المهرجان فى الدورات المقبل، ليصبح واحدا من أكبر 3 مهرجانات فى العالم.

كما استعرض «فهمى»، خلال الحفل مستوى ترميم فيلمى «يوميات نائب فى الأرياف» للمخرج توفيق صالح، و«أغنية على الممر» للمخرج على عبدالخالق، بعرض مشاهد منهما على الشاشة للجمهور، بعد أن عرضت نسخهما المرممة لأول مرة ضمن فعاليات الدورة الـ 44، متعهدا بقيام مهرجان القاهرة بترميم فيلمين سنويا حتى يسهم فى الحفاظ على تراث السينما المصرية.

أما على مستوى الحضور الجماهيرى، فأكد المخرج أمير رمسيس مدير المهرجان فى تصريح لـ«الشروق»، عقب انتهاء الحفل، أن مبيعات التذاكر هذا العام تجاوزت 45 ألف تذكرة، رغم أن المهرجان تقاطع مع مباريات كأس العام فى آخر 3 أيام، مشيرا إلى أنه هناك أكثر من 3 آلاف تذكرة على الأقل زيادة فى مبيعات شباك التذاكر عن الدورة الماضية، وهو ما يؤكد على أن برنامج المهرجان كان جديرا بثقة الجمهور المحب للسينما.

وخلال أيام المهرجان انتظمت العروض كما أعلن عنها فى جدول المهرجان، باستثناء حالتين فقط، الأولى تم فيها استبدال مواقع عرض فيلمى «سانت أومير» إخراج الفرنسية أليس ديوب، والفيلم التونسى «جزيرة الغفران» إخراج رضا الباهى، حيث عرض الأول فى مسرح النافورة، بينما الثانى عرض بدلا منه فى المسرح الكبير لدار الأوبرا، أما الحالة الثانية فكانت إلغاء العرض الثانى الفيلم البريطانى «أرض دالى»، وهناك حالة ثالثة حصلت فى اليوم الأخير للمهرجان، وهى انقطاع التيار الكهربائى فى سينما الزمالك أثناء عرض الفيلم البريطانى «الابن» إخراج فلوريان زيلر، إلا أن إدارة السينما تدارك الأمر سريعا وأعادت التيار واكتمل العرض.

الحفل قدمته الإعلامية جاسمين طه زكى، وبدأ بإعلان جائزة الاتحاد الدولى للنقاد (الفيبريسى)، والتى كانت أولى جوائز الفيلم المصرى المشاركة فى المسابقة الدولية «19 ب» إخراج أحمد عبدالله، حيث فاز أيضا بجائزة أفضل فيلم عربى وقيمتها 10 آلاف دولار، كما منحته أيضا لجنة تحكيم المسابقة الدولية جائزة هنرى بركات لأحسن إسهام فنى، وتسلمها مدير تصوير الفيلم مصطفى الكاشف.

وأعلنت لجنة تحكيم المسابقة الدولية برئاسة المخرجة اليابانية ناعومى كاواسى، عن فوز الفيلم الفلسطينى «علَم»، على جائزة الهرم الذهبى لأحسن فيلم، كما فاز بطل الفيلم محمود بكرى بجائزة أفضل ممثل مناصفة بمع بطل فيلم «السد»، الممثل السودانى ماهر الخير، أما الجائزة الثالثة لفيلم «علَم» فكانت فوزه بجائزة يوسف شريف رزق الله (جائزة الجمهور)، وقيمتها 15 ألف دولار.

وفاز بجائزة الهرم الفضى (جائزة لجنة التحكيم الخاصة لأفضل مخرجة)، إيمانويل نيكو، مخرجة فيلم «الحب بحسب دالفا»، والتى فازت بطلته (زيلدا سمسون) بجائزة أحسن ممثلة، أما جائزة الهرم البرونزى لأفضل عمل أول، فذهبت إلى الفيلم البولندى «خبز وملح»، أما جائزة نجيب محفوظ، لأفضل سيناريو فحصل عليها الكاتب اليابانى كوسوكى موكاى عن فيلم «رجل ما».

وعقب إعلان جوائز المسابقة، قالت المخرجة ناعومى كاواسى، إنها فخورة بأنها أول امرأة تترأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية فى تاريخ المهرجان، واستمرت فى إلقاء كلمة عن أمنايتها بأن يكون هناك تواجد أكبر للنساء، دون أن يراجعها أحد، أو يوضح لها أن الفنانة يسرا سبق وأن تولت رئاسة لجنة تحكيم نفس المسابقة، فى الدورة 36 عام 2014.

باتت الفنانة يسرا المرأة المصرية الأولى التى تترأس لجنة التحكيم الدولية على مدار تاريخ مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فى دورته الـ 36 التى تنطلق فى 9 نوفمبر المقبل، وتستمر حتى الـ 18 من الشهر ذاته، وذلك بعدما وقع اختيار إدارة المهرجان عليها.

وفى مسابقة آفاق السينما العربية، فاز الفيلم اللبنانى «أرض الوهم» إخراج كارلوس شاهين بجائزة سعد الدين وهبه لأحسن فيلم عربى، وحصد الفيلم المصرى «بعيدًا عن النيل» جائزة أحسن فيلم غير روائى، وهو من إخراج شريف القطشة، وحصلت الممثلة الجزائرية لينا خضرى، على تنويه خاص عن فيلم «حورية»، كما منحت اللجنة جائزة صلاح أبو سيف (جائزة لجنة التحكيم الخاصة)، للفيلم اللبنانى «بِركة العروس» إخراج باسم بريش، والذى حصلت بطلته الممثلة اللبنانية كارول عبود بجائزة أحسن أداء تمثيلى، وكان الفيلم نفسه قد حصل على تنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة أفضل فيلم عربى، أما الفيلم التونسى «نرجعلك»، فمنحته لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية، تنويها خاصا.

وفى مسابقة «أسبوع النقاد الدولية»، فاز بجائزة شادى عبدالسلام لأحسن فيلم، المخرج دميترو سوكوليتكى سوبتشوك، عن فيلم «بامفير»، إنتاج أوكرانيا، فرنسا، بولندا، تشيلى، لوكسمبورج، وفاز بجائزة فتحى فرج (جائزة لجنة التحكيم الخاصة) الفيلم الباكستانى «جويلاند» إخراج صايم صادق، وحصل فيلم «ضحية» على تنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة، وهو من إنتاج سلوفاكيا، جمهورية التشيك، ألمانيا.

أما مسابقة الأفلام القصيرة، فأعلنت لجنة تحكيمها، عن فوز «روزمارى ب. أ ــ بعد أبى»، بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير، وقيمتها 100 ألف جنيه ويؤهل المهرجان الفيلم الفائز للمشاركة فى تصفيات جوائز الأوسكار لأفضل فيلم قصير، كما فاز الفيلم المصرى «صاحبتى»، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وهو من إخراج كوثر يونس، كما حصد أيضا الفيلم التشيكى «أمنية واحدة لعينة»، جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

 

الشروق المصرية في

23.11.2022

 
 
 
 
 

"رحلة يوسف" يسترجع منسيي الحرب السورية في مهرجان القاهرة

المخرج جود سعيد يدخل مخيمات اللاجئين الذين رحلوا ولم يرحلوا

هوفيك حبشيان

أفرزت الحرب السورية نوعين من السينما، منهما واحدة هاجرت إلى الغرب، يؤيد معظم أحرار العالم مضمونها السياسي، أفلامها تحكي عن المأساة التي تعرض لها أصحابها مباشرةً أو من خلال تجارب الآخرين. هذه الأفلام حملتها التظاهرات السينمائية الغربية على الراحات ونالت جوائز دولية، أما السينما الثانية، فيتم إعدادها في مطابخ النظام قبل أن تتناولها مهرجانات كالإسكندرية وقرطاج وغيرهما، بعدما أقفل العالم كله أبوابه في وجه سوريا لفترة طويلة، وهناك نوع ثالث، يندر وجوده، يتمثل في فيلم مثل "رحلة يوسف" المعروض في مسابقة آفاق السينما العربية داخل مهرجان القاهرة السينمائي في 13 نوفمبر (تشرين الثاني)2022، ففي هذا الفيلم يأتي المخرج جود سعيد برؤيته الخاصة عن النزوح السوري، انطلاقاً مما يعرفه عن هذا النزوح وعما يريد القول عنه، كشخص لم ينزح ولم يلجأ إلى دول أوروبية كزملاء له، بل فضل البقاء، لأسباب بعيدة من شأننا هنا، هذا الخيار أكان بكامل الإرادة أو مفروضاً، يصنع تلقائياً سينما أخرى، فهو ابن نزوح آخر، من الذات للذات، ولا يمكن التغاضي عن هذا أيضاً، مهما يكن رأينا في النظام السوري وجرائمه.

هذه السينما الثالثة إذا صحت تسميتها هكذا، التي تقف في منتصف الطريق بين الأشياء لها منطق سينمائي آخر، يختلف عن ذلك الذي نتج جراء الغضب على النظام السوري، الذي وصل إلى حده الأقصى أخيراً

مع أفلام بدت كأنها تقوم على ذاكرة أصبحت بعيدة في وجدان أصحابها. "رحلة يوسف" يقوم على سينما لا تريد شيئاً ولا ترفع القبضات في وجه المشاهد، لا تهمل البعد السياسي كلياً، ولكن تتركه خلف الأذن وتتعامل معه بذكاء، فهو حاضر وغائب في آن واحد، هذا كله لتحكي عن أحوال النازحين وأوضاعهم وفي النهاية لا حاجة لخوض المحظور، فالذكي من الإشارة يفهم! 

تهجير ومخيمات

أيمن زيدان في ثالث تعاون مع سعيد يضطلع بدور شخص نجهل خلفيته، وهذا ما يحوله مادة مثيرة جاعلاً منه صفحة بيضاء، لا نعرف ماذا يفعل في الحياة ولا يفصح كثيراً عن توجهاته السياسية، ونكتشف في مطلع الفيلم بأنه يحاول إنقاذ الأرواح في قرية تتعرض للقصف ويسيطر عليها المسلحون، هناك عائلتان تعيشان في بيتين متلاصقين، عائلتان لم تبقيا عائلتين حقيقيتين فكل منهما فقدت أفراداً خلال الحرب، وبقيت في العائلة الأولى سيدة وابنة شقيقتها، وفي العائلة الثانية يوسف وحفيده، قصة حب بريئة تجمع الحفيد زياد بابنة الشقيقة هاجر، إلا أن أحد المسؤولين الكبار في صفوف المسلحين يطلب من يوسف تزويجه هاجر، على رغم أنها لم تبلغ بعد، ويتمرد يوسف على هذا الطلب، على رغم ما يترتب عليه من تداعيات خطرة وبمساعدة صديق يقرر الفرار من القرية إلى أحد المخيمات على الحدود اللبنانية. 

هذه هي الأجواء التي يدور فيها الفيلم، أحوال اللجوء والتهجير والمخيمات الواقعة في عري الطبيعة، حيث لا أمان ولا سقفاً يحمي أحداً، ناس تركوا لمصيرهم يدفعون ثمن مطالبتهم بالحرية، فباتوا بلا مرجعية يتدبرون أمورهم كيفما اتفق، وفي المخيم يعيش هؤلاء فصلاً جديداً من المأساة السورية يتجسد في استقواء بعضهم على البعض الآخر، والاستغلال على أنواعه.

وتتوالى الفصول ولا يتغير الكثير، إنها فصول الحياة الأربعة التي يأتي كل منها بسؤال محدد، في الشتاء يسأل الفيلم "إلى أين نذهب يا جدي؟"، وهي اللحظة التي يقرر فيها يوسف أن يبدأ رحلته، ومع ختامها يزهر الربيع الذي يحمل عنوان "سأبقى أحب لأجل عبد الهادي"، والأخير هو اسم الشخص الذي ضحى بحياته كي تنمو قصة الحب بين زياد وهاجر، ثم مع حلول الصيف نكتشف موهبة زياد الكروية والأمل الذي يمده للناس الذين من حوله، أما الخريف فيأتي بالسؤال الآتي، إلى أين ستذهب يا ولدي؟

يعتني جود سعيد جيداً بالجانب البصري، حركات كاميرا وتكوينات وغيرها مما يجعل أي فيلم يستوفي شروط سينما أنجزت لتشاهَد داخل صالة، وذلك منذ لقطة الافتتاح في الثلوج التي لا بد أن تذكّرنا بـ"درسو أوزالا" لأكيرا كوروساوا، إلى مشاهد المخيم التي يتم تصويرها بعيداً من أجواء البؤس. هناك بؤس في طبيعة الحال، لكنه لا يتمظهر على نحو مرئي واضح، وبمفردات رخيصة تحاول شحذ العواطف، بل البؤس هنا في داخل الشخصيات وفي طريقة تعاملهم مع بعضهم بعضاً، فالمخيم حيث تدور معظم أحداث الفيلم التي تتطور بشكل تصاعدي لتفضي إلى دراما غير متوقعة يغدو مسرحاً لخلافات وصراعات تأتي بصورة واقعية عن هذا الوطن الموقت الذي حشر فيه السوريون، فيبدون كما لو أنهم لا يملكون لا ماضياً ولا حاضراً ولا مستقبلاً، يأتون من مجهول ليذهبوا إلى مجهول آخر، هذا وحده كاف لإدانة كل الذين تسببوا بمأساتهم.

مع "رحلة يوسف"، تبدو الأمور أبسط مما نعتقدها، على رغم تعقيداتها الكثيرة، يصور الفيلم بساطة الحالة الإنسانية من دون أن يبسطها بالضرورة.

يتحول المخيم لقطة بعد لقطة مكاناً كلوستروفوبياً، على رغم فضائه المفتوح وسط الطبيعة، وحدة الدراما الممزوجة ببعض المحاولات الكوميدية تنسينا التدقيق في التفاصيل لفصل الواقعي عن المتخيل، إذ إن الأولوية هي معاناة الكاراكتيرات وهي في طريقها إلى الأصعب، ويقول يوسف في أحد المشاهد "أنا مخنوق، حاسس كل المخيم مترين بمتر"، معبراً عن هذا الاختناق الذي يعيشه هؤلاء الذين على الحد الفاصل بين الحياة والموت، لا هم راحلون ولا هم مقيمون. 

أيمن زيدان في دور يوسف يسحق كل الشخصيات الثانوية التي من حوله، حضوره يدوس على كل شيء، وفي المقابل يتحمل جزءاً من بلوغ الفيلم هذا المستوى من الدراما وحتى الإيقاع، "من يوم ما طلعنا من بلدنا تغيرت أحلامنا"، يقول الرجل الذي يمكن أن يستغني عن أسطر بنظرة واحدة، وهي دائماً تحمل قدراً من الحيرة والالتباس والتحدي، يستخدمه المخرج على مستويين، ضمن سياق روائي محض، وآخر أقرب إلى الوثائقي، حيث تنتقل الشخصية من كونها يوسف إلى كونها أيمن زيدان. 

ينطلق "رحلة يوسف" من داخل واقع سوري يحتاج إلى مئات الأفلام من المفترض أن ينجزها مَن هم في داخل سوريا ومَن يقيم خارجها، هو إنتاج مشترك سوري - سوري، لا يجامل ولا ينافق ولا يتملق، على رغم أن الصورة ليست كاملة وشاملة، ولكن دعونا نحاسبه على ما يرينا لا على ما يتركه خارج الكادر، واللافت أن بعض العناصر في الفيلم تتقاطع مع ما يحتويه عدد من الأفلام السورية والعربية التي عرضت أخيراً، مثل "نزوح" لسؤدد كعدان، الذي يتشارك معها في ظهور فجوة في الجدار يتواصل عبرها الحبيبان، أما مكب النفايات في المخيم حيث ينبش الأطفال عما يمكن استغلاله، فهو أيضاً مسرح أحداث الفيلم العراقي "جنائن معلقة" لأحمد ياسين الدراجي، يمكن التعامل مع "رحلة يوسف" باعتباره حكاية هؤلاء الذين لم يبقوا تماماً ولم يرحلوا تماماً.

 هذه حكاية الناس الذين لم ينجوا ولم يحققوا أحلامهم التي تتجاوز البقاء على قيد الحياة، وذلك على نقيض المصير الذي كتب للأختين السوريتين سارة ويسرى مارديني، اللتين صورهما فيلم آخر عُرض في مهرجان القاهرة بعنوان "السباحتان"، وإذا كان لكل مأساة وجهان، وجه حتمي ووجه خلاصي، فـ"رحلة يوسف" يرد الاعتبار إلى المنسيين كي لا يظلوا منسيين إلى الأبد. 

 

الـ The Independent  في

23.11.2022

 
 
 
 
 

مخرج فيلم "١٩ب" الذي حصد أكثر من جائزة في مهرجان القاهرة السينمائي

أحمد عبدالله لإيلاف: اسعى لهدم تصوراتي السينمائية في تجاربي وأحب مفاجأة نفسي

 أحمد العياد

إيلاف من القاهرة: بفيلمه الجديد الذي حصد ثلاثة جوائز ( جائزة الإتحاد الدولي للنقاد ، جائزة أفضل فيلم عربي ، وجائزة هنري بركات لأفضل إسهام فني ) بالدورة الرابعة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، واصل المخرج أحمد عبدالله تواجده وتمثيله المشرف للسينما المصرية.

عن الفيلم الذي تدور أحداثه حول حارس عقار عجوز يعيش في فيلا متداعية تفرض عليه الظروف مواجهة مع شاب، وعن المهرجان والسينما ورؤيته الإخراجية، كان الحوار التالي مع إيلاف:

·        قدمت في "19 ب" تجربة سينمائية مختلفة تعود بها للتجارب التي قدمتها قبل تجربتك الأخيرة في "ليل خارجي"، هل كان هذا الأمر مقصود؟

- مهتم برؤيتك للفيلم، لكن بالنسبة لي لا احب أن اقدم فيلم يشبه عمل قدمته من قبل، أحاول في كل أفلامي الابتعاد عن التجارب السابقة، وهذه أزمتي مع الجمهور أيضاً، فمثلا بعض الجمهور أحب فيلم "ميكروفون" وحمسهم الأمر لمشاهدة فيلم "فرش وغطا" فوجدوه مختلفاً تماما، وشعروا بالحزن أو الإحباط، لكني أحب تلك اللعبة مع الجمهور في كل مرة اقدم بها فيلم سينمائي.

·        هل تحاول أن لا تلزم نفسك بنمط معين؟

- في كل تجربة جديدة أحب أن افاجئ نفسي، فأنا أرى أن السينما لعبة، وأحب المشاركة في اللعبة الحلوة، ولو قدمت السينما التي اعتدت عليها في كل تجربة لن اشعر بالسعادة، رغم رؤيتي أن هذا الحل سيكون آمن جداً وكثير من المخرجين حول العالم يتبعونه، ويكونوا مخلصين لتصوراتهم السينمائية بعكسي حيث أسعى لهدم تصوراتي من وقت لآخر.

·        ما هو طموحك من التجربة الجديدة في "19 ب"؟

بالنسبة لي أكثر طموح هو أن يلقى الفيلم أكبر قدر من فرص العرض جماهيرياً، فطبيعة الأفلام التي اقدمها ليس بالضرورة أن أجد لها فرص عرض كثيرة، والحمدلله الآن أصبح لدينا المنصات الرقمية التي اعتبرها نعمة ونقمة بالوقت ذاته.

·        عن تجربة التعامل في التصوير مع الحيوانات ؟

- بلا شك، فخلال التصوير تعاملنا مع 14 كلب وقطة، وجميعهم غير مدربين، فهم كلاب وقطط من الشارع، وفي أغلب الأوقات كانت ترفض الكلاب العمل وهو ما كان يمثل كابوساً لفريق الإخراج والإنتاج بسبب تعطيل الكلاب للتصوير، لذا كانت سلطة الحيوان أكبر من سلطتنا في العمل لدرجة أن التصوير سيتم أو لن يتم في اليوم بحسب ما يراه الكلب.

·        لماذا تم اختيار سيد رجب للقيام بدور البطولة في الفيلم؟

- سيد رجب ممثل مظلوم، أحبه من فترة مراهقتي، لأنني عندما بدأت اهتم بالسينما شاهدته على خشبة المسرح فهو ممثل مسرحي مهم، وفترة التسعينات كانت مليئة بالعروض المسرحية والورش التي خرجت ممثلين كثر منهم سيد رجب وأحمد كمال وغيرهم من الممثلين أصحاب الطبيعة الخاصة، فكنت استغرب تمثيله مع فرقة الورشة وأراه مبهج لذا حاولت العمل معه في عمل سينمائي، وبالفعل كان هناك مشروعين لكن الظروف حالت دون اتمام العمل فيهم حتى جاءت تجربة "19 ب" التي قدمها بشكل متميز للغاية.

·        هل تبذل مجهود أكبر عندما تتعامل مع ممثل من خلفية مسرحية؟

- عند العمل مع أي ممثل، نتحدث كثيرا قبل البدء في الفيلم عن تصوره وما نريده وكل تلك الأمور، في بعض الأحيان ليس بالضرورة أن يكون الممثل مسرحيا لتكون طريقته مختلفة، فمن الممكن أن يكون ممثل تلفزيوني ولكن بسبب ظروف السوق والأعمال الرديئة طريقته في التمثيل تغيرت وأصبحت سهلة، وإقناع هؤلاء الممثلين بأن الفيلم مختلف ويحتاج لطريقة عمل مختلفة يحتاج إلى جهد وعمل فقط.

·        الأغاني في الفيلم كانت مزيج بين الماضي والحاضر، كيف تم اختيارها؟

يختلف الأمر بحسب كل فيلم، أحاول في كل تجربة عدم استخدام موسيقى معدة مسبقة لها، وفي فيلم "19 ب" استخدمنا حوالي 4 مقاطع موسيقية مُعدة مسبقا للفيلم، كل منها لا يتجاوز الـ40 ثانية، لكن بقية الفيلم يستمع المشاهد للأغاني، وهو عكس ما حدث بفيلم "ليل خارجي" حيث كان استخدام الأغاني أسهل لأن الفكرة كانت داخل تاكسي، وبالتالي كان من السهل توظيف الأغاني مع المشاعر في الأحداث، فأنا أحب لعبة استخدام الأغاني وصوت الشاعر، رغم أنه يكون أكثر تكلفة على المنتج، لأن هناك أزمة في الحصول على حقوق الملكية.

·        حدثنا عن تفاصيل التحضير للفيلم خلال الفترة الماضية؟

- استغرق العمل على الفيلم نحو عام ونصف تقريباً ما بين تحضير حتى الانتهاء منه بالكامل، وصورنا الأحداث على مدار 4 أسابيع، وخلال فترة التحضير أمهلتنا المنتجة يارا جبران شهران لاختيار مكان التصوير وبحثنا عن فيلات قديمة في الاسماعيلية والصعيد والإسكندرية، لكن الفيلا التي جرى التصوير فيها رشحت لنا في يوم كان يفترض أن نقوم بمعاينة 4 فيلات آخرى لكني وافقت عليها فور رؤيتها لأنها تحقق كل ما جرى تخيله في السيناريو بلا استثناء بما فيها موقعها بين عمارتين تم بناءهما حديثا، وهو شئ صعب للغاية الآن.

·        عندما شاهدت الفيلم شعرت بأن به تقدير للعزلة وأهمية أن يكون الإنسان على حريته

أتمنى أن يكون الجمهور لاحظ نفس الرؤية الخاصة بك، فالفنان لا يطالب شخصا بشيء، من الممكن أن تستجيب لما يحدث في الفيلم ومن الممكن أن تقابله بعدم استجابة، والفيلم كُتب أصلا في فترة العزلة فكان محملا بمشاعر العزلة، وفي النهاية ظهر الفيلم مُحمل بالأسئلة الخاصة بالوحدة وكيفية أن تعيش مع خوفك؟

·        ماذا عن مشروعك المقبل؟

- العمل القادم حتى الآن هو "19 ب" لأنه لم ينتهي بالنسبة لي حتى الآن، ولا زال لدينا عمل كثير، ونبحث عن العرض التجاري للفيلم، أو طرحه على منصة "شاهد".

 

موقع "إيلاف" في

23.11.2022

 
 
 
 
 

"بِركة العروس" لباسم بريش.. الماضي مسألة عائلية

محمد صبحي

فاز فيلم "بِركة العروس" للمخرج اللبناني باسم بريش بثلاث جوائز خلال منافسته في مسابقة آفاق السينما العربية، ضمن فعاليات الدورة الـ44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. والجوائز هي: جائزة صلاح أبو سيف (لجنة التحكيم الخاصة)، وأفضل أداء تمثيلي لكارول عبّود، بالإضافة إلى تنويه خاص من اللجنة المانحة لجائزة أفضل فيلم عربي.

يروي الفيلم محاولة امرأتين المحافظة على حياتهما والمفاوضة عليهما الواحدة ضد الأخرى، ويرسم معالم الصلة التي كانت تربطهما يوماً. الأمّ سلمى (كارول عبّود)، امرأة ستينية تجاوزت ماضيها وحَمَت استقلالها عبر تخلٍّ عن كل ما تعلَّقت به وهروبٍ أليم من روابطٍ كبّلتها، بما فيها رابط الأمومة بابنتها ثريّا (أميّة ملاعب). لكن الماضي لا يموت، كما يُقال، لم يشأ أن يتركها في عزلتها، فأعاد لها ثريّا، مهزومة ومُطلَّقة وحامل. تعاند المرأتان هذا اللقاء بينهما، قبل أن تكتشفا على مضض أن الخيبة المشتركة باتت هي الرابط الأخير بينهما.

تعيش سلمى منذ سنوات في قرية جبلية نائية. حياتها هادئة ومستقرة في ظاهرها ومستقلة وغير تقليدية في باطنها. لا ينقص سلمى شيء ولا تحتاج لأي شخص: تعيش سلاماً داخلياً. عودة ابنتها الحامل إليها يجرح فضاءها الروتيني ويطلق العنان لفوضى حيث تستحيل الحياة.

هذا كلّ ما يمكن قوله عن "حبكة" الفيلم. يختار بريش ألا يروي قصصاً. لا أحداث في الفيلم تقريباً، إلا تلك المتعلّقة بمهمّة صعبة تتشارك الأمّ وابنتها في إنجازها. غياب الحكي والحوار عن الفيلم ألقى على ممثلتيه الرئيسيتين مهمة أخرى صعبة لتظهير ما لا يمكن قوله. كارول عبّود، القديرة والخبيرة، تلتقي مع أمية ملاعب، البادئة في التمثيل، ليقدّما مباراة تمثيلية رافدة لمناخات بصرية وأمزجة ميلانكولية يداوم الفيلم على "مَسمرة" نفسه فيها.

ما لا تخبره الألسنة ولا تقوله الجُمل المراوحة بين الشخصيات، يترجمه الإيقاع والصورة. كاميرا نديم صوما تلتقط البون الشاسع بين زمنين، الأول صيفي صحو واعد ومفتوح على احتمالات كلها جميلة، والآخر شتوي بارد كئيب منذر وعالق في الوقت. فيما مونتاج رنا صباغة يآلف بين كادرات صامتة في أغلبها تختزن تفاصيلها دواخل وعلاقات ومواجهات وأوقات. وفي الأثناء تتثبّت الحالة المزاجية للشخصيات من خلال الملابس والإضاءة والديكور وحركة الكاميرا.

أراد بريش "الحديث عن امرأة لا يعرفها"، كما قال في النقاش الذي أعقب عرض الفيلم في القاهرة، من دون أن يثقل فيلمه بخطاب نسوي زاعق أو بيانات غاضبة أو حتى تقديس العلاقة بين الأمّ والإبنة كما تفعل الكثير من الأفلام. وفي سبيل التركيز على بطلته اختارها وحيدة بلا رجال في حياتها (لا زوج ولا حبيب ولا ولد)، نتابعها في شؤونها اليومية ورتابة أيامها، ثم بعد ذلك تقتحم وحدتها ابنتها، المرأة الثانية في الفيلم، ومن ثمّ نعاين آثار ولواحق هذا اللقاء. بين ماضٍ مرير لم تزل مفاعيله حيّة ومتعيّنة وحاضر معلّق بقرارات ضرورية وحاسمة؛ تحاول المرأتان بناء حياة من رُكام خبرتهما حتى إن اضطرهما هذا الخيار لمواجهة ما لا تريدانه: نفسيهما.

بحوارٍ في حدّه الأدنى واستكشافات ومفاوضات لا تظهر تفاصيلها على الشاشة، تخترع المرأتان أرضاً مشتركة لبلواهما بديلاً من التدرّع والإنزواء خلف أقنعة الخيارات الفردية وأخطاء الماضي. شيء من روح الأختيّة، لا الأمومة، يجمع سلمى بثريّا في كفاحهما لتجاوز الماضي وتبعاته، مثلما في اتحادهما بمواجهة الوحدة وغياب الرجل/القضيب. هذا التفصيل الأساسي لما يريد الفيلم قوله هو أدوم ما في النصّ، وما يميّزه عن غيره من أعمال تذهب إلى مناطق أليفة ومألوفة في تناولها العلاقات العائلية وجدرانها ومآزقها.

احتاج صنّاع الفيلم 8 سنوات لإنجازه، 5 منها في التحضيرات، مروراً بالتصوير الذي ترافق مع موجة حرائق شهدها لبنان دمّرت موقعي تصوير مخصصين للفيلم وأعقبها موجة احتجاجات شعبية، ثم المونتاج الذي استغرق عامين بسبب الجائحة والأزمات اللبنانية المتوالدة. تفاصيل تقول أشياء عن صعوبات ومشقّات يختبرها أغلب السينمائيين الجادّين في لبنان كما غيره من بلدان المنطقة، خصوصاً في أعمالهم الأولى.

"بركة العروس" عملٌ أول واعد وراديكالي، يجبر مُشاهده على التفاعل معه بإيجابية وبشكل خلّاق، بلا أن يعده بالكثير أو السير في طرق سهلة؛ فيلم صعب المشاهدة وممتع في آن، الاحتفاء به ضروري ويتجاوز ما ينجح في تقديمه فعلياً (وهو يقدّم الكثير بالمناسبة)، في زمن لبناني صعب وسياقات إنتاجية معقّدة وطويلة. أو كما تلخّص الأمر منتجة الفيلم، جانا وهبي، بقولها "كانت رحلة إنتاجه طويلة وصعبة، ومن أجل إنجازه كان علينا التمسّك بشراكتنا ورغبتنا بمواجهة كل الصعوبات التي مررنا بها وأثّرت علينا؛ أن نحافظ على قيمته الإبداعية بلا تنازلات".

 

المدن الإلكترونية في

23.11.2022

 
 
 
 
 

احتفاء يأتي بعد الموت أحياناً... المنسيون من تكريمات "القاهرة السينمائي"

سوزان يونس

وقفت الفنانة المصرية لبلبة، أمام الحضور وبين يديها جائزة الهرم الذهبي لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أهمّ وأعرق مهرجان في الشرق الأوسط، وخلفها يعرض مشوارها الفني الحافل منذ أن كانت طفلة في عُمر الخامسة وحتى اليوم. هذه هي المرة الأولى التي تُكرَّم فيها الفنانةُ لبلبة والتي تبلغ من العمر 76 سنة الآن.

شهدت لبلبة خلال مشوارها الفني جميع دورات مهرجان القاهرة السينمائي، والتي يبلغ عددها 44 دورة، وفي كلّ مرة كانت لبلبة أو "نونيا" (اسمها الحقيقي والذي كانت تحب والدتها أن تناديها به)، تنتظر أن يتذكرها المهرجان ويكرمها.

لم تكن لبلبة تنتظر هذا التكريم وحدها، فأمام الجميع ذكرت حرصَ والدتها وحلمَها بأن تكون ابنتُها ضمن المُكرَّمين من القاهرة السينمائي، وفي كل دورة من دورات المهرجان تؤكد لها الأم، أن لا أحد قدم هذا العام أفضل مما قدمتْ هي، فمن الطبيعي أن تكون لها جائزة، ولكن لا جوائز ولا تكريمات تحدث.

في العام 2010، توفيت والدة لبلبة، أكبر الداعمين لها والحالمين معها بجائزة من مهرجان البلد التي أفنت حياتها في إحياء الفنّ الخاص به.

استكملت لبلبة مسيرة الانتظار وحدها، حيث تم ترشيحها لجائزة في العام 2012، لكنها لم تحصل عليها، هي أو أيّ من المرشحين معها، بسبب الأحداث السياسية التي كانت تمرّ بها البلاد وقتها.

لكن حتى بعدما استقرت الأمورُ، وعاد المهرجان للانعقاد، لم يتدارك القائمون عليه هذا الموقفَ وتقديم الجوائز لمن يفترض أن يتم تكريمهم خلال الدورة الفائتة.

في بلادنا العربية تنتشر ثقافة تكريم المبدعين من الموتى أكثر من محاولات تكريمهم وهم على قيد الحياة، حتى أن من يحالفه الحظ وهو في المحطة الأخيرة من قطار العمر، يتنفس الصعداء ويشكر الله لأنه ربما أحسن حظاً من كثيرين غيره

تطلب الأمر 12 سنة كاملة حتى تقف لبلبة على خشبة المسرح، ويعرض أمام الجميع تاريخها الفني الحافل، منذ أن كانت طفلة صغيرة وحتى اليوم، وتسمع بأذنها أصوات التصفيق، وترى السعادة مرسومة على وجوه الجميع، كي تشعر أخيراً أن شيئاً من الشكر يقدَّم لها بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من سبعين عاماً. والأهم أنها استطاعت أن تشاهد هذا التكريم وهي ما زالت على قيد الحياة.

في بلادنا العربية تنتشر ثقافة تكريم المبدعين من الموتى أكثر من محاولات تكريمهم وهم على قيد الحياة، حتى أن من يحالفه الحظ وهو في المحطة الأخيرة من قطار العمر، يتنفس الصعداء ويشكر الله لأنه ربما أحسن حظاً من كثيرين غيره.

"الحمد لله إنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش"؛ بهذه الكلمات تحدث الفنانُ الراحل حسن حسني، عن تكريمه من القاهرة السينمائي، وهو صاحب رصيد كبير من الأعمال السينمائية الناجحة، التي وقف فيها إلى جوار الفنانين الشباب، بل وكان عنصراً أساسياً في نجاح هذه الأفلام.

لكن الفنان القدير، والذي توفي في آذار/مارس 2020، أي بعد أقل من عامين فقط من تكريمه بمهرجان القاهرة السينمائي، كشف النقاب عن تجاهل تكريم الكثير من الفنانين، ليكون في الغالب بعد وفاتهم، ومنهم من لم يحالفه حظُّ التكريم حتى بعد الوفاة.

تُمثِّل الجوائزُ قيمةً مهمة في حياة المبدعين، فهي تقدِّم إليهم رسالةً ضمنيه بأن مجهودهم الفني لم يذهب في اتجاه الرياح بغير رجعة، لذلك يُعتبر الاحتفاء بهم بعد الموت، هو إحياء لمن قتلوهم وهم على قيد الحياة.

محمود يس، هذا الفنان الكبير الذي قدَّم للسينما أعمالاً مهمة، بلغ رصيده منها أكثر من 170 فيلماً، وهو رقم ضخم، خاصة إذا ما نظرنا إلى القيمة الفنية التي تقدمها معظم هذه الأعمال، توفي في تشرين الأول/أكتوبر عام 2020، وتوقع الجميع أن تهدى له دورةُ مهرجان القاهرة السينمائي، الذي كان من المقرر أن يعقد بعد أقل من شهر من تاريخ وفاته، لكن، محمد حفظي، المنتج السينمائي ورئيس المهرجان، فاجأ الجميع بأنه لا تكريمات لمن رحلوا من الفنانين هذا العام.

صدمة عدم تكريم محمود يس لم تكن في الأوساط الفنية فقط، وإنما امتدت لتشمل الجمهور الذي عبر عن غضبه على وسائل التواصل الاجتماعي، ودفع أسرةَ الفنان الراحل إلى التعبير عن استيائهم أيضاً من تجاهل اسمِ والدهم الراحل.

"الحمد لله إنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش"؛ بهذه الكلمات تحدث الفنان الراحل حسن حسني، عن تكريمه من القاهرة السينمائي، وهو صاحب رصيد كبير من الأعمال السينمائية الناجحة، بل وكان عنصراً أساسياً في نجاح هذه الأفلام

هذا الصخب الذي صاحبَ عدمَ التكريم، دفع الناقد طارق الشناوي إلى التصريحِ بأنه سوف يكون هناك تكريمٌ استثنائي للفنان محمود يس في ختام القاهرة السينمائي في دورته الـ42، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث.

وهنا نجد أنه حتى الاحتفاء بعد الموت ليس ضرورياً أن يحدث في كثير من الأحيان، حتى وإن كان الفنان الراحل ذا مكانة كبيرة. تعلل حفظي وقتها بأن محمود يس، تم تكريمه في مهرجان آخر، ولن يقلد تجارب مشابهة لتجارب أخرى.

قارن هنا حفظي مهرجانَ القاهرة بتاريخه العريق والممتد لأكثر من أربعين عاماَ وله صفة الدولية، بمهرجانٍ ناشئ خاص لم يكن يتجاوز عمره الخمس سنوات وقتها، وتوقفت نسخته عن الانعقاد في ما بعد.

تاريخ عريق للقاهرة السينمائي الدولي

يعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أول مهرجان دولي يعقد في العالم العربي، وخرج للعالم في نسخته الأولى من القاهرة، مصر، عام 1976.

في ذلك الوقت كانت مصر لا تزال في مرحلة التعافي من التبعيات التي خلفتها حربُ أكتوبر، وعلى الرغم من ذلك، كان للفن مكانه الذي يشكل جزءاً هاماً من الهوية المصرية على مدار تاريخها.

يوم 16 آب/أغسطس 1976، كان اليوم الأول لفعاليات الدورة الأولى من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، والتي تم تنفيذها على يد الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين.

وبعد هذا التاريخ بنحو سبع سنوات، أي في عام 1983، أسندت إدارة المهرجان مناصفة بين وزارة الثقافة واتحاد نقابات الفنانين، ليتولى رئاسة المهرجان في هذه المرحلة أحدُ أهم عمالة ورموز الفن في هذه المرحلة، وهو الفنان سعد الدين وهبة.

توفي  محمود يس في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وتوقع الجميع أن تهدى له دورةُ مهرجان القاهرة السينمائي، الذي كان من المقرر أن يعقد بعد أقل من شهر من تاريخ وفاته، لكن رئيس المهرجان فاجأ الجميع بأنه لا تكريمات لمن رحلوا من الفنانين هذا العام

وتسلمها من بعده الفنان حسين فهمي لمدة أربع سنوات كاملة من عام 1998 إلى عام 2001، وانقطع بعدها عن رئاسة المهرجان، كي يتولاها في هذه المرحلة عدد من الأسماء الأخرى، أبرزها الفنان عزت أبو عوف، ليعود الفنان حسين فهمي، بعد مرور 21 عاماً إلى رئاسة المهرجان في دورته الـ44.

الكُتاب والمخرجون كان لهم نصيب كبير من عدم التكريم في القاهرة السينمائي، بل هم أشد تجاهلاً وتهميشاً من الممثلين أبطال الأعمال الفنية. السيناريست بشير الديك، والذي قدم للسينما العديد من الأعمال السينمائية المهمة، برفقة صديق عمره ورفيق مشواره الفني المخرج عاطف الطيب، عدداً كبيراً من الأفلام التي كانت تعبر بشدة عن الواقع المصري بداية من أفلامه الأولى "مع سبق الإصرار" (1979)، و"سواق الأتوبيس" (1982)، إلى فيلم "الكبار" (2010).

السينارست بشير الديك

بشير الديك، الذي يقترب من عامه الثمانين، قضى معظمها في تقديم أعمال جيدة للسينما، حصل على عدد من التكريمات، عدا تكريم القاهرة السينمائي.

في عام 1990، أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات المنتجين السينمائيين عن أهم ثلاثة مهرجانات للعواصم، فجاء القاهرة السينمائي الدولي في المركز الثاني، بعد مهرجان لندن، بينما جاء مهرجان ستوكهولم في المركز الثالث.

"من قدم أعمالاً فنية هامة لا بد أن يكون له نصيب من التكريمات"

تقول ماجدة خير الله، الكاتبة والناقدة السينمائية، في تصريح لرصيف22، إن مهرجان القاهرة السينمائي، له طابع دولي، وهو مهرجان مهم على مستوى العالم، فمن غير المنطقي أن تُكرّم جميع الأسماء في دورة واحدة.

الناقدة والكاتبة ماجدة خير الله

وتضيف أن المهرجان يكرم فنانين من داخل مصر وخارجها، وإذا ما حرص المهرجان على تكريم الكثير من الأسماء الفنية المصرية، سوف يكون المهرجان منغلقاً على أهل الدولة، وبالتالي سوف تنتزع منه صفته الدولية.

وترى أن جميع الأسماء التي قدمت أعمالاً مهمة فعلاً، سوف يكون لها نصيب من التكريم، ولو مرة واحدة على الأقل، سواءً كان خلال دورات المهرجان الماضية أو المقبلة.

 

موقع "رصيف 22" في

23.11.2022

 
 
 
 
 

بركة العروس يفوز يقتنص 3 جوائز في مهرجان القاهرة السينمائي

البلاد/ مسافات

فاز فيلم بركة العروس للمخرج باسم بريش بـ3 جوائز وذلك خلال منافسته في مسابقة آفاق السينما العربية ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتمثلت الجوائز الثلاث في جائزة صلاح أبو سيف (لجنة التحكيم الخاصة) وأفضل أداء تمثيلي لكارول عبود، بالإضافة إلى تنويه خاص بمسابقة أفضل فيلم عربي.

تدور أحداث فيلم بركة العروس حول مواجهة سلمى لماضٍ مرير، يعود فجأة مع ابنتِها المطلّقة حديثًا، ليفرض على أم وابنتها إعادة اكتشاف الصلة التي تربطهما ببعض.

يقوم ببطولة الفيلم كارول عبود وأمية ملاعب بالاشتراك مع الممثلين ربيع الزهر، انطوانيت نوفيلي، فادية التنير، فادي صقر، نسرين خضر، ودانا ضيا. الفيلم من إنتاج جانا وهبة لشركة The Attic بالاشتراك مع شركة ميتافورا للانتاج الفني وكتابة وإخراج باسم بريش. كما شارك غسان سلهب في كتابة الفيلم، نديم صوما كمدير تصوير، ورنا صباغة كمونتيرة.

وقد حصل الفيلم على دعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، الصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق، المركز الوطني للسينما CNC، بيروت دي سي للتطوير والسينما، وAct for Lebanon وAgnes Varis Trust.

السيرة الذاتية للمخرج باسم بريش

باسم بريش كاتب سيناريو ومخرج لبناني حائز على جائزة إيمي. منذ عام 2007، أخرج بريش ثلاثة أفلام قصيرة: "علعتبة" (2007) والذي عُرض لأول مرة في أسبوع النقّاد في مهرجان كان، "زيو" (2013) و"سايبة" (2014). كتب بريش عددًا متنوعًا من المسلسلات والأفلام: "شنكبوت" (2009)، "فساتين" (2012)، "أول الغيث" (2015)، "بدون قيد" (2018)، "أليفيا" (2019)، (vertu (2020 و"باب الجحيم"(2021). بريش هو مؤسّس ومدير سيناريو بيروت، و"بركة العروس" هو أول فيلم طويل له.

السيرة الذاتية للمنتجة جانا وهبة

درست جانا وهبه صناعة الأفلام في "جامعة القديس يوسف" في بيروت والغناء الشرقي الحديث في المعهد العالي الوطني اللبناني.  بدأت مسيرتها المهنية الأولى في الإنتاج بفيلم "٢ ١/٢" الحائز على جائزة FIPRESCI في مهرجان دبي السينمائي ٢٠١٠. واصلت بعدها إنتاج أفلام وثائقية وأفلام روائية إلى جانب العديد من الإنتاجات المشتركة.  في عام ٢٠٠٩، شاركت في تأسيس شركة الانتاج "The Attic" مع متخصصين في صناعة الأفلام. في عام ٢٠١١، انضمّت جانا إلى مؤسسة الدوحة للأفلام كجزء من فريق المهرجانات السنوية. عملت أيضًا كأستاذة اكاديمية في معاهد ومؤسسات كما كانت ممثلة معهد الفيلم العربي في لبنان.  بالإضافة إلى خبرتها في إدارة الفنانين الموسيقيين، عملت جانا على تنويع اهتماماتها وجلب الإنتاج إلى المسرح والمسارح الموسيقية.  تم اختيار جانا مؤخرًا من بين 4 صانعات أفلام عربيات أخريات لتلقي منحة أول صندوق AFAC-Netflix.  تشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي لمهرجان ريف (ايام بيئية وسينمائية).

العليّة - (The Attic)

تآسست العلية للانتاج عام ٢٠٠٩ وهي شركة انتاج تركز على السرديات العالية الجودة بجميع اشكالها. انتجت العلية للإنتاج "تانغو الثورة"، "ثلج"، "ولعل ما اخشاه ليس بكائن"، بالإضافة الى افلام حائزة على جوائز ك "بيروت المحطة الاخيرة" و "٢ ١/٢" ذلك وانتاج العمل المسرحي "لغم ارضي" والافلام الاخيرة "بركة العروس" و "يوم مات فلاديمير". 

تعمل العلية للإنتاج على تنويع اهتماماتها وتقديم الإنتاجات على المسرح والمسرح الموسيقي، فقد قدمت اعمالا بالتعاون مع مهرجانات بعلبك الدولية والمجمع الثقافي أبو ظبي. بينما تساهم العلية للإنتاج في تسليط الضوء على مخرجين موهوبين، تعمل على المشاركة بقوة في حاضر ومستقبل السينما في الشرق الأوسط، كما تقوم حاليا بتطوير العديد من المشاريع المنتقاة.​

 

البلاد البحرينية في

23.11.2022

 
 
 
 
 

تعرفوا على أبرز لقطات وجوائز حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي 2022

القاهرة- هي/ تصوير ولاء غنيم

أسدل الستار الليلة على الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي 2022، وأقيم حفل ختام المهرجان في دار الأوبرا المصرية، والذي شهد حضور كبير من نجوم الفن بالإضافة إلى الإعلان عن قائمة جوائز الدورة 44 من المهرجان.

أبرز لقطات حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي

وتألق عدد من النجوم على السجادة الحمراء في حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائي 2022، والتي شهدت تواجد عدد كبير من النجوم وعلى رأسهم إلهام شاهين ولبلبة وحسين فهمي وسيد رجب وبسمة ونور وهشام ماجد وهنادي مهنا ومايان السيد ونيكول سابا والمخرج خالد يوسف وسميرة أحمد ومادلين طبر ولقاء الخميسي ويسرا اللوزي وليلى علوي وإدوارد وغيرهم من الفنانين والسينمائيين.

لبلبة

أبرز جوائز الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي

وأعلن مهرجان القاهرة السينمائي عن قائمة جوائز الدورة 44 من المهرجان في حفل الختام الليلة في دار الأوبرا المصرية، والتي كان على رأسها جائزة الهرم الذهبي لأفضل فيلم في المهرجان والتي ذهبت إلى فيلم "علم"، وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وتونس والسعودية وفلسطين وقطر، وشارك الفيلم في المسابقة الدولية للمهرجان في عرضه الأول بالشرق الأوسط.

وحصل الفيلم البولندي "خبز وملح" على جائزة الهرم البرونزي كأفضل عمل أول، وحصلت مخرجة فيلم "الحب بحسب دلفا" على جائزة لجنة التحكيم الخاصة كأفضل مخرجة "جائزة الهرم الفضي"، وحصل المؤلف الياباني كوسوكي موكاي على جائزة نجيب محفوظ، كأفضل سيناريو عن فيلم "رجل ما"، وحصل مدير التصوير مصطفى الكاشف على جائزة هنري بركات كأفضل إسهام فني عن الفيلم المصري "ب 19".

ومن أبرز جوائز الدورة 44 من مهرجان القاهرة السينمائي، حصول الممثل السوداني ماهر الخير على جائزة أفضل ممثل في المهرجان عن فيلم "السيد" مناصفة مع الممثل محمود بكري عن فيلم "علم"، وحصلت الممثلة زيلدا سمسون على جائزة أحسن ممثلة ضمن المسابقة الدولية عن فيلم "الحب بحسب دالفا".

أبرز الجوائز العربية في مهرجان القاهرة السينمائي

وحصل فيلم "بِركة العروس" على جائزة صلاح أبو سيف أو جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وحصل فيلم "بعيدا عن النيل" جائزة أحسن فيلم غير روائي، وحصلت الممثلة اللبنانية كارول عبود على جائزة أفضل أداء تمثيلي عن دورها في فيلم "بِركة العروس"، وحصل المخرج كارلوس شاهين على جائزة "سعد الدين وهبة" لأفضل فيلم عربي عن فيلمه "أرض الوهم" المشارك في مسابقة آفاق السينما العربية، كما ذهبت جائزة الفبريسي إلى فيلم "ب 19".

وذهبت جائزة أفضل فيلم عربي إلى الفيلم المصري"19 ب" للمخرج أحمد عبد الله، وقيمتها 10 آلاف دولار، وحصل فيلم "بِركة العروس" للمخرج باسم بريش على تنويه خاص من لجنة التحكيم، وحصل فيلم "علَم"  على جائزة الجمهور أو جائزة "يوسف شريف رزق الله" وقيمتها 15 ألف دولار، وحصلت الممثلة الجزائرية لينا خضري، على تنويه خاص عن فيلم "حورية"، وحصل فيلم "نرجعلك" على تنويه خاص من المهرجان.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، حصل فيلم "روزماري ب. أ- بعد أبي"، على جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير، وفاز فيلم "صاحبتي"، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وحصل فيلم "أمنية واحدة لعينة" على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

 

مجلة هي السعودية في

23.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004